يذوب الحجى قهرا بمعضلة السّهْــــوِ***و تخبو سروج الفكر بالقتر و الْخَبْـــوِ
و تفنى عقــولٌ بالمحاســـن أينعـــت***عليها شموسُ الفهم أزهى مـن الزّهــو
لِآلائهـــــا سحـــرٌ جليــــل و أنعُــــم***عليها صفاءُ الْبَدر في أحسـن الصفــو
توارى البيان المستنيـــر فَقـدَ السنــا***و لاح الذهـول المعتـدي مــارقُ الكبْــو
أُصيب اليقيــنُ الفذُّ في لـــبِّ كنهــه*** كــذاك سيــوف الرُّشـــد حمّالـة النّبــو
وتــاه النُّهـــى فَــرْدا بسبعـــة أبحــر*** تمــور بـــه الأوهــــام عاشقة الطّفــو
تعثَّــرتِ الأيـــام و غـــاب بريقهــــا***وكُـــدِّرَتِ الأفعـــال بالنَّسْــيِ و الهفــو
علا الشكُّ أطلال الحجى ناح غربـة***أغار الأذى و اسْتُأصِلتْ جدوة الصَّحو
و ذاكرةٍ قـد مسّهـــا هــوس الجــوى***أحـــاط بها طيــفُ القتامــة و المَحــو
دحــا الــسُّهد أنسام المنام و ردّهــــا***وساق البــلاءُ الحُلْــمَ في أَثَـر الدَّحـــو
و يأبى النهى ضوء العلـوم مُجافيـــا*** فينحو إلى غيب الدجى أسوء النَّحـــو
أصاب الكيان الغرّ عجـزٌ و خيبـــة***محـــت كــلّ أزرٍ للطّلاقـــة و العَــدو
خريفٌ طـوى الإلهــام بالقـرِّ كاسيــا***وَتيـــه أتــى يخفـــو بأبهــت الخَفــــو
حكى (الزَّمَكَانُ) الصخرَ بعد سلاسة*** فمــرُّ مَعيشٍ قـــدْ تساوى مـع الحُلـو
فصبرا على وعـدٍ أصابـت سهامــه***مَلمّتُــــه نَحْـــسٌ مِــن رحمـــةٍ خُلـــو