منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ

    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر
    (بَابُ الْهَمْزَةِ)
    آثَارُ صِحَّةِ الْوُجُودِ عَلَى الْوَاجِدِينَ"وَأَمْطَرَ الْكَأْسُ مَاءً مِنْ أَبَارِقِهَا فَأَنْبَتَ الدُّرَّ فِي أَرْضٍ مِنَ الذَّهَبِوَسَبَّحَ الْقَوْمُ لَمَّا أَنْ رَأَوْا عَجَبًا نُورًا مِنَ الْمَاءِ فِي نَارٍ مِنَ الْعِنَبِسُلَافَةٌ وَرِثَتْهَا عَادُ عَنْ إِرَمٍ كَانَتْ ذَخِيرَةَ كِسْرَى عَنْ أَبٍ فَأَبِ"!آفَةُ الرِّضَا"آفَةُ الْعَبْدِ رِضَاهُ مِنْ نَفْسِهِ بِمَا هُوَ فِيهِ".آفَةُ اسْتِحْلَاءِ الْمَدْحِ"مِنْ غَوَامِضِ آفَاتِ النَّفْسِ رُكُونُهَا إِلَى اسْتِحْلَاءِ الْمَدْحِ؛ فَإِنَّ مَنْ تَحَسَّى مِنْهُ جَرْعَةً حَمَلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى شُفْرَةٍ -هكذا، والصواب "شُفْرٍ"- مِنْ أَشْفَارِهِ؛ وَأَمَارَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا انْقَطَعَ عَنْهُ ذَلِكَ الشِّرْبُ آلَ حَالُهُ إِلَى الْكَسَلِ وَالْفَشَلِ"!الْإِبْصَارُ بِالْبُكَاءِ"بَكَتْ عَيْنِي غَدَاةَ الْبَيْنِ دَمْعًا وَأُخْرَى بِالْبُكَا بَخِلَتْ عَلَيْنَافَعَاقَبْتُ الَّتِي بَخِلَتْ بِدَمْعٍ بِأَنْ غَمَّضْتُهَا يَوْمَ الْتَقَيْنَا"!أَثَرُ الصِّحَّةِ"مَنْ صَحَّحَ بَاطِنَهُ بِالْمُرَاقَبَةِ وَالْإِخْلَاصِ، زَيَّنَ اللهُ ظَاهِرَهُ بِالْمُجَاهَدَةِ وَاتِّبَاعِ السُّنَّةِ"!اجْتِمَاعُ الْمُفْتَرِقِينَ"وَتَحَقَّقْتُكَ فِي سِرِّي فَنَاجَاكَ لِسَانِيفَاجْتَمَعْنَا لِمَعَانٍ وَافْتَرَقْنَا لِمَعَانِإِنْ يَكُنْ غَيَّبَكَ التَّعْظِيمُ عَنْ لَحْظِ عِيَانِيفَلَقَدْ صَيَّرَكَ الْوَجْدُ مِنَ الْأَحْشَاءِ دَانِي"!أَحَدُ الذَّاهِبِينَ إِلَى اللهِ"حُكِيَ أَنَّ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ بَعَثَ إِنْسَانًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى أَبِي يَزِيدَ -أي البسطامي- لِيَنْقُلَ إِلَيْهِ صِفَةَ أَبِي يَزِيدَ، فَلَمَّا جَاءَ الرَّجُلُ إِلَى بِسْطَامَ سَأَلَ عَنْ دَارِ أَبِي يَزِيدَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ.فَقَالَ لَه أَبُو يَزِيدَ: مَا تُرِيدُ؟فَقَالَ: أُرِيدُ أَبَا يَزِيدَ.فَقَالَ: مَنْ أَبُو يَزِيدَ؟ وَأَيْنَ أَبُو يَزِيدَ؟ أَنَا فِي طَلَبِ أَبِي يَزِيدَ.فَخَرَجَ الرَّجُلُ، وَقَالَ: هَذَا مَجْنُونٌ.وَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى ذِي النُّونِ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا شَهِدَهُ؛ فَبَكَى ذُو النُّونِ، وَقَالَ:أَخِي أَبُو يَزِيدَ ذَهَبَ فِي الذَّاهِبِينَ إِلَى اللهِ".أَحَقُّ النَّاسِ بِالِاغْتِيَابِ"ذُكِرَتِ الْغِيبَةُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؛ فَقَالَ:لَوْ كُنْتُ مُغْتَابًا أَحَدًا لَاغْتَبْتُ وَالِدِي، لِأَنَّهُ أَحَقُّ بِحَسَنَاتِي"!إِحْيَاءُ الْحَيَاءِ"أَحْيُوا الْحَيَاءَ بِمُجَالَسَةِ مَنْ يُسْتَحَى مِنْهُ"!اخْتِيَارُ اللهِ أَحَبُّ"قِيلَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا!-: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: الْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى، وَالسَّقَمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الصِّحَّةِ!فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرٍّ! أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: مَنِ اتَّكَلَ عَلَى حُسْنِ اخْتِيَارِ اللهِ -تَعَالَى!- لَمْ يَتَمَنَّ غَيْرَ مَا اخْتَارَهُ اللهُ -عَزَّ، وَجَلَّ!- لَهُ".اخْتِلَاطُ الْخَوَاطِرِ"اتَّفَقَ الْمَشَايِخُ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ أَكْلُهُ مِنَ الْحَرَامِ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْإِلْهَامِ وَالْوَسْوَاسِ".أَخْلَاطُ الْأَدْوِيَةِ"مَنْ رُزِقَ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ فَقَدْ نَجَا مِنَ الْآفَاتِ:بَطْنٌ خَالٍ مَعَهُ قَلْبٌ قَانِعٌ،وَفَقْرٌ دَائِمٌ مَعَهُ زُهْدٌ حَاضِرٌ،وَصَبْرٌ كَامِلٌ مَعَهُ ذِكْرٌ دَائِمٌ".أَخُو الْمَوْتِ"قَالَ بَعْضُهُمْ: كُنْتُ عِنْدَ مَمْشَادَ الدِّينَوَرِيِّ، فَقَدِم فَقِيرٌ، وَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ!فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ.فَقَالَ: هَلْ هُنَا مَوْضِعٌ نَظِيفٌ يُمْكِنُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَمُوتَ فِيهِ؟فَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِمَكَانٍ!وَكَانَ ثَمَّ عَيْنُ مَاءٍ؛ فَجَدَّدَ الْفَقِيرُ الْوُضُوءَ، وَرَكَعَ مَا شَاءَ اللهُ -تَعَالَى!- وَمَضَى إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَشَارُوا إِلَيْهِ، وَمَدَّ رِجْلَيْهِ، وَمَاتَ"!أَدَبُ الصُّحْبَةِ"الصُّحْبَةُ مَعَ أَوْلِيَاءِ اللهِ -تَعَالَى!- بِالِاحْتِرَامِ وَالْخِدْمَةِ".أَدَبُ الْغَضَبِ"فِي الْإِنْجِيلِ: عَبْدِي، اذْكُرْنِي حِينَ تَغْضَبُ أَذْكُرْكَ حِينَ أَغْضَبْ"!إِدْرَاكُ الْعَاجِزِ"سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَجْعَلْ لِخَلْقِهِ سَبِيلًا إِلَى مَعْرِفَتِهِ، إِلَّا بِالْعَجْزِ عَنْ مَعْرِفَتِهِ"!ادِّعَاءُ الْأَحْوَالِ"مَنْ تَكَلَّمَ عَنْ حَالٍ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا كَانَ كَلَامُهُ فِتْنَةً لِمَنْ يَسْمَعُهُ وَدَعْوَى تَتَوَلَّدُ فِي قَلْبِهِ، وَحَرَمَهُ اللهُ الْوُصُولَ إِلَى تِلْكَ الْحَالِ"!أَرْكَانُ الرِّحْلَةِ"الدُّنْيَا بَحْرٌ، وَالْآخِرَةُ سَاحِلٌ، وَالْمَرْكَبُ التَّقْوَى، وَالنَّاسُ سَفْرٌ".الِاسْتِهَانَةُ بِالْأَهْوَالِ"سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ:مَا هَالَنِي شَيْءٌ إِلَّا رَكِبْتُهُ"!إِسْرَارُ التَّسْلِيمِ"مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سِرٌّ فَهُوَ مُصِرٌّ".أُسْوَةُ الْأَفَاضِلِ"رَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ!- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ!- كَانَ يَعْلِفُ الْبَعِيرَ، وَيَقُمُّ الْبَيْتَ، وَيَخْصِفُ النَّعْلَ، وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ، وَيَحْلُبُ الشَّاةَ، وَيَأْكُلُ مَعَ الْخَادِمِ، وَيَطْحَنُ مَعَهُ إِذَا أَعْيَا- وَكَانَ لَا يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يَحْمِلَ بِضَاعَتَهُ مِنَ السُّوقِ إِلَى أَهْلِهِ، وَكَانَ يُصَافِحُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ، وَيُسَلِّمُ مُبْتَدِئًا، وَلَا يَحْتَقِرُ مَا دُعِيَ إِلَيْهِ وَلَوْ إِلَى حَشَفِ التَّمْرِ- وَكَانَ هَيِّنَ الْمُؤْنَةِ، لَيِّنَ الْخُلُقِ، كَرِيمَ الطَّبِيعَةِ، جَمِيلَ الْمُعَاشَرَةِ، طَلْقَ الْوَجْهِ، بَسَّامًا مِنْ غَيْرِ ضَحِكٍ، مَحْزُونًا مِنْ غَيْرِ عُبُوسَةٍ، مُتَوَاضِعًا مِنْ غَيْرِ مَذَلَّةٍ، جَوَادًا مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ، رَقِيقَ الْقَلْبِ، رَحِيمًا بِكُلِّ مُسْلِمٍ، لَمْ يَتَجَشَّأْ قَطُّ مِنْ شِبَعٍ، وَلَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى طَمَعٍ".إِشَارَاتُ الْقَوْمِ"رُئِيَ أَبُو عَلِيٍّ الدَّارَانِيُّ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟فَقَالَ: غَفَرَ لِي، وَمَا كَانَ شَيْءٌ أَضَرَّ عَلَيَّ مِنْ إِشَارَاتِ الْقَوْمِ"!أَشْأَمُ التَّوَاضُعِ"جَاءَ فِي الْخَبَرِ: "مَنْ تَوَاضَعَ لِغَنِيٍّ لِأَجْلِ غِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ"؛ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَرْءَ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَنَفْسِهِ؛ فَإِذَا تَوَاضَعَ لِغَنِيٍّ بِنَفْسِهِ وَلِسَانِهِ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، فَلَوِ اعْتَقَدَ فَضْلَهُ بِقَلْبِهِ كَمَا تَوَاضَعَ لَهُ بِلِسَانِهِ وَنَفْسِهِ ذَهَبَ دِينُهُ كُلُّهُ".أَصْلُ الْفُتُوَّةِ"أَصْلُ الْفُتُوَّةِ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ سَاعِيًا أَبَدًا فِي أَمْرِ غَيْرِهِ".إِظْهَارُ الْبَلَاءِ"إِنَّ الصَّبْرَ حَدُّهُ أَلَّا تَعْتَرِضَ عَلَى التَّقْدِيرِ، فَأَمَّا إِظْهَارُ الْبَلَاءِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الشَّكْوَى فَلَا يُنَافِي الصَّبْرَ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى!- فِي قِصَّةِ أَيُّوبَ: 'إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ"، مَعَ مَا أَخْبَرَ عَنْهُ -تَعَالَى!- أَنَّهُ قَالَ: "مَسَّنِيَ الضُّرُّ"".أَكْبَرُ الْكَرَامَاتِ"أَكْبَرُ الْكَرَامَاتِ أَنْ تُبَدِّلَ خُلُقًا مَذْمُومًا مِنْ أَخْلَاقِكَ".اللهَ لَا النَّاسَ"إِيَّاكَ أَنْ تَطْمَعَ فِي الْأُنْسِ بِاللهِ وَأَنْتَ تُحِبُّ الْأُنْسَ بِالنَّاسِ!وَإِيَّاكَ أَنْ تَطْمَعَ فِي حُبِّ اللهِ وَأَنْتَ تُحِبُّ الْفُضُولَ!وَإِيَّاكَ أَنْ تَطْمَعَ فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللهِ وَأَنْتَ تُحِبُّ الْمَنْزِلَةَ عِنْدَ النَّاسِ"!أَلْفَاظُ الصُّوفِيَّةِ"يَسْتَعْمِلُونَ أَلْفَاظًا فِيمَا بَيْنَهُمْ، قَصَدُوا بِهَا الْكَشْفَ عَنْ مَعَانِيهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ، وَالْإِجْمَالَ وَالسَّتْرَ عَلَى مَنْ بَايَنَهُمْ فِي طَرِيقَتِهِمْ، لِتَكُونَ مَعَانِي أَلْفَاظِهِم مُسْتَبْهِمَةً عَلَى الْأَجَانِبِ، غَيْرَةً مِنْهُمْ عَلَى أَسْرَارِهِمْ أَنْ تَشِيعَ فِي غَيْرِ أَهْلِهَا؛ إِذْ لَيْسَتْ حَقَائِقُهُمْ مَجْمُوعَةً بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ، أَوْ مَجْلُوبَةً بِضَرْبِ تَصَرُّفٍ، بَلْ هِيَ مَعَانٍ أَوْدَعَهَا اللهُ -تَعَالَى!- قُلُوبَ قَوْمٍ، وَاسْتَخْلَصَ لِحَقَائِقِهَا أَسْرَارَ قَوْمٍ".أَلْوَانُ الْمَوْتِ"مَنْ دَخَلَ فِي مَذْهَبِنَا هَذَا فَلْيَجْعَلْ فِي نَفْسِهِ أَرْبَعَ خِصَالٍ مِنَ الْمَوْتِ:
    • مَوْتًا أَبْيَضَ -وَهُوَ الْجُوعُ-
    • وَمَوْتًا أَسْوَدَ -وَهُوَ احْتِمَالُ الْأَذَى مِنَ الْخَلْقِ-
    • وَمَوْتًا أَحْمَرَ -وَهُوَ الْعَمَلُ الْخَالِصُ مِنَ الشَّوْبِ فِي مُخَالَفَةِ الْهَوَى-
    • وَمَوْتًا أَخْضَرَ، وَهُوَ طَرْحُ الرِّقَاعِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ"!

    أَهْلُ الْغَرِيبِ"ثَلَاثُ خِصَالٍ لَيْسَ مَعَهُنَّ غُرْبَةٌ:
    • مُجَانَبَةُ أَهْلِ الرِّيَبِ،
    • وَحُسْنُ الْأَدَبِ،
    • وَكَفُّ الْأَذَى".

    إِيثَارُ السُّكُوتِ"أَمَّا إِيثَارُ أَرْبَابِ الْمُجَاهَدَةِ السُّكُوتَ، فَلِمَا عَلِمُوا مَا فِي الْكَلَامِ مِنَ الْآفَاتِ، ثُمَّ مَا فِيهِ مِنْ حَظِّ النَّفْسِ وَإِظْهَارِ صِفَاتِ الْمَدْحِ وَالْمَيْلِ إِلَى أَنْ يَتَمَيَّزَ بَيْنَ أَشْكَالِهِ بِحُسْنِ النُّطْقِ، وَغَيْرِ هَذَا مِنْ آفَاتٍ فِي الْخُلُقِ. وَذَلِكَ نَعْتُ أَرْبَابِ الرِّيَاضَاتِ، وَهُوَ أَحَدُ أَرْكَانِهِمْ فِي حُكْمِ الْمُنَازَلَةِ وَتَهْذِيبِ الْخُلُقِ".

  2. #2
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ التَّاء)
    تَأَتِّي غَيْرِ الْمُرَادِ"لَوْ سَقَطَتْ قَلَنْسُوَةٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا وَقَعَتْ إِلَّا عَلَى رَأْسِ مَنْ لَا يُرِيدُهَا"!تَحَبُّبُ السَّبُعِ"أُلْقِيَ بَنَانٌ الْحَمَّالُ بَيْنَ يَدَيِ السَّبُعِ؛ فَجَعَلَ السَّبُعُ يَشَمُّهُ وَلَا يَضُرُّهُ. فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ:مَا الَّذِي كَانَ فِي قَلْبِكَ حِينَ شَمَّكَ السَّبُعُ؟قَالَ: كُنْتُ أُفَكِّرُ فِي اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ فِي سُؤْرِ السَّبُعِ"!التَّحَرُّزُ بِالطَّاعَةِ"حَقِيقَةُ الِاتِّقَاءِ التَّحَرُّزُ بِطَاعَةِ اللهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ".تَحَرِّي الْوَرَعِ"كُنَّا نَدَعُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْحَلَالِ مَخَافَةَ أَنْ نَقَعَ فِي بَابٍ مِنَ الْحَرَامِ".تَرْبِيَةُ الْفِرَاسَةِ"مَنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَأَمْسَكَ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَعَمَرَ بَاطِنَهُ بِدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ وَظَاهِرَهُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَتَعَوَّدَ أَكْلَ الْحَلَالِ- لَمْ تُخْطِئْ فِرَاسَتُهُ"!تَرْكُ الدُّعَاءِ"ذَمَّ اللهُ -تَعَالَى!- قَوْمًا تَرَكُوا الدُّعَاءَ، فَقَالَ: "وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ"؛ قِيلَ: لَا يَمُدُّونَهَا إِلَيْنَا بِالسُّؤَالِ".تَعْرِيفُ الْعَارِفِ"سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ وَقَدْ سُئِلَ:مَنِ الْعَارِفُ؟قَالَ: مَنْ نَطَقَ عَنْ سِرِّكَ وَأَنْتَ سَاكِتٌ".تَعْلِيلُ الْكَرِيمِ"إِنَّمَا قَالَ الْحَقُّ -تَعَالَى!- لِمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ!-: "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى"، لِيَسْتُرَ عَلَيْهِ بِبَعْضِ مَا يُعَلِّلُهُ بِهِ، بَعْضَ مَا أَثَّرَ فِيهِ مِنَ الْمُكَاشَفَةِ بِفَجْأَةِ السَّمَاعِ".تَفْضِيلُ الْمَوْتِ"قِيلَ لِبَعْضِهِمْ: أَتُحِبُّ الْمَوْتَ؟فَقَالَ: الْقُدُومُ عَلَى مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، خَيْرٌ مِنَ الْبَقَاءِ مَعَ مَنْ لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ".تَكَالِيفُ الْمَحَبَّةِ"عَجِبْتُ لِمَنْ يَقُولُ ذَكَرْتُ إِلْفِي وَهَلْ أَنْسَى فَأَذْكُرَ مَا نَسِيتُأَمُوتُ إِذَا ذَكَرْتُكَ ثُمَّ أَحْيَا وَلَوْلَا حُسْنُ ظَنِّي مَا حَيِيتُفَأَحْيَا بِالْمُنَى وَأَمُوتُ شَوْقًا فَكَمْ أَحْيَا عَلَيْكَ وَكَمْ أَمُوتُشَرِبْتُ الْحُبَّ كَأْسًا بَعْدَ كَأْسٍ فَمَا نَفِدَ الشَّرَابُ وَمَا رَوِيتُ".تَكْدِيرُ النَّائِلِ"فَإِذَا أَخَذْتُ ثَوَابَ مَا أَعْطَيْتُهُ فَكَفَى بِذَاكَ لِنَائِلٍ تَكْدِيرَا"!تَكْرِيمُ الرَّقِيقِ"رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا!- أَنَّهُ قَالَ:إِذَا سَمِعْتُمُونِي أَقُولُ لِمَمْلُوكٍ: أَخْزَاهُ اللهُ- فَاشْهَدُوا أَنَّهُ حُرٌّ"!تِمْثَالُ الْحُزْنِ"قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:إِذَا مَاتَ الْفُضَيْلُ ارْتَفَعَ الْحُزْنُ"!تِمْثَالُ الْمُحِبِّينَ"رُئِيَ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟فَقَالَ: غَفَرَ لِي، وَجَعَلَنِي حُجَّةً عَلَى الْمُحِبِّينَ"!تَنَازُعُ الْفِرَاسَةِ"كَانَ الشَّافِعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ -رَحِمَهُمَا اللهُ، تَعَالَى!- فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: أَتَفَرَّسُ أَنَّهُ نَجَّارٌ!فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَتَفَرَّسُ أَنَّهُ حَدَّادٌ!فَسَأَلَاهُ، فَقَالَ: كُنْتُ قَبْلَ هَذَا حَدَّادًا، وَالسَّاعَةَ أَنْجُرُ"!التَّوَكُّلُ الْكَاذِبُ"يَقُولُ أَحَدُهُمْ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَيَكْذِبُ عَلَى اللهِ، تَعَالَى! لَوْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ لَرَضِيَ بِمَا يَفْعَلُهُ اللهُ بِهِ!


  3. #3
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الْجِيمِ)
    جَائِزَةُ الِاجْتِهَادِ"كُلُّ مَنِ ازْدَادَتْ وَظَائِفُهُ ازْدَادَتْ مِنَ اللهِ لَطَائِفُهُ".جَوَاسِيسُ الْقُلُوبِ"إِذَا جَالَسْتُمْ أَهْلَ الصِّدْقِ فَجَالِسُوهُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُمْ جَوَاسِيسُ الْقُلُوبِ، يَدْخُلُونَ فِي قُلُوبِكُمْ وَيَخْرُجُونَ مِنْهَا مِنْ حَيْثُ لَا تُحِسُّونَ"!جُوعُ الْقُنُوعِ"الْجُوعُ إِذَا سَاعَدَتْهُ الْقَنَاعَةُ فَهُوَ مَزْرَعَةُ الْفِكْرَةِ، وَيَنْبُوعُ الْحِكْمَةِ، وَحَيَاةُ الْفِطْنَةِ، وَمِصْبَاحُ الْقَلْبِ".

  4. #4
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الْحَاءِ)
    حَاءُ الرُّوحِ وَبَاءُ الْبَدَنِ"الْحُبُّ حَرْفَانِ: حَاءٌ وَبَاءٌ، وَالْإِشَارَةُ فِيهِ أَنَّ مَنْ أَحَبَّ فَلْيَخْرُجْ عَنْ رُوحِهِ وَبَدَنِهِ".حَارِسُ كَلْبٍ"رُئِيَ بَعْضُ الرُّهْبَانِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ رَاهِبٌ؟فَقَالَ: لَا، بَلْ حَارِسُ كَلْبٍ؛ إِنَّ نَفْسِي كَلْبٌ يَعْقِرُ الْخَلْقَ، أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْنِهِمْ، لِيَسْلَمُوا مِنْهَا".حَالُ الْجَاهِلِ"كُلُّ حَالٍ لَا يَكُونُ عَنْ نَتِيجَةِ عِلْمٍ فَإِنَّ ضَرَرَهُ عَلَى صَاحِبِهِ أَكْثَرُ مِنْ نَفْعِهِ".حُؤُولُ الْحَالِ"وَكُنَّا عَلَى أَلَّا نَحُولَ عَنِ الْهَوَى فَقَدْ وَحَيَاةِ الْحُبِّ حُلْتُمْ وَمَا حُلْنَاتَشَاغَلْتُمُ عَنَّا بِصُحْبَةِ غَيْرِنَا وَأَظْهَرْتُمُ الْهِجْرَانَ مَا هَكَذَا كُنَّالَعَلَّ الَّذِي يَقْضِي الْأُمُورَ بِعِلْمِهِ سَيَجْمَعُنَا بَعْدَ الْمَمَاتِ كَمَا كُنَّا"!حَدُّ الصَّمْتِ"إِذَا كَانَ الْعَبْدُ نَاطِقًا فِيمَا يَعْنِيهِ وَفِيمَا لَابُدَّ مِنْهُ، فَهُوَ فِي حَدِّ الصَّمْتِ".حِذَارُ الِاغْتِرَارِ"قِفْ عَلَى الْبِسَاطِ، وَإِيَّاكَ وَالِانْبِسَاطِ"!حَرَمُ التَّوْبَةِ"التَّوْبَةُ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ السَّالِكِينَ، وَأَوَّلُ مَقَامٍ مِنْ مَقَامَاتِ الطَّالِبِينَ".حُرْمَةُ الْكِتَابَةِ"رُئِيَ الْجَاحِظُ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟فَقَالَ:فَلَا تَكْتُبْ بِخَطِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ يَسُرُّكَ فِي الْقِيَامَةِ أَنْ تَرَاهُ"!حَسْرَةُ الْفَوَاتِ"كُلُّ يَوْمٍ يَمُرُّ يَأْخُذُ بَعْضِي يُورِثُ الْقَلْبَ حَسْرَةً ثُمَّ يَمْضِي"!حَسَنَاتُ الِاغْتِيَابِ"يُعْطَى الرَّجُلُ كِتَابَه، فَيَرَى فِيهِ حَسَنَاتٍ لَمْ يَعْمَلْهَا؛ فَيُقَالُ لَهُ:هَذَا بِمَا اغْتَابَكَ النَّاسُ وَأَنْتَ لَمْ -هكذا، ولعلها: لا- تَشْعُرُ"!حُسْنُ الِانْخِدَاعِ لِلرَّقِيقِ"كَانَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا!- إِذَا رَأَى وَاحِدًا مِنْ عَبِيدِهِ يُحْسِنُ الصَّلَاةَ يُعْتِقُهُ، فَعَرَفُوا ذَلِكَ مِنْ خُلُقِهِ؛ فَكَانُوا يُحْسِنُونَ الصَّلَاةَ مُرَاءَاةً لَهُ، وَكَانَ يُعْتِقُهُمْ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَنْ خَدَعَنَا بِاللهِ انْخَدَعْنَا لَهُ"!حَقَائِقُ التَّجْوِيعِ"جُوعُ التَّوَّابِينَ تَجْرِبَةٌ، وَجُوعُ الزَّاهِدِينَ سِيَاسَةٌ، وَجُوعُ الصِّدِّيقِينَ تَكْرِمَةٌ".حَقِيقَةُ الْإِرَادَةِ"إِنَّهَا لَوْعَةٌ تُهَوِّنُ كُلَّ رَوْعَةٍ".حَقِيقَةُ التَّوْبَةِ"حَقِيقَةُ التَّوْبَةِ أَنْ تَضِيقَ عَلَيْكَ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ حَتَّى لَا يَكُونَ لَكَ قَرَارٌ، ثُمَّ تَضِيقَ عَلَيْكَ نَفْسُكَ، كَمَا أَخْبَرَ اللهُ -تَعَالَى!- فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ: "وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَلَّا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا".حَلَاوَةُ الْعَمَلِ"إِذَا صَدَقَ الْعَبْدُ فِي الْعَمَلِ وَجَدَ حَلَاوَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَهُ، فَإِذَا أَخْلَصَ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَتَهُ وَلَذَّتَهُ وَقْتَ مُبَاشَرَةِ الْفِعْلِ".حَيَاءُ الْعَاصِي مِنَ الْمَسْجِدِ"رُئِيَ رَجُلٌ يُصَلِّي خَارِجَ الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَا تَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَتُصَلِّيَ فِيهِ؟فَقَالَ: أَسْتَحِي مِنْهُ -تَعَالَى!- أَنْ أَدْخُلَ بَيْتَهُ وَقَدْ عَصَيْتُهُ"!حِيلَةُ السَّالِكِ"قِيلَ لِأَبِي يَزِيدَ -أي البسطامي-: بِمَ وَصَلْتَ إِلَى مَا وَصَلْتَ؟فَقَالَ: جَمَعْتُ أَسْبَابَ الدُّنْيَا، فَرَبَطْتُهَا بِحَبْلِ الْقَنَاعَةِ، وَوَضَعْتُهَا فِي مَنْجَنِيقِ الصِّدْقِ، وَرَمَيْتُ بِهَا فِي بَحْرِ الْيَأْسِ؛ فَاسْتَرَحْتُ"!

  5. #5
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الْخَاءِ)
    خَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَنْقُلَ الْعَبْدَ مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِيَةِ إِلَى عِزِّ الطَّاعَةِ، آنَسَهُ بِالْوَحْدَةِ، وَأَغْنَاهُ بِالْقَنَاعَةِ، وَبَصَّرَهُ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ؛ فَمَنْ أُعْطِيَ ذَلِكَ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الْدُنْيَا وَالْآخِرَةِ"!
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الدَّالِ)
    دَرَجَاتُ التَّجَلُّدِ"اصْبِرُوا فِي اللهِ، وَصَابِرُوا بِاللهِ، وَرَابِطُوا مَعَ اللهِ"!دَرَجَاتُ التَّوَكُّلِ"لِلْمُتَوَكِّلِ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ: التَّوَكُّلٌ، ثُمَّ التَّسْلِيمُ، ثُمَّ التَّفْوِيضُ".دَرَجَاتُ الدُّعَاءِ"دُعَاءُ الْعَامَّةِ بِالْأَقْوَالِ، وَدُعَاءُ الزُّهَّادِ بِالْأَفْعَالِ، وَدُعَاءُ الْعَارِفِينَ بِالْأَحْوَالِ".دَرَجَاتُ الطَّاعِمِينَ"سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَقِيلَ لَهُ: الرَّجُلُ يَأْكُلُ فِي الْيَوْمِ أَكْلَةً؟فَقَالَ: أَكْلُ الصِّدِّيقِينَ.قَالَ -هكذا، ولعلها: قيل-: فَأَكْلَتَيْنِ؟قَالَ: أَكْلُ الْمُؤْمِنِينَ.قَالَ -هكذا، ولعلها: قيل-: فَثَلَاثَةً؟قَالَ: قُلْ لِأَهْلِكَ يَبْنُونَ لَكَ مَعْلِفًا"!دَلَالَةُ الْحَالِ"لَيْسَ لِلْأَوْلِيَاءِ سُؤَالٌ؛ إِنَّمَا هُوَ الذُّبُولُ وَالْخُمُولُ".دَلَالَةُ الْعُنْوَانِ"حُسْنُ أَدَبِ الظَّاهِرِ عُنْوَانُ حُسْنِ أَدَبِ الْبَاطِنِ".دُمُوعُ الْمَعُودِينَ"سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى الْإِمَامِ أَبِي بَكْرِ بْنِ فُورَكَ عَائِدًا، فَلَمَّا رَآنِي دَمَعَتْ عَيْنَاهُ؛فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ شَاءَ اللهُ -تَعَالَى!- يُعَافِيكَ وَيَشْفِيكَ!فَقَالَ لِي: تَرَانِي أَخَافُ مِنَ الْمَوْتِ؟ إِنَّمَا أَخَافُ مِمَّا وَرَاءَ الْمَوْتِ"!دَوَاءُ الْقَلْبِ"دَوَاءُ الْقَلْبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ:
    • قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ،
    • وَخَلَاءُ الْبَاطِنِ،
    • وَقِيَامُ اللَّيْلِ،
    • وَالتَّضَرُّعُ عِنْدَ السَّحَرِ،
    • وَمُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ".

    دَوَامُ الدُّعَاءِ"الدُّعَاءُ يُوجِبُ الْحُضُورَ، وَالْعَطَاءُ يُوجِبُ الِانْصِرَافَ، وَالْمُقَامُ عَلَى الْبَابِ أَتَمُّ مِنَ الِانْصِرَافِ بِالْمَثَابِ".
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الرَّاءِ)
    رَحْمَةُ الْبَلَاءِ"أَوْحَى اللهُ -تَعَالَى!- إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: أَنْزَلْتُ بِعَبْدِي بَلَائِي؛ فَدَعَانِي، فَمَاطَلْتُهُ بِالْإِجَابَةِ؛ فَشَكَانِي؛ فَقُلْتُ لَهُ:يَا عَبْدِي، كَيْفَ أَرْحَمُكَ مِنْ شَيْءٍ بِهِ أَرْحَمُكَ"!رَحْمَةُ السُّكَارَى"إْذَا رَأَيْتَ سَكْرَانًا فَتَمَايَلْ لِئَلَّا تَبْغِيَ عَلَيْهِ، فَتُبْتَلَى بِمِثْلِ ذَلِكَ"!الرَّجَاءُ مَعَ الذُّنُوبِ"يَكَادُ رَجَائِي لَكَ مَعَ الذُّنُوبِ يَغْلِبُ رَجَائِي لَكَ مَعَ الْأَعْمَالِ، لِأَنِّي أَجِدُنِي أَعْتَمِدُ فِي الْأَعْمَالِ عَلَى الْإِخْلَاصِ، وَكَيْفُ أُحْرِزُهَا وَأَنَا بِالْآفَةِ مَعْرُوفٌ! وَأَجِدُنِي فِي الذُّنُوبِ أَعْتَمِدُ عَلَى عَفْوِكَ، وَكَيْفَ لَا تَغْفِرُهَا وَأَنْتَ بِالْجُودِ مَوْصُوفٌ"!رِضَا الْحَاسِدِ"قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُلُّ إِنْسَانٍ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُرْضِيَهُ، إِلَّا الْحَاسِدَ؛ فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُ النِّعْمَةِ"!رَغْمُ الدُّنْيَا"مَنْ صَدَقَ فِي زُهْدِهِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةُ"!الرِّفْقُ الْيَمَنِيِّ"كَانَ الْكَتَّانِيُّ إِذَا سَافَرَ الْفَقِيرُ -أي أخو الصوفية- إِلَى الْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى، يَأْمُرُ بِهِجْرَانِهِ؛ وَإِنَّما كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَافِرُونَ إِلَى الْيَمَنِ ذَلِكَ الْوَقْتَ لِأَجْلِ الرِّفْقِ".رَوَافِدُ الْأَحْوَالِ"شَجَرَةُ الْمَعْرِفَةِ تُسْقَى بِمَاءِ الْفِكْرَةِ، وَشَجَرَةُ الْغَفْلَةِ تُسْقَى بِمَاءِ الْجَهْلِ، وَشَجَرَةُ التَّوْبَةِ تُسْقَى بِمَاءِ النَّدَامَةِ، وَشَجَرَةُ الْمَحَبَّةِ تُسْقَى بِمَاءِ الِاتِّفَاقِ وَالْمُوَافَقَةِ".رِيَاءُ الْعَارِفِينَ"قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ: "رِيَاءُ الْعَارِفِينَ أَفْضَلُ مِنْ إِخْلَاصِ الْمُرِيدِينَ"!رَيْحَانُ اللهِ"الْوَلِيُّ رَيْحَانُ اللهِ -تَعَالَى!- فِي الْأَرْضِ، يَشَمُّهُ الصِّدِّيقُونَ، فَتَصِلُ رَائِحَتُهُ إِلَى قُلُوبِهِمْ، فَيَشْتَاقُونَ بِهِ إِلَى مَوْلَاهُمْ، وَيَزْدَادُونَ عِبَادَةً عَلَى تَفَاوُتِ أَخْلَاقِهِمْ".

  6. #6
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الرَّاءِ)
    رَحْمَةُ الْبَلَاءِ"أَوْحَى اللهُ -تَعَالَى!- إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: أَنْزَلْتُ بِعَبْدِي بَلَائِي؛ فَدَعَانِي، فَمَاطَلْتُهُ بِالْإِجَابَةِ؛ فَشَكَانِي؛ فَقُلْتُ لَهُ:يَا عَبْدِي، كَيْفَ أَرْحَمُكَ مِنْ شَيْءٍ بِهِ أَرْحَمُكَ"!رَحْمَةُ السُّكَارَى"إْذَا رَأَيْتَ سَكْرَانًا فَتَمَايَلْ لِئَلَّا تَبْغِيَ عَلَيْهِ، فَتُبْتَلَى بِمِثْلِ ذَلِكَ"!الرَّجَاءُ مَعَ الذُّنُوبِ"يَكَادُ رَجَائِي لَكَ مَعَ الذُّنُوبِ يَغْلِبُ رَجَائِي لَكَ مَعَ الْأَعْمَالِ، لِأَنِّي أَجِدُنِي أَعْتَمِدُ فِي الْأَعْمَالِ عَلَى الْإِخْلَاصِ، وَكَيْفُ أُحْرِزُهَا وَأَنَا بِالْآفَةِ مَعْرُوفٌ! وَأَجِدُنِي فِي الذُّنُوبِ أَعْتَمِدُ عَلَى عَفْوِكَ، وَكَيْفَ لَا تَغْفِرُهَا وَأَنْتَ بِالْجُودِ مَوْصُوفٌ"!رِضَا الْحَاسِدِ"قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُلُّ إِنْسَانٍ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُرْضِيَهُ، إِلَّا الْحَاسِدَ؛ فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُ النِّعْمَةِ"!رَغْمُ الدُّنْيَا"مَنْ صَدَقَ فِي زُهْدِهِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةُ"!الرِّفْقُ الْيَمَنِيِّ"كَانَ الْكَتَّانِيُّ إِذَا سَافَرَ الْفَقِيرُ -أي أخو الصوفية- إِلَى الْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى، يَأْمُرُ بِهِجْرَانِهِ؛ وَإِنَّما كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَافِرُونَ إِلَى الْيَمَنِ ذَلِكَ الْوَقْتَ لِأَجْلِ الرِّفْقِ".رَوَافِدُ الْأَحْوَالِ"شَجَرَةُ الْمَعْرِفَةِ تُسْقَى بِمَاءِ الْفِكْرَةِ، وَشَجَرَةُ الْغَفْلَةِ تُسْقَى بِمَاءِ الْجَهْلِ، وَشَجَرَةُ التَّوْبَةِ تُسْقَى بِمَاءِ النَّدَامَةِ، وَشَجَرَةُ الْمَحَبَّةِ تُسْقَى بِمَاءِ الِاتِّفَاقِ وَالْمُوَافَقَةِ".رِيَاءُ الْعَارِفِينَ"قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ: "رِيَاءُ الْعَارِفِينَ أَفْضَلُ مِنْ إِخْلَاصِ الْمُرِيدِينَ"!رَيْحَانُ اللهِ"الْوَلِيُّ رَيْحَانُ اللهِ -تَعَالَى!- فِي الْأَرْضِ، يَشَمُّهُ الصِّدِّيقُونَ، فَتَصِلُ رَائِحَتُهُ إِلَى قُلُوبِهِمْ، فَيَشْتَاقُونَ بِهِ إِلَى مَوْلَاهُمْ، وَيَزْدَادُونَ عِبَادَةً عَلَى تَفَاوُتِ أَخْلَاقِهِمْ".

  7. #7
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الزَّاءِ)
    زَكَاةُ الدَّارِ"رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ!- أَنَّهُ قَالَ:زَكَاةُ الدَّارِ أَنْ يُتَّخَذَ فِيهَا بَيْتٌ لِلضِّيَافَةِ".زَلَّةٌ أَقْبَحُ مِنْ سَبْعِينَ"زَلَّةٌ وَاحِدَةٌ بَعْدَ التَّوْبَةِ أَقْبَحُ مِنْ سَبْعِينَ قَبْلَهَا".زَيْتُ الْعَافِيَةِ"قِيلَ لِبِشْرٍ: بَأَيِّ شَيْءٍ تَأْكُلُ الْخُبْزَ؟فَقَالَ: أَذْكُرُ الْعَافِيَةَ، وَأَجْعَلُهَا إِدَامًا"!
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ السِّينِ)
    سُرْعَةُ الْإِنَابَةِ"الْعَارِفُ طَيَّارٌ، وَالزَّاهِدُ سَيَّارٌ".سُلْطَانُ الْهَيْبَةِ"أُفَكِّرُ مَا أَقُولُ إِذَا افْتَرَقْنَا وَأُحْكِمُ دَائِبًا حُجَجَ الْمَقَالِفَأَنْسَاهَا إِذَا نَحْنُ الْتَقَيْنَا فَأَنْطِقُ حِينَ أَنْطِقُ بِالْمُحَالِ"!سَمَاعُ الْوَاصِلِينَ"سُئِلَ أَبُو عَلِيِّ الرُّوذَبَارِيُّ عَمَّنْ يَسْمَعُ الْمَلَاهِي وَيَقُولُ هِيَ لِي حَلَالٌ لِأَنِّي وَصَلْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَا تُؤَثِّرُ فِيَّ اخْتِلَافُ الْأَحْوَالِ؛ فَقَالَ:نَعَمْ، قَدْ وَصَلَ، وَلَكِنْ إِلَى سَقَرَ"!سُوقُ الْجُوعِ"لَوْ أَنْ الْجُوعَ يُبَاعُ فِي السُّوقِ لَمَا كَانَ لِطُلَّابِ الْآخِرَةِ إِذَا دَخَلُوا السُّوقَ أَنْ يَشْتَرُوا غَيْرَهُ"!سِيرَةُ الْمُعَامَلَاتِ
    "تَعَامَلَ الْقَرْنُ الْأَوَّلُ مِنَ النَّاسِ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالدِّينِ حَتَّى رَقَّ الدِّينِ، ثُمَّ تَعَامَلَ الْقَرْنُ الثَّانِي بِالْوَفَاءِ حَتَّى ذَهَبَ الْوَفَاءُ، ثُمَّ تَعَامَلَ الْقَرْنُ الثَّالِثُ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى ذَهَبَتِ الْمُرُوءَةُ، ثُمَّ تَعَامَلَ الْقَرْنُ الرَّابِعُ بِالْحَيَاءِ حَتَّى ذَهَبَ الْحَيَاءُ، ثُمَّ صَارَ النَّاسُ يَتَعَامَلُونَ بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ".

  8. #8

    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الْغَيْنِ)
    غُرْبَةُ الِافْتِتَانِ"قَالَ لَهُ -أي لأبي الحسن البوشنجي-: ادْعُ اللهَ لِي!فَقَالَ: أَعَادَكَ اللهُ مِنْ فِتْنَتِكَ"!الْغَيْرَةُ للهِ"لَا يُقَالُ: أَنَا أَغَارُ عَلَى اللهِ -تَعَالَى!- وَلَكِنْ يُقَالُ: أَنَا أَغَارُ لِله؛ فَإِنَّ الْغَيْرَةَ عَلَى اللهِ -تَعَالَى!- جَهْلٌ، وَرُبَّمَا تُؤَدِّي إِلَى تَرْكِ الدِّينِ، وَالْغَيْرَةَ لِله تُوجِبُ تَعْظِيمَ حُقُوقِهِ وَتَصْفِيَةَ الْأَعْمَالِ لَهُ".

    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ

    جمعها وحققها

    الدكتور محمد جمال صقر
    (بَابُ الْكَافِ)
    كَأْسٌ أَيُّ كَأْسٍ!"تَصْطَلِمُهُمْ عَنْهُمْ وَتُفْنِيهِمْ، وَتَخْتَطِفُهُمْ مِنْهُمْ وَلَا تُبْقِيهِمْ!كَأْسٌ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ، تَمْحُوهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ، وَلَا تُبْقِي شَظِيَّةً مِنْ آثَارِ الْبَشَرِيَّةِ"!كَأْسُ الْمُشَاهَدَةِ"فَلَمَّا اسْتَبَانَ الصُّبْحُ أَدْرَكَ ضَوْؤُهُ بِأَنْوَارِهِ أَنْوَارَ ضَوْءٍ الْكَوَاكِبِيُجَرِّعُهُمْ كَأْسًا لَوِ ابْتُلِيَتْ لَظًى بِتَجْرِيعَةٍ طَارَتْ كَأَسْرَعِ ذَاهِبِ"!كَرَامَاتُ الْمُسْتَقِيمِينَ"اعْلَمْ أَنَّ الِاسْتِقَامَةَ تُوجِبُ دَوَامَ الْكَرَامَاتِ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى!-: "وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا"، وَلَمْ يَقُلْ: سَقَيْنَاهُمْ، بَلْ قَالَ: أَسْقَيْنَاهُمْ، يُقَالُ: أَسْقَيْتُهُ، إِذَا جَعَلْتُ لَهُ سُقْيَا؛ فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى الدَّوَامِ".كُلٌّ بِحَسَبِهِ"حَسَنَاتُ الْأَبْرَارِ سَيِّئَاتُ الْمُقَرَّبِينَ"!

  9. #9
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الْمِيمِ)
    الْمَالَ لَا الْعَقْلَ"قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنَّكَ تَبْذُلُ الْكَثِيرَ إِذَا سُئِلْتَ، وَتَضِنَّ فِي الْقَلِيلِ -هكذا، ولعله: بالقليل- إِذَا نُوجِزْتَ (سُووِمْتَ)!فَقَالَ: إِنِّي أَبْذُلُ مَالِي وَأَضِنُّ بِعَقْلِي".مُجْتَمَعُ الْحُزْنِ"الْحُزْن حَالٌ يَقْبِضُ الْقَلْبَ عَنِ التَّفْرِقَةِ فِي أَوْدِيَةِ الْغَفْلَةِ".مَخَافَةُ الِاسْتِقَامَةِ"رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ!- فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: رُوِيَ عَنْكَ -يَا رَسُولَ اللهِ- أَنَّكَ قُلْتَ: شَيَّبَتْنِي هُوْدٌ؛ فَمَا الَّذِي شَيَّبَكَ مِنْهَا، قَصَصُ الْأَنْبِيَاءِ، وَهَلَاكُ الْأُمَمِ؟فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ قَوْلُه -تَعَالَى!-: "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ""!مَخَافَةُ الدَّمْعِ"صَبَرْتُ وَلَمْ أُطْلِعْ هَوَاكَ عَلَى صَبْرِي وَأَخْفَيْتُ مَا بِي مِنْكَ عَنْ مَوْضِعِ الصَّبْرِمَخَافَةَ أَنْ يَشْكُو ضَمِيرِي صَبَابَتِي إِلَى دَمْعَتِي سِرًّا فَتَجْرِي وَلَا أَدْرِي"!مُخِيفُ الشَّيْطَانِ"مَنْ غَلَبَ الدُّنْيَا فَذَلِكَ الَّذِي يَفْرَقُ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ"!مَدَاخِلُ الْفَسَادِ"إِنَّمَا دَخَلَ الْفَسَادُ عَلَى الْخَلْقِ مِنْ سِتَّةِ أَشْيَاءِ:
    • الْأَوَّلُ: ضَعْفُ النِّيَّةِ بِعَمَلِ الْآخِرَةِ.
    • وَالثَّانِي: صَارَتْ أَبْدَانُهُمْ رَهِينَةً لِشَهَوَاتِهِمْ.
    • وَالثَّالِثُ: غَلَبَهُمْ طُولُ الْأَمَلِ مَعَ قُرْبِ الْأَجَلِ.
    • وَالرَّابِعُ: آثَرُوا رِضَا الْمَخْلُوقِينَ عَلَى رِضَا الْخَالِقِ.
    • وَالْخَامِسُ: اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ، وَنَبَذُوا سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ!- وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ.
    • وَالسَّادِسُ: جَعَلُوا قَلِيلَ زَلَّاتِ السَّلَفِ حُجَّةً لِأَنْفُسِهِمْ، وَدَفَنُوا كَثِيرَ مَنَاقِبِهِمْ".

    مُدَافَعَةُ الِاشْتِهَاءِ"قِيلَ لِبَعْضِهِمْ: أَلَا تَشْتَهِي؟فَقَالَ: أَشْتَهِي أَلَّا أَشْتَهِي"!مُدَافَعَةُ الْإِعْجَابِ"إِذَا أَعْجَبَكَ الْكَلَامُ فَاصْمُتْ، وَإِذَا أَعْجَبَكَ الصَّمْتُ فَتَكَلَّمْ"!مُدَافَعَةُ الرِّيَاءِ"سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ -أي أبا يعقوب الرازي- يَقُولُ: أَعَزُّ شَيْءٍ فِي الدُّنْيَا الْإِخْلَاصُ، وَكَمْ أَجْتَهِدُ فِي إِسْقَاطِ الرِّيَاءِ عَنْ قَلْبِي؛ فَكَأَنَّهُ يَنْبُتُ فِيهِ عَلَى لَوْنٍ آخَرَ"!مُرَاعَاةُ بَاعَةِ الْمَكَانِ"كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ -أي ابن عياض- يَشْتَرِي مِنْ بَاعَةِ الْمَحَلَّةِ؛ فَقِيلَ لَهُ: لَوْ دَخَلْتَ السُّوقَ؛ فَاسْتَرْخَصْتَ!فَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَزَلُوا بِقُرْبِنَا رَجَاءَ مَنْفَعَتِنَا".مُزَاهَدَةُ الدُّنْيَا"قِيلَ لِبَعْضِهِمْ: لِمَ زَهِدْتَ فِي الدُّنْيَا؟فَقَالَ: لِزُهْدِهَا فِيَّ"!مَسُّ الْإِنْسِ"إِذَا تَمَكَّنَ الذِّكْرُ مِنَ الْقَلْبِ؛ فَإِنْ دَنَا مِنْهُ الشَّيْطَانُ صُرِعَ كَمَا يُصْرَعُ الْإِنْسَانُ إِذَا دَنَا مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَتَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُونَ: مَا لِهَذَا؟فَيُقَالُ: قَدْ مَسَّهُ الْإِنْسُ"!مَسِيرَةُ التَّضْيِيعِ"لَمْ يُضَيِّعْ أَحَدٌ فَرِيضَةً مِنَ الْفَرَائِضِ، إِلَّا ابْتَلَاهُ اللهُ بِتَضْيِيعِ السُّنَنِ".مَظَانُّ الْأَخْلَاقِ"وَضَعَ اللهُ -تَعَالَى!- خَمْسَةَ أَشْيَاءَ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ:
    • الْعِزَّ فِي الطَّاعَةِ،
    • وَالذُّلَّ فِي الْمَعْصِيَةِ،
    • وَالْهَيْبَةَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ،
    • وَالْحِكْمَةَ فِي الْبَطْنِ الْخَالِي،
    • وَالْغِنَى فِي الْقَنَاعَةِ".

    مَعْذِرَةُ الْمُخْطِئِينَ"يَا بُنَيَّ، لَا تَصْحَبْ مَنْ لَا يُحْبُّكَ إِلَّا مَعْصُومًا"!مَفَاسِدُ الْأَحْوَالِ"أَكْثَرُ فَسَادِ الْأَحْوَالِ مِنْ ثَلَاثَةٍ: فِسْقِ الْعَارِفِينَ، وَخِيَانَةِ الْمُحِبِّينَ، وَكَذِبِ الْمُرِيدِينَ (...):
    • فِسْقُ الْعَارِفِينَ: إِطْلَاقُ الطَّرْفِ وَاللِّسَانِ وَالسَّمْعِ إِلَى أَسْبَابِ الدُّنْيَا وَمَنَافِعِهَا.
    • وَخِيَانَةُ الْمُحِبِّينَ: اخْتِيَارُ هَوَاهُمْ عَلَى رِضَا اللهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- فِيمَا يَسْتَقْبِلُهُمْ.
    • وَكَذِبُ الْمُرِيدِينَ: أَنْ يَكُونَ ذِكْرُ الْخَلْقِ وَرُؤْيَتُهُمْ تَغْلِبُ عَلَيْهِمْ -هكذا، ولعلها: فيهم، أو عندهم- عَلَى ذِكْرِ اللهِ، عَزَّ، وَجَلَّ".

    مِقْيَاسُ الْمَحَبَّةِ"لَا تَصْلُحُ الْمَحَبَّةُ بَيْنَ اثْنَيْنِ؛ حَتَّى يَقُولَ الْوَاحِدُ لِلْآخَرِ: يَا أَنَا"!مِقْيَاسُ الْمَنَازِلِ"اغْدُوا، وَرُوحُوا، وَاذْكُرُوا: مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَنْظُرْ مَنْزِلَةَ اللهِ عِنْدَهُ؛ فَإِنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ!- يُنْزِلُ الْعَبْدَ مِنْهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ".مَوْطِنُ الْحُرِّيَّةِ"اعْلَمْ أَنَّ حَقِيقَةَ الْحُرِّيَّةِ فِي كَمَالِ الْعُبُودِيَّةِ؛ فَإِذَا صَدَقَتْ للهِ -تَعَالَى!- عُبُودِيَّتُهُ خَلَصَتْ عَنْ رِقِّ الْأَغْيَارِ حُرِّيَّتُهُ"!مَوْهِبَةُ اللهِ"قُلْتُ -أي أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلاء- لِأَبِي وَأُمِّي:أُحِبُّ أَنْ تَهَبَانِي للهِ، عَزَّ، وَجَلَّ!فَقَالَا: قَدْ وَهَبْنَاكَ لِله، عَزَّ، وَجَلَّ!فَغِبْتُ عَنْهُمَا مُدَّةً، فَلَمَّا رَجَعْتُ كَانَتْ لَيْلَةً مَطِيرَةً، فَدَقَقْتُ الْبَابَ، فَقَالَ لِي أَبِي: مَنْ ذَا؟قُلْتُ: وَلَدُكَ أَحْمَدُ.فَقَالَ: كَانَ لَنَا وَلَدُ، فَوَهَبْنَاهُ لِله -تَعَالَى!- وَنَحْنُ مِنَ الْعَرَبِ، لَا نَسْتَرْجِعُ مَا وَهَبْنَاهُ.وَلَمْ يَفْتَحْ لِي!مَوْهِبَةُ الْمَعْرِفَةِ"قِيلَ لِذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟فَقَالَ: عَرَفْتُ رَبِّي بِرَبِّي، وَلَوْلَا رَبِّي مَا عَرَفْتُ رَبِّي"!

  10. #10
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الْهَاءِ)
    هُمُومُ الْغَدِ"لَا تَغْتَمَّ إِلَّا مِنْ شَيْءٍ يَضُرُّك غَدًا، وَلَا تَفْرَحْ إِلَّا بِشَيْءٍ يَسُرُّكَ غَدًا"!هَيْجُ الْخَوْفِ"الَّذِي يَهِيجُ الْخَوْفَ حَتَّى يَسْكُنَ فِي الْقَلْبِ، دَوَامُ الْمُرَاقَبَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ".

    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الشِّينِ)
    شِرْكٌ خَفِيٌّ"أَشَدُّ أَحْكَامِ النَّفْسِ وَأَصْعَبُهَا تَوَهُّمُهَا أَنَّ شَيْئًا مِنْهَا حَسَنٌ، أَوْ أَنَّ لَهَا اسْتِحْقَاقَ قَدْرٍ؛ وَلِهَذَا عُدَّ ذَلِكَ مِنَ الشِّرْكِ الْخَفِيِّ
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ النُّونِ)
    نُورُ الْفِرَاسَةِ"قَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى!-: "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ": أَيْ مَيِّتَ الذِّهْنِ، فَأَحْيَاهُ اللهُ -تَعَالَى!- بِنُورِ الْفِرَاسَةِ، وَجَعَلَ لَهُ نُورَ التَّجَلِّي وَالْمُشَاهَدَةِ- لَا يَكُونُ كَمَنْ يَمْشِي بَيْنَ أَهْلِ الْغَفْلَةِ غَافِلًا".
    تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ
    جمعها وحققها
    الدكتور محمد جمال صقر

    (بَابُ الْوَاوِ)
    وُجُوبُ الْحَذَرِ"تَزْكِيَةُ الْأَشْرَارِ لَكَ هُجْنَةٌ بِكَ، وَحُبُّهُمْ لَكَ عَيْبٌ عَلَيْكَ، وَهَانَ عَلَيْكَ مَنِ احْتَاجَ إِلَيْكَ".وَطْأَةُ الْإِخْلَاصِ"قِيلَ لِسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -أي التستري-: أَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ عَلَى النَّفْسِ؟فَقَالَ: الْإِخْلَاصُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا فِيهِ نَصِيبٌ".وَظَائِفُ الطَّمَعِ"لَوْ قِيلَ لِلطَّمَعِ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: الشَّكُّ فِي الْمَقْدُورِ!وَلَوْ قِيلَ: مَا حِرْفَتُكَ؟ قَالَ: اكْتِسَابُ الذُّلِّ!وَلَوْ قِيلَ: مَا غَايَتُكَ؟ قَالَ: الْحِرْمَانُ"!


    --

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •