منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    متى نشأت اللغة العبرية؟

    متى نشأت اللغة العبرية؟
    سعد ناصر الدين


    من فترة ليست قريبة، زارني أحد المثقفين، وسألني السؤال التالي: -

    متى بدأت اللغة العبرية، وهل هناك ما يسمى اللغة العبرية؟؟


    تعجبت من سؤاله، فإني - كما قد درسنا في كتب التاريخ - نعرف أن العبرانيين هم من الأصول السامية، وأن لهم لغة خاصة..... ولما أخبرته ما أعرف، اعتدل في جلسته، وتحمس، وقال: لا يا استاذي، كل ما قلته خطأ قد وضعه أعداء العربية.... قلت: كيف؟

    قال: لم تكن هناك أية لغة تعرف باللغة العبرية قبل سنة 1517، وحدد السنة بالذات... فاستغربت، لأننا نقرأ كثيرا أن اللغة العبرية شبيهة بالعربية،

    قال: انتظر استاذي، فإني أقوم ببحث أثبت به وجهة نظري، ولكن، قبل أن ترى بحثي، أرجو منك البحث عن هذا الموضوع، بأن تبدأ بحثك في كتب الآولين، الكتب التي كتبت قبل القرن الرابع عشر، وإن وجدت بها أي ذكر لأي شيء عن ما يسمى :اللغة العبرية، فصوره لي، مهما كلف التصوير أو شراء المرجع من ثروة...
    وبالحقيقة، إنني منذ أمس، قد زرت مكتبتين عامتين، وبدأت البحث، ولم أجد شيئا حتى الآن..

    فهل منكم إخواني وأخواتي ، من يستطيع مساعدتي بمثل هذا البحث، حتى أساعده؟؟

    شكرا سلفا


    ملاحظات متعلقة بالموضوع:

    علينا أن نسأل أنفسنا السؤال التالي: من هم العبرانيون؟ ومتى سموا بالعبرانيين، وهل ذكر اسمهم في التاريخ القديم، الذي لم يعبث به المستشرقون؟؟ ولماذا سموا بالعبرانيين؟؟؟

    يقول صديق لي: كلمة العبرانيين قد أخذت من كلمة عَبَــرَ العربية، وذلك كما يدعون، أن سيدنا إبراهيم عبر بهم النهر، فكل من عبر النهر، أسمهوه: عبر، وحرفوا الكلمة بكسر العين وتسكين الباء، ويتساءل صديقي: هل كل من عبر النهر، صارت له لغة خاصة به؟؟؟
    من هنا بدأ صديقي البحث والتقصي، مع أنه لم يصل إلى إثبات كامل، وإنه ينتظر أن يساعده من يطلع على المراجع الآولى في التاريخ، كتاريخ ابن خلدون وغيره، فهل فيها ذكر لليهود، بأن لهم لغة خاصة؟




    معاناة اللغة الآرامية


    جي بوشينسكي


    14 نيسان، 2005



    إن محاولة إماطة اللثام عن ألغاز اللغة الآرامية أشبه ببدء رحلة أوديسية عبر صحارى
    وجبال وأودية الشرق الأوسط، وصولاً إلى أوروبا وشمال أفريقيا.

    إنها مغامرة ثقافية تلتقي خلالها بمصفوفة من الباحثين العلمانيين ورجال الدين المؤمنين
    وأناس عاديين ـ مسيحيين ويهود ـ ذوي خبرة بتاريخ تلك اللغات السامية،
    التي مازالت لغات حية في بعض الأماكن.

    ويخبرك هؤلاء عن الفرق الإسرائيلية التي تغني أغانٍ آرامية معاصرة، وعن البرامج الشعبية
    في الإذاعة والتلفزيون التي تُبث باللغة الآرامية أو السريانية من كندا والولايات المتحدة والدول الإسكندنافية،
    وعن القرى النائية في سوريا والعراق، حيث الآرامية هي اللغة الدارجة أكثر من العربية.

    ويجلّ اليهود اللغة الآرامية لأنها ترد بالتناوب مع العبرية في الأجزاء الأخيرة من الكتاب المقدس،
    الكلام التلمودي، وتشتمل على العديد من الصلوات اليهودية الأكثر أهمية، بما فيها ندّابو قادش.
    كما أن المسيحيين يوقرونها باعتبارها اللغة التي تكلم بها السيد المسيح وحواريه.
    وما تزال النسخة الشرقية من اللغة الآرامية، السريانية، مستخدمة في الطقوس الدينية
    في الكنائس القديمة في العراق وسوريا.

    لقد جلب اليهود الأكراد اللغة الآرامية معهم من شمال العراق وإيران وتركيا إلى إسرائيل.
    وما يزال كبار السن منهم يتحدثون بها في البيت، كما هو الأمر مع اليهود الشرقيين
    الذين يتحدثون بالييدية (Yiddish) مع آبائهم وأجدادهم. لكنهم يعتبرونها أيضاً دليلاً على كونهم
    متحدرون من سلالة "القبائل العشر المفقودة" التي رحّلها الآشوريون بالقوة
    منذ حوالي قرن قبل إبعاد البابليين للقبيلتين اليهوديتين المتبقيتين.



    تكملة للموضوع.. ج 2

    كان الظهور الأول للغة الآرامية منذ 3000 سنة، كلغة للآراميين القدماء الذين أسسوا
    أمارة "بدان آرام" (Padan Aram) وأمارة "آرام النهرين" (Aram Naharayim).

    واستخدم الآشوريون اللغة الآرامية كلغة مشتركة فيما بينهم، ثم أصبحت لغة امبراطوريتهم،
    كما حدث مع البابليون والفرس. فكل هذه الأقوام استخدمت اللغة الآرامية في الإدارة والتجارة،
    من الهند إلى إثيوبيا. أما الذين لم يتكلموا الآرامية ضمن ممالكهم الخاصة،
    فكانوا على الأقل يفهمونها ويحسنون قراءتها، كما قال أحد الباحثين.

    في فترة المعبد الثاني، منذ 2000 سنة مضت، كان يهود أرض إسرائيل
    يستخدمون اللغة الآرامية الفلسطينية على نطاق واسع. وبعد ظهور المسيحية،
    طور أتباعها لهجة خاصة بهم تختلف إلى حد ما عن لغة اليهود.
    لكن اللغة الآرامية بقيت الأهم مكانة في منطقة الهلال الخصيب حتى الفتح الإسلامي
    في القرن السابع، فبدأت تتراجع مكانتها تدريجياً أمام اللغة العربية.

    ونجد أن نفس الاسم المستخدم الترجمة السريانية للكتاب المقدس (Peshitta)
    هم اشتقاق من الكلمة العبرية (Pshat)، أو "الإيضاح".
    فالكثير من الكلمات ذات الأصل الواحد يمكن لمتكلمي العبرية فهمها بسهولة.
    مثلاً، تُلفظ عبارة (toda raba) أي ("thank-you") بنبرة توكيد على المقطع الأول
    من كل كلمة أكثر من المقطع الثاني، كما هو الحال في اللغة العبرية المعاصرة.


    ويكمل كاتب المقالة فيقول... ج 3
    قال باحث مسيحي مقيم في القدس، وقد أصر أيضاً على عدم ذكر اسمه،
    أن شتات (Diaspora) المتكلمين بالآرامية ـ أو السريانية ـ يشمل:
    كندا، السويد، النرويج، أستراليا وإنكلترا. (ووسع هذه القائمة باحث آخر لتضم:
    فرنسا ـ وخصوصاً مرسيليا ـ ولبنان وجنوب الاتحاد السوفييتي السابق).

    وعدّد الباحث المقدسي الكنائس الشرقية الرئيسية الأربعة التي تقيم صلواتها
    باللغة السريانية, وهي: السريانية اليعقوبية، السريانية الكاثوليكية، النسطورية
    والكنائس الكلدانية (والأخيرة كانت تُعرف سابقاً بكنيسة جيروم).

    وكانت الآرامية الفلسطينية هي اللغة الأكثر انتشاراً وسط مسيحيي الأرض المقدسة
    حتى القرن السادس عشر، كما أوضح الباحث، مع ملاحظة منه أن
    تحولهم إلى اللغة العربية كان أسرع في المرتفعات منه في السهول والوديان.

    وقد جرت عملية مشابهة في سوريا والعراق وإيران، حيث تحول المتحدرون
    من أصل آرامي والمجموعات الإثنية الآشورية والبابلية الفارسية إلى الديانة المسيحية،
    وتبنوا اللهجة الآرامية لشمال غرب بلاد ما بين النهرين، والتي تُعرف بالسريانية.
    ومع انتشار اللغة الآرامية، حلّت، عملياً، محل اللغة العبرية،
    وتناقص عدد المتآلفين مع اللغة التوراتية.
    وكذلك كان حال أخوتهم في الدين في بابل والمناطق المحيطة ببلاد ما بين النهرين،
    إلى حد أن سفر دانييل، وهو وليد تلك البيئة، " يعتبر آرامي بنسبة 80% منه"، كما قال الباحث.
    والجزء الأخير من المقالة ج 4

    ورغم التأثير الثقافي للغة والثقافة اليونانية في العهد الهيليني،
    "بقيت الآرامية اللغة المسيطرة في هذه البلاد، وحلت أبجديتها ذات الخط المربع
    محل الأحرف المتصلة لنظام الكتابة الكنعاني ـ الفينيقي
    الذي تبناه العبريون بالأصل"، كما قال دوبتشك.
    لكن نهوض المسيحية وكتابة العهد الجديد باللغة اليونانية خلق "عقبة" أمام تعمير الآرامية.
    وتزامن مع هذا تبني المسيحيين الشرقيين أشكالاً مختلفة من الأبجدية الآشورية
    التي تذكّر حروفها بالأبجديات العبرية، لكن هذا لم يكن كافياً لجعلها مقروءة من قبل معظم اليهود.


    تعقيب، وملحق

    في الرابط التالي، بعضا مما وضع في الموضع أعلاه، وما أضعه هنا إلا للمناقشة:



    http://www.arabicwata.com/Forums/top...?TOPIC_ID=1731





    أنظر الرابط التالى لمقال ترجمته عن تاريخ اللغات السامية بما فيها العبرية
    http://alfouaad.jeeran.com/اللغات%20السامية.htm

  2. #2

    رد: متى نشأت اللغة العبرية؟

    اللغـات السـامية

    تأليف/ أبراهام بار يوسف ترجمة/ عمرو زكريا
    مقدمــة
    منذ قديم الأزل ويستخدم المجتمع الإنسانى آلاف اللغات واللهجات، منها لغات مستقلة بذاتها ليس لها أى صلة قرابة باللغات الأخرى، ومنها مجموعات كبيرة أو صغيرة للغات ولهجات تربطها صلة قرابة وشبه. من بين المجموعات اللغوية الكثيرة التى استخدمها المجتمع الانسانى منذ القدم، أسرة اللغات السامية.
    إفترض باحثو اللغات السامية أن مصدرها من لغة واحدة أطلقوا عليها اسم "ما قبل السامية" أو "السامية القديمة". ومكان السامية القديمة غير معروف وتدور التخمينات حول: شبه الجزيرة العربية أو ما بين النهرين أو شمال أفريقيا وغيرها.
    نشأة اللغات السامية والعلاقة بينها
    هناك نظريتان أساسيتان حول نشأة اللغات السامية والعلاقة بينها: الأولى "شجرة الأنساب" والثانية "نظرية الأمواج".
    يُشَبِـّه مؤيدو نظرية "شجرة الأنساب" نشأة اللغات السامية وتفرعها وانفصالها بالشجرة التى أنبتت فروعاً ثم فروعاً أخرى. لذلك يجب أنت تكون اللغات السامية قد أُشتُقـت من لغة أم واحدة – اللغة السامية القديمة التى تفرعت فى بدايتها إلى فرعين: السامية الشرقية والسامية الغربية. ويقصد بالسامية الشرقية اللغة الأكَّـادية التى تفرعت إلى البابلية والأشورية. أما السامية الغربية فتفرعت إلى سامية شمالية غربية وسامية جنوبية غربية. أما الفرع الشمإلى الغربى فقد تفرعت منه أربعة فروع: الأوجاريتية والأمورية والآرامية والكنعانية التى انقسمت إلى كنعانية قديمة وفينيقية ومؤابية وعمونية وعبرية. أما الفرع الجنوبى الغربى فانقسم إلى الحبشية والعربية والحِميَرية.
    أما من الناحية التخطيطية فيمكن وصف انقسام اللغات السامية وتفرعها بالأتى: السامية القديمة (ما قبل السامية) وتنقسم إلى: سامية شرقية – أكدية - وسامية غربية. السامية الشرقية تضم البابلية والأشورية. السامية الغربية تنقسم إلى سامية شمالية غربية وسامية جنوبية غربية. تضم السامية الشمالية الغربية: الآرامية والأمورية والكنعانية والأوجاريتية. وتضم الكنعانية : العبرية والعمونية والمؤابية والكنعانية القديمة والفينيقية وتضم الفينيقية الفونية. أما السامية الجنوبية الغربية فتضم: العربية والحميرية (العربية الجنوبية) الحبشية.
    يشير التقسيم التخطيطى، القائم على أساس جغرافى، أن الأساس الفكرى للنظرية هو أن الاختلافات بين لغة سامية وأخرى قد حدث نظراُ للبعد الجغرافى بينهما. بذلك فإنه كلما ابتعدت اللغة جغرافياً عن اللغة الأخرى فإنها تختلف عنها أكثر. وكلما اقتربت أكثر من لغة أخرى جغرافياً فإنها تكون أكثر شبهاً بها. غير أن هذه النظرية لا تناسب الواقع اللغوى القائم أمام الباحث. على العكس، فهناك بعض الظواهر اللغوية فى اللغة الأكَّـادية نظيرها موجود فى اللغة العبرية، أو وجود ظواهر أكدية أخرى نظيرها موجود فى اللغة الحبشية القديمة. على الرغم من أن هذه اللغات بعيدة عن بعضها البعض سواء من الناحية الجغرافية أو من الناحية التاريخية. كما ينقص تلك النظرية ظواهر مختلفة مرتبطة باللغة الأوجاريتية القريبة جغرافياً من المناطق التى استخدمت لغات تنتمى إلى اللغة السامية الشمالية الغربية. وعلى الرغم من تشابهها فى بعض خطوطها العريضة إلاَّ أنها ترتبط فى جزء كبير منها باللغات التى تنتمى إلى اللغة السامية الجنوبية الغربية: الحبشية القديمة، العربية والحِميَرية، مثل بعض الصوامت (الحروف) وحروف الجر والفعل بل فى بعض مفردات القاموس اللغوى.
    أدى عدم التنسيق بين نظرية "شجرة الأنساب" وبين الرؤى المختلفة للواقع اللغوى السامى إلى ظهور نظرية أخرى باسم "نظرية الأمواج". لم تأت هذه النظرية لإلغاء نظرية "شجرة الأنساب" تماماً لكن لإكمالها، فهى تهتم جداً بالواقع اللغوى المعقد. طبقاُ لهذه النظرية، يحتمل أن تقترب لغات أو لهجات كانت بعيدة بعضها عن بعض لأسباب دينية أو ثقافية أو سياسية. ومع مرور الوقت تخرج منها وحدات لغوية كبيرة تبتعد عن اللغات أو اللهجات الأخرى التى كانت مشابهة لها، مما يؤدى إلى اختلافات كبيرة على خريطة الواقع اللغوى.
    ربما كان من الممكن تفسير الفروق بين اللغات الكنعانية - العبرية، المؤابية، الفينيقية، العمونية- وبين الأوجاريتية بأن اللغات المذكورة كانت مجرد لهجات مختلفة من اللغات السامية الشمالية الغربية، والأوجاريتية من بينها. ولقد تقاربت هذه اللهجات من بعضها البعض حتى أصبح من الممكن اعتبارها مجموعة مستقلة بذاتها أُطلق عليها اسم "المجموعة الكنعانية" أو "الفرع الكنعانى". وفى المقابل، فإن اللغة الأوجاريتية تباطأ تطورها بسبب تدمير مدينة أوجاريت، ولم تقترب من اللغات المسماة بالكنعانية وبقيت (خارج المجموعة) وتشابهت فى بعض خصائصها واختلفت فى بعض آخر.
    النتيجة هى أن مؤيدى نظرية الأمواج يرون أنه حدث تقارب شديد، مع مرور الوقت، بين لغات كانت بعيدة عن بعضها البعض وليس فقط اختلاف بعض اللغات القريبة بعضها من بعض.
    تقسيم اللغات السامية وفقاً لخصائها المميزة
    أضافت نظرية "الأمواج"، التى ظهرت لإستكمال نظرية "شجرة الأنساب"، جزءاً أساسياً لفهم الواقع اللغوى المعقد المرتبط بنشأة اللغات السامية وتفرعها، لكنها لم تحل كل المشكلات التى أثيرت حول ذلك الموضوع ولم تستطع تحديد مراحل التسلسل التاريخى بدقة مما نتج عنه انفصال اللغات وتشعبها. لذلك بقى لدينا إتجاه واحد لمناقشة اللغات السامية وهو التصنيف وفقاً لسمات التقارب المميزة.
    من هنا نستطيع تصنيف 60-70 لهجة سامية معروفة لنا، باستثناء الأوجاريتية والأمورية، إلى عدة مجموعات هى:
    المجموعة الأكَّـادية، المجموعة الكنعانية والمجموعة الآرامية والمجموعة العربية - الحبشية.
    تقدم تلك المجموعات، وفقا لمختلف الباحثين، ثلاثة أنماط أساسية فى تطور اللغات السامية: النمط الأقدم والذى تمثله المجموعة الأكَّـادية، والنمط الأوسط والذى تمثله المجموعة العربية (بما فى ذلك الأوجاريتية) والنمط الأحدث والذى تمثله المجموعة الكنعانية والآرامية. يعترض البعض على هذا التصنيف فيؤخر المجموعة العربية ، باستثناء الأوجاريتية، عن المجموعات الكنعانية والآرامية.
    المجموعة الأكَّـادية
    اللغة الأكَّـادية مصطلح شامل يطلق على لهجتين هما الأشورية والبابلية. واللغة الأكَّـادية هى اللغة الوحيدة من بين اللغات السامية التى أُستُخدِمَت على مدى أربعة آلاف سنة وذلك من الألف الرابع قبل الميلاد حتى بداية التقويم المسيحى. وهى اللغة الوحيدة التى حفظت كتابات ترجع إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، دُوِّنَت بالخط المسمارى على ألواح من الفخار، ومن أهم هذه الكتابات: قوانين مدينةאֶשְנֻנַ(إشنونا) من بداية الألف الثانى ق.م، وقوانين حمورابى من القرن السابع عشر ق.م، ملحمة جلجامش من القرن السادس عشر ق.م ورسائل تل العمارنة من القرن الرابع عشر ق.م وغيرها. يلاحظ من رسائل تل العمارنة أن اللغة الأكَّـادية كانت فى منتصف القرن الرابع عشرق.م، لغـة دولية ولغة الحوار الدبلوماسى فى الشرق الأدنى القديم، حتى حلَّت اللغة الآرامية محلها فى القرن السابع.
    وصلت اللغة الأكَّـادية إلى قمة انتشارها فى القرن السابع عندما أصبحت المملكة الأشورية فى ذروة قوتها، واستخدمتها - اللغة الأكَّـادية - مناطق كثيرة فى الشرق الأدنى. حتى فيما بعد، عندما فقدتا أشور وبابل قوتهما، وأفسحت اللغة الأكَّـادية كلغة حديث، الساحة للغة اليونانية، أصبحت لغة الكتابة فى المراسلات والمعاملات المالية وغيرها.

    تتميز اللغة الأكَّـادية بلهجتيها الرئيستين بالسمات اللغوية والنحوية التالية:
    1- جذور الكلمات تتكون فى الغالب من ثلاثة حروف وفى بعض الحالات أربعة حروف.
    2- إشتقاقات الكلمة تكون من خلال تغيير الحركات فى جذر الكلمة ومن خلال سوابق ولواحق خاصة وكذلك من خلال إضافة بعض الصوامت (الحروف).
    3- فى اللغة الأكَّـادية أربع حركات أساسية طويلة وقصيرة u, i, a, e
    4- اختفت الحروف الحلقية والتى تعتبر من سمات اللغات السامية، فى معظم الحالات وتحولت إلى حركات مثل: נהרnāru , חמורimru ، בעלbēlu وغيرها.
    5- تضاف علامة الجمع فى نهاية الكلمة، مثل اللغة العبرية.
    6- تشبه الأعداد أعداد باقى اللغات السامية.
    7- يحل حرف الشين، فى بعض الحالات، محل حرف الهاء فى العبرية مثل: היאši ، הואšu
    8- للفعل 12 وزناً وللأزمان (الماضى، الستقبل،المضارع....) تتبع الأكَّـادية طريقة مختلفة تماماً عن باقى اللغات السامية.
    9- لا توجد علامة خاصة للتعريف لكن يضاف للأسماء المنكرة حرف (m) مثل amtum جارية، أَمَة.
    10- يختلف تركيب الجملة الأكَّـادية عن تركيب جُمَل بقية اللغات السامية. فيكون الفعل فى اللغة الأكَّـادية فى نهاية الجملة مع إضافة حركات āأو ū.

    تأثير اللغة الأكَّـادية على اللغة العبرية
    يعتقد كثير من الباحثين أن العبريين الوائل إتصلوا بالأكديين وأثرت اللغة الأكَّـادية على بداية نشأة اللغة العبرية. ويقول البعض أن هناك أكثر من ألف كلمة دخلت اللغة العبرية من اللغة الأكَّـادية، مثل: אגרת , אחי , אם , אניה , אנכי , הלך , אלף , ירח , אויב , אור , היכל , כסא, סוכן , ספר ....
    ويبدو أن ذلك التأثير لم يكن فى الكلمات فقط بل يوجد تقارب بين اللغة العبرية والأكَّـادية فى الصور النحوية مثل: يستخدم وزن נפעלفى الأكَّـادية للتعبير عن المبنى للمجهول مثل اللغة العبرية وكذلك بعض التعبيرات المألوفة فى العهد القديم مثل שנהאתטעמו (صوئيل الأول 21 : 14) , כמיםליםמכסים(إشعيـاء11 : 9) ، עטהשלשפם (حزقيال 25 : 17)، وهذه التعبيرات لها نظير فى اللغة الأكَّـادية.

    المجموعة الكنعانية
    مناقشة المجموعة الكنعانية أمر يتطلب التمييز، فى البداية، بين مصطلحين: الكنعانية والكنعانية القديمة. فمصطلح "الكنعانية" يستخدم كإسم عام لعدة لغات ولهجات "الكنعانية القديمة" واحدة منها والبقية هى: المؤابية والعمونية والعبرية والفينيقية.
    الكنعانية القديمة
    يمكن دراسة الكنعانية القديمة من رسائل ملوك سوريا وكنعان التى أرسلوها إلى ملوك مصر أمنحتب الثالث (1413-1377 ق.م) وأمنحتب الرابع (1377-1360 ق.م). أكتشفت هذه الرسائل فى الأرشيف المصرى القديم فى منطقة تل العمارنة، 200 ميل جنوب القاهرة. وعُثـر فى هذا الأرشيف على حوإلى 450 رسالة مكتوبة على ألواح من الفخار معظمها باللغة الأكَّـادية والخط المسمارى، أُرسلت إلى ملوك مصر من ملوك بابل وأشور وملوك المدن فى سوريا وكنعان.
    ترجع أهمية الرسائل التى أرسلها ملوك سوريا وكنعان إلى إمكانية دراسة النظام السياسى والإجتماعى فى أرض كنعان وسوريا فى منتصف الألف الثانى ق.م لكنها تمكننا أيضاً من الوقوف بشكل جزئى على اللغة الكنعانية المستخدمة فى تلك الفترة.
    تأتى المعلومات المتاحة عن اللغة الكنعانية من الرسائل المكتوبة باللغة الأكَّـادية والتى احتوت على كثير من التعبيرات والكلمات والجمل الكنعانية القديمة كما يوجد فيها الكثير من الخروج على اللغة الأكَّـادية القياسية. وكان ذلك الخروج تحت تأثير لغة مُـدونى تلك الرسائل. وتمكننا تلك الانحرافات كثيرة من استرجاع الاستخدام التركيبى لبعض الصور فى اللغة الكنعانية القديمة. كما يمكن الوقوف ، بمساعدة تلك الرسائل وبعد ظهور التشكيل فى الخط المسمارى، على نطق الكلمات الكنعانية.
    من رسائل تل العمارنة نلخص ما يلى عن اللغة الكنعانية القديمة:
    1- إحتوت الثروة اللغوية الكنعانية القديمة على كثير من الكلمات التى استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم. تم العثور على حوإلى 200 كلمة كنعانية فى رسائل تل العمارنة استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم مثل : אבד – אניה – אסיר – בטן – בנה – הר – זכר – זקן – זרוע – חומה – חיים – חמור – כבוד – כלוב – ליל – למד – מים – מלך – מר- נחשת – סוסים – עין – על – עפר – עצר – פנים – צאן – קיץ – קצף – ראש – שדה – שמים... كما تم العثور على بعض التعبيرات التى استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم مثل: מוצאהשמש – מבואהשמש – מוצאפיו – כהאמרעבדך – והתעצבאללבו...
    2- إستخدام حرف التاء كعلامة للتأنيث فى الأسماء والأفعال مثل אבדהabadat – חומהhumittu
    3- استخدام الحركات النهائية كعلامة للنسب בטןbatmu– עפרhaparu - סוכןsukini – כלובkilubi – מיםmilma.....
    4- يضاف للإسم فى المثنى ياء مفتوحة עינַיhinaya
    5- يشبه نطق الكلمات نطقها فى العبرية، حركة "â" فى السامية القديمة تحولت إلى "ô" وإلى ". والادغام "ai" تحول إلى "ê"، والإدغام "au" تحول إلى "ô".
    6- يشبه نظام الأفعال بشكل عام، نظام الأفعال الذى نشأ فى عبريةالعهد القديم فيما بعد.
    المـؤابية
    يمكن أن نعـرف عن اللغة المؤابية من الكتابة المحفورة على الشاهد الحجرى الذى يسمى نقش ميشع، والذى يرجع إلى منتصف القرن التاسع عشر ق.م
    إكتشف هذا الشاهد الحجرى القس الإلزاسى كلاين فى عام 1868 فى ديفان وهى ديبون القديمة عاصمة مملكة مؤاب، وتم تدميره بعد اكتشافه لكنهم نجحوا قبل تدميره فى نسخ جزء من كتاباته. والنسخة والأجزاء المتبقية موجودة فى متحف اللوفر فى باريس.
    يحكى ميشع ملك مؤاب فى ذلك النقش عن حروبه مع إسرائيل وانتصاراته عليها وعن أعماله.
    أستخدمت أبجدية، فى الكتابة، تشبه الأبجدية العبرية القديمة والكتابة هى كتابة حروف فقط مثل: הא (הוא) – אש (איש) – אנכ (אנכי) وغيرها. بل أن حرف الياء الذى يستخدم كلاحقة الادغام ַיلا تظهر فى الكلمات مثل: הצהרם (הצהרים), בללה (בלילה) , בת (בית) أما حروف أمهات القراءة (א - ה - ו -י) فتظهر فى نهاية الكلمات مثل: אביوغيرها.
    تم الفصل بين الكلمات بالنقاط، واللغة قريبة جداً من لغة العهد القديم فى بعض الأشكال النحوية وقريبة من الكتابات القديمة التى بها عدد من الكلمات والتعبيرات الناقصة فى العهد القديم مثل: אחז (כבש) – אשוח (نبع مياه ورد فى سفر بن سيرا נ' ג' وروايته אשיח) كما ورد فى المشنا (בבאקמאה' ה' وروايته (שיח) – גברת (נשים) גרן , גרת (على ما يبدو فتيان وفتيات) חלףأو החלף(ورث أو جاء تحته) .....
    تستخدم اللغة المؤابية واو القلب مع المستقبل للإشارة إلى الزمان والإخبار عن أفعال تمت فى الماضى مثل: ואעש – ואראوغيرها.
    يأتى المصدر المطلق من خلال دمج الأفعال بالأزمنة المختلفة للتأكيد مثل اللغة العبرية: אבדאבדה. إسم المفعول المتصل بالفعل هو-הفى العهد القديم مثل: ויחלפה – ואלתחם (ואלחד) علامة التأنيث هى التاء وكذلك الهاء במת، علامة جمع المذكر هى "النون" המלכן (המלכים) ، ימן (ימים) ، רבן (רבים). ضمير الملكية للمفرد الغائب هو الهاء: وفى عبرية العهد القديم "الواو" مثل: בנה (בנו), בבתה (בביתו).
    اللغة العمونية
    كانت اللغة العمونية معروفة حتى الفترة الأخيرة من الأختام والرسائل القصيرة. وفى السنوات الأخيرة تم اكتشاف عدد من الكتابات، منها كتابات طويلة، ساعدت فى الوقوف بعض الشئ على طابعها وجوهرها.
    من الكتابات التى تم اكتشافها كتابات ترجع إلى القرن التاسع حتى القرن السادس ق.م وهى كتابات بخط أبجدى يشبه الخط العبرى القديم وهو خط مكون من الحروف فقط. يستدل من تلك الكتابات على أن اللغة العمونية كانت قريبة من اللغة العبرية فى الثروة اللغوية وكذلك فى بعض الأشكال النحوية: فعلامة التأنيث فيها "التاء" وعلامة الجمع هىxמأو "ת" مع تفضيل استخدام ִםللمذكر مثل רבמ, ושנתרחקת.ويبدو أنها احتوت أيضاً على "واو" القلب. ودمجت التاء فى وزن المطاوع بعد فاء الفعل مثل اللغة المؤابية.
    من نماذج الكتابة العمونية من القرن السادس ق.م ما كُتـب على قنينة من البرونز عثر عليها فى عام 1972 فى حفريات تل سيران بالقرب من عمَّان وتبدأ بالكلمات:
    "מַעְבַד" (מעשה) עָמִנָדָבבְנֵעמנבֶנהִצַלאֵל...הַכֶרֶםוְהַגִנַתוְהָ אֶתָחֵר (على ما يبدو فعل من جذر آخر) וְאַשֻחַת(على ما يبدو נפעלأو פעלمن الجذر שחת) יגלוְיִשְמַחביֲוְמתרבֵמושנתרחקת(التشكيل لا يعكس النطق العمونى).
    اللغة العبـرية
    لم يرد مسمـى "عبـرية" فى العهد القديم للإشارة إلى لغـة العهد القديم. بدأ استخدام هذا الاسم فى نهاية عصر الهيكل الثانى فقط بواسطة الكُتَّاب، كاتبى اليونانية والرومية. أطلق عليها فى أيام الهيكل الأول فى مملكة يهوذا اسم "اليهودية" (إشعيـاء33 : 11، 13 ، الملوك الثانى 18 :26، 28) كما سمَّـاها أحياناً النبى إشعيـاء"كنعانية" (إشعيـاء19 : 18).
    ميَّـز الحكماء (חז"ל)،فى عصر الهيكل الثانى، بين اللغة التى استخدمت لكتابة أسفار العهد القديم وبين لغة الحديث فى وقتهم. فأطلقوا على الأولى اسم لغة العهد القديم أو اللغة المقدسة والثانية لغة الحكماء. واللغة العبرية هى من بين اللغات السامية القليلة المتبقية والموجودة إلى يومنا هذا. ويرجع الفضل فى استمرارها على مدى سنـوات الشتات الطويلة للإسرائيليين، إلى الديانة والأدب الدينى الذى تبلور وتقدس على مر الأجيال.
    إستمر وجود اللغة العبرية على مر الأجيال بصور مختلفة: كانت اللغة العبرية، بلهجاتها وروافدها المختلفة، لغة الحديث وكالتابة والإبداع، فى فترتى الهيكل الأول والثانى. توقف استخدامها فى العصور الوسطى، بعد الخروج إلى المنفى، كلغة للحديث واستمرت كلغة للكتابة والابداع الأدبى. بدأ تدريسها فى المعاهد الخاصة فى الجاليات المختلفة. أما فى العصر الحديث، بداية من عصر الهسكالاة، تحولت اللغة العبرية تدريجياً من لغة كتابة وإبداع أدبى إلى لغة كتابة وإبداع أدبى وحوار على السواء مثلما كان فى فترتى الهيكل الأول والثانى.
    لم تكن اللغة العبرية، على مر الأجيال، اللغة التى حافظت على نفسها فقط بل يتضح تأثيرها فى اللغات المختلفة التى اتخذها اليهود لأنفسهم فى فترة تنقلهم مثل لغة الييدش واللادينو. كما يظهر التأثير واضحاً على اللغات الأوربية، كما قدسها المسيحيون واعتبروها "أم اللغـات".
    متى بدأ الحديث باللغة العبرية؟ متى نشأت ومتى تبلورت؟ يبدو أننا لن نستطيع أن نقدم إجابة قاطعة لهذا السؤال فالاجابة مرتبطة بمشكلات كثيرة لم نجد لها حلاً كاملاً مثل: إشكالية بداية ظهور بنى إسرائيل على ساحة الشرق الأدنى ومشكلة القيمة التاريخية لتلك الفترة التى نطلق عليها اسم عصر الآباء ومشكلة لغة الأباء وبنى إسرائيل فى مصر وغيرها من المشكلات.
    لو أخذنا فى الاعتبار آراء كثير من الباحثين من الممكن أن نخمن أن اللغة العبرية كانت موجودة وكلغة للحديث فى القرن 12 ق.م ولقد شابهت هذه اللغة الكنعانية التى نجد آثارها فى رسائل تل العمارنة. كما نستطيع أن نخمن أن أقدم شكل للعبرية ينعكس فى لغة الشعر القديم مثل: بركة يعقوب وأمثال بلعام وبركة موسى وشعر "أَصغوا" وشعر "دبورا"... وغيرها.
    يرى بعض الباحثين أن مصدر هذا الشعر اللهجة الشمالية التى تحدثها أسباط الشمال. ولو صدق الباحثون حول وجود لهجة شمالية فى أرض فلسطين فى بداية الهيكل الأول وهو رأى أساسه صعب فى العهد القديم، حيث أن لغة الكتابة تمحو الفروق اللغوية وتتطلع إلى وحدة التعبير والشكل (القضاة 12 : 6) סבלתفى مقابل שבלת. ولوصدق الباحثون حول وجود لهجة جنوبية يهودية يربطون بها بلورة العهد القديم الكلاسيكية - أى اللغة التى كتب بها الجزء الرئيسى من أسفار العهد القديم - فمن الممكن أن نخمن الصورة اللغوية منذ احتلال أرض فلسطين وانقسام المملكة (930 ق.م) وما بعدها.
    كما يُعتقد أن أسباط إسرائيل عند دخولهم أرض كنعان وأثناء احتلالهم للأرض تبنوا لأنفسهم اللهجات الكنعانية التى تحدثت بها المناطق التى استوطنوها. ولم يكن هناك فرقاً جوهرياً بين تلك اللهجات, واستخدمها الأسباط فى عصر القضاة وبداية عصر الملكية. وبعد تولى داود الملك، بعد أن أصبحت أورشليم عاصمة المملكة الموحدة وأهم مركز دينى فيها، زاد تأثير اللهجة اليهودية التى تحولت من خلال الاحتكاك بلهجات سبطية أخرى إلى اللغة الرسمية للملكة ولغة كتابتها. بهذه اللغة بدأ تدوين الانتاج الدينى، الذى قدسه الآخرون. وأدى استخدام كتابة الأدب المقدس إلى صقلها وزيادة تأثيرها بين دوائر الكتاب ورجال الدين. لكن يبدو أن كل ذلك لم يؤد إلى تحويلها إلى لغة عامة الشعب الذى استمر فى استخدام اللهجات التى تبناها من قديم الأزل.
    اللغة الفينيقية
    الفينيقية لغة سكان فينيقيا – وهى منطقة من الأرض ضمت مدناً وقرى كثيرة أهمها: صور وصيدون وجبل وأرواد وغيرها. ضمت اللغة الفينيقية العديد من اللهجات أهمها: اللهجة القديمة لجبل واللهجة الفونية التى هى الصورة المتأخرة للفينيقية. إستخدمها سكان قرطاجنة فى شمال أفريقيا على بعد 16كم شمال شرق مدينة تونس الحالية. واللغة الفينيقية والفونية معروفتين لنا من الكتابات الكثيرة التى عُـثِر عليها فى مدن فينيقيا وفى قرطاج وأماكن أخرى. ترجع تلك الكتابات إلى الألف الأول وربما بداية القرن الثانى عشر ق.م وما بعده. واللغة الفينيقية قريبة جداً من اللغة العبرية وهناك قواسم مشتركة كثيرة بينهما لكن هناك بعض الفروق كذلك:
    1- أنظمة الصوامت للغتين متماثلة.
    2- لا يوجد فى الكتابة الفينيقية تشكيل كما لا يوجد بها أمهات القراءة (א, ה, ו, י) مثل: ז – (זה) ، אש – (איש) , שנ – (שני), רש – (ראש), פנ – (פני) . كم أنه لا توجد فيها حركة للمثنى בת – (בית ), שמם- (שמים).
    3- فى الفينيقية المتأخرة تم طمس الحروف الحلقية وهناك تبادل مستمر بينها مثل: אדוןبالفينيقية وكذلك אדן, עדןوكذلك הדן , אבوكذلك עב, אבןوكذلك הבן. وأحياناً تحذف الحروف الحلقية نهائياَ مثل: עבד – בד, אדון – דן, ראש – רש, טנא – טן. وفى بعض الأحيان تستخدم حروف أخرى مثل الفاء بدلا من الباء والباء بدلا من الميم والراء بدلا من التاء، والسامخ بدلا من الزاى: עשר- עסר , אדם – אדן, זכר – סכר, בנת-פנתوغيرها.
    4- تختلف اللغة الفونية عن العبرية فى الحركات فهى أكثر من الفينيقية. استنتج الباحثون أن الحولام (ו) يقابل فى الفونية وربما فى الفينيقية u و y مثل שופטبالفونية sufētשלוש – salus , זאת – syth . والشوروق (ו) تقابل i مثل: לו- li والقامص ( ָ) تقابل o,u,I (מצאתיmusti) والباتاح (ַ) تقابل u,e مثل תַםthemמַטָרָהmuţţro والحركة ַיتقابل e مثل בַית – beth ، שַמַים sanem.
    5- الأسماء نوعان: مذكر ومؤنث. المذكر بدون علامة خاصة وعلامة التأنيث هى التاء، ليس فقط فى حالة الاضافة بل أيضاً فى الافراد. במת , אמת , מלכת. علامة الجمع الميم : מלכים , כהנים, وجمع المؤنث بالتاء במת , גברת.
    6- أداة التعريف هى الهاء مثل العبرية وتتغير إلى الألف فى بعض الحالات.
    7- تتشابه الكلمات فى معظمها مع نظيراتها فى العبرية: א (o) – או, אחר (ahre)، אם (im) – הנ(ina) הנֵה. נא (na) נָא. אנכ (anochi, anechi) אנכי. אל (ily) אלה.
    8- عدد الأوزان مثل عدد الأوزان فى اللغة العبرية، لكن وزن הפעילيضع ياء بدلا من الهاء (הקדיש – יקדיש) تصريفات الأفعال تشبه بشكل عام التصريفات فى اللغة العبرية. صورة المستقبل مستخدمة فى الفينيقية بدون واو القلب فى الماضى وكذلك المضارع. واو القلب نادرة الاستخدام فى الفينيقية.
    9- جزء كبير من الثروة اللغوية الفينيقية مشترك مع لغة العهد القديم وباقى اللغات السامية الشمالية الغربية.
    اللغـة الآرامية
    كانت اللغة الرامية لغة أسباط آرام وتحولت مع الوقت إلى لغة الحديث فى أجزاء كبيرة من بلاد ما وراء النهرين وسوريا وأرض فلسطين، كما أصبحت اللغة الرسمية للإدارة الفارسية فى فترة الحكم الفارسى للشرق الأدنى. بذلك يمكن تفسير حقيقة العثور على كتابات آرامية فى جميع أنحاء المملكة الفارسية. كما أُطلق على اللغة الآرامية اسم الآرامية الرسمية، فقد استمرت كلغة أدبية لفترة طويلة بعد سقوط الدولة الفارسية. نظراً للانتشار الكبير للغة الآرامية فقد طورت عدداً كبيراً من اللهجات تٌقسَّم إلى ثلاث مجموعات رئيسية: الآرامية القديمة، الآرامية الوسطى، الآرامية الحديثة.
    ينسب إلى اللغة الآرامية القديمة لغة الكتابة الآرامية والتى يرجع أقدمها إلى القرن التاسع ق.م بما فى ذلك لغة (يب)، وآرامية العهد القديم (دانيال 2 : 4 ، 7 : 28، وعزرا 4 : 8، 6 : 18، 7 : 12-26) لغة الكتبابات النبطية (سكن الشعب النبطى فى جنوب أرض فلسطين)، ولغة الكتابة التدمرية التى عُـثر عليها فى تدمر فى الصحراء السورية.
    أما الآرامية الوسطى فقد انقسمت إلى مجموعتين من اللهجات: الآرامية الغربية والآرامية الشرقية. تضم الآرامية الغربية الآرامية الجليلية وهى آرامية التلمود الأورشليمى ومدراش الأجادة وترجمة يوناثان وكذلك لغة الكتابات التى عُـثر عليها بين أطلال المعابد فى أرض فلسطين وفى أماكن مختلفة. والآرامية السامرية (لغة الترجمة السامرية للتوراة) والآرامية المسيحية وغيرها. تضم الآرامية الشرقية لغة التلمود البابلى ولغة الجاؤنيم والسريانية (اللغة الأدبية للمسيحيين الذين يسكنون شمال العـراق) والمندعـية (لغة طائفة دينية سكنت جنوب العـراق).
    لم يبق من الآرامية الحديثة فى أيامنا، من اللهجات الغربية سوى لهجة معلـولة التى يتحدث بها أهل قرية معلولة وقريتين مجاورتين لها حول دمشق. ومن اللهجات الشرقية بقايا كلمات فى أفواه اليهود والمسيحيين فى المنطقة الحدودية بين العـراق وتـركيا وإيـران وروسيـا وكذلك اليهود الذين هاجروا من تلك المناطق إلى إسرائيل (اليهود الأكراد).
    اللغة الآرامية وسماتها الرئيسية
    سنتطرق فى حديثنا عن اللغة الآرامية إلى سمات آرامية العهد القديم مقارنة بعبرية العهـد القديـم لكن تكثر الفروق بينهما كذلك.

    1-عـدد الحروف فى اللغتين واحد، لكن بمقارنة الكلمات نجد أن الحرف (ז) فى العبرية والذى يقابله حرف (ذ) فى العربية يحل محله حرف (ד) فى الآرامية مثل: זהב – דהב , זכר – דכר, זרוע – דרע. والحرف (צ) فى العبرية ولاذى يقابله حرف (ط) فى العربية نجده فى آرامية العهد القديم (ט) مثل: צהרים – טהרא, צביא – טביא, עצה – עטהوغيرها. أما (צ) فى العبرية ولذى يقابله (ص) فى العربية يحل محله حرف (ע) فى الآرامية ארץ – ארעא, צאן – ענא. أما حرف (ש)فى العبرية والذى يقابله حرف (ت) فى العربية فنجده فى آرامية العهد القديم (ת) مثل שלג – תלגא , שלש – תלתא, שור – תורא.
    2-عدد الحركات فى آرامية العهد القديم مثل العبرية لكن هناك بعض الفروق بين النظامين: بدلا من חולםמלxוتاتى فى آرامية العهد القديم ָ (ָ) مثل שָלום – שְלָם، שְלושָה – תְלָתָא.
    الحركة القصيرة فى المقطع المفتوح قبل النبر تُـقصَّر إلى سكون (שוא) أو نصف حركة (חטף) ولا تتحول إلى حركة طويلة مثل اللغة العبرية.
    3- فى حالات الجمع يستخدم حرف النون للدلالة على الجمع بدلا من الميم فى العبرية مثل: ראשכם – ראשכן , אתם – אנתון , הם – הון.
    4- يشبه نظام الأوزان فى الآرامية نظام أوزان الفعل فى العبرية لكنه لا يتطابق معه فوزن נפעל فى العبرية غير موجود فى الآرامية وبقى من أوزان פעל, הפעל المطاوع فقط. وفى المقابل يوجد فى الآرامية وزن התפעלوالذى هو مبنى للمجهول ومطاوع. كما هناك أوزان مثل שפעל , השתפעל.
    5- يشبه تصريف الضمائر التصريف فى العبرية غير أن ضمائر المخاطبين والغائبين لا تتطابق مع الآرامية. ففى ضمير المفردة الغائبة فى الماضى يضاف حرف תبدلاً من הمثل היאכתבה – כתבתيشتق المصدر بشكل عام بإضافة حرف الميم مثل לכתוב – למכתב. وكذلك توجد الشدة بسبب الادغام فى النون مثل תִתּן – תִנְתֵן.
    6- يظهر الاسم فى ثلاث حالات: المفرد والمضاف والمُعرّف. مثل: מֶלֶך , מֶלֶך, מַלְכָא , מַלְכִין, מַלְכֵי, מַלְכַיָא. (أداة التعريف تكون فى نهاية الكلمة ָא).
    7- يستخدم (די) فى الآرامية كاسم للموصول بدلاً من אשר كما تستخدم كذلك فى حالة الإضافة.
    8- يشبه البناء التركيبى للجملة الآرامية البناء التركيبى للجملة العبرية المقرائية. لكن توجد تركيبات خاصة بالآرامية خاصة عند تقديم المفعول على الفاعل.
    تأثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية
    كما هو معروف تقترب الثروة اللغوية فى الآرامية من الثروة اللغوية فى العبرية أكثر من أى لغة سامية أخرى، ويمكن إيعـاز ذلك إلى تأثير الأولى على الثانية. بداية ذلك التأثير فى عصر الهيكل الأول وازداد فى عصر الهيكل الثانى، ويتجلى ذلك فى الثروة اللغوية وبعض الصور النحوية بل فى البناء التركيبى.
    ينعكس تاثير اللغة الآرامية على عبرية العهد القديم وعلى لغة الحكماء חז"ל خاصة فى الكلمات والصور النحوية المستعارة. كما ينعكس تاثيرها فى العصر التلمودى فى المجلات والموضوعات التالية:
    1- إبعاد اللغة العبرية وحل محلها فى الحديث.
    2- تدوين معظم فصول التلمود البابلى والتلمود الأورشليمى بها، كما كانت لغة الدراشيم والأدب التوراتى للجاؤنيم والزوهار وغيرهم.
    3- وضع أجزاء من الصلوات المهمة باللغة الآرامية. مثل: صلاة "كل ندرى" "כלנדרֵי" "קדיש" "אקדמות" فى عيد الأسابيع، وأجزاء من الأجاداة فى عيد الفصح. كما صيغتا بها وثيقتى الزواج والطلاق.
    تأثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية فى العصور الوسطى واضح من خلال إستيعاب عدد كبير من الكلمات، مثل: בדחן, גחך, גחוך, פזם , תרץ. كما يبرز تاثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية الحديثة فى مجالين: بعض الكلمات الآرامية، إستحداث كلمات على النمط الآرامى. كان اقتباس الكلمات الآرامية من خلال الحفاظ على معناها الآرامى لكن هناك بعض الكلمات تم اقتباسها وإعطائها معنىً مشابهاً وليس مطابقاً. وكانت تصاغ الكلمات المقتبسة من الناحية الشكل لتلائم اللغة العبرية، مثل: استبدال حرف الألف فى نهاية الكلمة بحرف الهاء وكذلك تغيير النوع مثل: גרסה, גוזמה, חוצפה, קושיה, סוגיה, סברה, אמצה, وغيرها. لكن هناك أسماء دخلت اللغة من خلال تغيير وزنها مثل: ברז (ברזא) ، סלק (סלקא) ، דחליל (דחלולא) وغيرها. وهناك أسماء لم يتغير شكلها عند نقلها من الآرامية إلى العبرية مثل: אבא, אמא, סבא, סבתא, גוביינא, בדיעבד, דווקא, מלעיל, מלרע, לגמרי, תרסר, وغيرها.
    إن اشتقاق كلمات وفقاً لأنماط آرامية أمرٌ مقبول، مثل: اشتقاق חקלאי, חקלאות من كلمة חלקאالآرامية. وקיטנה منקייטן קייטאوשכיחותمن الفعل שכח, שכיח , , وغيرها.
    اللغة الأوجاريتية
    جزء كبير من الكتابات على الألواح التى تم اكتشافها بين 1929-1939 فى الساحل الشمالى لسوريا وراس شمرا - المكان الذى كانت فيه مدينة أوجاريت موجودة فى القدم - مكتوب باللغة الأوجاريتية. العدد الأكبر من الألواح مكتوب بخط هجائى ويضم 31 علامة تشبه فى شكلها الخط المسمارى. وتشمل الألواح المكتوبة بالأوجاريتية نصوصاً أدبية تعكس الثقافة الكنعانية وأساطيرها. زمن تدوين بعض الألواح هو النصف الأول من القرن الرابع عشر ق.م، لذلك فهى مهمة جداً للتعرف على الوسائل الفنية للأدب الكنعانى الذى سبق المراحل الأولى لأدب العهد القديم.
    إن المقارنة بين النصوص الأدبية المكتوبة باللغة الأوجاريتية والتى تضم فيما بينها قصصاً حول أعمال "باعَل" إله السماء والحياة (قصة باعَل)، وقصصاً حول دانيال الحكيم الصديق وابنه إقهات (قصة دانيال وإقهات) وقصصاً عن الملك "كارت – כרת"، وبين العهد القديم تشير إلى شبه كبير بينهما، ليس فقط فى الأسس الرئيسية للشعر: الوزن، الإيقاع، التماثل وغيرها، لكن فى طرق التعبير والأسلوب. كما ينعكس الشبه بينهما فى استخدام أنماط لغوية متطابقة وفى التعبيرات المستعارة والكلمات المتضادة (ארץ – עפר, טל-רביבים, אלהים-משכנות) وغيرها.
    يساعد الشبه الكبير بين الأدب المقرائى وبين الأدب الأوجاريتى على تفسير السمات الأدبية لكتابات العهد القديم وفهم اللغة الشعرية فيه. كما تفتح النصوص الأوجاريتية نافذة على معرفة ديانة كنعان وعاداتها وتساعد على فهم كتابات العهد القديم التى اهتم بها، كما تساعد على تفسير كلمات وتعبيرات لغوية فى العهد القديم مثل(ביתחבר) (الأمثال 21 : 9) وهو تعبير وجد المفسرون صعوبة فى تفسيره، ومن خلال الأدب الأوجاريتى فقط اتضح معناه وهو "مخزن الغلال" وكذلك تفسير كلمة עדן(المزامير 36 : 9) ومن خلال الأدب الأوجاريتى نجد أنها تستخدم مع ما يرتبط بالمطر. والمتقابلات "מכך" , "וידלף" (الجامعة 6 : 18) الخاصة بسفر الجامعة فى العهد القديم، ونجد لهـا نموذجاً مشابهاً فى الأدب الأوجاريتى فى قصة "باعل" 5 السطر 17 "נרעזיםיינ.טלימכ,לתנעצנננ.טפנתהלידלפ.كذلك كلمة "בצקלנו" الملوك الثانى 4: 42، وتفسيرها المعروف هو שקילקוטمرتبط على ما يبدو بكلمة "צקל" الموجودة فى اللغة الأوجاريتية بمعنى "سنبلة غضة".
    1- الخط الأوجاريتى مكون من 31 حرف. ففى مقابل الخط العبرى فهو يضم ח, ח', ט, ט', ע, ע'1, ע'2, ש1, ש2, ת, ת', ס1, ס2. كما يضم ثلاثة حروف للألف لكل منها نطق مختلف وهى: א, א, א. على عكس اللغة العبرية لا يبدو أن هناك فرق فى الأوجاريتية بين שׁ و שׂ مثل שמחה – שמחה, שפת – שפה, ישר – שרوغيرها.
    2- لا يستخدم الخط الأوجاريتى حروف أمهات القراءة مثل: קל-קול, כס-כוס, פר-פרי, תנ-זני.
    3- نلاحظ بمقارنة كلمات من اللغة الأوجاريتية بكلمات من اللغة العبرية أن حرف "ז" يقابله فى الأوجاريتية "ד" مثل: דבח – זבח, אדן-אזן, דרע-זרעوحرف "צ" يقابله فى الأوجاريتية حرف "ט" مثل: חטר – חצר, עטום-עצום, حرف "ש" يقابله فى الأوجاريتية حرف "ת" مثل: תפט- שפט, תקל-שקל, תם-שם. حرف "ר" يقابله فى الأوجاريتية حرف "ל" مثل: לפש – רפש, حرف "פ" يقابله فى الوجاريتية حرف "ב" مثل: נפת – נבת, לפש – לבש, حرف "ק" يقابله فى الأوجاريتية حرف "כ" مثل: כנכנ- קנקן.
    4- الأسماء نوعان: مذكر ومؤنث. ليس للمذكر علامة خاصة وعلامة التأنيث هى التاء مثل במת-במה, מלכת-מלכה, נחלת-נחלה, מלחמת-מלחמה. كما يظهر الاسم فى المفرد والجمع. والمثنى موجود ليس فقط فى الاسماء بل أيضاً فى الصفات والأفعال. وتظهر الأسماء باللواحق التى تشير إلى النسب وهناك ثلاثة أنواع من النسب فى الأوجاريتية ترتبط بأنواع الألف الثلاث: الحرف אַيميز الاسم الفاعل فى الجملة والحرف אַيظهر مع الاسم المتصل بالمفعول والحرف אִبعد المضاف أو حرف النسب.
    5- لا توجد أداة للتعريف فى الأوجاريتية. أما فيما يخص طابع اللغة الأوجاريتية فهناك الكثير من السمات المشتركة بينها وبين الكنعانية بشكل عام وبين العبرية بشكل خاص.
    6- الضمائر متشابهة بشكل عام مع العبرية كما يوجد فى الأوجاريتية صورتين لضمير المتكلم : אן (אני), אנכ (אנכי).
    7- الأعداد تشبه أعداد اللغة العبرية.
    8- الثروة اللغوية: تشترك العبرية والأوجاريتية فى كثير من الكلمات مثل: בכי-בכה, בכר-בכור, במת-במה, ברך, גג, גן, דג, דגן, טוב, כסף, ...
    اللغـة العربيـة
    يمكن التمييز فى اللغة العربية بين نظامين من اللغات: نظام اللهجات، الذى أُستُخدِم فى الكلام فقط ونظام اللغة التى المستخدمة كلغة أدب وكتابة ولغة حديث فى بعض الدوائر المحدودة.
    يمكن التمييز، من الناحية التاريخية، بين ثلاث مراحل فى نشأة النظامين وتطورهما: العصر القديم حتى إقامة المملكة العربية (القرن السابع)، العصر الوسيط (حتى بداية القرن التاسع عشـر) والعصـر الحديـث.
    تحدث العـرب فى العصر القديم لهجـات مختلفة يمكن تقسيمها إلى عربية شرقية وعربية غربية، وفى المقابل ظهرت فى نهاية القرن الخامس الميلادى العربية الكلاسيكية القديمة التى مثلت فى ذلك الحين اللغة الفصحى. لم تكن هناك فروقاً جوهرية، فى العصر القديم، بين اللهجات المختلفة ولا بينها وبين العربية الكلاسيكية القديمة، فكان لصيغة الجمع نظام متشابه فى تصريفات الأسماء والأفعال، وكان للجميع اتجاه للتعبيـر عن بعض المفاهيم فى كلمة واحدة.
    فى العصر الوسيط، نتيجة للمجهودات الكبيرة للنحاة، تطورت القدرة على التعبير باللغة العربية الكلاسيكية وأصبح من الممكن استخدامها فى التعبير الواضح، وبدقة كبيرة، عن الأفكار المعقدة. وعلى الرغم من ذلك فقد توقفوا، ابتداء من القرن العاشر، حتى فى المجتمعات الراقية، عن الحديث باللغة العربية الفصحى. وابتداء من منتصف القرن الثالث عشر زاد تأثير اللغة العربية الوسيطة عليها.
    بدأت اللغة العربية فى القرنين السابع والثامن الميلاديين، نتيجة للفتوحات العربية فى القرن السابع. ولقد حدث تغيير بين العربية الوسيطة والعربية الكلاسيكية فى أربعة مجالات: فى علم الأصوات وعلم الصرف وبناء الجملة والأسلوب.
    وفى العربية الوسطى حدث تغيير فى الحركات: فقد تم تقصير بعضها واختفى جزء من الحركت القصيرة واختفى الفرق بين بعض منها. أما فيما يخص الصوامت (الحروف) فقد اختفت الألف الصامتة وامتزج حرف (ص) و (ط). كما اختفت اللواحق التى أشارت إلى النسب وحدث تغيير فى البناء الإضافى، وضيَّـق "الجمع" بشكل كبير على "المثنى" وضيق "جمع المذكر" على "جمع المؤنث".

    أما فيما يخص بناء الجملة فيأتى الفاعل قبل الفعل ويتبعه المفعول به المباشر. وكثرت فى اللغة الجمل الغير متصلة وخاصة فى جمل المفعول. أسلوب العربية الوسيطة مهمل وغير دقيق لكن يكثر فيه التعبير عن كل مفهوم بكلمة واحدة.
    استمر النظامان فى العصر الحديث، ولم تنجح العربية الكلاسيكية فى إبعاد اللهجات المختلفة عن لغة الحوار.
    اللغـة العربية مقارنة بالعبـرية
    ظهرت اللغـة العربية على المسرح التاريخى بعد اللغة العبرية بمئات السنين. لكن على الرغم من ذلك فهى تعكس أنماطاً لغوية أقدم فى بعض المجالات. فقد احتفظت تقريباً بكل صوامت اللغة السامية القديمة، واللواحق الدالة على النسب وأشكال الأفعال والوزن "יפעל" "يفعل" فى المستقبل فى الأفعال السالمة واستخدام أشمل للمثـنى. كما تم الحفاظ على الشكل التركيبى للغة أى استخدام كلمة واحدة للتعبير عن بعض المفاهيم. وفى المقابل فإن اللغة العربية تعكس فى علم الصرف نمطاً لغوياً متأخراً فيكثر فيها جمع التكسير، وهو جمع لا ينتج عن المفرد باضافة اللواحق لكن بالتغيير الداخلى للوزن مثل: وَلَد – أَولاَد، مَلِك- مُلُوك. كما يبدو أن بناء الأزمنة فى العبرية أقدم من العربية.
    اللغـة الحميرية (العربية الجنوبية)
    اللغة الحميرية لغة سامية جنوبية شرقية معروفة من الكتابات التى تم اكتشافها فى جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. على الرغم من أن الحميرية والعربية هما فرعان لنفس الأصل اللغوى إلا أن هناك فروقاً بينهما فى النطق والشكل وبناء الجملة والثروة اللغوية، ففى اللغة الحميرية يوجد حرف يقابل "שׂ" اليسارية فى العبرية ليس موجوداً فى العربية، والاسم المعرَّف يضاف إليه "نون" الغير معرف يضاف اليه "ميم".
    اللغـة الحبشية
    نشأت اللغات السامية المتحدث بها فى الحبشة عن اللغة الحبشية القديمة "الجِـعِز"، والتى أصلها من اللهجة "الهشبأية" وهى إحدى لهجات الحميرية (العربية الجنوبية). وصلت اللهجة "الهشبأية" إلى شمال الحبشة فى نهاية القرن الثالث الميلادى على أيدى الغزاة من شبه الجزيرة العربية الذين استوطنوها وأسسوا فيها مملكة باسم "أكسوم" التى اعتنقت المسيحية كديانة للدولة فى القرن الرابع الميلادى. تأثرت هذه اللهجة باللغات الحبشية لأبناء المكان كما تأثرت باللغات اليونانية والسريانية، فى القرن الرابع الميلادى، التى دخلت الحبشة بعد اعتناق المسيحية. كانت لغة الجعز هى لغة الحديث حتى القرن العاشر الميلادى ثم أصبحت لغة الأدب والكنيسة حتى اليوم. تستخدم لغة الجعز فى الصلوات وفى قراءة العهد القديم عند يهود الحبشة (الفلاشا). وعصر ازدهار الأدب الجعزى بين القرن الثالث عشر والقرن السابع عشر.
    تنقسم اللغات السامية فى الحبشة، والتى تعتبر من لهجات الجعز إلى مجموعتين شمالية وجنوبية. تضم المجموعة الجنوبية "اللغة الأمهرية" ، وهى اللغة الرسمية لإثيوبيا.
    الكتابة الحبشية كتابة مقطعية لها قواعد صوتية كثيرة تصل إلى أكثر من مائتين علامة صوتية وأصلها من الصوامت الجنوبية غربية التى تضم 28 صامتاً فقط. ومن خلال تحويل كتابة الصوامت إلى مقاطع صوتية وموائمتها مع اللغات الحبشية زادت فيها العلامات الصوتية.
    صفات وسمات اللغات السامية
    الصفات والسمات الرئيسية التى تميز اللغات السامية كثيرة لكنها لا تجتمع فى لغة سامية واحدة، فعادة ما تجد لغة سامية أو أخرى ينقصها بعض من هذه السمات.
    السمات الرئيسية هى:
    1- عدد الصوامت (الحروف) أكبر بكثير من عدد الحركات.
    2- أهمية الصوامت فى تكوين الكلمات أكبر من الحركات، فالصوامت هى التى تعطى الكلمة المعنى الأساسى أما الحركات فتعطى لها تنويعاً فى المعنى.
    3- الإستخدام الدائم للحروف الحلقية (א – ה – ח – ע ) فى تكوين الكلمات، وهى حروف تميز اللغات السامية باستثناء اللغـة الأكَّـادية التى اختفى نطقها فيها.
    4- وجود نظام صوامت متشابه ومتطابق فى كل اللغات السامية، فنظام الصوامت لم يتغير تقريباً على مدى آلاف السنين. وكذلك وجود تقسيم شبه ثابت بين الصوامت التى تساهم فى تكوين جذور الكلمات وبين الصوامت التى تُستخدم فى تكوين سوابق ولواحق للتصريف وغيرها.
    5- هنـاك اتجاه فى اللغات السامية لتطوير الجذور الثلاثية ويظهر ذلك فى الفعل وملحوظ فى الاسم وغير موجود فى أسماء الوصل.
    6- معنى الجذر مرتبط فى اللغات السامية بالأصل الثلاثى ويتنوع فى الكلمات المشتقة منه من خلال تغيير الحركات وتضعيف أحد الحروف أو إضافة لاحقة أو سابقة.
    7- تشابه وتطابق للإسم والفعل: يظهر الاسم فى صورتين صورة أساسية للجذر يضاف إليها الحركات لتعطى المعنى مثل "אב" فبعد تحريكهما بالحركات تعطى معنى "אב, אובوغيرهما." والصورة الأخرى تظهر فى بعض الحركات من خلال إطالة صامت واحد أو أحد الحركات. وهناك صورة أخرى وهى إضافة بعض الحروف مثل الألف، الميم أو التاء قبل الجذر والنون والراء والياء بعده. الفعل يطور صورتين أساسيتين مرتبطين بالزمن (باستثناء اللغة الأكَّـادية). الأولى تنعكس فى السوابق قبل الفعل والأخرى فى اللواحق بعد الفعل. الأولى تُعبِر عن فعل لم ينته (مستقبل) والثانى (ماضٍِ). كما تتفق الأفعال فى اللغات السامية فى النظام الصرفى المسمى بالأوزان. تتكون الأوزان من خلال إضافة سوابق قبل الجذر مثل حرف تاء، هاء، وغيرهما. أو من خلال التنويع الداخلى بدون سوابق أو لواحق أى من خلال تشديد عين الفعل أو إطالة حركة فاء الفعل أو إدخال حركة مضعفة بعد فاء الفعل.
    8- يوجد فى اللغـات السامية ثلاثة أعـداد: مفرد ومثنى وجمع ونوعين هما المذكر والمؤنث دون لواحق خاصة. أما لواحق المؤنث الأساسية فهى אַת, אֻת, والعبرية (אה ، ת) وفى المقابل فمن الأعداد 3-10 فإن علامات النوع تختلف فالمؤنث دون لاحقة خاصة والمذكر بلاحقة אה.
    9- تستخدم اللغات السامية الغربية سابقة أو لاحقة للإشارة إلى التعريف لكنها لا تستخدم علامات متطابقة (הַفى العبرية، "الـ" فى العربية، אאفى الآرامية).
    10- الضمائر وحروف جر أخرى مبنية على أساس صامتين مثل אני, אנו, הוא, היאوغيرها.
    11- طورت اللغات السامية بناءً خاصة للجمل السامية التى لا يوجد بها أفعال. كما تتجه اللغات السامية لبناء جملة ذات تركيب بسيط من خلال تفضيل تركيبات متصلة.
    12- من الظواهر البارزة فى اللغات السامية وجود ثروة لغوية مشتركة من كلمات أساسية مرتبطة بالحياة الأسرية وأعضاء الجسم والحياة اليومية والأعداد وحروف الجر مثل: אב, אוזן, אח, אחות, ארץ, חמור, יד, ים, כלב, לילה, מים, עין, עץ, ראש, רגל, שור, שמים.
    وبصيغ متشابهة تشترك الكلمات فى جزء كبير من اللغات السامية أنظر الأعداد وأعضاء الجسم.
    العبرية الأكَّـادية السريانية العربية الحبشية الأوجاريتية
    אֶחָד (אֵדֻ) חַדאַחַדאַחַד אַחד
    שָלוששַלָאשֻתְלָתתַ'לָאת' שַלָאשׂת'לת'
    חָמֵשחַ'מְשֻחַמֵשחַ'מְשׂחַ'מְשׂחמש
    עֶשֶרעַשְרֻעְשַרעַשְר1 עַשִרעשר
    العبرية الأكَّـادية السريانية العربية الحبشية الأوجاريتية
    אֲנִי, אֲנֹכִיאנָאכֻאֶנָא אַנַאאַנַאן – אַנכ
    אַתָהאַתַאַתאַנְתַאַנְתַ אַת
    אָנו ,אֲנַחְנואַנִינֻ (אַנַ)-חְנַןנַחְנֻנָחְנַ

    المــراجع


    - בלאו, יהושע: תורץ ההגה והצורות – (תל-אביב – תשל"ב) עמ' 9 – 18.
    - ברגשטרסר, ג.: דקדוק הלשון העברית (ירושלים תשל"ב) עמ' 1 – 22, תורגם מגרמנית ע"י מרדכי בן אשר.
    - גושן גוטשטייןמ.: הלשון העברית והלשונות השמיות. (תל-אביב- תשכ"ב).
    - גינזברג, ח.א.: כתבי אוגרית (ירושלים תרצ"ו).
    - גרינץ, י.מ.: מבוא מקרא (תל-אביב – 1912) עמ' 60 – 82.
    - חומסקי, זאס: הלשון העברית בדרכי התפתחותה (ירושלים – 1972) עמ' 27 – 36.
    - סיוון, ראובן: תולדות לשוננו (ירושלים תשל"ט).
    - סלוסץ נ.: אוצר הכתובות הפיניקיות (תל-אביב תש"ז).
    - קאסוטו, מ.ש.: השטה ענת (ירושלים תשכ"ח) עמ' 24 – 28.
    - רבין, חיים: יסודות הדקדוק המשווה של הלשון העברית (ירושלים תשכ"ז).
    - רבין, חיים: עיקרי תולדות הלשון העברית, המחלקה לחינוך ולתרבות ולגולה של ההסתדרות הציונית (ירושלים תשל"ב)
    - אנציקלופדיה עברית: נושאים שונים.
    - אנציקלופדיה מקראית: נושאים שונים.

    - Aistleitner J.: Warterbuch der ugaritischen Sprache (Berlin 1963).
    - Gordon C.H. : Ugaritic grammar (Rome 1940)
    - Dahood M.J. : Cananite – Phenician influence in Qoheleth. Bi blica 33-1952. 221-191, 61-30.
    - Wagner M. : Die lexicalischen und gramaticalischen Aramaismen in attestamenlichen Hebraisch.
    - Friedrich Ch.: Phanizisch – Punische Grammatik )Rome 1951).
    - Kautzsch E.: Die Aramaismen in A.T. (1962)
    - Knudzon J.A.: Die Tafeln on El Amarna (Leipzig 1915).

  3. #3

    رد: متى نشأت اللغة العبرية؟

    اللغـات السـامية

    تأليف/ أبراهام بار يوسف ترجمة/ عمرو زكريا
    مقدمــة
    منذ قديم الأزل ويستخدم المجتمع الإنسانى آلاف اللغات واللهجات، منها لغات مستقلة بذاتها ليس لها أى صلة قرابة باللغات الأخرى، ومنها مجموعات كبيرة أو صغيرة للغات ولهجات تربطها صلة قرابة وشبه. من بين المجموعات اللغوية الكثيرة التى استخدمها المجتمع الانسانى منذ القدم، أسرة اللغات السامية.
    إفترض باحثو اللغات السامية أن مصدرها من لغة واحدة أطلقوا عليها اسم "ما قبل السامية" أو "السامية القديمة". ومكان السامية القديمة غير معروف وتدور التخمينات حول: شبه الجزيرة العربية أو ما بين النهرين أو شمال أفريقيا وغيرها.
    نشأة اللغات السامية والعلاقة بينها
    هناك نظريتان أساسيتان حول نشأة اللغات السامية والعلاقة بينها: الأولى "شجرة الأنساب" والثانية "نظرية الأمواج".
    يُشَبِـّه مؤيدو نظرية "شجرة الأنساب" نشأة اللغات السامية وتفرعها وانفصالها بالشجرة التى أنبتت فروعاً ثم فروعاً أخرى. لذلك يجب أنت تكون اللغات السامية قد أُشتُقـت من لغة أم واحدة – اللغة السامية القديمة التى تفرعت فى بدايتها إلى فرعين: السامية الشرقية والسامية الغربية. ويقصد بالسامية الشرقية اللغة الأكَّـادية التى تفرعت إلى البابلية والأشورية. أما السامية الغربية فتفرعت إلى سامية شمالية غربية وسامية جنوبية غربية. أما الفرع الشمإلى الغربى فقد تفرعت منه أربعة فروع: الأوجاريتية والأمورية والآرامية والكنعانية التى انقسمت إلى كنعانية قديمة وفينيقية ومؤابية وعمونية وعبرية. أما الفرع الجنوبى الغربى فانقسم إلى الحبشية والعربية والحِميَرية.
    أما من الناحية التخطيطية فيمكن وصف انقسام اللغات السامية وتفرعها بالأتى: السامية القديمة (ما قبل السامية) وتنقسم إلى: سامية شرقية – أكدية - وسامية غربية. السامية الشرقية تضم البابلية والأشورية. السامية الغربية تنقسم إلى سامية شمالية غربية وسامية جنوبية غربية. تضم السامية الشمالية الغربية: الآرامية والأمورية والكنعانية والأوجاريتية. وتضم الكنعانية : العبرية والعمونية والمؤابية والكنعانية القديمة والفينيقية وتضم الفينيقية الفونية. أما السامية الجنوبية الغربية فتضم: العربية والحميرية (العربية الجنوبية) الحبشية.
    يشير التقسيم التخطيطى، القائم على أساس جغرافى، أن الأساس الفكرى للنظرية هو أن الاختلافات بين لغة سامية وأخرى قد حدث نظراُ للبعد الجغرافى بينهما. بذلك فإنه كلما ابتعدت اللغة جغرافياً عن اللغة الأخرى فإنها تختلف عنها أكثر. وكلما اقتربت أكثر من لغة أخرى جغرافياً فإنها تكون أكثر شبهاً بها. غير أن هذه النظرية لا تناسب الواقع اللغوى القائم أمام الباحث. على العكس، فهناك بعض الظواهر اللغوية فى اللغة الأكَّـادية نظيرها موجود فى اللغة العبرية، أو وجود ظواهر أكدية أخرى نظيرها موجود فى اللغة الحبشية القديمة. على الرغم من أن هذه اللغات بعيدة عن بعضها البعض سواء من الناحية الجغرافية أو من الناحية التاريخية. كما ينقص تلك النظرية ظواهر مختلفة مرتبطة باللغة الأوجاريتية القريبة جغرافياً من المناطق التى استخدمت لغات تنتمى إلى اللغة السامية الشمالية الغربية. وعلى الرغم من تشابهها فى بعض خطوطها العريضة إلاَّ أنها ترتبط فى جزء كبير منها باللغات التى تنتمى إلى اللغة السامية الجنوبية الغربية: الحبشية القديمة، العربية والحِميَرية، مثل بعض الصوامت (الحروف) وحروف الجر والفعل بل فى بعض مفردات القاموس اللغوى.
    أدى عدم التنسيق بين نظرية "شجرة الأنساب" وبين الرؤى المختلفة للواقع اللغوى السامى إلى ظهور نظرية أخرى باسم "نظرية الأمواج". لم تأت هذه النظرية لإلغاء نظرية "شجرة الأنساب" تماماً لكن لإكمالها، فهى تهتم جداً بالواقع اللغوى المعقد. طبقاُ لهذه النظرية، يحتمل أن تقترب لغات أو لهجات كانت بعيدة بعضها عن بعض لأسباب دينية أو ثقافية أو سياسية. ومع مرور الوقت تخرج منها وحدات لغوية كبيرة تبتعد عن اللغات أو اللهجات الأخرى التى كانت مشابهة لها، مما يؤدى إلى اختلافات كبيرة على خريطة الواقع اللغوى.
    ربما كان من الممكن تفسير الفروق بين اللغات الكنعانية - العبرية، المؤابية، الفينيقية، العمونية- وبين الأوجاريتية بأن اللغات المذكورة كانت مجرد لهجات مختلفة من اللغات السامية الشمالية الغربية، والأوجاريتية من بينها. ولقد تقاربت هذه اللهجات من بعضها البعض حتى أصبح من الممكن اعتبارها مجموعة مستقلة بذاتها أُطلق عليها اسم "المجموعة الكنعانية" أو "الفرع الكنعانى". وفى المقابل، فإن اللغة الأوجاريتية تباطأ تطورها بسبب تدمير مدينة أوجاريت، ولم تقترب من اللغات المسماة بالكنعانية وبقيت (خارج المجموعة) وتشابهت فى بعض خصائصها واختلفت فى بعض آخر.
    النتيجة هى أن مؤيدى نظرية الأمواج يرون أنه حدث تقارب شديد، مع مرور الوقت، بين لغات كانت بعيدة عن بعضها البعض وليس فقط اختلاف بعض اللغات القريبة بعضها من بعض.
    تقسيم اللغات السامية وفقاً لخصائها المميزة
    أضافت نظرية "الأمواج"، التى ظهرت لإستكمال نظرية "شجرة الأنساب"، جزءاً أساسياً لفهم الواقع اللغوى المعقد المرتبط بنشأة اللغات السامية وتفرعها، لكنها لم تحل كل المشكلات التى أثيرت حول ذلك الموضوع ولم تستطع تحديد مراحل التسلسل التاريخى بدقة مما نتج عنه انفصال اللغات وتشعبها. لذلك بقى لدينا إتجاه واحد لمناقشة اللغات السامية وهو التصنيف وفقاً لسمات التقارب المميزة.
    من هنا نستطيع تصنيف 60-70 لهجة سامية معروفة لنا، باستثناء الأوجاريتية والأمورية، إلى عدة مجموعات هى:
    المجموعة الأكَّـادية، المجموعة الكنعانية والمجموعة الآرامية والمجموعة العربية - الحبشية.
    تقدم تلك المجموعات، وفقا لمختلف الباحثين، ثلاثة أنماط أساسية فى تطور اللغات السامية: النمط الأقدم والذى تمثله المجموعة الأكَّـادية، والنمط الأوسط والذى تمثله المجموعة العربية (بما فى ذلك الأوجاريتية) والنمط الأحدث والذى تمثله المجموعة الكنعانية والآرامية. يعترض البعض على هذا التصنيف فيؤخر المجموعة العربية ، باستثناء الأوجاريتية، عن المجموعات الكنعانية والآرامية.
    المجموعة الأكَّـادية
    اللغة الأكَّـادية مصطلح شامل يطلق على لهجتين هما الأشورية والبابلية. واللغة الأكَّـادية هى اللغة الوحيدة من بين اللغات السامية التى أُستُخدِمَت على مدى أربعة آلاف سنة وذلك من الألف الرابع قبل الميلاد حتى بداية التقويم المسيحى. وهى اللغة الوحيدة التى حفظت كتابات ترجع إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، دُوِّنَت بالخط المسمارى على ألواح من الفخار، ومن أهم هذه الكتابات: قوانين مدينةאֶשְנֻנַ(إشنونا) من بداية الألف الثانى ق.م، وقوانين حمورابى من القرن السابع عشر ق.م، ملحمة جلجامش من القرن السادس عشر ق.م ورسائل تل العمارنة من القرن الرابع عشر ق.م وغيرها. يلاحظ من رسائل تل العمارنة أن اللغة الأكَّـادية كانت فى منتصف القرن الرابع عشرق.م، لغـة دولية ولغة الحوار الدبلوماسى فى الشرق الأدنى القديم، حتى حلَّت اللغة الآرامية محلها فى القرن السابع.
    وصلت اللغة الأكَّـادية إلى قمة انتشارها فى القرن السابع عندما أصبحت المملكة الأشورية فى ذروة قوتها، واستخدمتها - اللغة الأكَّـادية - مناطق كثيرة فى الشرق الأدنى. حتى فيما بعد، عندما فقدتا أشور وبابل قوتهما، وأفسحت اللغة الأكَّـادية كلغة حديث، الساحة للغة اليونانية، أصبحت لغة الكتابة فى المراسلات والمعاملات المالية وغيرها.

    تتميز اللغة الأكَّـادية بلهجتيها الرئيستين بالسمات اللغوية والنحوية التالية:
    1- جذور الكلمات تتكون فى الغالب من ثلاثة حروف وفى بعض الحالات أربعة حروف.
    2- إشتقاقات الكلمة تكون من خلال تغيير الحركات فى جذر الكلمة ومن خلال سوابق ولواحق خاصة وكذلك من خلال إضافة بعض الصوامت (الحروف).
    3- فى اللغة الأكَّـادية أربع حركات أساسية طويلة وقصيرة u, i, a, e
    4- اختفت الحروف الحلقية والتى تعتبر من سمات اللغات السامية، فى معظم الحالات وتحولت إلى حركات مثل: נהרnāru , חמורimru ، בעלbēlu وغيرها.
    5- تضاف علامة الجمع فى نهاية الكلمة، مثل اللغة العبرية.
    6- تشبه الأعداد أعداد باقى اللغات السامية.
    7- يحل حرف الشين، فى بعض الحالات، محل حرف الهاء فى العبرية مثل: היאši ، הואšu
    8- للفعل 12 وزناً وللأزمان (الماضى، الستقبل،المضارع....) تتبع الأكَّـادية طريقة مختلفة تماماً عن باقى اللغات السامية.
    9- لا توجد علامة خاصة للتعريف لكن يضاف للأسماء المنكرة حرف (m) مثل amtum جارية، أَمَة.
    10- يختلف تركيب الجملة الأكَّـادية عن تركيب جُمَل بقية اللغات السامية. فيكون الفعل فى اللغة الأكَّـادية فى نهاية الجملة مع إضافة حركات āأو ū.

    تأثير اللغة الأكَّـادية على اللغة العبرية
    يعتقد كثير من الباحثين أن العبريين الوائل إتصلوا بالأكديين وأثرت اللغة الأكَّـادية على بداية نشأة اللغة العبرية. ويقول البعض أن هناك أكثر من ألف كلمة دخلت اللغة العبرية من اللغة الأكَّـادية، مثل: אגרת , אחי , אם , אניה , אנכי , הלך , אלף , ירח , אויב , אור , היכל , כסא, סוכן , ספר ....
    ويبدو أن ذلك التأثير لم يكن فى الكلمات فقط بل يوجد تقارب بين اللغة العبرية والأكَّـادية فى الصور النحوية مثل: يستخدم وزن נפעלفى الأكَّـادية للتعبير عن المبنى للمجهول مثل اللغة العبرية وكذلك بعض التعبيرات المألوفة فى العهد القديم مثل שנהאתטעמו (صوئيل الأول 21 : 14) , כמיםליםמכסים(إشعيـاء11 : 9) ، עטהשלשפם (حزقيال 25 : 17)، وهذه التعبيرات لها نظير فى اللغة الأكَّـادية.

    المجموعة الكنعانية
    مناقشة المجموعة الكنعانية أمر يتطلب التمييز، فى البداية، بين مصطلحين: الكنعانية والكنعانية القديمة. فمصطلح "الكنعانية" يستخدم كإسم عام لعدة لغات ولهجات "الكنعانية القديمة" واحدة منها والبقية هى: المؤابية والعمونية والعبرية والفينيقية.
    الكنعانية القديمة
    يمكن دراسة الكنعانية القديمة من رسائل ملوك سوريا وكنعان التى أرسلوها إلى ملوك مصر أمنحتب الثالث (1413-1377 ق.م) وأمنحتب الرابع (1377-1360 ق.م). أكتشفت هذه الرسائل فى الأرشيف المصرى القديم فى منطقة تل العمارنة، 200 ميل جنوب القاهرة. وعُثـر فى هذا الأرشيف على حوإلى 450 رسالة مكتوبة على ألواح من الفخار معظمها باللغة الأكَّـادية والخط المسمارى، أُرسلت إلى ملوك مصر من ملوك بابل وأشور وملوك المدن فى سوريا وكنعان.
    ترجع أهمية الرسائل التى أرسلها ملوك سوريا وكنعان إلى إمكانية دراسة النظام السياسى والإجتماعى فى أرض كنعان وسوريا فى منتصف الألف الثانى ق.م لكنها تمكننا أيضاً من الوقوف بشكل جزئى على اللغة الكنعانية المستخدمة فى تلك الفترة.
    تأتى المعلومات المتاحة عن اللغة الكنعانية من الرسائل المكتوبة باللغة الأكَّـادية والتى احتوت على كثير من التعبيرات والكلمات والجمل الكنعانية القديمة كما يوجد فيها الكثير من الخروج على اللغة الأكَّـادية القياسية. وكان ذلك الخروج تحت تأثير لغة مُـدونى تلك الرسائل. وتمكننا تلك الانحرافات كثيرة من استرجاع الاستخدام التركيبى لبعض الصور فى اللغة الكنعانية القديمة. كما يمكن الوقوف ، بمساعدة تلك الرسائل وبعد ظهور التشكيل فى الخط المسمارى، على نطق الكلمات الكنعانية.
    من رسائل تل العمارنة نلخص ما يلى عن اللغة الكنعانية القديمة:
    1- إحتوت الثروة اللغوية الكنعانية القديمة على كثير من الكلمات التى استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم. تم العثور على حوإلى 200 كلمة كنعانية فى رسائل تل العمارنة استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم مثل : אבד – אניה – אסיר – בטן – בנה – הר – זכר – זקן – זרוע – חומה – חיים – חמור – כבוד – כלוב – ליל – למד – מים – מלך – מר- נחשת – סוסים – עין – על – עפר – עצר – פנים – צאן – קיץ – קצף – ראש – שדה – שמים... كما تم العثور على بعض التعبيرات التى استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم مثل: מוצאהשמש – מבואהשמש – מוצאפיו – כהאמרעבדך – והתעצבאללבו...
    2- إستخدام حرف التاء كعلامة للتأنيث فى الأسماء والأفعال مثل אבדהabadat – חומהhumittu
    3- استخدام الحركات النهائية كعلامة للنسب בטןbatmu– עפרhaparu - סוכןsukini – כלובkilubi – מיםmilma.....
    4- يضاف للإسم فى المثنى ياء مفتوحة עינַיhinaya
    5- يشبه نطق الكلمات نطقها فى العبرية، حركة "â" فى السامية القديمة تحولت إلى "ô" وإلى ". والادغام "ai" تحول إلى "ê"، والإدغام "au" تحول إلى "ô".
    6- يشبه نظام الأفعال بشكل عام، نظام الأفعال الذى نشأ فى عبريةالعهد القديم فيما بعد.
    المـؤابية
    يمكن أن نعـرف عن اللغة المؤابية من الكتابة المحفورة على الشاهد الحجرى الذى يسمى نقش ميشع، والذى يرجع إلى منتصف القرن التاسع عشر ق.م
    إكتشف هذا الشاهد الحجرى القس الإلزاسى كلاين فى عام 1868 فى ديفان وهى ديبون القديمة عاصمة مملكة مؤاب، وتم تدميره بعد اكتشافه لكنهم نجحوا قبل تدميره فى نسخ جزء من كتاباته. والنسخة والأجزاء المتبقية موجودة فى متحف اللوفر فى باريس.
    يحكى ميشع ملك مؤاب فى ذلك النقش عن حروبه مع إسرائيل وانتصاراته عليها وعن أعماله.
    أستخدمت أبجدية، فى الكتابة، تشبه الأبجدية العبرية القديمة والكتابة هى كتابة حروف فقط مثل: הא (הוא) – אש (איש) – אנכ (אנכי) وغيرها. بل أن حرف الياء الذى يستخدم كلاحقة الادغام ַיلا تظهر فى الكلمات مثل: הצהרם (הצהרים), בללה (בלילה) , בת (בית) أما حروف أمهات القراءة (א - ה - ו -י) فتظهر فى نهاية الكلمات مثل: אביوغيرها.
    تم الفصل بين الكلمات بالنقاط، واللغة قريبة جداً من لغة العهد القديم فى بعض الأشكال النحوية وقريبة من الكتابات القديمة التى بها عدد من الكلمات والتعبيرات الناقصة فى العهد القديم مثل: אחז (כבש) – אשוח (نبع مياه ورد فى سفر بن سيرا נ' ג' وروايته אשיח) كما ورد فى المشنا (בבאקמאה' ה' وروايته (שיח) – גברת (נשים) גרן , גרת (على ما يبدو فتيان وفتيات) חלףأو החלף(ورث أو جاء تحته) .....
    تستخدم اللغة المؤابية واو القلب مع المستقبل للإشارة إلى الزمان والإخبار عن أفعال تمت فى الماضى مثل: ואעש – ואראوغيرها.
    يأتى المصدر المطلق من خلال دمج الأفعال بالأزمنة المختلفة للتأكيد مثل اللغة العبرية: אבדאבדה. إسم المفعول المتصل بالفعل هو-הفى العهد القديم مثل: ויחלפה – ואלתחם (ואלחד) علامة التأنيث هى التاء وكذلك الهاء במת، علامة جمع المذكر هى "النون" המלכן (המלכים) ، ימן (ימים) ، רבן (רבים). ضمير الملكية للمفرد الغائب هو الهاء: وفى عبرية العهد القديم "الواو" مثل: בנה (בנו), בבתה (בביתו).
    اللغة العمونية
    كانت اللغة العمونية معروفة حتى الفترة الأخيرة من الأختام والرسائل القصيرة. وفى السنوات الأخيرة تم اكتشاف عدد من الكتابات، منها كتابات طويلة، ساعدت فى الوقوف بعض الشئ على طابعها وجوهرها.
    من الكتابات التى تم اكتشافها كتابات ترجع إلى القرن التاسع حتى القرن السادس ق.م وهى كتابات بخط أبجدى يشبه الخط العبرى القديم وهو خط مكون من الحروف فقط. يستدل من تلك الكتابات على أن اللغة العمونية كانت قريبة من اللغة العبرية فى الثروة اللغوية وكذلك فى بعض الأشكال النحوية: فعلامة التأنيث فيها "التاء" وعلامة الجمع هىxמأو "ת" مع تفضيل استخدام ִםللمذكر مثل רבמ, ושנתרחקת.ويبدو أنها احتوت أيضاً على "واو" القلب. ودمجت التاء فى وزن المطاوع بعد فاء الفعل مثل اللغة المؤابية.
    من نماذج الكتابة العمونية من القرن السادس ق.م ما كُتـب على قنينة من البرونز عثر عليها فى عام 1972 فى حفريات تل سيران بالقرب من عمَّان وتبدأ بالكلمات:
    "מַעְבַד" (מעשה) עָמִנָדָבבְנֵעמנבֶנהִצַלאֵל...הַכֶרֶםוְהַגִנַתוְהָ אֶתָחֵר (على ما يبدو فعل من جذر آخر) וְאַשֻחַת(على ما يبدو נפעלأو פעלمن الجذر שחת) יגלוְיִשְמַחביֲוְמתרבֵמושנתרחקת(التشكيل لا يعكس النطق العمونى).
    اللغة العبـرية
    لم يرد مسمـى "عبـرية" فى العهد القديم للإشارة إلى لغـة العهد القديم. بدأ استخدام هذا الاسم فى نهاية عصر الهيكل الثانى فقط بواسطة الكُتَّاب، كاتبى اليونانية والرومية. أطلق عليها فى أيام الهيكل الأول فى مملكة يهوذا اسم "اليهودية" (إشعيـاء33 : 11، 13 ، الملوك الثانى 18 :26، 28) كما سمَّـاها أحياناً النبى إشعيـاء"كنعانية" (إشعيـاء19 : 18).
    ميَّـز الحكماء (חז"ל)،فى عصر الهيكل الثانى، بين اللغة التى استخدمت لكتابة أسفار العهد القديم وبين لغة الحديث فى وقتهم. فأطلقوا على الأولى اسم لغة العهد القديم أو اللغة المقدسة والثانية لغة الحكماء. واللغة العبرية هى من بين اللغات السامية القليلة المتبقية والموجودة إلى يومنا هذا. ويرجع الفضل فى استمرارها على مدى سنـوات الشتات الطويلة للإسرائيليين، إلى الديانة والأدب الدينى الذى تبلور وتقدس على مر الأجيال.
    إستمر وجود اللغة العبرية على مر الأجيال بصور مختلفة: كانت اللغة العبرية، بلهجاتها وروافدها المختلفة، لغة الحديث وكالتابة والإبداع، فى فترتى الهيكل الأول والثانى. توقف استخدامها فى العصور الوسطى، بعد الخروج إلى المنفى، كلغة للحديث واستمرت كلغة للكتابة والابداع الأدبى. بدأ تدريسها فى المعاهد الخاصة فى الجاليات المختلفة. أما فى العصر الحديث، بداية من عصر الهسكالاة، تحولت اللغة العبرية تدريجياً من لغة كتابة وإبداع أدبى إلى لغة كتابة وإبداع أدبى وحوار على السواء مثلما كان فى فترتى الهيكل الأول والثانى.
    لم تكن اللغة العبرية، على مر الأجيال، اللغة التى حافظت على نفسها فقط بل يتضح تأثيرها فى اللغات المختلفة التى اتخذها اليهود لأنفسهم فى فترة تنقلهم مثل لغة الييدش واللادينو. كما يظهر التأثير واضحاً على اللغات الأوربية، كما قدسها المسيحيون واعتبروها "أم اللغـات".
    متى بدأ الحديث باللغة العبرية؟ متى نشأت ومتى تبلورت؟ يبدو أننا لن نستطيع أن نقدم إجابة قاطعة لهذا السؤال فالاجابة مرتبطة بمشكلات كثيرة لم نجد لها حلاً كاملاً مثل: إشكالية بداية ظهور بنى إسرائيل على ساحة الشرق الأدنى ومشكلة القيمة التاريخية لتلك الفترة التى نطلق عليها اسم عصر الآباء ومشكلة لغة الأباء وبنى إسرائيل فى مصر وغيرها من المشكلات.
    لو أخذنا فى الاعتبار آراء كثير من الباحثين من الممكن أن نخمن أن اللغة العبرية كانت موجودة وكلغة للحديث فى القرن 12 ق.م ولقد شابهت هذه اللغة الكنعانية التى نجد آثارها فى رسائل تل العمارنة. كما نستطيع أن نخمن أن أقدم شكل للعبرية ينعكس فى لغة الشعر القديم مثل: بركة يعقوب وأمثال بلعام وبركة موسى وشعر "أَصغوا" وشعر "دبورا"... وغيرها.
    يرى بعض الباحثين أن مصدر هذا الشعر اللهجة الشمالية التى تحدثها أسباط الشمال. ولو صدق الباحثون حول وجود لهجة شمالية فى أرض فلسطين فى بداية الهيكل الأول وهو رأى أساسه صعب فى العهد القديم، حيث أن لغة الكتابة تمحو الفروق اللغوية وتتطلع إلى وحدة التعبير والشكل (القضاة 12 : 6) סבלתفى مقابل שבלת. ولوصدق الباحثون حول وجود لهجة جنوبية يهودية يربطون بها بلورة العهد القديم الكلاسيكية - أى اللغة التى كتب بها الجزء الرئيسى من أسفار العهد القديم - فمن الممكن أن نخمن الصورة اللغوية منذ احتلال أرض فلسطين وانقسام المملكة (930 ق.م) وما بعدها.
    كما يُعتقد أن أسباط إسرائيل عند دخولهم أرض كنعان وأثناء احتلالهم للأرض تبنوا لأنفسهم اللهجات الكنعانية التى تحدثت بها المناطق التى استوطنوها. ولم يكن هناك فرقاً جوهرياً بين تلك اللهجات, واستخدمها الأسباط فى عصر القضاة وبداية عصر الملكية. وبعد تولى داود الملك، بعد أن أصبحت أورشليم عاصمة المملكة الموحدة وأهم مركز دينى فيها، زاد تأثير اللهجة اليهودية التى تحولت من خلال الاحتكاك بلهجات سبطية أخرى إلى اللغة الرسمية للملكة ولغة كتابتها. بهذه اللغة بدأ تدوين الانتاج الدينى، الذى قدسه الآخرون. وأدى استخدام كتابة الأدب المقدس إلى صقلها وزيادة تأثيرها بين دوائر الكتاب ورجال الدين. لكن يبدو أن كل ذلك لم يؤد إلى تحويلها إلى لغة عامة الشعب الذى استمر فى استخدام اللهجات التى تبناها من قديم الأزل.
    اللغة الفينيقية
    الفينيقية لغة سكان فينيقيا – وهى منطقة من الأرض ضمت مدناً وقرى كثيرة أهمها: صور وصيدون وجبل وأرواد وغيرها. ضمت اللغة الفينيقية العديد من اللهجات أهمها: اللهجة القديمة لجبل واللهجة الفونية التى هى الصورة المتأخرة للفينيقية. إستخدمها سكان قرطاجنة فى شمال أفريقيا على بعد 16كم شمال شرق مدينة تونس الحالية. واللغة الفينيقية والفونية معروفتين لنا من الكتابات الكثيرة التى عُـثِر عليها فى مدن فينيقيا وفى قرطاج وأماكن أخرى. ترجع تلك الكتابات إلى الألف الأول وربما بداية القرن الثانى عشر ق.م وما بعده. واللغة الفينيقية قريبة جداً من اللغة العبرية وهناك قواسم مشتركة كثيرة بينهما لكن هناك بعض الفروق كذلك:
    1- أنظمة الصوامت للغتين متماثلة.
    2- لا يوجد فى الكتابة الفينيقية تشكيل كما لا يوجد بها أمهات القراءة (א, ה, ו, י) مثل: ז – (זה) ، אש – (איש) , שנ – (שני), רש – (ראש), פנ – (פני) . كم أنه لا توجد فيها حركة للمثنى בת – (בית ), שמם- (שמים).
    3- فى الفينيقية المتأخرة تم طمس الحروف الحلقية وهناك تبادل مستمر بينها مثل: אדוןبالفينيقية وكذلك אדן, עדןوكذلك הדן , אבوكذلك עב, אבןوكذلك הבן. وأحياناً تحذف الحروف الحلقية نهائياَ مثل: עבד – בד, אדון – דן, ראש – רש, טנא – טן. وفى بعض الأحيان تستخدم حروف أخرى مثل الفاء بدلا من الباء والباء بدلا من الميم والراء بدلا من التاء، والسامخ بدلا من الزاى: עשר- עסר , אדם – אדן, זכר – סכר, בנת-פנתوغيرها.
    4- تختلف اللغة الفونية عن العبرية فى الحركات فهى أكثر من الفينيقية. استنتج الباحثون أن الحولام (ו) يقابل فى الفونية وربما فى الفينيقية u و y مثل שופטبالفونية sufētשלוש – salus , זאת – syth . والشوروق (ו) تقابل i مثل: לו- li والقامص ( ָ) تقابل o,u,I (מצאתיmusti) والباتاح (ַ) تقابل u,e مثل תַםthemמַטָרָהmuţţro والحركة ַיتقابل e مثل בַית – beth ، שַמַים sanem.
    5- الأسماء نوعان: مذكر ومؤنث. المذكر بدون علامة خاصة وعلامة التأنيث هى التاء، ليس فقط فى حالة الاضافة بل أيضاً فى الافراد. במת , אמת , מלכת. علامة الجمع الميم : מלכים , כהנים, وجمع المؤنث بالتاء במת , גברת.
    6- أداة التعريف هى الهاء مثل العبرية وتتغير إلى الألف فى بعض الحالات.
    7- تتشابه الكلمات فى معظمها مع نظيراتها فى العبرية: א (o) – או, אחר (ahre)، אם (im) – הנ(ina) הנֵה. נא (na) נָא. אנכ (anochi, anechi) אנכי. אל (ily) אלה.
    8- عدد الأوزان مثل عدد الأوزان فى اللغة العبرية، لكن وزن הפעילيضع ياء بدلا من الهاء (הקדיש – יקדיש) تصريفات الأفعال تشبه بشكل عام التصريفات فى اللغة العبرية. صورة المستقبل مستخدمة فى الفينيقية بدون واو القلب فى الماضى وكذلك المضارع. واو القلب نادرة الاستخدام فى الفينيقية.
    9- جزء كبير من الثروة اللغوية الفينيقية مشترك مع لغة العهد القديم وباقى اللغات السامية الشمالية الغربية.
    اللغـة الآرامية
    كانت اللغة الرامية لغة أسباط آرام وتحولت مع الوقت إلى لغة الحديث فى أجزاء كبيرة من بلاد ما وراء النهرين وسوريا وأرض فلسطين، كما أصبحت اللغة الرسمية للإدارة الفارسية فى فترة الحكم الفارسى للشرق الأدنى. بذلك يمكن تفسير حقيقة العثور على كتابات آرامية فى جميع أنحاء المملكة الفارسية. كما أُطلق على اللغة الآرامية اسم الآرامية الرسمية، فقد استمرت كلغة أدبية لفترة طويلة بعد سقوط الدولة الفارسية. نظراً للانتشار الكبير للغة الآرامية فقد طورت عدداً كبيراً من اللهجات تٌقسَّم إلى ثلاث مجموعات رئيسية: الآرامية القديمة، الآرامية الوسطى، الآرامية الحديثة.
    ينسب إلى اللغة الآرامية القديمة لغة الكتابة الآرامية والتى يرجع أقدمها إلى القرن التاسع ق.م بما فى ذلك لغة (يب)، وآرامية العهد القديم (دانيال 2 : 4 ، 7 : 28، وعزرا 4 : 8، 6 : 18، 7 : 12-26) لغة الكتبابات النبطية (سكن الشعب النبطى فى جنوب أرض فلسطين)، ولغة الكتابة التدمرية التى عُـثر عليها فى تدمر فى الصحراء السورية.
    أما الآرامية الوسطى فقد انقسمت إلى مجموعتين من اللهجات: الآرامية الغربية والآرامية الشرقية. تضم الآرامية الغربية الآرامية الجليلية وهى آرامية التلمود الأورشليمى ومدراش الأجادة وترجمة يوناثان وكذلك لغة الكتابات التى عُـثر عليها بين أطلال المعابد فى أرض فلسطين وفى أماكن مختلفة. والآرامية السامرية (لغة الترجمة السامرية للتوراة) والآرامية المسيحية وغيرها. تضم الآرامية الشرقية لغة التلمود البابلى ولغة الجاؤنيم والسريانية (اللغة الأدبية للمسيحيين الذين يسكنون شمال العـراق) والمندعـية (لغة طائفة دينية سكنت جنوب العـراق).
    لم يبق من الآرامية الحديثة فى أيامنا، من اللهجات الغربية سوى لهجة معلـولة التى يتحدث بها أهل قرية معلولة وقريتين مجاورتين لها حول دمشق. ومن اللهجات الشرقية بقايا كلمات فى أفواه اليهود والمسيحيين فى المنطقة الحدودية بين العـراق وتـركيا وإيـران وروسيـا وكذلك اليهود الذين هاجروا من تلك المناطق إلى إسرائيل (اليهود الأكراد).
    اللغة الآرامية وسماتها الرئيسية
    سنتطرق فى حديثنا عن اللغة الآرامية إلى سمات آرامية العهد القديم مقارنة بعبرية العهـد القديـم لكن تكثر الفروق بينهما كذلك.

    1-عـدد الحروف فى اللغتين واحد، لكن بمقارنة الكلمات نجد أن الحرف (ז) فى العبرية والذى يقابله حرف (ذ) فى العربية يحل محله حرف (ד) فى الآرامية مثل: זהב – דהב , זכר – דכר, זרוע – דרע. والحرف (צ) فى العبرية ولاذى يقابله حرف (ط) فى العربية نجده فى آرامية العهد القديم (ט) مثل: צהרים – טהרא, צביא – טביא, עצה – עטהوغيرها. أما (צ) فى العبرية ولذى يقابله (ص) فى العربية يحل محله حرف (ע) فى الآرامية ארץ – ארעא, צאן – ענא. أما حرف (ש)فى العبرية والذى يقابله حرف (ت) فى العربية فنجده فى آرامية العهد القديم (ת) مثل שלג – תלגא , שלש – תלתא, שור – תורא.
    2-عدد الحركات فى آرامية العهد القديم مثل العبرية لكن هناك بعض الفروق بين النظامين: بدلا من חולםמלxוتاتى فى آرامية العهد القديم ָ (ָ) مثل שָלום – שְלָם، שְלושָה – תְלָתָא.
    الحركة القصيرة فى المقطع المفتوح قبل النبر تُـقصَّر إلى سكون (שוא) أو نصف حركة (חטף) ولا تتحول إلى حركة طويلة مثل اللغة العبرية.
    3- فى حالات الجمع يستخدم حرف النون للدلالة على الجمع بدلا من الميم فى العبرية مثل: ראשכם – ראשכן , אתם – אנתון , הם – הון.
    4- يشبه نظام الأوزان فى الآرامية نظام أوزان الفعل فى العبرية لكنه لا يتطابق معه فوزن נפעל فى العبرية غير موجود فى الآرامية وبقى من أوزان פעל, הפעל المطاوع فقط. وفى المقابل يوجد فى الآرامية وزن התפעלوالذى هو مبنى للمجهول ومطاوع. كما هناك أوزان مثل שפעל , השתפעל.
    5- يشبه تصريف الضمائر التصريف فى العبرية غير أن ضمائر المخاطبين والغائبين لا تتطابق مع الآرامية. ففى ضمير المفردة الغائبة فى الماضى يضاف حرف תبدلاً من הمثل היאכתבה – כתבתيشتق المصدر بشكل عام بإضافة حرف الميم مثل לכתוב – למכתב. وكذلك توجد الشدة بسبب الادغام فى النون مثل תִתּן – תִנְתֵן.
    6- يظهر الاسم فى ثلاث حالات: المفرد والمضاف والمُعرّف. مثل: מֶלֶך , מֶלֶך, מַלְכָא , מַלְכִין, מַלְכֵי, מַלְכַיָא. (أداة التعريف تكون فى نهاية الكلمة ָא).
    7- يستخدم (די) فى الآرامية كاسم للموصول بدلاً من אשר كما تستخدم كذلك فى حالة الإضافة.
    8- يشبه البناء التركيبى للجملة الآرامية البناء التركيبى للجملة العبرية المقرائية. لكن توجد تركيبات خاصة بالآرامية خاصة عند تقديم المفعول على الفاعل.
    تأثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية
    كما هو معروف تقترب الثروة اللغوية فى الآرامية من الثروة اللغوية فى العبرية أكثر من أى لغة سامية أخرى، ويمكن إيعـاز ذلك إلى تأثير الأولى على الثانية. بداية ذلك التأثير فى عصر الهيكل الأول وازداد فى عصر الهيكل الثانى، ويتجلى ذلك فى الثروة اللغوية وبعض الصور النحوية بل فى البناء التركيبى.
    ينعكس تاثير اللغة الآرامية على عبرية العهد القديم وعلى لغة الحكماء חז"ל خاصة فى الكلمات والصور النحوية المستعارة. كما ينعكس تاثيرها فى العصر التلمودى فى المجلات والموضوعات التالية:
    1- إبعاد اللغة العبرية وحل محلها فى الحديث.
    2- تدوين معظم فصول التلمود البابلى والتلمود الأورشليمى بها، كما كانت لغة الدراشيم والأدب التوراتى للجاؤنيم والزوهار وغيرهم.
    3- وضع أجزاء من الصلوات المهمة باللغة الآرامية. مثل: صلاة "كل ندرى" "כלנדרֵי" "קדיש" "אקדמות" فى عيد الأسابيع، وأجزاء من الأجاداة فى عيد الفصح. كما صيغتا بها وثيقتى الزواج والطلاق.
    تأثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية فى العصور الوسطى واضح من خلال إستيعاب عدد كبير من الكلمات، مثل: בדחן, גחך, גחוך, פזם , תרץ. كما يبرز تاثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية الحديثة فى مجالين: بعض الكلمات الآرامية، إستحداث كلمات على النمط الآرامى. كان اقتباس الكلمات الآرامية من خلال الحفاظ على معناها الآرامى لكن هناك بعض الكلمات تم اقتباسها وإعطائها معنىً مشابهاً وليس مطابقاً. وكانت تصاغ الكلمات المقتبسة من الناحية الشكل لتلائم اللغة العبرية، مثل: استبدال حرف الألف فى نهاية الكلمة بحرف الهاء وكذلك تغيير النوع مثل: גרסה, גוזמה, חוצפה, קושיה, סוגיה, סברה, אמצה, وغيرها. لكن هناك أسماء دخلت اللغة من خلال تغيير وزنها مثل: ברז (ברזא) ، סלק (סלקא) ، דחליל (דחלולא) وغيرها. وهناك أسماء لم يتغير شكلها عند نقلها من الآرامية إلى العبرية مثل: אבא, אמא, סבא, סבתא, גוביינא, בדיעבד, דווקא, מלעיל, מלרע, לגמרי, תרסר, وغيرها.
    إن اشتقاق كلمات وفقاً لأنماط آرامية أمرٌ مقبول، مثل: اشتقاق חקלאי, חקלאות من كلمة חלקאالآرامية. وקיטנה منקייטן קייטאوשכיחותمن الفعل שכח, שכיח , , وغيرها.
    اللغة الأوجاريتية
    جزء كبير من الكتابات على الألواح التى تم اكتشافها بين 1929-1939 فى الساحل الشمالى لسوريا وراس شمرا - المكان الذى كانت فيه مدينة أوجاريت موجودة فى القدم - مكتوب باللغة الأوجاريتية. العدد الأكبر من الألواح مكتوب بخط هجائى ويضم 31 علامة تشبه فى شكلها الخط المسمارى. وتشمل الألواح المكتوبة بالأوجاريتية نصوصاً أدبية تعكس الثقافة الكنعانية وأساطيرها. زمن تدوين بعض الألواح هو النصف الأول من القرن الرابع عشر ق.م، لذلك فهى مهمة جداً للتعرف على الوسائل الفنية للأدب الكنعانى الذى سبق المراحل الأولى لأدب العهد القديم.
    إن المقارنة بين النصوص الأدبية المكتوبة باللغة الأوجاريتية والتى تضم فيما بينها قصصاً حول أعمال "باعَل" إله السماء والحياة (قصة باعَل)، وقصصاً حول دانيال الحكيم الصديق وابنه إقهات (قصة دانيال وإقهات) وقصصاً عن الملك "كارت – כרת"، وبين العهد القديم تشير إلى شبه كبير بينهما، ليس فقط فى الأسس الرئيسية للشعر: الوزن، الإيقاع، التماثل وغيرها، لكن فى طرق التعبير والأسلوب. كما ينعكس الشبه بينهما فى استخدام أنماط لغوية متطابقة وفى التعبيرات المستعارة والكلمات المتضادة (ארץ – עפר, טל-רביבים, אלהים-משכנות) وغيرها.
    يساعد الشبه الكبير بين الأدب المقرائى وبين الأدب الأوجاريتى على تفسير السمات الأدبية لكتابات العهد القديم وفهم اللغة الشعرية فيه. كما تفتح النصوص الأوجاريتية نافذة على معرفة ديانة كنعان وعاداتها وتساعد على فهم كتابات العهد القديم التى اهتم بها، كما تساعد على تفسير كلمات وتعبيرات لغوية فى العهد القديم مثل(ביתחבר) (الأمثال 21 : 9) وهو تعبير وجد المفسرون صعوبة فى تفسيره، ومن خلال الأدب الأوجاريتى فقط اتضح معناه وهو "مخزن الغلال" وكذلك تفسير كلمة עדן(المزامير 36 : 9) ومن خلال الأدب الأوجاريتى نجد أنها تستخدم مع ما يرتبط بالمطر. والمتقابلات "מכך" , "וידלף" (الجامعة 6 : 18) الخاصة بسفر الجامعة فى العهد القديم، ونجد لهـا نموذجاً مشابهاً فى الأدب الأوجاريتى فى قصة "باعل" 5 السطر 17 "נרעזיםיינ.טלימכ,לתנעצנננ.טפנתהלידלפ.كذلك كلمة "בצקלנו" الملوك الثانى 4: 42، وتفسيرها المعروف هو שקילקוטمرتبط على ما يبدو بكلمة "צקל" الموجودة فى اللغة الأوجاريتية بمعنى "سنبلة غضة".
    1- الخط الأوجاريتى مكون من 31 حرف. ففى مقابل الخط العبرى فهو يضم ח, ח', ט, ט', ע, ע'1, ע'2, ש1, ש2, ת, ת', ס1, ס2. كما يضم ثلاثة حروف للألف لكل منها نطق مختلف وهى: א, א, א. على عكس اللغة العبرية لا يبدو أن هناك فرق فى الأوجاريتية بين שׁ و שׂ مثل שמחה – שמחה, שפת – שפה, ישר – שרوغيرها.
    2- لا يستخدم الخط الأوجاريتى حروف أمهات القراءة مثل: קל-קול, כס-כוס, פר-פרי, תנ-זני.
    3- نلاحظ بمقارنة كلمات من اللغة الأوجاريتية بكلمات من اللغة العبرية أن حرف "ז" يقابله فى الأوجاريتية "ד" مثل: דבח – זבח, אדן-אזן, דרע-זרעوحرف "צ" يقابله فى الأوجاريتية حرف "ט" مثل: חטר – חצר, עטום-עצום, حرف "ש" يقابله فى الأوجاريتية حرف "ת" مثل: תפט- שפט, תקל-שקל, תם-שם. حرف "ר" يقابله فى الأوجاريتية حرف "ל" مثل: לפש – רפש, حرف "פ" يقابله فى الوجاريتية حرف "ב" مثل: נפת – נבת, לפש – לבש, حرف "ק" يقابله فى الأوجاريتية حرف "כ" مثل: כנכנ- קנקן.
    4- الأسماء نوعان: مذكر ومؤنث. ليس للمذكر علامة خاصة وعلامة التأنيث هى التاء مثل במת-במה, מלכת-מלכה, נחלת-נחלה, מלחמת-מלחמה. كما يظهر الاسم فى المفرد والجمع. والمثنى موجود ليس فقط فى الاسماء بل أيضاً فى الصفات والأفعال. وتظهر الأسماء باللواحق التى تشير إلى النسب وهناك ثلاثة أنواع من النسب فى الأوجاريتية ترتبط بأنواع الألف الثلاث: الحرف אַيميز الاسم الفاعل فى الجملة والحرف אַيظهر مع الاسم المتصل بالمفعول والحرف אִبعد المضاف أو حرف النسب.
    5- لا توجد أداة للتعريف فى الأوجاريتية. أما فيما يخص طابع اللغة الأوجاريتية فهناك الكثير من السمات المشتركة بينها وبين الكنعانية بشكل عام وبين العبرية بشكل خاص.
    6- الضمائر متشابهة بشكل عام مع العبرية كما يوجد فى الأوجاريتية صورتين لضمير المتكلم : אן (אני), אנכ (אנכי).
    7- الأعداد تشبه أعداد اللغة العبرية.
    8- الثروة اللغوية: تشترك العبرية والأوجاريتية فى كثير من الكلمات مثل: בכי-בכה, בכר-בכור, במת-במה, ברך, גג, גן, דג, דגן, טוב, כסף, ...
    اللغـة العربيـة
    يمكن التمييز فى اللغة العربية بين نظامين من اللغات: نظام اللهجات، الذى أُستُخدِم فى الكلام فقط ونظام اللغة التى المستخدمة كلغة أدب وكتابة ولغة حديث فى بعض الدوائر المحدودة.
    يمكن التمييز، من الناحية التاريخية، بين ثلاث مراحل فى نشأة النظامين وتطورهما: العصر القديم حتى إقامة المملكة العربية (القرن السابع)، العصر الوسيط (حتى بداية القرن التاسع عشـر) والعصـر الحديـث.
    تحدث العـرب فى العصر القديم لهجـات مختلفة يمكن تقسيمها إلى عربية شرقية وعربية غربية، وفى المقابل ظهرت فى نهاية القرن الخامس الميلادى العربية الكلاسيكية القديمة التى مثلت فى ذلك الحين اللغة الفصحى. لم تكن هناك فروقاً جوهرية، فى العصر القديم، بين اللهجات المختلفة ولا بينها وبين العربية الكلاسيكية القديمة، فكان لصيغة الجمع نظام متشابه فى تصريفات الأسماء والأفعال، وكان للجميع اتجاه للتعبيـر عن بعض المفاهيم فى كلمة واحدة.
    فى العصر الوسيط، نتيجة للمجهودات الكبيرة للنحاة، تطورت القدرة على التعبير باللغة العربية الكلاسيكية وأصبح من الممكن استخدامها فى التعبير الواضح، وبدقة كبيرة، عن الأفكار المعقدة. وعلى الرغم من ذلك فقد توقفوا، ابتداء من القرن العاشر، حتى فى المجتمعات الراقية، عن الحديث باللغة العربية الفصحى. وابتداء من منتصف القرن الثالث عشر زاد تأثير اللغة العربية الوسيطة عليها.
    بدأت اللغة العربية فى القرنين السابع والثامن الميلاديين، نتيجة للفتوحات العربية فى القرن السابع. ولقد حدث تغيير بين العربية الوسيطة والعربية الكلاسيكية فى أربعة مجالات: فى علم الأصوات وعلم الصرف وبناء الجملة والأسلوب.
    وفى العربية الوسطى حدث تغيير فى الحركات: فقد تم تقصير بعضها واختفى جزء من الحركت القصيرة واختفى الفرق بين بعض منها. أما فيما يخص الصوامت (الحروف) فقد اختفت الألف الصامتة وامتزج حرف (ص) و (ط). كما اختفت اللواحق التى أشارت إلى النسب وحدث تغيير فى البناء الإضافى، وضيَّـق "الجمع" بشكل كبير على "المثنى" وضيق "جمع المذكر" على "جمع المؤنث".

    أما فيما يخص بناء الجملة فيأتى الفاعل قبل الفعل ويتبعه المفعول به المباشر. وكثرت فى اللغة الجمل الغير متصلة وخاصة فى جمل المفعول. أسلوب العربية الوسيطة مهمل وغير دقيق لكن يكثر فيه التعبير عن كل مفهوم بكلمة واحدة.
    استمر النظامان فى العصر الحديث، ولم تنجح العربية الكلاسيكية فى إبعاد اللهجات المختلفة عن لغة الحوار.
    اللغـة العربية مقارنة بالعبـرية
    ظهرت اللغـة العربية على المسرح التاريخى بعد اللغة العبرية بمئات السنين. لكن على الرغم من ذلك فهى تعكس أنماطاً لغوية أقدم فى بعض المجالات. فقد احتفظت تقريباً بكل صوامت اللغة السامية القديمة، واللواحق الدالة على النسب وأشكال الأفعال والوزن "יפעל" "يفعل" فى المستقبل فى الأفعال السالمة واستخدام أشمل للمثـنى. كما تم الحفاظ على الشكل التركيبى للغة أى استخدام كلمة واحدة للتعبير عن بعض المفاهيم. وفى المقابل فإن اللغة العربية تعكس فى علم الصرف نمطاً لغوياً متأخراً فيكثر فيها جمع التكسير، وهو جمع لا ينتج عن المفرد باضافة اللواحق لكن بالتغيير الداخلى للوزن مثل: وَلَد – أَولاَد، مَلِك- مُلُوك. كما يبدو أن بناء الأزمنة فى العبرية أقدم من العربية.
    اللغـة الحميرية (العربية الجنوبية)
    اللغة الحميرية لغة سامية جنوبية شرقية معروفة من الكتابات التى تم اكتشافها فى جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. على الرغم من أن الحميرية والعربية هما فرعان لنفس الأصل اللغوى إلا أن هناك فروقاً بينهما فى النطق والشكل وبناء الجملة والثروة اللغوية، ففى اللغة الحميرية يوجد حرف يقابل "שׂ" اليسارية فى العبرية ليس موجوداً فى العربية، والاسم المعرَّف يضاف إليه "نون" الغير معرف يضاف اليه "ميم".
    اللغـة الحبشية
    نشأت اللغات السامية المتحدث بها فى الحبشة عن اللغة الحبشية القديمة "الجِـعِز"، والتى أصلها من اللهجة "الهشبأية" وهى إحدى لهجات الحميرية (العربية الجنوبية). وصلت اللهجة "الهشبأية" إلى شمال الحبشة فى نهاية القرن الثالث الميلادى على أيدى الغزاة من شبه الجزيرة العربية الذين استوطنوها وأسسوا فيها مملكة باسم "أكسوم" التى اعتنقت المسيحية كديانة للدولة فى القرن الرابع الميلادى. تأثرت هذه اللهجة باللغات الحبشية لأبناء المكان كما تأثرت باللغات اليونانية والسريانية، فى القرن الرابع الميلادى، التى دخلت الحبشة بعد اعتناق المسيحية. كانت لغة الجعز هى لغة الحديث حتى القرن العاشر الميلادى ثم أصبحت لغة الأدب والكنيسة حتى اليوم. تستخدم لغة الجعز فى الصلوات وفى قراءة العهد القديم عند يهود الحبشة (الفلاشا). وعصر ازدهار الأدب الجعزى بين القرن الثالث عشر والقرن السابع عشر.
    تنقسم اللغات السامية فى الحبشة، والتى تعتبر من لهجات الجعز إلى مجموعتين شمالية وجنوبية. تضم المجموعة الجنوبية "اللغة الأمهرية" ، وهى اللغة الرسمية لإثيوبيا.
    الكتابة الحبشية كتابة مقطعية لها قواعد صوتية كثيرة تصل إلى أكثر من مائتين علامة صوتية وأصلها من الصوامت الجنوبية غربية التى تضم 28 صامتاً فقط. ومن خلال تحويل كتابة الصوامت إلى مقاطع صوتية وموائمتها مع اللغات الحبشية زادت فيها العلامات الصوتية.
    صفات وسمات اللغات السامية
    الصفات والسمات الرئيسية التى تميز اللغات السامية كثيرة لكنها لا تجتمع فى لغة سامية واحدة، فعادة ما تجد لغة سامية أو أخرى ينقصها بعض من هذه السمات.
    السمات الرئيسية هى:
    1- عدد الصوامت (الحروف) أكبر بكثير من عدد الحركات.
    2- أهمية الصوامت فى تكوين الكلمات أكبر من الحركات، فالصوامت هى التى تعطى الكلمة المعنى الأساسى أما الحركات فتعطى لها تنويعاً فى المعنى.
    3- الإستخدام الدائم للحروف الحلقية (א – ה – ח – ע ) فى تكوين الكلمات، وهى حروف تميز اللغات السامية باستثناء اللغـة الأكَّـادية التى اختفى نطقها فيها.
    4- وجود نظام صوامت متشابه ومتطابق فى كل اللغات السامية، فنظام الصوامت لم يتغير تقريباً على مدى آلاف السنين. وكذلك وجود تقسيم شبه ثابت بين الصوامت التى تساهم فى تكوين جذور الكلمات وبين الصوامت التى تُستخدم فى تكوين سوابق ولواحق للتصريف وغيرها.
    5- هنـاك اتجاه فى اللغات السامية لتطوير الجذور الثلاثية ويظهر ذلك فى الفعل وملحوظ فى الاسم وغير موجود فى أسماء الوصل.
    6- معنى الجذر مرتبط فى اللغات السامية بالأصل الثلاثى ويتنوع فى الكلمات المشتقة منه من خلال تغيير الحركات وتضعيف أحد الحروف أو إضافة لاحقة أو سابقة.
    7- تشابه وتطابق للإسم والفعل: يظهر الاسم فى صورتين صورة أساسية للجذر يضاف إليها الحركات لتعطى المعنى مثل "אב" فبعد تحريكهما بالحركات تعطى معنى "אב, אובوغيرهما." والصورة الأخرى تظهر فى بعض الحركات من خلال إطالة صامت واحد أو أحد الحركات. وهناك صورة أخرى وهى إضافة بعض الحروف مثل الألف، الميم أو التاء قبل الجذر والنون والراء والياء بعده. الفعل يطور صورتين أساسيتين مرتبطين بالزمن (باستثناء اللغة الأكَّـادية). الأولى تنعكس فى السوابق قبل الفعل والأخرى فى اللواحق بعد الفعل. الأولى تُعبِر عن فعل لم ينته (مستقبل) والثانى (ماضٍِ). كما تتفق الأفعال فى اللغات السامية فى النظام الصرفى المسمى بالأوزان. تتكون الأوزان من خلال إضافة سوابق قبل الجذر مثل حرف تاء، هاء، وغيرهما. أو من خلال التنويع الداخلى بدون سوابق أو لواحق أى من خلال تشديد عين الفعل أو إطالة حركة فاء الفعل أو إدخال حركة مضعفة بعد فاء الفعل.
    8- يوجد فى اللغـات السامية ثلاثة أعـداد: مفرد ومثنى وجمع ونوعين هما المذكر والمؤنث دون لواحق خاصة. أما لواحق المؤنث الأساسية فهى אַת, אֻת, والعبرية (אה ، ת) وفى المقابل فمن الأعداد 3-10 فإن علامات النوع تختلف فالمؤنث دون لاحقة خاصة والمذكر بلاحقة אה.
    9- تستخدم اللغات السامية الغربية سابقة أو لاحقة للإشارة إلى التعريف لكنها لا تستخدم علامات متطابقة (הַفى العبرية، "الـ" فى العربية، אאفى الآرامية).
    10- الضمائر وحروف جر أخرى مبنية على أساس صامتين مثل אני, אנו, הוא, היאوغيرها.
    11- طورت اللغات السامية بناءً خاصة للجمل السامية التى لا يوجد بها أفعال. كما تتجه اللغات السامية لبناء جملة ذات تركيب بسيط من خلال تفضيل تركيبات متصلة.
    12- من الظواهر البارزة فى اللغات السامية وجود ثروة لغوية مشتركة من كلمات أساسية مرتبطة بالحياة الأسرية وأعضاء الجسم والحياة اليومية والأعداد وحروف الجر مثل: אב, אוזן, אח, אחות, ארץ, חמור, יד, ים, כלב, לילה, מים, עין, עץ, ראש, רגל, שור, שמים.
    وبصيغ متشابهة تشترك الكلمات فى جزء كبير من اللغات السامية أنظر الأعداد وأعضاء الجسم.
    العبرية الأكَّـادية السريانية العربية الحبشية الأوجاريتية
    אֶחָד (אֵדֻ) חַדאַחַדאַחַד אַחד
    שָלוששַלָאשֻתְלָתתַ'לָאת' שַלָאשׂת'לת'
    חָמֵשחַ'מְשֻחַמֵשחַ'מְשׂחַ'מְשׂחמש
    עֶשֶרעַשְרֻעְשַרעַשְר1 עַשִרעשר
    العبرية الأكَّـادية السريانية العربية الحبشية الأوجاريتية
    אֲנִי, אֲנֹכִיאנָאכֻאֶנָא אַנַאאַנַאן – אַנכ
    אַתָהאַתַאַתאַנְתַאַנְתַ אַת
    אָנו ,אֲנַחְנואַנִינֻ (אַנַ)-חְנַןנַחְנֻנָחְנַ

    المــراجع


    - בלאו, יהושע: תורץ ההגה והצורות – (תל-אביב – תשל"ב) עמ' 9 – 18.
    - ברגשטרסר, ג.: דקדוק הלשון העברית (ירושלים תשל"ב) עמ' 1 – 22, תורגם מגרמנית ע"י מרדכי בן אשר.
    - גושן גוטשטייןמ.: הלשון העברית והלשונות השמיות. (תל-אביב- תשכ"ב).
    - גינזברג, ח.א.: כתבי אוגרית (ירושלים תרצ"ו).
    - גרינץ, י.מ.: מבוא מקרא (תל-אביב – 1912) עמ' 60 – 82.
    - חומסקי, זאס: הלשון העברית בדרכי התפתחותה (ירושלים – 1972) עמ' 27 – 36.
    - סיוון, ראובן: תולדות לשוננו (ירושלים תשל"ט).
    - סלוסץ נ.: אוצר הכתובות הפיניקיות (תל-אביב תש"ז).
    - קאסוטו, מ.ש.: השטה ענת (ירושלים תשכ"ח) עמ' 24 – 28.
    - רבין, חיים: יסודות הדקדוק המשווה של הלשון העברית (ירושלים תשכ"ז).
    - רבין, חיים: עיקרי תולדות הלשון העברית, המחלקה לחינוך ולתרבות ולגולה של ההסתדרות הציונית (ירושלים תשל"ב)
    - אנציקלופדיה עברית: נושאים שונים.
    - אנציקלופדיה מקראית: נושאים שונים.

    - Aistleitner J.: Warterbuch der ugaritischen Sprache (Berlin 1963).
    - Gordon C.H. : Ugaritic grammar (Rome 1940)
    - Dahood M.J. : Cananite – Phenician influence in Qoheleth. Bi blica 33-1952. 221-191, 61-30.
    - Wagner M. : Die lexicalischen und gramaticalischen Aramaismen in attestamenlichen Hebraisch.
    - Friedrich Ch.: Phanizisch – Punische Grammatik )Rome 1951).
    - Kautzsch E.: Die Aramaismen in A.T. (1962)
    - Knudzon J.A.: Die Tafeln on El Amarna (Leipzig 1915).

  4. #4

    رد: متى نشأت اللغة العبرية؟

    شكرا لك استاذ زكريا اسجل مروري الاول وسوف اعود للقراءة بروية
    كل الامتنان
    فراس

  5. #5

    رد: متى نشأت اللغة العبرية؟

    السلام عليكم
    موضوع هام جدا ابحث عنه منذذ زمن
    تثبيت وتنسيق جديد
    الف تحية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068

    رد: متى نشأت اللغة العبرية؟

    العزيزة بنان
    بعد التحية والتقدير
    اطلعت على الموضوع وادناه ابرز ملاحظاتي السريعة ولي عودة ان شاء الله للتفاصيل :
    1 . لا يوجد لغة عبرية اصيلة ونقية منذ ظهور بني اسرائيل ولحد الان ..
    2 . كانت اللغة العبرية القديمة - التي يدعي اليهود انها لغتهم - هي في الاصل لغة كنعانية مزيجة من الارامية والمصرية القديمة واحيانا مع لغات الاقوام التي عاش بين ظهرانيها بنو اسرائيل منذ خروجهم من مصر على زمن موسى ( عليه السلام ) ..
    3 . اثناء وجودهم في الترحيل البابلي في منتصف القرن السادس تقريبا المّوا الماما واسعا بالارامية في ظل التسامح الذي تمتعوا به على عهد البابليين ( بخلاف ما يدعيه اليهود ) بانهم اضطهدوا في بابل . اقول في ظل سياسة التسامح البابلية تمتعوا بحقوقهم الفكرية والثقافية والتجارية والمواطنة فبداوا بتدوين اسفار العهد القديم بعد نزولها - شفافة - على موسى عليه السلام في جبل الطور حوالي القرن الثالث عشر ق . م . ( اي بداوا بتدوين التوراة بعد سبعة قرون من نزولها ) وهذا يؤكد عمليات التحريف والتزوير التي بدات تشهدها التوراة الحالية ..
    4 . واول ما دونوه بعض الاسفار بالارامية فسميت ارامية التوراة وهي المادة العلمية التي ادرسها حاليا في جامعة الموصل ..
    5 . بعد عودة بعضهم الى فلسطين - على عهد كورش الفارسي - الذي احتل بابل خير اليهود بالبقاء او العودة فعاد قسم منهم وبقي الكثير في بابل لانهم كانوا يتمتعون بحياة طيبة لم يجدوها سابقا في اي بلد عاشوا فيه ..
    6 . في تلك الفترة بداوا باستنباط خط جديد (مستوحى من الارامية والكنعانية خاصة ) واسموه الخط العبري المربع او الخط الاشوري وبه دونوا توراتهم الحالية ..
    7 . استمر التدوين قرابة تسعة قرون ، وخلال هذه الفترة حدثت تحولات وتغييرات على مضمون التوراة بعد ان اقتبسوا وسرقوا من حضارات العراق القديم ومصر القديمة وسورية القديمة وهذا يطول شرحه وسنعود اليه ايضا لا حقا ان شاء الله ..
    8 . ثم بديء بتدوين المشنا فالجمارا بالارامية في غالبيتهما ، ومنهما تشكل التلمود الذي يعتبر الكتاب الاساس في التقاليد والعادات والممارسات اليهودية والبعض يعتبره المفضل على
    التوراة ..
    9 .بعد ذلك مرت العبرية بمراحل ماتت تقريبا في بعضها الا من بعض الحاخامات الذين استخدموها في الادعية والصلوات والسحر .. وكان هذا بعد الشتات الاول عام 70 ميلادية على يد الرومان وتششت اليهود وكادت ان تموت لغتهم المسروقة وراحوا يتكلمون لغات الامم والشعوب التي عاشوا بينها في اوربا والدول العربية والافريقية واسيا ..
    10 . وفي الفترة العربية الاسلامية في الاندلس بدات تنتعش لغتهم وادبهم من جديد حتى وصل الذروة بالنسبة اليهم بفضل اللغة العربية والثقافة العربية والاسلامية فكتبوا والفوا بالعبرية ووكتبوا ايضا بحروف عبرية ونطق عربي ..
    11 . بعد سقوط الاندلس تشتتوا من جديد وماتت عبريتهم المزورة تقريبا ، وظهرت بدلا عنها لغة اللادينو والييديش وراحوا يتكلمون بهما حتى القرن الثامن عشر عندما ظهرت حركة الهاسكالاه وبدات تعيد العبرية الى الحياة بتاثير الحضارة الاوربية ثم القرن التاسع عشر بظهور كتاب ولغويين يهود بداوا ينشطون في ظل الصهيونية وحياتهم الجديدة لاعادة الحياة للعبرية كي تصبح لغة صالح للاستخدام في امور الحياة العامة وليس مقتصرة على الجوانب الدينية وهكذا راحت جهودهم تتوالى لبعث الحياة والتطوير في عبريتهم حتى الوقت الحاضر ..
    عذرا على الاطالة والعجالة عزيزتي بنان .. وارجو ان اكون قد وفقت في تقديم هذا الملخص الذي كتبته على عجل لظروف اشغلتني حاليا
    مع خالص تحياتي وشكري للفرسان وعذري لهم لعدم الدخول هذه الايام
    فالفر سان في قلبي وروحي وفي خاطري وهاجسي
    سلام للجميع



  7. #7

    رد: متى نشأت اللغة العبرية؟

    السلام عليكم
    أكد الدكتور زكار كون العبرية لهجة كنعانية وارامية ومجموعة من عدة لهجات
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?30601-لقاء-الفرسان-مع-العلامة-سهيل-زكار/page3
    مرور وتحية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068

    رد: متى نشأت اللغة العبرية؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    أكد الدكتور زكار كون العبرية لهجة كنعانية وارامية ومجموعة من عدة لهجات
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?30601-لقاء-الفرسان-مع-العلامة-سهيل-زكار/page3
    مرور وتحية
    هومثلما قلت لا يوجد عبرية نقية بل لغة هجينة مكونة من لغات شتى عمل اليهود على اطلاق تسمية العبرية عليها بهدف ربط تاريخهم بابر اهيم عليه السلام .. وهذا خطا تاريخي وعلمي ..
    مرور تحية وسلام

المواضيع المتشابهه

  1. نشأة اللغة العبرية وتطورها ( دراسة علمية )
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-26-2017, 07:42 AM
  2. تجربتي مع اللغة العبرية
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-28-2014, 08:10 PM
  3. معجم سابير فى اللغة العبرية - أون لاين
    بواسطة عمرو زكريا خليل في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-27-2012, 10:30 AM
  4. نشأة اللغة العبرية وتطورها ( دراسة علمية )
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-30-2011, 08:30 AM
  5. معلومات هامة عن اللغة العبرية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-28-2010, 11:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •