"البطانة" من استبطنها؟!! أو "الفاكس"نعم البطانة الصالحة!
لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الذي تلعبه (البطانة) – في الخير والشر – ولكن علينا ألا ننكر أيضا أن (البطانة) صُورت وكأنها تتحمل كامل المسؤولية عن كل تقصير !!وذلك الادعاء يجعلنا نطرح السؤال التالي :هل البطانة هي التي تختار نفسها .. لتكون بطانة؟وهل فساد البطانة .. يصلح ردا على سؤال التقصير،في يوم الحساب؟
"الفاكس" : نعم البطانة الصالحة!!
هذه "فكرة"في ذهني من سنوات طويلة .. قبل انتشار بقية وسائل التواصل ..تلك "الفكرة"كانت تخطر في بالي كلما سمعت من يشتكي عدم قدرته على إيصال شكواه إلى (وزير) ما ... أو مسؤول كبير،والدور الذي يلعبه (مدير المكتب ) – مثلا – في تسهيل الوصول للمسؤول .. أو حجبه – أي المسؤول – عن المراجع .. إن شاء.حينها ألقى سؤال صغير بنفسه أمامي :ما الذي يمنع من أن يتخذ كل (مسؤول) – ما دام لديه مدير مكتب أو وكيل قد يحجب الناس – لنفسه (فاكسا) يعمم رقمه بشكل بارز في الوزارة أو الإدارة .. ويجعل ذلك الفاكس في (غرفة نومه) ... مثلا .. حتى لو اقتطع من وقت عمله جزء يقرأ فيه ما يأتيه من خطابات .. قبل ذهابه للمكتب .. ما الذي يمنع؟أليس الفاكس في هذه الحالة يعتبر (بطانة صالحة)؟تلويحة الوداع :فصل في (معاتبة البطانة)أو (معاقبتها) .. أنا على يقين معظم القراء الكرام لم يقرءوا هذه القصة في (ألف ليلة وليلة) ..في بلاد (الواق واق) اتخذ أحد السلاطين رجلا وجعله على (أعطيات الرعية) فهو الذي يتسلم مطالبهم .. ثم يسلمهم ما أمر لهم به السلطان .. أو يخبر صاحب الطلب بأنه لم يؤمر له بشيء.وذات يوم زار السلطان وزيره ذالك .. فرأى من الرياش والفرش ما يُذهب العقل .. فكان كلما صعد درجة التفت إلى وزيره وقال :(لم يُؤمر لك بشيء)!!!(لم يُؤمر لك بشيء)!!!(لم يُؤمر لك بشيء)!!! ..إلخحتى وصل إلى المجلس المعد له.تقول الرواية .. أن ذلك الرجل .. ظل في وظيفته حتى مات .. فتولى ابنه المنصب نفسه!!!!!أبو اشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة