(( صناعة الثقافه)) وهو بأربع مجلدات ..
للمؤلف أ.فيصل باشراحيل و د.طارق السويدان

كل مايخص الثقافه وصناعتها وأسسها وتعريفاتها والكتب الثقافيه الخ ..تطرق إليه الكاتب

والكتاب بحد ذاته ثــــروة ثقافية قيمــــــــه



من محتويات الكتاب

ماذا تقرأ و كيف تقرأ ..؟
كيف ننمي الثقافه ..؟
الفرق بين الثقافه العربيه و الغربيه ..؟
اهميه القراءة..؟
وكيف نصنع المثقفين؟


( ننتظر نسخة الكترونية منه لمن لديه)

********

حوار للإستزاده مع مؤلف الكتاب أ. فيصل باشراحيل

للنجاح صناعة , ومن يريد النجاح لابد أن يقود أولاً نفسه ويحسن القيادة , فكرت ملياً فيمن يمكنني أن ألتقي به في زاوية طريق القمة لهذا العدد ممن يحوي في جنباته هذه الصفات التي ذكرتها للشاب الناجح والقائد المتميز
أرسل لصديق أطبع المقال




ومن غير تكلف في التفكير وقع الاختيار على ذلك الشاب الذي قاد نفسه لعلم النجاح , فقد قاسم ضيفنا الكريم الدكتور طارق السويدان نجاحاته وإبداعاته فقدم ضيفنا للساحة كتابين رائعين (( صناعه النجاح )) و (( صناعة القائد )) والثالث في طريقه للصدور وسنكشفه لكم من خلال اللقاء الذي أتعبنا فيه ضيفنا فقد كان اللقاء في الساعة الواحدة مساءً وكان ضيفناعلى سفر فنشكره جزيل الشكر ونترككم مع ضيفنا الأستاذ / فيصل باشراحيل .

س / نتمنى من الأستاذ فيصل باشراحيل أن يطلع قراءنا الكرام على البطاقة الشخصية ؟

ج / أخوكم في الله فيصل عمر بن محفوظ باشراحيل , أما العمر فلن أفصح عنه ( قالها ضاحكاً ) , الحالة الاجتماعية أعزب أو بالأصح عزب , أدرس بالجامعة قسم إدارة أعمال , في السنة الثالثة , ونسأل الله التوفيق..

س / ترى ماهي فلسفة النجاح لدى الأستاذ فيصل باشراحيل ؟

ج / أخي الكريم لابد في بداية الأمر أن ننطلق مما نملك ، كل إنسان يملك شيئاً في حياته وأتمنى أن نعيشها بشكل حواري. نسأل بعضنا أنت ماذا تملك ؟ وأنت ماذا تملك ؟ حتى نطور من إمكانياتنا وننجح في حياتنا و أخرآنا إذاً فلسفة النجاح لدي (( انطلق مما تملك )) .

س / أستاذ فيصل هل من الممكن أن تحدثنا عن قصة النجاح التي عشتها من خلال الكتابين (( صناعه النجاح )) و (( صناعة القائد )) ؟

ج / بالنسبة لكتاب صناعة النجاح كانت هناك مراحل قد تكون مؤلمة , وكثير من الإخوة لا يعلم أنه قبل أن أتعرف على الدكتور طارق السويدان كان لدي مادة بعنوان (( الطريق إلى مكة )) مستقاة من كتاب لتوم رويل بعنوان (( الطريق إلي مكة )) وكانت هذه الكتب تشغل بالي منذ ما يقارب ثلاث سنوات , وفعلاً وجدت أن الطريق للنجاح مرتبط بمكة ارتباطاً تاريخياً , نفسياً , عقلياً . فكانت هناك مادة جاهزة لدي اسمها الطريق إلى مكة .

وكذلك تعرفي على الدكتور طارق السويدان كانت على خطوات تجاوزت ثلاثة أشهر ,كانت أحداثها مؤلمة , وفيها هم ، ومرارة لشيء في بالي أريد تحقيقه , وعندما وصلت للدكتور , قلت في نفسي إن شاء الله شهرين بالكثير ويكون الكتاب في السوق , وفي الحقيقة لم يخرج الكتاب إلا بعد تعرفي على الدكتور بسنة وشهرين .

وكانت هناك مرحلة تطوير لكتابتي الأولى وهي موجودة عندي , وكلما نظرت إليها أقول الحمد لله أنها لم تنشر للناس , وسبحان الله كانت بداية الشخص التي يتعلم منها , وتعلمت منها الكثير وخاصة قضايا الكتابة , واستفدت من الدكتور طارق الكثير والكثير .

فقد قمنا بإعادة صياغة الكتاب لثمانية أشهر , ثم قضايا الإخراج فخرج . الكتاب كما رآه الإخوة القراء.

أما كتاب صناعة القائد , فهو يختلف عن صناعة النجاح لسبب واحد . أن كتاب صناعة النجاح هو تجربتي الأولى والتي تعلمت منها الكثير مما أفادني في كتاب صناعة القائد , وأيضاً هناك في صناعة القائد علامة بارزة , فقد كنا نتساءل أنا والدكتور ماهو الجديد الذي يمكن أن نقدمه للساحة , وكثيراً ماكان يقول لي الدكتور طارق السويدان راقب نفسك , راقب نيتك , أخلص لله تعالى , وبصراحة اجتهدنا في هذا الكتاب عملاً بقوله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) والحمد لله كانت تجربة مختلفة عن الكتاب الأول في طبيعة الكتاب , جمهور القراء اختلفوا , وكذلك نزولنا بطريقة منهجية أكثر من صناعة النجاح .

س/ تكلمت في كتابك صناعة النجاح عن الرسالة الشخصية فهل من الممكن أن تحدثنا عن رسالتك الشخصية .

ج / أشكرك أخ شاكر على هذا السؤال , وإن كان سؤالاً شخصياً ولكن أحب أن أضع بعض النقاط :

الأولى : أني لاحظت ملاحظة مزعجة , فكثير من الشباب لا يملك رسالة , وهذا أمر مزعج تخيل شاب لا يملك رسالة في الحياة , وبصراحة أعتذر عن هذه الجملة ، ما الفرق بين الإنسان والبهيمة إن لم يكن لدى الإنسان رسالة خاصة خالدة ، إن كان الإنسان يأكل فالبهيمة تأكل وإن كان يتزوج فهي تتزوج مثل الإنسان تماماً ، سبحان الله تأملت فوجدت أن النقطة التي يختلف فيها الإنسان عن البهيمة هي العقل ، وأن للإنسان رسالة خاصة ، و كثير من الشباب لا يكتب رسالته ، النمط الآخر منهم يكتب رسالة لكنها تكون كبيرة لا يستطيع تطبيقها أو يأخذها بشكل مبسّط وقد سألت أحد الشباب ما هي رسالتك قال الدعوة إلى الله (ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ) صحيح ولكن هذه الآية تدل على الشمولية ولكن هناك تفاصيل لا بد أن يهتم بها كل شخص وحقيقة أن الشباب لم يتدرب عليها .

أما عني أنا فلا زلت متعلماً كتبت رسالتي وأعدتها وبلورتها ثم كتبتها مرة أخرى ثم أعطيتها للدكتور طارق السويدان ، وكتبناها سوياً وأقول سأكتبها مرة ثالثة ورابعة وخامسة إلى أن نصل فيها إلى المرحلة النهائية .

وعندها يمكننا أن نعرضها على متصفحي (4shbab) بكل سرور .

س / قيم يعتز بها فيصل باشراحيل ولا يمكن أن يتنازل عنها ؟

ج / أول قيمة هي شعار سمعته من أحد الشباب استفدت منه كثيراً ، قال كلمة جميلة وهي : " قتلوا فينا روح التحدي " نعم روح التحدي عند الشباب أصبحت مقتولة , تجد الشاب محطّم لا يملك قيما ، وهذا أول جزء من جزئيات الرسالة ، وهو أن تشعر فيها بالتحدي ، فمثلاً اليابان سقطت بالقنابل النووية على هيروشيما وقال كل المؤرخين وكتّاب التاريخ أنها لن تنهض إلا بعد 200 – 300 سنة ولكنها نهضت خلال خمسين سنة ، لماذا ؟ ببساطة ملكوا التحدي ، شباب واعٍ وصغار واعين وآباء واعين إذن جيل واعٍ ، هذه مقومات الرسالة . ثانياً : أن تكون الرسالة واضحة بالنسبة لي وهذه القيمة لا بد أن تكون واضحة لدى الشباب وأن تكون مكتوبة كتابة ، ليست مجرد خواطر وأمنيات لأن الخواطر والأمنيات تهمل وتنسى . ثالثاً : لا بد أن يصاحبها دموع واستنبط ذلك من حالة النبي صلى الله عليه وسلم حين ترك مكة فعند منطقة يقال أن اسمها حزورة وقف عليه الصلاة والسلام ينظر إلى مكة وعيناه تدمع ويقول والله لو لا أن قومك أخرجوني ما خرجت منك ، والله إنك لأحب البلدان إلي ...

هذه الدموع هي دموع التحول من مكة إلى المدينة ، دموع تغير ، دموع رسالة جديدة . ثلاثة قيم أنصح بها ، أولاً لا بد أن يكون فيها تحدي ، ثانياً : أن تكون مكتوبة ، ثالثاً : أن تحمل ألماً ودموعاً . ثلاث قيم لا بد منها .

س/ نجد كثيراً من الشباب في هذا الزمن يشكو من مشكلة الإحباط فهل إلى خروج من هذا المأزق ؟

ج/ أولاً أنا لا ألوم الشباب أن يكون محطماً , وليس الشباب فقط ، بل على مستوى العلماء والدعاة ! هناك نوع من التثبيط ولو بشكل جزئي والواقع اليومي يدل على ذلك ، وأنا لا ألومهم حقاً ، وهذا ليس مدعاة لليأس أبداً ، حيث يجلس الشخص في بيته ينتظر الموت ، سؤالي إذن ما هو دور الشخص وكيف العلاج من هذه الأجواء والظروف التي تحيط بها .

ببساطة ننطلق من قاعدة وقاعدة بسيطة جداً " كل منا يملك شيئاً في نفسه " نعم كل شخص يملك شيئاً معيناً في نفسه لا بد أن يظهره للناس ، هذا معنى .

والمعنى الثاني كن متفائلاً لا تتثبط حتى وسط أجواء التحطيم والتثبيط .

المسألة الثالثة ركّز ثم ركّز ثم ركّز .

المسألة الرابعة وأرى أنها أهم بكثير وهي الأخ المساند ، سبحان الله حتى على مستوى الأنبياء كان هذا المعنى موجوداً ، نجد أن موسى معه هارون عليهما السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ومعه أبوبكر الصديق رضي الله عنه وكذلك أغلب الأنبياء ، وهنا نسلط الضوء على الأخوة الشكلية لدينا ، أصبحت الأخوة أخوة قائمة على المصالح فقط ، أعطيك كذا فماذا ستعطيني ، طبعاً مع هذه الأجواء المحطّمة وعدم وجود أخ مساند لا بد أن الشخص سيتحطّم ، فأقول أن أهم نقطة ثبتت بالدارسات أن الإنسان الذي في مرحلة الثانوي ولا يجد أخا معرض بشكل كبير للإحباطات ، والمهم أن تسأل نفسك من هو الأخ القريب منك الذي إذا شعرت بمشكلة أعطيته همومك كلها ، مسألة خامسة وأخيرة الإيمان بالقضاء والقدر ، بعض الشباب قدراته لا تسمح له بالدراسة هل يتحطّم ؟ لا ! هذا قضاء الله وقدره ، لا ترجع إلى الماضي وفكّر في المستقبل ، فكّر بقدراتك وإمكانياتك ، هناك قدرات فشلت فيها ولكن هناك إمكانيات أخرى ، فأقول أنظر إلى نفسك مرة أخرى ستجد أنك تملك شيئاً معيناً حاول أن تنمِّيه .




[size=4] س/ أيضاً مشكلة أخرى تواجه الشباب وقد تكون ظاهرة بشكل بسيط وهي مشكلة الخجل عند الشباب !!! أسبابها ؟ وعلاجها ؟

ج / في تقديري أنه ليس خجلاً ، وليست ظاهرة ، بل نقول إنه خوف ، أصبح الشاب لا يثق بنفسه ولا بالذي أمامه ، وهناك قاعدة جميلة جداً تقول : " لا يمكن أن نوجد حلاً متكاملاً في وسط غير متكامل " هذه ظاهرة الخجل أو الخوف يا أخي الكريم ، البيوت أصبحت حلبات مصارعة بين الابن وأبيه ،والابن وأمه ،وبين الأخ وأخيه ، أصبح الشاب يكره البيت فيخرج للشباب فيجد نفس المشكلة ، هناك من يضحك عليه ويستهزأ به فأصبح الشاب يخاف أن يذكر مشاكله أو تعثراته ، هذا الجو زرع لدى الشباب الخوف ، وفي تقديري أنه ليس هناك خوف يقتل الشاب ولكن متى يكون الحل ؟ عندما تكون هناك أجواء تفائلية ، أجواء أخوية أسرية ، ويكون هناك جدية من الشباب ، وتكون هناك ثقة بالله سبحانه وتعالى ثم ثقة بإخوانه الشباب ، هم قد يخطئون ويقصرون ولكن هناك شيء صحيح لا بد أن تتبعه ، حتى تصل إلى برّ الأمان ، إذا وجد الشاب هذه الأمور كلها فلا يحرم نفسه من دموع السجود أبداً مع الله ، وبث همومه وأحزانه وسوف يقبله الله ويخرجه من كل همومه .

س / هناك صفات قيادية رائعة لدى بعض الشباب فكيف نجعل منها محفزات للنجاح ؟

ج / القضية من شقين : شق للشاب نفسه والشق الآخر في المحيط من حوله ، الشق الذي له هو أنه لا بد أن يثق بقدراته ، إذا وثق بقدراته تأكد أنه سيتجاوز كل العوائق ، الشق الثاني هي الأجواء المحيطة الأب والأم والداعية والمربي والمعلم والمجتمع أن يفتح مجالات لرعاية القدرات القيادية لأن هؤلاء هم شرف الأمة ومجدها، واسمح لي أخي نحن فينا ضعف ووهن كبير ، فلا بد أن لا نسمح لهذا الوهن والضعف أن يصل إلى غيرنا فعلينا أن نفتح المجالات وننمي الموهبة ونجلس مع الآخرين نستوعبهم ، نسمع مشاكلهم ، نقرأ أفكارهم ، نعيش أجواءهم ، وبهذا المعنى نكون قد هيئنا الأجواء ، ولكن لو شعر الشاب أن لديه صفات وقدرات ،وشعر من الآخرين أنهم يضعون بينه وبين بروزه عوائق إذن كيف سيخرج جيل يخدم أمته بالعقل سأتكلم بالعقل ، نحن نريد شباب أسود لا نريد أن يخرج لنا غنم ولا نريد أن نفتخر أننا نربي غنما ، وأن هذه الغنم مرتاحة ، هذه الأجواء التي أعتاد بعض الشباب عليها ، ولذلك لا بد أن نحذر .

أما كيف نتعامل معها ، فأكبر وأهم قضية أن نفتح لهم المجال ، الخطيب نجعل له فرص الإلقاء ونعوده عليها ونقومه ونطوره ، الأب عليه جزء من الاهتمام والأم والأصدقاء والداعية والمجتمع كل مسئول عن هذا الشاب . إذا كان ذلك في تقديري أننا وضعنا لبنة مهمة جداً في صناعة القائد ليست من طرف واحد بل من الطرفين الشاب والمجتمع .

س/ ماهي أهم الصفات القيادية للشاب المسلم أستاذ فيصل ؟

ج / في الحقيقة هي صفات كثيرة جزء منها مذكور في كتاب " صناعة القائد " ولكن أحب أن أذكر ثلاث صفات ، أول صفة الذكاء والنباهة وهذه لا تتضح إلا عن طريق الممارسة وعن طريق اختبارات الذكاء , ومن قدرله أن يختبر قدراته الذكائية فهذا أمر جيد .

الأمر الثاني ويركز عليه بعض العلماء القياديين وهو الاستعداد الفطري للقيادة ، ومن العجيب كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبدالله بن الزبير عندما كان صغيراً فكان عليه الصلاة والسلام يقول : هذا ابن أبيه ، وكان عليه الصلاة والسلام يقول عن أسامة ابن زيد : أنه لخليق بالإمارة ، معنى ذلك أنه منذ صغره كان لديه استعداد فطري للقيادة ، وهذا ليس يأساً لمن تجاوز مرحلة الصغر ولكن هي مرحلة لا بد أن يهتم الناس والمجتمع بالصغار ، يقولون إن أكثر القياديين كانت بداية قدراتهم وهم في الخامسة من عمرهم ، ومصيبتنا أنه في الخمس سنوات الأولى من حياة أطفالنا نربيهم على الترف والمتعة وجهلنا أن الصفات القيادية تبدأ في السنوات الأولى وتستكمل في مراحل العمر المتبقية .

الصفة الثالثة : وهي صفة مهمة جداً وهي الرقابة الذاتية وهي أن يستشعر القائد أن هناك عظيماً هو الله سبحانه وتعالى .

وهناك صفات أخرى مثل العلم والمعرفة وغيرها ولكن قد تكون هذه هي الأهم .

س/ في بعض الأحيان يستفز القائد خاصة مع كثرة الضغوط مما يجعله يتصرف بشكل غير مناسب مع مسؤليته فكيف يمكن للقائد أن يخرج من المواقف الاستفزازية بسلام ؟

ج / ببساطة القائد لا يستفز ، القائد يقود سلوكه وليتضح هذا المعنى ، نعود لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وقصصه بالذات مع الأعراب ، كان يأتي الأعرابي فيشد ثوبه صلى الله عليه وسلم ، وامرأة تأتي وتسحبه من يده صلى الله عليه وسلم وكان يستجيب لهم على انشغاله وكثرة اهتماماته عليه الصلاة والسلام ، ما هو المعنى الذي نريد أن نصل إليه ؟ هو كيف تسيطر على سلوكك . إن الذي يستفز دائماً تعتبر هذه نقطة ضعف فيه وربما تكون سلبية واضحة ، وكيف يقيس القائد نفسه ؟ يقيس نفسه بأمرين : الفرح والغضب ، القائد الحقيقي إذا فرح يتواضع ، ليس كالبعض إذا فرح يستهزئ ويتكبر وإذا غضب يقول كلاماً ثم يقول لا أدري ما الذي قلت . ولكن دعنا نرى نبي الهدى صلى الله عليه وسلم وكيف يتعامل ، ففي مواطن الفرح وفي فتح مكة دخل مطأطئ الرأس تواضعٌ وتملكٌ للأعصاب في الفرح .

س أستاذ فيصل هل تزوج العلم أم أنه مازال لديه آمال أخرى ؟

ج لا أقول تزوجت العلم لأني قد أخادع نفسي , ولكن أقول أسأل الله أن يجعلني من هؤلاء ، وإن كنت أعرف من نفسي التقصير الواضح ولكني أدعو " اجعلني للمتقين إماماً وأدخلنا مع المتقين يارب " ، وأتمنى ذلك ونسأل الله تعالى كذلك المرأة الصالحة .

س / لاحظنا اهتمامك أستاذ فيصل بالأدبيات من خلال كتابيك , فما مدى تعلقك بالجانب الأدبي وهل هناك أو قات تستثمرها لجمع الأبيات واللطائف الأدبية في كتبك ؟

ج / صراحة هذه كانت من المميزات التي ذكرها لي الدكتور طارق السويدان والتي قال لي فيها : أنه لا يملك دمج الإدارة في الأدب ، وأنا في الحقيقة أملك دفترين دفتر بعنوان أشعار ودفتر بعنوان قطوف أدبية كل أسبوع لا بد أن أكتب شيئاً فيهما شعراً أعجبني قرأته في مجلة أو وجدته في كتاب أو سمعته من شريط لا بد أن أكتبه في ورقة وأنقله في الملف ، هذه ولله الحمد من أيام الصف الثالث المتوسط وأنا أهتم بهذه القضايا الأدبية لأن فيها روح غفل عنها كثير من الإداريين ، والكتب الإدارية غالباً كتب جافة ، لكني أحببت هذه المعاني وشيخي في ذلك الشاعر عبدالرحمن العشماوي .

س / هل ممكن أن تكلمنا عن الكتاب الجديد الذي أعلنت عنه في كتاب صناعة القائد ؟

ج كتابنا الجديد وهذا تصريح لموقع (4shbab) هو كتاب صناعة الثقافة ، وصلنا الآن إلى خطة قد تكون 60% من خطة الكتاب ، ومن خلال تجربتنا في الكتب الماضية وجدنا أن الكتاب يحتاج إلى ثلاث مراحل كل مرحلة تأخذ من خمسة إلى ستة أشهر ، وفي كتابنا الجديد انتهينا من المرحلة الأولى .

الكتاب يدور حول ، كيفية تشكيل العقل ثقافياً وكيف يستطيع الإنسان وعلى مراحله الانشغالية سواء الشباب أو المتزوجين أو الموظفين أو حتى المثقفين كيف يستطيعون أن يكونوا أنفسهم ثقافياً ، وكيف يستطيعون أن يقووا أنفسهم ثقافياً ، منطلِقاً من رسالة أن شبابنا ضعيف الثقافة وأشكر موقع (4shbab) الذي أذكر أنه تكلم بأن هناك نسبة كبيرة من الشباب لا تقرأ أبداً ، وانشغلوا بالقنوات الفضائية والكرة والمعاكسات وهذه كلها شهوات أشغلت الناس ، فنحن نريد هذا الهم ، همّ القراءة والتثقف ولكن بطريقة مبسطة ، هذه هي فكرة الكتاب ، ومن المصائب أن يأتيك شاب لم يقرأ كتيبات تأتي وتعوده على قراءة الكتب هذا ليس بصحيح ، فلا بد من التدرج في كل الأمور ، وكلنا يعرف التدريج الذي كان في تحريم الخمر مع أن الموجودين كلهم من كبار الصحابة ، ولكن لا بد من قاعدة التدرج ، والمشكلة أن شبابنا أصبح مفتوحا على العالم ومن المستحيل عليه قراءة كتاب من 300 – 400 صفحة من غير تدرج ولا ممارسة ، لذلك نريد أن نصل في الثقافة لقمتها بالتدرج المستوى الأول فالثاني والثالث ، وكل مستوى يفتح المجال لاستيعاب المستوى الذي يليه واشترطنا أن تكون الكتب في كل مستوى كتب ذات مستوى وقيمة جيدة وقدر المستطاع أن تكون الكتابة مفهومة ، لأن لغة الخطاب عندنا أصبحت الآن عائق تجد الإنسان الذي يلقي كلمة ربما لا يفهم المستمعين ما يريد أن يوصله بسبب لغة الخطاب ، وأذكر مرة أن أحد الدعاة ألقى كلمة لم أستوعبها فسألته عنها فقال أنه لا يفهمها ، سمعها وها هو ينقلها الآن ، وبصراحة نحن نريد لهذا الكتاب أن يسهّل ويشحذ الهمم نحو ارتقاء الثقافة الأصيلة ، وجعلنا إمكانية التطوير للشخص على مدى ستة عشر سنة وعشر سنين و ثماني سنوات وأربع سنوات على قدر استطاعة الإنسان وأن يكون نفسه على أقل حدّ في أربع سنوات .

س / هل ستكون كتيبات متفرقة ؟

ج / الصورة لم تتضح إلى الآن لكن الأغلب أنه سيكون كتاب واحد .

س / هل الكتاب يضم في جنباته أسماء لكتب ينصح بقراءتها أم أنها نظريات وطرق لبناء الثقافة فقط ؟

ج / ليست وظيفتنا في هذا الكتاب تزكية الكتب ، ولكن لنا محاولة نسأل الله أن يعين ، وصلنا في المجالات الثقافية التي سنطرحها إلى مجال ثقافي ، وعدد الأفرع من المجالات تتجاوز 160 فرعا ، وإحصائية الكتب المرشّحة إلى الآن 1125 كتابا ، هذه مرحلة من الكتاب قابلة أن تزيد أو تنقص ، ولكن هي ترشيح لمجموعة كتب بحيث يصل الشخص إلى مرحلة ثقافية معينة من خلال الكتب التي رشّحت ، وسنتكلم في المجموعة الأولى والجزء الأول من الكتاب عن القواعد الثقافية وكيف يكون الإنسان نفسه ثقافياً ، وكيف للثقافة أن تنهض بالأمة ، وكيف نصنع المجد بالثقافة وهل بدأ الشباب بوضع قدمه بالاتجاه الصحيح ، والجزء الثاني عبارة عن ترشيح لمجموعة كتب وستكون هناك لمحة إبداعية بإذن الله تعالى نحتاج فيها للآراء والأفكار ، وقد تستغربون أنني أخذت فكرة من طفل عمره تسع سنوات والإنسان يتعلم دائماً في هذه الحياة .


س/ هل لك أن تحدثناعن وجهات النظر التي وصلتك عن كتابك الأول صناعة النجاح ؟

ج/ الكتاب مرّ بعدة مراحل أولاً اتهام بأن الكتاب كتاب الدكتور طارق السويدان ، والحقيقة أني لا أحب أن أرد على هذا الاتهام وأقول غفر الله لمن قال هذا الكلام ، وإن كان الدكتور طارق السويدان جزاه الله خيراً ردّ على هذا الكلام ، والملاحظة الثانية مسألة الصور التي على الغلاف وأجبت عنها في كتابة صناعة القائد ، والملحظ الثالث هجوم وجدته في إحدى المجلات يقول أن الكتب الغربية التي تلصّق فيها الآيات والأحاديث ومن أشهرها كتاب صناعة النجاح ، وكنت أتمنى لأصحاب هذه الآراء أن يراسلونا ويبدوا وجهات النظر وإن كانت وجهة نظره صحيحة نحن نعترف أنه لا بد أن نستفيد من الغرب ولكن قضية لصق الآيات والأحاديث على الكتب الغربية حقيقة هذا أمرٌ مزعج وهو ضحك واضح على القارئ الكريم. والجزء الرابع النقد البنّاء وهذا النقد جاء منه مجموعة رسائل وأشكر كل من أرسلها وبصراحة كان لها نصيب في تطوير كتاب صناعة القائد ، منها ما جاء في الإخراج وغيره . وكذلك كان هناك ثناءات كثيرة وإن كنت أظن أننا مشتركين مع الدكتور طارق السويدان لا نستحقها ولكن هذا حسن ظن نسأل الله أن يثيب أصحابه عليها وأن يغفر لنا ما لا يعلمون كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

س / رسالة إلى متصفحي (4shbab)؟

ج هناك خمسة رسائل : الأولى : للشباب طوّروا اهتماماتكم ، لا تعيشوا تافهين ولا منعزلين عن الناس ، أتمنى أن أرى من الشاب الذي بدأت عليه علامات الصلاح أن يكون نواة خير للمجتمع فيجلس مع الناس ويحل مشاكلهم ويعرف أخبارهم ويسمع كلامهم ويعطيهم الكلمة الطيبة الحانية ، وكذلك يكون منتجاً نافعاً . لذلك طوّروا اهتماماتكم . يقولون إذا أرادوا أن يعرفوا مدى قوة هذه الأمة وإمكانية سقوطها يرسلون بعض الخبراء إلى الشباب فيسألونهم ما هي اهتماماتكم وبعدها يقرروا الخبراء فترة صمود هذه الأمة ومدى ثباتها من اهتمامات شبابها ، وخير مثال الأندلس كانت في يد المسلمين وسقطت في شهرين كيف ذلك ؟ لقد أرسل البرتغال مجموعة خبراء إلى شباب الأندلس فكان الشاب يقول لصاحبه هاه حفظت صحيح البخاري ، ويقول الآخر كم حفظت من الآيات ، هذه اهتماماتهم فعاد الخبراء وقالوا ما زال الوقت مبكراً لسقوط الأندلس ، وأرسلوهم بعد فترة فوجدوا شاباً يبكي فقالوا له ما بك قال تركتني حبيبتي ، فرجع الخبراء مباشرة وقالوا الآن تسقط الأندلس .

الرسالة الثانية : أن نكمّل بعضنا بعضاً نتصارح ماذا يميزني وماذا ينقصني وكل منا يكمّل الآخر .

الرسالة الثالثة : للدعاة والمشايخ بسّطوا لغة الخطاب فقد أصبحت معقّدة جداً , وبالذات في أمور العقيدة، يا إخواني لا بد أن تبسَّط العقيدة ، جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألها أين الله قالت في السماء فقال أعتقها ، وعمر ابن الخطاب أراد أن يعلم أحد الشباب العقيدة فقال مختبراً له إذا سألك سيدك أين الغنم التي ترعاها فقل أكلها الذئب فقال الشاب يا عمر فأين الله فبكى عمر وهو مختبرٌ له انظروا كيف تُعلّم العقيدة الآن ، دروس العقيدة لا يحضرها إلا الكبار والملتزمين أما الشباب والصغار فلا لأن لغة الخطاب معقّدة .

الرسالة الرابعة : لا بد أن يكون عندك تحدٍ ورسالة ، امزح والعب واضحك لكن لا بد أن يكون لك هدف وتحد ورسالة تكون دليلك في الحياة .

الرسالة الخامسة : بيت من الشعر للشاعر محمد إقبال أحد

رحمه الله :

إنما الكافر حيران له الآفاق تيه وأرى المسلم كون تاهت الأكوان فيه

كما يسرني أن أضع بريدي الإلكتروني بين يدي متصفحي (4shbab) ليتحفوني بمشاركاتهم وآرائهم وبريدي هو

fbashrahel@hotmail.com وشكراً لكم على هذا اللقاء اللطيف .

في نهاية هذا اللقاء لايسعنا إلا أن نشكر الأستاذ فيصل باشراحيل على تفضله بالإجابة على أسئلتنا راجين له دوام التوفيق والنجاح .

حاوره/ شاكر الشهري منقول