منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    رحيل الجابري خسارة للعقلانية العربية الإسلامية

    رحيل الجابري خسارة للعقلانية العربية الإسلامية


    الجابري يثير شجون الفكر والثقافة

    كلما رحل رجل فكر وأدب إلا وأثار رحيله كثيرا من الشجون والقلق والإحساس بالخسارة ،ليس بدوافع الحزن على إنسان نعرفه شخصيا ونحترمه فكريا، بل بسبب الإحساس بفداحة الخسارة التي تُمنى بها ساحة الفكر والعقل في عالم عربي تراجعت فيه مساحة إعمال الفكر والعقل لصالح ضحالة فكرية وثقافية يوطد اركانها أشباه مفكرين ومثقفين ومُفتون أنتجتهم من جانب ،ثقافة معولمة تجرد المجتمعات من ماهيتها الحضارية والأخلاقية ومن هويتها القومية ،ومن جانب آخر تأويلات وتفسيرات مشوهة للمقدس الديني إسلامي وغير إسلامي،حيث يحل اليوم محل كل مفكر عقلاني ملتزم بقضايا أمته نفتقده ، مفتون لا يقل جهلهم بالسياسة والثقافة والفكر عن جهلهم بالدين.ومن هنا ليس بالمفارقة أن التألق الفكري لمحمد عابد الجابري تزامن مع هبوب رياح العولمة وبداية المد الديني الأصولي- العقود الثلاثة الأخيرة- وهي المرحلة التي شهدت تراجع الفكر القومي والفكر الثوري اليساري وهما المنظومتان الفكريتان وإن ولدتا مأزومتين إلا أنهما شغلتا المشهد السياسي والفكري العربي طوال عقود ما بعد الاستقلال .
    لا شك أن المفكر محمد عابد الجابري ، المغربي المولد والعربي الحضارة والإسلامي الدين وذو المنطلقات اليسارية فكريا في بداية حياته، أثار خلال مسيرته الفكرية كثيرا من الجدل من حوله وكثيرا من القلق الفكري عند المثقفين والقراء في حقبة تميزت بحالة من عدم اليقين والضياع الفكري في المشهد الثقافي والفكري العربي،وبقدر ما حظى باحترام وتقدير واسع الانتشار مما أهله لاحقا للتكريم من اليونسكو،فقد تناوشته أقلام متعددة المشارب الفكرية بالنقد والاتهام ،فمن داخل موطنه الصغير المغرب أثار حفيضة الأمازيغ الذين ينتمي إليهم بالأصل،متهمين إياه بالانحياز للعروبة على حساب الثقافة الأمازيغية،سواء فيما كتبه في باكورة شبابه (أضواء على مشكلة التعليم في المغرب) أو كتاباته اللاحقة التي لا تخلو في نظرهم من نزعة عروبية تهمش دور الأمازيغ وحضورهم حاضرا وتاريخا،مع أن منتقديه في المشرق العربي أتهموه بالتحيز لأصوله المغاربية حيث انحاز للعقل البرهاني المغربي على العقل العرفاني المشرقي.كما أثار الجابري حفيظة كتاب آخرين ناصبوه على أسس فكرية وابستمولوجية أو من منطلقات دينية،فمن بين الأولين نذكر حسن حنفي ومحمد أمين العالم ولكن من أشدهم نقدا جورج طرابيشي الذي خصص موسوعته (نقد نقد العقل العربي) للرد على عقلانية الجابري التي اتهمها بالمنحرفة والمتحيزة بل شكك بأصالة منطلقاته الابسيتمولوجية في تعريفه وتحليله للعقل .أما المنتقدون من التيارات الدينية فقد ظهروا أخيرا بعد نشره لكتابه الأخير (التعريف بالقرآن) حيث تطرق لمسألة الزيادة والنقصان في الآيات القرآنية،وهؤلاء أعتبروا أن الجابري مس الخطوط الحمراء حيث شكك بأن القرآن الذي بين أيدينا يحتوي كل الآيات التي أُنزلت على سيدنا محمد دون نقص ولا زيادة، ومن المفيد التذكير بأن كثيرا من الإسلاميين رحبوا بفكر الجابري بداية عندما تناول مسألة التراث ثم تحليله للعقل العربي ضمن الأجزاء الاربعة التي اصدرها حول الموضوع.
    إن أهمية كتابات الجابري تكمن فيما أثاره من جدل ونقاش وفيما أثار من حراك في البركة الراكدة والآسنة للفكر والثقافة والتراث العربي الإسلامي،ونعتقد أن قيمة أي مفكر إنما تكمن في الغوص فيما وراء المألوف والسائد ،وفي كسر نمطية فكرية وثقافية وسلوكية تعزل المجتمع عما يدور حوله وتعيق قدراته الابداعية،المفكر والمثقف الحقيقي مبدع ،والإبداع إن لم يكن إشكاليا لا يكون إبداعا،المبدع دوما يطارده قلق السؤال والشكك،والسؤال ينبع من إحساس بوجود خلل ما ومشكلة ما ،والسؤال يستدعي العقل ،وعليه فالإبداع حالة تجاوز للنقل إلى العقل،وهل من حالة تستدعي النقد والتجاوز كالحالة العربية.من خلال تبجيله للعقل والعقلانية وتلمسه ما أحدثته السياسة والسياسيون من تشويه للعقل أو الحد من قدرته فقد قرر الجابري الانحياز للفكر والثقافة على حساب السياسة فترك مواقعه السياسية في حزب الاتحاد الاشتراكي ليتفرغ للكتابة بل أعلن موقفا بالتعارض بين موقع المثقف وموقع رجل السلطة وصعوبة الجمع بينهما.
    الحراك الذي أثاره الجابري ومنتقدوه ومؤيدوه شكل نهضة فكرية هي أقرب للنهضة الفكرية المجهضة التي أثارها مفكروا وإصلاحيو عصر النهضة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بتياراتهم الإسلامية والوطنية والعروبية،سلامة موسى والكواكبي ومحمد عبده وعبد الحميد بن باديس ورفاعة الطهطاوي والرافعي ورضا رشيد الخ،فقد اثار الجابري نفس التساؤلات التي أثارها أولئك عن التراث والهوية والتعليم والدين والتي تمركزت كلها في السؤال:لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون ؟ فقد جدد الجابري التساؤلات ولكن بمرجعية ابستمولوجية جديدة وضمن معطيات جديدة ،سواء تعلق الأمر بالتربية والتعليم ( أضواء على مشكل التعليم بالمغرب) و ( من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية ) أو تعلق الأمر بالتراث (نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي) و (المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية، محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد) أو تعلق الأمر بالعقل تكوينه ومحدداته ،(تكوين العقل العربي) و(بنية العقل العربي) و(العقل السياسي العربي ) و (العقل الأخلاقي العربي)،أو تعلق الامر بالدين، فهما وتفسيرا، وهو الموضوع الحاضر في كل كتاباته وخصوصا في كتابه الاخير حول القرآن.فقد ألقى الجابرى ليس حجارة بل صخرة كبيرة في بركتها الراكدة فأثار ما في جوفها وأخرجه للسطح وما زالت كتاباته محل تحليل ونقد،والاهم من ذلك ما زال منهجه النقدي محل نقاش.
    رحل المفكر الجابري ولم ترحل إشكالاته وتساؤلاته الفكرية ،فما زال العقل العربي يتساءل ومحل تساؤل في نفس الوقت، فرحم الله المفكر محمد عابد الجابري واطال في عمر من تبقى من منارات الفكر والثقافة في المغرب وفي بقية العالم العربي والإسلامي.
    ‏07‏/05‏/2010
    Ibrahem_ibrach@hotmail.com
    الموقع الشخصي:
    www.palnation.org


    منقول

  2. #2

    رد: رحيل الجابري خسارة للعقلانية العربية الإسلامية

    شهادات في رحيل فيلسوف النهضة العربية الجديدة
    محمد عابد الجابري لأنه أحد رواد الفكر العربي المعاصرين، وقد أثرى المكتبة العربية بمؤلفات ودراسات تحمل قيمتها المتجددة دائماً، ولأنه أحد الأسماء الهامة، التي وإن اختلف البعض معها، إلا أن وجودها كان يعني الحياة لكل المعارضين، وهو الذي اعتاد أن تكون أفكاره وقوداً لأفكار أخرى، لذلك كان رحيله صدمة للكثيرين وخسارة نحتاج لوقت طويل جداً لتعويضها في ساحتنا الثقافية والفكرية.
    سيترك فراغا ملحوظاً
    د. طيب تيزيني : الحالة التي يجسدها الجابري في رحيله حالة خاصة فعلاً، فالرجل كافح طويلاً على صعيد الفكر، وأنجز الكثير، ومن ثمة، فإن رحيله سيترك فراغاً ملحوظاً في الفكر العربي المعاصر، لقد قدم أشياء هامة استطاع من خلالها أن يضع «العقل العربي» في مشرحة دقيقة، استطاع من خلالها أن يصل لنتائج ذات أهمية منهجية بارزة، وكذا الأمر فيما يتصل بمسائل ومقولات ومفاهيم أخرى كثيرة، واجهها بأداة العالم، ووصل من خلال ذلك إلى نتائج جديدة، يمكن أن تبنى عليها محاولات جديدة باتجاه مزيد من البحث العلمي في الفكر العربي، ولا شك، وكلل عالم ومفكر الخطأ ليس مسبة أو رذيلة، بقدر ما قد يشكل في هذه الحال لحظة من لحظات التوهج الفكري نفسه، وهذا ما عاشه الجابري . أضيف إلى ذلك بعض صفات شخصيته، التي تعرفت عليها منذ (3) عقود تقريباً، وكان ذلك في تونس فما إن التقينا، حتى نمت بيننا أواصر صداقة لم تطل، وللأسف لم تستمر أكثر من الجلسة التي كنا نحضرها ونسهم فيها، فعلى عمقه، الذي هيّأ له فتح آفاق كثيرة في الفكر، كان الرجل ينطوي على ما عرفته بوصفه نقطة ضعف، فبعد أن تحدث في الجلسة، نهضت أنا كذلك فعقبت، وأضفت، ولا حظت أن هذا كان المدخل إلى إنهاء الصداقة الوليدة الجديدة، لقد اتضح لي أنه لا يحتمل علاقة نقدية، فمن لا يستجيب لرأيه لايستمر معه بطريقة أو بأخرى، وقد أسفت لذلك، لأن هذا على صعيد الفكر والإنتاج الفكري، قد يشكل احتراقاً للعمل نفسه، ومع ذلك، بقيت على احترامه ومودته، ونشأت بيننا سجالات كانت تستعر أكثر فأكثر، بحيث وجدت نفسي في شاطئ آخر مختلف تماماً عن شاطئه.
    وأريد أن أشير كذلك إلى أن هذه المعطيات، التي ذكرت، لم تجعلني أغادر الحوار أو السجال معه، مع أنه لم يكن يستجيب له نقدياً أو بشكل غير نقدي، وقد حزّ في نفسي ما حدث بيننا في أبو ظبي منذ عام تقريباً، حين نشأ سجال صاخب بيننا، بعد أن قدمت محاضرة حول الفكر العربي والعولمة. وأنا الآن أشعر بأسى شديد لأن القطيعة في سياق ذلك قد تركت بيننا شرخاً عميقاً.. لقد توفي الرجل وأنا سأذكره دائماً بالخير العميم، حتى وإن كتبت نقدياً حول ما أنجزه، بل إنني سأبقى أحترم ما قدمه، لأن ما قدمه يفتح آفاقاً للحوار لا بد وأنها ستكون مهمة لتطور الفكر العربي، إذ في ذلك طريق لابد من سلوكه على هذا الصعيد... وهو ذلك الذي أصوغه بكونه طريق التقدم الفكري العربي، عبر مناقشة حقيقية حوله، تسمح لنا جميعاً أن نبني ونعيد البناء، ونؤسس لحالة يمكن النظر إليها على أنها دخول في العصر الجديد.
    قرر أن يصوغ مشروعاً
    د. أحمد برقاوي : إن رحيل المفكرين والشعراء والمبدعين وكل من يضيف شيئاً إلى هذا العالم، هو أمر محزن وجلل، والجابري ينتمي إلى أولئك الذين قرروا أن يضيفوا شيئاً إلى الحياة، دون النظر إلى تلك الإضافة، وإذا أردنا برحيل الجابري أن نحدد مكانته بمعزل عن تلك العواطف، التي تنتاب الإنسان جراء الموت، فإن الجابري شأنه شأن أولئك الذين اعتقدوا أن إحداث ثورة في العقل العربي من خلال أن التفكير غير ممكن إلا بإعادة بعث التراث الفكري العربي وتأويله، وهذا وعي ناتج عن أزمة وجودية حقيقية لم تسمح للجابري، ولحسن حنفي، وللطيب تيزيني، ومحمد عمارة، ومن شابههم من تراثيين، أن يلتقطوا العلل الحقيقية لواقع الحال، وبالتالي لم يلتقطوا ملامح الطريق نحو المسقبل، ذلك أنهم اعتقدوا - وهم مخطئون في اعتقادي - أن تثوير التراث يبدأ بتثوير العالم، وكأن العودة إلى العقل لاتتم إلا إلى عقل مضى، وكأن العودة إلى الفلسفة لاتتم إلا بالعودة إلى فلسفة مضت، وبهذا لم يسعفنا تثوير التراث ولا عقليته، كما يريد الجابري، ولا جعله ماركسياً، ولا هم يحزنون، ولكن أن ينشغل مثقف ومفكر بهموم الأمة من حقه أن يخطئ بانشغاله على مستوى الوعي، وهذا أمر يدل على انحياز المثقف لهموم أمته.
    وهذا الانحياز يؤكد أهمية المثقف... إن الجابري وهو يبحث عن عقلانية نقدية في التراث العربي والغربي معاً، عاد إلى نقطة الصفر، حيث انتقدها في كتابه «الخطاب العربي المعاصر»، الذي أراده تحرراً من سلطة السلف الغربي والعربي، وهو إذ أعطى علامة الصفر للقومي والوجودي والماركسي والوضعي، قرر أن يصوغ مشروعاً لما يجب أن يكون عليه التفكير، فإذا في تكوين العقل العربي رفض لبنيات التفكير على طريقة «فوكو»، ولكنه أي هذا الكتاب، يخلط بين البيان والبرهان والعرفان، مع أن الجابري أراد لهذه البنيات أن تكون منفصلة عن بعضها البعض من أجل أن يؤكد أن الفلسفة العقلانية هي فلسفة المغرب، ويقصد ابن رشد وابن باجه وابن طفيل، حيث يجب الاتكاء على فلسفة كهذه من أجل التفكير اللاحق، وهو في بنية العقل العربي لم يقم سوى بشرح لما جاء في تكوين العقل العربي، بل إن استخدام العقل العربي يشي بلحظة سكونية أكثر منها صيرورة تاريخية، في كل الأحوال لانريد أن نقول سوى أن الجابري، قد زودنا بنصوص يمكن لنا عبر نقدها أن نتجاوزه، ويجب أن نفعل ذلك، لا لأننا مختلفون معه، بل لأن من شيم الفكر التجاوز.
    أعاد التفكير في ابن رشد
    د. فاضل الربيعي : برحيل الجابري أبي المفكرين العرب يكون الفكر العربي قد خسر أحد أكبر أعمدته... كان فيلسوفاً ومفكراً من طراز فريد.. ولعل مشروعه التنويري هو الذي أعاد التفكير في ابن رشد الجديد، فكان بحق فيلسوف النهضة العربية الجديدة التي لم تكتمل ملامحها، ولكنها أعطت عبر مشروعه التنوير ي الضخم إشارات على إمكانية أن تبدأ النخبة الفكرية العربية من جديد مشروع نهضتها... إن نقد الجابري للفكر والعقل والأخلاق العربية والتفسير الجديد للقرآن والتراث، هي فاتيح كبرى لإعادة صياغة وعينا في التراث والحداثة والنهضة.
    مفكر متعدد الأبعاد
    د. جمال باروت: في كل ثقافة من الثقافات هناك دائماً نوع مميز من المفكرين تكون بصماته مميزة وراسخة في تاريخ هذه الثقافة أو تلك، ويعد الراحل الجابري واحداً من هؤلاء المفكرين الذين تركوا بصمات راسخة في تطور الفكر العربي عموماً، والفكر العربي الحديث خصوصاً، فكان له دور مؤسس سيبقى يمثل إطاراً مرجعياً وأساسياً في تحولات هذا الفكر.
    كان الجابري مفكراً متكاملاً متعدد الأبعاد، يهتم بالسياسة والأفكار وتاريخ المجتمعات...الخ ، ولم يؤثر هذا التكامل أبداً في صلابة شخصية المفكر العميق بما أنجزه في الثقافة العربية الحديثة، التي غدت تحتل مكانة مهمة في إطار فكر الحداثة ونقدها، حيث كان الجابري ينتمي إلى إطار معين يمكن وصفه بنقد الحداثة من داخلها وبالتالي، فإن مراجعات تطورات الفكر العربي والتاريخ الفكري الاجتماعي العربي لا بد وأن تمر بمحطة إجبارية، تتمثل بالإنجاز التأسيسي الكبير الذي مثله الجابري .
    إن هذا النوع من المفكرين الذي لابد وأن يترك بصمته الواضحة في تاريخ التحول في المجتمعات، والأفكار، سنبقى دائماً بحاجة إليه وهذا يعني أن حضور الجابري سيبقى دائماً ومتجدداً .
    معين ثرّ لأجيال أمتنا
    ممدوح اسكاف : برحيل المفكر العربي الجابري تفقد الثقافة العربية معلماً بارزاً من معالمها، وركناً مفصلياً من أركانها، وقامة باسقة في الفكر والمعرفة والتاريخ والبحث الأكاديمي ... قام بنيانها على النظر العميق المدقق في الثنائيات الضدية: التراث والحداثة، السلفية والعلمانية- الأيديولوجيات السائدة ومزاحمة العولمة...الخ. لقد استمر العطاء الثقافي للجابري باذخاً على مدى عمره الإنتاجي من أجل بناء المشروع القومي العربي المعاصر ثقافياً وفكرياً واجتماعياً وسياسياً، واللوذ به طريق من الطرق الممكنة لنهوض عربي وحدوي شامل، وتأسيس دولة حضارية حديثة معاصرة، تستعيد في تطورها وحضارتها أمجاد التاريخ الناصع لوجودنا الحضاري في العصر العباسي والأندلسي، وتضيف إليه برنامجاً معرفياً لإرساء قواعده وتمكينه وتعزيز قوامه، يستفيد من طاقات التكنولوجيا الجديدة، والمعلوماتية ومختلف وسائل الاتصال الراهنة، ليثبت ماهيته وهويته في الانتماء والارتقاء والتمدن العالمي وبعث الجذوة العربية من رمادها لتلد عنقاء العروبة شعلتها المتأججة وتسير في مواكب التقدم والتنمية.
    لقد تعرفت على د. الجابري شخصياً في مطالع التسعينيات من القرن المنصرم ، حين زار مقر المكتب العربي لاتحاد الكتاب العرب في حمص، بصحبة الراحل المفكر العربي نعيم اليافي، وهما في طريقهما إلى حلب وكانت جلسة فكرية حوارية مفيدة، دارت محاورها على ضرورة تجديد بنية الفكر العربي المعاصر تجديداً يجعله مواكباً للعصر بقدر حفاظه على تراث الأمة، واستثمار مضمونه الحضاري، وقد استرجعنا في أثناء حديثنا الدور المهم لعدد من المفكرين العرب السوريين في هذا المجال، وفي مقدمتهم المفكر العربي المجدد د. طيب تيزيني في شغله على مشروعه النهضوي المتوسم من خلال إصداراته المتتابعة في هذا الميدان، وإسهامه بفكره المنهجي الاستشرافي، وحراكه العملي في بلورة صيغ ووسائل تنفيذية لنقله من الورق إلى الواقع ، وتجسيده حقيقة معاشة تجعل الارتقاء بالمجتمع العربي من النواحي كافة إلى مصاف المجتمعات الحديثة على أساس تثمير العلم والتقانة ، طريقاً سالكاً لتحقيق ما تصبو إليه أمتنا العربية من الآمال .
    ولا شك أن فكر الجابري ومنهجه- على الرغم مما تعرضا له من انتقاد ونقض- سيبقيان معينين ثرّين لأجيال أمتنا في غربها ومشرقها تستقي منه أصول طرائق البحث العلمي منهجاً نظرياً وزاداً معرفياً.
    ظاهرة تجاوزت المألوف
    د. حسين جمعة: لا يشكل الجابري ظاهرة فكرية ثقافية مغربية فقط، إنما يشكل ظاهرة عربية ثقافية استطاعت أن تتجاوز المألوف، وهذه الظاهرة التي ارتبطت بالثقافة العربية تراثاً، استطاعت أن تشكل لذاتها مرتكزاً للمناقشة والحوار، وكان الجابري قد رمى حجره في المياه الراكدة، فاستطاع بذلك أن يحرك دوائر كثيرة، فانبرت الأقلام من هنا وهناك لمناقشة ما يطرحه، وبالتالي عندما نقرأ كتبه الكثيرة «نحن والتراث » ورباعيته «نقد العقل العربي» وغير ذلك من الكتب التي تشير إلى أن العقل العربي لم يعد يستطيع أن يستوعب المتغيرات، ومتطلبات الحداثة، فإنه أراد بذلك أن يرسم آفاق الأمة، وبما ينبغي أن نقوم به...إن الجابري يمتلك عقلاً فذّاً وقدرة على الاستيعاب والتحليل والتأويل من النادر أن تتواجد في شخص آخر... وإن إعجابي به يتشكل في إطار من التحليل، الذي اعتمد به على «القطع» أي ما نسميه القطع الغربي، وكلنا يعرف أنه حاول أن يعتمد مفهوم الاختيار الدقيق، بما يتعلق بالتراث، بحيث لا نلغيه من ذاكرتنا، إنما من خلاله لابد وأن يتشكل شكل من أشكال الثورة، وأعتقد أن هذا ما يميزه عن القطع الذي قامت به أوروبا، حين أرادت أن تنقطع عن التراث من أجل الحداثة، لقد وقف الجابري الموقف الوسط، لذلك أستطيع القول إن أحداً لن يستطيع أن يسدّ مكانه، لأنه كان يمثل ظاهرة بحد ذاتها.
    حرك الفكر العربي
    د. سامر رشواني - «جامعة حلب»: خسارة كبيرة، وقد كان أحد المفكرين الذين حركوا الفكر العربي في القرن العشرين، حين ثوروا الفكر وجعلوه يتجه باتجاهات مختلفة... كما أنه أثار ثوراناً فكرياً فجر الكثير من المشاريع المقابلة، كان أصحابها، قد أقاموا مشاريعهم بناء على رؤيتهم المخالفة لنظرته، لذلك يمكن القول إن رحيله جعلنا نخسر المحرض الهام لإنتاج مشاريع أخرى، لقد ظل لآخر دقيقة من حياته، ورغم حالته الصحية السيئة، يصر على تقديم المشاريع المثيرة للجدل كمشروعه الأخير عن القرآن الكريم «مدخل إلى القرآن الكريم» الذي أثار جدلاً من خلال تفسيره الشخصي للقرآن، وقد طرح فيه رؤية جديدة لتفسير القرآن حين اعتمد ترتيب النزول لسور وآيات القرآن وتفسيرها في ضوء الأحداث التاريخية التي رافقت نزولها، وعلى أساس أن هذه الطريقة من التفسير، تضيء جوانب أخرى في النص القرآني ، وتكتشف أبعاداً فيه لم تكتشف بعد .

    حاول أن يعمل استشراقاً على المشرق
    د. غريغوار ميرشو- « جامعة حلب »: كان طاقة كبيرة تمثلت في كتابات وكتب لاحصر لها ، وقد حاول دائماً أن يبين النقاط المضيئة للعقل العربي، وقد كان بما يحمله من آراء وأفكار يدشن لبداية التفكر في الفكر العربي، كتابه «تكوين الفكر العربي» وإن كان البعض يرى أن زلته الكبرى كانت حين نمّط الفكر العربي بعقل المشرق الذي هو عقل حسي، وعقل المغرب الذي رأى فيه الفكر العقلاني، وبذلك حاول أن يعمل استشراقاً على المشرق العربي، ويحسب له في كل الأحوال أنه حرض وشجع وأثار العديد من التساؤلات في ساحتنا الفكرية، وكفى أنه كان وقوداً لأفكار ورؤى أخرى.
    مؤسس لما يشبه جبهة فكرية ثقافية
    أبو يعرب المرزوقي: لم ينلني شرف الاقتراب الحميم من المرحوم ولم يحصل بينه وبيني لقاءعلمي إلا في مناسبة واحدة عابرة قبل بعض سنين في ندوة ابن خلدون بالبحرين. ولعل ذلك بسبب عزوفه منذ عقدين عن المشاركة في الندوات العلمية لأسباب صحية وبعدي المبدئي عن الحياة العامة والنضالية التي يعد الأستاذ الجابري رحمه الله من كبار روادها بل ومن قادتها. وقد شرفني فكان أحد أعضاء اللجنة التي ناقشت رسالتي حول الكلي. وما بين عملها الفكري ومحاولالتي من غايات عملية رغم اختلاف الأدوات النظرية فيه الكثير من أوجه الشبه وخاصة من حيث المقصد الأساسي الذي أشهد بأنه كان فيه الرائد ومحدد الوجهة لكل من أتى بعده من المفكرين المهمومين بشروط نهضة الأمة.
    فهو بلا منازع رائد الوصل والحوار والمؤسس بفكره بل وبعمله كذلك لما يشبه الجبهة الفكرية والثقافية بين تياري الفكر الأساسيين في نهضة الأمة. ولعل أهم رمز مؤيد لهذا التوجه في فكره هو جمعه بين محنة ابن حنبل وامتحان ابن رشد. ومن المعلوم أنه قد دخل إلى هذا الوصل الحي من طلب مقولات الفكر الحديث في الفكر الأصيل مبرزا ما فيه من مقومات التأسيس الأصيل للحداثة من داخله.
    ولعل أهم ثمرات هذا التوجه النظري في فكره قد كانت أحد العوامل الأساسية لانطلاق التواصل بين التيارين القومي والإسلامي اللذين وجد الكثير من زعمائه فيه ما يسند سعيهما إلى التقارب: وليس ذلك بالغريب فالرجل رحمه الله كان الهم العملي ملازمه بل هو قد مارسه فكان عنده المقدم على الهاجس النظري. ثم إن اجتهاداته الفكرية في تطبيق المناهج الحديثة على التراث وخاصة المنهج الذي يحدد ما يسميه فوكو بـالابستميات كان بداية حقيقية جعلت المواقف من التراث تصبح منبت المحاولات النقدية المتوالية بين مدارس الفكر العربي الحديث ومن ثم تأسيسا للحيوية الفكرية التي يمكن أن تصبح منطلقا لنشأة تيارات فكرية مبدعة. وقد أساء إليه الكثير من قرائه عندما خلطوا بين منهجية تحديد الابستميات في تحقيب الذهنيات التي تحددت فكونت تراث الأمة النظري والعملي وما ظنوه قراءة ابستمولوجية للتراث. فالمنهجية الأولى ذات معنى. وهي ما طبقه بتوفيق مشهود اعتمدته أجيال من المفكرين الناشئين اعتماد أفق القراءة والفهم. والفهم الثاني عديمها.ومن ثم فمن سوء التقدير تقويم عمله في ضوئها بل هو منظور ظالم إذا ما قيست به ثمرات فكره. ذلك أن التراث ليس علما فيقرأ ابستمولوجيا بل هو أرشيف تقبل عقلياته المتواليةالتحقيبالابستمي الذي يمكن ألا يكون مما يجمع عليه الباحثون في دلالات التراث دون أن يفسد ذلك بينهم للود قضية.
    رحم الله الفقيد وأسكنه رحيب جناته

    حداثة في الفكر وعمق في التحليل
    نصر حامد أبوزيد: رحل الجابري عن عالمنا مخلفا لنا ثروة معرفية هائلة، أهم ما فيها هو الإنجاز المنهجي النقدي في التحليل والتفكيك. في رحلة من رحلات الاغتراب إلى إندونيسيا أبلغتني الدكتورة ابتهال بالخبر عبر الهاتف. وهذا الشكل من أشكال تلقي مثل هذه الأخبار يجعل العام خاصا. لكن لأن الجابري ليس مجرد مفكر عربي يتواصل بإطروحاته في فضاء الثقافة العربية فقد انزعج العالم الشاب "هودري عارف" حين أنبأته - بعد أن قرأ في ملامح وجهي أثر الخبر الفاجع. الجابري معروف بشكل جيد في إندونيسيا فقد ترجمت بعض أعماله إلى اللغة الإندونيسية كما تترجم أعمال كثير من المفكرين العرب والفرس. لكن لكتابات الجابري جاذبيتها الخاصة وتأثيرها الأعمق في وعي شباب الباحثين في الشأن الإسلامي، وذلك بحكم حداثة تفكير الجابري، وبحكم منهجيته الصارمة التي تتجاوب مع بحث هؤلاء الشباب عن نوافذ غير تقليدية للفهم والتحليل.
    هذه الحداثة في الفكر والعمق في التحليل والدقة في العرض هي الخصائص التي ستبقي محمد عابد الجابري حيا في الفضاء الأوسع، فضاء العالم الإسلامي الرحب

    أمينة عباس
    http://www.albaath.news.sy/user/?id=837&a=75955

  3. #3

    رد: رحيل الجابري خسارة للعقلانية العربية الإسلامية

    الجابري .. صانع الحفريات المعرفية الكبرى غيّب الموت بالدار البيضاء، المفكر المغربي الكبير محمد عابد الجابري، وذلك عن سن تناهز75 عاماً. وبرحيله ،يكون العالم العربي قد فقد علماً في الفكر والثقافة، و العطاء الإنساني ، ويعتبر الجابري من رواد العقلانية العربية، وأحد صناع الحفريات المعرفية الكبرى، من خلال عمله المميز على مناقشة وقراءة التراث و العقل العربي في كتبه التأسيسية، ومنها على وجه الخصوص “بنية العقل العربي” و«تكوين العقل العربي» و «نحن والتراث » .
    و الراحل، من مواليد عام1935 بفكيك، التي تلقى فيها تعليمه الأولي ثم غادرها إلى الدار البيضاء، وفي عام 1958 انتقل إلى دمشق ليحصل على الإجازة في الفلسفة، بعد أن حصل على البكالوريا كمرشح حر، ولم يُتم دراسته الجامعية، وعاد للمغرب لينتسب إلى الجامعة المغربية الفتية، حيث أكمل فيها مشواره الأكاديمي.
    وفي عام1967 نال شهادة الماجستير بعد مناقشة رسالته "منهجية الكتابات التاريخية المغربية" ، والتي عن طريقها اكتشف عبد الرحمن بن خلدون، وقرر أن يكون بحثه لنيل شهادة الدكتوراه حول فكره، وجاءت أطروحته بعنوان "العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي". ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة عام1970 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط ، التي عمل بها أستاذاً للفلسفة والفكر العربي والإسلامي.
    وقد انخرط محمد عابد الجابري في خلايا العمل الوطني في بداية خمسينيات القرن الماضي، وبعد استقلال البلاد اعتقل عام 1963 مع عدد من قيادات حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما اعتقل مرة ثانية عام 1965 مع مجموعة من رجال التعليم، إثر اضطرابات عرفها المغرب في تلك السنة، كما كان قيادياً بارزاً في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل يشغل لفترة طويلة عضوية مكتبه السياسي، قبل أن يعتزل العمل السياسي ليتفرغ لمشاغله الأكاديمية والفكرية.
    يتميز الدكتور محمد عابد الجابري بتعدد اهتماماته الفكرية ونشاطه المكثف والمثابر في إغناء الفكر العربي والمكتبة العربية، بمؤلفاته ومنجزاته البحثية الجادة . و منذ كتابه الأول “العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي” الصادر عام 1971، حدد لنفسه خطاً بحثياً سيثير في ما بعد إشكاليات كبرى في الفكر العربي المعاصر، و في كل دراساته الفكرية والتربوية هنالك بحث عن رؤية تتميز بجديتها وتقدميتها ، فسواء كان الأمر متعلقاً بالتراث أو بالفكر العربي المعاصر أو ببعض المشكلات التربوية، فإن تلك الأبحاث كما قال الدكتور الجابري : " ينتظمها ناظم واحد، هو الرغبة في اكتساب رؤية أكثر وضوحاً وأقوى تعبيراً عن مشاغلنا الفكرية والتربوية في المرحلة الراهنة من تصور وعينا "
    وقد استطاع محمد عابد الجابري ، عبر سلسلة ""نقد العقل العربي" القيام بتحليل العقل العربي عبر دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية التي بدأت من عصر التدوين، ثم انتقل إلى دراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي.
    وفي نهاية هذه السلسلة، يصل الجابري إلى نتيجة مفادها أن العقل العربي بحاجة اليوم إلى إعادة الابتكار. وإذا كان كتاب " الخطاب العربي " يعتبر لدى الجابري خطوة تمهيدية لنقد العقل العربي ، فهذا معناه أن نقد هذا العقل يصبح مهمة ضرورية لديه، ويغدو عدم إنجازها عائقاً أمام حل عدد من المشكلات المطروحة . يقول الجابري : " إن غياب نقد العقل في المشروع الذي بشر به رجال الجيل السابق قد جعله يبقى مشدوداً الى ما قبل ، على الرغم من كل الأهداف والمطامح التي غازلها وألح في تبنيها . كما أن غياب نفس النقد في مشروع " الثورة " أو " النهضة " الذي نحلم به نحن اليوم ، قد جعله يبقى ، على الرغم من كل الألفاظ والعبارات " الجديدة " التي نتحدث بها عنه ، امتداداً لنفس المشروع السابق ، مشروع النهضة التي لم تتحقق بعد ".
    أعاد الجابري كتابة سيرة ابن رشد “ابن رشد : سيرة وفكر” وكأنه أراد أن يؤشر إلى جوهر تعثر النهضة العربية، من خلال العودة إلى مأساة ابن رشد، تلك المأساة التي كانت بداية ما عرف بعصور الانحطاط، التي بدأت باغتيال الكتاب، ودلالات ذلك الاغتيال على مستوى حرية العقل في التفكير، وهو الأمر الذي شكل هاجساً كبيراً لدى مجموعة من المفكرين العرب، ومنهم الجابري، لكنه كان أكثر تأكيداً في كتاباته على نقد الجانب التاريخي، عبر رصده لطبيعة الصيرورة التاريخية للعرب، التي تداخل فيها العقل والنقل، وما حادثة حرق كتب ابن رشد إلا انتصاراً للنقل على العقل، وهو ما أراد الجابري أن يبني عليه من خلال النموذج العقلي الإسلامي المنفتح الذي شكله ابن رشد .
    وكان كتاب " نحن والتراث " هو الذي أعطى لمسيرة الجابري الفكرية نقطة انطلاق جديدة بوصفه أحد المفكرين العرب الذين يهتمون بالبحث في إشكال من أهم الإشكالات المطروحة على الفكر العربي المعاصر ، وهو العلاقة بالتراث ، وقبل ذلك فهم التراث في تاريخيته وموضوعيته . ويرى الجابري أن التراث يشكل بالفعل المقوم الأساسي للنزوع الوحدوي العربي في كل العصور ، كما يغذي هذا النزوع في العصر الحاضر بصورة أقوى، لكن مع ذلك، لا بد من الاعتراف بأننا لم نتمكن بعد من ترتيب العلاقة بين أجزاء هذا التراث من جهة، وبينه وبيننا من جهة أخرى ، وبالصورة التي تجعله يؤسس ذاتنا العربية وفق متطلبات العصر.
    وترك محمد عابد الجابري مؤلفات مهمة من بينها "نحن والتراث : قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي"(1980 )، "العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي" (1971 )، و(نقد العقل العربي) الذي صدر في ثلاثة أجزاء هي (تكوين العقل العربي) و(بنية العقل العربي) و(العقل السياسي العربي).
    كما أصدر "مدخل إلى فلسفة العلوم : العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي" (1982 ) و"معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول" في ثلاثة أجزاء، و"مدخل إلى القرآن الكريم".
    وألّف الراحل أيضا ، "أضواء على مشكلة التعليم بالمغرب" (1973 )، و"من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية" (1977 )، و "المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي" (1982 )، و"إشكاليات الفكر العربي المعاصر" (1986 )، و"وحدة المغرب العربي" (1987 )، و"التراث والحداثة : دراسات ومناقشات" (1991 )، و"الخطاب العربي المعاصر" (1994 )، و"وجهة نظر : نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر" (1992 )، و"المسألة الثقافية" (1994 ) و"الديمقراطية وحقوق الإنسان" (1994 )، و"مسألة الهوية : العروبة والإسلام والغرب" (1995 )، و"المثقفون في الحضارة العربية : محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد" (1995 )، و"الدين والدولة وتطبيق الشريعة" (1996 )، و"المشروع النهضوي العربي : مراجعة نقدية" (1996 ) .
    وقد حاز محمد عابد الجابري، وهو عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية، العديد من الجوائز، من بينها: جائزة بغداد للثقافة العربية-اليونسكو (1988 )، والجائزة المغاربية للثقافة (تونس-1999 )، وجائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي (2005 )، وميدالية ابن سينا من اليونسكو في حفل تكريمي شاركت فيه الحكومة المغربية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة (16 كانون الأول 2006 ).

    إعداد : جازية سليماني
    http://www.albaath.news.sy/user/?id=837&a=75956

  4. #4
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    رد: رحيل الجابري خسارة للعقلانية العربية الإسلامية

    محمد عابد الجابري
    خسارة للعقلانية العربية الإسلامية
    الجابري يثير شجون الفكر والثقافة
    رغد القصاب – فرسان المقالة
    كلما رحل رجل فكر وأدب أثار رحيله كثيرا من الشجون والقلق والإحساس بالخسارة ، ليس بدافع الحزن على إنسان نعرفه شخصيا ونحترمه فكريا - فحسب -، بل بسبب الإحساس بفداحة الخسارة التي تُمنى بها ساحة الفكروالعقل في عالم عربي تراجعت فيه مساحة إعمال الفكر والعقل لصالح ضحالة فكرية ثقافية يوطد أركانها أشباه مفكرين ومثقفين ومُفتينأنتجتهم من جانب ،ثقافة معولمة تجرد المجتمعات من ماهيتها الحضارية والأخلاقية ومن هويتها القومية، ومن جانب آخر تأويلات وتفسيرات مشوهة للمقدس الديني إسلاميا وغير إسلامي، فاليوم يحل محل كل مفكر عقلاني ملتزم بقضايا أمته نفتقده، مفتون لايقل جهله بالسياسة والثقافة والفكر عن جهله بالدين. لهذا ليس بالمفارقة أن التألق الفكري لمحمد عابد الجابري تزامن مع هبوب رياح العولمة وبداية المد الديني الأصولي- العقود الثلاثة الأخيرة- وهي المرحلة التي شهدت تراجع الفكرين القومي والثوري اليساري المنظومتين الفكريتين اللتين شغلتا المشهد السياسي الفكري العربي طوال عقود ما بعد الاستقلال رغم أنهما ولدتا مأزومتين.
    لا شك أن المفكر محمد عابد الجابري، المغربي المولد، العربي الحضارة، الإسلامي الدين اليساري الفكر في بداية حياته، أثار خلال مسيرته الفكرية كثيرا من الجدل من حوله، وكثيرا من القلق الفكري عند المثقفين والقراء في حقبة تميزت بحالة من عدم اليقين والضياع الفكري في المشهد الثقافي الفكري العربي، و حظي بنصيب من الاحترام والتقدير واسعي الانتشار أهله لاحقا للتكريم من اليونسكو، فقد تناوشته أقلام متعددة المشارب الفكرية بالنقد والاتهام، فمن داخل موطنه الصغير المغرب أثار حفيظة الأمازيغ الذين ينتمي إليهم بالأصل، متهمينه بالانحياز للعروبة على حساب الثقافة الأمازيغية، سواء فيما كتبه في باكورة شبابه (أضواء على مشكلة التعليم في المغرب) أو كتاباته اللاحقة التي لا تخلو في نظرهم من نزعة عروبية تهمش دور الأمازيغ وحضورهم حاضرا وتاريخا، مع أن منتقديه في المشرق العربي أتهموه بالتحيز لأصوله المغاربية حين انحاز للعقل البرهاني المغربي على العقل العرفاني المشرقي. كما أثار الجابري حفيظة كتاب آخرين ناصبوه العداء على أسس فكرية نقدية علمية Épistémologiquesأو من منطلقات دينية، فمن بين الأولين نذكر(حسن حنفي ومحمد أمين العالم) ولكن من أشدهم نقدا ( جورج طرابيشي ) الذي خصص موسوعته (نقد نقد العقل العربي) للردعلى عقلانية الجابري التي اتهمها بالانحراف والتحيز بل شكك بأصالة منطلقاته النقدية العلمية Épistémologiques في تعريفه وتحليله للعقل .أما المنتقدون من التيارات الدينية فقد ظهروا أخيرا بعد نشره كتابه الأخير(التعريف بالقرآن) حيث تطرق لمسألة الزيادة والنقصان في الآيات القرآنية، وهؤلاء اتهموا الجابري بأنه مسّ الخطوط الحمراء حين شكك بالقول الشائعإن المصحف الحالي يضم بين دفّتيه كل القرآن الذي أُنزل على سيدنا محمد دون نقص ولازيادة. ومن المفيد التذكير بأن كثيرا من(الإسلاميينّّ) رحبوا بفكر الجابري بداية في تناوله مسألة التراث وتحليله للعقل العربي في الأجزاء الاربعة التي أصدرها حول الموضوع.
    إن أهمية كتابات الجابري تكمن فيما أثاره من جدل ونقاش وفيما أثار من حراك في البركة الراكدة والآسنة للفكر والثقافة والتراث العربي الإسلامي،ونعتقد أن قيمة أي مفكر إنما تكمن في الغوص فيما وراء المألوف والسائد ، وفي كسر نمطية فكرية وثقافية وسلوكية تعزل المجتمع عما يدور حوله وتعوق قدراته الإبداعية، المفكر والمثقف الحقيقي مبدع، ولا يكون الإبداع إبداعا إن لم يكن إشكاليا. فالمبدع يطارده دوما قلق السؤال والشكّ، والسؤال ينبع من إحساس بوجود خلل ومشكلة، وهو يستدعي العقل، وعليه فالإبداع حالة تجاوز للنقل إلى العقل، وهل من حالة تستدعي النقد والتجاوز كالحالة العربية من خلال تبجيله للعقل والعقلانية وتلمسه ما أحدثته السياسة والسياسيون من تشويه للعقل أوالحد من قدرته فقد قررالجابري الانحيازللفكروالثقافةعلى حساب السياسة فترك مواقعه السياسية في حزب الاتحاد الاشتراكي ليتفرغ للكتابة بل أعلن موقفا بالتعارض بين موقع المثقف وموقع رجل السلطة وصعوبة الجمع بينهما.
    الحراك الذي أثاره الجابري ومنتقدوه ومؤيدوه شكل نهضة فكريةهي أقرب للنهضة الفكرية المجهضةالتي أثارها مفكرواعصر النهضة و إصلاحيوها في القرن التاسع عشروبداية القرن العشرين بتياراتهم الإسلامية والوطنية والعروبية، سلامة موسى والكواكبي ومحمد عبده وعبد الحميد بن باديس ورفاعة الطهطاوي والرافعي ورضا رشيد .., فقد اثار الجابري التساؤلات نفسها التي أثارها أولئك عن التراث والهوية والتعليم والدين وتمركزت كلها في السؤال: لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون؟ فقد جدد الجابري التساؤلات ولكن بمرجعية نقدية علمية جديدةÉpistémologiquesوضمن معطيات جديدة،سواء تعلق الأمر بالتربية والتعليم(أضواء على مشكلة التعليم في المغرب)و(من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية)أو تعلق الأمر بالتراث(نحن والتراث:قراءات معاصرة في تراثناالفلسفي) و(المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية، محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد) أو تعلق الأمر بالعقل تكوينه ومحدداته ،( تكوين العقل العربي ) و( بنية العقل العربي ) و( العقل السياسي العربي ) و( العقل الأخلاقي العربي )،أو تعلق الأمر بالدين، فهما وتفسيرا، وهو الموضوع الحاضر في كل كتاباته وخصوصا في كتابه الأخير حول القرآن.فقد ألقى الجابرى ليس حجارة بل صخرة كبيرة في بركتها الراكدة فأثار ما في جوفها وأخرجه للسطح وما زالت كتاباته محل تحليل ونقد، والاهم من ذلك ما زال منهجه النقدي محل نقاش.
    رحل المفكر الجابري ولم ترحل إشكالاته وتساؤلاته الفكرية ،فما زال العقل العربي يتساءل ومحل تساؤل في الوقت نفسه، فرحم الله المفكر محمد عابد الجابري وأطال في عمر من تبقى من منارات الفكر والثقافة في المغرب وفي بقية العالم العربي والإسلامي.

    ٧ ‏/۵ ‏/۲۰۱۰ م


    بعد كل ما تقدم هل يحق لي أن أدليَ بهاتين الملحوظتين:

    ۱- شكراً لك من القلب هذا التحليل الموضوعي، الذي حاولت فيه ألا عدم التدخل في آراء الجابري، فالغاية من البحث تسليط الضوء على فكره، أما النقد والميزان القسط فهو مرحلة أخرى، وهي بحاجة إلى الموضوعية، وعلينا أن نكون حذرين من التهم التي تُوجّه إليه من الناقدين، فقد يصيبون ويخطئون!!

    ۲
    - ليس المهم أن نخالف، إنما الواجب أن نثبت خطأ المألوف، ونستبدل به الحقّّ، والتشكيك واجب، ولكن ليس المقصود منه إثارة البلبلة، بل للمرء أن يشكّّك في كل أمر وحده بعيداً عن الأضواء، فإذا وصل إلى الحقيقة أعلنها على العلماء.
    ولامانع أن ندرّب طلاب الجامعة على التشكيك، لكن بشرطين:

    أولا: ألا يتحول التشكيك إلى مرض،

    ثانياً: ألا ينتشر الأمر بين العامّة ومدّعي العلم
    .

    بورك البحث العلمي النزيه،


    وشكرا مرة أخرى.

  5. #5

    رد: رحيل الجابري خسارة للعقلانية العربية الإسلامية

    السلام عليكم
    النص الاول منقول وقد كتبت الاخت رغد في نهايته مبينة ذلك مع رابط المرجع.
    وهذا مقال آخر داعم:
    الجابري فارس رحل قبل الترجل
    د. يوسف مكي

    جل الكتابات التي رثت رحيل المفكر الكبير الدكتور محمد عابد الجابري، تناولت مشروعه نقد العقل العربي. وأغفلت الحديث عن قضايا أخرى مهمة تناولها الراحل الكبير. مرد ذلك، هو دون شك، الجدل الذي أثاره مشروعه عن العقل العربي، في أوساط مختلف التيارات الفكرية العربية.
    كان مشروع نقد العقل العربي، قد تناول التراث العربي، في حركته بعد أن حدد زمنه "منذ الجاهلية إلى اليوم". معتبرا هذا النقد خطوة جوهرية على طريق التقدم وجزء أساسيا من مشروع النهضة العربية. إن العقل الذي مارس نقده، هو عقل تشكل داخل الثقافة العربية، وعمل على إعادة انتاجها في حلقات مستمرة. وهدف النقد هو التحرر من إسار القراءات المألوفة، ومواصلة النظر في المعطيات الثقافية العربية بمختلف تفرعاتها، دون التزام بما هو راسخ من وجهات نظر.
    إن المنهج الذي اتبعه الجابري في نقده للعقل العربي، هو تقسيم مراحل تطوره إلى منظومات فكرية، ذات علاقة مباشرة بالتطورات التاريخية التي أخذت مكانها في الساحة العربية الإسلامية. والجابري، رغم ما يبدو على السطح من التزامه بالكانطية، ومحاولته لقراءة تطور الفكر العربي، من داخله، دون إسقاطات الواقع المجتمعي عليه، فإن القراءة الأمينة لمنهجه توضح أنه لم يتمكن من الفكاك من ربط الفكر بالتطور التاريخي والمجتمعي للحضارة العربية الإسلامية.
    إن التحقيب الذي انتهجه الجابري، عبر مجلداته الأربعة، للثقافة العربية منذ بزوغ الإسلام، حتى قيام دولة الموحدين، وبروز فلسفة ابن رشد، والذي حدده في ثلاثة مراحل: العرفان والبيان والبرهان، هو ليس تحقيبا للفكر فحسب. بل هو أيضا في جانبه الآخر، رصد للاسقاطات المتبادلة، والتفاعل الخلاق بين الفكر وبيئته ومناخاته. وقد أوضح ذلك بجلاء، حين أكد أن ما يهمه في مشروعه نقد العقل العربي، ليس الأفكار ذاتها، بل الأداة المنتجة لهذه الأفكار، لكنه يمارس نوعا من المخاتلة هنا، فيميز بين الفكر كمحتوى، والفكر كأداة لانتاج الأفكار.
    إن هذه المخاتلة تتبدى واضحة عند الحديث عن العلاقة بين اللغة والفكر، وبين الابستمولوجي والآيديولوجي، في تكوين الثقافة العربية. هذه العلاقة، في واقع الحال، هي استجابة لمتطلبات وإرهاصات اختمرت في بنية الواقع العربي، وادت به إلى لعب الدور الإنساني، الذي مثلته حضارة العرب. ومرة أخرى، يتكشف تخطيه للكانطية، عند رفضه اعتبار الدراسات الاستشراقية، على اختلاف تواجهاتها، جزءا من الثقافة العربية.
    ومرة أخرى، يشير إلى أن طريق التقدم يقتضي أن تتحول الأمة من أمة تراثية، إلى أمة بتراث. بمعنى أن لا يكون التراث عبئا على حركة الأمة وتطورها. وفي حديثه عن إعادة تركيب المفاهيم، يشير إلى أنه لا يكفي استيراد المفاهيم من مصدرها "الأجنبي"، بل ينبغي العمل على تبيئتها محليا، بمفاهيم معاصرة، تتناسب مع المضامين التي استخدمت في الأصل.
    في كتابه "إشكاليات الفكر العربي المعاصر" وتحت عنوان كيف نفهم العلاقة بين الفكر والواقع، يؤكد الجابري، قبوله أن المفكر السياسي أو المثقف، "لا يعبر عادة عن قيمه الخاصة، بقدر ما يعبر بطريقة شعورية أو لا شعورية عن قيم جماعة اجتماعية أكبر ينتمي إليها، وفي كثير من الحالات عن طبقة اجتماعية يدافع عنها". لكنه في ذات الوقت يرى أن هناك استقلالا نسبيا، بين الفكر والواقع. ولذلك يطالب بالتمييز، في الفكر ذاته، بين مستويات تتفاوت في استقلالها النسبي عن الواقع. إن الاعتراف بالربط الجدلي بين الفكر والواقع، المستند على التسليم بنسبية استقلال الفكر، حتى في أكثر القضايا التصاقا بالواقع، كالفكر السياسي والفكر الاجتماعي، يفرض وجود مسافات تفصل الفكر عن الواقع، وتجعله مرشدا للحركة التاريخية، حتى وإن كان ذلك على مستوى التجريد وسلم الزمن والتاريخ.
    هكذا كان الجابري ناقدا للتاريخ، ومفكرا مؤمنا بالمستقبل، ومكافحا بفكره ووجدانه عن حق الأمة العربية، في النهضة والتنمية والتطور. إن الجابري يفصح عن ذلك، بشكل لا جدال فيه، في نهاية مقدمته لكتاب تكوين العقل العربي، معبرا عن انتمائه إلى واقعية جديدة. فقد أوضح أنه يسعى من خلال نقده للعقل العربي، إلى أن تكون غاية النقد هي التحرر مما هو ميت أو متخشب في كياننا العقلي". والهدف كما يوضح الراحل، هو "فسح المجال للحياة كي تستأنف فينا دورتها، وتعيد فينا روعها" والأمل أن تفعل ذلك فينا قريبا.
    لم تكن قراءة الجابري للتاريخ، معنية بالتاريخ فحسب، بل بالمستقبل من خلال تحريض العرب على استئناف دورهم. ولم يكن التراث هو جل اهتمام راحلنا الكبير. فقد كتب عن الحاجة إلى الإصلاح. وطالب بإعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر. وناقش العلاقة بين التراث والحداثة. وحين كتب عن سيرة ابن رشد وناقش أفكاره، في كتاب مستقل، ثم قام بمراجعة لكتاب تهافت التهافت، فإنه أشار إلى أنه بذلك ينتصر للروح العلمية ولتأسيس أخلاقيات الحوار. وحتى في "المثقفون في الحضارة العربية.. محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد، كان الهم الأساس، هو موضوع الحرية ومشكلاتها، والانفصام الحاصل في التراث العقلاني العربي، بين تقديس العقل وقمع الحريات، الذي جسدته بوضوح محنة الإمام ابن حنبل، في عهد الخليفة العباسي المعتزلي، المأمون.
    كتب الراحل الجابري أيضا، عن مشاكل التعليم في المغرب، وعن فلسفة العلوم، وقدم قراءات نقدية لبعض المشكلات الفكرية والتربوية المعاصرة، من منظور تقدمي. وأسهم في تقديم رؤية معاصرة عن علاقة العرب بالتراث. وألف كتابا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومسألة الهوية والعروبة والإسلام. كما قدم مراجعة نقدية للمشروع النهضوي العربي، الذي أطلقه مركز دراسات الوحدة العربية. وناقش موضوع الدين والدولة وتطبيق الشريعة. وكتب في الفكر المعاصر، والعولمة وصراع الحضارات، والعودة إلى الأخلاق والتسامح ونظام القيم، والفلسفة والمدينة. وتناول سيرته الذاتية في كتاب حفريات في الذاكرة. وجميعها تعكس الخصب والتنوع في عطاءات وإبداعات الراحل الكبير، الحاضر أبدا بنبراس فكره.
    رحل الجابري إلى العالم الآخر، وهو لما يزل مبدعا ومفكرا معطاء. حيث اعتاد مريدوه ومحبوه، باستمرار على تلقي المزيد، من عطاءاته وإبداعاته.
    وودعنا الراحل الدكتور الجابري، فارسا للكلمة والفكر، قبل أن يحين موعد ترجله... رحم الله الفقيد، وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأصدقاءه وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
    .................................................. ....
    موقع الطليعة
    http://al-taleaa.net
    E-Mail
    altaleaa@aol.com
    altaleaa@ymail.com
    altaleaa@msn.com
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    رد: رحيل الجابري خسارة للعقلانية العربية الإسلامية

    شكراً


    أختي الكريمة... ريمة


    فقد نبهتني إلى خطأ، لقد كتبت اسم الاخت رغد - فرسان المقالة - في رأس الكلمة، وإنما كتبته لأتذكر المصدر الذي أخذت منه الموضوع.


    بوركت همّتك التي لا تفتر.

المواضيع المتشابهه

  1. تداعيات القمة الأمريكية العربية الإسلامية في الرياض على المنطقة
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-07-2017, 07:01 AM
  2. نقاط الضعف الأساسية في اللغة العربية الفصحى/محمد عابد الجابري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-08-2014, 08:14 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2013, 01:57 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-15-2011, 08:25 AM
  5. دليل للمواقع الإسلامية العربية كلها تقريبا
    بواسطة عبدالله جنينة في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-30-2008, 02:22 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •