أخ يا كتابي..
أعطت أم سامي ولدها كتابا ,خاصة انه خلال العطلة الانتصافية الدراسية بدأ يشكو الفراغ, فقد مل الحاسب والتلفاز وتلك الأمور الآلية..
فقد بدأ يشعر وكانه وحده في هذه الحياة...
كان بردد بإلحاح على مسامعها:
-ماذا أفعل بهذه العطلة الطويلة؟خاصة أن والدي مشغول جدا وربما لن نخرج كما السابق؟
-اقرأ كتابك يا سامي الآن وسوف نناقش الأمر بعدما أنهي ما لدي من عمل...
جلس سامي في زاوية الغرفة على كرسيه ,وقد لمح جدة الكتاب وأنه أول من سيقرأه...
كسر غلافه مستمتعا بصورته الأولى التي تزينه..فصدر منه صوتها غريبا..
-أخ يا رأسي...
تعجيب وهو يعيده كما كان ...حائرا ماذا يفعل...
ثم أعاد الكرة فما صدر الصوت أبدا..فتح الورقة الأولى البيضاء..فصدر الصوت ذاته:
-أخ أخ...
فتلفت حوله وهو يعتقد أن هناك من يلعب معه أكيد...لكنه لم ير أحدا ...فهو ووالدته وحدهما الآن في المنزل...
هب محاولا ذكر ذلك ذلك لوالدته..ولما لم يجدها قد سمعت جيدا..تراجع وعاد لمجلسه...
-مؤكد هناك خطأ ما...
أمسك بالكتاب مرة أخرى برقة وعناية ...قلبه ..بدأ يقرأ بمتعة كبيرة...نسي الوقت...لم يتوقع أنه انتهى منه فعلا...
أغلقه فسمع كلمتين:
-الحمد لله...
دهش ..لكنه أحس بفرحة غمرة تعمه...وسعادة غريبة تلفه...قبله ضمه...
نظر بعدها لمكتبة والدته..وهي تعمها بعض فوضى من كثرة ما تقلب فيها ...
عزم على ترتيبها...
رأته أمه بعدما انتهت من عملها...ابتسمت...عانقته بقوة..وقالت الآن فقط صرت شريكا معي في مكتبتي...
وتلك هديتي لك أيها البطل...
ريمه الخاني 19-1-2013
( فكرة سارة الحكيم)