يوم بعد آخر أتأكد أن الكتابة في المواقع مثل الكتابة على الماء .. صحيفة أغلقت .. وموقع .. حجب .. وآخر .. أغلق .. إلخ.هذه كُليمة ضاعت ..
قتل "ليلى طاهر"من أجل"رغدة"!!!

قبل الحديث عما يتعلق بالعنوان علينا أن نتطرق إلى قضية أخرى .. ربما تستحق عنوانا مثل (انتبهوا .. شركات الاتصالات قد تُفسد علاقاتكم الاجتماعية).
باختصار دار حوار بين صديقين .. سأل الأول : لماذا لم ترد علي اتصالي؟
فجاء الرد – مع إخراج الجوال من الجيب – لم تتصل عليّ!
كان ذلك ليلة خميس .. وليلة الجمعة .. توجهت مع "شخصة" ما – زوجتي ولكنها لا تريدني أن أذكرها في كتاباتي! – إلى أداء واجب العزاء ... قبل أذان العشاء .. خرجتُ .. وأرسلت لها رسالة .. جلست أنتظر في السيارة،وبعد فترة طويلة .. جاءت .. وأخبرتني أنها اتصلت بي ولكنني لم أرد .. مع أن جوالي يتربع إلى جواري على المقعد .. في أبهة صمته!!!
ثم دار حوار حول الموضوع فوجدت أن كثيرين قد مروا بنفس التجربة .. أو لنقل أن الأمر بدأ برسائل لا تصل .. ثم وصل إلى اتصالات لا تصلُ أيضا!!
من هنا وجب التنبه – والتنبيه - ماذا لو أن أما اتصلت على ابنها – أو ابنتها – فلا هو رد .. ولا عواد الاتصال بها؟!! ولم يعتذر على الأقل؟!!
ماذا لو أن زوجا – أو زوجة – اتصل على زوجته فلم ترد .. ولا عاودت الاتصال به؟!!
ولم تعتذر على الأقل؟!!
يمكننا تصور النتيجة .. خصوصا حالة كون (الغضب الصامت) هو سيد العلاقة ..
بين"ليلى"و"رغدة"
إذا نعود إلى العنوان ..
أتذكر ان أخا لي حدثني عن قراءته لمقالة تنتقد أحد الأفلام العربية .. وبعد أن سرد الناقد بعض عيوب ذلك الفيلم .. ختم بأن كل تلك الأخطاء يمكن تجاوزها إلا ..
قبل ذلك عقدة الفيلم أن زوجا يقع في حب أخت زوجته – تقوم بالدور"رغدة" – فيقتل زوجته – تقوم بالدور"ليلى طاهر"- ليخلو له الجو..
قال ذلك الناقد : كل تلك الأخطاء الفنية يمكن تجاوزها إلا ..أن يقتل الزوج"ليلى طاهر"من أجل"رغدة"!!!
كان للأمر ألا يتخطى الطرفة .. لولا أنني – في خضم كتابتي عن العشق الزوجي – تذكرتُ قصة أوردتها في الكراس الذي كتبته – ولست راض إلا عن عنوانه – تحت عنوان (قصور على أعمدة الرياح ... السعادة الزوجية أقرب إليك من .. والتعاسة كذلك..).
في ذلك الكراس أوردت مشكلة بعث بها أحد الأزواج – لجريدة "الهدف"الكويتية – وقد ذكر كل صفات الكمال البشري في زوجته .. وكل الصفات المعاكسة لذلك في (شغالته) .. ومع ذلك فإنه يترك (ملكة الجمال) تلك ليعتدي على الشغالة!!
كما ذكرتُ – ولعل ذلك في "حتى لا نعين الشيطان عليهن : كلام في العشق الزوجي" – تلك القصة التي أوردها صاحب"نثر الدر"- الآبي المتوفى في حدود 421هـ - حيث ذكر أن رجلا رأى امرأة تسير في السوق يوم العيد فقال لها :
إلى أين يذهب الغزال؟
فردت : إلى مِغزله .. يا ناكر العشرة.
وكانت – كما هو واضح – زوجته.
قلتُ – في مكان ما – أن الزوج في بداية زواجه يجعل زوجته بين عينيه – حتى يُخشى عليه من الحول – ثم إذا امتدت العلاقة .. وطغى عليها الروتين اليومي ..إلخ. بدأت صورتها تنزاح ذات اليمين .. أو ذات الشمال .. ولعلي شبهت ذلك بمن يضمن أنه تملك (جوهرة) ووضعها في حرز أمين .. ثم لم يعد يطيل النظر إليها .. أو لا ينظر إليها إلا لماما ... وهو يسير في السوق،قد تسلب نظره – إشارة إلى المشكلة المنشورة في"الهدف"- (شغالة) بينما تسير إلى جواره (الملكة)!!!
نعم .. في الحياة الزوجية .. وبالإهمال .. قد يقتل الزوج"ليلى طاهر"من أجل"رغدة"
وهذه أم العجائب .. بل عائلة العجائب مجتمعة.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة