فن المساجلات الشعبي أو ما يقال: فن النقائض عموما ,و هو فن عربي قديم منذ أيام رسولنا الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه.
حيث يذكر ان وفدا جاء رسولنا الكريم من بني تميم وقد ورد ذلك في كتاب الأغاني للأصفهاني:
وبعد حوار نثري بسيبط قال الزبرقان وهو شاعر تميم:
نحن الملوك فلا حيّ يقاربنا=منا الملوك وفينا يؤخذ الربع
تلك المكارم حزناها مقارعة=إذا الكرام على أمثالها اقترعوا.
فأمر الرسول حسان ان يجيبه وقد أجلسه على المنبر:
إن الذوائب من فهر وأخواتهم=قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته=تقوى الإله بالأمر الذي شرعوا.
وقد تبلور هذا الفن في العصر الأموي خاصة بين الأخطل وجرير والفرزدق
ويعرف: هو ليس فنا بل هي حرب شعرية هجائية كانت في الدولة الأموية نتيجة الحركة السياسية في تلك الفترة التي بلغت فيها العصبيات القبلية مبلغا ممزوجا أنتجت حروبا بالسيف وحروبا باللسان
من أبرز شعرائها جرير والفرزدق والأخطل والراعي النميري والبعيث .[1]
ويقال :ان جرير أسقط 43 شاعرا من خلال المناظرات بينهم.
وكان فنا يتطلب دراسة تاريخ القبائل لذا تعد وثيقة تاريخية طريفة لانها لم تكن هجاء فقط ,وهو الغرض عمة الذي حملته في طياتها.
كانت الحياة في العصر الأموي رخية سمحت باللهو عبر هذا الفن وقد ازدهرت الملاهي ودور المتعة .
لكن ازدهر فن الشعبي الارتجالي الذي تقوف عل الفصيح بعد تحضير مسبق له فكان ابن وقته, وقد برع بعضهم باستفزاز من يتقن الشعر طمعا في ارتجاله, وتعتبر مبارزة كلامية وهي اكثر الشعر الشعبي تشويقا ويقال عن المرتجل:
قوالا لا شاعرا: ويقال عنه: ابن فن ابن كار ابن الذكا ولها آداب خاصة بها, وهي بنت الحاضر تقريبا: واميل للفولكلورية منها لعالم الأدب:
وقد يغشى موضوع المساجلة دعابة أو طرافة.
مثال:
يا عمي بو عفيف =لا تسأل ليش وكيف
طلو علينا ضيوف=بدنا شي كام رغيف
الفران:
أهلا وسهلا فيكن=عندي خبز يكفيكن
ولو ما عندي رغيف=من عيوني بطعميكن
وتعد بلاد الشام أبرع من قام بذلك. وضمت أغراض الغزل والتحدي والهدم في المساجلات الشعرية ,مزجت بالمتعة والدهشة والماسة عند الناس أحيانا اخرى.
( مقتبس بتصرف من بحث سلوم درغام سلوم-المعرفة العدد 559 -2010).
ريمه الخاني 28-7-2013


[1] اقرا المزيد حول ذلك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40041
ولها ظروفها التاريخية الهامة :
http://www.rooyl.com/vb/thread56878.html
http://ferasabbas.arabblogs.com/%D9%.../3/819734.html