تطورات تقنية في عالم الترجمةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ينوي غوغل كسر حواجز اللغات الأجنبية أمام غير الناطقين بها على الويب خلال عمليات البحث بغرض إتاحة كل معلوم الويب بغض النظر عن اللغة التي تتوفر فيها أصلا. وطرحت غوغل مؤخرا خدمة نظام الترجمة الذي تعمل على تطويره حاليا وقد وصل إلى المرحلة التجريبية بيتا . واعتمد تطوير التقنية على مواد مترجمة ضخمة مع تلك المواد ذاتها باللغة الأصلية في موقع الأمم المتحدة وهي متاحة للجميع (20 مليار كلمة) وقد قام بها مترجمون محترفون على مدى سنوات عديدة. وكان هدف ذلك تجميع كم كبير من النصوص الأصلية وترجمتها للحصول على احتمالات إحصائية لتدريب البرنامج على الترجمة الدقيقة وبناء قواعد الترجمة فيه بين تلك اللغات. وتعتمد عادة إحدى طريقتين في تطوير برامج الترجمة، فهناك الترجمة الإحصائية statistical translation (كما هو الحال مع نظام غوغل، والترجمة وفق القواعد rules-based، أي النحوية التي يتعرف البرنامج فيها على صيغ الفعل والاشتقاقات وزمن الفعل إلخ، كأن يقول المبرمج عند تصميم برنامجه:" عند ورود هذه الكلمة في نص اللغة العربية استبدله بهذه الكلمة باللغة الإنكليزية بهذه الحالة". ورغم فعالية هذه الطريقة إلا أنها تستغرق وقتا طويلا وعملا معقدا في قواعد اللغتين لجعل برنامج الترجمة الآلية يقدم دقة معقولة عند ترجمة النصوص والتي يبقى فيها أخطاء عديدة. بينما تعتمد طريقة التحليل الإحصائي statistical analysis أي الأنماط اللغوية المحتملة للعبارات والكلمات المختلفة.
على الموقع:
Google Translate


يتم تغذية برنامج الترجمة الآلية بهذا الأسلوب بكمية هائلة من المواد المترجمة مع النصوص باللغة الأصلية المترجم عنها لتتم عملية الاكتساب التلقائي للمعرفة automatic knowledge acquisition
ووفقا لـ ياروسكي أحد الباحثين في جامعة جون هوبكنز، فلكي يتدرب البرنامج على ترجمة اللغة العربية عليك بتغذيته بحوالي 100 ألف جملة بالإنكليزية مع 100 ألف جملة مقابل لها بالعربية ليتبين البرنامج ترجمة كل كلمة في هذه الجمل، فإذا ترددت كلمة ما لتكن صخرة في2000 جملة عربية، وإذا ترددت كلمة rock في ذات العدد من الجمل الإنكليزية وفي نفس المواضع فسيتعرف البرنامج أن rock هي مقابل لكلمة صخرة.
ومن جهة أخرى، عرضت شركة روافد في جناحها في معرض جيتكس السعودية برنامج ترادوس الخاص بذاكرة الترجمة والذي يلاقي إقبالا كبيرا من قبل الجامعات ومراكز الأبحاث وشركات الترجمة والمستشفيات والجهات العسكرية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، فما هو الأمر المميز في هذا الحل البرمجي؟
أولا، لا بد من القول أن تقنية المعلومات هي أسلوب في التفكير يستدعي التخلص من الأعمال الروتينية التي يمكن أن تتولاها أنظمة تقنية المعلومات من كمبيوترات وبرامج. فلا طائل مثلا من ترجمة عبارة معقدة أو اصطلاح ثم العودة إليه والوقوف ثانية أمامه بعد فترة في محاولة لتذكر كيف تمت ترجمته. ولتلبية هذه الحاجة يبرز مفهوم ذاكرة الترجمة.

يقدم برنامج إس دي إل ترادوس SDL Trados أحد أهم حلول الترجمة بالاعتماد على ما يسمى ذاكرة الترجمة Translation Memory التي تخزن حصيلة عمليات الترجمة التي يتم تجميعها لتسهيل تدقيق وتحرير مهام الترجمة الجديدة بالاستناد إلى ما سبق ترجمته. يتميز حل ذاكرة الترجمة في تقديم سوية منتظمة لترجمة الاصطلاحات والعبارات المعقدة لتجاوز متاعب ترجمة نفس العبارة أو المصطلح بطريقة مختلفة من مترجم لآخر أو لدى ذات المترجم بين وقت وآخر، أي توحيد وثبات ترجمة المصطلحات. ويقول هشام موسى مدير قسم التدريب في معهد الروافد: " يقدم البرنامج تلقائيا المصطلحات من وإلى جميع اللغات مع قابلية إضافة مسارد مصطلحات جاهزة في تخصص محدد. وفي حال القيام بعمل ترجمة بصورة مشتركة من قبل عدة مترجمين يمكن تبادل ذاكرة الترجمة فيما بينهم لتسريع وتيرة العمل".
ويمكن أن تضيف للبرنامج ما سبق لك ترجمته من نصوص لتجميع أكبر كم ممكن من الخبرات فيه.
يقدم معهد الروافد دورات تدريبية على الترجمة باستخدام هذا البرنامج الذي تقدمه الشركة في الرياض في المملكة العربية السعودية بصفة فريدة إذ لا يتوفر في أي دولة عربية أخرى سوى السعودية ومقر الشركة في كندا.


تستخدم أدوات أو برامج ذاكرة الترجمة لتوحيد المصطلحات وزيادة سرعة وسوية الترجمة تتيح تقنية المعلومات تسريع العمل وزيادة الإنتاجية والدقة في مجالات عديدة مثل الترجمة. حيث تتوفر مواقع مثل عجيب وغيره لتقديم ترجمة آلية معقولة. وهناك برامج وأدوات كثيرة تعزز الإنتاجية وتسرع العمل في الترجمة مثل أدوات ذاكرة الترجمة translation memory التي تعتمدها مؤسسات وشركات وأفراد لتسريع ورفع كفاءة الترجمة. وتلبي ذاكرة الترجمة حاجات ملحة في مجال الترجمة، إذ أنها تقدم حلا تلقائيا لأتمتة مهام الترجمة. فبدلا من نسيان عبارات ومصطلحات وجمل سبق للمترجم تعريبها بطريقة معينة، في حال الترجمة للعربية على سبيل المثال، تقدم برامج وأدوات ذاكرة الترجمة حلا تقنيا لاقتراح الترجمة التي سبق اعتمادها. كما يمكن توزيع مدخلات قاعدة بيانات ذاكرة الترجمة لمجموعة من المترجمين، حيث يصبح عملهم منتظما يتم بصورة معيارية ذات سوية عالية وموحدة، بدلا من أن يعتمد كل واحد منهم عبارات مختلفة لترجمة ذات المصطلحات المتكررة لدى كل واحد منهم في عمله. وتشترط شركات وجهات عالمية عديدة وجود أدوات ذاكرة الترجمة لتنفيذ مشاريع الترجمة لديها للوصول إلى انتظام واصطلاحات موحدة للعمل النهائي. وتختلف أدوات ذاكرة الترجمة عن برامج الترجمة الآلية أو ما يدعى الترجمة بمساعدة الكمبيوتر Computer-assisted translation (CAT) . إذ أن ذاكرة الترجمة لا تتولى عملية الترجمة كليا بل تتولى تخزين الترجمة السابقة في قاعدة بيانات، وعند القيام بعمل ترجمة لنص جديد تقدم اقتراحات بالاستناد إلى الترجمة السابقة المخزنة في ذاكرة الترجمة. وهناك بعض المنتجات مثل ديجا فو Déjà Vu ، و ترادوس Trados، والتي تقدم مكونات إضافية إلى جانب أداة ذاكرة الترجمة مثل أدوات صيانة المصطلحات terminology maintenance وهي تطبيقات تساعد على بناء قائمة أو مسرد بالكلمات العسيرة مع شرح لها glossary ، وتتضمن هذه ترجمة ومعلومات أخرى نحوية وشرح يرتبط بالسياق إلخ. كما أن ذاكرة الترجمة تختلف عن أدوات الترجمة الآلية في أنها تساعد المترجم على تذكر ما مر معه (وهي ترجمة أو معنى اسم المنتج ديجا فو،( Déjà Vu التي تعني سبق أن شاهدت هذا) ومشاركة الآخرين فيه. ويساعد الكمبيوتر حينها في اقتراح ما سبق لك ترجمته أو ما سبق تقديمه وتخزينه في ذاكرة الترجمة، بينما يتولى المترجم بنفسه عملية الترجمة مع أو دون ترجمة آلية من الكمبيوتر. أما الترجمة الآلية فهي الاعتماد على برامج وأدوات أو خدمات مواقع الإنترنت لتنفيذ كامل عملية الترجمة. كما أن الترجمة الآلية Machine translation تحاول عمل مطابقة نحوية وأسلوبية وقواعدية للمفردات وترجمتها. وهناك ميزة ذكية في البرنامج وهي الاعتماد على الأمثلة في الترجمة example-based، حيث يزيد ذلك من قدرة مطابقة العبارات المخزنة في الذاكرة مع تلك التي يراد ترجمته بصورة صحيحة، ومثلا رغم وجود اختلاف في تصريف الفعل، يقوم البرنامج بتقديم الخيار الصحيح إن وجد. ويتعامل البرنامج مع أنساق ملفات عديدة حتى تلك من المنتجات المنافسة له مثل ملفات ترادوس Trados Workbench RTF/DOC وملفات Trados BIF و TTX، فضلا عن كل الملفات المتوافقة مع معيار SGML/XML، ويجري تبادل ذاكرة الترجمة بين البرامج المتنافسة من خلال نسق تبادل ذاكرة الترجمة TMX (Translation Memory Exchange)، بما فيها Trados Workbench text. ولا يمكننا القول أن استخدام البرنامج كان سهلا تماما، إلا أن توفر معالجات المساعدة Wizardsجعل من العمل أكثر سهولة أمامنا. ورغم أن البرنامج لا يحتاج إلى برامج أخرى إلا أننا قمنا بتوريد وتصدير ملفات وورد وإكسل وباور بوينت منه وإليه لتعمل في واجهة الاستخدام بكل سهولة. يدعم ديجا فو كل اللغات التي يوجد لها دعم في نظام التشغيل ويندوز إكس بي، سواء كانت لغة مصدر الترجمة أو لغة الترجمة النهائية، حيث أنه يدعم معيار يونيكود وبالتالي اللغة العربية التي تكتب من اليمين إلى اليسار. ويمكن ربط البرنامج بالمدقق الإملائي في مايكروسوفت وورد. وتتوقف قيمة وفائدة برامج ذاكرة الترجمة على ما يتم إدخاله فيها من خلال الترجمة أو توريد مواد جاهزة لذلك الغرض من برامج أخرى أو الاستفادة aligning من أعمال الترجمة الموجودة والتي تم إنجازها. وهناك إصدارات مختلفة من ديجا فو، فمثلا هناك إصدار للمترجم المستقل الذي يعمل بصورة فردية، وإصدار لفريق عمل صغير وإصدار لمجموعة عمل ضخمة في شركة كبيرة مختصة بالترجمة أو لديها قسم لها. ترادوس منتجات ذاكرة الترجمة تقدم بعض المنتجات مثل TRADOS 6 Freelance ، خيارات متقدمة للعمل في الترجمة، حيث يتيح تسريع ةورفع كفاءة العمل لدى المترجمين المستقلين من خلال دعم مزايا متطورة. ومن هذه هناك الفلاتر (لتجهيز الملفات لذاكرة الترجمة) واستخلاص العبارات من تطبيقات خاصة legacy translation mining. أما لتلبية حاجات الشركات الضخمة للترجمة ومتطلبات العولمة فهناك منتج خاص اسمه TRADOS TM أما للشركات المتوسطة فهناك منتج TRADOS TM Server وهو إصدار لبيئة خادم ومستفيد client/server لبناء ذاكرة ترجمة تقبع في خادم بيانات لتزويد قاعدة بيانات للشبكة بغض النظر عن عدد المستخدمين في ذات الوقت. وتتضمن حزمة البرنامج تطبيق يدعى TagEditor لتحرير وترجمة ملفات من نوع HTML/XML/SGML/ASP/JSP و FrameMaker و PageMaker. أما تطبيق WinAlign فهو يتولى توليد ذاكرة ترجمة من الأعمال التي إنجزت ترجمتها سابقا. ويمكن لهذا التطبيق إنجاز العمل في عشرين ملف في ذات الوقت وهناك أدوات فلاتر وتطبيقات تحويل تسمح باستخدام وتحويل ملفات النشر المكتبي مثل كوارك اكسبريس وفريم ميكر وانتر ليف وبيج ميكر وإنديزاين وفنتورا. الحلول الرخيصة هناك طرق سهلة لتلبية حاجات المترجمين المستقلين الذين لا يمكنهم شراء منتجات بأسعار باهظة كهذه الواردة هنا. ويمكن مثلا الاعتماد على مزايا برنامج وورد في مايكروسوفت أوفيس، للوصول إلى حل مماثل لبرامج ذاكرة الترجمة. إذ تتيح ميزة النص التلقائي autocorrect ( ضمن خيار autuotext ( تحت قائمة إدخال INSERT إضافة عبارات واستبدالها بمجرد طباعتها تلقائيا بالترجمة المرغوبة. ومثلا، وبمجرد طباعةUSB يقوم ورد باستبدالها بعبارة (الناقل العام USB ( ويستبدل وورد لدي تلقائيا عبارةFSB ، بـ" ناقل النظام الأمامي FSB " فإذا قام مترجم بعمل مجموعة كبيرة من هذه المدخلات على أنها ذاكرة ترجمة، يمكنه إرسالها بالطريقة التالية، (سبق تقديمها في حلول ويندوز العدد الماضي) لكمبيوترات ومستخدمين آخرين لتوحيد الترجمة. فبعد إدخال الاصطلاحات بالإنكليزية كما هي مع ترجمتها المطلوبة إدخالها، يجب النقر على زر إضافة، لتنضم إلى القائمة، ليستبدلها البرنامج أثناء الكتابة، ويمكن نقلها إلى كمبيوتر آخر بواسطة أداة تقدمها مايكروسوفت اسمها AutoCorrect utility لنسخ هذه البيانات من ملفها إلى مجلد في الكمبيوتر الثاني، ويجب تثبيتها على كمبيوتر المصدر وكمبيوتر المقصد. وهي ماكرو ملحق لورود Word 2000 Supplemental Macros يمكن تنزيلها من الموقع: Download: Word 2000 Supplemental Macros - Microsoft Download Center - Download Details وبعد تنزيل الملف وهو Macros.exe، قم بعملية التثبيت في الكمبيوتر ثم عليك بعمل نسخ احتياطي لمدخلات التصحيح التلقائي في الكمبيوتر الأول، وهي عملية لا تزيل هذه المدخلات من الكمبيوتر، ومن قائمة ملف انقر فتح (Open / File ) وتوجه للدليل C:\Program Files\Microsoft Office\Office\Samples\ واختر Macros9.dotثم انقر لفتحها، وإذا ظهرت رسالة تحذير من الماكرو وأنه ماكرو من مايكروسوفت قم بفتح ماكرو Macros9.dot انقر على شريط أدوات الماكرو فوق Sample Macros ثم انقر AutoCorrect Utility وإذا لم يظهر شريط أدوات الماكرو بعد فتح قالب الماكرو Macros9.dot حدد أشرطة الأدوات Toolbars في قائمة العرض View وانقر ماكرو Macros. وسيظهر الحوار التالي الذي يشرح أنه بصدد القيام بعملية حفظ احتياطي لمدخلات التصحيح التلقائي This program will allow you to back up and restore your AutoCorrect entries فاختر حفظ احتياطي Backup لعمل وثيقة وورد من قائمة التصحيح التلقائي، واختر استرداد لجلب القائمة ذاتها من وثيقة محفوظة جلبتها من كمبيوتر آخر. قم بالنقر على حفظ احتياطي Backup في صندوق حوار الأداة وسيقوم وورد بإضافة المدخلات وينسقها في وثيقة وورد أخرى ويطلب منك حفظها باسم AutoCorrect Backup Document ثم حدد الموضع الذي تريد حفظها فيه. ويضم ماكرو Macros9.dot template نماذج مفيدة هي أداة التصحيح التلقائي المذكورة آنفا، وماكرو أمثلة لأتمتة العمل بين وورد وإكسل وأكسيس، وملف ماكرو Find Symbol للعثور واستبدال الرموز في الوثائق، ومولد نماذج الخطوط Font Sample Generator الذي يولد وثيقة تجمع كل أنواع الخطوط في النظام لديك بقياس 12. وماكرو لإدخال الحواشي Insert Footnote وأدوات أخرى مفيدة. الترجمة والعولمة بعد استعراضنا لبعض المنتجات المميزة في مجال ذاكرة الترجمة واستخداماتها، لا بد أن نذكر بأن جهود التعريب المشتتة والمكررة لن تساعد في دعم انطلاقة العربية في عالم التقنية. ولا بد لمن يدعو لتوحيد المصطلحات التقنية والعلمية في عملية الترجمة من تقديم خيارات ممكنة وعملية في اللغة العربية. وتبرز أهمية ذاكرة الترجمة بسبب الضعف الكبير في ناتج الترجمة من وإلى العربية مقارنة مع لغات وثقافات عديدة. وتتوفر طرق وحلول عديدة لتعريب وتوطين التقنية من خلال تقنيات الترجمة المختلفة. ولا بد من مواجهة مشاكل نقص البحوث في حلول التعريب والترجمة، بالاستثمار في دعم جهود أبحاث الترجمة الآلية للتغلب على مصاعب التعامل بالعربية مع التقنية وغيرها من المجالات. إذ أن اللغة العربية تشكو من إهمال مريع في تطويرها وتطويع التقنية لها وهي أكثر لغات العالم تراجعا بسبب ذلك. ويكفي أن ننظر إلى عدد الشركات التقنية في المنطقة العربية، والتي تفضل نشر مواقعها على الويب ومنشوراتها المطبوعة، باللغة الإنكليزية التي تنال باستمرار نصيبا وافرة من التطوير والدعم لاستيعاب وتقديم أحدث معطيات التقدم العلمي والتقني. وهنا تكمن صعوبة الترجمة من لغة تتطور لاستيعاب المستجدات التقنية والعلمية وغيرها وتقديم مفردات سلسلة لها، إلى لغة متخلفة بفعل جمود تطويرها لمواكبة متطلبات حديثة. وبدلا من مقررات تقليدية في كليات الترجمة لا بد من دراسة مقرر هام هو حلول الترجمة التقنية وأساس عملها إذا أنها لا تستغني عن الجهد البشري بل تبني بالاستناد إلى جهده لتوفر له سرعة ودقة في العمل.
يمكننا أن نشير إلى تاريخ تقنية ذاكرة الترجمة، فقد كانت هناك منافسة قوية بين أي بي إم (IBM Translation Manager) وشركة ترادوس في هذه التقنية التي اعتبرت وقتها من أهم المجالات في تقنية المعلومات إلا أن ذلك تراجع بشدة لأسباب عديدة. وكان هناك لاعبون كبار مثل شركة كوريل الكندية ببرنامج كاتاليست CATALYST. ولكن الإضافة الأهم التي يمكنني ذكرها هو أن المشكلة الحقيقية تكمن في أسلوب عملنا كمترجمين عرب. فهناك طريقة سلبية في التفكير وهي تعرف باصطلاح قاتل هو (سر المهنة) فمن منا مستعد للتضحية بعصارة تجاربه وخبراته لأي كان عبر الإنترنت أو حتى ضمن شركة أو مؤسسة؟ وسبب رسوخ هذه العقلية أصلا هو المكافأة المالية المحدودة التي يتلقاه الموظف (المترجم في هذه الحالة) إلى جانب الافتقاد للأمان الوظيفي. فمن يثق بقدراته وإمكانيته للحصول على عمل آخر يمكنه تقديم ما لديه بكل ثقة لأنه يرى أنه أهم من مجموعة ضخمة من المصطلحات وما يملكه من قدرات ومهارات في التفكير والترجمة هي أهم من جزء يسير يقدمه في عمله. ومن جهة أخرى، لا تلتزم حتى الشركات الكبيرة أحيانا في مخزونها المحفوظ في ذاكرة الترجمة لعدة أسباب من تغيرات لغوية وتقنية تستدعي التعديل أو تطورات لصالح مصطلحات أثبتت هيمنتها في الاستخدام العملي. وأرى أن مفهوم ذاكرة الترجمة هو ناحية مذهلة لأنها تمثل حصيلة لا تقدر بثمن من جهود المترجمين لتصبح قريبة من الذكاء الجمعي في بعض المجالات. تخيلوا حصاد تراكم خبرات الآلاف من المترجمين خلال سنوات قليلة. وأعرف من خلال خبرتي المتواضعة في مجال الترجمة التقنية أن ما لدي من خبرات لا يعادل 10% مما كان لدى أستاذي (أحمد كتوب-سوريا) ومترجمين كبار آخرين، وأفكر دوما في الخسارة التي ستحصل لو ذهبت خبرات كل مترجم معه دون مشاركتها مع الزملاء (الأعداء) على قول المثل " ابن كارك عدوك". وحينها يمكن الحديث عن نجاعة الترجمة الآلية. وحينها أيضا يمكن للمترجمين أن ينتقلوا من العمل اليدوي لتقديم ترجمة كلمة بكلمة للدخول في مجال أوسع. ومن المشاكل الهامة التي يجب تلافيها أيضا هو تفضيل الكثيرين الابتعاد عن تقنية المعلومات في مهام وأعمال الترجمة. ومن الضروري أن ينخرط المترجم في برمجة عمل أنظمة الترجمة الآلية ليكون هو اللاعب المتحكم في نتاجها. وحبذا لو يتم التركيز على موضوع أنظمة تقنية المعلومات والبرامج الخاصة بالترجمة في كليات وجامعات تقدم اختصاص الترجمة العربية.



http://www.ktaby.com/book-onebook-254.html