أهلا بالقادمين إلى مستوطنة (ليشم)
قلم / غسان مصطفى الشامي

المشاريع الاستيطانية الجديدة التي طرحتها الدولة العبرية حديثا مخططاتها، وأعلنت عن عطاءات خاصة بها، هدفها الأساس يتمثل بسرقة أرضنا الفلسطينية، وإنهاء الوجود الفلسطيني عليها، وكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام الإسرائيلية بالإعلان عن طرح مشاريع استيطانية جديدة؛ الأمر الذي بات يشكل خطورة كبيرة على أراضي القدس والضفة المحتلة، والوجود الفلسطيني في مناطق48؛ كما يشكل هذا الأمر خطورة كبيرة على حلم الدولة الفلسطينية، في ظل حكومة صهيونية متطرفة أعلنت صراحة أن هدفها إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم عن أرضهم.
ولا يجوز لنا الحديث عن المشاريع الاستيطانية دون الحديث عن استيطان أرض فلسطين، والذي بدأ في أواخر القرن الثامن عشر واعتمدت عليه الدولة العبرية في تهجير الفلسطينيين من أرضهم وإقامة الكيان الصهيوني في منتصف مايو عام 1948م، كما تهتم الدولة العبرية بالاستيطان بشكل كبير لذلك تمتلك العشرات من الجمعيات الاستيطانية وصناديق مالية لدعم بناء الثكنات الاستيطانية.
اليوم تسارع الحكومة الصهيونية الجديدة في طرح الكثير من المشاريع الاستيطانية الكبيرة في القدس المحتلة والضفة؛ حيث أعلنت مؤخرا عن طرحها لكبرى المشاريع الاستيطانية على أرضنا المحتلة، كما وافق الكيان على رصد ميزانيات كبيرة لتنفيذ هذه المشاريع؛ ومن أهم المشاريع الاستيطانية الكبرى التي تخطط (إسرائيل) لتنفيذها (مجمع كيدم الاستيطاني - حوض البلدة القديمة) أعلنت عنه جمعية (العاد) الاستيطانية، ويخطط العدو لإنشائه على مدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، وبحسب المصادر الإعلامية الإسرائيلية، فإن مشروع(مجمع كيدم) الاستيطاني عبارة عن مشروع سياحي كبير مكون من مباني سياحية منها مبنى مكون من 5 طوابق 9 الاف متر مربع، لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، يشمل قاعات لمؤتمرات وغرف تعليمية، كما يشتمل المشروع على مواقف لسيارات السياح والمستوطنين، إضافة إلى مناطق مجاورة لاستخدامات سياحية، ومحلات تجارية، ومكاتب خاصة لجمعية العاد، وبحسب المخطط الاستيطاني يهدد مساحة كبيرة من أرض حي وادي حلوة، كانت تُستخدم للزراعة حتى احتلال مدينة القدس عام 1967م.
وبحسب المخططات الصهيونية الخبيثة فإن هذا المشروع يهدد مساحات واسعة من الأراضي ويهدف إلى عزل سكان المنطقة المقدسيين الأصليين أهالي سلوان عن محيطهم الطبيعي والقدس القديمة، وتغيير معالم البلدة التاريخية والأثرية، ويواجه هذا المشروع الاستيطاني الخبيث رفضا كبيرا من لجنة أهالي حي وادي حلوة الذين رفضوا كافة المغريات للتنازل عن موقفهم، كما صمدوا أمام التهديدات المباشرة من رئيس بلدية الاحتلال لهم.
كما أن الحكومة الصهيوني تعتبر الاستيطان على رأس الأولويات في جلساتها الأسبوعية، فقد اعتمدت الحكومة في الجلسة الأخيرة رصد مبلغ كبير قرابة (100) مليون شيكل لدعم مشاريع الاستيطان التهويدية في القدس المحتلة و منطقة البراق والأنفاق أسفل المسجد الأقصى ومحيطه.
ومن أكثر المشاريع الاستيطانية التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية، وتهدد مشروع الدولة فلسطينية، يتمثل بإنشاء مستوطنة (ليشم) في قلب الضفة الغربية، حيث أشارت المصادر الإعلامية الإسرائيلية إلى أن بداية مستوطنة "ليشم" كانت عبارة عن حي فيه 19 فيلا توقف البناء فيها لأسباب غير معروفة، ومنذ ذلك الوقت كان البناء مهجورا، وأمام المستوطنة ترفع يافطة كبيرة كتب عليها (أهلا بالقادمين إلى مستوطنة ليشم)، وفي موقع بناء المستوطنة تعمل حاليا عشرات الجرافات الضخمة على تهيئة وتقوم بتسوية الجبل الذي سيصبح أيضا مستوطنة، وإنشاء هذه المستوطنة سيعمل على مصادرة أراضي القرى الفلسطينية ( كفر الديك، بروقين، دير بلوط ورفات).
كما أن الكيان الصهيوني لا يغفل عن المناطق المصنفة في اتفاقية أوسلو المشئومة مناطق (ج) بل يسعى جاهدا للتنصل من الاتفاقيات وتنفيذ مخططات التهويد بحق هذه المناطق وإنهاء الوجود الفلسطيني، فقد أعلن حديثا عن طرح ستة مخططات لبناء مواقع متقاربة، لتشكل قرية جديدة بالقرب من منطقة النويعمة، ويعرف المخطط باسم (النويعمة وأبو ازحيمان) في محافظة أريحا، ويهدف المخطط لنقل سكان التجمعات البدوية التي تقع ما بين (القدس والأغوار) إليها، وذلك تمهيدا للسيطرة على المنطقة الاستيطانية المسماة في اتفاقية أوسلو (e1)، كما يستهدف المخطط حسب المصادر الصهيونية إلى تهجير حوالي (12500) بدوي من جديد، وعزلهم في منطقتي (العيزرية) جنوب محافظة القدس، ومنطقة (عرب النويعمة وإزحيمان) في الأغوار، الأمر الذي يشكل تطهيرا عرقيا لتواجد الفلسطينيين في هذه المناطق لصالح توسيع المشاريع الاستيطانية الصهيونية، كما إن هذا المخطط سيعمل على تفريغ نصف مليون دونم من الأراضي المصنفة في اتفاقيات أوسلو(ج)، وبحسب المخطط الإسرائيلي سيتم تحويل هذه المناطق إلى مستوطنات ومناطق تدريب عسكري ومحميات طبيعية، وبالتالي استحاله عودة البدو الى تلك المناطق فضلا عن فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
وبحسب بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، فإن مساحة المخطط تبلغ (1460) دونم، سيتم فيها تجميع( 12500) من البدو القاطنين في التلال الشرقية للقدس بما فيها المعرجات، بدو جبع، عناتا، الخان الأحمر، سطح البحر والنبي موسى في منطقتي العيزرية والنويعمة وإزحيمان.
أمام الغول الاستيطاني الصهيوني الكبير الهادفة لسرقة أراضينا الفلسطيني والمدعوم من الحكومة الصهيونية المتطرفة، والهادف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني، ليس أمامنا كفلسطينيين سوى التوحد في مواجهة الحرب على الأرض الفلسطينية، ومواجهة المخططات والمؤامرات الهادفة لإنهاء الوجود الفلسطيني وتنفيذ مخططات نكبة جديدة بحق الفلسطينيين .
إلى الملتقى ،،
قلم/ غسان مصطفى الشامي