الفرد والمجتمع
يخلق الإنسان لنفسه مشاكل ومنها مشكلة الفرد والمجتمع والناس يتساءلون ما الحدود الفاصلة بين الفرد والمجتمع ؟وهم فى الإجابة فرق متعددة ففرقة تقول ينبغى للمجتمع أن يترك للفرد كامل حريته ولا سلطة للمجتمع على الفرد سوى عقابه إذا ارتكب جريمة وفرقة تقول الإنسان ترس فى آلة أى للمجتمع كامل السلطة على الفرد وما بين النقيضين تقف فرقة أخرى محاولة التوسط بين القولين وينبغى على الإنسان أن يفهم أن المجتمع ليس سوى الأفراد وعليه فعندما نقول السلطة للأفراد أى الحرية للأفراد فنحن نقول السلطة للمجتمع وعندما نقول السلطة للمجتمع فنحن نقول السلطة للأفراد أليس عجيبا أن نقيم من شىء واحد شيئين متضادين ؟إن المجتمع عبارة عن الأفراد ولذا من يلاحظ الخطاب القرآنى سيجد أن الله تعالى عندما يقول يا أيها الناس فهو يقول لكل واحد يا أيها الإنسان فخطاب المجتمع هو خطاب لكل فرد لأن الله لا يأمر ولا ينهى إلا الكل وهم الأفراد وعندما يقول يا أيها الإنسان فإنه يخاطب الناس جميعا لأن الأمر والنهى للجميع وليس لواحد فقط ونأتى للمهم وهو السلطة والحقيقة أن الفرد ليس له سلطة أى حكم على الناس ولا الناس لهم سلطة أى حكم على الفرد والسلطة وهى الحكم لله كما قال بسورة يوسف "إن الحكم إلا لله"وعليه فتعامل الفرد مع بقية الأفراد أى الناس تحكمه أحكام الله فى الوحى وقد أجملها الله فى كلمة الإحسان إليهم وهو يتحقق بوسائل متعددة ومن يحسن الإنسان لهم هم المجتمع أى الأفراد المذكورين فى قوله تعالى بسورة النساء "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "وهم الوالدان أى الأب والأم وذوو القربى وهم كثرة منهم الأجداد والجدات والعمات والأعمام والخالات والأخوال والأبناء والأخوة والأخوات وأولادهم والزوجات واليتامى وهم من فقدوا آباءهم وهم صغار والمساكين وهم أهل الحاجة والجار القريب النسبى أو الصهرى والجار أى الساكن فى جنب سكن الإنسان والصاحب بالجنب وهو الزوج وابن السبيل أى الغريب الذى لا مال معه يوصله لأهله وملك اليمين وهم العبيد والإماء ولقد جمعت الآية كل الناس فى المجتمع فبينت أن كل إنسان واجب عليه أن يحسن لكل الأفراد حسب أحكام الوحى وما دام المجتمع كله أحسن إلى بعضه حسب الشرع فقد تم الهدف من إقامته