منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. #11

    رد: مسابقة الفرسان للقرآن الكريم

    جزاك الله خيرا اخي فادي على التفسير
    ساسوق آية وتفسير وابحثوا عن أصلها ومن اي سورة:
    {كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين}


    نعم اخواني ... هذا هو وصف الله تعالى لفرعون و آله ... او بمعنى اصح : هذا وصف الله تعالى لبعض أهل مصر من الفراعنة ممن استكبروا و نسوا ربهم بأنعمه بدلا من شكره على انعمه .....
    و قد ضرب الله تعالى مثلا الفراعنة بذلك لأن ارضهم كانت و مازالت من افضل و اخضر البلدان زراعة و خضرة و خير ...إلخ و هي تقريبا البلد الأوحد الذي فيه من الخيرات ما لا يوجد في اي مكان غيره ... فلذلك كانت رئيسة كل مكان أخضر


    و ملخص كلامي أننا كمصريين .... بلدنا مليئة بالخيرات ما لا يوج دفي بلد غيره .... و منا المتكبرون الناسون لربهم مغترين بالخيرات المصرية ... و منا الصالحون مع ربهم الذين يشكرون الله على خيراتهم المصرية


    فلنكن من الفريق الثاني الذي يتذكر ربه بالشكر كلما رأى او حس نعمة ببلده و لا يكون كفرعون ... و أن يحصدها بأسم الله و يجري ماءها بيد ساعية جاهدة



    فعلينا ان لا نتكبر كفرعون الذي اغتر بالخيرات فنسى ربه فأغرقه الله و جنوده فما اغنى عنه ماله و ملكه و خيرات ارضه .... بل نكون كيوسف الذي مكن الله له العيش في ارض مصر الخصبة فكان يشكره كل حين




    و هذه مقدمة سريعة عن نظرتي لأرض مصر من ناحية خيراتها بالنسبة لأهلها ....

  2. #12
    أديب ساخر ورسام مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    عنياك يا شهباء تنـزف وردهـا** وتضـوع سحـرا بكـرة ومسـاء
    المشاركات
    633

    رد: مسابقة الفرسان للقرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا اخي فادي على التفسير
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس مشاهدة المشاركة
    {كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين}

    و إياكم جزاكم الله خيراً

    و مباركة طاعاتكم في الشهر الفضيل

    الأيات
    كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين
    من سورة الدخان 25,26,27
    ******************
    تفسير
    مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ

    قبل أن ننتقل إلى تفسير الأية علينا أن نميز بين معاني الجنة بالتشكيل
    فمعنى الجُنَّةُ بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.أو السُّتْرة،أو الوِقايةُ.
    ومعنى الجَنَّةُ بالفتح : البستان، ومنه الجَنّاتُ.والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً.
    ومعنى الجِنَّةُ بالكسر : الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى: من الجِنَّةِ والناسِ الذي نحن بصدد تفسيره
    قال تعالى: مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ :
    الموسوس على نوعين:
    1- موسوس من الجِنة، وهم: الجن، وسموا جناً لإجتنانهم؛ لأنهم مستورون لا يرون.
    2- موسوس من الناس، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فجلست، فقال: يا أبا ذر ! هل صليت؟ قلت: لا يا رسول الله! قال: قم فصل، فصليت ثم أتيته، فقال: يا أبا ذر ! تعوذ بالله من شياطين الإنس، قلت: يا رسول الله! أو للإنس شياطين؟ قال: بلى))
    فهناك من يوسوس من الجنة، وهناك من يوسوس من الناس
    وَقِيلَ: إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الْجِنِّ كَمَا يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الإنسِ.
    فعَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ ".
    وقد تحمل الآية احتمالان:
    الأول: أن يكون الموسوِسُ من الجِنَّةِ والناس، وهم يُوَسْوِسون في صدور الناس.
    الثاني: أن يكون الموسْوِسُ من الشياطين، وهم يوسْوِسونَ في صدور الجِنَّة والناس.
    ووسوسة الجنة نحن لا ندري كيف تتم , ولكننا نجد آثارها في واقع النفوس وواقع الحياة .
    ونعرف أن المعركة بين آدم وإبليس قديمة ; وأن الشيطان قد أعلنها حربا تنبثق من خليقة الشر فيه , ومن كبريائه وحسده وحقده على الإنسان ! وأنه قد استصدر بها من الله إذنا , فأذن فيها - سبحانه - لحكمة يراها ! ولم يترك الإنسان فيها مجردا من العدة .
    فقد جعل له من الإيمان جُنة , وجعل له من الذكر عدة , وجعل له من الاستعاذة سلاحا . . فإذا أغفل الإنسان جُنته وعدته وسلاحه فهو إذن وحده الملوم !
    وأما الناس فنحن نعرف عن وسوستهم الشيء الكثير . ونعرف منها ما هو أشد من وسوسة الشياطين !
    رفيق السوء الذي يدس الشر إلى قلب رفيقه وعقله من حيث لا يحتسب ومن حيث لا يحترس , لأنه الرفيق المأمون !
    وحاشية الشر التي توسوس لكل ذي سلطان حتى تتركه طاغية جبارا مفسدا في الأرض , مهلكا للحرث والنسل !
    والنمام الواشي الذي يزين الكلام ويزحلقه , حتى يبدو كأنه الحق الصراح الذي لا مرية فيه .
    وبائع الشهوات الذي يتدسس من منافذ الغريزة في إغراء لا تدفعه إلا يقظة القلب وعون الله .
    وعشرات من الموسوسين الخناسين الذين ينصبون الأحابيل ويخفونها , ويدخلون بها من منافذ القلوب الخفية التي يعرفونها أو يتحسسونها . . وهم شر من الجنة وأخفى منهم دبيبا !
    و الله أعلم
    **********
    وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً
    الحمد لله رب العالمين

  3. #13

    رد: مسابقة الفرسان للقرآن الكريم

    قل كل يعمل على شاكلته (جيش محمد صلى الله عليه وسلم في سمرقند)
    شرح:
    البتار

    الحمد لله ثم الحمد لله و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و نشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله و رسوله ؛ عباد الله أوصيكم و نفسي بتقوى الله عز وجل و أحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله و خير الهدي هدي نبيكم محمد صلى الله عليه و آله و سلَّم و إنَّ من كلامه تعالى قوله : ( قل كلٌ يعمل على شاكلته فَرَبُّكُم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً )(1)؛ كلٌّ يعمل على شاكلته ؛ أي على ما هو دأبه و طريقه ؛ ما هي شاكلة الأمة المسلمة في البناء الإيماني و النفسي لأبنائها؟ و ما هي الآثار البعيدة لذلك على مستوى الأمة و الدولة و الحضارة ؟
    عُمَرُ رضي الله عنه سلبَ النوم منه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من والٍ يلي رعيةً من المسلمين فيموت و هو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة)(2)؛ هموم الأمة المسلمة امتزجت بروحه و قلبه ، ومرةً بعد جولة ليلية متعبة تفقد فيها الرعية ، جلس ليستريح قليلاً فسمع امرأة تقول لابنتها : قومي إلى اللبن فامذُقيه ، أي زيديه ماءً ؛ قالت البنت : قد نهى عمر عن ذلك ؛ قالت الأم : امذقيه فإن عمر لا يراك ، قالت البنت : يا أماه فأين رب عمر! هذه هي أمة الإسلام حُكَّامُ عَدْ لٍ و رعيةُ التزام ، و علَّم عُمَرُ الخِباءَ بعلامة و عاد إلى أبنائه يخبرهم عن فتاةٍ صالحةٍ تقيةٍ لا يُفرط بها : زوجة صالحة و امرأة تقية وسكنا ، فزوجها ابنه عاصم و بارك الله لهما فكانت لهما ابنة وافرة العقل جميلة الخَلقِِ و الخُلُقْ تزوجها عبد العزيز بن مروان و رزق عبد العزيز من حفيدة ابن الخطاب رجلاً ملأ الدنيا عدلاً! ذلكم هو عمر بن عبد العزيز.

    ( قل كل يعمل على شاكلته ) صاحب التقوى يبحث عن التقوى و صاحب المال يبحث عن المال ، وشاكلة التقوى في الأسرة المسلمة تمتد في ذراريها ، وقد عاش عمر بن عبد العزيز في شبابه عيشة ترف مدهش و رأى من النعيم ما لم يره أحد ، ولكن شاكلته الأولى تجمعت ثم انبثقت فتدفق الخير و العدل و الأمن و الإيمان.

    أما مربيه الأول فكان عالم الأمة عبد الله بن عمر ، وأما أساتذته فأئمة فحول : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، و أنس و السائب و عبادة .. ، ورغم كل ماعاشه من ترف فإن البداية التربوية الأولى حفظته (ومن صحت بدايته صحت نهايته) وقد تأخر يوماً عن الصلاة فسأله مؤدبه صالح ابن كَيْسان عن السببِ فاعتذر بأن مُرجِّلته كانت تُرَجِّل له شعره! فكتب المؤدب بذلك إلى أبيه عبد العزيز ؛ فحلقَ له شعره كله كيلا ينشأ مترهلاً مدللاً سخيفاً وصدق الهادي صلى الله عليه و آله و سلم فيما أخرجه عنهُ ابن حبان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن الله سائلٌ كُلَّ راعٍ عما استرعاه حفِظ أم ضيع حتى يُسألَ الرجلُ عن أهل بيته)(3) و تمضي الأيام فإذا بأمر الخلافة العظمى يوكلُ إلى عمرَ بن عبد العزيز فحمله حملاً أضناه و أتعبَ كلَّ من أتى بعدَهُ ، وصارَ حُكمه فضيحة لكل من تولى الأمر بعدَهُ . لقد تجمعتْ شاكلةُ البصماتِ العمريةِ فخرجت كُلُّها في ابن حفيدتِه .

    أتته امرأة من أقصى حدود دولته التي امتدت ما بين الصين و فرنسة و سألت عن قصره فدلوها على دار شديدةِ التواضع ، و إذا بالدارِ رجل يُطينُ الجدارَ و امرأةٌ تناولُهُ الطينَ ، قالت لها : ألا تحتجبينَ من هذا الطيان فقالت : إنه أميرُ المؤمنين! وأجيرة الطيان هي فاطمةُ التي قال التاريخُ عنها أنها كانت (زوجةَ خليفة ؛ بنتُ خليفة ؛ أُختُ أربعةِ خلفاء ، وعمةُ خليفتين) . ومرض ابن عبد العزيز و عاده أخو زوجته مَسْلمَة فلما خرج قال لأخته اغسلي قميص أمير المؤمنين فإنه وسخ ، والناس تزوره فلما رَجَع بعد أيامٍ وجد القميص لم يغسل فأعاد القول ، وزاره ثالثة فإذا بأمير المؤمنين ما يزال في قميصه يئن مريضاً متوجعاً ، و أغلظ مَسْـلَمة لأخته الكلام فأحنت رأسها وخرج صوتها من بين دموعها وقالت : والله ماله قميص غيره!!

    قد أتعبت يا عمر من بعدك و فضحت لصوص الأمة ؛ وتحقق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه)(4) بل امتد معناه في ابن حفيدته ابن عبد العزيز!

    ( قلْ كلٌ يعملُ على شاكلَته ) ولعمرَ بن عبد العزيز وِقفات حبس التاريخ فيها أنفاسه ، فما رأى بعد عدلاً ومساواة ولا إحساناً أوإنصافاً يتدفق مثلما تدفق في عهد خامس الراشدين ، و هاكم شاكلةٍ عمريهٍ مذهلةٍ : الإسلام في أوج قوته وراية لا إله إلا الله تمتد في الأرض أسرع من انتشارِ ضوء الصباح ، والدولة الإسلامية أعظم قوة حضارية على وجه الأرض وخليفةٌ واحدٌ في دمشق تنقاد له بلادٌ ممتدة ما بين مشرق الأرض إلى مغربها ، وبعيداً آلاف الأميال عن عاصمة المسلمين وفي ظلمة الليل خرج رجل تقدح عيناه بالشرر يتلفت حوله بحذر حتى طرق أحد الأبواب باحتراس شديد و أعطى كلمة السر ففتح له الباب ؛ فاجتازه إلى غرف دخل من مكان سري في أحدها إلى سراديب مظلمة يضيئها لهب أزرق يضفي ظلالاً مرعبة على المكان!حتى انتهى إلى غرفة صخرية فيها سَدَنَةُ آلهة دميمة.

    كان اجتماع مؤامرة حقودة على المسلمين [نموذج مصغر من مؤامرة دول العالم على شعب البوسنة المسلم] ولكنها كانت في سمرقند ، وكان الكهنة يتحدثون بحقد عن المسلمين و دينهم ، وكيف أنهم دخلوا سمرقند فملكوها ، وكانت في جعبة الكهنة خُطَّةُ فتنةٍ خبيثةٍ ولكنهم قرروا إطلاق سهم أخير من جعبتهم ، واختاروا زائرهم الأخير ليكون رسولهم إلى عاصمة الخلافة ؛ فقد سمعوا أن فيها حاكماً عادلاً ملأ عدله الأرض ؛ فوكلوا صاحبهم بحمل الرسالة ؛ خاصة و أنه يتقن العربية ، ومضى الرجل في ديار المسلمين فإذا كل حاضرة من حوا ضرهم أعظم من الأخرى فتمتلئ نفسه خوفاً من لقاء خليفةٍ هو حاكمُ تلك الأقطار العظيمة ، ثم وصل دمشق (سيدة التاريخ وأمل المستقبل ) فخفق قلبه و تصور صعوبة لقاء الخليفة و تحسس رقبته فقد خشي أن يتصرف بطريقة يكون ثمنها رأسه! تذكر الأكاسرة و القياصرةَ و الجبابرةَ و الفراعنةَ ، ثم ذهل ؛ فكيف يقابل خليفةً كلُّ مُلكِ الشاهنشاه الذي كانوا يعظمونه وتخشى بأسه الشعوب لا يبلغ قدر ولاية صغيرة من ولاياته ؛ واضطرب فؤاده بين الخوف على النفس و الخوف من اندثار عقيدة آلهة المعبد الوثني المرعبة ، وتذكر بلاده و الكهنة فتشجع و كلما رأى قصراً خفق قلبه وظنَّ أنه قصر الخليفة ؛ ثم وجد نفسه فجأة مقابل قصرٍ عظيم ما رأى و لا سمع عن مثله ، وكاد يخر على الأرض لذهوله إلا أنه تشجع لما رأى الناس يدخلون ويخرجون فلا يسألهم أحد إلى أين ، وإذا بصحن واسع عظيم أرضه من رخام يلمع كالمرايا بالكاد يرى مَنْ في أوله مَنْ في آخره ، وعلى الأطراف أعمدةٌ شامخةٌ و أقواسٌ مرتفعةٌ وفي المنتصف بركة ماء يتدفق منها الماء عذباً زلالاً ، وإذا بصوت حان جميل كأنه من أنفاس الجنان لا من حناجر أهل الأرض يرتفع مردداً : (الله أكبر الله أكبر ... أشهد أن لا إله إلا الله ؛ أشهد أن لا إله إلا الله ؛ أشهد أن محمداً رسول الله .. ) فإذا بالكل كأن على رؤوسهم الطير .
    ما كان ذلك الرجل يعلم أن نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم قال : (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ ، فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرا ؛ ثم سلوا الله لي الوسيلة [ ومحل ذلك إنما يكون بعد الأذان لا عند إقامة الصلاة ] فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله و أرجو أن أكون أنا هو ؛ فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة )(5) و تلفت الرجل فإذا بنظام عجيب وإذا بالآلاف يصطفون مثل كتائب جيش كثيف و إذا برجل يتقدمهم فتكون منهم طاعةٌ مدهشةٌ و انضباط عظيم ؛ ثم انفض الجمع و تشجع الرجل فسأل عن الخليفة فقالوا : هو الذي صلى بالناس ؛ أما صليت معنا؟ قال : وما الصلاة؟ فقالوا له : عبادة وطاعة ، والتزام ونظام وترك للفحشاء والمنكر وفضيلة و طهارة ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر)(6) ؛ ألست بمسلم؟ قال باضطراب شديد: لا ، وهو يظن أنه سيلقى وحوشاً مثل وحش الصرب ينهالون عليه بالسواطير ؛ فقالوا له باسمين : هداك الله وما دينك ؛ فتلعثم الرجل ، وظنهم سيقتلونه لكنهم شجعوه فقال: أنا على دين كهنة سمرقند ؛ قالوا وما دينهم؟ قال لا أدري ؛ يسجدون للنار! فقالوا له : ومن ربكم؟ قال : أصنام المعبد المخيفة! قالوا : إنَّ نبينا بُعث رحمة للعالمين وقال الله له نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )(7) ، وعسى أن يرزقك الله وقومك الهداية! قال : وما الله؟ فقالوا له : ( ربِّ السماواتِ و الأرضِ و ما بينَهما إن كنتم موقنين * لا إله إلا هو يحى و يميتُ ربكم و ربُّ آبائكم الأولين )(8) ( وهو الذي في السماء إله و في الأرض إله وهو الحكيم العليم * وتبارك الذي له ملك السماوات و الأرض وما بينهما و عنده علم الساعة و إليه ترجعون )(9) ؛ ثم قاموا عنه وقد دلوه إلى الباب الذي يصل به إلى الخليفة .. فظنَّ أنه سيدخل قصراً آخر أعظم وأفخم ؛ فإذا بيتٌ متواضع وامرأة تعجن فلحقهم وقال أتكذبون علي؟ أسألكم عن قصر الخليفة فتدلوني على بيتِ فقيرٍ يُصلح داره بيده و امرأته تعجن ؛ قالوا له : ذاك خليفتنا!!
    ولم يصدق الرجل أذنيه ؛ وقال: إني غريب ناشدتكم بما تؤمنون أن تدلوني ؛ فقالوا : حاشا لله أن نكذب عليك ؛ إن الكذب في ديننا كبيرة من الكبائر و نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يقول لنا أن المؤمن لا يكون كاذباً أبداً(10)، و جعل الرجل يفرك رأسه بيديه أهذا حلم أم واقع ، تعب الطريق و عناء المهمة أم الحقيقة.
    وأحس بتصدع في أفكاره وشعر بجدران المعبد و الآلهة المزيفة و الفراعنة المتجبرين يتهاوى بعضها على بعض فتصبح شظايا تسقط في قعر بئر عميق ووقف الرجل متحيراً فلمحه الخليفة و عَرَف أنه غريب فجلس إليه ينظر في أمره فازدادت دهشة الغريب ولكنه بعد تردد شكا إلى عمر بن عبد العزيز أن قائده قتيبة بن مسلم دخل سمرقند غدراً دون دعوة أحد إلى الإسلام و لا منابذة و لا إعلان .. و أطرق الخليفة العظيم الذي أمر خطباء منابره بأن يذكِّروا الناس كل جمعة بقوله تعالى : ( إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون )(11) كي تبقى الأمة متشبثة بحقها إن نسيه الحكام وأطرق الخليفة العظيم قائلاً : والله ما أمرنا نبينا محمدٌ بظلم و لا أجازه لنا ، و إن الله أوجب علينا العدل مع المسلم و غير المسلم ، و دعا الخليفة بورقة كَتب عليها سطرين و ختمها ثم دفعها إلى الرجل ؛ ليذهب بها إلى حاكم سمرقند ، وحمل الرجل الورقة متشككا!ً أتفعل هذه الورقة شيئاً مع قائد عظيم مثل قتيبة؟ ، ولله در قتيبة وأمير قتيبة! وعلم الكهنة فاصفرت وجوههم و تلمسوا رقابهم [حسبوها مكيدةً مثل مكائد عصابات مجلس الإرهاب الذي سموه مجلس الأمن] فما راعهم إلا منادٍ يدعو الناس كلَّهم إلى المسجد و إذا بالقائد العظيم قتيبة يدخل وراء رجل نحيل أجلسه وكهنة المعبد الأكبر بين يديه ، ثم سأل القاضي الكاهنَ بصوت ضعيف : ما قولك ، فقال : إن القائد المبجل قتيبة بن مسلم دخل بلدنا غدراً من غير منابذة ولا دعوة إلى الإسلام ولا طلب جزية ، و التفت القاضي إلى الأمير مستفهماً : ما قولك يا قتيبة؟ فقال قتيبة : إن الحرب خدعة وهذا بلد عظيم أنعم الله به علينا ، وأنقذه بنا من الكفر وأورثه المسلمين ؛ قال القاضي: هل دعوتم أهله إلى الإسلام أو الجزية أو القتال؟ قال قتيبة : لا ولكننا دخلناه مباغتة! قال القاضي : قد أقررتَ يا قتيبة ، والله ما نصر الله هذه الأمة إلا بوفائها بما ائتمنت عليه من عهود الله (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)(12).
    يا قتيبة ( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون )(13).
    يا قتيبةَ جيش محمد جيش صدق و عهد و وفاء
    يا قتيبة جيش محمد ليس جيش احتلال ولا جيش إبادة ولا عدوان ، جيش محمد ليس مثل جيوش الحقد الصليبي السافر ، جيش محمد لا يبيد الحياة ولا الأحياء ، جيش محمد ليس مثل جيوش الكفرة الصرب و الأنذال من قوات التحالف الدولية المتآمرة (14) .
    جيش محمد يا قتيبة لا يعتدي على النساء و ينشئ لهنَّ معسكرات الاغتصاب ..
    جيش محمد يا قتيبة لا يعطي العهد للأبرياء الآمنين ثم يحصدهم بالرشاشات أو يذبحهم ذبح النعاج بالسواطير ، جيش محمد لا يضع المسدسات في رؤوس الأطفال ليفجرها ..
    جيش محمد و قادة جيشه لا يقررون ملاذات آمنة لشعب بائس مسكين ثم يتعاورون عليها ذئاباً ووحوشاً بشرية لا تمل من شرب الدماء ..
    جيش محمد لا يغير على المدنيين ولا على المستشفيات ولا يقتل العزل و النساء و الأطفال ..
    جيش محمد يا قتيبة إذا وعد وفى وإذا حدَّث صدق وإذا ائتمن أدى الأمانة ولو لقي في ذلك الأهوال والحتوف ..
    يا قتيبة : حكمت بخروج المسلمين من البلد وأن يُرَدَّ إلى أهله و يُدْعَوا إلى أحكام الإسلام ، ولم يصدق أحد أن هذا سيحصل ، و لكن ما مضت إلا ساعات فإذا بالجوِّ يرتجف من صليل السلاح .. جيش قتيبة ينسحب .. ونظر الكاهن الأكبر إلى أتباعه فنكَسوا رؤوسهم ونظر إلى رسوله إلى الخليفة فوجده يرتجف بشدة ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله .. وكأنما دبت بالكهنة الحياة بعد موت .. فصرخوا في أتباعهم : أن أدركوا جيش محمد وقولوا لقتيبةَ أن يعود ..
    يا جند محمد ما شهدت الأرض مثل عدلكم وإنصافكم .. عودوا إلينا .. ما عدتم وحدكم المسلمون .. و ما محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لكم وحدكم فهو نبينا كذلك ، و إننا لنشهد جميعاً أنه لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله. وصدق تعالى : ( يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنَّ الله عليم خبير ) (15).

    - ألقيت هذه الخطبة بتاريخ الجمعة : 23 صفر 1416هـ الموافق 21/ 7 /1995م.

    -----------------------
    الإحالات :
    1- الإسراء 84 .
    2- البخاري ، الأحكام 7151.
    3- هذا لفظ ابن حبان والحديث في البخاري ، الجمعة 893.
    4- سنن الترمذي ، كتاب المناقب 3682 ، وقال هذا حديث حسن صحيح غريب.
    5- مسلم ، كتاب الصلاة 384.
    6- العنكبوت 45.
    7- الأنبياء 107.
    8- الدخان 7-8 .
    9- الزخرف 84 - 85.
    10- في مجمع الزوائد ، المجلد الأول ، كتاب الإيمان (1) ، باب ماجاء أن الصدق من الإيمان (37) ،
    الحديث 228 : (يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب) وذكر أنه من رواية البزار وأبي يعلى ورجاله رجال الصحيح ، وفي فيض القدير : الجزء السادس ، حرف الياء ، الحديث 10014 ؛ أن ابن حجر قال في الفتح أن سنده قوي .
    وفي القرآن الكريم: (إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون) النحل 105.
    أما رواية الموطأ ، الحديث 1862: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيكون المؤمن جبانا؟ فقال: نعم ؛ فقيل له : أيكون المؤمن بخيلا ؛ فقال: نعم ؛ فقيل له : أيكون المؤمن كذابا؟ فقال: لا ) فهي مرسلة أومعضلة.
    11- النحل 90.
    12- الإسراء 34.
    13- النحل 95.
    14- في ذروة المذابح ثبت أن الجنرال (ماكنزي) من أكبرقادة القوات الدولية (وهو كندي الجنسية) كان يسهل بل يشارك في اغتصاب المسلمات البوسنيات!! وضاعت جريمته في الدنيا مع آلاف المجرمين !!
    15- الحجرات 13.

    ملاحظة :
    لقد وردت قصة فتح سمرقند بشكل مقتضب في كتب التاريخ ، ومن باب نسب الفضل لأهله نقول : إن إخراجها بالشكل القصصي المؤثر قد تم بالاستفادة الواسعة من كتاب : قصص من التاريخ لعلامة الشام الجليل الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وأجزل مثوبته .


    المصدر
    http://www.saaid.net/arabic/14.htm
    من اي سورة هذه الآية؟
    وانتظركم
    واعتذر عن غيابي
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  4. #14

    رد: مسابقة الفرسان للقرآن الكريم

    السلام عليكم
    سورة الاسراء 84
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا .

    **********
    قوله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا .

    قوله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما إخراج لعباده المؤمنين من صفات الكفرة في عبادتهم الأوثان ، وقتلهم النفس بوأد البنات ; وغير ذلك من الظلم والاغتيال ، والغارات ، ومن الزنى الذي كان عندهم مباحا . وقال من صرف هذه الآية عن ظاهرها من أهل المعاني : لا يليق بمن أضافهم الرحمن إليه إضافة الاختصاص ، وذكرهم ووصفهم من صفات المعرفة والتشريف وقوع هذه الأمور القبيحة منهم حتى يمدحوا بنفيها عنهم لأنهم أعلى وأشرف ، فقال : معناها لا يدعون الهوى إلها ، ولا يذلون أنفسهم بالمعاصي فيكون قتلا لها . ومعنى إلا بالحق أي إلا بسكين الصبر وسيف المجاهدة فلا ينظرون إلى نساء ليست لهم بمحرم بشهوة فيكون سفاحا ، بل بالضرورة فيكون كالنكاح . قال شيخنا أبو العباس : وهذا كلام رائق غير أنه عند السبر مائق . وهي نبعة باطنية ونزعة باطلية وإنما صح تشريف عباد الله باختصاص الإضافة بعد أن تحلوا بتلك الصفات الحميدة وتخلوا عن نقائض ذلك من الأوصاف الذميمة ، فبدأ في صدر هذه الآيات بصفات التحلي تشريفا لهم ، ثم أعقبها بصفات التخلي تبعيدا لها ; والله أعلم . قلت : ومما يدل على بطلان ما ادعاه هذا القائل من أن تلك الأمور ليست على ظاهرها [ ص: 73 ] ما روى مسلم من حديث عبد الله بن مسعود قال : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال : أن تدعو لله ندا وهو خلقك . قال : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم . قال : ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك . فأنزل الله تعالى تصديقها : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما . والأثام في كلام العرب العقاب ، وبه قرأ ابن زيد وقتادة هذه الآية . ومنه قول الشاعر :



    جزى الله ابن عروة حيث أمسى عقوقا والعقوق له أثام


    أي جزاء وعقوبة . وقال عبد الله بن عمرو وعكرمة ومجاهد : إن أثاما واد في جهنم جعله الله عقابا للكفرة . قال الشاعر :



    لقيت المهالك في حربنا وبعد المهالك تلقى أثاما



    وقال السدي : جبل فيها . قال :



    وكان مقامنا ندعو عليهم بأبطح ذي المجاز له أثام



    وفي صحيح مسلم أيضا عن ابن عباس : أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ; فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن ، وهو يخبرنا بأن لما عملنا كفارة ، فنزلت : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما . ونزل : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية . وقد قيل : إن هذه الآية ، يا عبادي الذين أسرفوا نزلت في وحشي قاتل حمزة ; قاله سعيد بن جبير وابن عباس . وسيأتي في الزمر بيانه .

    قوله تعالى : إلا بالحق أي بما يحق أن تقتل به النفوس من كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان ; على ما تقدم بيانه في ( الأنعام ) . ولا يزنونفيستحلون الفروج بغير نكاح ولا ملك يمين . ودلت هذه الآية على أنه ليس بعد الكفر أعظم من قتل النفس بغير الحق ثم الزنى ; ولهذا ثبت في حد الزنا القتل لمن كان محصنا أو أقصى الجلد لمن كان غير محصن .

    [ ص: 74 ] قوله تعالى : يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه قرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي يضاعف ويخلد جزما . وقرأ ابن كثير : ( يضعف ) بشد العين وطرح الألف وبالجزم في ( يضعف ) ويخلد وقرأ طلحة بن سليمان : ( نضعف ) بضم النون وكسر العين المشددة . " العذاب " نصب ويخلد جزم ، وهي قراءة أبي جعفر وشيبة . وقرأ عاصم في رواية أبي بكر : ( يضاعف ) . ( ويخلد ) بالرفع فيهما على العطف والاستئناف . وقرأ طلحة بن سليمان : ( وتخلد ) بالتاء على معنى مخاطبة الكافر . وروي عن أبي عمرو ( ويخلد ) بضم الياء من تحت وفتح اللام . قال أبو علي : وهي غلط من جهة الرواية . و يضاعف بالجزم بدل من يلق الذي هو جزاء الشرط . قال سيبويه : مضاعفة العذاب لقي الأثام . قال الشاعر :



    متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا



    وقال آخر :



    إن علي الله أن تبايعا تؤخذ كرها أو تجيء طائعا



    وأما الرفع ففيه قولان : أحدهما أن تقطعه مما قبله . والآخر أن يكون محمولا على المعنى ; كأن قائلا قال : ما لقي الأثام ؟ فقيل له : يضاعف له العذاب . مهانا معناه ذليلا خاسئا مبعدا مطرودا .
    المصدر المكتبة الاسلامية
    http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12563&idto=12572&bk_no=52& ID=3787

    المزيد
    http://www.google.com/#hl=ar&source=hp&q=+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A %D9%86+%D9%84%D8%A7+%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%86 +%D9%85%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%A5%D9%8 4%D9%87%D8%A7+%D8%A2%D8%AE%D8%B1+%D9%88%D9%84%D8%A 7+%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%8 4%D9%86%D9%81%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%A D%D8%B1%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%A5%D9%8 4%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82+%D9%88%D9%8 4%D8%A7+%D9%8A%D8%B2%D9%86%D9%88%D9%86+%D9%88%D9%8 5%D9%86+%D9%8A%D9%81%D8%B9%D9%84+%D8%B0%D9%84%D9%8 3+%D9%8A%D9%84%D9%82+%D8%A3%D8%AB%D8%A7%D9%85%D8%A 7+%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81+%D9%84%D9%87+%D8% A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%A7%D8%A8+%D9%8A%D9%88%D9%8 5+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A9+%D9%8 8%D9%8A%D8%AE%D9%84%D8%AF+%D9%81%D9%8A%D9%87+%D9%8 5%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A7+.&btnG=%D8%A8%D8%AD%D8%A B+Google%E2%80%8F&lr=&aq=f&aqi=&aql=&oq=+%D9%88%D8 %A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86+%D9%84%D8%A7+%D9%8A%D8 %AF%D8%B9%D9%88%D9%86+%D9%85%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87+%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7+%D8%A2%D8%AE%D8 %B1+%D9%88%D9%84%D8%A7+%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%84%D9 %88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3+%D8%A7%D9 %84%D8%AA%D9%8A+%D8%AD%D8%B1%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87+%D8%A5%D9%84%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8 %AD%D9%82+%D9%88%D9%84%D8%A7+%D9%8A%D8%B2%D9%86%D9 %88%D9%86+%D9%88%D9%85%D9%86+%D9%8A%D9%81%D8%B9%D9 %84+%D8%B0%D9%84%D9%83+%D9%8A%D9%84%D9%82+%D8%A3%D 8%AB%D8%A7%D9%85%D8%A7+%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9 %81+%D9%84%D9%87+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%A7%D8 %A8+%D9%8A%D9%88%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8 %A7%D9%85%D8%A9+%D9%88%D9%8A%D8%AE%D9%84%D8%AF+%D9 %81%D9%8A%D9%87+%D9%85%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A7+.&g s_rfai=&fp=d5febf6d11a5361f


    من اي سورة ؟.
    وجزاكم الله خيرا
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  5. #15

    رد: مسابقة الفرسان للقرآن الكريم

    68 من سورة الفر قان
    ********

    لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

    { لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان } العظيم الشأن المنطوي على فنون القوارع { على جَبَلٍ } من الجبال أو جبل عظيم { لَّرَأَيْتَهُ } مع كونه علماً في القسوة وعدم التأثر مما يصادمه { خاشعا مُّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ الله } أي متشققاً منها .
    وهذا تمثيل وتخييل لعلو شأن القرآن وقوة تأثير ما فيه من المواعظ والزواجر ، والغرض توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن وتدبر ما فيه من القوارع وهو الذي لو أنزل على جبل وقد ركب فيه العقل لخشع وتصدع ، ويشير إلى كونه تمثيلاً قوله تعالى : { وَتِلْكَ الامثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } فإن الإشارة فيه إلى قوله تعالى : { لَوْ أَنزَلْنَا } الخ وإلى أمثاله ، فالكلام بتقدير وقوع تلك ، أو المراد تلك وأشباهها والأمثال في الأغلب تمثيلات متخيلة .

    اولا سبحان الله

    بمعنى انه لو انزلته على جبل لاريته باكيا وخاشعا ومتشقق من القران بما فيه من رحمه وصدق

    والقران نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

    فانظر اين العظمة

    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  6. #16
    أديب ساخر ورسام مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    عنياك يا شهباء تنـزف وردهـا** وتضـوع سحـرا بكـرة ومسـاء
    المشاركات
    633

    رد: مسابقة الفرسان للقرآن الكريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فادي شعار مشاهدة المشاركة
    وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً
    71 سورة مريم
    وما زال معنى الورود يشغلني حتى بحثت بعون الله فكان التفسير و الله أعلم من أمهات التفسير
    { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } أي ما منكم أحدٌ من برٍ أو فاجر ألاّ وسيرد على النار
    المؤمن : للعبور
    والكافر: للقرار
    { كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } أي كان ذلك الورود قضاءً لازماً لا يمكن خُلفه.
    كان ذلك مختصر التفسير
    فلنتابع و نرجو عدم الملل من القراءة

    1- قال بعضُهم:
    هو الدُّخُولُ كما في قولهِ تعالى{ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ } وقالوا: إلاّ أنَّها تكونُ على المؤمنينَ بَرْداً وسَلاماً،
    واستدلُّوا بقول صلوات الله عليه " الْوَرُودُ الدُّخُولُ، لاَ يَبْقَى بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ إلاَّ دَخَلَهَا، فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ بَرْداً وَسَلاَماً، كَمَا كَانَتْ عَلَى إبْرَاهِيْمَ، حَتَّى أنَّ لِلنَّارِ ضَجِيْجاً بوُرُودِهِم"
    2- وقال بعضُهم:
    الورودُ هو الإشرافُ على النار بلا دخولٍ؛ لأن موضعَ المحاسبةِ يكون قريباً من النار،
    مستدلين بقوله تَعَالَى:{ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ }[القصص] ولَم يكن موسى دَخَلَ الماءَ،
    وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ- إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى- وَاحِدٌ شَهِدَ بَدْراً أو الْحُدَيْبيَةَ ".
    و قَوْلُهُ تَعَالَى:{ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ }[الأنبياء].
    و مع هذا الاختلاف
    (1)- نقف عند قول الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا خالد بن سليمان عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود،
    فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن
    وقال بعضهم: يدخلونها جميعاً، ثم ينجي الله الذين اتقوا
    فلقيت جابر بن عبد الله، فقلت له: إنا اختلفنا في الورود
    فقال: يردونها جميعاً، وقال سليمان بن مرة: يدخلونها جميعاً،
    وأهوى بإصبعيه إلى أذنيه، وقال: صمتاً إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمن برداً وسلاماً؛ كما كانت النار على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجاً من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا، ويذر الظالمين فيها جثياً " غريب ولم يخرجوه.
    (2)- أخبرنا ابن عيينة عن عمرو، أخبرني من سمع ابن عباس يخاصم نافع بن الأزرق
    فقال ابن عباس: الورود: الدخول
    فقال نافع: لا
    فقرأ ابن عباس:{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }[الأنبياء: 98] وردوا أم لا؟ وقال:{ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ }[هود: 98] أوردها أم لا؟
    أما أنا وأنت، فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا؟ وما أرى الله مخرجك منها؛ بتكذيبك، فضحك نافع.
    (3)- روى : قال نافع بن الأزرق " لا يسمعون حسيسها "
    فقال ابن عباس ويلك أمجنون أنت أين قوله : " يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار "
    " ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا "
    " وإن منكم إلا واردها "
    والله إن كان دعاء من مضى : اللهم أخرجني من النار سالما وأدخلني الجنة غانما
    (4)- وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله " وإن منكم إلا واردها "
    قال: ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهرانيها
    وورود المشركين أن يدخلوها
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الزالون والزالات يومئذ كثير وقد أحاط بالجسر يومئذ سماطان من الملائكة دعاؤهم يا الله سلم سلم "
    يا الله سلم سلم...
    { ثُمَّ نُنَجِّي الذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }
    سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
    لا تَقنَطوا مِن رحمَةِ اللهِ
    و اتقوا الله
    الحمد لله رب العالمين

  7. #17

    رد: مسابقة الفرسان للقرآن الكريم

    { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } [مريم: 72]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    فى رحاب قول الله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا "

    من اي سورة؟





    " الْحَمْدُ لله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ "

    وبعد

    فإنه ليسرنا أن نرشح بكلمة حول هذه الآية الكريمة ، بمناسبة موسم الحج الذى لم يمر على انتهاء شعائره سوى بضعة أيام ، لأنها الآية التى نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم فى حجته المباركة " حجة الوداع " و" اليوم " المقصود فى الآية هو يوم عرفة فى حجة الوداع فى السنة العاشرة من الهجرة كما ثبت فى الصحيح من حديث طارق بن شهاب قال: " جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرأونها لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال ونصف آية قال: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات في يوم جمعة "

    ولقد كانت هذه الآية الكريمة من أواخر القرآن نزولا حيث لم يكن بين نزولها وبين وفاته صلى الله عليه وسلم سوى واحد وثمانين يوما ، ويخطئ من يظن أنها آخر القرآن نزولا بإطلاق ، لأن الثابت أن آخر القرآن نزولا مطلقا هو قوله تعالى: " وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " (البقرة:281) فقد كان بين نزولها وبين انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى تسع ليال0

    وسبب الوقوع فى هذا الخطأ هى تلك السمة التى غلبت على الآية من الإعلام بإكمال الله لدينه فى ذلك اليوم الذى نزلت فيه وهو يوم عرفة أثناء حجته صلى الله عليه وسلم ، لكنْ ثمت فرق واضح بين إكمال نزول القرآن وبين إكمال الدين الذى نرجح أن المقصود به فى الآية الكريمة هو إعلاء راية الإسلام عالية خفاقة فوق كل الرايات وإظهار هذا الدين على الدين كله ولو كره الكافرون ، ولو كره المشركون ، فإنه فى هذا اليوم الذى نزلت فيه تأكد للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه واقعيا ما سبق أن كان وعدا من الله تعالى لهم من دخول البيت وإقامة الشعائر فيه وما يتبع ذلك من أداء النسك ، ذلك الوعد الذى تقرر فى القرآن الكريم فى مثل قوله تعالى: " لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً " (الفتح:27) فهذا الوعد وإن كان قد سبق تحقيقه فى فتح مكة فى العام الثامن من الهجرة إلا أن أداء الحج قد زاده تحققا فقد أظهر الله تعالى فى ذلك اليوم دينه وحده فى بلده الحرام وفى بيته الحرام وأخفق ما سواه مما كان يعبد من دون الله ، فقد كان سابقا يحج المشركون البيت ، ويؤدون مناسك الحج فى ضوء ما ورثوه عن أسلافهم ، لكن فى هذا اليوم لم يشارك المسلمين فيه أحدٌ من المشركين حيث نظر النبي فلم ير إلا موحدا ولم ير مشركا فحمد الله على هذا الإنعام ، ولذلك قال الله تعالى فى نفس الآية التى نحن بصدد الحديث عنها ، وفى الفقرة التى سبقتها مباشرة قال: " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون " ، ولذلك رجح شيخ المفسرين الطبرى أن المراد بقوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم " أن الله أكمل لهم يوم أنزل هذه الآية على نبيه دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلائه عنه المشركين حتى حجه المسلمون وحدهم لا يخالطهم المشركون0

    ويتجه البعض إلى أن المراد بإكمال الدين هو إتمام الشرائع حيث لم ينزل حلال ولا حرام بعد هذا اليوم ، لكن هذا الرأى يعارضه ما ثبت من نزول بعض الشرائع بعده ، ومن ذلك آية الربا والدين والكلالة فقد نزلت جميعها بعد ذلك0

    وإذا مضينا مع هذا الرأى الثانى انبرى أمامنا سؤال وهو: هل كان الدين ناقصا قبل نزول هذه الآية أو بالأحرى هل كان الدين ناقصا قبل هذه الحجة ؟ وهل الذين ماتوا قبل ذلك ماتوا على دين ناقص؟

    والجواب أن هذا ليس مقصود الآية ولا يمكن أن يفهم منها هذا ، بل المقصود أنه تعالى وفق المؤمنين للحج الذي لم يكن بقي عليهم من أركان الدين غيره ، فحجوا فاكتمل هذا الدين أداء لأركانه وقياما بفرائضه ، خاصة أن الحج قد فرض قبل هذا فى السنة السادسة أو التاسعة على خلاف فى هذا ، إذن فالاكتمال مقصود به اكتمال أداء للشرائع ، أما أصل الإيمان فهو كامل منذ بدء نزول الوحى ، إذن فإن من ماتوا فى بداية البعثة قد ماتوا على دين كامل وإيمان كامل ، أما كون الشرائع لم تنزل دفعة واحدة لتكون تامة منذ البداية ، فليس فى ذلك غضاضة لأن الله عز وجل قد راعى أحوال البشر وطبائعهم ففرض عليهم الفرائض وشرّع لهم الشرائع تدريجا ، وفى ذلك للإسلام كل الفضل ، ومن ثم قال ابن عباس في قوله تعالى : " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " { الفتح:4 } قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدق بها المؤمنون زادهم الصلاة ، فلما صدقوا بها،زادهم الصيام ، فلما صدقوا به زادهم الزكاة ، فلما صدقوا بها زادهم الحج 0000ثم أكمل لهم دينهم فقال: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "

    ولنا أن نصوِّر ذلك برجل يبلغه الله مائة سنة فيقال: أكمل الله عمره ولا يترتب على ذلك أن يقال: إنه حين كان ابن ستين كان ناقصا نقص قصور0

    هذا هو إكمال الدين وأما إتمام النعمة ففى تصورى أنه مرتبط بسابقه ولاحقه ، فلا معنى لبتر هذه الفقرة عن جارتيها ، وعلى ذلك يكون إتمام النعمة مرادا به نعمة الإسلام فكفى بها نعمة ، حيث إن من خلالها يعيش المرء فى معية الله يتنعم بنعيم القرب من الله ، ويرتوى من بحار الفضل الإلهى ، وتلك هى النعمة الحقيقية ، وفى ذلك يقول واحد ممن ذاقوا لذة القرب من الله: إننا لفى نعمة لو علمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف0 فقد جربت السعادة فى المال فما حصلت ، وفى المنصب فما وجدت ، وفى الحسب والنسب فافتقدت ، وبقى سبب واحد يصل الإنسان براحة البال والسعادة المطلقة ، وهو باب القرب من الله تعالى0

    ولما كان الإسلام هو الدين الحق فقد ارتضاه الله تعالى دينا لأحبابه ، وميزانا يميز به الطيب من الخبيث ، وسببا يحقق للعبد رضا الله والفوز بالجنات0 وإن من لوازم التحلى بالإسلام والرضا به دينا الرضا بالله تعالى ربا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، هنا يسكن الإيمانُ القلبَ ويعمره بحب الله وطاعته ، فتصبح الطاعةُ همَّه ، حيث يسخر المؤمن وقته وجهده وكل ما يملك فى خدمة الدين وفيما يرضى الله ، فهذا وحده هو الذى يحقق السعادة ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: " ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد- صلى الله عليه وسلم –رسولا " أخرجه مسلم0

    ملابسات اكتنفت نزول الآية الكريمة:

    حينما نزلت هذه الآية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممتطيا ناقته التى بركت من ثقل ما تحمله هذه الآية تقول أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت 0

    وهكذا كانت تفعل الناقة كلما نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فوقها فقد أخرج ابن جرير الطبرى عن هشام بن عروة عن أبيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها( ) فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه " وفى المسند عن عائشة رضي الله عنها قالت: " إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب بجرانها " وذلك أن لكلام الله عز وجل ثقلا حال نزول جبريل عليه السلام به، حتى إن السيدة عائشة رضي الله عنها لتقول – فى وصف نزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا " ويصدق هذا قول الله تبارك وتعالى: " إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا " ( المزمل: 5 ) ولأنه كذلك فإنه لا يتحمله كما يقول الحسين بن الفضل: إلا قلب مؤيد بالتوفيق ونفس مزينة بالتوحيد0

    حوار بين النبى صلى الله عليه وسلم وبين عمر رضى الله عنه بعد نزول الآية :

    تقول الروايات إنه " لما نزلت { اليوم أكملت لكم دينكم } بكى عمر فقال له النبي ما يبكيك ؟ قال أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذ كمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص فقال: صدقت "

    هل ترى معى أيها القارئ الكريم ما أبكى عمرَ ، إنه همُّ الإسلام 0 فما الذى يبكينا نحن؟ خسارة فى تجارة ، أو هزيمة فى مباراة كرة قدم لنا أو للنادى الذى نقوم بتشجيعه أو منصب دنيوى فقدناه 000إلخ الأسباب الدنيوية التى تأخذ منا كل حواسنا بل عقولنا وقلوبنا أيضا0 إن عمر لم يبك لسبب من أسباب الدنيا لكنه يبكى لأنه يخشى على الإسلام من المسلمين فإنهم سوف يضيعون شعائره شعيرة بعد أخرى ، وهكذا ينقلنا عمر رضى الله عنه إلى قضية التمام والنقصان فلكل شئ إذا ما تم نقصان كما قيل ، وهذا هو الذى حدث بالفعل فأين نحن اليوم من الإسلام ؟ ما النسبة التى يقوم المسلمون بأدائها من أحكام الإسلام وقواعده وأنظمته ؟ أعتقد أن الإجابة مخجلة إلى حد بعيد0

    ويبدو أن عمر رضى الله عنه كان مهتما بهذه القضية أيما اهتمام حيث كان يدور حديثه عنها فى كثير من مجالسه لأنه يحمل للإسلام همًّا بل هموما ، فعن علقمة بن عبدالله المزني قال حدثني فلان أنه شهد عمر بن الخطاب يقول لرجل من جلسائه: يا فلان كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الاسلام ؟ فقال سمعته يقول: " إن الإسلام بدأ جذعا ثم ثنيا ثم رباعيا ثم سدسيا ثم بازلا " فقال عمر وما بعد البزول( ) إلا النقصان0 إن بكاء عمر الملهم ليذكرنا بحديث للنبى صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة " والله حتى الصلاة ما أكثر مضيِّعيها ممن يحسبون على الإسلام فى هذه الأيام !! وحديث آخر يتنبأ بواقعنا المرير أكثرنا يحفظه ولا يتدبره وهو حديث " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " هذه هى قضية التمام والنقصان التى بنى عليها عمر رضى الله عنه موقفه0

    ويرحم الله أبا العلاء حين قال:

    إذا كنت تبغى العز فابغ توسطا فعند التناهى يقصر المتطاول

    توقى البدور النقص وهى أهلة ويدركها النقصان وهى كوامل

    وماذا كانت نتيجة ابتعادنا عن منهاج ربنا ؟ الأمر كما ترى ويرى كل بصير ، تردٍّ من ضعف إلى ضعف ، ومن مهانة إلى مهانة ، ومن ذل إلى ذل والله وحده يعلم عاقبة ذلك كله0

    وأمر آخر يلوح لى يمكننا أن نطلق عليه أنه المعنى الكامن فى موقف عمر وبكائه يفرضه علينا ما معروف عنه رضى الله عنه من الفراسة الوقادة التى وصلت به إلى مرتبة الإلهام الحقيقى وهو أنه رضى الله عنه قد قرأ ما وراء النص فعلم أن هذه الآية تخبر بقرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن مهمته صلى الله عليه وسلم التى ابتعثه الله لأجلها قد أديت ، حيث كمل الدين ، وبُلِّغت الرسالة ، فماذا بعد هذا إلا أن ينتقل الحبيب إلى حبيبه ؟! تماما كما فهم ابن عباس رضى الله عنهما أن سورة النصر تنعى أجله صلى الله عليه وسلم0

    هذا وإن أهم درس يمكن لنا أن نتعلمه من هذه الآية الكريمة هو أن نحرص على الاتباع الكامل لمنهاج الخالق وأن نحذر كل ما يضر بعلاقتنا مع ربنا وخالقنا "

    والله الهادى إلى سواء السبيل




    ( النتائج كل شهرين وننتظر نهاية شوال وعلى بركة الله)
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. التفسير البياني للقرآن الكريم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-26-2016, 02:40 AM
  2. المدخل المعرفي واللغوي للقرآن الكريم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-25-2015, 02:36 AM
  3. أقدم نسخة للقرآن الكريم فى العالم
    بواسطة فاتن علي حلاق في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-03-2013, 04:47 AM
  4. ترجمة فنلندية محرفة للقرآن الكريم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-10-2011, 03:22 PM
  5. أكبر مكتبة للقرآن الكريم على الانترنت
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-10-2007, 06:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •