منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الرعب وأثره في تحقيق النصر

    مقدّمة : الرعب سلاح ربّاني فعّال في إحراز النصر على العدو والظفر بالكرامة والحرية , هذا في الإطار الإسلامي . ومثله كذلك في المجال الاستراتيجي والعسكري تعوّل الجيوش عليه لأنه لا كلفة له , كما لغيره من الأسلحة الأخرى, والتيّ تشترى بالأموال الطائلة , على حساب الاستقرار المعاشي للشعوب. سلاح الرعب في ضوء القرآن الكريم : لقد قمت باستخراج الآيات الكريمة التي تتحدّث عن الرعب في القرآن فوجدت أنّها خمس آيات , أربع منها بلفظ الرعب, وواحدة بلفظ رعباً : 1-سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) آل عمران . 2- إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال . 3- وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) الأحزاب . 4- هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) الحشر . 5- وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِاطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) الكهف . * وأجزم قطعاً أنّ الرعب سلاح ربّاني , يشهره الله في وجه الكفار والطغاة , وكفرة أهل الكتاب لامؤمنيهم فهؤلاء يؤتون أجرهم مرتين . ولا أدل على ذلك من تلك اللهجة الجازمة التي تطالعنا بها سائر الكريمة , مرّة بنون العظمة , وأخرى بجلال الربوبية . وأما طريقة إشهار هذا السلاح الالهي فتكون بتوجيه الله له إلى القلوب يقذف فيها قذفاً , هكذا دفعة واحدة ولا يزحف إليها على مهل كما قد يتصوّر . فهو إذاً بيد الله تعالى وليس بيد البشر قطعاً فيما أعتقد , وإن ملكوا أسبابه فقد لا يجدي إلاّ بمشيئة الله تعالى . لأنه قد ينزع من قوم كما يقذف في قلوب آخرين . عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الْقَوْمُ عَلَى قَصْعَتِهِمْ قَالَ : قِيلَ : مِنْ قِلَّةٍ ؟ لاَ ، وَلَكِنَّهُ غُثَاءُ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ فِي قُلُوبِكُمْ ، وَيُنْزَعُ الرُّعْبُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، لَحُبِّكُمُ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَتِكُمْ فِي الْمَوْتِ. ( إتحاف الخيرة 8 / 74 ) . وبعد هذا الّذي قلناه نذهب معاً إلى واحد من أمهات معاجم اللغة لنعرف معاني هذه الكلمة , الرعب . في المحيط في اللغة وجدت أنّ الرعب له جملة معان : رعب : رَعَبْتُه رَعْباً ورُعْباً ورُعُباً: خَوَّفْتَه، فارْتَعَبَ. والتِّرْعابَةُ: الفَرُوْقَة. وهو رَعِيْبُ العَيْنِ ومَرْعُوْبُها: يُقال في الجَبَانِ والشُّجَاع بِمنزِلةِ الهَيُوْب. والرَّعْبُ: اللَّؤْمُ. والتَّرْعِيْبُ والرَّعْبُ جميعاً: تَقْطِيْعُ السَّنَام. والقِطْعَةُ منه: رَعْبُوْبَة. ورَعَّبْتُ السَّهْمَ: أصْلحْتَ رُعْبَه: وهو رُعْظُه. ورَعَبْتُه - بالتَّخْفيف - :كَسَرْتَ رُعْبَه. وجَمْعُ الرُّعْبِ: الرِّعَبَة. والمُرَعِّبُ: المُمْتلِيءُ سِمَناً. وكذلك المُرَعْبِبُ. ومنه أُخِذَتِ الرُّعْبُوْبَةُ من النِّساء: وهي الشَّطْبَةُ المُرْتَجَّةُ سِمَناً. والرُّعْبُ: القِصَارُ من الرِّجال، والواحِدُ: رَعِيْبٌ وأرْعَب. وسَيْلٌ راعِبٌ: يَمْلأَ الواديَ: ومنه: حِسّيٌ مُتَرَاعِبٌ: أي واسِعٌ لا يَمْلأه شَيْءٌ. وحَمَامَةٌ راعِبِيَّةٌ: شَديدةُ الرَّعْبِ وهو الصَّوْتُ؛ أو نُسِبَ إلى موضِعٍ. ( المحيط في اللغة 1/94) كما ترى الرعب معناه الخوف المفضي إلى حصول الرعب في القلب . وتبدو بوضوح فعالية هذا السلاح الربّاني بنتيجته السريعة , وهي هزيمة العدو كما سنرى لاحقاً من خلال عرض وقائع من جهاد النبي وأصحابه الكرام - صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم. ويتفرّع عن الهزيمة فعاليات مهمة لهذا السلاح وهي : خوف وهلع شديدين , ارتباك , قد يترك معه الخصم سلاحه , فيصبح أعزل ويقع أسيراً في جند الله , فيحقن بذلك دمه لأنه يفتدى بالمال أو بأسرى من أمثاله , أو يطلق بلا فداء , وقد يقتل إذا رأى أمير المؤمنين أنّ قتله فيه مصلحة راجحة للأمة . توفير الوقت والجهد والدماء لسرعة حسم المعركة . كل ما سبق يصدق على الحرب التي يضطرم أوارها بين المسلمين والكافرين سواء أكان بيدهم زمام المبادرة أو كانوا متعدًى عليهم من قبل أعدائهم , وأمّا في الثورات الاضطرابات التي تحصل بين المسلمين في دولة ما كما يحصل اليوم في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية , فذلك اتجاه آخر بحيث يكون الرعب سلاحاً أيضاً ولكن بمنحى تحكمه وحدة الدين والعقيدة , دون النديّة , التي تحكم الوقائع الحربية بين المسلمين وأعدائهم . وبناء عليه فإنّ سلاح الرعب هنا مبني على حيثيتين هما : أ- ضعف أحد الفريقين في مقابلة الآخر , أي فقدان التوازن في العدد والعتاد . ب- انهيار ملكة الشجاعة لدى أحد الفريقين حيث يحل الجبن في القلوب ومعه يحصل الرعب . وهنا تبدو فعالية هذا السلاح العجيب في الأمور التالية : 1- هزيمة أحد الفريقين أمام الآخر توجب عصمة دمه وماله وعرضه لأنه مسلم , عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى . " رواه البخاري ومسلم . ( الأربعون النووية 1/17 ) وعليه فإن الإنسان إذا دان الإسلام ظاهرا فإن باطنه يوكل إلى الله , ولهذا قال:" فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله . " ويشير الحديث إلى مسألة هامّة وهي أنّ الفار المرعوب من المسلمين يحرم قتله , وهو ليس فارّاً من الزحف , بل آثر السلامة . 2- حقن الدماء , وتوفيرها , مع السلاح للمعركة مع الكفر, وتلك أولوية , من الأولويات التي يقدّرها الحاكم المسلم . 3- انعقاد الإمامة للفريق الغالب والمضي بالدولة نحو البناء والاستقرار وإرساء الأمن وسيادة الهدوء والاستقرار . وبالتالي ندرك ما يحصل أنّ ما يحصل اليوم في البلدان المسلمة من العنف , وإثارة الرعب في القلوب وإزهاق أرواح المسلمين , ولو كانوا هاربين أو أبرياء اعتداء واضح على حرمة المسلم وكبيرة من الكبائر . إطلالة على سلاح الرعب في السنة النبوية الشريفة : لقد أعطي نبيّنا محمد – صلى الله عليه وسلم – خاصّة النصر بالرعب , من بين جملة خصائص تفرّد بها , متميّزاً عن جميع الرسل والأنبياء – عليهم صلوات الله وسلامه - حَدَّثنا مُحَمد ، قال : حَدَّثنا عُبَيد الله ، عَن سالم أبي حماد عن السُّدِّي ، عَن عِكْرِمة ، عَن ابنِ عباس ، رَضِي الله عنهما ، قال : قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم : أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي من الأنبياء : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ولم يكن نبي من الأنبياء يصلي حتى يبلغ محرابه ونصرت بالرعب مسيرة شهر يكون بين يدي إلى المشركين فيقذف الله الرعب في قلوبهم وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه وبعثت أنا إلى الجن والأنس وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله وأمرت أن أقسمها في فقراء أمتي ولم يبق نبي إلاَّ قد أعطي شفاعة وأخرت أنا شفاعتي لأمتي . مسند البزار 2/166 . أجل نٌصِر بالرعب – صلى الله عليه وسلم – يكون بين يديه , أي يسبقه إلى الأعداء فيقذف في قلوبهم بإذن الله , ومسيرة شهر ليست بالقليلة , خاصة في زمن تقاربت فيه المسافات , نظراً للتطوّر المذهل في وسائل النقل في عصرنا الراهن , وعلى سبيل المثال , تستطيع الطائرة أن تجوب الكرة الأرضية كلّها عشرات المرات في شهر , وبالتالي يمكن أن يأخذ سلاح الرعب مدى واسعاً زماناً ومكاناً إلى حدّ أقصى , يستطيع أيّ كان أن يتصوّر بعده . وبالرعب , هذا السلاح الربّاني الفعّال ينصر الله به من مضى على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – واتخذ من أخلاقيات الجهاد قانوناً يمضي عليه , إعلاء لكلمة الله , ونشراً للدين , وحماية للأرض والمال والعرض , ودفعاً للظلم , فلا تخريب للبلدان , ولا قتل للأبرياء , ولا إجهاز على جريح , ولا قتال إلاّ لمن يقاتل . كما جاء في ذلك القانون الرّاقي , الّذي وضعه الخليفة الأول أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه حيث خاطب جيش أسامة بن زيد الّذي عقد لواءه النبي – صلى الله عليه وسلم – قائلاً : ( انطلقوا باسم الله , على بركة الله , قاتلوا من كفر بالله , لا تقتلوا طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا شجراً , ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلاّ لمأكلة , وستمرّون بأناس فرّغوا أنفسهم بالصوامع فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له , وأناس قد عصبوا رؤوسهم بالعصائب فاخفقوهم بالسيف خفقاً . ) من كان هذا خلقه في الجهاد فلا ريب أن منصور بسلاح الرعب . وذات القانون الآنف الذكر ينبغي أن يلتزم به في الثورات والاضطرابات التي تحدث في البلدان العربية والإسلامية فلا يتصدى إلاّ لمن بغى على الحاكم وخرج عليه بغير وجه شرعي , وسلاح الرعب هنا له دور كبير في هزيمته والكف عن قتله إلاّ إذا صمم على قتل خصمه ووضعه في حالة الدفاع عن النفس . وهذا من قبيل دفع الصائل . ولم يكتف باستخدام سلاح الرعب , فيما عشناه من وقائع الثورات التي اجتاحت بعض الدول العربية , مطالبة بالعدل والحرية والكرامة بل استخدمت فيها كل صنوف الأسلحة المعروفة , فقصت المدن الآهلة بالسكان , فهدّمت البيوت وقتل أبرياء رجال ونساء وأطفال لم ينخرطوا في الثورة , وكثر القتل بشكل مرعب . وخرّبت البني التحتية في كثير من المدن والقرى والبلدات ودمّرت الأسواق والمحال التجارية . واتبعت سياسة المنازل المحروقة . فكيف سوّغ هؤلاء لأنفسهم تدمير بلدان وقتل شعوب ؟ لقد استبدّ بهم شعور العظمة وحب السلطة , فدفعهم بجنون لفعل ما صدر عنهم مما نسمع ونرى . وقائع انتصر فيها النبي – صلّى الله عليه وسلّم بسلاح الرعب : أعرض هنا لأخواني واقعتين من التاريخ العسكري تحقق فيهما النصر بسلاح الرعب . وقد أتيت بالنصّ كاملاً من واحد من كتب الحديث المعتمدة هو مصنّف عبد الرزاق المحدّث المعروف بين أئمة الحديث وعلمائه . كانت وقعة الأحزاب بعد وقعة أحد بسنتين وذلك يوم الخندق ورسول الله صلى الله عليه و سلم جانب المدينة , ورأس المشركين يومئذ أبو سفيان , فحاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب وحتى قال النبي صلى الله عليه و سلم كما أخبرني بن المسيب: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إنك إن تشأ أن لا تعبد فبينا هم على ذلك , إذ أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وهو يومئذ رأس المشركين من غطفان , وهو مع أبي سفيان : أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع بمن معك من غطفان , وتخذل بين الأحزاب؟ فأرسل إليه عيينة إن جعلت لي الشطر فعلت. فأرسل إلى سعد بن معاذ وهو سيد الأوس وإلى سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج .فقال لهما : إن عيينة بن حصن قد سألني : نصف ثمركما , على أن ينصرف بمن معه من غطفان , ويخذل بين الأحزاب , وإني قد أعطيته الثلث فأبى إلا الشطر, فماذا تريان ؟ قالا :يا رسول الله إن كنت أمرت بشيء فامض لأمر الله .فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كنت أمرت بشيء لم أستأمركما ولكن هذا رأيي أعرضه عليكما . قالا : فإنا لا نرى أن نعطيه إلا السيف . قال :فنعم إذا.قال معمر فأخبرني بن أبي نجيح أنهما قالا له: والله يا رسول الله , لقد كان أفلان , حين جاء الله بالإسلام نعطيهم ذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم فنعم أذا قال الزهري في حديثه عن بن المسيب فبينا هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان كان موادعا لهما فقال: إني كنت عند عيينة وأبي سفيان إذ جاءهم رسول بني قريظة أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم قال النبي صلى الله عليه و سلم فلعلنا أمرناهم بذلك وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث فقام بكلمة النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه عمر . فقال : يا رسول الله إن كان هذا الأمر من الله فأمضه وإن كان رأيا منك فإن شأن قريش وبني قريظة أهون من أن يكون لأحد عليك فيه مقال فقال النبي صلى الله عليه و سلم : علي الرجل ردوه فردوه فقال انظر الذي ذكرنا لك فلا تذكره لأحد فإنما أغراه فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان فقال هل سمعتم من محمد يقول قولا إلا كان حقا قالا لا قال فإني لما ذكرت له شأن قريظة قال فلعلنا أمرناهم بذلك قال أبو سفيان سنعلم ذلك إن كان مكرا فأرسل إلى بني قريظة أنكم قد أمرتمونا أن نثبت وأنكم ستخالفون المسلمين إلى بيضتهم فأعطونا بذلك رهينة فقالوا إنها قد دخلت ليلة السبت وإنا لا نقضي في السبت شيئا فقال أبو سفيان إنكم في مكر من بني قريظة فارتحلوا وأرسل الله عليهم الريح وقذف في قلوبهم الرعب فأطفأت نيرانهم وقطعت أرسان خيولهم وانطلقوا منهزمين من غير قتال قال فذلك حين يقول : وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا . قال فندب النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه في طلبهم فطلبوهم حتى بلغوا حمراء الأسد قال فرجعوا قال فوضع النبي صلى الله عليه و سلم لأمته واغتسل واستجمر فنادى النبي صلى الله عليه و سلم جبريل عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة ولم نضعها نحن بعد فقام النبي صلى الله عليه و سلم فزعا فقال لأصحابه عزمت عليكم ألا تصلوا العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوها فقالت طائفة من المسلمين إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا وقالت : طائفة إنا لفي عزيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم وما علينا من بأس فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا وإحتسابا . قال :فلم يعنف النبي صلى الله عليه و سلم واحدا من الفريقين وخرج النبي صلى الله عليه و سلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة فقال هل مر بكم من أحد فقالوا : نعم مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ليس ذلك ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزل حصونهم ويقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فلما انتهى أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يستروه بجحفهم ليقوه الحجارة حتى يسمع كلامهم ففعلوا فناداهم : يا إخوة القردة والخنازير .فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فاحشا فدعاهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم فأبوا أن يجيبوه إلى الإسلام . فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه من المسلمين حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ .وأبوا أن ينزلوا على حكم النبي صلى الله عليه و سلم فنزلوا على داء فأقبلوا بهم وسعد بن معاذ أسيرا على أتان حتى انتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم , فأخذت قريظة تذكره بحلفهم وطفق سعد بن معاذ ينفلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مستأمرا ينتظره فيما يريد أن يحكم به فيجيب به رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يقول انفر بما أنا حاكم وطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بقول نعم . قال سعد : فإني أحكم بأن يقتل مقاتلتهم وتقسم أموالهم وتسبى ذراريهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أصاب الحكم قال وكان حيي بن أخطب استجاش المشركين على رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلاك لبني قريظة فاستفتح عليهم ليلا فقال سيدهم إن هذا رجل مشؤوم فلا يشأمنكم حيي فناداهم يا بني قريظة ألا تستجيبوا ألا تلحقوني ألا تضيفوني فإني جامع مغرور فقالت بنو قريظة : والله لنفتحن له فلم يزالوا حتى فتحوا له فلما دخل عليهم أطمهم . قال يا بني قريظة جئتكم في عز الدهر جئتكم في عارض برد لا يقوم لسبيله شيء فقال له سيدهم اتعدنا عارض برد ينكشف عنا وتدعنا عند بحر دائم لا يفارقنا إنما تعدنا الغرور قال فواثقهم وعاهدهم لأن انفضت جموع الأحزاب أن يجيء حتى يدخل معهم أطمهم فأطاعوه حينئذ بالغدر بالنبي صلى الله عليه و سلم والمسلمين فلما فض الله جموع الأحزاب انطلق حتى إذا كان بالروحاء ذكر العهد والميثاق الذي أعطاهم فرجع حتى دخل معهم فلما أقبلت بنو قريظة أتي به مكتوفا بقد فقال حيي للنبي صلى الله عليه و سلم أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل فأمر به النبي صلى الله عليه و سلم فضربت عنقه . ( مصنّف عبد الرزاق 5/367 - 272) . هكذا تبيّن لنا كيف انتصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسلاح الرعب الالهي القاهر , فما أقواه من سلاح لمن عرف كيف يستخدمه في الزمان والمكان على النحو المناسب .
    وما بكم من نعمة فمن الله

  2. #2
    يا أستاذنا أسعد وكانك تكتب منذ زمن بعيد قديم..الرعب يمارس علينا ونحن ضحاياه..تخيل في الحي الذي اقطنه وكل ساعة ترمى قنبلة صوتية بصرف النظر عما يمارس في الخفاء فكيف تريدنا ان نكتب؟
    شكرا لك على أي حال..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    أختي الفاضلة أم فراس , نحن نعيش الرعب الّذي تعيشون أنتم في دمشق , ولكن هذا الرعب مختلف تماماً عما أعنيه في الموضوع المنشور على موقعكم الكريم , سلاح الرعب في مواجهة العدو له دور فاعل في تحقيق النصر . وأما هذا فهو آت من داخلنا ومن أبناء جلدتنا , إنه الرعب من أجل قمع الثورة , ليظفر الظالمون بالبقاء , وولكن هيهات هيهات . شكراً لك أم فراس .
    وما بكم من نعمة فمن الله

المواضيع المتشابهه

  1. شبيه بن لادن يثير الرعب/في شوارع كولومبيا
    بواسطة ذيبان في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-26-2011, 07:39 PM
  2. وحي المكان وأثره في نمط السلوك
    بواسطة عبدالغفور الخطيب في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-01-2009, 06:48 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-14-2009, 02:28 PM
  4. اسماك الرعب
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان البحار.
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-16-2009, 06:48 AM
  5. الرعب يجتاح الأسر الصينية من انتشار فيروس الأطفال
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الطبي العام .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2008, 09:16 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •