السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
ما صحة هذا الحديث : " أن رجلاً من السلف قال : " لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون "
وبعد سنه قالها قالت الملائكة : أننا لم ننته من كتابة حسنات السنة الماضية فما أعظم هذه الكلمات التي لا تأخذ منك سوى ثوان .
يا فضيلة الشيخ هل هذا حديث صحيح أم لا علماَ بأنه انتشر عن طريق الرسائل البريدية والجوال ؟

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فهذه الرسالة التي انتشرت عبر الجوال والإنترنت هي من جنس كثير من الرسائل التي بدأت تتداول في الآونة الأخيرة ،
والتي لا يشك مَنْ له أدنى ممارسة ومطالعة في الأحاديث النبوية ، وآثار الصحابة أنها ليست على سنَنِهم ولا على
طريقتهم في الأدعية والأذكار التي تشع منها أنوار النبوة ، وتظهر فيها الفصاحة والبلاغة العربية والبعد عن الألفاظ
التي هي بأدعية المتأخرين المتكلفين أشبه منها بأدعية سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم - أو أدعية أصحابه الميامين .

ولمّا كان البعض لا يستطيع ترويج بعض هذه الأدعية إلا بقصص ، وكتب عليها بعضهم بعض القصص لتروج على
العامة فلعل هذه القصة التي سألت عنها من هذا الباب .

وإنني أكرر هنا ما كررته في أجوبة سابقة من التحذير من ترويج ما لم يثبت الإنسان منه عن آحاد الناس وأفرادهم ،
فضلاً عن عليتهم ، فضلاً عن الصحابة أو النبي – صلى الله عليه وسلم -، فإن هذا المسلك مخالف تماماً
لقول الله تعالى : " فتثبتوا " ، وفي القراءة الأخرى : ( فتبينوا ) .

وليس بعاقل من حدّث بكل ما سمع ، أو نشر كل ما وصل إليه ولو كان قصده حسناً ، فإن القصد الحسن لا يشفع لصاحبه
في تبرير مثل هذا الخطأ الجسيم ، بل هذا العذر – أعني حسن القصد - من الشبه التي تعلق بها واضعو الأحاديث
على النبي – صلى الله عليه وسلم - بغية ترويج الخير زعموا ! .

فليتق الله أولئك الذين يروجون مثل هذه الرسائل ، وليتثبوا منها قبل إرسالها ، فإن لم يستطيعوا التثبت
فليسألوا أهل العلم ، والإتصال بهم اليوم أسهل منه في أي وقت مضى . إما عن طريق الإنترنت - أو عن طريق
رسائل الجوال ، ولا عذر لأحد في نشر مثل هذه الرسائل الملفقة .

ومن تأمل القرآن والسنة وجد فيهما الغنية والكفاية عن ترويج مثل هذه الأحاديث الضعيفة ، والأخبار الواهية ،
والله المستعان ، والحمد لله رب العالمين .

المجيب : عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم .