موقف لا بد منه وقد بلغ السيل الزبى ::-
تسود الساحة الادبية منذ فترة ليست بالوجيزة احوال محزنة من الهرطقات والمساخر التي يؤججها حملة المباخر من المتشاعرين والمتشاعرات والمتناقدين والمتناقدات الذين احدثوا خلطا ولبسا بخلطهم الحابل بالنابل والشاعر والجاعر وقد غدت العملية الشعرية كمال قال احدهم :-
تصدر للتدريس كل مهوّسِ .... بليدٍ تسمى بالفقيه المدرسِ
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا.... ببيت قديمٍ شاع في كل مجلسِ
لقد هزلت حتى بدا من هزالها.....كلاها وحتى سامها كل مفلسِ
وانه بات لمن المحزن جدا اسمرار السكوت على ما يعتور الساحة الادبية من مهازل ومعازل تنذر بالمصائب والنوازل
واذا كانت كتابة النثر مطية يسهل ركوبها وادعاء الفروسية فيها فان كتابة الشعر فروسية لا يجيدها غير فارس جواد لا تخفى مخايله على نظرائه من الفرسان
وقد سبق لي ان قلت في ذلك:-
قــالوا فـــلانٌ شـــاعرٌ فأجبتهم // بلْ نــــاظمٌ والشــعر منـــــهُ بــراءُ
إن كان هذا الشعرُ فليذهبْ معاً // للظى الجحيــمِ الشِّعرُ والشُّعراءُ
ما كل من حـــاز العروض بعلــمهِ // بعروضهِ سبــلُ القريــضِ تُضـــاءُ
أو كـــلُّ من عرف القــواعد شاعر // ليـــرفّ فـــوق ذؤابتيــــه لـــواءُ
الشِّـــعر موهبـــةٌ وليــس تعلُّــــماً // ليقـــوله بعلــــومهــم دخــلاءُ
فاصمــت رعــــاك الله ( ما سكفنته // إلا كــــلامٌ فـــارغٌ وهـــــراءُ )
والشعرُ يعـرفُ أهـــــله فيطيـــــعهم // وهم الوصـاةُ عليه والعـرفاءُ

واني ومن باب الحرص على عدم ادعائي بوصايتي على الشعر وعدم امتلاكي بتوكيل عروضي او نقدي يؤهلني للفرز والغربلة والقمع الا انني مستعد للوقوف الى جانب اي شخص او جهة تاخذ ىعلى عاتقها التصدي واجتثاث هذا الفساد الذي يجتاح الساحة الشعرية شأنه شان الفساد الذي يكتنف الساحات الاخرى...
وانني اذ ادرك سلفا انني قد وضعت عصاي في عش الدبابير وانني ساتلقى لسعات من كثيرين ممن اعتدوا على حرمة الشعر وتغولوا على ضعفه وهوانه على الناس الا انني رايت انه لا بد من ان يقرع احد ما جرس الانذار ويتحمل مسؤولية التصدي لهذه الغزوة التي ترافقت مع غزوات الجيوش والثقافات والاستشراق التخريبية وانه لا بد من التنبيه الى خطورة هذا الفساد والافساد للذائقة العربية السليمة والنقية بفطرتها عملا بقول رسولنا (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان)

واسمحوا لي ان اغير كلمة في بيت شعرٍ خالد ذهب مجرى المثل فاقول::-
واذا أصيب القوم في أشعارهم // فأقم عليبهم مأتما وعويلا
محمد سمعان