عماد دراسة مشارف تطبيقية في العلاقة بين العنوان والمضمون في ادب الاطفال الفلسطيني
بقلم: عماد موسى
تقديم:
هناك رابط علائقي بين العنوان المضمون، يسميه الدارسون بالعلاقة، وكما ان هناك ايضا، فرع في القانون الدولي اسمه العلاقات الدولية يعنى بالعلاقة الثنائية بين دولتين أوبين دولة ودول عدة دول، فإما ان تكون العلاقة اقتصادية اوثقافية او سياسية او امنية اوعسكرية اي علاقة تعاون او تحالف ...الخ من اشكال العلاقات. وهذا ايضا ينطبق على أي كتابة ابداعية ادبية، رواية.كانت ام قصة ام حكاية للاطفال ام شعرا ، ام فيلما. اما فيما يتعلق بالعنوان والمضمون في الادب...فإننا نسعى الى دراسة العنوان في الادب الطفلي الفلسطيني "بوصفه مفتاحا للدخول الى النص وبوصفه علامة تتموقع في واجهة النص"(1 ).وتقتضي دراسة العلاقة بين العنوان والمضمون في الادب الطفلي،قراءة البنية التركيبية للعنوان بقصد الوصول الى الدلالات الواردة في مضامين ادب الاطفال الفلسطيني،ولهذا فقد ارتأينا أنه من الضروري بسط مفهوم العنوان، وأشكال العلاقة بين العنوان والمضمون وكذلك وظائف العنوان.
مفهوم العنوان:
انطلاقا من قولة أن " العنوان كان وما يزال علامة سيميائية، تمارس التدليل، وتتموقع على الحد الفاصل بين النص والعالم، لتصبح نقطة التقاطع الاستراتيجية، التي يعبر منها النص الى العالم، والعالم الى النص لتنفي الحدود الفاصلة بينهما، ويحتاج كل منهما الآخر."(2)
اهتمت الدراسات السيميائية الحديثة ابتداءا من سنة 1968 بموقع "العنوان "وعلاقته بالنص من خلال دراسة "فرانسوا فروري و" أندري فوتانا " ،إلى جانب أعمال " كلود دوتشي"، "ليوهوك "،و" روبرت شولز " و "جيرار جنيت" ..الخ التي فتحت المجال واسعا أمام علم جديد سمي (علم العنونة)." (3 )
من هنا، فإن العنوان يعد" المرجع الذي يتضمن بداخله العلاقة والرمز وتكثيف المعنى،إذ يحاول المؤلف أن يثبت فيه مقصده برمته بوصفه النواة المتحركة التي خاط عليها نسج نصه."(4)
لذا فإنه "يمكن للكاتب اعتماد" استراتيجية العنونة من لفظ يوحي بتيمة الرواي"( 5 ) )
بحيث "يشكل العنوان إحدى العتبات التي تمكن المتلقي من ولوج عالم المتخيل، سواء تعلق الامر بالادب او السينما" .( 6)
وذلك عبر عتبة اللغة التي "تشكل العنوان بوصفه وحدة ألسنية ... ذات معنى غالبا ما يحيل إلى مضمون القصة بشكل مباشر او ضمني،والملاحظ ان جل عناوين قصص الاطفال التي انتجت تكرس العنونة الكلاسيكية التي تقتصر على الجمل الاسمية.... "(7)
وهكذا " يصبح العنوان سمة الكتاب أو النص، ووسما له وعلامة عليه، وله، كما أنه يعود إلى القصدية التي قد تؤدي إلى مرجعية ما: ذهنية أو فنية أو سياسية أو مذهبية أو أيديولوجية."(8 )
خصوصا أن العنوان كان وما يزال " يشكل الرسالة اللغوية الأولى .. "(9)
التي تؤشر باتجاه عملية التلقي ولكون العنوان رسالة فإنه "يشكل مرتكزاً دلالياً يجب أن ينتبه عليه فعل التلقي، بوصفه أعلى سلطة تلق ممكنة، ولتميزه بأعلى اقتصاد لغوي ممكن، ولاكتنازه بعلاقات إحالة (مقصدية) حرّة إلى العالم، وإلى النص، وإلى المرسل.(10 )
حيث يمكن للقارئ"المتلقي" أن يتفاعل مع العنوان بوصفه ارسالية ذات حمولة دلالية،وذلك لأن العنوان؛ كان وما يزال " يشكل الرسالة اللغوية الأولى التي يتلقاها القارئ فتشد بصره وتحرك إدراكه، للحفر في مدلولاتها ويتوقف عنده المتلقي، باعتباره المفتاح الأساسي لقراءة مضمون النص الإبداعي. "(11 )
لأن ذلك، يشكل لحظة تأسيس الوعي عند المتلقي، و بالاشتغال على هذه الارسالية، يمكن تثبيت أو كسر هذه اللحظة،حيث يقول ميشيل فوكو: " فخلف العنوان، و الأسطر الأولى، و الكلمات الأخيرة، وخلف بنيته الداخلية، وشكله الذي يضفي عليه نوعا من الاستقلالية، و التميز، ثمة منظومة من الإحالات إلى كتب ونصوص و جمل أخرى"، أي ما يجعل العنوان نصا يتعلق بطريقة مباشرة أو خفية مع النصوص الأخرى."(12 )
ورغم الطابع الاختزالي للعنوان، الا انه يمثل الجزء الاهم،بوصفه الواجهة الاشهارية والاغرائية،لما يتوفر عليه من حمولة دلالية مكثفة،ينبغي على المتلقي ان يوظف هاجس التوغل في كنه العمل الادبي."لذا يفترض ان يكون الاهتمام منصبا،
على اختيار العنوان الملائم لمضمون النص"(13)
وذلك لأن " العنوان يمثل أعلى أشكال الاقتصاد اللغوي الممكن، و هذه الصفة على قدر كبير من الأهمية، إذ أنها – في المقابل – ستفرض أعلى فعالية تلق ممكن، مما يجعل المتلقي فعال بشكل كبير في عملية تلقيه للعنوان، وهي فعالية تتضح من خلال البحث عن دلالات العنوان من خارج العمل، وعن تفاصيل كاملة من داخله، و حين يلج المتلقي العمل تتحدد تلك الدلالات التي استقاها من خارج العمل. وعلى الرغم من أن العنوان نص مختصر مقلص فإنه يلعب دورا هاما وحاسما في الأعمال الأدبية خاصة وفي الأعمال الفنية عامة. فهو جزء لا يتجزأ من عملية إبداع الكاتب. كما أنه يلعب دورا مركزيا في عملية إنتاج القارئ لمعنى العمل ودلالاته ويقوم بوظائف متعددة ومتنوعة،" (14 )
علاقة العنوان بالمضمون:فقد ،رصدنا عددا من العلاقات التي تربط العنوان بالمضمون، في ادب الاطفال
الفلسطيني،وهي:
1- العلاقة الموضوعية
2- العلاقة العضوية
3- العلاقة الديالكتيكية
4- العلاقة الاعتباطية،
5- العلاقية التاريخية.
6- العلاقة الدينية
1- العلاقة الموضوعية: وهي الصلة القائمة بين الشكل والمضمون،او بين اللفظ والمعنى وقد عالج النقاد العرب القدمى ،قضية اللفظ والمعنى،كما تناول المحدثون قضية اللفظ والمعنى الى مصطلح اكثر تطورا، هو الشكل والمضمون،علما ان " كلمتي »الشكل« والمضمون« جديدتان على النقد العربي، على الاقل فيما يختص باستعمالهما الفني، فالواضح، من كتب النقاد العرب القدامى (وبعض المعاصرين الذين سلكوا سبلهم) ان تناولهم لهذه القضية كان من صورة "اللفظ والمعنى" ، وكانوا يقصدون باللفظ عامة التركيب اللغوي، الذي ينظم نوع الكلمات من حيث جدتها او قدمها، او من حيث شيوعها او اقتصارها على خاصة بعينها، او اتصالها بدلالات (او بنوع من المدلولات)سواء أكانت مبتذلة ام سامية.
"وكان يقصد بالمعنى، اما فكرة تعبر عنها الالفاظ، او المغزى الاخلاقي، الذي يرمي اليه الكاتب او قد تعنى كلمة »معنى« في بعض المواضع ما نسميه الان صورة فنية." ( 15")

فمن الواضح "ان كلمتي (الشكل) و(المضمون) لم يعودا يترادفان مع اللفظ والمعنى على الاطلاق، وانما انسحب كل منهما على دلالات ذات صلة بالمفهومات الفنية الجديدة، والنظرة التي تغلغلت الى دقائق عملتي الخلق، والتذوق الفنيتين، وتوسلت بالعلوم الحديثة مثل: علم دلالة الالفاظ، وعلم النفس وعلم الجمال"( 16 )
حيث "كان الشكل وعاءا يصب فيه المضمون، ونظريا كان الوعاء ذاته قادرا على استقبال مضامين شتى. فاذا حدث تغيير في الشكل؛ كان ذلك استجابة لمقتضيات المضمون. لقد ادى ذلك كله الى التأكيد على المضمون، وكان بالتالي مسئولا عن بعض الدراسات الادبية" ( 17)
وأما العلاقة الموضوعية فتعني" التجرد من كل الاهواء والعواطف والافكار والمعتقدات،ورصد الواقع الانساني كما هو؛او هي،وباختصار،ادراك الواقع، على ما هو عليه،"( 18)
ولكن الدراسة الموضوعية هي:" تلك التي ترتكز على الوصف والتحليل والتجربة والاستقراء والمقارنة، ثم محاولة الوصول الى القضايا الكلية والقوانين العامة."( 19)
وينبغي لنا، ان نشير في هذا المقام، إلى أن المصطلح المقابل للموضوعية، هو مصطلح الذاتية ،وتعني:"الارتباط بما هو فردي وذاتي؛والادراك الذاتي للاشياء،ويوصف بانه ادراك متحيز،، لأنه مبني على الشعور والذوق والعواطف والاهواء والافكار. "( 20)
2- العلاقة العضوية بين العنوان والمضمون
وهذه العلاقة هي: الوشائج الممتدة بين العنوان والمضمون، فترى ان العنوان يحمل دلالات كبيرة ومعان ومكثفة تتصل وشائجيا بالمضمون،لذلك"... نجد عناوين ومُصطلحات لأشياء ما، مضمونُها لا يختلف كثيرًا عنها، بل يكون تطبيقًا عمليًّا لتلك العناوين والمصطلحات، وأحيانًا ربما تشعر أن تلك العناوين البرَّاقة والمصطلحات المُعَبِّرة قليلة على مضمونها، من كثرة ما يكون فيها من ثراء في اتجاهات عديدة." ( 21 )
3- العلاقة الديالكتيكية بين العنوان والمضمون

نجد انفسنا مدعوين لبسط مفهوم الجدل"الديالكتيك، حتى يتمكن القارئ"المتلقي غير العارف من امتلاك المعرفة اللازمة؛ كي يتمكن من فهم العلاقة الجدلية بين العنوان والمضمون في ادب الاطفال وفي السرد الروائي والقصصي بشكل عام.
ما هي قوانين الديالكتيك ؟.
فالجدل"الديالكتيك" بالنسبة إلى ماركس و انجلز يمكن حصره فيما يلي :
* قانون التحول من الكمية الى الكيفية و العكس .
* قانون تداخل المتناقضات .
* قانون نفي النفي
• قانون وحدة و صراع الأضداد .
وهنا يجدر بنا ان نتساءل: هل وظف الكاتب الفلسطيني هذه العلاقة الجدلية بين عنوان قصته ومضمونها،بحيث نرى قوانين الجدل تشتغل ،بما يمكن القارئ من ادراكها وفهمها.وفك شفراتها"أكوادها".
4- العلاقة الاعتباطية بين العنوان والمضمون
وهي باختصار"أن نجد عناوين ومصطلحات هي فقط عناوين لأشياء ما، مضمونها ليس بينه وبين حرف واحد من العُنْوان وجه شبه؛ فإنك حين تجد مثل هذه العناوين، لن تتعجب فقط منها أو ممن يروج لها، على ما فيها من خلل، بل ستتعجَّب لعقول مَن قبلوها على مضمونها الزائف البعيد كل البُعد عن العُنْوان." ( 22 )
وليس غريبا ان" نجد عنوانات( عناوين) أخرى تبدو فيها علاقة العنوان بالمضمون واهية، ومفارقة للنص أو لمضمونه. وقد تظل الصلة بين العنوان والمضمون غير محسوسة تماماً إلا للقاري الذي يحاول أن يبحث عن انسجام النص، ولا يكتفي بالبحث عن اتساقه."(23 )
4- العلاقة التاريخية بين العنوان والمضمون
شكل العنوان الارسالية اللغوية الأولى التي يتلقاها القارئ؛ فتشد بصره وتحرك إدراكه، للحفر في مدلولاتها. فالعنوان هو النص الأول الذي يتوقف عنده المتلقي، باعتباره المفتاح الأساسي لقراءة مضمون النص الإبداعي، ورغم الطابع الاختزالي للعنوان، إلا أنه يمثل الجزء الأهم، بوصفه الواجهة الإشهارية، والإغرائية، لما يتوفر عليه من حمولة مكثفة، تثير في المتلقي هاجس التوغل في كنه العمل الأدبي. لذا يفترض أن يكون الاهتمام منصبا على اختيار العنوان الملائم لمضمون النص." (24).
لذلك نرى ان العناوين "تبدو من الوهلة الأولى؛ هي الأكثر وضوحا، على اعتبار أن ملفوظات العنوان، واضحة لا تحتاج إلى شرح كبير، لكن وضوح ملفوظاته، لا يعني وضوح مدلوله، لأن سياق التركيب ينتج العديد من الدلالات، التي تبدو هنا مبهمة وغامضة، فالكاتب/ة لا تريد أن تجيب عن كل الأسئلة التي تختلج في ذهن القارئ، وربما تتعمد تشويش فكر المتلقي، وحسب "إيكو"، لأن غاية العنوان هو إثارة الجدل وفتح الباب على مصراعيه أمام التأويلات." (25)
فهناك عنوان لقصة يحمل عنوانا غير مباشر، ذو تركيب مجازي. الأمر الذي يستدعي قراءة المضمون لفك شفرات العنوان. رغم أن أمبرتو إيكو، يعتبر أن مجيء "العنوان منذ اللحظة التي نضعه فيها هو "مفتاح تأويلي"، أي أن العنوان يثير فضول المتلقي، الذي يعبر عن المحتوى بعيدا عن القراءة وقد يصدق تحليله، وقد يلبث مجرد إمكانية للتأويل بعد الإتيان على العمل. لذلك لا بأس أن نتعرف على شكلية العنوان و مدلوله."( 26 )
مكونات العنوان:
اولا - لغة العنوان
فإن لغة العنوان يعد العتبة الاساسية للولوج داخل النص، ومدخلا للتعرف على مضمون القصة واستهلاكها عن طريق القراءة ومشاهدة الصور المصاحبة للنص. فلغة العنوان في ادب الاطفال الفلسطيني غالبا ما تتوزع على عدة لغات وهي :الفصحى والعامية ،اللغة الثالثة.
ثانيا: المتن الحكائي:ويتكون من ما يأتي:
أ- عنوان الحكاية:
وهو الذي يحيل بعض العناوين مباشرة في علاقته بالمتن الحكائي إلى "اهم المكونات الاساسية للقصة،والتي منها:الشخصيات،الفضاء،الزمن، الزمكان،وقد يتبين ان العلاقة التي تربط العنوان بالحكاية هي علاقة وطيدة حيث يعتمد الكاتب على اخبار المتلقي بمضمون الحكاية، وكون العنوان يعتبر اول انجاز للمتلقي،"إن جل الكتاب يعملون على تحديد موضوع الحكاية مما يجعل جل العناوين تقريرية ومباشرة،"(27 )
ب- البعد التاريخي: وقد يتضمن المتن الحكائي على هذا البعد،
في القصة الفلسطينية التي تحمل حمولة تاريخية بحيث يظهر كيف "يتجلى هذا البعد من خلال الشخصيات التاريخية التي تشكل ابطال هذه الحكايات سواء بشكل مباشر او غير مباشر" (28 )
ج- التركيب اللغوي للعنوان
قد ياتي عنوان القصة ،اسم علم وهو الاسم الذي يدل على مسماه بذاته ، ودون قرينة خارجة عن لفظه .مثل : محمد ، ومكة ، وفاطمة ، والقدس ، وأبو يوسف ، وعبد الله . فالكلمات السابقة دلت بلفظها ، وحروفها الخاصة على معنى واحد معين محسوس ، ولا تحتاج هذه الدلالة إلى مساعدة لفظية ، أو معنوية لتساعدها على أداء المعنى ، بل تعتمد على ذاتها في إبراز تلك الدلالة . والاسم العلم هو الاسم الذي يعين مسماه مطلقا . أي من غير تقيد بقرينة تكلم ، أو خطاب ، أو غيبي ، أو إشارة حسية ، أو معنوية ، أو زيادة لفظية، كالصلة وغيرها من الزيادات اللفظية الأخرى ، أو المعنوية التي تبين وتعين مدلوله ، وتحدد المراد منه؛ لأنه علم مقصور على مسماه .

وينقسم اسم العلم باعتبار تشخيص معناه إلى اسم علم شخصي ، واسم علم جنس .
إسم علم شخص،وهو : اسم العلم الذي يدل على شخص بعينه ، لا يشاركه فيه غيره ، ولا يحتاج إلى قرينة ،. نحو : محمد ، يوسف ، فاطمة ، مكة . و حكمه:حكم معنوي أي دلالته على معين بذاته كأن يكون اسما لبشر او غيره من أسماء البلاد ، والقبائل ، والمدن ، والنجوم ، والسيارات ، الطائرات ، والكتب ، مما لها اسم معين لا يطلق على غيرها . او حكم لفظي ويتعين في كون اسم العلم لا يعرف بالألف واللام ، ولا يضاف ،وجواز الابتداء به ،أو مجيئه صاحب حال ، كما يمنع من الصرف، كما يمكن ان يكون مشابها في صيغته للأفعال المضارعة.
وامااسم علم الجنس : هو الاسم الموضوع للمعنى العقلي العام المجرد ، أي للحقيقة الذهنية المحضة و لو انه في حكم النكرة من الناحية المعنوية مثل أسامة ، وأبو الحارث و هما اسما علم جنس يطلقان على الأسد ، أبو الدغفاء . ويطلق على الأحمق دون أن يعين شخص بذاته الخ ... وله نفس الاحكام المعنوية و الفظية لاسم العلم الشخصي.
وينقسم اسم العلم من حيث الأصالة في الاستعمال إلى مرتجل ، ومنقول .
فاسم العلم المرتجل :هو ما وضع من أسماء الأعلام من أول الأمر علما ، ولم يستعمل قبل ذلك في غير العلمية . مثل : سعاد ، وأدد ، وحمدان ، وعمر ، محبب .
وينقسم اسم العلم المرتجل إلى قسمين :
*مرتجل قياسي : هو العلم الموضوع من أول الأمر علما ، ولم يستعمل قبل ذلك في غير العلمية
*مرتجل شاذ :وهو ما وضع علما من أول الأمر ، ولكن لا نظير له في كلام العرب يقاس عليه .
اما اسم العلم المنقول : هو ما نقل من شيء سبق استعماله فيه قبل العلمية مثل : ماجد ، وحامد ، وفاضل ، وسالم ، وعابد ، وثور ، وحجر ، وأسد .فبعضها منقول عن صفات ، وبعضها منقول عن أسماء . قد يكون النقل عن اسم مفرد في لفظه، وقد يكون النقل عن الفعل فقط ،وقد يكون النقل عن جملة اسمية أو فعلية وإذا نقل اسم العلم من لفظ مبدوء بهمزة وصل ، تتغير الهمزة إلى قطع بعد النقل مثل : إعتدال ، وإنتصار ، وإبتسام ،و هي أسماء لنساء.
واما على اعتبار اللفظ يأتي مفرد ، ومركب .
فإن اسم العلم المفرد : هو اسم العلم المكون من كلمة واحدة مثل : محمد ، وأحمد ، وعلى ، وإبراهيم ، وسعاد ، خديجة ، ومريم ، وهند . و يعرب هذا الاسم بحسب العوامل الداخلة عليه.
واسم العلم المركب : هو اسم العلم المكون من كلمتين فأكثر ، ويدل على حقيقة واحدة قبل النقل وبعده .
.
وقد يأتي العنوان جملة اسمية :

فيتركب العنوان من جملة اسمية تتشكل من كلمتين تجمع بينهما علاقة الإضافة؛ التي تقوم بإسناد لفظ جدلية للفظ التواصل ..ونلاحظ على مستوى آخران كلمة جدلية اسم مشتق من الجدل الذي يدل على الحوار وتبادل الآراء والمواقف ، وهو ما يستدعي وجود طرفين على الأقل ،يتبادلان الأخذ والعطاء .أما لفظ التواصل فقد رأينا انه يدل اصطلاحا على تبادل المعلومات والأخبار وان له مكونات من أهمها المرسل والمرسل إليه والمرجع والقناة والسنن أو الشفرة ...نستنتج من المعطيات السابقة "أن عملية التواصل لا تتسم بالجمود بل هي مشحونة بحركية وتفاعل بين طرفين أو أكثر ."(29 )
وظائف العنوان:وللعنوان وظائف متعددة اهمها:
1- الوظيفة الندائية للتعريف بالمنتوج.
2- الوظيفة المرجعية للتعريف بمحتواه العام
3- الوظيفة الإيحائية أو الإشهارية ، لتشويق المتلقي.
4- وظيفة المماثلة أو تحقيق هوية من خلال استعارة اسم بطل من التاريخ أو أسطورة أو جانب خيالي أو حالة اجتماعية ،أو صفة أو طبع ، أو نوع حيواني
5- وظيفة إخبار و إعلام .
6- وظيفة الجذب أو الصدم وهو ما أضحى الكتاب المعاصرين يستهويهم مثل هذا النوع من العناوين حيث تزلزل بعض المفاهيم الثابتة والتي تمتاز بالجرأة ."(30 )

ومنم خلال ما تقدم نستنتج "إن المهمة الأساسية في دراسة العنوان تكمن في جعله أداة وظيفية إنتاجية، تقوم بتوليد الدلالات الممكنة، لنحاول بعد ذلك ربطها بالمتن الروائي."(31 )
بما يوفر امكانية "إحالية، وأخرى بنائية، وثالثة دلالية، ورابعة تداولية، وخامسة بصرية أو أيقونية تستغل فراغ محيطها، أو تنوع في الخطوط وألوانها وأحجامها وطرائق رسمها وهكذا دواليك."( 32)
ولهذا كله؛ نجد أن العنوان، هو احد اشكال الاقتصاد اللغوي،والذي يعني لغة هو" القصد في الشيء خلاف الافراط وهو ما بين الاسراف والتقتير،والقصد في المعيشة هو ان لا يسرف ولا يقتر،ويقال مقتصد في النفقة وقد اقتصد هو القلَّة والسُّهولة والقصر،والاختصار والايجاز مع القصد والإرادة "( 33)
اما الاقتصاد اللغوي اصطلاحا فهو:"ظاهرة لغوية غير مقصورة على اللغة العربية وحسب،وغالبا ما تكون ظاهرة معروفة في كل لغات العالم،وكذلك بدرجات متفاوتة، ويتأثر بها التركيب والصوت،وبالتالي كانت من الظواهر العالمية في اللغة. اذ انها ليست وقفا على لغة،دون اخرى"(34)
دراسة نماذج من ادب الاطفال
سنحاول ان ندرس عدة نماذج لعلاقة العنوان بالمضمون في ادب الاطفال الفسطيني في محاولة للكشف عن سيموطيقا العنوان وعلاقته بالمضمون، لهذا وجدنا انه من الضروري، بحث التركيب اللغوي للعنوان في القصة الطفلية الفلسطينية.
التركيب اللغوي للعنوان في القصة الطفلية الفلسطينية:
اولا:الاسم المفرد،وهي في اغلبها منقولة عن صفات وقد جاءت كما هو مبين في الجدول أدناه:
عنوان القصة اسم الكاتب
1- الحارس - زكريا محمد
2- شعشبون - زكريا محمد
3- زلوطة - سونيا نمر وسعاد ناجي
4- التنين - سونيا نمر وسعاد ناجي
5- الصياد - عباس دويكات
6- المعروف - ابراهيم مصطفى شيخ العيد

ثانيا: العنوان قد يأتي جملة اسمية :
يتركب العنوان من جملة اسمية تتشكل من كلمتين تجمع بينهما علاقة الإضافة التي تقوم بإسناد لفظ جدلية للفظ التواصل ..كما هو في الجدول التالي:
عنوان القصة اسم المؤلف
1- ملك الحكات سونيا نمر
2- مغني المطر زكريا محمد
3- المدينة البعيدة خالد جمعة
4-السنونو الذكي سونيا نمر ورشا حمامي
5- حاكورة امي مروان العلان
6- عمر وهاها صفاء عمر
7- سوا سو روز شوملي مصلح
8- اذن سوداء واذن شقراء خالد جمعة
9- ملك الغابة حنا ابوحنا
10- سر الملك كيسار حنا ابو حنا
11- صفاء تسأل ايضا ابراهيم جوهر
12- قصة قبل النوم مايا ابوالحيات
13- مختار ابو دنين كبار سونيا نمر وسعاد ناجي
14- قصة نورس نورس كرزم
15- حذاء الطنبوري سونيا نمر ورشا حمامي

العنوان قد يتكون من جملة فعلية:
عنوان القصة اسم المؤلف
1- نفهم بالاشارة حنا ابو حنا
2- تعال العب معي صفاء عمر
العنوان اكثر من جملة: وقد يأتي العنوان القصة الطفلية الفلسطينية،اكثر من جملة كما هو مبين ادناه:
1- العمة زيون وشجرة الزيتون فاطة شرف الدين
سنقوم بدراسة تطبيقية على نماذج من قصص ادب الاطفال التي تحمل عنوان يتكون من كلمة واحدة وهي: 1- قصة " شعشبون" لزكريا محمد و زلوطة ،لسونيا نمر وسعاد ناجي
القصة الاولى: بعنوان شعشبون،وهي كلمة مفردة، و كلمة تطلق على نوع من العناكب التي تنسج بيوتها داخل البيوت وعلى مداخل الكهوف، وعلى اغصان الشجر، وعلى الأعشاب،وفي الخرائب، وغالبية الأطفال شاهدوها، وهي معلقة تنسج بيوتها وهم يعرفون معنى شعشبون،من مشاهدتهم له،ولكن كيف تكون العلاقة بين العنوان والمضمون هذا ما سنقوم به.
الحقول الدلالية لشعشبون:
شعشبون كلمة مفردة تشكل حقلا دلاليا، يمكن وضع عدد من الدلالات في هذا الحقل فهو عنكبوت صغير ،
يتدرب على الصيد،
نساج شبكات
لديه الرغبة في صيد من هم اكبر منه حجما.
فشعشبون كملة تحمل معنى يشير إلى نوع من التفكير عند الصغار، فخاص شعشبون الصراع مع حيوانات اكبر منه واضخم،بدءا من الصراع مع الفيل، الذي افقده رجلين من نفضة الفيل ،مع انه اي شعشبون يؤكد دائما على انه "القوي الذكي"
والشجاع، الا ان الفيل كبير،ويحاول الكاتب من خلال هذا الصراع مع الحيونات الضخمة ان يؤكد على معنى " واحد وهو ان الشجاعة ان لم تفد ضرب من الحمق والمأثم" وعلى الصغير ان يتحسس حجمه، ووان يتعرف على قواه قبل ان يغامر
ومن ثم يعيد شعشبون الكرة ويكرر الكاتب جملة "انه شجاع لكن الحمار كبير"مع الحمار فداس الشبكة،وتعلق بقدمه،ففقد قدمين من اقدامه الستة المتبقية.


فللمرة الثالثة لم يتعظ شعشبون ،ويكرر المحاولة ذاتها مع العنزة السوداء التي مزقت الشبكة. وأما عبارة "قوي وذكي" توحي بان القوة في موقف شعشبون تهور، وأن الذكاء اذا لم يستعمل في موضعه،يعد حماقة؛ لذا فقد رجلين اخريتين. مما يؤكد الكاتب على مبدأ قوة العنزة وشجاعة شعشبون،ولكن مع إظهار فكرة عدم العلم من الخطأ،فلم يتعظ شعشبون ولم يستوعب الدرس من اول مرة، فحاول محاولته الاخيرة مع "الفار الابيض"ايضا فعل مثلما فعل مع سابقيه، فمزق الفأر الشبكة ، وفقد ما تبقى من ارجل.ث
م يستخدم الكاتب الجملة نفسها ليستنبتها في عقول الاطفال إنه "شجاع" ولكن الكاتب يبرز ا فارقا آخر في الخصم وهو ان"الفأر ذكي".وتنتهي الحكاية بان قامت العناكب بالصاق ارجله الثمانية وينجح في اصطياد ذبابة،وهنا يكشف الكاتب عن معنى التعاون والتعاضد بين جنس العناكب.الذي اعاد لشعشبون ارجله،فمع اترابه يمكن ان يحق اي صغير انجاز،
فالعلاقة بين العنوان والمضمون جاءت موضوعية وعضوية معا. فالبناء الحكائي منذ القصة"شعشبون" وسرد صراعه مع الحيوانات الاكبر والاضخم منه في بحثه عن غذاء قد جاءت العلاقة مع المضمون عضوية. وقد كشفت في نهاية السرد، عن لحظة التغيير تفكير شعشبون وسلوكه؛ فراح الى الصيد متسلحا بالمعرفة الجديدة .هي ان الشجاعة والذكاء لا يكفيان في الصراع مع الاخر؛وذلك، لان الاخر ضخم وكبير وذكى .فالمتن الحكائي صب كل مضمونه في العنوان.
2- القصة الثانية زلوطة:
كلمة "زلوطة" جاءت مفردة لعنوان القصة، كما هو واضح،الا أنه منذ البداية نجده لايحيل العنوان"زلوطة" الى معنى، حتى لو استخدم الطفل قاموس المعاني ،فالكلمة صندوق مغلق، والعلامات غائبة، وبالتالي غابت الدلالة، فكيف يكون شكل العلاقة بين العنوان المقفل ذاته كالصدفة، مع المضمون؟
الا ان الكاتبتان تداركتا عدم وضوح العنوان، والذي يشكل عتبة للنص،بحيث يمكن القراء من القراءة العارفة والقادرة على الفهم؛ ولايضاح معنى العنوان المقفل الدلالة، قامت الكاتبتان بتعريف معنى"زلوطة"،لأنها كلمة من العامية المصرية،باتباع اسلوب التقديم اي ان تقدم الشخصية نفسها بنفسها للقارئ مما يتطلب استخدام جملة اسمية" انا دبانة" وهي ملفوظ عامي خاص بالمدينة المصرية،واستكمالا للتعريف بنفسها، اوضحت انها" تعيش في الزبايل،" وهذا اوضح معنى الزلوطة.والتعريف بالذات فتح الابواب المقفلة على كلمة زلوطة.فالعلاقة بين عنوان القصة "زلوطة" علاقة عضوية وموضوعية في آن. والدلالات اصبحت واضحة، ومرتبطة بهذا الكائن وظروف عيشه. في حاويات الزبالة. وكذلك اتضاح المعاني المسطورة في المضمون بلغة مباشرة،دون الحاجة الى تأويل او اعمال فكر.

العنوان جملة فعلية:
ومثال ذلك قصة "تعال العب معي" للكاتبة صفاء عمر:
فقد استخدمت الكاتبة صفاءعمر ما يمكننا ان نطلق عليه اسلوب التبادل الحكائي التدويري ،اذ ان البناء الحكائي يدور حول شخصية ما، ومن ثم تقوم الكاتبة بتدوير هذا البناء بالكامل مع شخصية أخرى في الحكاية،فقد اعتذر الاب عن اللعب قائلا: " انني مشغول" ليس الان،انني تعبان،وليس الان، انني جوعان،ليس الان ،انني نعسان،
ومن ثم تعيد الكاتبة التدوير التبادلي في الادوار، ويدور حجر اللغة ايضا:
الاب:"تعال العب معي". الابن:"ليس الان انني تعبان". الاب:"تعال العب معي" "اجبته غدا سنلعب" نمت في السرير وبدأت في الشخير اجبته غدا سنلعب". "
العنوان من كلمتين: قصة سوا سو، للكاتبة روز شوملي
نجد العنوان" مكون من مفردة مكررة،وهي كلمة تداولية نستخدمها كثيرا في حياتنا الاجتماعية اليومية ،ونكررها كثيرا،وندرك معناها،لاننا نستعملها عادة عندما نطلب من الاطفال مغادرة مكان ما. فنقول: لهم العبوا "سوا سوا" برا البيت مثلا،او عندما يختلف الاطفال مع بعضهم:نقول لهم العبو سوا سوا،او عندما يختلف الاطفال الذكور مع الاناث،نقول للجميع:"العبو سوا سوا"
فكلمة "سوا" اتية من المساواة بين الاطفال ،المساواة بين الاناث والذكورا،لذا استعملتها الكاتبة للتأكيد على هذا الحق في اللعب،هذا من جهة، وللتاكيد على ان هذا الحق مكفول للإناث والذكور على السواء، وتكشف الكاتبة من خلال الحوار بين شخصيات القصة، أن هناك اتجاه تربوي قد تسرب الى التنظيم النفسي للأطفال.لذلك يرون في لعب الاطفال الذكور مع الاناث عيب، ويمس بالاعتداد بذكوريتهم.وان مكان الذكور خارج البيت،هذا ما يكشفه الحوار بين فارس واترابه من الاطفال داخل البناء الحكائي،والذي يوضح طبية العلاقة بين العنوان"سوا سوا"وبين المضمون.
لذا، نجد فارس يقول:"اريد أن أعود إلى البيت"، ضحك سامي، وقال:" الصبيان يمكنهم البقاء خارج البيت"وشيئا فشيئا تتضح ملامح تفكيرهم القائمة على التمييز ضد الأنثى ،قال رامي:"لا تقل لي أنك تساعد في أعمال البيت،ضحك أشرف وقال:" البنات فقط يعملن في البيت" .قال فارس:" سوف أذهب لألعب مع ابنة عمتي أمجاد".قال سامي:" تلعب مع البنات".إن هذه الجمل تشير سيمياؤها إلى أنها أصبحت منغرسة في التنظيم الوجداني وفي الوعي،عند الأطفال وتدريجيا تصبح فكرة التمييز ضد الإناث إحدى مرجعياتهم. من هنا، إذن، عبر الأطفال عن الفكرة التمييزية بالضحك والسخرية.
ووجدناأن الفكرة التميييزية بين الذكور الإناث، بدأت تأخذ حيزا من تفكير فارس.وللتوقف ذهنيا جعلت الكاتبة،فارس يتوقف أيضا "فكرفارس لماذا لا يجب أن ألعب مع البنات،لم يخطر ببالي أن هناك أعمالا للبنات لا يقوم بها الأولاد".فالكاتبة، تكشف لنا عن أهمية القدرات والأدوات الحسية،والخبرات التي يمتلكها الأطفال وعن عمليات ترويض الأجساد ،التي هي أساسيبة في تشكل الوعي البشري، وأساسية في تشكيل النظم الاجتماعية، والحفاظ عليها.
فالكاتبة شوملي، اشتغلت على إظهار نقطة التحول في تفكير فارس ، والذي يبدأ في التحول، بعلاقته مع أمه فقد كان"يساعد أمه بأعمال المنزل،لكن أصحابه قد أوحوا، له بفكرة جديدة" دفعته إلى "التصرف بطريقة مختلفة".هذه الجمل علاماتها واضحة،فقد رجع إلى البيت متسلحا بأفكار جديدة، من هنا؛ توجه فارس إلى غرفة الجلوس،وقال بصوت عال،"أريد أن آكل هنا""تناول قليلا...ثم دفع الطبق وقال: بصوت آمر أعيديه إلى المطبخ" "أنا لن أعيده إلى المطبخ أتظنيني بنتا".
فالفكرة التمييزية على أساس الجنس قد اخترقت أفكاره، وأخذت تغير من نظرته، ومن تعامله مع أمه، وأخذ يحدد وظيفة البنت على أساس الطبخ والنظافة، وخدمة الذكر،ويستمر فارس في التاكيد على فكرته:" تمتم فارس هذا عمل البنات" ويتابع فارس، أنا لا أريد أن ألعب مع البنات،حتى لو كانت البنت هي امجاد ابنة عمتي".
نحن نقف إزاء علامات تحملها جمل "بصوت عال، ، وقال بصوت آمر،أعيديه إلىلى المطبخ"إن ارتفاع الصوت يشير إلى التحول في السلوك، فهو يفكر بصورة شخصية السيد الذكر الذي يصدر الأوامر،وعلى الكل من الإناث الاستجابة بالسمع والطاعة،وأما جمل" تمتم فارس هذا عمل البنات" أنا لا أريد أن ألعب مع البنات،حتى لو كانت البنت هي أمجاد ابنة عمتي".فإنها تؤشر إلى مدى تأثره بفكر التمييز ضد جميع الإاناث، بدءا من إمه،ويتضح ذلك من رفضه التعاون مع امه قائلا:"أنا لن أعيد الأطباق، وانتهاءا بابنة عمته،نموذجا".إلا أن الكاتبة حرصت على إبراز التنشئة الاجتماعية العازلة التي يتعرض لها أجسد الفتيان والفتيات،وهذه التنشئة ستقحم عبرها الأجساد في علاقات التمييز،من هنا عملت شوملي على زحزحة الفكرة عبر شخصية الأب الذي قال:"...سوف أحضر السلطة"ودفع هذا الموقف فارس إلى إعادة التفكير في موقفه من البنات:" اذا كان العمل عيبا للصبيان فلمذا يحضر ابي السلطة"وتتترك الكاتبة مساحة لفارس للتفكير:" أبي يعمل في المطبخ، وهو رجل، لكن لا يبدو عليه أنه مكترث،ربما المساعدة في المطبخ ليست مشكلة"ولكن بقي متوجسا "ينظر إلى الباب ماذا لورآني و احد من أصدقائي.فكر فارس، ارادت الكاتبة من وراء هذا المنولوج الداخلي الكشف عن عودة فارس إلى طبيعته غير التمييزية. ويساعد الأب فارس في انزياحاته لإعادته إلى سابق عهده فيقول:" وما الخطأ في أن تحضر الطعام"،ما يزال فارس متوجسا من أقرانه لذا ’ تمتم" هذا عمل البنات"
ولكن الاب قال مازحا"" ربما نحتاج إلى أن ننجب بنتا كي تقوم بأعمال البيت،نيابة عنا" ويمضي فارس في موقفه"لا أريد أن العب مع البنات،حتى لو كانت هي أمجاد ابنة عمتي"فكر فارس.ولكن عندما وصل "وجد أمجاد تعمل مع ابيها".
ثم توظف الكاتبة عنصر الظرفية"بدأ كل منهما برش الآخر بالماء، نسي فارس قراره، ولم يعد قادرا على إخفاء سروره،حتى أبوه سمع ضحكته""ضحك أبوه وقال:" ألا تخاف أن يراك أحد ؟"
"ضحك فارس قائلا ليس بعد اليوم". نلاحط كيف جاءت الخاتمة منسجمة مع توجهات الكاتبة الجندرية، وتمكنت من خلق ظرفية مناسبة تربويا،عبر شخصية الأب الجخندر لإصلاح الخلل التفكيري التمييزي ضد الإناث. فسوا سوا،كلمة مكررة ذات حمولات سيميائية مكثفة منها،ما له دوال إيجابية، ومنها ما له دوال سلبية،فالايجابية تعني الدعوة الى اللعب الجماعي دون تحديد الكلمة مع من يكون اللعب؟البنات مع البنات،او الصبيان مع الصبيان، او اللعب المختلط والمشترك"صبيان وبنات"،فالكلمة "سوا" حملت دوال وظيفية للمرأة"بنتا ،أما،ابنة عمة" في التأطير الجندري
فالكاتبة لم تذكر كلمة "سوا"في المتن الحكائي كي تدفعنا لاكتشاف معاني الكلمة،سوا نلعب،سوا نطبخ،سوا نزرع،سوا نحتفل....ألخ. فالعلاقة تكمن في دراسة الممكنات في المضمون بحيث تؤشر الى العنوان وتصبح حاملا لغالبية العلامات الواردة في المضمون.
مراجع الدراسة
1- د.على احمد محمد العبيري،العنوان في قصص وجدان الخشاب،دراسة سيميائية،دراسات موصلية،العدد الثالث والعشرون،صفر،1430 ىه،شباط 2009م.
2- مرجع سابق د.على احمد محمد العبيري،العنوان في قصص وجدان الخشاب،دراسة سيميائية،دراسات موصلية،
3- حمودي بن العربي، سيميائية العنوان في مسرحية -مسافر ليل- ل صلاح عبد الصبور، www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=226215
4-مرجع سبق ذكره، د.على احمد محمد العبيري،العنوان في قصص وجدان الخشاب،دراسة سيميائية،
5- فريدة بن براهيم موسى ، "زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية"، وقد صدر عن دار غيدا للنشر، الأردن (2012).
6- فرقزيد بوشتى،تركيبة العنوان وعلاقته بالمضمون،،مجلة فكر ونقد،السنة العاشرة عدد 91 اكتوبر 2007
7-مرجع سابق، فرقزيد بوشتى،تركيبة العنوان وعلاقته بالمضمون.
8- بسام قطوس، سيمياء العنوان، مطبعة البهجة/ بدعم من وزارة الثقافة ـ عمان ـ الأردن
9- فريدة ابراهيم موسى، زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية،دراسة نقدية،دار غيداء للنشر والتوزيع ،الاردن،الطبعة الاولى،2012
10- مرجع سبق ذكره،بسام قطوس، سيمياء العنوان،
11- مرجع سبق ذكره، فريدة ابراهيم موسى، زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية،دراسة نقدية.
12- حمودي بن العربي سيميائيةالعنوان في مسرحيةمسافرليل لصلاح عبد الصبور www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=226877
13- مرجع سبق ذكره،فريدة ابراهيم موسى، زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية
14- مرجع سبق ذكره، حمودي بن العربي، سيميائية العنوان في مسرحية مسافر,
15- ايناس حسيني العلاقة الموضوعية بين الشكل والمضمون في العمل الادبي وجهان لعملة واحدة ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٣ ،
www.diwanalarab.com/spip.php?article476
16-مرجع سابق،ايناس حسني،العلاقة الموضوعية بين الشكل والمضمون،
17-مرجع سابق، ايناس حسني،العلاقة الموضوعية بين الشكل والمضمون
18-) د. علي صديقي،المناهج النقدية الغربية في النقد العربي المعاصر
،عالم الفكر،العدد4،المجلد 41،ابريل-يونيون 2013.ص124
19- مدكور ابراهيم،معجم العلوم الاجتماعية،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب1975،ص581،582
20- مرجع سبق ذكره،علي صديقي، المناهج النقدية الغربية في النقد العربي المعاصر
21-حسام كمال النجار،العلاقة بين العنوان والمضمون، www.alukah.net/culture/0/38923
22-مرجع سابق،حسام النجار،العلاقة بين العنوان والمضمون
23- مرجع سبق ذكره،بسام قطوس، سيمياء العنوان
24- مرجع سبق ذكره، فريدة ابراهيم بن موسى
25- مرجع سبق ذكره، فريدة ابراهيم بن موسى


26- مرجع سبق ذكره، فريدة اراهيم بن موسى
27-) فرقزيد بوشتى،تركيبة العنوان وعلاقته بالمضمون،،مجلة فكر ونقد،السنة العاشرة عدد 91 اكتوبر 2007
28-المرجع نفسه،فرقزيد بوشتي،
29- حميد اليوسفي،دلالات العنوان www.startimes.com/?t=1713765
30- حمودي بن العربي سيميائيةالعنوان في مسرحيةمسافرليل لصلاح عبد الصبور www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=226877
31-مرجع سبق ذكره، فريدة إبراهيم بن موسى. عنوان الكتاب "زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية"،
32- مرجع سبق ذكره، بسام قطوس، سيمياء العنوان،
33- لسان العرب ،ابن منظور،دار صادر بيروت،مادة(قصد)،مج3،ص353-354

34- سليمان ياقوت،علم الجمال اللغوي،1/307
35- قصة شعشبون،زكريا محمد،اصدار مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي
36- قصة زلوطة،سونيا نمر وسعاد،اصدار مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي
37- قصة سوا سوا،روز شوملي،اصدار مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي