المقاله : تعريفها وعناصرها

تعريف المقالة :
المقالة كما يعرفها أدمون جونسون ، فن من فنون الأدب ، وهي قطعة إنشائية ، ذات طول معتدل تُكتب
نثراً ، وتُلِمُّ بالمظاهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلةٍ سريعة ، ولا تعنى إلا بالناحية التي تمسُّ الكاتب عن قرب .
والمقالة ـ بتعريف آخر ـ قطعة من النثر معتدلة الطول ، تعالج موضوعاً ما معالجة سريعة من وجهة

نظر كاتبها ، وهي بنت الصحافة نشأت بنشأتها وازدهرت بازدهارها .
كلمة " موضوعاً ما " في التعريف تعني أن المقالة من أكثر الفنون الأدبية استيعاباً وشمولاً لشتى
الموضوعات ، فموضوعات كالتضخم النقدي ، وأساليب الإعلان والتخدير بالإبر ، لا يمكن أن تحملها
أجنحة الشعر ، ولا حوادث القصة ، ولاحوار المسرحية ، والمقالة وحدها تتقبل مثل هذه الموضوعات ،
وأية موضوعات أخرى وتجيد توضيحها وتحسن عرضها .
وكلمة " معالجة سريعة " في التعريف تعني أن كاتب المقالة ، مازاد على أنه سجل تأملات ، أو
تصورات أو مشاهدات تغلب عليها العفوية والسرعة ، فلو كانت المعالجة متأنية فجمعت الحقائق ،
وفحصت وصنفت ، واعتمد على الإحصاء ، والتجربة والمتابعة ، لعُدَّ هذا العمل بحثاً علمياً ، وليس مقالة أدبية .
عناصر المقالة :
المادة والأسلوب والخطة .
فالمادة
هي مجموعة الأفكار ، والاراء ، والحقائق ، والمعارف والنظريات ، والتأملات ، والتصورات ،
والمشاهد ، والتجارب والأحاسيس ، والمشاعر ، والخبرات التي تنطوي عليها المقالة ,
والأسلوب
وهو الصياغة اللغوية ، والأدبية لمادة المقالة ، أو هو القالب الأدبي الذي تصب فيه أفكارها .
والخطة
تتألف من مقدمة ، وعرض ، وخاتمة .
والمقدمة هي المدخل وتمهيد لعرض آراء الكاتب ،
وأما العرض ، فهو صلب الموضوع ، وهو الأصل في المقالة ، وفيه تعرض أفكار الكاتب عرضاً
صحيحاً ، وافياً متوازناً ، مترابطاً متسلسلاً ويُستحسن أن يمهد الكاتب لكل فكرة ، ويربطها بسابقتها ،
ويذكر أهميتها ويشرحها ، ويعللها ، ويوازنها مع غيرها ، ويذكر أصلها وتطورها ويدعمها بشاهد
أدبي ، أو تاريخي ، ويُفضل ان تُعرض كل فكرة رئيسة في فقرة مستقلة .

والخاتمة تلخص النتائج التي توصل إليها الكاتب في العرض ، ويجب أن تكون واضحة ، صريحة ، حازمة .
**********
من جهة أخرى:
عناصر المقالة والخصائص الفنيــة


عناصر المقال هي المادة والأسلوب والخطة
فالمادة هي الأفكار، والآراء، والحقائق، والنظريات، والتأملات، والتصورات، والمشاهد، والتجارب والأحاسيس، والمشاعر، والخبرات التي تنطوي عليها المقالة.
شروطها: الوضوح، الصحة، عدم التناقض، العمق، التركيز، الوفاء بالغرض المقصود، الجدة والطرافة والإمتاع


الأسلوب وهو الصياغة اللغوية والأدبية لمادة المقالة أو هو القالب الأدبي الذي تُصَبُّ فيه أفكارها
صفاته:
* قوة الأسلوب بحيوية الأفكار، ودقتها، ومتانة الجمل،وروعتها، والكلمات الموحية، والعبارات الغنية، والصور الرائعة ، والتقديم والتأخير، والإيجاز والإطناب ، والهدف من القوة التأثير

* الوضوح في التفكير المفضي إلى الوضوح في التعبير لقصد الإفهام
* الجمال في الأسلوب : و الجمال هدفه المتعة الأدبية الخالصة، ويأتي بتجنب الكلمات الخشنة والجمل المتنافرة، والجرس الرتيب . والملاءمة بين الألفاظ والمعاني واستيحاء الصور المعبرة، وهدف الجمال الإمتاع

الخطة :
والعنصر الثالث من عناصر المقالة الخطة، ويسميها بعضهم الأسلوب الخفي ، وهي المنهج العقلي الذي تسير عليه المقالة . فإذا اجتمعت للكاتب أفكارٌ وآراء يريد بسطها للقراء، وكان له من الأسلوب ما يستطيع أن تشرق فيه معانيه، وجب ألا يهجم على الموضوع من غير أن يهيئ الخطة التي يدفع في سبيلها موضوعه

والخطة تتألف من مقدمة، وعرض ، وخاتمة.والمقدمة هي المدخل وتمهيد لعرض آراء الكاتب ، ويجب أن تكون أفكار المقدمة بديهية مسلماً بها، ولا تحتاج إلى برهان، وأن تكون شديدة الاتصال بالموضوع ، وأن تكون موجزة ومركزة ومشرقة.
وأما العرض فهو صلب الموضوع ، وهو الأصل في المقالة، وفيه تعرض أفكار الكاتب عرضاً صحيحاً وافياً متوازناً مترابطاً متسلسلاً ويدعمها بشاهد أدبي، أو أي شاهد مناسب.
والخاتمة تلخص النتائج التي توصل إليها الكاتب في العرض، ويجب أن تكون واضحة، صريحة، حازمة.

-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0
مقتبسة من عدة مصادر منها:

1) كتاب فن المقال : محمد يوسف نجم
2 ) مقال فن المقال : أديب النابلسي
3 ) مقال فن المقال : سوسن رجب