[TD]محمد ملص.. أحلام مصادرة لمدينة منكسرة

[نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/

في فيلمه" أحلام المدينة" (1984) يصف المخرج محمد ملص الحياة في دمشق وتحولاتها اجتماعيا وسياسيا بشاعرية جميلة ولغة سينمائية معبرة، هناك في حارات دمشق يصوّر الحب والعنف والمشاعر الإنسانية المضطربة وأحلاما كثيرة مصادرة، ويعود ملص عام 2013 بفيلمه "سلم على دمشق" ليروي قصة مدينة منكسرة.
عرض ملص (68 عاما) فيلمه الجديد بمهرجان تورنتو السينمائي في كندا ليكون وسيلته في "تأييد الديمقراطية وحرية التعبير"، وقد صوره -كما يقول- في ظروف بالغة الصعوبة، في بلده الذي يشهد معارك ضارية بين المعارضة المسلحة والقوات النظامية.
ويقول صاحب "الليل" إنه حصل على موافقة السلطات السورية بالتصوير في سوريا، ولكن ذلك كان قبل اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس/آذار 2011. وقد كان للأحداث التي شهدتها سوريا في العامين الماضيين تأثير كبير على السيناريو، وقد أراد ملص تكييف قصة الفيلم مع الاحتجاجات التي كانت تشهدها البلاد أثناء التصوير.
ويبدأ الفيلم بقصة حب عادية بين فتاة تأتي لتستقر في دمشق وبين مخرج شاب، لتفتح "نافذة مذهلة تظهر أحوال السوريين الذين بدؤوا يعاينون فجأة تغيرا تاريخيا في بلادهم"، على حد تعبير أحد منظمي مهرجان تورنتو.

قانون العنف
ويروي الفيلم قصة 12 شابا سوريا من عمال وطلاب، يعيشون معا في نزل في وسط العاصمة السورية، عندما تندلع الحركة الاحتجاجية في سوريا. ويتوزع السيناريو على شخصيات من انتماءات دينية مختلفة، يحكمها جميعا قانون العنف الذي يضرب البلاد.
ويهدف العمل السينمائي الجديد إلى إظهار دور السينما في زمن الاضطرابات السياسية، بحسب ما يقول ملص الذي يضيف "كان مستحيلا أن أتجاهل ما يجري حولي، ولم يكن ممكنا أيضا أن أنتظر نهاية الثورة حتى أتكلم".
وبحسب ملص فإن الفيلم يشكل "طريقتي الخاصة في تأييد الديمقراطية وحرية التعبير"، إذ إنه يرى نفسه أكبر سنا من أن يخرج في مظاهرات ويرفع لافتات. وقد طلب من ممثليه أن يرتجلوا ويخبروا عن قصص حدثت معهم، ولذلك "من الصعب أن نتحدث عن هذا الفيلم على أنه فيلم روائي" كما يقول.
ويشير إلى أن ظروف التصوير كانت صعبة جدا ومعقدة، كما أن فريقه كان معرضا كل الوقت للخطر، ولم يكن المخرج متأكدا قط من قدرة الممثلين وفريق العمل على الحضور في الأوقات المحددة، وبعد انتهاء التصوير يوميا كان لا بد له من التثبت من وصول الكل إلى منازلهم سالمين معافين.
ويقول ملص "لا أعتقد أني سأكون قادرا على عرض هذا الفيلم في سوريا قبل نهاية النزاع"، ومع أنه يعبر عن معارضته لنظام بشار الأسد وتأييده للاحتجاجات، إلا أنه يؤكد في المقابل على رفضه لأي تدخل أجنبي في بلاده بما في ذلك ضربات عسكرية ضد النظام.
ويأمل صاحب "المنام" و"باب المقام"، أن يعود إلى بلده في وقت قريب حتى يكون إلى جانب أصدقائه ومع عائلته في هذه المرحلة المأساوية التي تمر بها سوريا كما يقول.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المصدر:الفرنسية