منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)

    (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)

    بقلم د. عائض القرني

    أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين .

    ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».

    وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة !

    أما نحن العرب ؟؟؟
    فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.

    نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله !

    فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر!

    الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس !

    ومن الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء!

    ومن الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى !

    من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه

    الشرطي صاحب عبارات مؤذية!

    الأستاذ جافٍ مع طلابه !

    فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق !

    وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين
    يحملون الرقة والرحمة والتواضع!

    وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللباقة مع الناس !

    وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية!

    المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا !

    في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق

    ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة!

    لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟

    قالوا: الحضارة ترقق الطباع !

    نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك !

    نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا!

    نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف.

    أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
    بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل »
    « ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير»
    وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن »
    و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده »

    و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا»

    عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف.

    يقول عالم هندي:
    (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)

    اتمنى ممن قرأ هذه الرسالة أن يغير من تعامله ولو الشيء اليسير .مع المجتمع من حوله،مع أهله، مع جميع الناس، مسلم أو غيره .

    يجب أن نرتقي بتعاملنا مع الناس.
    فنحن خير أمة أخرجت للناس...



  2. #2
    الأخت الكريمه شآم الخاني .
    لأول مرة أقرأ وأستمتع بالقراءة , وأتمعن بالحروف حرفاً حرفاً , وشعوري ترق حيناً وتنفر حينا من نفسي وعروبتي , كم نحن نقرأ القرآن , مشايخ وأئمة , ورجال دين , ومرتادي المساجد ومن يطلق لحيته , ومن يقول ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله ــ ولكن وللأسف لا فرق في تصرفات هؤلاء الناس عن بقية العرب في خيامهم أو في مضاجعهم أو في قصورهم أو في مزارعهم , سبحان الله كلنا عرب في الفظاظة والغلظة والشدة والصراخ والجفاء والتحكم بالقوارير , وضرب الأطفال والهمجية وسوء المعاملة وضياع الأمانة , وكثرة الكذب ومواعيد عرقوب , , فسبحان الله , كيف أن الله سبحانه وتعالى اختار العرب ليكونوا سادة الناس أينما حلوا , واليوم نجدهم من أضعف الناس في الدين والخلق والمعاملة , لماذا , ولماذا ولماذا .
    لقد ذهبت إلى كندا ووجدت أشياء تبهج القلب في المعاملة الحضارية والرقي , الله أكبر , كيف أن السيارة تقف وقوفاً تاماً لتتركني أقطع الشارع , وبعد أن أقطع الشارع تسير السيارة بهدوء , بينما هنا وفي بلدي العربية , تزاحمني السيارة وأنا وهي في الطريق , وبلا قسم أنها ضربتني بالمرآة وظلت سائرة دون أي اكتراث , وكيف تكون معاملتهم , حينما قلت لصديقي الكندي سآتي على الرابعة مساء , تبسم لي وضحك ثم قال ( هل هذا موعد عربي أم كندي ) ففهمت ماذا يقصد , فقلت له , إنه موعد عربي أصيل , وسوف تعرف أن العرب ليسوا كلهم سواء .
    أنا قلت ولماذا , ثم ولماذا .
    أظن يا أختي شآم بأن العرب تعلموا على الفوضى منذ قرون وقرون , وأسوأ هذه القرون هي القرون التركية المظلمة , فلا مدارس ولا تعليم ولا ثقافة ولا تربية , الحروب في كل بقاع الدولة العثمانية , يموتون بلا هوية , الموت بالمجان , فالفقر والمرض والجهل والخزعبلات والخوف من الشيطان والخوف من الحسد والخوف من الرجل المسلوخة والحجابات , والخرزة الزرقاء أو الحمراء لطرد الحسد أو لشفاء العيون , والحسد وكل ذلك جلب لأمتنا التوارث الهمجي المستمر , حتى صرنا نسلك مسالك السوء كل يوم مع جيراننا ومع أقربائنا , فصرنا أخس أمة أخرجت للناس
    أشكرك جزيل الشكر ,

المواضيع المتشابهه

  1. وصل أخضر الإبرهيمي... مفلساً!
    بواسطة مالك العمري في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-14-2012, 01:27 AM
  2. أخضر الروح
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-15-2011, 10:44 PM
  3. جناتيَ في قلبٍ أخضر/جديد
    بواسطة فاتن علي حلاق في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-13-2011, 04:20 PM
  4. المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-14-2010, 03:57 AM
  5. مريضة ...
    بواسطة د. محمد رائد الحمدو في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-18-2009, 09:54 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •