منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يـافـا

  1. #1

    يـافـا

    نزولا عند رغبة الصديقات والأصدقاء، يشرّفني أن أنشر قصيدة (يافا) كاملة..يـافـالأنَّ المقاديرَ شاءَت
    فَشِئْتُ.!
    ركِبتُ جناحَ اليَمام.. وجِئتُ
    الملِمُ شوكَ المسافاتِ
    أردمُ وديانَها المُجدِبة
    وأحفُر في شاهِقاتِ السُدودِ
    شِراكاً تَفُّكُ الحِصار
    وَتُطلقُ سِربَ الطُيورِ الأسير.
    يُقيمونَ في كلِّ يومٍ سُدوداً بِوجهِيَ
    كي لا أقوم.!
    حُصوناً من الرَملِ
    جفّ الترابُ على مِفرَقَيها.
    فألقيتُ نَثراً على الكامِنين
    غشّاهُمُ النَوم
    ما عادَ فيها نَقيرْ
    حتى.. عَبرتُ الحُدود.

    رأيتُ الممالِكَ تسقطُ تحتَ نِصالِ السُيوف
    فأَشرَقتُ في صَفحَةِ الضَوء.!
    قالت: أَأنتَ.!؟
    قلتُ: نعم
    ـ وهذا البَياضُ.. أأنتَ.!؟
    ـ نعم
    ـ وَعُمرُكَ.؟
    مثل السنونو، يُقاسُ بِكَمْ هاجَرتْ مُقلتاهُ.
    ـ أهاجرتَ مِثلي.؟
    ـ تَركتُ الشِراعَ على شاطئٍ من خَيال،
    وأصبحتُ أحمِلُ وَشماَ: "أسيرَ اللُجوء."

    أيا ربَّةَ الريح:
    هل تَحمليني إليها.!
    أحَمِّصُ قهوتَها المُترَفة
    أفتِّشُ عن وَجهِها في مَرايا الغِياب
    أبحثُ عن مُقلةٍ راجِفة
    وصَدرٍ يُحاضنُ صَدري الكَليل.

    نُبادلُ بالحُلوِ مُرَّ المَذاق
    لِيَحلو لِقاءُ الصَباح
    أناديكِ عند بُزوغِ الضِياءِ
    أُسائِلُ رُوحيَ:
    ـ من أنتِ؟
    تَقولينَ: شُعلةٌ في سِراج.!
    ـ ألا فاحرِقيني لأَصحو، فَقد قادَني الحُلم حتى مَداهُ البَعيد.

    يَفيضُ السِراجُ شُعاعاً
    فَيَشدو النَغمْ
    وَتزدانُ جُدرانِيَ القاحِلة
    بلونِ العَلمْ
    تَفورُ الظِلال
    تُشكِّلُ نَبضَ القَوافي
    وَتحفرُ في النورِ خَطّاً عَميقاً
    يَقودُ النوارسَ حَيثُ المَكان
    وحيثُ الوَطنْ.

    صَرختُ: أيا قِبلةَ الشوق.. يافا.!
    فقالَت
    نَعمَ..

    سَآتي إليكِ
    أُغادِرُ هذا العَجوزُ المُعلّقُ
    مُنذُدُهورٍ..
    وهذا الكَمانُ الحَزين
    وأغتالُ رَغبةَ "في أن أراكِ".!
    أغالبُ شَوقي.. أكفُّ.

    رأيتُكِ بينَ الظليلَينِ وَجهاً فَضاءً..
    على وجنتيكِ رُسوماً لِبيتي
    وفستان أمي
    وعكاز جدي
    فقلت كفاني أشكّلُ ما أَشتَهيه

    حَبيباً.. يُراجِفُ صَمتَ المَساءات
    أنامُ على ناهِدَيهْ
    وأمنعُ حتى مَرامي الأصابِع
    أن تستبيحَ السُكون
    إلى أن يُطِلَّ الضِياء
    ـ أَأكمَلتَ طَقسَ الصَباح.؟
    ـ أُعاقرُ، ما زِلتُ، كأسيَ قبلَ الأخير

    ـ صباحُكِ سُكّر
    ـ صباحُكَ عَنبَر
    فَتحلو صباحات قَهوَتِنا المُدنَفة
    وَفِنجانُ شَوقٍ تَكسَّرَ قَفزاً
    يقبِّلُ نَزفَ الرُضاب.
    قَليلاً
    وَتَنبُتُ في واحِةِ البَوحِ
    بُذورُ خِصامٍ أليفْ

    يَجنُّ بيَ الشَوق
    أبحثُ عَنها
    تُراها تَوارَتْ بِطيّات جَفنيَّ.؟
    أم أسْلّمَتْني صِباها..!

    لأنَّكِ يافا
    رُفوفُ النَوارس تأوي إليكِ
    يَطيبُ على مِرفَقيكِ السَكنْ
    لأنَّكِ يافا
    أُقاتِلُ كَي أَصطَفيكِ لِروحي وَطَنْ.
    (ع.ك)

    ـ ـ ـ
    موقع عدنان كنفاني
    http://www.adnan-ka.com/

  2. #2
    قصيدة عملاقة أيها الأديب الشاعر

  3. #3
    كلمات ساحرة أديب الفرسان , كل احترامي لك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •