اللعبة الأخيرة
وزعت البيادق على رقعة الشطرنج ، منذ ألاف السنين واللعبة مستمرة ، ملك يمتد ظله فوق هامات الجميع ،
وصوته يخرس كل الأفواه من برجه العاجي يخاطب رعيته باستعلاء ، مكنونه يفضح عن جنون عظمة ،ونرجسية وسادية
ابتلى بها منذ أن داعب كرسي العرش خياله فيقول
:_ الموت لعبتي أتسلى به ، أجيش كل بيادقي وأحصن قلاعي ، وأسرج خيلي أقدم أفيالي لتسحق كل من يروم الوصول لحماي
أميت كل ثورة واخمد كل بركان يوشك على الانفجار انا ملك هذا الدست فمن يدانيني
أطلق تنين فجوره لينفث قبح عري عورته التي لازالت تمتطي عنق التأريخ وتتسلق أسواره ..
حرك (ب4 م) قال رجل وقد أتعبه كد السنين وأحنى ظهره الزمان عمر امتد به دون حساب ، شاخ به قبل الأوان فامتلأت دنياه بغمام الأسى
:_ هون علينا العذاب
قدم الملك( ف م 6 ف و)
ثم ضحك وهو يرنوا إليه :_ :_ عذاباتكم سعادتي وسر بقائي
أتى صوت من بعيد يقطع مسافات الخوف يختزل الكلام :_ أعطينا رغيف خبز وستكون أنت الملك واللاعب
قال الملك المتوج بالوهم والمنتضي سيف ظلمه دائماَ وأبدا
:_ إن أعطيتكم الخبز فمن يتبعني ...؟
ففال الرجل بعدما أثاره تهكم الملك المقيت ،ولما يئس من رجاءه
:_ اعطنا حريتنا أنا نتوق للكلام بعدما صمنا على الصمت سنوات عجاف
:_ ضحك الملك ملئ شدقيه ثم حرك (ح و 5 ح م )
وقال وهو يرفع رأسه ليجيب باقتضاب وضجر
:_ وهل اترك فرسي بلا لجام ...؟
:_ دع أطفالنا يتعلمون حب الوطن
:_ إذا علمناهم حب الوطن فكيف نعلمهم حب الملك...؟
أوصد باب النقاش ،وثارت ثائرته ، ونشر جنونه ، لعن الانترنيت ، وأمر الوزير بامتشاق حسامه وقال وهو يتحدى كل الحشود الجائعة
:_ لقد حان قطاف الرؤوس اليانعة
زرع الرعب في كل مكان ، نشر كل قطعانه ، وجه نيران أسلحته الفتاكة إلى قلب الرجل ليكتم صوته ،
كل الرصاصات فرت بعيداَ أزت في الفراغ ، قام الرجل من ركام ألامه وجوعه صرخته طحنت رموز الشر ،
أيقظ النيام من حوله نزع الخوف من أوجاره شحذ كل الهمم خرج ليسد المنافذ كلها على الملك نقلة واحده ويموت الملك ،
كل الهمم تناخت ، احذروا قتله بدون كش احذروا التعادل ، حاصروه في المربع الأخير( كش ملك ...)
تهاوى الملك على رقعة الشطرنج ، سقط تاجه وأعلن استسلامه وانتهت اللعبة..............
.صاح الرجل بفرح من بين الجموع ..مات الملك .. مات الملك