المسيح لم يولد في كانون


في صباح 24 كانون أول الجاري ودّعنا نحن سكان أوروبا أعتم أيام السنة. ومن هذا اليوم فصاعداً بدأت أوقات النهار تتزايد على حساب أوقات الليل، وكأن الشمس أفلتت من أسر دياجيه.


على مائدة فطور الصباح قالت ابنتي إن معلّم التأريخ أخبرهم بأن علماء الفلك يعتقدون أن المسيح ولد على الأرجح في أيلول (سبتمبر).
ثم أردفت:
الفلكيون يستندون إلى إنجيل متى الذي تحدّث عن النجمة الساطعة التي رافقت ولادة سيدنا المسيح عليه السلام. وبناءاً على حساباتهم الفلكية فإن ما وصف بأنه "نجمة كبيرة ولامعة"، ظهرت مرة واحدة في سماء التأريخ نتيجة اقتران الزهرة مع المشتري...
المشرف على برنامج مرصد غريفث الفلكي John Mosley في مدينة لوس أنجلوس أكد حدوث هذا الاقتران النادر فلكياً خلال شهر سبتمبر من العام الذي ولد فيه المسيح.


قالت زوجتي معاتبةً: ألم أقل لكم من قبل إن ولادة المسيح عليه السلام لا يمكن أن تكون قد حدثت في كانون الأول أو كانون الثاني؟ لأن ولادته حدثت حسب القرآن الكريم في موسم نضوج التمر (الرطب). اليس موسم قطاف النخل في سبتمبر؟
وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (مريم 25)


سألتُ ابنتي لماذا إذن الاحتفال بالكريسمس في 25 ديسمبر؟
قالت: في الحقيقة الاحتفال بهذا اليوم تقليد قديم كان سائداً في أوروبا قبل ولادة المسيح وذلك تعبيراً عن فرحة الناس ببداية العد التنازلي لساعات الظلام. وفي فترة معينة قررت الكنيسة دمج الاحتفال بميلاد المسيح مع هذا التقليد السائد. ومع مرور الوقت اختلط الأمر على الناس.


وفعلاً عندما بحثت عن هذا الأمر بنفسي وجدت أن اعتبار هذا اليوم عيداً احتفالياً بالمسيح قد تقرر في (مجمع نيقيه) الذي عقد في 20 مايو عام 325 بناءاً على طلب الامبراطور قسطنطين الأول الذي حضر المجمع بنفسه مع أكثر من 250 أسقف، منهم من يتبع آريوس ومنهم من يتبع أليكسندريوس الكبير.
فمن بين القرارات التي اتخذها مجمع نيقيه اعتبار (عيد الشمس) وهو عيد وثني لتكريم الشمس يصادف في 25 ديسمبر من كل عام، موعداً رمزياً لتكريم المسيح باعتباره "شمس العهد الجديد".


عام 2016 بناءاً على تحليلات خبراء دوليين في مجالي الاقتصاد والسياسة سيشهد انهياراً مدوياً لأنظمة بترول خليجية سخّرت هذه الثروة العزيزة للفساد والإفساد ومعصية رب العباد...
في ذلك الحين سيحتفل المسلمون المؤمنون حقاً بهزيمة ظلام الباطل أمام نور الحق.


لبيد الصميدعي 31 كانون أول 2015