فيروز وزياد...بقلم آرا سوفاليان
هلئ عايش عالهلّة وبكرا رح تستفئدلي ـ وتسأل مين كان يئلي اشتأتلك...
اول سي دي طلع لزياد وللملكة ...تمت مهاجمته بضراوة على مبدأ ان اسلوب زياد لا يليق باسلوب الملكة...ونسي الجميع ان هذا الامير هو ابن هذه الملكة وهو متمرد ولكن بجمالية عالية واحترافية أعلى، وان حريته ليست موضع نقاش...كانت العبقرية تطغى على هذا السي دي وعلى غيره وغيره ولأنني موسيقي فأنا أعرف اسلوب زياد بعد الاستماع الى أول نصف دقيقة من أي أغنية من ألحانه أو أقل...احببت أغنية عندي ثقة فيك وتحولت الثقة الى ولع...واغنية كيفك انت ملا انتا ... وعرفت انها لابستني لبس!!! أما أغنية خليك بالبيت فهي جوكاندا موسيقية وخاصة صولو النحاسيات في الوسط الذي يعكس عبقرية زياد في التوزيع والهارموني.
في كل صباحات دمشق وفي جولة الذهاب الى الشغل بالسيارة (واجمل ما في السيارة مسجلتها السي دي وبفلاتها الدولبي سيستم) وفي الجولات الطويلة بين الحواجز اليوم نبحث عن فيروز في كل محطات الإف إم ...الفضاء مفتوح والخيارات كثيرة...انا وشادي ـ وحدون بيبقوا ـ البوسطة ـ وشغلة ثقة ما ثقة ـ وضحك اللوز ـ ودخلك يا طير الوروار ـ ووطى الدوار ـ وشالك رفرف بالحارة ـ وعلى مهلك ـ وأنا وشادي وما عاد نعرف شيء عن شادي ـ و مراكبنا عل مينا ـ ويا مينا الحبايب يا بيروت ـ وانا لحبيبي وحبيبي الي ـ وصار فينا متل يللي صار بلبنان وأكتر مع فرق واحد انو هنن عرفوا يعيشوا ويتأقلموا مع الضرب والتفجير والتفخيخ والصواريخ البعلبكية المحشية فستق حلبي ولوز وسكّر ونحنا ما عرفنا نعيش مع انو ضحك اللوز وكل اللوز والسكّر والفستق الحلبي والبندق والسناجب من عنّا... والله يطوّل بعمر الملكة ويطوّل بعمر ابن الملكة...مع ان عبقريته وصلت الى ما وصلت اليه بجهوده...
في بار فندق الشام وكنت اعمل كعازف كومبيوترايز اورغ (فول اوركيسترا) مع عازف التررومبيت البارع الذي قضى نصف عمره في اوروبا وأميركا فؤاد بركات ورياض الكل عازف الصولو غيتار وأمامنا ورشة نحاسيات ملقاة على الأرض ترومبيتات وكوليس وفلوجل هورن وباريطون ...علم فؤاد ان فرقة فيروز العائدة من الاردن بعد المشاركة بمهرجان جرش تنزل في الفندق...فذهب فؤاد الى غرفهم وعاد ومعه بعض عازفي النحاسيات وعزفوا معنا وكانوا أكادميين بكل معنى الكلمة وكانت ليلة رائعة لن تتكرر احتوت على موسيقى جاز امبروفايزينغ غير متفق عليها ...أدركت بعدها عبقرية زياد في جمع واقتناص هؤلاء الأكادميين الكبار.
اذكر يد زياد التي رأيتها على التلفزيون وكانت وقتها فوق أصابع البيانو وتحت الجبس مفكوشة او مكسورة ما بعرف...هذه اليد يتمنى كل الناس ان لا يصيبها سوء.
زياد لازم يستغل الوقت وينام بالاستوديو هو وامه ...لازم يعملها 10 سيدييات كل سنة مو سي دي كل عشر سنين...وهي المسألة كتير ضرورية...لأنو احلى شيء بالدنيا التشارك بالعبقرية والاحلى ترك احتياطي اغاني جديد للملكة بيكفي 100 سنة كمان...ان احب فيروز وتحبها أمي وزوجتي وابنتي يعتبر شيء رائع...أما ان تحبها حفيدة ابنتي فهذا كنز من الروعة...وهو بيد زياد اليوم.
آرا سوفاليان
كاتب انساني ـ وعازف أورغ غربي ـ وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 08 01 2013
arasouvalian@gmail.com