"سيطــّـ ـر على الغضــ ـــب قبل أن يسيطـــر عليـ ــك ! "

لا يوجد أحد لا يعرف الغضب، ولا يوجد أحد لم يمر بأحاسيسه التي تبدأ من الضيق البسيط انتهاء إلى بركان من الثورة العارمة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أوصني قال:
"لا تغضب"،
فردد عليه مرارًا وهو يقول له:
"لا تغضب" فيما معنى الحديث الشريف لرسول الله صل الله عليه وسلم

الغضب شيء طبيعي، ولكن وإذا وصل الإنسان إلى نقطة عدم التحكم يصبح مدمراً
ويؤدى إلى مشاكل عديدة .. مشاكل فى العمل، مشاكل فى العلاقات الإنسانية، أو مشاكل فى جودة الحياة العامة.

ويعتمد الغضب بدرجاته المختلفة على إدراك التهديد الذي يكون إما نتيجة للصراع أو الإحساس بعدم العدل، الإهمال، أو الإذلال والخيانة.
ويمكن أن يكون له تأثير سلبي الذي لا يظهر ويظل كامناً داخل الشخص ومن ثَّم توتره وإصدار العداء تجاه الآخرين.، أما التأثير الإيجابي منه هو الذي يظهر ويكون فى صورة تعبير منطقي.


*أسبــ ـــــاب الغضــــــب :
--------------------------​----
الغضب يرجع إلى أسباب خارجية أو داخلية،

فمن الممكن أن يكون السبب إنسان بعينه مثل زميل فى العمل أو الرئيس نفسه .. أو قد يكون نتيجة للتعرض لخبرات تحفزه على الضيق مثل: أزمة المرور، إلغاء رحلة سفر. وقد يرجع إلى أسباب أخرى من القلق أو إطالة التفكير فى الأمور الخاصة والعائلية أو فى ذكريات مؤلمة تثير مشاعر الغضب عند استرجاع الإنسان لها.

من الأسباب الأخرى للغضب:
- الإرهاق.
- الجوع.
- الألم.
- الفشل فى العلاقه الزوجيه
- المرض.
- الاعتماد على عقاقير بعينها (إساءة استعمال العقاقير).
- التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية.
- الوصول إلى سن انقطاع الطمث.
- الانسحاب من تأثير مخدر.
- الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب ثنائي القطب.
- العوامل الجينية.
- مواجهة مصدر الألم هو العامل الرئيسي المسئول عن الغضب، لأنه بدون المواجهة ينمى الشعور بالخوف لدى الإنسان.


*ما يترتب على الغضـــــب ! :
--------------------------​-------
-ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة إفرازات هرمونات الضغوط.
- قصر التنفس - خفقان القلب.
- ارتعاش.
- إمساك.
- تقلص حدقة العين (بؤبؤ العين) - قوة بدنية.
- السرعة فى الكلام والحركة مع التوتر.
- عضلات مشدودة.
- النقد المستمر.
- الاستثارة.
- صمت.
- نفور.
- سلوك عدواني سلبي.
- حسد.
- غيرة.
- عدم شعور بالأمان.
- عدم تقدير الذات.
- الإدانة.
- الاكتئاب.
- القلق.
- عدم القدرة على النوم (الأرق).
- إصدار الآراء السلبية.
-
الشكوى المستمرة.
فالغضب هو إحساس أو عاطفة شعورية تختلف حدتها من الاستثارة الخفيفة انتهاءاً إلى الثورة الحادة
وهذه العاطفة الجياشة مثلها مثل الأحاسيس الأخرى تصاحبها تغيرات فسيولوجية وبيولوجية أخرى،
فنجد معها تغير فى حالة عضلة القلب وارتفاع فى ضغط الدم، كما تزيد معدلات إفرازات هرمونات الطاقة من الإدرينالين وغيرها من الهرمونات الأخرى.
كما أن الشخص يصدر استجابة الغضب لإحساسه بالتعدي على كرامته (الأمر الذي يؤدى إلى الرفض والصراع والخلاف، وهذا الصراع قد يكون له ثوابت حقيقية أو من خيال الشخص )
وقد يكون له جذور فى الماضي أو نتيجة لخبرة حالية أو من المتوقع حدوثها فى المستقبل.


* عــــلاج الغضــــــ ــــب :
--------------------------​-----
علاج الغضب يكون بطريقتين:

_أولا :الوقـــــاية..
وتحصل بإجتناب أسباب الغضب كما ذكرت

ثانيــا :العلاج إذا وقع الغضب..
1- (الإستعاذه بالله من الشيطان الرجيم).
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تخاصم رجلان قال الصحابي فرأيت أحدهما قد احمرت عيناه وانتفخت أوداجه وهو يسب أخاه فقال صلى الله عليه وسلم:

"إني لأعلم كلمات لو قالها لذهب عنه غضبه لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"،

2-(الـــوضــــــوء)..

ومن علاجه أيضًا الوضوء فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الغضب من الشيطان وأن الشيطان خلق من نار وأن النار تطفئ بالماء فوضوءك الشرعي يخفف عنك الغضب ويزيل عنك آثاره


3-(تغيير الحالة التي عليها الغضبان)
بالجلوس أو الإضطجاع
او الخروج , أو الإمساك عن الكلام ,أو غير ذلك,

أيها المسلم، وعلاج آخر إذا ابتليت بالغضب وأنت قائم فأقعد وإن كنت قاعدًا فأضطجع حتى يزول ذلك عنك بهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلاج آخر أنك إذا ابتليت بغضب فألزم الصمت فلعل في صمتك كظم لغيظك وعدم إفضاء لما في كنانتك أن تسكت فالسكوت خير ينجيك السكوت من الأقوال البذيئة أو الامتداد باليد نسأل الله السلامة والعافية

4-(استحضار ماورد في كظم الغيض وما ورد في عاقبة الغضب
من الخذلان..)

(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)،
ومدحهم بقوله:
(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

ومن العلاج أيضا (كثرة ذكر الله والثناء على الله)

(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)،
ومن العلاج أيضا أن تفكر في نفسك وتعلم أن من قد غضبت عليه واحتقرته الله أقدر عليك من قدرتك عليه::
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي