منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع

    القصة الشاعرة تؤكّد عدم توقف مسيرة الإبداع العربي



    إننا دوماً بحاجة إلى كلّ جديد سريع يتفق مع حداثة فنون التشكيل ،ولا يُنكر تراثية المضمون، ولوكان ذلك انطلاقاً من السمة الرئيسية في الحياة ، و هي التغيير مع الحفاظ على خصوصية عالمية الهوية ، والريادة و تواصل الأجيال الإبداعية و مواكبة المستجدّات .. ، بل يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك في العملية الإبداعية عندما يأتي الإلهام بما هو غير مسبوق ، و لا يستطيع تنفيذه إلاّ التواقون للمغامرات و المتمردون بثقة إبداعية على التقولب و المتقولبين ، و من هنا تنطلقُ الأجناس الأدبية و الفنية الجديدة ، و تدبُّ الحياة في نصوص الاكتشافات و الاختراعات بين مؤيدٍ و مُعارضٍ حتى تكون تلك النصوص مُستفزّة للتنظير و التقعيد و التسمية و مقارنة العلاقات بين الجديد و محيطه و جذوره ، و من ثَمَّ مناقشات/دراسات جادة وحوارات مسئولة لاستقصاء تقنيات التطور والوقوف عند الإضافات الجوهرية،
    و في هذا الإصدار "فن القصة الشاعرة" يشرفني أن أُقدّم نوعيةً من النصوص تختلف في شكلها الكتابي و مضامينها و معايير كتابتها و كيفية قراءتها عماّ سبق ، و قد ترتدي هذه النصوص لا سقوفية ما بعد بعد الحداثة إلاَّ أنها تلتزم بحشمة الموروث و رؤية المستقبل ، و قد يكون العنوان مثيراً للجدل لأول وَهْلة ، و لكن بعد القراءة المتأنية بعين التفكر يتبين أنّ "فنُّ القصة الشاعرة" جنس أدبي جديد ، و متجدّد و قابل للتطوير و التحديث ، و كذلك لا يُهمل دور الماضي (الموروث) في رسم المستقبل ، و تعمل القصص الشاعرة على تنشيط التصوّرات الذهنية -بالتماس مع مختلف العلوم و الفنون و التوجهات- و تفجير القدرات الإبداعية لدى المتلقي الواعي و الناقد المبدع ، إذْ أن نصّ القصة الشاعرة يُمثّل عالماً منفتحاً على عدة نوافذ ، و في كلّ قراءة تجد الضوء أكثر في نافذة تختلف عن سابقتها التي حظيت في القراءة السابقة بالضوء الأكثر ، و هكذا يطول المكوثُ أمام النص متعةً و فائدةً و بحثاً عن المفتاح الأَوْلى للباب الرئيسي .. ، و بينما نحن كذلك نجد في مصطلح "القصة الشاعرة" لهذا الفن الكتابي (الجنس الأدبي) الجديد يأتي المفتاح مُهرولاً لكلّ هذه النوافذ غير المغلقة ، و لكنها بحاجة إلى جهدٍ مشارك بين إخوة الإبداع الراقي حتى نصل معاً - وبحب – إلى حَلْقِ الباب ، والذي يبدأ بإمكانية كتابة نصوص تضمّ معايير قصيدة التفعيلة و معايير القصة القصيرة مع التزام التدوير الشعري و الموضوعي/القصصي و توظيف الفضاءات البصرية و اللونية ، وتوجيه التشكيل الإعرابي و علامات الترقيم إلى مهام ضمن العملية الإبداعية كما أن القص يكون ركناً متبطناً في النص ككل ، وليس مجرد دراما اللقطة أو اللقطات كما هو في الشعر ، والنص يُكتب مع الالتزام بتفعيلةٍ تدويريةٍ ما (عدم التسكين) ، و كذلك القص المكثف ، والرمز الذي يفتح أبواباً لعدة رؤى ، وكلها موجودة في النص عن طريق ألفاظ/ شفرات ، و مع التأمل يُمكن أن تُحدّد ماذا يُريد أن يقول النص ، و يجعلك تتصور ذهنيا الدور الذي يُمكن أن تقوم به وكيفية ذلك في المستقبل ، و يتضح أنّ وجود التدوير الشعري فقط مع الاستفادة بالدراما لايعني أن النص قصة شاعرة ، و إنما قد يكون قصيدة تفعيلة معتمدة على السطر الشعري و نهاياته التي لها أهميتها المقصودة مِنْ قِبَل الشاعر ، بينما في القصة الشاعرة ليس مجرد الاستفادة بالدراما ، و لا تعني بالسطر الشعري إذْ يُمكن كتابة الجمل متجاورة (شكل القصة القصيرة) لايفصل بينها سوى عدد من النقط له مغزاه في النص ، كما يُمكن كتابة الجمل أسفل بعضها (شكل قصيدة التفعيلة) و في الشكلين لن يتأثر النص ،
    و بالتالي فإن مثل هذه النصوص لا يُمكن اعتبارها قصة فقط ، وإلاَّ فما دور التفعيلة ، و التدوير الشعري؟
    و كذلك لا يُمكن اعتبارها قصيدة ، و إلاّ فما دور التدوير القصصي الذي تبطن النص؟
    و لا يُمكن اعتبارها مزيجاً بين القص و الشعر ، و إلاّ فمادور باقي المعايير الأخرى الموجودة بالنص؟
    و بالتالي لا يُمكن إدراج مثل هذه النصوص تحت أحد اللونين .. القصصي أو الشعري
    لذلك ، كان لابد من تصنيف فن كتابي/ جنس أدبي جديد ليتم إدراج مثل هذه النصوص ضمنه ، و قد كان ابتكار هذا الفن الجديد ، و بمعايير مثل تلك النصوص ، و قد اصطلح على اسمه "قصص شاعرة" ..
    و كان التطبيق العملي هو الوسيلة الأفضل للتواصل الإبداعي
    و من هذا المنطلق .. ،
    فإن القصص الشاعرة تعدُّ مفتاحاً رمزياًّ لمعالجة الأحداث بصورةٍ مُمَوْسقة ، و عين خبيرة تؤكّد عدم توقف مسيرة الإبداع ، والقدرة على مواكبة التطورات بعمقٍ و بصيرة .


    نصوص متنوعة


    1- محمد الشحات محمد- مصر (يوم العيد)

    بينما العيد يناديه ابتهال ..، ظل يدعو رغم أجساد التلاشي ..، صاحت الصافات من عطر الجواري واحتباس الفرد شوقا للمثنى ..، فجأة عادت أراجيح الهوى تجري حوارا فوضويا ، سمع المأمون يدعوه يصلي ..، كان في أول صف شاهدا ..، ما قدروه الحق ، فاقتات الخلايا ..، دون برواز تلوى ..، عرف الصبار إليهم ..، فتح المعجم حتى شاهد الصافات ..، حيا راح يسعى.

    2- د.خالد البوهي (إرهاب) :-

    نضب الأكل بطبق الفول " المتهالك " ..، هل تمتد الأيدي قبلي ..، أم أنتظر الآتي من عولمة كانت دوما ترصدني ..، وتعد حبيبات القمح المتبخر ..، تعلن حرب الزيت ، وتعلن في المستقبل حرب الماء ؛ وحرب النفس ..، تمثل في جثث الأطفال – ونحن نغني في أعياد طفولتنا – لكني مازلت وحيدا أبكي بجوار مخازن تموين الزيت الموتور ، وأقرأ باللغة الأخرى أن هذي منطقة نفوذ للإرهاب الثاني.

    3- د. بيومي الشيمي (الدائرة) :

    دقت عقارب ساعتي ، سقطت جميعا غير هذا المنتهي في حضن أوردتي ، تسمر صارخا : " قل لي بربك ما كتبت الآن في قلب الهوى ؟ " ، ثارت مدارك شقوتي ؛ لكنني قررت شيئا غامضا ، فسألتني ، لا .. لم أسل ، وهنا تألق فجأة صوت الثرى : " تحيا الشواهد في مداخل فجرنا ... يا سكرنا " ، فتفجر الصوت الرخيم معارضا ، خرجت قرون العقربين ..، تناطحا ، صارا عزيزا دونه امرأة تراود عقربا حيث انتهت.


    4- أحمد السرساوي (فتح) :

    أغلق النافذة الصغرى ..، تولى أمرة الجيش فأهدى كل جندي سرايا من بقايا الحق حتى شهد الناس بعدل يشتهي فجرا ليحيا النور ..، ظل المارد القائد يشدو .. خلفه حجرته تسمع نبضات ، ترد الفرقة الآن بصوت تراءى فجأة يعلن أن القمر الغائب يشكو الليل من دسترة الحق بألوان توالت نغما ، يرفض تصوير الشبابيك بعين القهر إيمانا بتوحيد التراتيل ، فعاد الصمت حيا ، ينبش الأوراق حول الجسد القابع تحويه الصحاري ..، دقت ساعة بدر ..، حلق المارد شوقا .. سمع الحلم يغني خلف أبواب يواريها مع الحلق براءات اختراع تفتدي أسلحة للغيب .. تتلو سورة الرحمن في عسكرة الشوق .. تمادى ربع قرن ، بينما الجدران ثارت .. قرر السجدة في القدس ونادى ليلة فيها ارتوت كل السرايا من (سواقي اللبن) الغائر قسرا ..، بايعت أفدنة الأوراق غصنا مستجدا .. راح يهديه عناقيد سلام ، فانحنى ضوء المرايا ، أسدل الآن ستار البحر فوق المسرح العائم ..، صلى من جديد ..، أشرقت شمس ..، تدلى سقف قيس يرتجي عفو ليلى ..، فتح النافذة الأولى .. تجلى.

    5- إلياس بن سالم /صراط علي – الجزائر (أحجية ومسنجر):

    حين تأكد رجل المطر الساخن أن الوجه القادم لا يعرفه .. لم يسبق أن ساده صمت فاقترب رويدا .. نظر محمد من أبهى منطقة ينطق وجها يرسم فيه قلبا أحمر في فمه ..، يصرف نظرا وحياء المشتاق لصوت ..، حين ابتسم احترقت ميسرة الصدر ، وهمت جبهته لدفاع الخطإ الجوي المتعمد ، وانتفضت ثانية تبكي مقتل جزء منه ، وتسحب أشلاء ضحاياه ، ولثالثة إنزال أخر في بحر تعقله انطلقت لتواجه من بعد البسمة قوة ضحكته .. تدمير هائل في شطآن البوح ..، تأكد ذلك من نشرة أخبار الجسم ..، فاهتز بسلمه " رختر " ..، قالت حائزة القلم المبدع .. جائزة النوبل للسلم : سلام الله عليك " محمد " كيفك ؟ إني اشتقت إليكم جدا ..، بهت الألم المبرح بنهاية أحجية ومسنجر.


    6- ريمة الخاني – سوريا (لنبدأ من جديد ) :

    واختفى ضبع الليالي خلف درب كاد يهوي من عوينات الضنى ، فاتخذت روحي سراديب حدادي ومزايا السحر غابت ، بينما لاح الحضور الآن صبحا يحتوينا من جديد ..، قلت رمزا : " إن نويت العوْدَ مهلا ، واجعل العود يغني كلما تسابق الدنيا لدينا ..، ألف سابقني وكن بعدك عني مستكينا وأجبني..، ما شعور اللا شعور اللا يبالي ؟" كان رعب قد تولى وتولى السهم بعد الذبح عشق القلب إيمانا به لولا هوى حملي ، وتاهت سدرتي الأولى ارتحالا لكأني أمسح الذنب التلاقي .. لم يكن لي في خيار الخير إلا رفقة منه تراءت كانبثاق النور ليلا ، فاتني البوح ، فلملمت عناقيدي ..، مضيت الآن كي أبدأ حلمي من جديد ، أذن الفجر اغترابا ، غربت شمس وصاحت نجمة الشوق ..، تدلى سقف ها (القائد يحيا) ..، عدت قسرا حيث عدنا.

    7- ربيحة عبدالوهاب الرفاعي – الأردن/فلسطينية الأصل (على ثراها ) :

    على أملٍ بأن غدا سيحمل نكهة أحلى، توضأ ثم نحو البيت سار بخطوة عجلى، يصارع فكرة التضييع كيف "أتى الذي ولّى"، وكيف القوم باعوا القدس في ترنيمة القتلى، وكيف أتى بنو صهيون كيف استأسدوا في الناس تنكيلا وكيف بغزة الثكلى أقام العزل والتجويع، والإقدام ما كلََّ، وعند الباب غازل غص زيتون على كتف الجدار أقام واستعلى، تأمله بإعجابٍ وفي ظل استدارة أمه الخضراء أغرق في تسابيح قبيل العصر ثم بظلها صلى...

    8- صالح طه – أريتريا ومقيم بالسعودية (غدير)

    " غدير " قد رأت - ليلا – صغيرا قد بكى ..، أشفقت قالت من ترى أبكاك قل لي .. كفكفت من دمعه ، تاقت له ، سقته من ماء عطوف ، أغرقته ، وحينها كم يشتهي الظمآن مما قد رأى ، ويقول يا ليت الصغير أكونه .. يا ليتني .. يا ليتني.


    ***
    </b></i>

  2. #2

    رد: القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع

    بينما في القصة الشاعرة ليس مجرد الاستفادة بالدراما ، و لا تعني بالسطر الشعري إذْ يُمكن كتابة الجمل متجاورة (شكل القصة القصيرة) لايفصل بينها سوى عدد من النقط له مغزاه في النص ، كما يُمكن كتابة الجمل أسفل بعضها (شكل قصيدة التفعيلة) و في الشكلين لن يتأثر النص ،
    و بالتالي فإن مثل هذه النصوص لا يُمكن اعتبارها قصة فقط ، وإلاَّ فما دور التفعيلة ، و التدوير الشعري؟
    و كذلك لا يُمكن اعتبارها قصيدة ، و إلاّ فما دور التدوير القصصي الذي تبطن النص؟
    و لا يُمكن اعتبارها مزيجاً بين القص و الشعر ، و إلاّ فمادور باقي المعايير الأخرى الموجودة بالنص؟
    و بالتالي لا يُمكن إدراج مثل هذه النصوص تحت أحد اللونين .. القصصي أو الشعري
    لذلك ، كان لابد من تصنيف فن كتابي/ جنس أدبي جديد ليتم إدراج مثل هذه النصوص ضمنه ، و قد كان ابتكار هذا الفن الجديد ، و بمعايير مثل تلك النصوص ، و قد اصطلح على اسمه "قصص شاعرة" ..
    و كان التطبيق العملي هو الوسيلة الأفضل للتواصل الإبداعي
    و من هذا المنطلق .. ،
    فإن القصص الشاعرة تعدُّ مفتاحاً رمزياًّ لمعالجة الأحداث بصورةٍ مُمَوْسقة ، و عين خبيرة تؤكّد عدم توقف مسيرة الإبداع ، والقدرة على مواكبة التطورات بعمقٍ و بصيرة .



    لانختلف عما ورد أبدا ولكن لماذا لم نجد قراء كثر عبر هذا النمط الأدبي؟ ولماذا لم ينتشر كثيرا؟ هل لصعوبته؟ ام لغرابته؟ ام لاننا لم نحسن نشره؟
    سؤال هام جدا يفتح آفاقا جديدة نريدها.
    وأقترح عمل مسابقة قصصية شاعرية كي ننشط هذا النمط من جديد.
    الف تحية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع

    الشعرية أو الشاعرية:-

    هي سمة تعني الإطار الأجمل بما تنتجه من أثر..، وهذا الإطار/السمة قد يكون لنص سواء كان قصة أو مقال أو حتى حوار أو جلسة وغيرها،

    و بالتالي فإنّ القصة الشعرية قد تكون قصيدة (بأي شكل) مستفيدة بالدراما ، و قد تكون قصة نثرية عادية لكنها اكتسبت سمة الشعرية من جمال التصوير و دلالة اللفاظ و السرد ، و غيرها من مقومات القصة القصيرة .. ،
    و مثلاً تحدّث امرؤ القيس عن مغامراته في معلّقته ، وكذلك عنترة بن شدّاد ، و عمر بن أبي ربيعة و غيرهم من رموز الشعر العمودي .. ، و لكن في النهاية لا يُدرج ما كتبوه ضمن أي فن من فنون الكتابة إلاّ الشعر ، و لكنه يأخذ مُسمّى الشعر القصصي أو القصة القصيدة ، و في إطار اتساع مفهوم الشعرية يُطلق على ما استفادت به قصائدهم من دراما قصة شعرية ، و هذا المُسمّى كما ذكرنا يُمكن أن يُطلق على أي قصة نثرية إذا اكتسبت سمة شاعرية مقوماتها
    و من شعر التفعيلة الذي استفاد بالدراما كذلك بعض كتابات البياتي و نازك الملائكة ، و اعتبر بعضهم أن صلاح عبدالصبور رائد الشعر الدرامي .. ، كما اعتبروا أن مطران خليل مطران رائد الشعر القصصي .. رغم أنّه ما مِنْ شاعر إلاّ و استفادتْ قصائده بالدراما .. ،
    و مِنْ ثمَّ فإنّ قصيدتي "الثعلب و الديك" و "الحمار و الموجة" لأحمد شوقي كانتا مُجرّد حكايات ارتدتْ ثوب القصيدة العمودية ، و لا يُمكن عليهما تطبيق أحد معايير القصة الشاعرة ، و هو "إمكانية كتابة النص بأكمله كَجُمل متجاورة دون خلل" .. ففي قول أحمد شوقي :-


    "سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى = فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا

    حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ = نحو السفينةِ مَوجةٌ تتقدمُ

    قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً = لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ"

    لا يُمكن كتابة الأبيات متجاورة ، و ذلك لأننا في البيت الثاني مثلاً ، و الذي ينتهي بكلمة "تتقدّمُ" سيختل الوزن (تفعيلة بحر الكامل) إذا كتبنا البيت الثالث ، والذي يبدأ بكلمة "قالت" مجاوراً للبيت الثاني ، إذْ سيكون خلل الوزن مُتمثّلاً في غياب الساكن المفروض في نهاية تفعيلة "مُتفاعلن" في كلمة "تتقدّمُ .. ، بينما كان هذا الساكن مُكتسباً بنهاية البيت الثاني ، و كان هذا أحد أسباب التزام القصة الشاعرة بالتدوير الشعري ، فضلاً عن أن القصة الشاعرة لا تعني بالشعر العمودي ، و إنما بالشعر التفعيلي و القصة القصيرة معاً كتفاعل كيميائي بوجود معايير أخرى لإتمام هذا التفاعل الذهني الإبداعي .. ، ناهيك أن أبيات شوقي هنا عبارة عن حكاية و لا تضمن معايير القصة القصيرة ، و القصة الشاعرة ليست حكايات موزونة .. ، و من هنا فإن القصة الشاعرة لها معاييرها/ قواعدها التي تجعلها –عند الالتزام- بطبيعة الحال مختلفة عن القصة الشعرية و الشعر القصصي (القصيدة الساردة/ القصة القصيدة) و الحكايات الموزونة و غيرها من المُسمّيات

    مازالت القضية مفتوحة ،
    و لعلها تنال من أنواركم بقعة ضوء

    دمتم بإبداعٍ و نقاء



  4. #4

    رد: القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع



    9- عاطف الجندي – (مقاومة)

    مازال صراع البحثِ عن الأشلاء يدور بأمرٍ من ْ حاكم هيئة تحرير الأخبارِ ، وتوصيةِ النائب في أعقاب الفوز بمقعد تزويرٍأحمر..،قالتْ بنتُ ضحايا الثورة "أين ضميرالزمن الآتي؟" ..، دار حديث إعادة نفس مُعدّل جذبِ استثمارتحدّي الماضي ،صارتْ مُعْضلةً لعبةُ فرض مزيدٍ منْ قوات البحثِ لإنقاذ التربة بعد محاصرة السيل لبيت الجدِّ الغائب منذُ وقوع الكارثةِ الأولى ، ضحكتْ بمجرد أن قدم رجل الأمن المعروف لها صندوقاً عثرتْ فيه على صورة فستان زفافٍ ، لم تسألْهُ عن الراسل ، بعد قليلٍ انفجرتْ قنبلةٌ في وجْهِ الضابط .


    10- جميلة الرجوي – اليمن (لن يسقط نسرٌ في القمة)


    جلستْ حاضنة الفنجال تحدق في خوفي المرسوم بجفني الراجف في الأوصال ، انتظرتْ واجمة في صمت موح بالأخطار ، لتزداد الرهبة ساد الصمت ..، تعيد التحديق وتردف قائلة في ثقة : لن تسقط غزة بالتأكيد ، ولن تخضع أبدا للإرهاب ..، سترفع رايات العزة في كل مكان ما عادت شيئا محصورا بزمان أو رؤية إنسان ..، زغرد قلبي فرحا وتساءل : ماذا أيضا ؟ قالت : لا تخشي فقدانا ..، غزة ذابت شوقا في الشريان ، وتحيا نورا في الأجفان ، تعانق صهوة إصرار للتطهير وللتغيير بوحي الشهداء ؛ بفجر طل من الخذلان ..، يشيع النور ويهدي زخات الامطار ، فيغدو الجسم صحيحا ويضيء العقل بنور الله ..، تولى الديك دعاء النصر ، تولد صوت في الوجدان ! أشاع الدفء ، ورحت أغني :-
    لا .. لن يسقط َ نسرٌ في القمة ْ !! "

  5. #5

    رد: القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    لانختلف عما ورد أبدا ولكن لماذا لم نجد قراء كثر عبر هذا النمط الأدبي؟ ولماذا لم ينتشر كثيرا؟ هل لصعوبته؟ ام لغرابته؟ ام لاننا لم نحسن نشره؟
    سؤال هام جدا يفتح آفاقا جديدة نريدها.
    وأقترح عمل مسابقة قصصية شاعرية كي ننشط هذا النمط من جديد.
    الف تحية

    المبدعة القديرة

    ريمة الخاني


    دوماً تنيرين الحرف ، و تنثرين زهور الإبداع على صفحاتٍ من النور

    نعم ... ملاحظتك هامة جداً ، و سؤالك هو قلب النبض الإيجابي للجواب ،
    و المطلوب دراسته لنشر هذا الفن الكتابي الجديد ، و دعم مبدعيه

    و قد قام "فرسان الثقافة" بتخصيص قسم فرعي لهذا الفن ،

    و كنتُ قد طلبت أن نخاطب كل الجهات و المؤسسات و الاتحادات الثقافية و الإعلامية بشرح أهمية هذا الفن ،

    وفي المؤتمر العربي الأول للقصة الشاعرة كانت إحدى توصياته مخاطبة هذه الجهات لاعتبار القصة الشاعرة فرع خاص في المسابقات مثلها مثل الشعر و القصة و النقد و المقال و غيرها

    أماّ عن هذا الفن ، فهو ليس صعباً ، و إنما يؤكد النفس الإبداعي الطويل و المتجدد مع تفعيل الصلة بالموروث

    * و فعلاً .. يُمكن عمل مسابقة لمبدعي "القصة الشاعرة" ، و هذا اقتراح منكِ رائع
    و يُمكن طرح هذه المسابقة على أعضاء و روّاد "فرسان الثقافة" ،
    على أن تقومين برعايتها و الإشراف عليها

    و أنا على استعداد لأي تعاون معكم إذا رأيتم أنّني يُكن أن يكون لي دور

    لكِ .. ، و لإخوة الإبداع هنا خالص التحية و التقدير


  6. #6

    رد: القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع


    اختلاف الشكل و المضمون في ضوء تدويرات القصة الشاعرة


    1- البند : عبارة عن نثر ملتزم بالتدوير التفعيلي ، و كلماته لا تحمل إلاّ ظاهر المعنى القاموسي ، ولا علاقة لها بلغة الترميز و شخصية النصّ و خيال صاحبه ، مِماَّ يُفقده الشاعرية .. ، و قد ظهر هذا النوع من الكتابة في القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) ، و بالتالي فإنّ البند ليس شعراً رغم وجود التدوير التغعيلي ، و كم من نصوص تلتزم بالتفعيلة (موزونة) و لكنها نثرية و مباشرة ذات تقريرية ، و حتى إذا أخذتْ الشكل العمودي تُسمَّى نظماً
    و هذا لا ينطبق على القصة الشاعرة حيثُ أنّ جُملها تتسم بالشاعرية ، و فضلاً عن تلك التفعيلة التدويرية ، فهناك التدوير القصصي/ الموضوعي و التدوير البصري
    و البند تعدّدت موضوعاته ، فمنها الرسائل و الحكايات ، و القول المأثور ، و هذا مثال للبند .. أقول فيه :-
    "جلس الأطبّةُ حول مائدةِ النقاشِ ، فقال معظمهم هنا تأتي الحقيقة إنْ سألنا بعضنا ، و أجبْنا دون مكْرٍ ما نرى ، و الآن نحن نتابع الجرْحى بغير مقابلٍ "
    في هذا النص تتوالى تفعيلة بحر الكامل ، و لكنّ النصّ كَكُلّ ليس شعراً
    2- التدوير الشعري فقط يجعل النص قصيدة ، ولا يغنيها عن ماهية السطر الشعري ، ولا يكون النص عندئذٍ قصة شاعرة

    معنا قصيدة تلتزم بالتدوير للشاعرمحمود درويش ، و قد كتبها بعضهم جملاً متجاورة للمقارنة بينها و بين القصة الشاعرة من ناحية التدوير الشعري ، مِماّ أثر سلباً على قصيدة "درويش" لأنهم بهذا الشكل أسقطوا نسبة كبيرة مماَّ كان يقصده الشاعر في نهايات السطر الشعري ، و كذلك لم يستطع النص –بهذا الشكل- أن يعلن عن وجود معايير القصة القصيرة به ، ولم يكن القصّ ركناً مُتبطناً في النص رغم استفادته بالدراما ، و هذا شيءٌ طبيعيّ لأنه كُبَ في الأصل كقصيدة ، وأيّ تغيير فيه يعدُّ مَسخاً لا يليق بالنص و بحجم محمود درويش
    و يتبين الاختلاف بحكم الذائقة بين نص قصيدة درويش –رغم التدوير ، و إسقاط علامات الترقيم و كتابة الجمل مُتجاورة- و بين القصة الشاعرة ، و هذا مقطع من نصّ محمود درويش "مقعد في قطار" :-
    "مناديلُ ليست لنا، عاشقاتُ الثواني الأخيرة. ضوء المحطة. وردٌ يضلل قلباً يفتش في معطفٍ للحنان. دموع تخون الرصيف. أساطير ليست لنا. من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرح عند الوصول؟ زنابق ليست لنا كي نُقبّل خط الحديد. نسافر بحثاً عن الصفر لكننا لانحب القطارات حين تكون المحطات منفى جديداً. مصابيح ليست لنا كي نرى حبنا واقفاً في انتظار الدخان....."

    3- تفاعل التدويرات الشعرية و البصرية مع التدوير القصصي ، و بوجود عوامل مساعدة مثل توظيف الموقع الإعرابي و علامات الترقيم يجعل من مضامين القصة الشاعرة اختلافاً عن مضامين القصيدة أو القصة القصيرة كلٌّ على حدة
    ..............
    خالص محبتي و تقديري

  7. #7

    رد: القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع

    أنت مشكور على المجهودات المعتبرة وموفق إن شاء الله

  8. #8

    رد: القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع

    الاستاذ الكريم والمبدع المتألق "محمد الشحات"
    الحامل عطر الحبيبة مصر المتجذرة حبا وعشقا في وجداني

    منذ أن تركت أرض الكنانة وأنا أحن لأنوارها وأرضها وسماؤها
    ونيلها وميادينها.. مدنها وأريافها حيث ألفتني وألفتها
    ومنحتني شرفا الانتساب إليها، وأزهرت ثمراتي في رياض ندواتها الأدبية
    وملتقياتها الفكرية وجامعاتها العلمية الذاخرة بكل جديد ومفيد..
    ومنذ لحظة الفراق وأنا أشعر بالفقد، إلى أن تنسمت من خلال هذه الصفحة
    بعض من عطور المعشوقة حملها إلي من ضمني يوما معه سحابة ابداع رائعة
    سرعان ما عبرت وظننتها لن تعود،
    ولكني أجد ظلالها ممتدة اليوم عبر الحروف رغم بعد المسافات!
    إنه سحر الإبداع العابر للقارات يجدد الأمل في اللقاء والتواصل .
    أشكرك أيها العزيز على هذه الصفحة التي تأكدت من خلالها
    أن لي في الذاكرة والوجدان بعض ألحان،،،

  9. #9
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    هاهو صوت الحق يقول أن ذلك الشحات من الفلول ففي سيرته الموجودة ( عضو هيئة مكتب الحزب الوطني بعين شمس) هذا الحزب الفاسد الذي ساهم في خراب مصر ودمر شعبها

المواضيع المتشابهه

  1. بين القصة الشاعرة والقصة الشعرية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-26-2013, 01:51 PM
  2. تساؤلات حول القصة الشاعرة
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-18-2010, 09:51 PM
  3. القصة الشاعرة / جميلة هادي الرجوي
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-12-2010, 04:28 PM
  4. النتائج الأولية لمسابقة القصة الشاعرة
    بواسطة إسلام محمد في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-06-2008, 06:40 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •