نظرة عامة على كتاب/أسئلة الهوية والتسامح وثقافة الحوار
الكتاب كان مرفقا مع عدد لمجلة دبي رقم 139
والكتاب جيد ومتوسط الحجم، يحمل 183 ورقة،وهو للدكتور يوسف الحسن
وقد أبلى فيه بلاء حسنا وجهده العميق واضح للعيان ، خاصة أنه أفرد فيه آراء خلصة تفرد بها ولكن:
1- ثقافة الحوار شيئ وثقافة التسامح شيئ آخر..وإن مزجنا بينهما فعلينا التفريق بين المعنيين، والمفهومين ولماذا وضعهما المؤلف في العنوان، وحتى لو أفرد لهما محاور وفصلها، لم تبين عمق هذا المفهوم، وماسبب عدم تفهمنا له وعدم تمثلنا لمعناه سلوكا هنا العمل الحقيقي، وليس التفنيد التاريخي الشائك.
وقد كان التبويب للكتاب مربك لم يفصل مابين الأفكار السياسية والعقدية والاجتماعية الخ..لأنها محاور كبيرة وشاملة وأكبر وأكثر أمانا من المحاور المطروحة:
سؤال الحوار...سؤال التسامح..سؤال التكفير، سؤال الهوية، سؤال الثقافة، سؤال المناهج...
العناوين كبيرة..والمعالجة جيدة ولاتتوقف عند هذا الحد..وحبذا ول نبتعد عن املحاور السياسية، لأنه يتبين بعد وقت أن الحقيقة غائبة عن الجميع..وكل من كتب يبحث غيما ماطرا فمانعرف ماذا أمطر...
2- طرح في الكتاب نظرة التسامح تاريخيا وسياسيا وغفل عنها اجتماعيا وعقديا بتعمق ، وربما فعلا لم يعطها كفايتها من الدراسة رغم تنوع أصول الطرح فالموضوع كبير ودخوله حساس جدا.
ولو بوب الكتاب حسب تلك الأقسام لكان أجدى به.
ولعل الناحيتين الأخريتين أسلم للطرح من ولوج عالم السياسة شائك الأبواب والتي قد يعارضه عبرها وينزاعه تياراه وآراء عدة.
لذا كان من الأسلم وهو يدخل باب احلوار والتسامح أن يطرح قضية تجمع لاتفرق ففرق بآرائه من خلال الكتاب.....!!!
3- ربما تعرض لأمور دينية دون تعمق مثل البروتستانتية شائكة المدخل وفي نشأتها ملابسات تغنيه عن طرحها كمثال،( انظر لكتاب غسيل دماغ للدكتور أحمد توفيق حجازي) وكتاب إعادة كتابة التاريخ للباحث مصطفى إنشاصي-يجري تدقيقه من قبلنا).


4-يجري في مناطق عدة من الكتاب طرح التجربة الاماراتية في التسامح وهي تجربة غنية ناجحة جديرة بالطرح، ولكن ربما لو طرحت في باب مستقل لتكون أوضح وأكثر استقلالا وراحة للقارئ.
5-هل طرح قضية داعش جدير بالخوض وهو موضوع طازج تدور حوله أفكار عدة لم نتبين جذوره بعد؟ولماذا دخوله في الحركات السياسية؟ وهل هو كتاب سياسي؟.
لذا طالبناه بالتبويب لنعرف منهج البحث، ولو كان هذا تمهيدا في المقدمة لكان أفضل.
6- قد وضع لبنة حل في آخر الكتاب وهي تحسب لصالحه، تحت عنوان: بناء الوعي المستنير، هي محاولة جديرة بالتوقف، خاصة أنه حاول وضع مقومات وخطوات لها كطرح أولي.
ولكن محاولة معالجة القضية ككل بدات مع الصفحة 136، بقوله ان
مجتمعنا مازوم، وان الغرب من خلال المثال المطروح اقدر علي السلوك الطيب، وان العلة في الخطاب المزدوج، وان كنا لانؤيد رؤيته تماما ولنا راي خاص، سواء بضرورة ايجاد حل للمجتمع العربي او تبرير تازمه وهو تعبير موجع او ناتي بمثال عن نموذج عربي ايجابي لتكون معالجتنا موضوعية، لكننا نكرر انه حاول وهذايحسب لصالحه

كان اجتهادا مني.
ويشكر اولا واخيرا على هذا الجهد الطيب.
د. ريمه الخاني.
1-4-2016