رؤية نقدية لقصيدة دام البكا ياريم ما فيه تحريم:
قصيدة للشاعر :/ ممدوح بن عبد الله المرزوقي ويا لها من قصيدة جزلة مؤلفة من خمسة عشر بيتا على بحر المسحوب:

وأظنها تجربتي الأولى في دراسة مبسطة لقصيدة شعبية أرجو له لها النجاح ولا أدري إن سبقني لذلك أحد لكن أتمنى أن أكون متفردة في جهدي وان يكون متميزا بقدر ما:
******
عنوان القصيدة:
تطالعنا قصيدة دام البكا يا ريم بمعناها الآسر وجرسها الموسيقي المتميز وتميز عنصر التشويق والتحفيز لقراءتها في كلمة تحريم..حيث تبدو أن بيئة القصيدة محافظة أشد المحافظة لان كلمة تحريم تظهر وجهي المجتمع القيمي والذي يمسك
بناصية الحلال والحرام.كان موفقا جدا وتميزه داء من اختياره فقد تعودنا أن يكون اختيار العنوان من البيت الاول أو مواءمة لمضمونها المعنوي.لكنه جاء مبهرا جاء بمعنى يشددنا على الأقل كمحافظين , يهمنا الحفاظ على قيمنا الإسلامية عموما.
*******

بحر القصيدة:
جاء اختيار البحر منسجما جدا مع غرضها وهو الندب على الظروف التي أودت بالشاعر إلى السجن ظلما كما ورد وقد اختار بحر المسحوب وهو أكثر البحور شهرة واستخداما في الشعر الشعبي والنبطي بقافية الهاء والتي تذكر بالآهات والألم لذا كانت موفقة جدا هنا.
ويمكننا مقارنة المسحوب بالسريع : فالسريع:مستفعلن مستفعلن فاعلن
المسحوب: مستفعلن مستفعلن فاعلاتن

بحر المسحوب(تفعيليا)مستفعلنمستفعلنفاعلاتن
بحير المسحوب(رقميا)2 2 3 2 2 3 2 3 2
بحر السريع(تفعيليا)مستفعلنمستفعلنفاعلن
بحر السريع(رقميا)2 2 3 2 2 3 2 3

********
المضمون:
يطالعنا البيت الأول :بالبكاء وكان العنوان شكل وحدة مع القصيدة ومع البيت الأول حصرا,وقد ذكر حيرته هل كان بكاءه على شوقه لأولاده أم حزنا على الظلم الذي حاق به
أما في البيت الثاني:فهو يذكر بما حصل لريم التي مرت بسجنه من الخارج مع والدتها فمنعتهما حتى من شعور الشفقة لدمع عينيه ,ويعيد حيرته هل لأجل هذا همت عينه أم لقلبه الذي أكله ألم السجن والظلم؟
أما الثالث:يعتبر تتمة لما قبله ويتساءل هل بات للدمع قيمة كما يراه ؟
أما في البيت الرابع:يذكر حكمة شعرية جميلة وهي أن الدمع قد يكون دالا على رقة القلب فهو هنا تكريم ام سيبقى عذابا وتعبيرا مؤلما يزيد من عذاباته الممضة؟
وفي البيت الخامس:يسترد نفسه بقوله وكأنه يناقض نفسه عما ورد في البيت الذي قبله وربما مواسيا ومحددا :أن دمعه الغزير سيبقى عذابا له دائما يحطم نفسه وضلوعه.
في السادس:وهنا يعتبر بيت القصيد وقمة المعاني التي يقصدها من القصيدة ككل: أن الدمع ليس بحرام لذا فهو يسكبه برضى وعزة لأنه غير مظلوم
في البيت السابع :يعبر عن مدى ألمه في ان يرفع الله الظلم عنه ويتأمل في الشطر الثاني ونعتبرها فرجة نور في القصيدة الحزينة جدا.
في الثامن:يتحسر عم نسيه ولم يبحث عنه ويواسيه وكان الريم جاءت بالدواء رغم بعدها وتعذر ظروفها
في التاسع:يقول ربما أبكي ما حاق بي من حزن وقهر لكن الحزن متأصل في نفسي والظلم قديم قديم.
العاشر:هنا أبداع جديد وصورة معبره ولو انها غير جديدة فجمال الشعر بصوره وقد بان أثر الحزن والظلم على وجهه الحزين.
في الحادي عشر:تعبير قوي وهام أن الحزن والمصائب تأكل أكباد شرار الناس فكيف بالطيبين البريئين؟
الثاني عشر:هنا تتجلى حكمة رائعة أن المصائب تترك المرء أكثر خبرة وقوة ومقدرة على مواجهة الصعاب ويعتبر البيتين هذا وما سبقه فرجة نور وقوة في نسق القصيدة
أما في الثالث عشر:ما أكثر المظلو مين في هذه الحياة ولكن أكبر الظلم وأقساه أن يظلم البريئ
في الرابع عشر:يقول كان هذا أكبر درس على ظلم البشر للشر ولم يعد هناك درس أقسى واكبر منه.
في الخامس عشر:يقول أيضا وهي حكمة أنهت القصيدة المحكمة والتي انتهت بحكمة بليغة انه لن يرضخ لإغراء الدنيا أبدا ولن يبحث عن غنائم توقع خيار الناس في المطبات.
**********
كانت القصيدة موفقة جدا في البوح والتعبير ودليلها تفاعلك مع معانيها ونجاحها في غدخالنا لجوها الحزين ,وما ورد من صور ومقارنات تبدت في الأبيات الحادي عشر مثلا والعاشر,كانت ناجحة جدا وما يدفع للقصيدة للنجاح مدها لجسور بينا وبين القارئ في مد الحكم العامة فيها.
لكن يؤخذ عليها بعض حشو وتكرار في المعاني لم تضر بالقصيدة لكنها أعطت طابع التكرار مثال البيتين الثالث والثاني.بكل الأحوال تعتبر القصيدة نموذجية في عناصرها عامة كعنوان وكاختيار بحر بمجازاته وتسلسل المعاني المتدرجة حتى فرجة التفاؤل وفهم درس الحياة.
********
مقاييس:
عندما نبحث في طيات الـم/ع نجد تميز النبطي على الفصيح بكثرة السكنات وهذا ما يعطي الانطباع العميق العاطفي الذي تتميز به القصائد النبطية تبين لنا المقاييس التالية:
تورد المقاييس حسب الأبيات:

10 /8=1,25
10 /7=1,4
10 /9=1,1
9 /10=0,9
9 /8=1,1
9 /10=0,9
11 /5=2,2
11 /7=1.5
12 /7=1,7
11 /8=1,3
11 /8=1,3
10 /8=1,25
10 /7=1,4
8 /11=0,7
7 /9=0,7
*****
ازدياد العدد الصحيح يبين ارتفاع معدل السكون غير المدي,في البيت, ومن ثم ازدياد معدل الشحن العاطفي فنرى ارتفاع معدله في معظم الأبيات
وهذا ما يبينه جو القصيدة, الذي يثبت بالدليل العروضي الرقمي ان البوح قد خفض وتيرة التشنج الذي عاناه وهذا ما يظهر من خلال المعدل المتناقص حتى آخر القصيدة.
أتمنى أن أكون قد قدمت أهم ما يميز القصيدة وأتمنى أن تكون مغامرة ناجحة.
الشكر الجزيل للأستاذ ذيبان لنقلها لنا:
http://www.omferas.com/vb/showthread...يم-مافيه-تحريم
ريمه عبد الإله الخاني
18-11-2011