الأدب الساخرتاريخيا:
حقيقة لايوجد بحث عربي متكامل عن نشوء الأدب الساخر ,بمنهجية مرتبة,وخطوط واضحة ,وربما هذا تابع لعدم تصنيفه بهذا التصنيف وربما كان هذا متقديما وحديثا.
ماورد في الأدب العربي هو :الأدب الهزلي:
كانت بداية هذا المصطلح منذ عهد الأديب ابن بسام الشنتريني 450-542 هجـ الذي ترجم لمعاصره "أبي عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد كتابه:"الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة" ضمنها فصولا من رسالته "التوابع والزوابع "أو شجرة الفكاهة" فأفاد دارسو الرسالة وسيرة صاحبها من كتاب ابن بسام
فوائد مهمة واسعة.
برز هنا :ابن شهيد" في ميادين الشعر والنثر والنقد ,أديبا وناقدا لامعا,بمعنى ان الأدب الساخر بدأ من باب النقد لادباء آخرين بطريقة هزلية,وكان له الفضل في لغنشاء جنس القصة في الأدب العربي, ومكانتها في تاريخ الفن القصصي عربيا وعالميا.
وقد وردت تلك المعلومة الهامة التي اقتبسناها من بحث للأستاذ الدكتور راتب سكر رئيس تحرير مجلة التراث العربي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب العدد 128.
ويهمنا اقتباس أهم ماجاء لنكمله تباعا فنجمع تلك الشذرات التي تثبت جذورنا الضاربة في هذا الفن العميق الغور الصعب النهج,الثاقب النظرة,الرائع الأسلوب ,الصعب السبك والذي يحتاج مهارة أدبية خاصة جدا.
***
يتسم أدب "ابن شهيد" بنزعة قوية إلى اتلهكم والسخرية,وهي نزعة منحت قسما من أدبه وية الانتماء إلى الأدب الساخر,تحت عنوانات متنوعة مثل: ادب الفكاهة ووالأدب الهازل, وأهلته ليكون موضوعا لنظر النقاد والباحثين المعنيين بظواهر الفكاهة في الأدب.
وقد كان فنا منتشرا في الأدب الاندلسي انتشارا واسعا,جعل دارسيه في العصور الحديثة يقدرونه ويخصونه بمباحث ومؤلفات خاصة مثل مبحث الدكتور "إحسان عباس"(الاتجاه الهزلي)الذي عني بمكانة ابن شهيد ,فراى ان حظ رسالته منه غير كبير,وعده من أعلام أدب الفكاهة في الأدب الأندلسي,نقد فيه أدباء عصره ومعلميه ومنتقديه الذي تتبعوا هفواته
واخطائه,مثل: أبو القاسم الإفليلي واين الفرضي والشاعر الحناط الأعمى, وجماعات المعلمين.
ريمه الخاني 19-3-2013
يتبع