منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    أصول المنهج التاريخي

    السلام عليكم
    نكاد لانجد بحثا متكاملا عن أصول البحث التاريخي عبر غوغل حصرا واظن من خلال الاساتذة الا المخضرمين والموضوعين ومااقلهم:
    سوف انقل ماوجدت لنقارن بين النصوص المنقوله:
    *********
    كتبهاسعداوي عمار ، في 6 نوفمبر 2008 الساعة: 10:42 ص
    1 ـ تعريف المنهج التاريخي:
    يقصد بالمنهج التاريخي، هو”عبارة عن إعادة للماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها، ومن ثم تمحيصها وأخيراً تأليفها؛ ليتم عرض الحقائق أولاً عرضاً صحيحاً في مدلولاتها وفي تأليفها، وحتى يتم التوصل حينئذٍ إلى استنتاج مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة” (العساف، 1989م، ص282).
    وهو أيضاً “ذلك البحث الذي يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي ويدرسها ويفسرها ويحللها على أسس علمية منهجية ودقيقة؛ بقصد التوصل إلى حقائق وتعميمات تساعدنا في فهم الحاضر على ضوء الماضي والتنبؤ بالمستقبل” (عسكر، وآخرون، 1992م، ص105).
    كما يعرف، بأنه ذلك المنهج المعني بوصف الأحداث التي وقعت في الماضي وصفاً كيفياً، يتناول رصد عناصرها وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها، والاستناد على ذلك الوصف في استيعاب الواقع الحالي، وتوقع اتجاهاتها المستقبلية القريبة والبعيدة.

    2 ـ أهمية المنهج التاريخي:
    على ضوء التعاريف السابقة للمنهج التاريخي، يمكن إبراز أهمية هذا المنهج: (كوهين، مانيون، 1990م).
    أ ــ يمكّن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرة على ضوء خبرات الماضي.
    ب ــ يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية .
    جـ ــ يؤكد الأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضية وتأثيرها.
    د ــ يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي.
    3 ـ خطوات تطبيق المنهج التاريخي:
    يتبع الباحث الذي يريد دراسة ظاهرة حدثت في الماضي بواسطة المنهج التاريخي الخطوات التالية: (ملحم، 2000م).
    أ ــ توضيح ماهية مشكلة البحث:
    يتطلب توضيح ماهية مشكلة البحث تناول خطوات الأسلوب العلمي في البحث، وهي: التمهيد للموضوع، وتحديده، وصياغة أسئلة له، وفرض الفروض، وأهداف البحث، وأهمية البحث، والإطار النظري للبحث، وحدوده، وجوانب القصور فيه، ومصطلحات البحث.
    ويشترط في مشكلة البحث توافر شروط، من مثل: أهميتها، ومناسبة المنهج التاريخي لها، وتوافر الإمكانات اللازمة. وأهمية النتائج التي سيتوصل إليها الباحث.
    ب ــ جمع البيانات اللازمة:
    وهذه الخطوة تتطلب مراجعة المصادر الأولية والثانوية، واختيار البيانات التي ترتبط بمشكلة بحثه. ومما تجدر الإشارة إليه هنا، أن على الباحث التمييز بين نوعي المصادر. إذ تتمثل المصادر الأولية في السجلات والوثائق، والآثار. وتتمثل المصادر الثانوية في الصحف والمجلات، وشهود العيان، والمذكرات والسير الذاتية، والدراسات السابقة، والكتابات الأدبية، والأعمال الفنية، والقصص، والقصائد، والأمثال، والأعمال والألعاب والرقصات المتوارثة، والتسجيلات الإذاعية، والتلفزيونية، وأشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، والنشرات، والكتب، والدوريات، والرسومات التوضيحية، والخرائط.
    جـ ـ نقد مصادر البيانات:
    وتتطلب هذه الخطوة فحص الباحث للبيانات التي جمعها بواسطة نقدها، والتأكد من مدى فائدتها لبحثه. ويوجد نوعان للنقد، الأول، ويسمى بالنقد الخارجي، والثاني، ويسمى بالنقد الداخلي. ولكل منهما توصيف خاص به على النحو التالي:
    - النقد الخارجي: ويتمثل في إجابة الباحث عن الأسئلة التالية:
    · هل كتبت الوثيقة بعد الحادث مباشرة أم بعد مرور فترة زمنية؟
    · هل هناك ما يشير إلى عدم موضوعية كاتب الوثيقة ؟
    · هل كان الكاتب في صحة جيدة في أثناء كتابة الوثيقة؟
    · هل كانت الظروف التي تمت فيها كتابة الوثيقة تسمح بحرية الكتابة؟
    · هل هناك تناقض في محتويات الوثيقة؟
    · هل تتفق الوثيقة في معلوماتها مع وثائق أخرى صادقة؟
    - النقد الداخلي: ويتمثل في إجابة الباحث عن الأسئلة التالية:
    · هل تمت كتابة الوثيقة بخط صاحبها أم بخط شخص آخر؟
    · هل تتحدث الوثيقة بلغة العصر الذي كتب فيه؟ أم تتحدث بمفاهيم ولغة مختلفة؟
    · هل كتبت الوثيقة على مواد مرتبطة بالعصر أم على ورق حديث؟
    · هل هناك تغيير أم شطب أم إضافات في الوثيقة ؟
    · هل تتحدث الوثيقة عن أشياء لم تكن معروفة في ذلك العصر؟
    · هل يعتبر المؤلف مؤهلاً للكتابة في موضوع الوثيقة؟
    د ـ تسجيل نتائج البحث وتفسيرها:
    وهذه الخطوة تتطلب من الباحث أن يعرض النتائج التي توصل إليها البحث تبعاً لأهداف أو أسئلة البحث مع مناقشتها وتفسيرها. وغالباً ما يتبع الباحث عند كتابة نتائج بحثه ترتيب زمني أو جغرافي أو موضوعي يتناسب ومشكلة البحث محل الدراسة.
    هـ ـ ملخص البحث:
    وهذه هي الخطوة الأخيرة من خطوات المنهج التاريخي، وتتطلب أن يعرض الباحث ملخصاً لما تم عرضه في الجزء النظري والميداني في البحث، كما يقدم توصيات البحث التي توصل إليها، ومقترحات لبحوث مستقبلية.
    4 ـ مزايا وعيوب المنهج التاريخي:
    أ ـ مزايا المنهج التاريخي:
    من مزايا المنهج التاريخي: (عدس، وآخرون، 2003م)
    - يعتمد المنهج التاريخي الأسلوب العلمي في البحث. فالباحث يتبع خطوات الأسلوب العلمي مرتبة، وهي: الشعور بالمشكلة، وتحديدها، وصياغة الفروض المناسبة، ومراجعة الكتابات السابقة، وتحليل النتائج وتفسيرها وتعميمها.
    - اعتماد الباحث على المصادر الأولية والثانوية لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث لا يمثل نقطة ضعف في البحث إذا ما تم القيام بالنقد الداخلي والنقد الخارجي لهذه المصادر.
    ب ـ عيوب المنهج التاريخي:
    من عيوب المنهج التاريخي: (فان دالين، 1994م)
    - أن المعرفة التاريخية ليست كاملة، بل تقدم صورة جزئية للماضي؛ نظراً لطبيعة هذه المعرفة المتعلقة بالماضي، ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها للعوامل التي تقلل من درجة الثقة بها، من مثل: التلف والتزوير والتحيز .
    - صعوبة تطبيق الأسلوب العلمي في البحث في الظاهرة التاريخية محل الدراسة؛ نظراً لأن دراستها بواسطة المنهج التاريخي يتطلب أسلوباً مختلفاً وتفسيراً مختلفاً.
    - صعوبة تكوين الفروض والتحقق من صحتها؛ وذلك لأن البيانات التاريخية معقدة، إذ يصعب تحديد علاقة السبب بالنتيجة على غرار ما يحدث في العلوم الطبيعية.
    - صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب، الأمر الذي يجعل الباحث يكتفي بإجراء النقد بنوعية الداخلي والخارجي.
    - صعوبة التعميم والتنبؤ؛ وذلك لارتباط الظواهر التاريخية بظروف زمنية ومكانية محددة يصعب تكرارها مرة أخرى من جهة، كما يصعب على المؤرخين توقع المستقبل.
    5 ــ أمثلة للبحوث التاريخية:
    - التربية الأخلاقية، وتطبيقاتها في العهد النبوي الشريف.
    - الفكر التربوي لأبي حامد الغزالي.
    - الآراء التربوية لأعلام التربية الإسلامية القدامى بشأن الإهتمام بالمتعلم.
    - دراسة تاريخية للتعليم العالي للبنات في المملكة العربية السعودية.
    - دراسة تاريخية لإعداد معلم التعليم الابتدائي في المملكة العربية السعودية.

    ثانياً: المنهج الوصفي:
    يواجه المتخصصون في المنهجية العلمية صعوبة في تحديد مفهوم للمنهج الوصفي أكثر من غيره من مناهج البحث؛ وذلك بسبب اختلافهم في تحديد الهدف الذي يحققه هذا المنهج: ما بين وصف الظاهرة إلى توضيح العلاقة ومقدارها، واكتشاف الأسباب الداعية لنشوئها (العساف، 1989م).
    وعلى الرغم من هذا إلا إن المنهج الوصفي شائع الاستخدام في البحوث التربوية إذا ما قورن بالمنهج التاريخي والمنهج التجريبي؛ نظراً لارتباط المنهج الوصفي بالظواهر الإنسانية، والتي تتسم في العادة بالتبدل أو التحول (عدس، وآخرون، 2003م).
    وعلى ضوء ما سبق فإن ماهية المنهج الوصفي تدور حول تعريف المنهج الوصفي، وأهميته، وأنواعه على النحو التالي:

    يتبع( لم نجد التتمة)
    http://sadomar.maktoobblog.com/1425434/
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: أصول المنهج التاريخي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي المنهج التاريخي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي من طرف اريالله في الإثنين 18 يناير 2010, 11:13





    المبحث الأول:ماهية المنهج التاريخي،عناصره و مراحله: المطلب الأول: تعريف المنهج التاريخي: يعتبر المنهج التاريخي كمنهج من مناهج البحث العلمي و له عدة تعريفات عامة و خاصة منها التعريف العام الذي يقرر صاحبه (سيد الهوا ري)1 بأنه الطريقة التاريخية التي تعمل على تحليل و تفسير الحوادث التاريخية الماضية كأساس لفهم المشاكل المعاصرة و التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل.و منها تعريف ويلوي تروس الذي يمتاز بنوع من التحديد و الدقة في تحديد معنى المنهج التاريخي,حيث يفيد هذا التعريف إن المنهج التاريخي هو وضع الأدلة المأخوذة من الوثائق و المسجلات مع بعضها بطريقة منطقية و الاعتماد على هذه في تكوين النتائج التي هي حقائق جديدة تقدم تعميمات سليمة غن الأحداث الماضية أو على الدوافع و الصفات و الأفكار الإنسانية.و من التعريفات التي تتمتع بالدقة و الشمولية في حصر عناصر و مراحل المنهج التاريخي تعريف ليلى الصباغ بأنه مجموعة الطرائق و التقنيات التي يتبعها الباحث التاريخي و المؤرخ للوصول إلى الحقيقة التاريخية و إعادة بناء الماضي بكل دقائقه و زواياه و كما كان عليه في زمانه و مكانه و بجميع تفاعلات الحيات فيه و هذه الطرائق قابلة دوما للتطور والتكامل مع تطور مجموع المعرفة الإنسانية و تكاملها و نهج اكتسابها. و يمكن القول بان المنهج التاريخي هو منهج بحث علمي يقوم بالبحث و الكشف عن الحقائق التاريخية من خلال تحليل و تركيب الأحداث و الوقائع الماضية المسجلة في الوثائق و الأدلة التاريخية و إعطاء تفسيرات و تنبؤات علمية عامة في صورة نظريات و قوانين عامة و ثابتة نسبيا. المطلب الثاني: عناصر و مراحل المنهج التاريخي: يتألف المنهج التاريخي من عناصر و مراحل متشابكة و متداخلة و مرتبطة و متكاملة في تكوين هوية و بناء المنهج التاريخي و مضمونه كمنهج من مناهج البث العلمي، يقود العقل الإنساني بطريقة علمية منتظمة و دقيقة نحو الحقيقة العلمية التاريخية و عناصر و مراحل المنهج التاريخي هي: أولا: تحديد المشكلة العلمية التاريخية: المقصود بتحديد المشكلة العلمية التاريخية هنا هو تحديد الموضوع أو الفكرة العلمية التاريخية التي تقوم حولها التساؤلات و الاستفسارات العلمية التاريخية الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث العلمي التاريخي لاستخراج فرضيات علمية تكون الإجابة العلمية الصحيحة و الثابتة لهذه التساؤلات و الاستفسارات التاريخية.فالمشكلة العلمية التاريخية هي تلك الفكرة المحركة و الفائدة، و الموجهة للبحث العلمي التاريخي حتى الوصول إلى فرضيات و نظريات و قوانين علمية ثابتة و عامة تفسر و تكشف الحقيقة العلمية التاريخية لهذه الفكرة القائدة(المشكلة 2و هي جملة استفسارية تسال عن العلاقة أو علاقة السببية و الحتمية بين متحولين أو أكثر).و تعتبر عملية تحديد المشكلة تحديدا واضحا و دقيقا و علميا من أول وسائل نجاح البحث التاريخي في الوصول إلى الحقيقة التاريخية ، لذا يشترط في تحديد المشكلة التاريخية الشروط التالية:
    ـ يجب أن تكون معبرة عن العلاقة بين متحولين أو أكثر ـ يجب أن تصاغ صياغة جيدة و واضحة و كاملة و جامعة مانع لكافة عناصرها. ـ يجب أن تكون عملية تحديد المشكلة و صياغتها بطريقة جيدة و ملائمة لاستخدام البحث العلمي التجريبي و الخبري و يجب أن تحدد و تصاغ المشكلة التاريخية بطريقة علمية.و أمثلة المشكلات العلمية التاريخية التساؤلات عن أسباب و كيفيات وجود و تطور بعض الأفكار و الحقائق و الظواهر و الأحداث الطبيعية الجيولوجية و الكيماوية و الاجتماعية و الإنسانية و القانونية و السياسية المختلفة في الماضي و علاقة ذلك بحاصرها و التساؤل عن مصير أحوالها في المستقبل.
    ثانيا: حصر و جمع الوثائق التاريخية: بعد عملية تحديد المشكلة العلمية و صياغتها تأتي مرحلة جمع كافة الحقائق و الوقائع المتعلقة بهذه المشكلة و ذلك عن طريق حصر و جمع كافة المصادر و الوثائق و الآثار و التسجيلات المتصلة بعناصر و أجزاء المشكلة و دراسة و تحليل هذه الوثائق و المصادر بطريقة علمية سليمة للتأكد من هويتها و صحتها و صدق و سلامة مضمونها.و نظرا لحيوية و خطورة و أهمية الدور الذي تقوم به الوثائق و المصادر التاريخية في تكوين المنهج التاريخي و في القيام بعملية البحث عن الحقيقة التاريخية حيث أن الوثائق التاريخية هي جوهر المنهج التاريخي لذلك يطلق عن المنهج التاريخي اسم منهج الوثائق أو بحث الوثائق لذلك يستوجب الأمر هنا التصرف لتحديد معنى الوثائق و بيان معناها اللغوي و الاصطلاحي و تحديد أنواعها المختلفة و توضيح كيفية تحليلها و نقدها و تقييمها كأداة علمية للتجريب و التحليل و التركيب للوقائع و الإحداث الماضية لاستنباط الحقائق العلمية التاريخية في صورة فرضيات و نظريات و قوانين علمية عامة و ثابتة و دقيقة.
    ـ معنى الوثائق: الوثيقة لغة معناها وثق به وثاقة و وثقة أي ائتمنه، و الوثائق مصدر الشيء المحكم الوثيق و الوثيقة في الأمر إحكامه و الأخذ بالثقة.كما تعني كلمة الوثيقة في اللغة اللاتينية HEURISTIK البحث أو الوجد ، و محاولة إيجاد الأدلة الكافية و الممكنة و المتعلقة بحادث من الحوادث التاريخية.إما معناها اصطلاحا فقد عرفه المؤرخين في صياغات مختلفة و متعددة منها التعريف الذي بان الوثيقة هي جميع الآثار التي خلفتها أفكار البشر القدماء.و التعريف الذي يقرر أن الوثيقة هي كل ما يمكن أن يكشف لنا عن ماضي الإنسان.و كذا التعريف الذي يفيد بان الوثيقة أو الوثائق هي:ً أن التاريخ بدون شك يصنع بالوثائق المكتوبة إذا ما وجدت و لكن يمكن أن يضع بكل ما يمكن أن تسمي لبراعة المؤرخ استخدامه، اي ان يضع بكلمات أو إشارات أو بمناظر طبيعية و بقرميد الأبنية و بأشكال الحقول و الاعشاب الضارة فالوثائق اوسع من النص المكتوب حيث تشمل كافة الوثائق و المصادر و الادلة و الشواهد التاريخية و اصيلة و اولية او ثانوية و تكميلية مكتوبة او غير مكتوبة و رسمية و غير رسمية و أدلة ميتة و جامدة و أدلة حية و مادية او غير مادية والتي تتضمن تسجيل لحوادث و وقائع تاريخية او لبعض أجزائها و عناصرها ، يعتمد عليها في البحث و التجريب و الوصول إلى الحقيقة العلمية التاريخية المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة و البحث العلميً.
    ثالثا: نقد الوثائق التاريخية : بعد عملية حصر و جمع الوثائق التاريخية المتصلة بالمشكلة محل الدراسة و البحث العلمي، تأتي مرحلة و عملية فحص و تحليل هذه الوثائق تحليلا علميا دقيق عن طريق استخدام كافة أنواع الاستدلالات و التجريب للتأكد من أصالة و هوية و معنى و صدق هذه الوثائق التاريخية فيما تحمله من أدلة تاريخية للحقيقة التاريخية للموضوع أو المشكلة محل الدراسة و البحث العلمي. و تعرف عملية التقييم و الفحص لهذه الوثائق التاريخية بعملية النقد و تتطلب عملية النقد هذه صفات خاصة في الباحث التاريخي مثل الحس التاريخي القوي و الذكاء الملح و الإدراك العميق و المعرفة الواسعة و الثقافة المتنوعة و كذا القدرة القوية على استعمال فروع العلوم الأخرى في تحليل و نقد الوثائق التاريخية مثل فقه اللغة و علم الكيمياء و علم الاجناس وعلم الخرائط و علم النفس و علم الجغرافيا و كذا معارف الفنون و الآداب و معرفة اللغات القديمة و الحديثة.3 ونقد الوثائق قد يكون نقد خارجي و هذا الذي يستهدف اثبات هوية و اصالة و اصل الوثيقة التاريخية و ترميم الاصل الخارجي و ارجاعه الى حالته الاولى اذا ما اصابته عوامل التغيير و كذا تحديد مصدر الثقة التاريخية اي تحديد زمنها و مكانها و شخصية مؤلفها.و قد يكون هذا النقد داخلي و هو النقد الذي يستهدف التاكيد من المعنى الحقيقي للوثيقة التاريخية و اثبات مدى صدقها و لمعرفة بعض التفاصيل و كيفيات تحقيق عملية تحليل و نقد الوثائق التاريخية يجب التطرق الى نوعي النقد الاثنين الخارجي و الداخلي. النقد الخارجي للوثائق : يستهدف هذا النقد ـ كما سبقت الاشارة الى ذلك ـ التعرف على اصل واصالة الوثيقة التاريخية و التاكد من مدى صحتها و كذا ترميم و تصحيح اصل الوثيقة التاريخية اذا ما طرأت عليها تطورات و تغيرات في حالتها ، و اعادتها الى حالتها الاولى و وضعها الاصلي.ويمكن القيام بعملية التحليل والنقد الخارجي للوثائق التاريخية عن طريق الاسالة التالية، ومحاولة الاجابة عليها بواسطة كافة انواع الاستدلال التجريب العلمي:
    1-هل تطابق لغة الوثيقة واسلوب كتابتها وخطها وكيفية طباعتها من اعمال المؤلف الاخرى ومع الفترة التي كتبت فيها الوثيقة؟
    2-هل يظهر مؤلف الوثيقة جهلا ببعض الاشياء كان مطلوبا ان يعرفها؟
    3-هل ما كتبه المؤلف كان غير معروف من طرف شخص اخر عاش عصرها؟
    4-هل هناك تغيرات في الخطوط؟
    5-هل هذا المخطوط اصلي للكاتب ام هو نسخة منقولة عن الاصل؟
    6-هل هناك مايؤكد تاريخ مؤلف الوثيقة التاريخية اذا كانت الوثيقة محمولة التاريخ والمؤلف؟
    فالنقد الخارجي للوثيقة التاريخية ينصب اثبات مدى صحة وسلامة الوثائق ،وعلى اثبات مدى صحة المصدر أي التاكد من هوية وشخصية المؤلف الاصلي .
    النقد الباطن (الداخلي):
    وبعد عملية النقد الخارجي للوثائق التاريخية تاتي عملية النقد الداخي للوثائق التاريخية للتحقق من امعن ودقة وصدق الوثائق التاريخية ومدى الثقة في المعلومات التي تحتويها، وذالك عن طريق الحصول على المعلومات التاريخية الحقيقية الصادقة من الوثائق والاصول التاريخية.
    وتتم عملية النقد الداخلي للوثائق التاريخية عن طريق تحليل وتفسير النص التاريخي والمادة التاريخية، وهو ما يعرف بالنقد الداخلي الايجابي، وبواسطة اثبات مدى امانة وصدق المؤلف ووعيه ودقة معلوماته، وهو ما يعرف بالنقد الداخلي السلبي .
    ويمكن الاطلاع بعملية التحليل والنقد الداخلي للوثائق التاريخة بواسطة طرح الاسئلة التالية والاجابة عليها بواسطة كافة انواع الاستدلال والتجريب العلمي:
    1-هل المؤلف صاحب الوثيقة التاريخية حجة في الميدان ، اي معترف به من المؤرخين النقاد؟
    2-هل يملك مؤلف الوثيقة التاريخية المهارات والقدرات والمعارف اللازمة والكافية لتمكينه من ملاحظت الحوادث التاريخية و تسجيلها وذكرها؟
    3-هل حالة المؤلف الصحية وسلامة حواسه وسوء انفعالاته وقدراته العقلية تمكنه من الملاحظة العلمية والدقيقة والكاملة للحوادث التاريخية وتسجيلها وتقريرها بصورة سليمة.
    4-هل ما كتبه المؤلف كان بناء على ملاحظاته المباشرة ام كان نقلا عن شهادات اخرى او اقتباسها من مصادر اخرى؟
    5-تحديد الفارق الزمني بين ما كتبه المؤلف المؤرخ ووقوع الحوادث التاريخية؟
    6-هل ما سجله الكاتب كان تسجيلا وتصويرا مباشرا لما سمع و رأى ام كان من تخيلات الذاكرة؟
    7-هل اتجاهات وشخصية المؤلف تاثر في موضوعية المؤلف التاريخي في ملاحظته وتقريره للحوادث التاريخية؟
    8-هل استأجره احد ليكتب ما كتب؟
    9-هل كتب المؤلف ما كتبه في ظروف واحوال حالته دون موضوعيته ودقته ؟
    10-هل يناقض المؤلف نفسه او يتناقض مع حقائق ثابتة؟
    11-هل يتفق المؤلف مع كتاب اخين موثوق بهم ام لا ؟
    وقد وضع الفان دلينvAN DALEN بعض القواعد والبمبادئ تساعد على عملية نقد وتحليل الوثائق التاريخية منها ما يلي:
    1-لا تقرأ في الوثائق التاريخية القديمة مفاهيم وافكار ازمنة لاحقة ومتاخرة .
    2-لاتتسرع في الحكم على المؤلف لانه يجهل احداث معينة لانه لم يذكرها، ولا تعتبر عملية عدم ذكر هذه الوثائق والاحداث دليلا على عدم وقوعها فعلا.
    3-لا تبالغ في تقدير قيمة المصدر التاريخي ، بل اعطيه قيمته العلمية الحقيقية .
    4-لا تكتف بمصدر واحد ولو كان قاطع الدلالة والصدق بل حاول كلما امكن ذلك تاييده بمصادر اخرى.
    5-ان الاخطاء المتماثلة في مصدرين او اكثر تدل على نقلها على بعضها البعض ونقلها من مصدر واحد مشترك.
    6-اذا ما تناقض الشهود لتقرير واقعة معينة وضع احتمال ان احدهم صادق واحتمال انهم جميعا مخطئين.
    7-الوقائع التي يتفق عليها الشهود والاكثر كفاية وحجة تعتبر مقبولة.
    8-يجب تاييد وتدعيم شهادات والادلة الرسمية الشفوية والكتابية بالشهادات و الادلة غير الرسمية كلما امكن ذلك.
    9-اعترف بنسبة الوثيقة التاريخية، وقد تكون الوثيقة التاريخية دليلا قوي وكافي في نقطة معينة ، ولا تعتبر كذالك في نقطة او نقاط اخرى.
    رابعا:عملية تركيب والتفسير التاريخي: اي مرحلة صياغة فرضيات والقوانين المفسرة للحقيقة التاريخية.
    بعد حصر وحمع ونقد الوثائق التاريخية ـ يكون الباحث التاريخي قد تحصل على المعلومات والحقائق التاريخية اليقينية المبعثرة والمتفرقة والمتاثرة والعارية 4.
    وتاتي عملية التركيب والتفسير التاريخي حتى تتم وتنجز عملية التاريخ الحقيقي وتكشف وتفسر الحقيقة التاريخية في صورة نظرية او قانون ثابت وعام يكشف ويفسر الحقيقة العلمية التاريخية حول حدث او واقعة من الاحداث والوقائع التاريخية مثل تاريخ بلد معين او تاريخ شعب اوا تاريخ ثورة من ثورات او تاريخ سيرة الرجال او تاريخ فكرة من الافكار .
    وعملية اعادة واستحضار الوقائع والاحداث التاريخية او التركيب والتفسير التاريخي للوقائع والحوادث التاريخية هي تنضم الحقائق التاريخية الجزئة المتناثرة والمتفرقة وبنائها في صورة او فكرة متكاملة وجيه من ماضي الانسانية وتتمن مرحلة او عملية لتركيب والتفسير التاريخي للوقائع والحوادث التاريخية من العمليات والمراحل التالية :
    1-عملية تكوين صورة فكرية واضحة لكل حقيقة من الحقائق محصلة لدى الباحث التارخي والموضوع ككل الذي تدور حوله الحقائق التاريخية المجمعة .
    2-عملية ومرحلة تنضيم المعلومات والحقائف الجزئية والمتفرقة والمبعثرة المحصلة وتوصيفها وتركيبها على اساس معايير واسس منطقية مختارة بحيث تتجمع وتتشكل المعلومات والحقائق المتشابهة والمتجانسة في مجموعات وفئات مختلفة.
    3-مرحلة وعملية ملء تغييرات التي تضهر بعد عملية التوصيف والتصنيف والترتيب للمعلومات والحقائق التاريخية الجزئية والمتفرقة في اطار وهيكل الترتيب ، وتتم عملية ملء الفرغات والتغييرات هذه عن طريق المحاكمة التي قد تكون محاكمة تركيبية سلبية عن طريق اسقاط الحادث الناقص في الوثائق التاريخية على اساس قاعدة ان السكوت حجة وقد تكون المحاكمة التركيبية محاكمة ايجابية بواسطة استنتاج واستنباط حقيقة او حقائق تاريخية لم تذكرها الوثائق التاريخية وذلك من حقيقة او حقائق علمية اولية اثبتتها الوثائق والادلة التاريخية باستعمال منهج الاستدلال .
    4-عملية ربط الحقائق التاريخية بواسطة علاقات حتمية وسببية قائمة بينها اي عملية تسبيب والتعليل التاريخي وهي مرحلة وعملية البحث عن الاسباب التاريخية والتعليلات المختلفة فعملية التركيب والبناء والاستعادة التاريخية لا تتحقق بمجرد تجميع الحقائق التاريخية من الوثائق التاريخية متعلقة بحدث من الحوادث التاريخية بل هي عملية البحث والكشف والتفسير والتعليل عن الاسباب والحوادث وعن علاقات الحتمية والسببية التاريخية للوقائق والحوادث التاريخية واسباب الحوادث التاريخية والوقائع التاريخية هي اسباب متنوعة ومختلفة في حجمها وفي درجة قوة فاعليتها في تحريك وتوجيه الحوادث التاريخية (اسباب فعالة واسباب مادية واسباب صورية واسباب غائبة ).
    فعلاقة السببية والحتمية التاريخية هي محاولة الكشف والتفسير عن المجموعات المركبة والمعقدة المتشابكة والمتفاعلة من العوامل الكامنة في كل حدث من الحوادث التاريخية .
    وقد تتعددت واختلفت المدارس والمذاهب والنظريات الفلسفيات في تفسير فلسفة التاريخوالعلاقة الحتمية والسببية التاريخية ، مثل نظرية هرد التاريخية ونظرية هيجل التاريخية ، وفلسفة او غشت وكونت التاريخية ، وفلسفة ابن خلدون التاريخية وفلسفة كارل ماركس التاريخية ، ونظرية توينبي التاريخية والمدرسة البيوغرافية (مدرسة سير الاشخاص) والمدرسة التاريخية الجغرافية والتاريخية العلمية و المدرسة التاريخية الاقتصادية والتاريخية الاجتماعية والمدرسة التاريخية الفكرية والمدرسة التاريخية التركيبية او الشاملة .
    وتنتهي عملية التركيب والتفسير التاريخي باستخراج وبناء النظريات والقوانين العلمية والثابتة
    في الكشف عن الحقائق العلمية والتاريخية وتفسيرها وتقريرها.

    المبحث الثاني: انواع مزايا وعيوب المنهج التاريخي:
    تتعدد انواع الوثائق التاريخية بتعدد انواع التقسيمات المختلفة للوثائق التاريخية ، هذه التقسيمات تتنوع و تتعدد بدورها وفقا لاختلاف علماء و فلاسفة التاريخ و لاختلاف الزوايا و البؤر التي ينظر من خلالها الى الوثائق التاريخية.لذلك نحدد انواع الوثائق التاريخية وفقا لكل تقسيم.
    المطلب الاول: انواع المنهج التاريخي: ا-انواع الوثائق التاريخية على اساس تقسيم الروايات الماثورة و المخلفات:
    فيقرر البعض من علماء و فلاسفة التاريخ ان الوثائق التاريخية تنقسم الى فئتين فئة الروايات الماثورة ، وهي وثائق او مصادر رغب الانسان الماضي الى بعده من الناس و من امثلة الروايات الماثورة الروايات الشفوية و الروايات المكتوبة و المطبوعة و الروايات المصورة و الرسوم و الخرائط.و فئة المخلفات او البقايا في كل ما تركه و خلفه الانسان الماضي بدون قصد و ارادة و شعور منه في تركه لغيره من بعده مثل اللغة و الادب و الموسيقى و كافة صور التعبير الفني و المنتجات الصناعية و القوانين و العادات ، وهذا منتقد من حيث انه لا يمكن الحسم و القطع في التمييز بين الروايات الماثورة و المخلفات.
    ب-انواع الوثائق التاريخية على اساس تقسيمها الى وثائق و مصادر اصلية و اولية و الى مصادر مشتقة و غير اصلية:
    الوثائق التاريخية الاولية الاصلية هي الاثار و المخلفات المادية المباشرة و المعاصرة للحقيقة التاريخية محل الدراسة و البحث او نقش مباشرة او تعبير مباشر وقد تكون هذه الوثائق الاصلية اثار و مخلفات مادية مباشرة في صورة مباني و طرق و جسور و نقود و ادوات و بقايا انسانية وقد تكون تقارير كتبها مشهود او مذكرات شخصية او نصوص القوانين و احكام قضائية و نسخ عقود و معاهدات و اؤامر و توجيهات ووسائل رسمية و يسمى هذا النوع من الوثائق التاريخية المصادر.اما الوثائق التاريخية المشتقة و غير الاصلية فهي تلك الوثائق التاريخية المشتقة و المقتبسة من المصادر الاولى او الوثائق التاريخية الاصلية.و قد تكون هذه الوثائق المشتقة المنقولة و المقتبسة من الاصل التاريخي من الدرجة الاولى ، وقد تكون من الدرجة الثانية او الثالثة او الرابعة ، وهكذا وفق لدرجة قبها او بعدها من المصدر الاصلي وتبعا لتعدد المراجع الواسطة بينها و بين المصدر او الوثيقة الاصلية.
    ج-انواع الوثائق التاريخية على اساس تقسيمها الى وثائق و اثار غير مكتوبة و وثائق و اثار مكتوبة:
    الوثائق والاثار و الاشياء المصنوعة و غير المكتوبة و غير المطبوعة ، فهي تتمثل في الاهرامات و المعابد و الابنية و الانهار و التخطيطات المختلفة للمدن و التي تركها الانسان الماضي.اما الوثائق التاريخية المكتوبة و المطبوعة فهي كل ما خلفه الانسان الماضي من مدونات على الفخار و نقوش على الحجر و المعادن او على الورق بالاضافةالى المسجلات الصوتية.
    د-انواع الوثائق التاريخية حسب القائمة:
    هناك تقسيم اخر للوثائق التاريخية ، يقوم بعض انواع هذه الوثائق دون ان يتبنى اساس واحد لتنويعها ، ومن اهم انواع الوثائق التاريخية وفقا لهذا التقييم مايلي:
    -المسجلات و الوثائق الرسمية :مثل التشريعات و احكام القضاء و العقود المعاهدات و محاضر الاجتماعات و الجمعيات الرسمية للمؤسسات الدستورية و التقارير الرسمية المختلفة التي تركها الانسان الماضي.
    -التقارير الصحفية التي تركها الانسان الماضي.الشهادات الحية التي ينطق بها شهود عيان عاصروا الاحداث و القضايا التاريخية محل الدراسة و البحث العلمي.
    -المصادر الشخصية كالرسائل و المذكرات الشخصية التي يتركها الاشخاص التاريخييون.
    -المذكرات و التراجم عن الاشخاص.
    -الدراسات و البحوث و الكتابات التاريخية.
    -الدراسات و البحوث الوصفية الماضية و التاريخية.
    -الكتابات الادبية و الفنية و الفلسفة الماضية.
    -البقايا و الاثار الاثرية و الجيولوجية.
    -الاعمال الفنية المتنوعة.
    المطلب الثاني:مزايا المنهج التجريبي: من مزايا المنهج التاريخي:
    -يعتمد على الاسوب العلمي في البحث فالباحث يتبع خطوات الأسلوب العلمي مرتبة و هي: -الشعور بالمشكلة-تحديدها.
    -صياغة الفروض المناسبة-مراجعة الكتابات السابقة-تحليل النتائج و تفسيرها و تعميمها.
    -اعتماد الباحث على المصادر الاولية و الثانوية لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث.
    -لا يمثل نقطة ضعف في البحث اذا ما تم القيام بالنقد الداخلي و القد الخارجي لهذه المصادر.
    المطلب الثالث:عيوب المنهج التاريخي:
    مما تقدم يرى بعض العلماء ان المنهج التاريخي يفتقر الى درجة كبيرة من الموضوعية و ذلك لعدم القدرة او الامكانيات لاخضاع كافة الاحداث الماضية للتجريب او التكرار من جهة بالاضافة الى ضعف قدرة المؤرخين و الباحثين بحسب هذا المنهج الى على ضبط العوامل المؤثرة من خلال تجميد او تثبيت بعضها.على الجانب الاخر يرى بعض الكتاب ان المنهج التاريخي كاسلوب علمي يعاني من بعض الامور التي يمكن تلخيصها بالشكل التالي:
    -تتعرض بعص الاحداث التاريخية للتلف و التزوير و بالتالي فانه من الصعب القول بان التاريخ سيعطينا معرفة كاملة نحو مختلف جوانب الحياة و ظواهرها في الماضي.
    -صعوبة تطبيق المنهجية العلمية بمراحلها المختلفة لتغير الاحداث التاريخية و ذلك لاسباب اهمها طبيعة الحدث التاريخي و خصائصه و مصادر الحصول على معلومات موثوق عنه من جهة بالاضافة الى صعوبة اخضاعه للتجربة من جهة اخرى.
    -صعوبة وضع فرضيات واضحة مبنية على اسس نظرية قوية للاحداث التاريخية و ذلك لاسباب اهمها ان علاقة السبب بالنتيجة في تحديد مسار الاحداث التاريخية نفسها ليست علاقة يمكن تصورها بشكل دقيق واوضح ذلك لتشابك او تعارض او تعدد الاسباب و من ثم التفسيرات لهذا الحدث او ذاك.
    -عجز الباحثين بحسب المنهج التاريخي عن الالمام الكافي بالمادة التاريخية و من مصادرها الاولية و الثانوية الامر الذي يؤدي الى صعوبات لا يمكن تجاهلها عند التحقق من الفرضيات او الاسباب باستخدام التجريب.
    وبناءا عليه تبدو عملية الوصول الى نتائج او استخلاصات يمكن تعميمها بحسب هذا المنهج لارتباط الظواهر التاريخية بظروف زمانية و مكانية محددة يصعب تكرارها مرة اخرى من جهة كما يصعب على المؤرخين التنبا بالمستقبل.
    المبحث الثالث: تطبيق المنهج التاريخي في مجال العلم القانونية و الادارية .
    المطلب الاول:تطبيقات المنهج التاريخي في مجال العلوم القانونية و الادارية .
    يطلع المنهج التاريخي بدور حيوي و اصيل في ميدان الدراسات و البحوث العلمية القانونية و الادارية التي تتمحور و تتركز حول الاحداث و الظواهر القانونية و التنظيمية المتحركة و المتغيرة و المتطورة ، باعتبارها وقائع و احداث و ظواهر اجنماعية و انسانية في الاصل الاساسي.فيقدم المنهج التلريخي الطريقة العلمية الصحيحة و المؤكدة للكشف عن الحقائق العلمية التاريخية للنظم و الاصول و العائلات و المدارس و النظريات و الفلسفات و القواعد والافكار القانونية و الادارية و التنظيمية.فمادامت الاصول و النظم و النظريات و الاسس و الفلسفات و الافكار و المبادئ و القواعد والاساليب و الطرق القانونية ضاربة جذورها في اعماق و ابعاد ‏تاريخ الحضارات الانسانية المختلفة و عبر الاحقاب و القرون الزمنية المتمددة الى ابعاد و اعماق الماضي الانساني البعيد و الغابر فان المنهج التاريخي هو المنهج العلمي الوحيد الذي يقود الى معرفة الاصول او النظم والفلسفات و الاسس و المبادئ و الافكالا و القواعد القانونية الماضية التي يستمد منها النظم و القواعد و المبادئ و الافكار القانونية و التنظيمية الحاضرة ، و ذلك بطريقة علمية صحيحة و واضحة عن طريق حصر و جمع كافة الوثائق التاريخية المتعلقة بالحوادث و الوقائع القانونية و تحليلها و نقدها و تركيبها و تفسيرها تاريخيا لمعرفة و فهم حاضر و فلسفات و نظم و قواعد و مبادئ و افكار النظم القانونية النافذة و السارية المفعول ، و القيام بالبحوث و الدراسات العلمية المقارنة لفهم واقع النظم القانونية و الادارية المعاصرة فهما سليما حقيقيا اولا و لتطويرها بما يجعلها اكثر ملائمة و تفاعلا و انسجاما مع واقع البيئة و الحياة الاجتماعية والاقتصادية و السياسية المعاصرة و لجعلها اكثر تطور و تقدم بالقياس الى ماضيها و تاريخها5.
    فبواسطة المنهج التاريخي امكنو و يمكن معرفة الحقائق العلمية و التاريخية عن اصل و اساس و غاية القانون في كافة مراحل و عصور ماضي التاريخ الانساني في الغابر بطريقة علمية صحيحة.كما يمكن بواسطة المنهج التاريخي التعرف على الحقائق العلمية التاريخية بالعائلات و النظم و الاحكام و النظريات القانونية القديمة الماضية، مثل النظام القانوني الاداري الافريقي و الروماني ، و النظام القانوني و الاداري و الاسلامي الجزائري الماضي و النظام القانوني الصيني و الهندي.
    المطلب الثاني: تقييم المنهج التاريخي في ميدان الدراسات و البحوث القانونية و الادارية.
    يقوم المهج التاريخي بدور كبير في اثبات و اكتشاف الحقائق التاريخية القانونية و الادارية بطريقة علمية موضوعية و دقيقة،و ذلك عن طريق تاصيل و اثبات و تاكيد هوية الوثائق القانونية التاريخية ، و تقييمها و تحليلها تاريخيا، و استخراج الحقاءق و النظريات العلمية حول الحقيقة العلمية التاريخية الاقنونية المقصود معرفتها و التعرف عليها.و تزداد قيمة المنهج العلمي التاريخي قوة و منفعة علمية في ميدان الدراسات و البحوث العلمية القانونية، لان معظم الافكار و الظواهر و النظريات القانونية ترجع في جذورها و اصولها التاريخية الى ابعاد واعماق التاريخ البعيد لذا كانت معرفة و استخدام المنهج العلمي التاريخي في ميدان العلوم القانونية و الادارية حتمية علمية و منهجية تربوية قائمة في مجال الدرلسات و البحوث القانونية الادارية.كما لا يمكن حاضر و واقع و قواعد و احكام و اصول النظم القانونية و الادارية الحالية الا عن طريق معرفة اصولها و جذورها التريخية الماضية ، و لا يمكن معرفة ذلك معرفة علمية حقيقية و كاملة و يقينية الا باستخدام المنهج التاريخي استخداما جيدا و سليما فعن طريق المنهج التاريخي يمكن معرفة الاصول و الجذور و التطبيقات التاريخية الماضية لاحكام و قواعد و مبادئ نظريات العقود و المسؤولية ، و البطلان و المركزية الادارية و مبدا تدرج السلطة الرئاسية ،و الرقابة الادارية ،و الوظيفة العامة ،و النظم العسكرية ، و القيادة الادارية و اصول و جذور و تطبيق نظم المؤسسات الادارية في الماضي في النظم القانونية و الادارية الدولية و الوطنية المقارنة.





    http://kadiro.yoo7.com/t11-topic
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الانسداد التاريخي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-30-2014, 08:32 AM
  2. منهج البحث التاريخي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-2014, 08:05 PM
  3. الأطلس التاريخي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-03-2014, 11:09 AM
  4. المنهج العلمى و منهج أصول الفقه
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-04-2011, 05:08 AM
  5. إصدار.. الأطلس التاريخي
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-27-2007, 05:03 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •