:b11:

ترجمات«نسائية»

كتب
الأربعاء 19-1-2011م
صدر مؤخراً عن سلسلة الجوائز التابعة للهيئة العامة للكتاب، الكثير من الأعمال المترجمة، منها: «داي» للكاتبة الإسكتلندية أليسون لويس كيندي (1965) التي أشاد النقاد بلغتها الشعرية وبراعتها في التعبير عن الأفكار الباطنية حد الغموض أحياناً.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نالت كيندي عن هذه الرواية جائزة «كوستا» أحد أهم الجوائز الإنكليزية بعد المان بوكر. في الرواية، التي ترجمها للعربية عبد المقصود عبد الكريم، تحاول المؤلفة تقصي حياة «ألفريد داي» وهكذا فعنوان العمل يمكن أن يحمل اسم البطل كما يمكن أن يحمل زمن الرواية، التي تدور في يوم واحد، وخلاله يسترجع البطل حياته وسط معاناة في معسكر اعتقال ألماني عام 1949. كما يطارد إحساساً مخيفاً سكنه منذ هذه الحرب، وينصت للصوت النابع من أعماقه. وليتخلص من اكتئابه، يتطوع للعمل في فيلم وثائقي عن الحرب..ورواية «المؤتمر الأخير» للروائي الفرنسي مارك بروسون (1938) الذي نشر من قبل عدة روايات منها« ذكريات مظلة عجوز» «عيد الميلاد» «قرن بلا تاريخ» «الباب الخامس». وتدور «المؤتمر الأخير»، الفائزة بجائزة الأكاديمية الفرنسية عام 2008، والموقّعة بالعربية بترجمة رشا عامر، في لندن، حيث ترسو باخرة كبيرة شديدة البياض، لم تصنع لكي تبحر، فقط ليستقلها المشاركون في أحد المؤتمرات الذي يلتقي فيه الغرب والشرق لعدة أسابيع قبيل انهيار سور برلين عام 1989.. يستعين المؤلف في هذا العمل بخبرته في العمل الدبلوماسي ليؤكد أن المبني المصمم على هيئة سفينة سيتحول شيئاً فشيئاً إلى مركب شراعي للمجانين، فيميل يميناً ويساراً، لترسو في النهاية على أحد الموانئ دون أن يتكهن أحد أين ترسو. أما رواية «حزن مدرسي» للكاتب الفرنسي دانيل بناك (1944) ففازت بجائزة «رينودو» عام 2007، وترجمها للعربية عاطف محمد عبد المجيد. يتماشى هذا العمل مع سيرة مؤلفه الذاتية في سنواته المبكرة، حيث كان تلميذاً بليداً وكسولاً، هكذا يفتح جرحه ليناقش العملية التعليمية بكل ما فيها من أطراف. مثل المدرسين والأسرة، وأمه على وجه الخصوص. ورغم سخريته اللاذعة من ذاته حد وصف غبائه، إلا أن دانيل يقدم رواية آسرة وشديدة العمق والبساطة في ذات الوقت، وربما تصلح ككتاب تربوي للمدرسين والتلاميذ إذا أتيحت لهم فرصة قراءته. في هذا العمل، يكرر المؤلف وصايته بأن علاج الخوف من القراءة هو المزيد من القراءة، والخوف من النحو يعالج بالنحو، والخوف من عدم فهم النص يعالج بالانغماس في النص.. ورواية «رقة الذئاب» للكاتبة الإسكتلندية ستيف بيني (1969) التي تعمل مخرجة سينمائية ولها الكثير من الأفلام القصيرة. فازت بيني أيضاً بجائزة كوستا عن هذا العمل، الذي ترجمه للعربية سها سامح وراجعه وقدمه ناجي رشوان. تدور الرواية حول حياة عائلة إسكتلندية هاجرت إلى كندا في ستينيات القرن التاسع عشر، هنا تصف المؤلفة تفصيلياً طريقة الحياة العنيفة والقاسية لشتاء ثلجي شديد البرودة. الغريب أن ستيف لم تزر كندا أبداً ولم تر الأماكن التي دارت فيها أحداث روايتها، لكنها لجأت للمكتبة البريطانية لتقرأ حكايات موظفي شركة هدسون باي فيور. تعتبر «رقة الذئاب» رواية كلاسيكية عن الخير والشر وانتصار الحب على الكراهية، وتبدأ باكتشاف جريمة قتل في إحدى قرى غابات كندا. يسير السرد بهدوء لنكتشف أن الرقة من نصيب الحيوان الضحية ولو كان ذئباً، حيث يصير كذلك مقارنة بجشع الإنسان ورغبته في التملك والسيطرة. وترى الناقدة كات ساندرز أن هذا العمل يضم مزيجاً فريداً وسلساً من الرواية البوليسية والتاريخ والمغامرة التقليدية المتماسكة. كما أن المؤلفة تقدم رصداً تحتياً لسياسات الاحتكار الامبريالي للشركات الإنكليزية والفرنسية. وأخيراً تأتي رواية «أناقة القنفد» للكاتبة الفرنسية مورييل باربري، المولودة في المغرب عام 1969، وصدر لها من قبل رواية «شراهة». فازت «أناقة القنفد»، التي ترجمها وقدمها محمود قاسم، بجائزة المكتبات عام 2007، وطبعت عدة طبعات ورشحت للكثير من الجوائز. وفي هذا العمل تقسّم الروائية نفسها إلى ثلاث نساء من مراحل عمرية مختلفة، واحدة في مرحلتها الحالية كدارسة للفلسفة، وأخرى تمثل ماضيها وهي صبية في الثانية عشرة، وثالثة مستقبلية حين تبلغ الرابعة والخمسين، لكن البطلة هنا تعمل بوابة رغم أنها مثقفة وتقرأ الأدب بنهم وتطرح كذلك الأسئلة الفلسفية الكبرى، وتتقاسم مع بطلتي المرحلتين السابقتين. يتمتع هذا العمل بمتعة خاصة كلما توغل فيه القارئ.‏
http://thawra.alwehda.gov.sy/_View_n...20110118231427