السمنة في منطقة الأرداف

تعتبر سمنة الارداف من أكثر المشاكل التي تؤرق المرأة ..‏ فكيف يمكنها التخلص من هذه المشكلة؟ وهل هناك وسائل فعالة لإذابة الدهون دون اللجوء إلى العمليات الجراحية؟


يقول د‏.‏ صبحي الشيشي أستاذ التغذية بجامعة قناة السويس إن المرأة يمكن أن تتغلب على هذه المشكلة بسهولة حيث إن هناك وسائل طبيعية فعالة لإنقاص الوزن الزائد والتخلص من الدهون وخاصة المتركزة في منطقة الأرداف‏,‏ ومن هذه الوسائل تناول الفجل الأبيض الذي يأتي في مقدمة الأغذية الخاصة ببرامج إنقاص الوزن الزائد‏.

ويقول د. الشيشي، أنه ثبت غنى الفجل بالألياف مما يسهل عملية حرق السعرات الحرارية وإذابة الدهون الزائدة والتخلص منها‏,‏ وبالتالي إنقاص الوزن الزائد فالخضراوات الورقية بصفة عامة سواء كانت طازجة أو مسلوقة أو مطبوخة تلعب دورا فعالا في حل هذه المشكلة.

وينصح د‏.‏ صبحي، حسب صحيفة الأهرام المصرية، بألا تقل نسبة الخضراوات التي تتناولها المرأة في وجبتها الغذائية يوميا عن‏25‏ أو‏35%‏ مع مراعاة أن يمثل الفجل الأبيض الجزء الأكبر من هذه النسبة لما له من تأثير فعال في التخلص من الدهون المتراكمة بصفة خاصة في منطقة الأرداف‏.

هذا ومن جانب آخر وحول فوائد السمنة في الجزء السفلي من الجسم عند المرأة فقد أظهرت دراسة بين النساء دامت 25 عاما واستكملت مؤخرا أن اللواتي يتمتعن بمؤخرة وأرداف كبيرة اقل احتمالا للإصابة بالنوبات القلبية، السكري، وأمراض الشرايين.

كذلك هناك دليل على أن المؤخرة والأفخاذ الكبيرة تحمي المرأة من هشاشة العظام والذبحة الصدرية.

وبصورة عامة فإن النساء اللواتي يبلغ قطر الحوض لديهن 40.5 بوصة أو أكثر يتعرضن للأمراض بمعدل أقل من نظرائهن النحيفات.

من جانب آخر، لا تعني الدراسة أن الدهون مفيدة حيث أن النساء اللواتي يبدو مظهرهن "كالتفاحة" وتتراكم الدهون حول المعدة لديهن هن الأكثر احتمالا للوفاة المبكرة بسبب تشكيلة من المشاكل الصحية.

ويعتقد أن السبب وراء ذلك ينجم عن طرق مختلفة تستند إلى معالجة الجسم للترسبات الدهنية في أجزاء مختلفة من الجسم.

ففي النساء اللواتي تتراكم الدهون لديهن حول المعدة، تتحلل هذه الدهون وتنتقل مع الدم مسببة مشاكل صحية مثل مرض القلب. أما الدهون حول المؤخرة والأفخاذ فلا تتحلل بنفس الطريقة ولذا فإن من المعتقد أنها لا تسبب أضرارا صحية كتلك الدهون الموجودة حول المعدة.

هذا ومن الجدير بالذكر هو ما أكده أطباء مختصون في أمراض السكري والغدد الصماء بأن جسم المرأة قد يساعد في الكشف عن إمكانية تعرضها للإصابة بمرض السكري.

وقال الباحثون إن استعداد المصابات بالسمنة في الجزء العلوي من أجسامهم، أي فوق منطقة الخصر، للإصابة بالسكري، يكون شبه تام، في حين لا يوجد نفس هذا الاستعداد عند اللاتي يعانين من سمنة الجزء السفلي من الجسم .

ولإثبات ذلك، قام الباحثون في جامعة ويسكونسن الأمريكية، بدراسة طويلة أجريت على مدار ست سنوات، شاركت فيها 52 سيدة، تم تقسيمهن إلى ثلاث مجموعات، تألفت إحداها من 25 سيدة يعانين جميعهن من السمنة في أعلى الجسم، أو ما يعرف بشكل التفاحة، والمجموعة الثانية من 18 سيدة مصابات بالبدانة في أسفل الجسم، وهي تعرف بشكل الكمثرى، أما المجموعة الثالثة فكانت محايدة، وتكونت من تسع سيدات من ذوات الوزن الطبيعي.

لاحظ الباحثون في نهاية الدراسة، أن أعراض مرض السكري ظهرت على جميع السيدات في المجموعة الأولى بينما لم تصب بالمرض أي من السيدات في المجموعتين الثانية أو الثالثة، مما يشير إلى أن فرصة المرأة المصابة ببدانة فوق مستوى الخصر، تزيد على تلك التي تتمتع بوزن طبيعي أو تلك التي تعاني من بدانة المنطقة السفلية من الجسم أو تحت مستوى الخصر، بثماني مرات.

قال الباحثون إن البدانة والوراثة تلعبان الدور الأكبر في إصابة الشخص بالسكري، ولكن بإمكان الشخص حماية نفسه من الإصابة بالسكري حتى وإن انحدر من عائلة كل أفرادها مصابون بالمرض، بأن يحافظ على وزن يقل بحوالي 10 بالمائة عن الوزن المثالي.

هذا وحذر باحثون إيطاليون من أن الوزن الزائد وخاصة في منطقة البطن والخصر، يضعف الوظائف الرئوية والقدرة على التنفس بعمق.

ولاحظ الباحثون في دراستهم التي سجلتها المجلة التنفسية الأوروبية، أن زيادة أوزان المشاركين على مدى ثماني سنوات سببت انخفاضات كبيرة في الحجم الرئوى، وكانت هذه الانخفاضات أعلى بين الرجال ممن عانوا من وزن مفرط في بداية الدراسة واكتسبوا المزيد من الوزن أثناء فترة المتابعة، وعند الأشخاص الذين عانوا من الكرش.

أوضح الباحثون أن تراكم الدهون في منطقة البطن يؤثر سلبيا على تمدد الحجاب الحاجز والتمدد الكامل للرئتين خلال التنفس، وقد يتسبب في تعطيل الوظائف الرئوية، وخاصة عند الرجال الأكثر عرضة لتكون الكرش، بينما تترسب الدهون الزائدة عند النساء شفى الأوراك والأرداف.

ويرى الباحثون أن هذه التأثيرات رجعية ويمكن تفاديها بإزالة الدهون وتخفيف الوزن، مشيرين إلى أن الرئتين من أكثر الأعضاء الحيوية تأثرا بالبدانة