قبة الامام علي الهادي
شعر
شاكر محمود حبيب

الحفيد : هو كل من يتصل بآل البيت بصلة النسب ومنهم عشائر سامراء

جدنا مـا لـه حفيـد* سوانـا
فاقرءوها علـى الاصـول دمانـا

فنمت مـن ارومـة الآل طهـرا
وكريـم الآبـاء فينـا وكـانـا

سكن الروح لا التـراب ويبقـى
بيـن ارواحنـا اعـزَّ مكـانـا

سيّـد مــا تـعثرَّت بيـديـه
حكمـة فالامـام حبـا كسانـا

ما روينا فمـاؤه لـذة تسـري
ومـن روضـة النبـيِّ سقانـا

وحببنـاه مـذ ولدنـا وصرنـا
يثقل العمرُ في المسيـر خطانـا

وضممنا بين القلـوب حبيبـا
نتبـارى إلى الـوداد كـلان
ـا
ورع عطـره التقـى وشــذاه
يشـرح الصـدر للهدى ايمانـا

ينشر النور في القلـوب نـداء
بنـداء مـن الرسـول هـدانـا

فجروها والصبح يحمـل جرحـا
ضمّـخـوه لفتنة الـوانـا

فجَّروهـا بصـرخـة تتلـظـى
من صداهـا ارواحنـا احزانـا

فتداعت الـى المصـاب جمـوع
تتـلـوّى مواجـعـا وحنـانـا

فحملنا مـن الاذى مـن اذاهـا
وسكبنـا دموعـنـا ودمـانـا

اورق الحزن في القلوب جروحا
وتـداوت بصبـرنـا سلـوانـا

فاعدنـا المقـام زنـدا بـزنـد
يدفـع الهـمّ بالصفـا عمرانـا

فعلـت قبـة الإمـام بـصـرح
مـن رآه مـا شبّـه البنيـانـا

وزهت في حديقـة المجـد دارا
كلّـم المجـد بالبنـا سلطـانـا

فأنشروها على العـراق رياضـا
يسعد الناس في الرياض زمانـا

وتموت المواجـع السـود فينـا
بلقـاء يخضـر فـيـه لقـانـا

فالعراقيـون النشامـى جـنـود
حملوا الحرف للشعـوب لسانـا

عمروا الأرض في البناء تراهـم
قبلـة للعلـوم فيـهـا لـوانـا

سعد العالم القديـم بهـم نجمـا
هـداهـم وحلَّـهـم سـكـانـا

فأتـى العالـم الحديـث بـنـار
تحـرق الـدار فيـه والانسانـا

فانظـروا دارنـا عليهـا رمـاد
فيـه نـار تـشـوه الولـدانـا

فأقرأوا في حضارة اليـوم مـاذا
آلــة تمسخ العقـول امتهانـا

فامسكوا لحمة الارومـة عزمـا
تمسكوا الخيـر للحيـاة عنانـا

وامسحوا صفحة الخلاف وسيروا
بقـلـوب تعـمّـر النكـرانـا

سيفيض الوادي بخيـر جهـود
وتعـمُّ البـلادُ فيكـم جنـانـا

ونـرى بيننـا الامـام جليسـا
باسطـا جنـح حبـه يرعـانـا

***
تبعث الانس في النفوس سلامـا
قبـة الخيـر هيبـة وامـانـا

حجرات علـى التقـى جمعوهـا
وبنوهـا فـي قـبـة بنيـانـا

فغـدت جنـة العيـون بـهـاء
ورياضـا بهـا الجمـال دعانـا

يسكب الشوق في القلوب هواها
وتفيض النفوس منهـا حنانـا

قبة الهادي كيف تهـوي خرابـا
ولهـا هيبـة واخـرى هوانـا

تسطع الارض في الدجى بشعاع
تحسب البدر في سماهـا تدانـى

وترى الشمس في النهار ترامت
فكستها مـن الضيـاء افتتانـا

اوجزت رحلـة السنيـن جـلالا
واستقرت بارضنـا عرفـانـا

اهـل سامـراء الابـاة تناخـوا
لحماهـا وبيـنـوا البرهـانـا

حملوها على الجـروح ضمـادا
فغدت تسعـف الجـروح يدانـا

عمرنـا نرتـدي عبـاءة حـب
وعليهـا مـن الوفـاء ردانــا

يا شقي الخـراب انـت بجهـل
ان ظننت الخراب يلـوي قوانـا

ضمّنا مركـب الـوداد وسرنـا
نقطع الـدرب بالهـدى إخوانا

ومشينـا ومـا تـزال خطانـا
تصبغ الـدرب بالإخاء خطانـا

لا نبالـي اذا مشيـنـا فلسـنـا
من يردُّ الـردى خطـاه جبانـا