الدرس الأمريكي
أحميدة عياشي
مديرعام صحيفة الجزائرنيوز
كنت ضواحي السيدة الإفريقية عندما هاتفني الصديق الكاتب عز الدين ميهوبي بصدد مقالته التي ستُنشر اليوم في روبريك أقلام المونديال، وفاجأني عندما أبلغني بهزيمة ألمانيا، الآلة الفولاذية أمام صربيا، ثم ازدادت مفاجأتي عندما أبلغني أن سلوفينيا متفوقة على الولايات المتحدة في الشوط الأول بهدفين مقابل صفر، وقلت له، ما هذا الذي يحدث في مباريات المونديال، المفاجأة تلو الأخرى·· لقد انهزمت إسبانيا، وتلتها فرنسا، وها هي ألمانيا العظيمة تسقط حيث كنا لا ننتظر سقوطها؟! فقال لي ضاحكا·· إنها لعنة مانديلا·· وأضاف·· إنه انتقام الصغار من الكبار··· وبينما أنا عائد إلى البيت لمتابعة الشوط الثاني من المقابلة والقلب يراقب من بعيد وبقلق المباراة التي ستلي الولايات المتحدة وسلوفينيا، التي ستجمع بين الجزائر وانجلترا، رحت أفكر في هذه اللعنة المانديلية التي راحت تخرب كل الخطط الجاهزة، والصور المنمطة وعندما وصلت إلى البيت، تابعت جزءا من النقاش الجاري بين المحللين الفنيين على قناة الجزيرة الرياضية، وكان النقاش كله ذا اتجاه واحد، وتمثل ذلك في النقد الصريح لفريق الولايات المتحدة الذي بدا مخيبا للآمال·· وفي داخلي كنت أشعر أنني سأعيش لحظة مغايرة تؤكد قوة الولايات المتحدة التي اعتبرها أقوى وأخطر من إنجلترا، لأن هذا الفريق يلعب كرة قدم حديثة تجمع بين العقل الأوروبي والإرادة الأمريكية، وهي إرادة لا تعترف بالهزيمة ولا تعرف معنى الاستسلام، إنها إرادة مقاتلة إلى آخر نفس·· وهذا القتال الذي يمني روح الفريق الأمريكي يعكس جوهر الثقافة الأمريكية، التي لا تؤمن بالمستحيل، وفي الوقت ذاته تؤمن بالنصر كنتيجة حتمية للمثابرة والعمل الدؤوب والعنيد لكن الذكي في الوقت نفسه··· وهذا ما كان مع الأمريكان في الشوط الثاني، لقد عادوا من بعيد وبثقة جلمودية، بحيث سجلوا هدفهم الأول في المرمى السلوفيني منذ اللحظات الأولى من الشوط الثاني، ثم راحوا يعدلون من ميزان القوة لصالحهم وبالتالي أثروا بشكل جذري وعميق على مجرى المباراة فكانوا سادة الميدان، وأصحاب مبادرة، بحيث أخذوا بزمام الأمور وسجلوا بعد ذلك وبدقائق قبل نهاية المباراة هدف التعادل·· كانت عودتهم إلى المقدمة مدهشة ومعبرة عن انتصار المنطق والعقل على الخرافة·· وانتصار الإرادة على الحظ·· لم يكن ثمة من دور للحظ، ولا مكان للإستسلام·· فلقد كانت المباراة عبارة عن نزال حقيقي، عرف الأمريكان كيف يتحملون الضربات، لكن لم يجعلوا من هذه الضربات التي تلقوها ضربات قاضية، بل كانت مصدر انطلاقهم من جديد، ليقوموا بدورهم بتوجيه ضربات كادت أن تكون قاضية ضد الخصم السلوفيني·· ما شاهدناه، كان عبارة عن درس حقيقي في الإرادة وفي الرغبة الحازمة في تحقيق الانتصار، ولو كان هذا الانتصار، تعادلا في النتيجة··· وهذا ما نحن بحاجة إليه في الفريق الجزائري·· نحن بحاجة إلى مثل هذه الإرادة، وإلى مثل هذه الروح القتالية التي لا تستسلم حتى في أضعف وأحلك لحظاتها، روح مؤمنة بالصمود ومقاومة الخصم إلى آخر لحظة، روح مثابرة وجادة ومدركة الإدراك في توظيف طاقاتها وذكائها·· لذا فإن كنت أميل إلى نوع من التفاؤل في المباراة التي ستجمعنا بعد قليل مع إنجلترا، فأنا أشعر بالقلق والخوف من الفريق الأمريكي، لأنه فريق عرف كيف يخلق أسلوبه الخاص في اللعب، وبالتالي خلق كرته وثقافته في كرة القدم··· وقد تؤدي به مثل هذه الثقافة ذات الخصوصية الأمريكية إلى لعب دور مهم في هذا المونديال·· دور قد يؤدي إلى النهائيات·· الأمريكيون المفاجأة الكبرى لهذا المونديال··
****
مونديال جزائري
عزالدين ميهوبي
هل من حق الجزائر أن تنظم كأس العالم قبل 2030؟ أعتقد أن هذا الحق تكرّس إفريقيا، بعد أن تأكد للعالم أن هذه القارة لم يكتشفها بلاتير ولا بلاتيني، ولكن منحها مانديلا ذلك النفس الذي كانت بحاجة إليه وهو احترام الأمم الأخرى لشعوب قارة تعشق الحرية·· وكرة القدم·
ولعل الخبر الذي تداولته بعض الوكالات من أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يرى في الجزائر البلد الذي يتوفر على شروط تنظيم كأس العالم القادمة في إفريقيا، لم يطلع من فراغ، ومنطلقه الواقعية، وهذا لن يكون بالتأكيد قبل مونديال 2022 بعد اعتماد ''الفيفا'' مبدأ التداول بين القارات، ومعنى هذا أنه يمكن البحث في إمكانية الترشيح ابتداء من نهاية مونديال جنوب إفريقيا·· فالقطريون شرعوا في الدفاع عن ملفهم منذ أشهر، وبدأوا في إعداد العدة لذلك··
وإذا كانت ''الكاف'' قد راهنت على الجزائر، فلأنها تدرك قدرتها في الإيفاء بالتزاماتها وضمان نجاح المونديال، لأن الجزائر ما تمتلكه من قدرات في التنظيم، وهياكل استقبال، وبنية تحتية (مطارات وملاعب) وطقس ملائم، وتوسطها القارات الخمس، ثم لكونها أمة كرة قدم ولها تقاليدها مع المونديال، ومشاركاتها المتميزة، وتفتحها الثقافي، كل ذلك يؤهلها، لأن تكون المرشح الأفضل لإفريقيا إذا ما طرح الأمر بصفة رسمية، وأبدت الجزائر رغبة في ذلك·
إن مشكلة العالم اليوم، أنه يتعامل مع مسألة الترشح لاحتضان المونديال من منطلق استعلاء، أي أن الذي يرى نفسه المؤهل لنيل الكأس هو من يضع نفسه في مقدمة الراغبين في احتضان التظاهرة العالمية·· وإذا استمر الوضع على هذه الحال، فلا يمكن أن يتحدث الناس عن ديمقراطية الكرة في زمن التكتلات والعنف والإقصاء· وصار اليوم من حق الأفارقة بعد الآسيويين، أن يكرسوا هذا الحق في مملكة زيوريخ، على ألا يتحول إلى ورقة انتخابية يستخدمها رؤساء الاتحادات القارية للبقاء في أرائكهم، والاتحاد الدولي لكسب الولاء·· ومن حقنا أن نحلم بمونديال في الجزائر، بعد أن احتضنت بلادنا عديد الأحداث الكبرى، ولا يمكن أن تكون كبيرا إلا بما تقدم في الأحداث الكبرى··

فرنسا تدعو للشفقة
عبد الله الهامل
فرنسا الساركوزية هي التي انهزمت أمام المكسيك، حضارة ''المايا'' و''الأزتيك'' و''الصامبريرو'' المكسيكي، عرّوا أوهام فرنسا الملونة المريضة بتاريخها، المدرب دومينيك كان له الفضل الأكبر في الدفع بالفضيحة إلى الظهور·
الفريق الفرنسي لعب بلاعبين أفارقة جاء آباؤهم وأجدادهم من المستعمرات القديمة، استعملوا للدفاع عن فرنسا و''لامارسييز''··· مثلما دافع آباؤهم وأجدادهم عن فرنسا ضمن اللفيف الأجنبي
''légion étrangère'' في مختلف الحروب الخاسرة التي دخلتها فرنسا·· وفرنسا من عادتها أن تخسر الحروب·· كان مشهد الهزيمة النكراء قاسيا على فرنسا الرسمية بالدرجة الأولى، لأن هذا يعني أن كيانها مهدد، و''الغولة'' منقرضون لا محالة، فرنسا ستصبح مستعمرة لمقاطعاتها القديمة خلف البحار··· ولننتظر في الآجال القريبة رئيسا لفرنسا من هذه المستعمرات وقد يكون جزائريا أو مغاربيا·· دومينيك لم يستدعِ كريم بن زيمة وسمير ناصري وحاتم بلعرفة لأن فتحات زيدان الكروية لصالح فرنسا كان عليها نسيانها والتنكر لها، فزيدان يظهر في كل مرة جزائريا أكثر من كونه أي شيء آخر·· حتى لاعبين، عشرون من بين ثلاثة وعشرين كلهم زيدان، ولدوا وكبرا وتعلموا بفرنسا، وفي الأخير عادوا إلى وطن الآباء وأنشدوا نشيد ''قسما'' بلكنة المغتربين وأهلوا الجزائر إلى كأس العالم بجدارة وليس بيد ''تيري هنري''·· فرنسا الرسمية الساركوزية تدعو للشفقة فعلا·

****
نداء 18 جوان ... 2010
سيد علي لبيب
بعد قرابة خمس عشرة مقابلة لعبت، الطبعة الإفريقية لكأس العالم احترمت كل وعودها بخصوص المفاجآت· إسبانيا المرشحة انهزمت على يد سويسرا، وهو ما لم يكن ينتظره أحد· البافانا بافانا، الذين من المفترض أن يكونوا ضمن المتأهلين إلى الدور الثاني لم يعمّروا طويلا في المنافسة· فرنسا أيضا وضعت مبكرا رجلا و قائمتين خارج المنافسة، والجزائر التي كانت مرشحة بقوة رهنت بشكل جدي حظوظها· ''وقت مستقطع'' صغير يفرض نفسه· كتبناه من قبل في هذه الزاوية الصغيرة من ''الجزائر نيوز'' سعدان عليه أن يجري بعض التصحيحات، وقد قام بذلك· لحسن الحظ، في الوقت الذي نخط فيه العمود، على شبابنا أن يجددوا إنجازا، إنجاز سلفهم في .1982
فلنعد إلى الأحداث· قبيل ساعات من مقابلة ''القرن'' تقدم كرة القدم تمريرة إلى التاريخ· هذا الأخير يستغل ذلك ''لتسجيل'' هدف· منتخب فرنسا الذي تأهل بشكل مخجل بيد تيري هنري الغائب تماما، انهزم أمام المكسيكيين الأمجاد عشية هذا··· 18 جوان· حق أعيد إلى الأرلنديين· تقريبا في نفس الوقت الذي أعلن فيه عن وفاة مارسيل بيجار، أحد عسكريي فرنسا الاستعمارية، والذي يداه ملطختين بالدم ''الطاهر'' لآلاف الجزائريين·
إشارة التاريخ لا تتوقف· شبابنا اللاعبون الأمجاد حضروا حصة سينمائية بسيطة لرفع المعنويات ونفخ روحهم القتالية· ماذا شاهدوا؟··· ''معركة الجزائر'' هي نفس المعركة التي لعب فيها بيجار دور السفاح في مواجهة شباب مقاتلين آخرين، والذين الكثير منهم وصف القتال والكفاح من أجل الاستقلال بالمعركة ''الخاسرة مسبقا''، مقابل فرنسا التي لا يمكن هزمها·
في هذا الـ 18 جوان ,2010 زرق دومينيك لم يتلقوا أي اتصال من لندن· في هذا الـ 18 جوان 2010 فرنسا القضايا الخاسرة تدفن بطلها، في هذا الـ 18 جوان ,2010 الجزائر تواجه إنجلترا بدون أن تكترث للنتيجة بما أنها كسبت حرب··· التاريخ·
*****
العالم يدحرج كرة بوجهين
علي مغازي
جوهانسبورغ، الآمال القاسية في خانة الحرب النفسية، حيث العشب والخلايا الحسّاسة، و··· الملعب··· في الجولة التي ستطيح بالفوز··· من دون العودة إلى فارق الأهداف، سلسلة الإجراءات تجرّ الفراغ على يمين الملك حيث المصير والبنود الجديدة···، بما في ذلك···، مثل الألوان الحمراء، أي···، مستويات التّوتر، قفْ··· النقاط، قفْ·· الأسطر، العارضة ترفرف، الساتان والدانتيل أيضا·· الأعلام التي تميل، الحسم في اللحظة الأخيرة··· باسم الشعب باسم الحكومة··· و··· و··· أيضا· النسخة القديمة للبطن أو الأوراك أو الظهر، العادة التي تعود من منطقة التسلّل إلى الفتحة في الشقّ الداخلي، التّمريرة، ''وفْراقك ما قدرت عنو''···
الـ ''توستيسترون''، المشاورات، المرمى، الدوري الاسكتلندي يدور، الطّرفان يدوران، عاجل··· بيان يصدر عن مجموعة ألعاب ديزني·
زاوية ضيّقة والكرة صاروخية، قتْل الوقت بحشو منطقة الأرداف الهزيلة بالدهون، بما يعني أن خطة 4,· 4 ··.2 خلطة شعبية مطبوع عليها (جرى فحصة)·· هذا·· ذلك، نحن، هم·· لا يهمّ البطاقة الحمراء، لا يهمّ المدرب، حقن ''البوتوكس'' مهمة لحماية حدود المنطقة، الهجوم دليل الجودة، وفقا أو على ضوء، استخدام الممدّدات في مزارع السالمون، إنذار ثان، العد التنازلي، ونقدم لمشاهدينا··· مسلسل ''أخواتي الثلاث''،··· ··· دو··· ري··· مي··· فا·····صِل ونعود إلى ''السيليكون'' الطّبي، إنه سلوك المخاطرة والفرص الخطيرة، الأسرة الدولية، الإشارات اللائمة، هز الشباك، ضغط الدم، قياس التكوّر افب، القصة في الكتاب المقدّس، حيث الرّجل يذهب إلى حفل عشاء، ثم ···
من غرفة تغيير ملابس العمل ننقل إليكم الحدث،
بعد·· بعد البعد·· قبل الذهاب· الالتفات بعيدا، انتاه·· سرْ·· العالم يدحرج كرة بوجهين بينما ''شاكيرا'' تصدح في البراري ''واكا واكا''·· (اليوم يومك/اشعرْ به/أنتَ مهدّتَ الطريق/··· ··· إذا سقطَ/ انهضْ أوه أوه/عندما تسقط/ انهضْ إيه إيه/ تسامينا مينا زانغليوا/ أنوا آ آ/ آن أوان إفريقيا/ تسامينا مينا إيه إيه/ واكا واكا إيه إيه···) شكرا للذّئبة الكولومبية·
****
غيمة الجزيرة الرياضية
هابت حناشي
لا أدري لماذا أتعاطف مع قناة الجزيرة، هل هو خطها الافتتاحي المثير للجدل؟ أم معارضتها للنظام الرسمي العربي، باستثناء النظام القطري طبعا؟ أم لوجود عدد كبير من الصحافيين الجزائريين بها؟ لا أدري السبب بالضبط، لكنني أجد نفسي مقتنعا بأنها قوية أكثر من الجيوش، ومهمة أكثر من النفط والمال، وحسب رأيي الشخصي، أصبحت الجزيرة أكثر قوة، أكثر شهرة من دولة قطر التي أطلقتها، وإحدى أهم عشر ''ماركات تجارية في العالم'' مع ''سي آن آن'' و''كوكواكولا''، و''أديداس'' و''مارلبورو'' ·· وغيرها من الماركات، وربما سيرتفع سهم الجزيرة بشكل جنوني مع مباريات كأس العالم، لأنها وحدها من يملك مفاتيح المونديال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومناطق أخرى متفرقة من العالم، ربما يغضب قولي هذا الجماهير وعشاق كرة القدم، لكن البزنس هو البزنس أو الأعمال هي الأعمال، والإحتراف هو الإحتراف، لا مكان فيه للغضب والعواطف والأوهام، وهذا مفهوم، لكن الجزيرة هذه المرة أخطأت، وقد سكنتني قناعة بأنها تجنت على حقوق مشتركيها، رغم المتعة التي أحس بها وأنا أتابع المباريات والتعاليق بأفواه الصحافيين البارزين في الوطن العربي والعال، ومتعة التحاليل التي يقدمها خيرة اللاعبين والمختصين في كرة القدم، فقد اشتريت، مثل غيري، بطاقة الاشتراك في قنوات الجزيرة الرياضية قبل أشهر لمتابعة مباريات كأس إفريقيا للأمم، وكانت مدة الإشتراك سنة كاملة، لكن القناة أجبرت المشتركين، دون احترام عقدها معهم، على اعادة تعبئة البطاقة بمبلغ قدره 80 دولار إذا أرادوا مشاهدة المونديال، وهكذا، ورغما أنفي، منحت لصديق 80 دولارا وبطاقة اشتراكي، وطلبت منه إعادة تعبئتها، لكن ممثلو القناة طلبوا 200 دولار، وليس مائة فقط ، 16 ألف دينار مرة أخرى تضاف لتسعة آلاف دينار دفعتها قبل أشهر· قلت لنفسي أن المبلغ كبير ويفوق حقوق البث، وهكذا طلبت من صديقي ألا يعبئ البطاقة وأن يعيد لي أموالي أحتفظ بها لنفسي·
لكن يجب أن نعترف، فقد حولت الجزيرة كأس العالم إلى متعة حقيقية وبهجة لا نظير لها، لقد نقلتنا إلى هناك، إلى بلاد الرجل العظيم نيلسون مانديلا، وجالت بنا وصالت في أرجاء هذا البلد الملون، وهو ما جعلني أتعاطف معها مرة أخرى، رغم الغضب الشديد الذي انتابني، وقلت لنفسي يجب ألا تعكر هذه الغيمة صفو ها السماء، ومن يدري، فربما كان البائع هو من قرر بمفرده رفع المبلغ، وليس لإدارة القناة علم بذلك·
habet2004@yahoo.fr هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
******
تجارة المونديال
نفيسة لحرش
لقد أصبحت الرياضة ''بزنسة'' عالمية، يمتهنها الكل، من اللاعب إلى المدرب إلى الدول المنظمة إلى المنظمات المشرفة على التحضير والإشهار والبيع··؟ فلم لا يحق للتجار الكبار والصغار امتهانها، أليس من حقهم أن يحاكوا غيرهم وأن يستفيدوا هم أيضا من ماكنة الربح السريع ما دامت الرقابة لن تطالهم، والضرائب لن تعرف طريقهم، مثلما هو متداول مع تبييض الأموال وتهريبها وكذا ترويج تلك التجارة الممنوعة قانونا والمتواجدة في السوق واقعا·
جرني إلى الحديث عن هذا الموضوع، تلك الحالة الهستيرية التي فرضتها مشاركة الفريق الوطني في مونديال ,2010 فالمتجول في أسواق الجزائر العاصمة وربما كل الجزائر، سيفاجأ لا محالة بكثرة السلع وتنوعها: ألعاب، قبعات، قمصان، بناطيل رجالية ومناديل·· سلع كنا قد رأيناها في التظاهرات السابقة، لكن جديدها هو الألبسة النسائية، التي دخلت السوق وكأنها تريد الاحتفاء بانتصار الفريق الوطني، طبعا جاء اهتمام التجار بعنصر النساء نظر لرؤيتهم التجارية الثاقبة التي تعرف من أين تؤكل الكتف، مشجعين في ذلك برقص النساء في الشوارع أيام هستيرية لقاء الجزائر-مصر·
ليس علينا التجول في أسواق العاصمة الشعبية لنصادف ذلك، بل إننا نصادفه حتى في المحلات غير المتخصصة بتجارة الألبسة، مثلها مثل تجارة الزلابية في شهر رمضان·· كلهم يريدون الربح السريع ما دامت الممارسة التجارية وليس التجارة القانونية تسمح بذلك·· وما دامت الألوان الوطنية الثلاث مشكلة لواجهة المحلات، فأينما توجهت وجدت الألبسة المعروضة نسائية كانت أو رجالية، لا تقفز عن الأحمرَ والأخضرَ والأبيض ··
ويبقى سؤالنا من المستفيد من كل ذلك؟ هل هو الشارع المناصر المحضر بدقة، أم الربح السريع؟ أم هل هو إغراء الجماهير الرياضية واعتراف بتنوعها الجنساني؟ أم أن النساء هن من ساعدن على تفشي هذه التجارة مثل أطفالهن تماما، أم هل وجدن أنفسهن مجبرات بإغراءات العروض عند مرافقتهن لاقتناء ملابس أطفالهن··؟
المهم أن الكل يشتري، حتى وإن كانت بعض العائلات غير قادرة، لكن اقتراب العرس الكروي الذي يعتبر جل الأسر معنية به، يفرض عليهم تحديد السلع والتقصير في الميزانية لإدخال الفرحة على قلوب الجميع·· في حين تبقى فرحة الانتصار معلقة، ومن هنا تكبر مسؤولية ''الخضر'' على تحقيق الفوز
****

خميس عند البريطانيين
أحميدة عياشي
مديرعام صحيفة الجزائرنيوز
عند الساعة السابعة والنصف توجهت إلى السفارة البريطانية، كان ذلك يوم الخميس تلبية لدعوة رسمية، بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملكة إليزابيث الثانية··
وجدت بعض الأصدقاء من السياسيين والإعلاميين، وتناقشت قليلا مع رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور حول الفريق الوطني لكرة القدم، لكن أيضا حول الوضع السياسي·· أذيع النشيدان الوطنيان، وألقيت كلمة أشادت بالعلاقة بين البلدين، في مجال التعاون الإقتصادي والأمني بشكل خاص·· ثم تمنى صاحب الكلمة أي ممثل بريطانيا، أن يكون الأفضل هو من سيكسب المباراة التي ستجرى اليوم بين الجزائر وإنجلترا·· غادرت السفارة على الساعة التاسعة والنصف رفقة الزميل حسن واعلي·· تعشينا وتناقشنا في مسائل متفرقة إلى ساعة متأخرة··
ـ 2 ـ
شرعت هذا الصباح أقرأ من جديد رواية ''الهارب'' لستيفن كينغ·· وهي رواية يوم صدورها كتبت باسم ريتشارد باكمان·· في السابق لم أكن من قراء ستيفن كينغ، كنت أميل أكثر إلى الروائيين الأمريكيين الكلاسيكيين مثل فوكز وشنايتيك وهيمنغواي، لكن منذ وقت قصير اكتشفت هذا الروائي وفي الوقت نفسه اكتشفت روائيا أمريكيا مهما هو فيليب روث، الآن أنا أقرأهما باستمتاع ولذة كبيرين···
ـ 3 ـ
تابعت حوالي ساعة تحاليل الجزيرة الرياضية، والشوط الثاني من مقابلة سلوفينيا، الولايات المتحدة الأمريكية، أعجبت كثيرا بالنفس القتالي الأمريكي الذي عرف كيف يعود من بعيد بعد هزيمة في الشوط الأول، وكاد أن يحقق نصرا على سلوفينيا في الدقائق الأخيرة·· ومع ذلك فلقد تعادل·· وتمكن من تسجيل هدفين كاملين في الشوط الثاني، وهذا ما دفعني إلى كتابة مقالتي اليومية حول هذه الروح الأمريكية التي لا تعرف الإستسلام·
ـ 4 ـ
عندما نزلت إلى المكتب، كانت الشوارع شبه خالية، أو راكدة بعد صلاة الجمعة·· القلق بادٍ على الوجوه·· والأمل أيضا·· الجزائريون والجزائريات، ينتظرون هذا المساء معجزة، يريدون انتصارا على إنجلترا، هل ذلك ممكن؟! إذا ما تحقق ذلك، فإن الجزائر سوف لن تنام الليلة وسيخرج كل ذلك الفرح المجهض والدفين من الأعماق كالسيل وسيجرف كل زمن هذا المساء··· أما إذا لم تتحقق هذه المعجزة، فإن الشوارع ستكون أكثر كآبة وحزنا···
ـ 5 -
التقيت في السفارة البريطانية مع بول كنيدي، وهو مستشار سياسي للشؤون الإقليمية، يتحدث اللغة العربية بطلاقة، تحدثنا كثيرا عن الأدب الإنجليزي والأمريكي، من والت سكوت، فرجينيا وولف، جويس لكن أيضا عن ادغار بو وفولكنز وهيمنغواي··· هذا النقاش أحيا فيّ ذكريات قديمة عن قراءاتي لفرجينيا وولف التي اكتشفتها وأنا في الثانوية، بحيث قرأتها مترجمة إلى اللغة الفرنسية، وظل الحنين يجرفني إلى إعادة قراءتها، لكنني لم أتمكن من ذلك، ولو أنني اشتريت مذكراتها التي صدرت مؤخرا مترجمة إلى الفرنسية منذ أسابيع··