منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 910111213 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 124
  1. #101
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 تشرين أول 2014
    سلاح البحرية يزعم ان الصيادين في غزة يخططون لتنفيذ هجمات على إسرائيل!
    تواصل إسرائيل اختلاق المبررات والمزاعم لتبرير حصارها لقطاع غزة، وممارساتها غير الانسانية. ووصل الامر بسلاح بحريتها الى تبرير منع الصيادين من اكتساب لقمة رزقهم في عرض البحر، بالزعم انهم يخططون لتنفيذ هجمات على اسرائيل. وكتب موقع "واللا" العبري، ان إسرائيل سمحت في نهاية "الجرف الصامد"، للصيادين في قطاع غزة بالوصول الى عمق ستة أميال بحرية (حوالي 9.5 كلم) داخل البحر، ولكن الكثير من الصيادين قالوا انهم لا ينوون الموافقة على هذا المجال الصغير، وانهم ينوون الصيد على مسافة 12 ميلا بحريا. وتم تحويل رسائل بهذه الروح من قبل حماس الى إسرائيل، عبر قناة الاتصال المصرية.
    وفي المقابل بدأت تظهر احتكاكات بين جنود البحرية الاسرائيلية والصيادين. وحسب افادات ادلى بها جنود في البحرية، فان الصيادين يحاولون اختراق الخط المحدد بشكل منهجي، ويقومون بحركات بذيئة ازاء الجنود ويتجاهلون تحذيراتهم. وردا على ذلك أمر قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روطبرغ، بزيادة عدد الآليات الفاعلة والاجراءات مقابل شواطئ غزة بهدف ابعاد الصيادين عن المناطق الممنوعة! وخلال الأسبوعين الأخيرين يجري تطبيق الأوامر بشكل فاعل في المنطقة. وقام جنود البحرية في اطار ذلك، بمصادرة زورق للصيد واعتقال ثلاثة صيادين والتحقيق معهم في البلاد، واطلاق النيران على زورق آخر من مسافة بعيدة.
    وقال مصدر في سلاح البحرية: "لا شك ان الصيادين في غزة اصبحوا اكثر جرأة وصفاقة. من جهة نعرف انهم يريدون القاء شباكهم في مناطق تكثر فيها الأسماك، ولكنهم من جهة اخرى، يتجاهلون التوجيهات بشكل تظاهري. لا اريد القول انه توجد هنا انتفاضة بحرية للفلسطينيين، ولكن في بعض الحالات يتصرفون كأنه ليس لديهم ما يخسرونه. وهذا يثير الاشتباه بأن المقصود هنا ليس فقط خطوة هدفها الصيد، وانما طريقة لدراسة ردود فعل سلاح البحرية ليتم في احد الأيام استغلال اللحظة المناسبة لتنفيذ عمل ارهابي"!!
    في المقابل يتزايد تخوف الجهات الأمنية من محاولة تهريب اسلحة الى غزة عبر البحر، وذلك بعد تدمير الجيش للبنى التحتية للتهريب خلال الحرب الأخيرة. ولذلك يزيد سلاح البحرية، بالتعاون مع سلاح البحرية المصري، من الحراسة للخط الحدودي الفاصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، خشية محاولة انتقال سفن على خط الشاطئ بين المدينتين.
    وكالة الاستخبارات الأمريكية حولت معلومات لإسرائيل خلال حرب غزة
    ردت الادارة الأمريكية على ما نشره المدعو ستيفن امرسون، في نهاية الاسبوع المنصرم، بشأن طلب اسرائيل من وكالة الاستخبارات المركزية (FBI) تسليمها معلومات، خلال حرب "الجرف الصامد" في غزة، حول حساب الفيسبوك الخاص بالضابط اورون شاؤول في اطار محاولات العثور عليه، وقالت ان الوكالة حولت المعلومات المطلوبة الى الشاباك الاسرائيلي. وذكرت صحيفة "هآرتس" نقلا عن هذه الجهات نفيها لما نشرته بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية والتي ادعت بأن وكالة الاستخبارات المركزية رفضت تسليم المعلومات بموجب "أوامر عليا".
    وكانت "يسرائيل هيوم" و"جيروزاليم بوست" قد نشرتا، يوم الجمعة، مقالات كتبها ستيفن امرسون رئيس معهد الابحاث الأمريكي (The Investigative Project on Terrorism)، يدعي فيها ان بحثا أجراه حول الموضوع بيّن بأن جهات اسرائيلية توجهت الى وكالة الاستخبارات المركزية بعد تفجير المدرعة في حي الشجاعية في غزة واختفاء شاؤول، وطلبت مساعدتها في تعقب حساب الفيسبوك الخاص بشاؤول، بعد سيطرة رجال حماس عليه ونشر رسائل عبره تشير الى وقوعه في الأسر.
    وادعى امرسون ان وكالة الاستخبارات الأمريكية رفضت التعاون مع إسرائيل بتوجيهات من جهات عليا في وزارة القضاء الأمريكية. لكن المسؤولين الكبار في الادارة نفوا هذه الادعاءات، واعتبروا التقرير "خاطئا ومضللا"، وقالوا انه خلافا لادعاء امرسون فان وكالة الاستخبارات قامت بتسليم إسرائيل المعلومات المطلوبة للبحث عن شاؤول. واكد مسؤول رفيع في الادارة الأمريكية بان وكالة الاستخبارات الأمريكية اجرت تحقيقات أخرى، حسب ما يتيح لها القانون، بعد تسلمها طلبات أخرى من إسرائيل للحصول على معلومات.
    ضابط اسرائيلي: "لا وجود لانذارات كاذبة"!
    يدعي النقيب ران ليفي من سكان اشكلون، في تصريح لموقع السمتوطنين (القناة السابعة) ان الجيش الاسرائيلي كذب عندما صرح بأن صافرات الانذار التي انطلقت صباح امس كانت انذارات كاذبة، وانه تم فعلا اطلاق قذائف على اسرائيل!
    وقال: "انا ضابط في الجبهة الداخلية واقول كمواطن في اشكلون انه لا وجود لشيء يسمى انذارات كاذبة، ولم يكن مثل هذا الأمر بتاتا. في اللحظة التي تكتشف فيها المنظومة اطلاق صاروخ، تقوم خلال فترة قصيرة بتحديد المنطقة التي يتوقع سقوط الصاروخ فيها، وهكذا فانه لا وجود لإنذارات كاذبة".
    وحسب اقواله فان الجيش يحاول اخفاء الحقيقة عن سكان اسرائيل، وانه قد يحصل على هذه الأوامر من رئيس الحكومة ووزير الأمن، كي لا يحتم ذلك على اسرائيل الرد سيما واننا في فترة وقف لاطلاق النار. للأسف انهم (حماس) يواصلون الحصول على المواد الخام، الباطون والحديد واجراء تجارب ولنا يقولون بأن هذه انذارات كاذبة كي لا نرد".
    حملة جديدة على الزعبي بسبب تشبيهها للجيش الاسرائيلي بداعش
    شن اليمين الاسرائيلي حملة جديدة من التحريض على عضو الكنيست حنين زعبي، والمطالبة بمحاكمتها وسجنها، بل وطردها من اسرائيل، في اعقاب تصريح لها وصفت فيه جنود الجيش الاسرائيلي بأنهم اكثر قتلة من داعش.
    وحسب "يسرائيل هيوم" فقد قالت الزعبي في لقاء اجرته معها القناة الثانية، "هم (داعش) يقتلون في كل مرة الواحد تلو الآخر بالسكين، وفي الجيش (يقتلون) بضغطة واحدة على الزناد عشرات الفلسطينيين. صحيح ان الأمر يتعلق بجندي في الطائرة يقوم بعملية القصف، وصحيح انه لا يرى الضحية لكنه يشعر باهتزاز خفيف في جناحي الطائرة. انه لا يقل ارهابا عمن يحمل سكينا ويقطع الرأس، ومن يتصور الى جانب جثث الفلسطينيين وهو يضحك، لا اعتقد انه أقل ارهابا ممن يقطع الرؤوس. انهم يقتلون اكثر مما تفعل السكين".
    وفي تعقيبه على تصريح الزعبي قال الوزير يسرائيل كاتس: "نحن أمام عملية واضحة من القذف والخيانة والتحريض على التمرد. سأطالب خلال جلسة الحكومة المقبلة بتوجيه النظام القضائي لإيجاد السبل القانونية لإخراجها من الكنيست وطردها من البلاد. هناك حدود لما يمكن ويجب على الدولة السيادية والمواطنين تحمله من خائنة مع دبلوم".
    وقال النائب داني دانون (الليكود) ان "الزعبي لا تفوت فرصة للإثبات بأن مكانها هو السجن. تصريحاتها التي اجتازت منذ زمن حدود الأخلاق والعدل، تضيف سندا آخر إلى الالتماس الذي قدمته الى المحكمة العليا كي تسمح بمحاكمتها وطردها من الكنيست".
    مقتل طبيب من النقب في صفوف داعش!
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان الطبيب عثمان عبد القيعان (26 عاما) من بلدة حورة في النقب، قتل قبل شهر ونصف في سوريا، في اطار خدمته في تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). وحسب المصدر فإن عثمان الذي درس في جامعة اربد في الأردن، أنهى، في ايار الماضي، فترة التخصص في قسم الأمراض الباطنية في مستشفى برزيلاي في اشكلون، وكان يفترض التحاقه بمستشفى سوروكا في بئر السبع لاستكمال تخصصه الطبي، لكنه اختفى قبل ذلك بفترة وجيزة. وعلم رفاقه في المستشفى، امس، ان الطبيب المتميز الذي عرفوه بمهنيته وقدراته الفذة، سافر الى سوريا وانضم الى التنظيم الارهابي.
    وقال الدكتور يوسف مشعل، مدير قسم الأمراض الباطنية (ب) في مستشفى اشكلون، ان القيعان كان فتى لامعا ويتمتع بمعلومات واسعة في مجالات كثيرة أخرى غير مهنته الطبية، ووصفه بأنه كان "بارعا، ذكيا وحادا كالسكين، وكانت معلوماته الطبية واسعة جدا، اضافة الى معرفته الواسعة في امور أخرى كالأدب والسياسة والدين والقرآن".
    وقال مشعل ان القيعان كان مخلصا في عمله وعالج المرضى بشكل يفوق المتوقع من طالب اختصاص طبي، وكان لطيفا في معاملته لعائلات المرضى ورفاقه في المستشفى، وكان سيسعده استمرار ابو القيعان بالعمل في القسم الذي يديره. واكد رفاق القيعان في المستشفى انه لم يظهر أي سلوك شاذ خلال فترة تخصصه، ولم يتحدث ابدا عما يحدث في سوريا والعراق، ولم يظهر أي سلوك عدائي او عنف جسدي. واضاف مشعل ان القيعان هو آخر شخص يمكن أن يفكر بالقول عنه انه مارس العنف، ولذلك فانه لا يفهم كيف اقدم على فعلته.
    يشار الى ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تقدر بأن عشرات الشبان العرب من إسرائيل سافروا الى سوريا للانضمام الى التنظيمات المحاربة هناك، خاصة الميليشيات الاسلامية المتطرفة. وقالت عائلات بعض هؤلاء الشبان ان صور الجثث والأولاد وعدد القتلى الكبير في سوريا أثر على اولادهم.
    لفنات تواصل حملة التحريض على ابناء سخنين
    انضمت وزيرة الثقافة والرياضة ليمور لفنات، الى حملة التحريض على فريق ابناء سخنين لكرة القدم، وقالت ان "فرض الغرامة المالية او العقاب باجراء مباريات بدون جمهور، لا تكفي لمعاقبة الفريق على عمله الحقير، وابعاد الفريق من الدوري فقط من شأنه أن يوضح لقادته خطورة قيامهم بتنظيم مهرجان تكريم لعزمي بشارة".
    وحسب "يسرائيل هيوم" التي نشرت النبأ فقد قالت الوزيرة انه حسب نظم "الاتحاد العالمي لكرة القدم يمنع على الجهات الحكومية التدخل في ما يحدث في الرياضة، والجهة الوحيدة التي يمكنها معالجة ومعاقبة فريق ابناء سخنين بطريقة شديدة ومؤلمة هي محكمة اتحاد كرة القدم التي ستنعقد لمناقشة الموضوع".
    الى ذلك قال الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، امس، ان "التوتر بين اليهود والعرب داخل إسرائيل وصل الى قمة جديدة والعلاقات بين الجانبين وصلت الى انحطاط جديد.. آن الأوان كي نعترف باستقامة بأن المجتمع الاسرائيلي مريض وانه يتحتم معالجة هذا المرض".
    نتنياهو يجدد حملة الترهيب من ايران
    يبدو ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يترك مناسبة الا ويستغلها لاحياء سياسته الثابتة في الترهيب من ايران. فقد استغل حتى حفلا لتدشين شارع على اسم رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق شمير لشن هجوم على ايران والادعاء بأنها تواصل، بتشريع دولي، العمل على انتاج قنبلة نووية، لا بل حدد انها ستتوصل اليها خلال أشهر!
    وكالعادة، وجدت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو، في تصريحه هذا محفزا لنشر عنوان بالبنط العريض تدعي فيه ان ايران ستحقق القنبلة خلال اشهر. وكتبت انه في ضوء الحديث عن تقدم المحادثات بين القوى العظمى وايران، حذر نتنياهو من مخاطر تحول ايران الى دولة نووية. وقال "هذا تهديد للعالم كله، واولا تهديد لنا، هذا تهديد خطير لنا جميعا يفوق تهديد داعش".
    وقال: "نواجه اليوم خطر اتفاق ستعقده القوى العظمى وسيبقي على ايران على عتبة التسلح النووين مع آلاف أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لايران استخدامها لانتاج قنبلة نووية خلال فترة قصيرة".
    وأثنى نتنياهو على شمير وقال انه فهم كرئيس للحكومة بأن علينا الاعتماد على انفسنا أولا، وعلى قوتنا في الدفاع عن انفسنا، ويتحتم علي القول أنه منذ أجيال، تتعزز سياسة شامير".
    وقالت الصحيفة ان إسرائيل تبدي قلقها من الاتفاق الذي تقوده الولايات المتحدة مع ايران. وانه حسب المعلومات المتوفرة لدى القدس، فان الخطر يتعاظم ازاء كون هذا الاتفاق سيبقي على ايران على حافة التسلح النووي ويقربها من انتاج قنبلة خلال اشهر قليلة. وحسب القناة الثانية فقد وافقت الولايات المتحدة على احتفاظ ايران بخمسة آلاف جهاز طرد مركزي، ما يعني انه يمكنها خلال سنة او اقل انتاج قنبلة نووية.
    "عندما يأتي الذئب لن يصدق العالم نتنياهو"
    في هذا السياق يتساءل المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان باستهجان عما حدث في المفاوضات بين القوى العظمى وايران، كي يقفز رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ويستغل حفلا لتدشين شارع ليعيد احياء الذعر؟ وما الذي جعله يعلن فجأة أن الايرانيين سيوقعون قريبا مع الولايات المتحدة والقوى العظمى الأخرى، على اتفاق رهيب وخطير سيحول ايران الى دولة على عتبة التسلح النووي الذي يهدد العالم كله وإسرائيل بشكل خاص؟
    ويجب فيشمان على تساؤله: ربما لأن الأعياد انتهت، وربما لأن اعمال داعش لم تعد مرعبة، وربما لأن حمى الإيبولا لم تصل الى هنا بعد، وربما لأن الجمهور يواصل الاصرار على التذمر من غلاء المعيشة. فما العمل؟ نعود الى الاستراتيجية المضمونة لحرف الانظار من خلال التهديد الايراني، فهذا ينجح دائما.
    ويضيف: "للحقيقة، تستميت الولايات المتحدة، وكذلك ايران من اجل التوصل الى اتفاق، لكن هذا لا يحدث، فالفجوات لا تزال بعيدة عن التسوية. ولم يحدث خلال محادثات فيينا أي شيء يبرر صرخات التيقظ لدى نتنياهو. التغيير الجوهري الوحيد يتعلق بالتاريخ. ففي الرابع من نوفمبر، يفترض انتهاء المحادثات حول المرحلة الثانية والتوصل الى اتفاق يخفض الى الحد الأدنى القدرات الايرانية في مجال تخصيب النووي. وحسب كل الخبراء فان هذا لن يحدث، وانه سيتم تأجيل الاتفاق حتى كانون الثاني. وعندها، ايضا، من المشكوك فيه انه سيتم التوصل الى اتفاق يرفع العقوبات الاقتصادية عن ايران بشكل جارف.
    ويقول فيشمان انه حتى ما نشر عن سماح واشنطن لإيران بمواصلة تفعيل 5000 جهاز طرد مركزي من الطراز القديم، من بين 9000 جهاز كانت تعمل حتى بداية المفاوضات، تم اعتباره من قبل جهات مطلعة، مجرد تكهنات غير موثوقة. وفي هذه الأثناء لم يطرأ أي تغيير جوهري على الاقتراح الأمريكي بأن تتمكن ايران من تفعيل 1500 جهاز طرد مركزي من بين 20 الف جهاز قائمة على اراضيها، ولا تعمل في غالبيتها. وعندما طالب الايرانيون بتفعيل الطراز المتقدم من اجهزة الطرد المركزي IR-2، التي تتمتع بقدرة انتاج اعلى لليورانيوم، لم يعارض الامريكيون ذلك لكنهم قالوا: اذا تم تفعيل الاجهزة المتطورة فسيكون عددها أقل بكثير من الرقم الذي اقترحناه. وفي هذه الاثناء لا يطرأ أي تقدم.
    لكن قيادة وزارة الأمن الاسرائيلية تتمسك بالموقف الثابت المنسق تماما مع مكتب رئيس الحكومة، والذي يقول انه لا يمكن توقيع اتفاق جيد مع الإيرانيين، وان الامريكيين ضعفاء وسياستهم الخارجية هاوية، ولديهم حاجة الى التعاون مع ايران في الحرب ضد داعش، ولذلك فان الامريكيين سيتراجعون. وحتى اذا لم يحدث أي شيء ستبقى واشنطن متهمة. الحقيقة هي انه منذ توقيع الاتفاق المرحلي المفصل في كانون الثاني 2014، تم صد نشاطات التخصيب في ايران. وفي المقابل فان العقوبات الاقتصادية الثقيلة لم تتغير بشكل جوهري، والاقتصاد الايراني لا يزال يواجه ضائقة صعبة. وسيبذل كل طرف كل الجهود لتفجير المحادثات ولذلك فانهم يؤجلون الحل المرة تلو الأخرى. بالنسبة لهم، المهم هو انهم يواصلون الحوار، لأن هذا يشكل حاجة سياسية في واشنطن وطهران. انفجار المحادثات سيوجه ضربة صارمة للرئيس الإيراني وكذلك للرئيس الامريكي الذي يقترب من اختبار انتخابات الكونغرس في نوفمبر. ولكن صرخة "الذئب" التي يطلقها نتنياهو، تعتبر ايضا حاجة سياسية، لكنه اذا واصل نتنياهو التهديد بالسوط الايراني في كل حفل تدشين لشارع، فانه لن يصدقه احد عندما يأتي التهديد الحقيقي.
    هل عادت حماس الى حفر الأنفاق في غزة؟
    تدعي الصحف الاسرائيلية ان صحيفة "الرسالة" التابعة لحركة حماس، نشرت تقريرا حول زيارة مراسلها الى نفق هجومي قام نشطاء الحركة بحفره مؤخرا، في قطاع غزة، ما يعني، حسب الصحف الاسرائيلية، ان حماس بدأت الاستعداد للجولة القادمة من الحرب.
    وكتبت "يسرائيل يهوم" انه لم يتم كشف مكان النفق، لكن التقرير يؤكد ان زيارة المراسل اليه تمت بشكل سري وتحت حراسة مشددة من قبل الملثمين المسلحين من حركة حماس. وفاخر نشطاء التنظيم بنجاحهم خلال "الجرف الصامد" بتدمير ستة آليات مدرعة للجيش الاسرائيلي بواسطة نيران تم اطلاقها من الانفاق الهجومية في غزة. كما ادعى التقرير انه يتواصل في غزة حفر الأنفاق منذ انتهاء الحرب، وان يعضها يصل الى الأراضي الاسرائيلية.
    واضافت الصحيفة انه في الوقت الذي تعمل فيه حماس مرة أخرى ضد إسرائيل، اكد "التنظيم الارهابي" التقارير التي اشارت الى اجتياز ابنة هنية، خلال فترة الأعياد، لعلاج طبي عاجل في مستشفى "ايخيلوف" في تل ابيب. وقال مسؤول رفيع في حماس لصحيفة "يسرائيل هيوم" انه تم نقل ابنة هنية الى اسرائيل عبر معبر "ايرز" وامضت عدة ايام في "ايخيلوف" بعد اجراء عملية لها.
    ليبرمان يدعو ال الحفاظ على التعاون الاستراتيجي مع واشنطن
    كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه في الوقت الذي يهاجم فيه مسؤولون كبار في الحكومة، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وجه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان مسؤولي وزارته الى وضع مسألة الحفاظ على التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة في مقدمة سلم الأولويات، بصفتها مرساة رئيسية لسياسة الأمن القومي. وبالإضافة الى ذلك يتم تأكيد الرسالة التي تطالب بزيادة التنسيق مع الادارة الامريكية في الحرب ضد النووي الايراني وداعش والمبادرات الهادفة الى عزل إسرائيل على الحلبة الدولية.
    وتأتي هذه التوجيهات في اطار وثيقة "الاهداف العليا والأهداف السياسة الخارجية لعام 2015" التي وقعها المدير العام للوزارة نسيم بن شطريت. وتم توزيع هذه الوثيقة على كافة السفارات في العالم، وعلى رؤساء الأقسام والألوية. ويتضح من الوثيقة ان الوزارة ستولي في العام المقبل اهتماما خاصا وموارد لثلاثة قضايا جوهرية: تقوية وترقية العلاقات مع الولايات المتحدة، محاربة نزع الشرعية ووباء اللاسامية، واحباط المشروع النووي الإيراني والتطرف الاسلامي.
    مقالات
    الأقصى: صوت واحد للسلطة الفلسطينية وحماس
    في مقالة تنضح بالتحريض المسموم يكتب المدعو رؤوبين باركو في "يسرائيل هيوم" انه يمكن لمن يشعر بالقلق ازاء مسألة الوحدة الفلسطينية، ان يطمئن، لأن "تحالف الارهاب الفلسطيني بين حماس والسلطة الفلسطينية يتحدث بصوت واحد فعلا."
    ويكتب باركو ان رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، دعا يوم الجمعة، كل من يمكنه حمل السلاح في منطقتنا الى استخدامه للدفاع عن الأقصى. وحسب اقواله، فانه على ضوء ممارسات إسرائيل في المسجد، هذا هو المعنى الحقيقي للجهاد. وفي اليوم التالي ترأس ابو مازن مؤتمر المجلس الثوري الرابع عشر لحركة فتح في رام الله، واثناء وقوفه امام كبار مسؤولي "التنظيم الارهابي"، الذي مرّ كما نذكر، بعملية " تنشئة اجتماعية من أجل السلام"، مضى على طريق تصريحات مشعل، وأمر قادة التنظيم بأن عليهم استخدام كل الوسائل لمنع المستوطنين من دخول المسجد الأقصى "لأن المساجد لنا والكنيسة لنا ولا يملكون حق دخولها وتدنيسها".
    المصطلح العسكري "منعهم بكل الوسائل" لم يكن مفاجئا. ففي نهاية المطاف دعا رئيس السلطة خلال خطابه امام الأمم المتحدة، الى "مواصلة مقاومة إسرائيل حسب تراث الفدائيين". لم تمض فترة طويلة على قيام حماس – "الشريك الموازن" – بإطلاق الصواريخ باتجاه الأماكن المقدسة للديانات الثلاث في القدس. والآن، كممثل غير منتخب لشعب خيالي، يفتقد الى أي جزء او ميراث في القدس كعاصمة حسب القانون والدين والتاريخ او القانون الدولي، ينسب الرئيس الى نفسه القلق والملكية على القدس ومقدساتها ويتهم اليهود بخلق الصراع الديني وتدنيسها.
    وفي هذه الأثناء يواصل الغرب تجاهل احراق الكنائس واضطهاد المسيحيين من قبل المسلمين في منطقتنا، ويتنكر لهجرة المسيحيين من السلطة الفلسطينية، ويدير ظهره امام تفجير المساجد التاريخية على رؤوس المصلين المسلمين بأياديهم. بالنسبة له لا توجد أي صلة للإرهاب الاسلامي العالمي بطموحات ايران وتركيا وتفكك الدول العربية وتهديد الملكيات او ازمة الشيعة – السنة والمؤامرات الدولية للمتزمتين الاسلاميين من مدرسة "الاخوان المسلمين" او "الحرس الثوري".
    وفي هذه الأثناء، من يملك المال يؤثر. فقطر يفترض ان تقدم مليار دولار لجهود اعادة الاعمار الفلسطيني في غزة، ويجب السير حسب توجيهاتها. وفي خدمة قطر التي تدعم حماس والحركة الاسلامية في اسرائيل وتنظيمات الارهاب الاسلامي الأخرى التي تعمل ضد الأنظمة في مصر وسوريا والأردن، اجرت قناة الجزيرة لقاء مع المهندس عبدالله عبادي، مدير قسم شؤون الأقصى في وزارة الوقاف الأردنية.
    خلال اللقاء العدواني عرضت الجزيرة الأردن الذي يرعى ادارة الأقصى بموجب اتفاقيات السلام مع اسرائيل، كعاجز وشريك "للإخفاق" و"السيطرة" الاسرائيلية التي تهدف الى تمويه الهوية الاسلامية الفلسطينية للمسجد، وتقسيمه والسيطرة عليه. بالنسبة لمن يفهم اللغة العربية فان هذا القول يشكل ضوء اخضر للإرهاب ضد اسرائيل، ولكن، ايضا، للمس بالأردن، عن طريق طردها من القدس وتدمير نظامها. وهذا ما يسمى باللغة الغربية "عصفوران بحجر واحد". وربما لهذا السبب، سارع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الى تقديم شكوى ضد اسرائيل في الأمم المتحدة.
    يوجد في الغرب من يسارعون الى المصادقة على دولة الارهاب الفلسطينية، وفي هذه الأثناء تشاغب الحركة الإسلامية في القدس وتبرر التمويل. وفي هذا المجال يتم التنسيق بين عباس ومشعل، ويجب الآن احراق القدس. لقد تم اشعال الفتيل، وعندما يلتقي المال بقادة الارهاب يحدث الانفجار.
    حزب الله يغير سياسته ويجدد عملياته
    يكتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، ان ما نشرته صحيفة "الاخبار" اللبنانية، حول اعتراف حزب الله بمسؤوليته عن زرع الالغام في مزارع شبعا والتي استهدفت دورية اسرائيلية قبل قرابة اسبوعين، يؤكد ادعاءات السلطات الاسرائيلية بشأن عودة التنظيم الشيعي الى النشاط العسكري العلني في المنطقة الحدودية، خلافا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
    ويكتب هرئيل انه بالإضافة الى الخطوات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها بشكل رسمي، كتفجير العبوتين في منطقة مزارع شبعا، فان عودة المحاربين الى المنطقة الحدودية يمكنه ان يعكس تغييرا مثيرا للقلق في سياسة حزب الله، والذي قد تكون له على المدى الأبعد، آثار اشكالية بالنسبة لإسرائيل.
    وبما أن القرار 1701 الذي صدر في آب 2006، في ختام حرب لبنان الثانية، يمنع تواجد رجال حزب الله المسلحين جنوب نهر الليطاني. فان اعلان حزب الله يؤكد عمليا، خرق القرار. وفي منتصف ايلول الماضي، نشر الجيش الاسرائيلي صورا يظهر فيها رجال حزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل، كما يبدو خلال قيامهم بجمع معلومات حول قوات الجيش الاسرائيلي.
    ويشير هرئيل الى قيام معهد "ممري" الخبير في تعقب وسائل الاعلام في الشرق الأوسط، بترجمة مقال نشرته "الأخبار" في الثامن من تشرين الأول، في اليوم التالي لوقوع الانفجار، جاء فيه ان التنظيم عاد الى العمل جنوب نهر الليطاني بشكل يشبه نشاطه بين سنوات 2000 و2006، التي تلت الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان. وتعتبر الصحيفة نشاط حزب الله يشكل ردا حتميا على المؤامرات المشتركة لإسرائيل وتنظيمات السنة في هضبة الجولان، التي تعمل لإسقاط نظام الأسد. ويحذر المقال من تشجيع اسرائيل لدخول المتطرفين السنة الى لبنان عبر منطقة الجولان، والتخطيط للتقدم باتجاه البلدات الدرزية التي تحاول البقاء على الحياد في الحرب الأهلية.
    وحسب هرئيل "ينضم الاعتراف غير المباشر، ولكن المفصل، بخرق حزب الله للقرار 1701، الى خطوات أخرى قام بها حزب الله في المنطقة. فلقد كانت العبوات التي فجرها حزب الله في مزارع شبعا متطورة وقاتلة اكثر من العبوة التي قام التنظيم بتفعيلها في المنطقة ذاتها في آذار الماضي، والتي أصابت سيارة عسكرية دون ان تسبب اصابات. ولولا عمل قوات الجيش الاسرائيلي بحذر لكان يمكن للعملية ان تنتهي بعدد كبير من القتلى.
    وتحتم هذه التقييمات اعادة فحص المفهوم المتعارف عليه في إسرائيل، والذي يقول انه تم ردع حزب الله من قبل الجيش الاسرائيلي في أعقاب حرب 2006، وتم ردعه، ثانية، امام ضخامة النشاط العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة، خلال الصيف الماضي، وانه، بشكل عام، ليس معنيا بالمواجهة مع اسرائيل بسبب انشغاله حتى قمة راسه في حروب لبنان وسوريا والعراق. ولكن زرع الألغام الأخيرة شكل مغامرة ليست قليلة من قبل حزب الله. فاذا تكهنت قيادة التنظيم بأن العملية ستحقق النجاح، فهذا يعني انها كانت مستعدة لخوض جولة أخرى من العنف، ان لم يكن حربا مع إسرائيل، لو اسفرت العملية عن مقتل جنود.
    ويمكن لهذا السلوك ان يعكس الثقة الذاتية المتزايدة في حزب الله على خلفية التجربة العسكرية الكبيرة التي اكتسبها رجال التنظيم خلال الحرب في سوريا. ويمكن ان تكون هناك تفسيرات أخرى لهذه الخطوة، وهي الرغبة بحرف الأنظار عن الصراع الداخلي في لبنان والذي يتسبب للتنظيم بخسائر، وكذلك محاولة لتحديد ميزان ردع جديد مقابل إسرائيل، كي لا تواصل العمل ضده في نطاق لبنان. فحسب الادارة الأمريكية وتقارير صحفية عربية، هاجم سلاح الجو الاسرائيلي، عدة مرات، خلال العامين الأخيرين، قوافل أسلحة كانت في طريقها من سوريا الى لبنان. ويبدو انه على خلفية رفع سقف رد حزب الله، ستضطر إسرائيل الى موازنة ردها بحذر، في حال اكتشاف قوافل اسلحة أخرى.
    وتطرح التطورات الأخيرة تساؤلات حول ما الذي يسعى حزب الله الى تحقيقه من عملية مباشرة كهذه. هل سيتم ترجمة الخبرة التي اكتسبها في سوريا الى طرق حرب جديدة ومفاهيم عمل مختلفة، في حال اندلاع مواجهة جديدة مع اسرائيل؟ وكيف يرى التنظيم تلك الحرب على خلفية تسلحه المكثف بالصواريخ قصيرة المدى والمحملة برؤوس متفجرات كبيرة؟ حسب عدد من المسؤولين الإسرائيليين الكبار فان الجهاز الأمني لا يلاحظ، حاليا، تغييرا جوهريا في مصالح حزب الله او مخططاته، وانه لا ينوي المبادرة الى صدام مع الجيش الاسرائيلي. مع ذلك يصعب نسيان ان الثقة الذاتية المبالغ فيها قادت حزب الله الى صفقة خاطئة في عام 2006: اختطاف رجال الاحتياط الذي ادى الى اندلاع الحرب. لا يمكن استبعاد تكرار مثل هذا التفكير الخاطئ.
    برأس مرفوعة نحو الدولتين
    يكتب عودة بشارات في "هآرتس" عن مشاركته في الجولة التي نظمتها مجموعة "مبادرة جنيف" لطاقم "هآرتس" في المناطق المحتلة، ويقول انه لم يذهب الى هناك للتشجيع، كما يفعل زوار المرضى عادة، وانما للحزن على الوطن المجزأ، على الدولة التي انتهت قبل ان تولد، على حل الدولتين الذي يتبخر. وشعر كما شعر الشاعر عبد الرحيم محمود عندما توجه الى الأمير سعود بن عبد العزيز بعد زيارته الى الاقصى في عام 1935، قائلا: "المسجد الأقصى أجئتَ تزوره... أم جئت من قبل الضياع تودّعه".
    لكن انظروا الى الأعجوبة التي حصلت! فما أن انهيت الزيارة حتى تبخرت كل التنبؤات القاتمة. فالكولونيل (احتياط) شاؤول اريئيلي، الذي رافقنا في الجولة، حطم في كلماته كل النظريات المروعة. وحسب اريئيلي فان 87% من المستوطنين وراء حدود 67 يقيمون في "كتل" تقوم على مساحة 6% من اراضي الضفة، وان الفلسطينيين يوافقون على استبدال 2% منها بأراض بديلة. وهناك من يقول انهم سيوافقون على استبدال نسبة اكبر اذا تم تقديم اقتراحات عادلة. اما بقية المستوطنين فيجلسون في مناطق لن يكون هناك أي مفر من اخلائها، والكثير منهم سيوافقون على الاخلاء مقابل تعويضات مناسبة.
    وبالنسبة للقدس الشرقية، يتضح عدم وجود أي اختلاط بين الفلسطينيين واليهود. واذا عدنا الى مسار كلينتون، يمكن رسم حدود الأحياء اليهودية والعربية وتحديد شكل ادارة المدينة، وان محاولات اليمين زرع جيوب في المنطقة تواجه الفشل المطلق، وتمكنت قلة فقط من التسلل الى الجيوب التي تتعارض مع كل تطور طبيعي.
    في عام 1948ن دفع الشيوعيون الفلسطينيون ثمنا باهظا بسبب دعمهم لخطة التقسيم. ولكن مع مرور السنوات ارتفعت هيبتهم لكونهم فهموا حجم المؤامرة على الشعب الفلسطيني. لقد مر مبدأ الدولتين بتقلبات كبيرة، حتى اعترف به العالم كحل وحيد لتحقيق السلام والعدالة. واليوم، يقوم أناس طيبون، ايضاً، باعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بادعاء أن إسرائيل دمرت بالفعل هذا المبدأ من خلال مواصلة بناء المستوطنات. وللأسف الشديد فقد يئس هؤلاء الناس أمام ستار الدخان الذي ينثره اوري ارييل ورفاقه على شاكلة مستوطنات معزولة. ولكن رغم جهود التخريب هذه، لا تزال الطريق بعيدة – اذا كانت هناك طريق اصلا – لتقطيع اوصال الضفة، خاصة وان التاريخ يعلمنا ان البقاء للأفضل.
    في بداية القرن الماضي، سأل ضابط في نظام القياصرة لينين: "هل تعرف ايها الشاب ان سورا يقف أمامك؟"، فرد لينين: "انه سور فعلا ولكنه متصدع وسيسقط بلمسة اصبع". بعد 75 عاما، ورغم قوة الاتحاد السوفييتي الذي اسسه لينين، انهارت الامبراطورية الشيوعية. اذن يمكن التكهن بمصير الاحتلال، بالذات في عهد انهيار الامبراطوريات.
    الموضة الدارجة الآن هي عرضنا، نحن الذين نؤيد حل الدولتين، كمقتنيات أثرية انتهى عهدها. ولكننا نقول لمؤيدي الدولة الواحدة ان هذه الدولة قائمة منذ زمن، واذا كان العرب، المواطنون في الدولة الصغيرة والذين يعتبرون متساوون في الحقوق، يتعرضون للتمييز بشكل مخجل في مختلف مجالات الحياة، فأي مصير سينتظر سكان مخيم بلاطة في الدولة الكبيرة؟ الوضع ليس سهلا، ولكن ذلك ليس سببا للتخلي عن المبدأ العادل، سيما أننا وصلنا الى ربع الساعة الأخيرة: حتى بريطانيا سئمت الاحتلال، ونتنياهو يتدحرج من أزمة إلى أخرى.
    ذات مرة سئل عنتر بن شداد، اشجع الشجعان، عما تعنيه الشجاعة، فقال ان الشجاعة هي ان تصمد لساعة واحدة أكثر. ليس امام الشعب الفلسطيني الا الصمود. في السابق اقتبس توفيق زياد واميل حبيبي من كتاب المزامير مقولة "الحجر الذى رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية" (المزامير 118: 22). هذا الحجر هو حل الدولتين، وحتى اذا القوا به الى اعماق البحر، فإن السلام لن يتحقق من دونه.
    المطلوب في القدس اجراء فحص داخلي وليس شجاراً.
    كتبت المديرة العامة لجمعية "مدينة الشعوب"، يهوديت اوبنهايمر، في "هآرتس" ان الشجار المدبر بين رئيس بلدية القدس نير بركات، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق اهرونوفيتش، كان يمكن ان يشكل فاصلا هزليا، لولا تغطيته على كل المشاكل الصعبة التي تواجهها القدس الشرقية.
    قبل قرابة شهرين، اعلنت الحكومة عن خطة "لزيادة الأمن الشخصي والتطوير الاقتصادي – الاجتماعي في القدس". ولكن ما بدا واعداً، في حينه، تبين انه ليس الا خطة لزيادة تطبيق القانون وانتشار الشرطة في القدس الشرقية، بينما كانت عناصر التطوير فيها هامشية ولا تلبي الاحتياجات الواقعية التي تم تحديدها قبل سنوات. وحتى في الشجار الحالي بين بركات واهرونوفيتش، تم التعامل مع الرد على أمراض القدس الشرقية فقط من جانب نشر قوات الشرطة والمراقبة.
    لا يوجد أي مبرر للعنف حتى عندما ينمو في ظروف الاهمال والتمييز الشديدين، ولا يمكن التقليل من أهمية تطبيق القانون. ولكن "الأمن الشخصي" لا يمكنه ان يشكل غطاء لتجريم كافة السكان، من خلال تجاهل احتياجاتهم الأساسية. وبدل دخول بركات واهرونوفيتش في شجار مع بعضهما البعض، من المفضل أن يجريا فحصا داخليا في مكاتبهما. فليفحص الوزير سلوك الشرطة في تفريق المظاهرات بشكل قاتل في القدس الشرقية، وتجاهلها لشكاوى الفلسطينيين واعتقال القاصرين والدعم شبه التلقائي للمستوطنين، والتي تحولت الى امور اعتيادية.
    وليفحص رئيس البلدية مدى استعداده وقدراته للمواجهة الجدية للمصاعب الحقيقية في القدس الشرقية: الفقر الذي يصل الى قرابة 80%، نقص البنى التحتية للمياه والمجاري والشوارع ومؤسسات التعليم والثقافة، والتقييد الخطير للحريات الشخصية والجماعية.
    منذ اختطاف الفتية الثلاثة وقتلهم في غوش عتسيون، وقتل الفتى الفلسطيني في شعفاط، وبشكل أكبر منذ الحرب في غزة، اصبح سكان القدس الشرقية هدفا للهجمات العنصرية العنيفة، ويكاد صوت رئيس البلدية لا يسمع. المظاهر العنصرية ضد الفلسطينيين تحدث كل اسبوع في ساحة صهيون وفي اماكن عامة أخرى، وغالبا يحاول نشطاء التنظيمات الاجتماعية فقط وقف التحريض. لقد اعلن بركات مؤخرا، ان القطار الخفيف يعتبر رمزا للسيادة في القدس، وحوله بلسانه الى هدف للهجمات. وسارع عشية عيد الأضحى الى مساندة المستوطنين في عملية السيطرة الأخيرة على بيوت في سلوان، ودعم دفع البناء في "غبعات همطوس". والرسالة التي يتم نقلها من "ساحة سفرا" هي أن "الأمن الشخصي" يستخدم كأداة سلطوية لترسيخ التمييز في القدس وتعميق الفصل بين المواطنين (اليهود) والسكان (العرب).
    ان المطلوب في غياب افق سياسي في المستقبل المنظور، هو انتهاج سياسة حذرة ومسؤولة في العاصمة، تطمح الى تخفيف وتقليص تشوهات الواقع غير المتساوي في القدس. بدل دخوله في شجار مع الوزير، يتحتم على بركات قرع ابواب وزراء التعليم والداخلية والرفاه والمالية والبنى التحتية، ومعالجة المشاكل الحادة في القدس الشرقية. فهذه مسألة تخص المدينة كلها.





    Nida Younis
    Director of the Press Office and Public Relations Unit
    Ministry of Information, Ramallah
    T. +972 2 2988 040
    F. +970 2 2954 043
    M. +970 (0) 599 856 053
    @: pressoffice@minfo.ps
    @: karmel2010@yahoo.com
    URL. www.minfo.ps




    --

  2. #102
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 تشرين أول 2014
    رئيس بلدية القدس يأمر بتشديد العقاب على الفلسطينيين!
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس بلدية القدس، نير بركات، أمر رؤساء الاقسام في البلدية بتشديد سياسة الجباية والعقاب ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية. وتشمل السياسة العقابية تحرير مخالفات للسيارات التي تتوقف في اماكن لم يتم تحرير مخالفات فيها حتى اليوم، واستئناف سياسة هدم المنازل، واغلاق المصالح التجارية غير المرخصة، بل ومصادرة الحيوانات.
    وتم تمرير القرار خلال جلسة عقدها بركات مع مدير عام البلدية ومدراء الأقسام، وبحضور ضابط كبير في الشرطة. وتهدف هذه السياسة الى اجبار الجمهور الفلسطيني على التحرك ضد الشبان العرب الذي يواجهون قوات الشرطة في احياء القدس الشرقية. وهاجم مسؤولون كبار في البلدية هذه السياسة وقالوا انها ستتسبب بإحراق الجسور مع الجمهور الفلسطيني في المدينة.
    وتنضم سياسة العقاب البلدية الى سلسلة من عمليات تطبيق القانون التي تقوم بها الشرطة ضد الفلسطينيين في القدس، ومنها مثلا، استخدام وسائل تفريق المظاهرات بشكل غير نسبي. ويمكن من خلال جولة على امتداد الشارع الرئيسي في العيسوية مشاهدة شبابيك البيوت المهشمة. وقال السكان ان ذلك نجم عن عيارات الاسفنج وقنابل الغاز التي تطلقها الشرطة على البيوت. وقال صاحب محلقة ان الشرطة حطمت واجهة المحل اربع مرات، وقام بعدها بتغطية الواجهة ببساط كبير لحمايتها. وعلى مسافة قريبة من هناك احترق منزل عائلة جمجوم بعد اطلاق قنابل الغاز عليه. وقال عصام جمجوم انه تواجد في البيت عندها والده العاجز، وامرأة حامل وطفلتان. وكاد الغاز يقتل والده. وتم نقل المرأة والاب الى المستشفى حيث اخضعا للعلاج لعدة ايام. وقال عادل صيام من سلوان انه تم مهاجمة منزله بالمواد المتعفنة، التي تقوم سيارة برشها عادة على المتظاهرين لتفريقهم. لكن الشرطة تستخدمها لمهاجمة البيوت ومعاقبة سكانها، حسب ما يقوله سكان سلوان.
    وقال صيام ان الهجوم على بيته تم في منتصف الليل عندما كانوا نياما. فقد وجهت الشرطة الخرطوم الى الشباك وملأت البيت بالمادة المتعفنة، ما سبب له التقيؤ طوال 20 دقيقة. كما قالوا ان الشرطة ترش هذه المادة على كروم الزيتون لتخريب المحصول.
    وتحدث آخرون عن استخدام الشرطة للهراوات في تحطيم زجاج الشبابيك والسيارات. كما قامت الشرطة بسد مدخلين الى العيسوية من جهة القدس، وابقت على مدخل واحد من جهة معاليه ادوميم. وقال درويش درويش، مختار العيسوية، ان الشرطة تسخن الأوضاع بدل ان تهدئها، وتشعل النار. كما قامت شرطة السير في الأيام الأخيرة بانشاء حواجز على مداخل الاحياء الفلسطينية وتسجيل مخالفات عشوائية للسائقين، في اطار العقاب الجماعي.
    حاخام اسرائيلي يطالب بمنع دخول اليهود الى الحرم القدسي
    ذكر موقع القناة السابعة، ان حاخام معالية ادوميم مردخاي نغاري، طالب بوقف دخول اليهود الى الحرم القدسي فورا، بسبب المشاكل الامنية والتوراتية التي نجمت عن ذلك. واعتبر دخول اليهود الى الحرم "استفزازا سيشعل النار في القدس الشرقية. وسأل: ما هي الحكمة في الدخول الى الحرم اليوم، ورشق اليهود بالزجاجات الحارقة غدا؟
    وقال نغاري في حديث للقناة السابعة، ان ظاهرة الدخول الى الحرم القدسي تخلق مشاكل كثيرة للشريعة اليهودية. فماذا بالنسبة لكل اولئك الذين يدخلون الى المكان بدون طهارة؟ هذا هو السبب الذي جعل حكماء الأجيال، يمنعون دخول اليهود الى الحرم. واضاف: لقد نظر الحكماء الى مجمل المشاكل بما في ذلك حقيقة عدم معرفتنا التامة للأماكن المسموح الوصول اليها. لقد منع حكماء الاجيال، بما في ذلك الحاخامية الرئيسية، الدخول الى الحرم، ومن يسمح بذلك هم حاخامات صغار.
    واشنطن تلمح: "البناء في القدس قد يؤثر على المكانة الدولية لإسرائيل"
    ردت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية جين ساكي، مساء امس الثلاثاء، على الانتقادات التي وجهها نتنياهو الى الادارة الامريكية، ووصفه لبيانها المتعلق بقرار دفع البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، بأنه "منقطع عن الواقع"، وقالت ساكي: "لقد شاهدنا تصريحات نتنياهو. موقفنا ازاء البناء في القدس الشرقية واضح وسنواصل التعبير عن رأينا في الموضوع".
    واكدت "ان الولايات المتحدة تعارض الخطوات الأحادية الجانب في القدس، واذا تم اتخاذ خطوات لا تخدم السلام، فسيكون من الصعب جدا العودة الى المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين".
    والمحت ساكي الى ان البناء في القدس الشرقية يمكنه أن يؤثر على المكانة الدولية لإسرائيل، حيث قالت ان "إسرائيل تهمها مكانتها الدولية، واذا كانت تريد تحقيق السلام فهناك خطوات يتحتم عليها عملها".
    وكان نتنياهو قد كرر خلال مراسم لوضع حجر الأساس لميناء اشدود الجديد، امس، قوله بأنه سيواصل البناء في القدس. وقال: "سمعت ادعاء يقول ان قيامنا بالبناء في الأحياء اليهودية في القدس يبعد السلام، هذا الانتقاد هو الذي يبعد السلام، وهذه التصريحات هي التي تنمي الأمل الكاذب في صفوف الفلسطينيين".
    وهاجم نتنياهو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واتهمهما بانتهاج "اخلاق مزدوجة" فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال: "عندما يحرض أبو مازن على قتل اليهود في القدس يصمت المجتمع الدولي، وعندما نقوم بالبناء في القدس يغضب. انا لا اتقبل ذلك. كما يبني الفرنسيون في باريس والانجليز في لندن، هكذا تبني إسرائيل في القدس، وسنواصل البناء في القدس".
    الأردن يطالب بانعقاد مجلس الامن لشجب الخطوات الاسرائيلية
    في هذا السياق، كتبت "هآرتس" ان الأردن طالب ، امس، بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي في اعقاب قرار اسرائيل توسيع البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. ويأتي الطلب الأردني في اعقاب الدعوة التي وجهها السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، لعقد جلسة عاجلة حول "الأزمة في القدس الشرقية".
    وقام الأردن بتحويل الطلب الى مجلس الأمن، وينتظر قيام مندوب الارجنتين، الرئيس الحالي لمجلس الأمن، بتحديد موعد للجلسة. وحسب ما نشره موقع "واللا" فان الجلسة ستنعقد اليوم.
    وكان منصور قد طلب من مجلس الأمن "مطالبة اسرائيل بوقف البناء الاستيطاني غير القانوني نهائيا في القدس الشرقية ومناطق اخرى، وكذلك مطالبتها الالتزام بطريق السلام الذي تركته بشكل واضح ومتسرع.
    وسبق ذلك توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى مجلس الأمن، امس الأول، مطالبا بعقد اجتماع طارئ في اعقاب اعلان نتنياهو عن دفع مخططات لبناء 1060 وحدة اسكان للمستوطنين في القدس الشرقية. وطالب عباس بوقف الخروقات الاسرائيلية في القدس، ووقف الانتهاك المتواصل للمسجد الاقصى من قبل المستوطنين.
    وانضم الأردن الى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في شجب البناء الاستيطاني وراء الخط الأخضر. وطلب الاردن من اسرائيل توضيحات بشأن مشروع قانون يهدف الى تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي والسماح لليهود بالصلاة فيه.
    سفير إسرائيل في واشنطن يهاجم عباس
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة، رون دريمر، هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال انه "من المحرج وجود اناس في العالم يتبنون هذا الشخص كأنه مرساة للسلام"!
    وكان دريمر يتحدث في لقاء جرى في سان انطونيو تأييدا لإسرائيل، وقال: "علينا أن لا نتفاجأ في نهاية الأمر. فمن يتبنون عباس يقذفون جنود الجيش الاسرائيلي بتهم ارتكاب جرائم حرب، رغم انه لم يقم أي جيش آخر في التاريخ ببذل جهود كبيرة من اجل ابعاد سكان الجانب الآخر عن الخطر".
    وتم تنظيم اللقاء تحت عنوان "ليلة تقدير لإسرائيل" من قبل الكاهن الانجيلي جون هييغي، مؤسس حركة "مسيحيون موحدون من اجل اسرائيل" والتي يتم وصفها احيانا بأنها اكبر لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، ويدعم قادته المواقف اليمينية المتطرفة في السياسة الاسرائيلية.
    ووصف دريمر ايران بأنها "مسخ"، فيما وصف زعيمها الروحي خامنئي بأنه "متزمت متطرف وشرير يطمح الى السيطرة على العالم". وسخر دريمر من الجهود المبذولة لطمأنة اسرائيل في موضوع الاتفاق الدولي مع ايران، وقال: "يقولون لنا لا تقلقوا، فالمراقبين الدوليين سيمنعون ايران من انتاج القنبلة. انا متأكد انكم جميعا تشعرون بالأمن مثلي، حين تعرفون ان عدة مراقبين دوليين، على شاكلة المراقب كلوزو، هم كل ما يقف بين آيات الله المتزمتين وبين القنبلة النووية".
    وشجب دريمر الانتقادات التي وجهت الى إسرائيل في اعقاب عملية "الجرف الصامد"، وقال: "اضطررنا للدفاع عن الحقيقة امام عالم من الأكاذيب، عالما يتهم اسرائيل بصفاقة بارتكاب ابادة شعب، رغم انها دولة تظهر الرأفة غير المسبوقة ضد اعداء يؤيدون قتل شعبها".
    واعتبر خطاب الرئيس عباس امام الأمم المتحدة "عارا"، وقال ان "عرض اسرائيل كمحتلة في ارض اسرائيل هو اكذوبة كبيرة. فعندما يتواجد شعب إسرائيل في ارض اسرائيل، نحن لسنا محتلون، وانما نتواجد في البيت".
    الاحتلال يسحب بطاقة الشخصية الرسمية من الجنرال عدنان الدميري
    ذكرت الصحف الاسرائيلية ان اسرائيل سحبت بطاقة الشخصية الرسمية، امس، من المتحدث باسم اجهزة الأمن الفلسطينية، الجنرال عدنان الدميري، بسبب المقارنة التي اجراها بين نتنياهو وزعيم داعش ابو بكر البغدادي. وكتبت "هآرتس" ان المقصود خطوة شاذة، كون اسرائيل امتنعت عن فرض عقوبات ضد الاجهزة الأمنية في السنوات الأخيرة.
    وتتيح بطاقة الشخصيات الرسمية لحاملها التجول بسهولة وبسرعة في مناطق الضفة الغربية وتسهل دخوله الى اسرائيل. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان منسق العمليات في الضفة الغربية، يوآب مردخاي، ابلغ القرار لنظرائه الفلسطينيين، امس. وحسب المسؤول فقد تم تحذير الدميري قبل عدة أشهر بشأن تصريحاته ضد إسرائيل، والتي "تلامس التحريض على العنف". وقال ان تصريح الدميري الأخير كان بمثابة القشة التي كسرت ظهر الجمل ولذلك تقرر سحب بطاقته.
    وكان الدميري قد صرح خلال مؤتمر صحفي عقده قبل عدة أيام في رام الله، ان رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو اخطر من زعيم الدولة الإسلامية، البغدادي. واضاف "ان العنصرية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني اكثر خطورة من الدولة الاسلامية". ووصف إسرائيل بأنها "داعش اليهودية".
    وفي تعقيبه على القرار قال الدميري لصحيفة "هآرتس" انه لا يتراجع عن تصريحاته وانه يرى بنتنياهو شخصية خطيرة كالبغدادي. وقال: "نتنياهو يدعم أشد المتطرفين في اسرائيل، وهم يقودون الى التصعيد والتحريض والمواجهة الدينية. لقد تحدث بناء على حقائق. فإسرائيل مسؤولة عن قتل الاطفال الفلسطينيين وتقوم بهدم بيوت الفلسطينيين دون تقديمهم الى المحاكمة بينما لم تهدم بيوت قتلة الطفل محمد ابو خضير. قرار حكومة نتنياهو يثبت انها حكومة ضعيفة لا يمكنها مواجهة تصريح صحفي لموظف فلسطيني من مسؤوليته التحدث الى وسائل الاعلام".
    يشار الى ان إسرائيل سحبت في عام 2012 بطاقة الشخصيات الرسمية من مسؤولين آخرين هما جبريل الرجوب ونبيل شعث، في اعقاب تصريحات لهما اثر اعتراف الامم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة. وتم ذلك في حينه بمبادرة من وزير الامن الحالي موشيه يعلون، الذي شغل آنذاك منصب وزير الشؤون الاستراتيجية.
    مسؤولون امريكيون: نتنياهو جبان بائس
    كتبت الصحف الاسرائيلية عن تصعيد جديد لحالة التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، تمثل في تصريحات نشرها الصحفي جفري غولدبرغ، من مجلة "اتلانتيك"، على لسان مسؤولين امريكيين انتقدوا بنيامين نتنياهو، ونعته احدهم بأنه "جبان بائس" (chickenshit).
    وحسب ما ورد في "هآرتس" فان المسؤولين قالوا في التقرير الذي نشر مساء امس الثلاثاء، ان ادارة اوباما تعتقد ان نتنياهو لا يملك الجرأة على مهاجمة ايران، وينشغل فقط في الحفاظ على سلطته. وقال احد المسؤولين لغولدبرغ: "الأمر الجيد لدى نتنياهو أنه يتخوف من خوض الحرب. والأمر السيء لديه هو انه لن يفعل شيئا في سبيل التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين او مع الدول العربية السنية. الأمر الوحيد الذي يهتم به هو حماية نفسه من هزيمة سياسية. انه ليس رابين وليس شارون، وبالتأكيد ليس بيغن. انه لا يتحلى بالشجاعة".
    وقال مسؤول آخر انه خلافا للوضع في سنوات 2010 – 2012، فان البيت الأبيض لا يصدق بأن نتنياهو سيشن هجوما رادعا ضد المنشآت النووية الايرانية. "لقد اصبح الأمر متأخرا بالنسبة له. قبل عامين او ثلاث، كانت هذه الامكانية واردة، ولكنه في نهاية الأمر لم ينجح بالضغط على الزناد، وكان ذلك نتاج مزيج من الضغط من جانبنا وعدم استعداده لتنفيذ خطوة درامية ما. الآن اصبح الوقت متأخرا".
    وقال مسؤول امريكي ثالث، ان الشعور لدى الادارة الأمريكية هو ان نتنياهو "يكذب" في كل ما يتعلق بامكانية مهاجمة إسرائيل لايران. انه ليس بيغن في "اوزيراك" (المفاعل النووي العراقي الذي قصفته اسرائيل في 1981).
    في المقابل يكتب غولدبرغ ان بعض الشخصيات التي تحدث اليها في الأيام الأخيرة، روت بأن نتنياهو قال لهم انه "شطب" ادارة اوباما في كل ما يتعلق بمسألة النووي الايراني، وانه اذا تم التوصل الى اتفاق مع ايران فسيعمل مباشرة أمام الكونغرس والجمهور الأمريكي في محاولة لإفشاله.
    ويتكهن غولدبرغ بأن الادارة الأمريكية ستقوم بعد انتخابات الكونغرس، التي ستجري في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وعشية الخطوة الفلسطينية في مجلس الأمن، بإلغاء الدعم الذي تمنحه لإسرائيل في العديد من التنظيمات الدولية. ويقول انه حتى اذا استخدمت الادارة الفيتو ضد مشروع القرار الذي سيحاول الفلسطينيون تمريره في مجلس الأمن، فإنها ستبلور قرارا بديلا يتعلق بالمستوطنات وستطرحه للتصويت. وفي وضع كهذا، ستبقى إسرائيل معزولة تماما في العالم. كما يطرح غولدبرغ امكانية أخرى وهي قيام الولايات المتحدة بطرح موقفها المفصل بشأن حل المسائل الجوهرية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، بما في ذلك خرائط حدود الدولة الفلسطينية العتيدة.
    ونشر موقع المستوطنين(القناة السابعة) تصريحا لوزير الاقتصاد نفتالي بينت، ردا على التصريحات الامريكية ضد نتنياهو. وقال ان "اسرائيل اقوى من كل شاتميها". وحسب اقواله فان "رئيس الحكومة هو ليس شخصية مستقلة، وانما زعيما لدولة اليهود والعالم اليهودي كله، ومثل هذه الشتائم بحق رئيس الحكومة الاسرائيلية تمس بملايين المواطنين في إسرائيل وباليهود في كل العالم".
    وقال بينت انه لم يتم وصف الزعيم السوري الذي ذبح 150 الفا من مواطنيه ولا الملك السعودي الذي يرجم النساء ومثليي الجنس، بأنهم جبناء. واذا صح ما تم نشره فهذا يعني ان الادارة الامريكية الحالية تنوي القاء إسرائيل تحت عجلات الحافلة. وحسب بينت فان "اسرائيل هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، وهي تصارع منذ 66 سنة دفاعا عن وجودها، وإسرائيل هي الموقع المتقدم للعالم الحر في مواجهة الارهاب الاسلامي لداعش وحزب الله وحماس وايران. وبدل مهاجمة إسرائيل وفرض شروط انتحارية عليها، من المناسب تدعيمها".
    وطالب بينت الادارة الامريكية بشجب التصريحات الفظة والتنكر لها. في السياق ذاته، قالت مصادر في ديوان نتنياهو "ان رئيس الحكومة سيواصل التمسك بمصالح إسرائيل الأمنية وبالحقوق التاريخية للشعب اليهودي ولن يغير ذلك أي ضغط".
    "يسرائيل بيتنا" تطرح مشروع قانون لمنع رفع الآذان في المساجد!!
    كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه في ظل التوتر المتزايد بين اليهود والعرب، قرر حزب "يسرائيل بيتنا" طرح مشروع قانون جديد – قديم، يهدف الى منع رفع الاذان عبر مكبرات الصوت في المساجد! وبادر الى هذا القانون النائب روبرت ايلطوف، بدعم من رئيس حزبه افيغدور ليبرمان.
    وهذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها "يسرائيل بيتنا" مشروع القانون هذا. ففي الكنيست السابقة طرحته عضو الكنيست سابقا، انستاسيا ميخائيلي، لكنه لم يتم تنفيذه بسبب المعارضة الشعبية الكبيرة وغياب الدعم السياسي. ورغم ان الكثيرين اتهموا الحزب في المرة السابقة بأنه يستهدف استفزاز المواطنين العرب، الا ان النائب ايلطوف يسوغ "اهمية" القانون حاليا بأنه سيمنع اضرار الضجيج الذي يسببه صوت المؤذن. وكتب ان "مئات آلاف المواطنين في إسرائيل، في الجليل والنقب والقدس واماكن اخرى في مركز البلاد يعانون بشكل دائم من الضجيج الذي يسببه نداء المؤذن في المساجد".
    وسيتم طرح مشروع القانون للتصويت في اللجنة الوزارية خلال الأسابيع القريبة. وحسب مشروع القانون فانه يخول وزير الداخلية التوقيع على امر يسمح في حالات معينة بتفعيل مكبرات الصوت في كل مكان يعتبر "بيت عبادة" كالمسجد او الكنيس. وهذا يعني انه يمكن للسلطات ان تأمر بإسكات صوت المؤذنين.
    وحسب اليطوف فانه تم طرح مشروع القانون "بعد سنوات طويلة واجه سكان الدولة خلالها الضجيج غير المحتمل الذي ينبعث من المساجد خمس مرات يوميا، والأسوأ من ذلك انه يقلق منامهم في ساعات الفجر، احيانا في الرابعة والخامسة فجرا، وهذا وضع يجب انهائه." ويدعي ان المقصود مشكلة واضحة يحاول العالم كله مواجهتها، ويشير الى انه في بعض المناطق في اوروبا منعوا بث نداء المؤذن وحددوا مستوى موجة الصوت المسموح بها. وكان النواب العرب وقادة المسلمين قد اتهموا اصحاب القانون بأنه دوافعهم عنصرية تهدف الى المس بحرية العبادة، واعلن الكثير من الأئمة انه اذا تم تمرير القانون فسيحاربونه بكل قوة.
    بروتوكول برلماني يكشف دوافع يعلون في قرار الفصل العنصري في الحافلات
    يتضح من بروتوكولات لجنة شؤون الضفة، المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، ان رئيس مجلس مستوطنة كرني شومرون، يغئال لاهف، ادعى امام اللجنة ان "سفر العمال الفلسطينيين على متن الحافلات الاسرائيلية المسافرة الى الضفة، يعتبر "انتصارا على المحتل اليهودي"، ولذلك دعا الى منع سفر الفلسطينيين على متن هذه الحافلات، وهو ما تبناه وزير الأمن موشيه يعلون في قراره المتعلق بهذا الشأن، كما نشرت "هآرتس" يوم الأحد الماضي.
    وذكرت "هآرتس" في تقرير تكشف فيه بروتوكول الجلسة التي تحدث خلالها لاهف، ان عضو الكنيست موطي يوغيف (من البيت اليهودي) عقد اجتماعا للجنة الفرعية لشؤون الضفة الغربية، في 12 نوفمبر 2013، لمناقشة "ضائقة الباصات" في المناطق. ويوضح البروتوكول الادعاءات التي ادت الى قرار يعلون، وكذلك موقف الجيش الذي لم يعتبر سفر العمال الفلسطينيين على متن الحافلات يشكل خطرا امنيا. وخلال تلك الجلسة طرح عدد من المستوطنين والمستوطنات ادعاءاتهم بشأن سلوك الفلسطينيين في الباصات، ومن بينها الادعاء بتحرشهم الجنسي بالفتيات، وامتلاء الحافلات بالفلسطينيين وبالتالي عدم بقاء امكنة لليهود!
    وادعى احدهم بأن الفلسطينيين لم يخلوا مقعدا لزوجته الحامل، فيما ادعى آخر ان المسنين اليهود يقفون في الباصات لأن العمال الفلسطينيين لا يخلون مقاعد لهم. وادعت مهندسة من اريئيل ان السائقين اليهود يتركون العمل بسبب الكم الكبير من المسافرين الفلسطينيين على متن الحافلات، ولذلك يعمل مكانهم سائقون عرب، وهم "بالطبع يمنحون معاملة افضل لأبناء شعبهم" على حد تعبيرها. وادعت ان السائقين العرب يوقفون الحافلة بجانب العمال الفلسطينيين أولا وليس الى جانب النساء اليهوديات!
    ورد المدير العام لشركة الباصات "افيكيم"، بن حور احفات، على هذه الادعاءات قائلا ان غالبية السائقين لديه هم يهود من سكان المستوطنات. وبعد سماع ادعاءات المستوطنين، تحدث قادة السلطات المحلية في المستوطنات، حيث ركز نائب رئيس بلدية اريئيل يحيئيل توهامي، على مسالة الخطر الأمني، وقال: "اعرف ان الجيش يتحدث طوال الوقت عن اختطاف جنود، لا حاجة لاختطاف الجنود من مواقف الباصات، يمكن لشخص ان يقوم في الصباح ويصعد الى الحافلة وبدعم من عدد كبير جدا من الفلسطينيين، يمكنه الوصول الى مفترق اريئيل تقريبا، ووضع شيء ما للسائق، واخذ الباص واختطاف خمسة مواطنين يهود الى جماعين (قرية قرب اريئيل)، ومن جماعين الى نابلس، وكل شيء مفتوح".
    واضاف رئيس مجلس كرني شومرون يغئال لاهف: "المواصلات العامة لدينا مدرعة امام النيران. وليس لدى الفلسطينيين ما يبحثون عنه في حافلات مدرعة امام النيران. من ناحية الحلول، طرحنا مقترحات عدة مرات، ولكن الرسالة الأساسية التي يجب ان تكون هي منع الفلسطينيين من الصعود الى الباصات المدرعة".
    واضاف: "لا شك انهم كشفوا الحلقة الضعيفة لدينا: اليسار الذي يسمح لهم بالسفر الانساني، والسائق العربي، وانا اوافق مع ما قيل هنا بأن 99% من السائقين هم عرب – فهذا السائق لا يستطيع معارضة من يتواجد على الرصيف. لا شك لدي ان الأمر سيختلف لو كان السائق يهوديا".
    وحسب رأيه فان العربي يربح عدة مرات، مرة يربح الراحة ومرة ثمن بطاقة السفر. واضاف: "من جانب اخر اعتقد ان هذا يعتبر نوعا من الانتصار على المحتل اليهودي، لأنه يفعل ما يشاء على متن الحافلة. منذ لحظة صعوده اليها يعتبر منتصرا لأنه يسيطر على باص لليهود. الأمر الثالث والأسوأ، انه يكتسب متعة السفر مع البنات اليهوديات. انا اقول لكم ان مسألة انتهاء ذلك بعملية قتل هي مجرد مسلة وقت."
    لكن الكولونيل تساحي لوغاسي اوضح ان القصص التي سمعها لا تمت الى الواقع بصلة. وقال: "نحن نعمل في هذا المجال منذ عامين على الأقل وقمنا خلالها باجراء فحوصات، تعقبنا هذه الخطوط وشاهدنا الكميات، غالبية هؤلاء الناس هم اناس خرجوا بموجب تصاريح عمل، وليسوا اناسا يتواجدون بشكل غير قانوني".
    وتضيف "هآرتس": "يدعي لاهف انه يتبين من فحص لدى الشرطة انه تم تقديم عدد قليل من الشكاوى بشأن التعرض للعنف او التحرش الجنسي في الباصات، لكنه يتبين من فحص اجرته "هآرتس" انه تم خلال 2014 تقديم شكوى واحدة الى الشرطة تتعلق بالتحرش الجنسي، وكانت بالذات من قبل شابة عربية اسرائيلية".
    وبالنسبة للخطر الأمني، اوضح لوغاسي "ان ما يريده العمال هو العودة الى بيوتهم فقط." وقال: " الفلسطيني الذي يخرج من تل ابيب ويريد الوصول الى قرية حارس، او منطقة ارئيل، ستتوفر له مواصلات اكثر ملائمة، وسيسافر على متن الحافلة. انه يريد الوصول الى بيته في نهاية الأمر". واضاف: "من السهل اضفاء الصبغة الأمنية على كل شيء، ولكن بالنسبة لنا ليست هذه هي المسألة. بشكل جارف، نعتقد في قيادة المركز ان الحل يكمن في زيادة عدد الباصات، وهذا ما يجب ان نوجه نحوه".
    وفي تلخيصه للنقاش قال النائب يوغيف: "اريد التوجه الى قائد المنطقة، يجب تشجيع اغلاق الدائرة. اذا كان (يمكن) ذلك عبر معبر ايال مع توفير مواصلات عامة مناسبة وكافية، الأمر الذي سيحرر الخطوط للجمهور اليهودي، وعبر تفعيل خطوط تشجع السفر الى الجهات التي يريد الجمهور الوصول اليها بدون تعريف ذلك كفصل بين الجمهورين". يشار الى ان النظم التي تم نشرها في مطلع الأسبوع تمنع العمال الفلسطينيين من السفر على متن الحافلات مباشرة الى الضفة، وانما تلزمهم بالتوجه الى معبر ايال البعيد عن التجمعات الاستيطانية، والسفر من هناك الى بيوتهم.
    النيابة العامة توصي بمحاكمة الزعبي
    اوصت النيابة العامة بتقديم عضو الكنيست حنين الزعبي الى القضاء بشبهة التهديد، حسب ما اذاعته القناة العاشرة، مساء امس. وتبنت النيابة بذلك توصية قدمتها الشرطة قبل شهرين، وينتظر الآن قرار المستشار القانوني للحكومة بهذا الشأن. وكانت الشرطة قد فتحت ملف تحقيق ضد الزعبي في تموز الماضي، اثر مواجهة كلامية بين الزعبي وافراد من الشرطة العرب امام المحكمة في الناصرة، حيث صرخت الزعبي بأن "هؤلاء الذين يتعاونون ضد شعبهم يجب مسح الأرض بهم". وعليهم "ان يخافوا من الشباب" و"يجب البصق في وجوههم". وصادق المستشار القانوني في حينه على التحقيق مع الزعبي، وتم التحقيق معها في وحدة "لاهف 433" في الرملة. وادعت الشرطة ان لديها ما يكفي من الادلة لمحاكمة الزعبي.
    في الموضوع ذاته، من المنتظر ان تجري الكنيست، اليوم، نقاشا حول استئناف الزعبي على قرار لجنة الاخلاق البرلمانية ابعادها عن جلسات الكنيست لمدة نصف سنة، على خلفية تصريحاتها المختلف عليها بشأن اختطاف الشبان اليهود في حزيران الماضي، وهو اشد عقاب تفرضه اللجنة في تاريخها. يشار الى ان الزعبي التمست الى المحكمة العليا ضد القرار.
    مقالات
    فلتذهب الدولة الى الجحيم
    تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية انه يمكن تلخيص رواية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على هذه الشاكلة: الفلسطينيون وايران يهددون السكان اليهود في اسرائيل بكارثة ثانية؛ دول الغرب مصابة بالعداء للسامية وتضخم مخاطر الخراب بسبب دعمها للدولة الفلسطينية وسعيها للاتفاق مع ايران؛ الرد الاسرائيلي هو تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية؛ معارضو المستوطنات هم خونة ويساعدون العدو؛ المشاكل الداخلية، وفي مقدمتها غلاء المعيشة، هي طنين مزعج من قبل المنافسين السياسيين.
    الادعاءات لا تتفق دائما مع اختبار الواقع. فالرئيس الامريكي الذي يرتسم في تصريحات رئيس الحكومة وأبواقه كمكمل لطريق تشمبرلين، يزود اسرائيل بالسلاح المتطور رغم انتقاده لسياستها. نتنياهو عارض اسقاط سلطة حماس والشاباك الخاضع له يجري اتصالات وثيقة مع اجهزة الأمن التابعة لمحمود عباس الذي يصفه رئيس الحكومة بـ"المحرض على قتل اليهود".
    لكن الحقائق لا تمنع نتنياهو من تكرار روايته المرة تلو الأخرى، وهكذا فعل امس الأول، ايضا، خلال افتتاح الدورة الشتوية للكنيست. نتنياهو يتكهن بأنه سيتم تبكير موعد الانتخابات، وخطابه بشر بافتتاح حملته لدورة رابعة. هدفه السياسي واضح: "تجديد الشراكة الطبيعة" بين الليكود وكتل اليمين المتطرف والمتزمتين. وهو على استعداد للتضحية بالمصالح الحيوية للدولة من اجل هذا الهدف: المس بالعلاقات مع الولايات المتحدة واوروبا، تحطيم فرص التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، تشديد التوتر بين اليهود والعرب، المس بحرية التعبير وتجاهل الضائقة الاقتصادية. ولم يجد حتى هو أي مثال يدل على قرار واحد اتخذته حكومته الحالية لتخفيف غلاء المعيشة، واستعان بمثال من الحكومة السابقة. وليس مفاجئا ان النقاش حول برلين ظهر بكامل حدته.
    نتنياهو يدخل الى المعركة الانتخابية من مكانة متفوقة. الجمهور لا يشخص مرشحا يستحق استبداله، وروايته مقبولة على منافسيه السياسيين. لقد تحدث وزير المالية يئير لبيد، الأسبوع الماضي، عن "التخوف الأمني من كارثة ثانية" كما لو ان اسرائيل تقف فعلا على حافة الخراب. وحزب العمل، الذي يفترض فيه ان يكون حزب المعارضة الرئيسي، يعمل كذراع اعلامي لحكومة اليمين في الخارج. هذا الوضع الذي لا يوجد فيه منافسون حقيقيون لرئيس الحكومة، الذي تهدف كل نشاطاته لاسترضاء المستوطنين والمتزمتين، يرسخ حكومة اليمين ويهدد إسرائيل. يتحتم على من يهمه مستقبل الدولة العمل لصياغة رواية قومية اخرى وبناء قوة سياسية تسمح باستبدال السلطة.
    من انت يا افيغدور ليبرمان؟
    يكتب عوزي برعام في "هآرتس" انه يعترف بأنه لم يفهم ابدا من هو افيغدور ليبرمان. هل هو رجل يمين في مشاعره ومؤيدا للاتفاق في نظرته المنطقية؟ هل هو المسيطر الوحيد في حزبه، او الأب الرحوم والمدلل، كما قالت لي عضو كنيست من كتلته؟ عندما يبقى الانسان الذي يتجول في الحلبة السياسية منذ سنوات طويلة، مجرد لغز – توجد مشكلة، له وللنظام.
    ليبرمان لم يسهم بأي شيء حقيقي في أي من المناصب التي شغلها. وهو كعضو في الحكومة يتصرف كعضو في منظمة الفرسان. جلسات الحكومة ليست حلبته، فحلبته في الخارج، على صفحة الفيسبوك واللقاءات الصحفية. من عينه وزيرا لخارجية اسرائيل كان يعرف بأنه يدخل مهووسا بإشعال الحرائق الى منظومة حساسة، ليس هناك ما هو أسهل من اشعالها. وزير الخارجية بحكم منصبه، هو مرآة الدولة. هو الذي يحضر الى طاولة الحكومة مشاكلنا السياسية ومصاعبنا المتزايدة، ويطالب بدمجها في جدول الأولويات السياسي للحكومة.
    لو كان ليبرمان وزير خارجية حقيقي، لكان قد هاجم نفتالي بينت واوري اريئيل بسبب نيتهم البناء بحجم واسع في الضفة، وكان سيحذر الحكومة من نية برلمانات في العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل قيامها. لكن إسرائيل تفقد موقعا بعد موقع في ظل ولاية ليبرمان. المقاطعة ضدها بدأت تظهر وكأنها شبه شرعية. حتى الصين التي تتمتع بقوة كبيرة والتي يفاخر رئيس الحكومة بتوثيق العلاقات معها، بدأت تدير ظهرها لنا في كل قرار.
    يبدو ان ليبرمان لا يعتبر نفسه وزيرا للخارجية، من مهامه وضع دولته في مكانة جيدة ومؤيدة في العالم. بل يبدو انه يفضل بأن يكون الناطق بلسان الشارع اليميني، ويعزف على كل وتر بدائي، كي يكسب دعمه. مضايقة الأقلية العربية تعتبر عنصرا رئيسيا لديه. لم يفهم أبدا بأن تعاملنا مع الأقلية العربية هو الاختبار الحقيقي للاعتراف بنا كدولة ديموقراطية شرعية.
    لا ضير في مطالبته باخراج الجناح الشمالي للحركة الاسلامية عن القانون، فانا، ايضا، اعتبر الشيخ رائد صلاح عدوا مريرا. ولكن عندما يحتج النواب العرب على التمييز بحقهم، تأتي الكلمات الذهبية للمسؤول عن المكانة الدولية لإسرائيل: "ارحب بنية النواب العرب الانفصال عن الجهاز السياسي في إسرائيل. آمل أن ينفذوا تهديدهم". هذا يعني ان وزير خارجية حكومة إسرائيل يريد الكنيست بدون ممثلين للأقلية العربية.
    من المؤكد أنه يحظى بالتصفيق على مدرجات "لافاميليا" في انحاء البلاد، ولكنه يتنكر بذلك لكل القيم الديموقراطية والاخلاقية التي تقوم عليها وثيقة الاستقلال. حين كان مناحيم بيغن رئيسا للحكومة عارض رفع نسبة الحسم لأن من شأن ذلك تقليل التمثيل العربي في الكنيست. وعندها، قال، سيعملون بطرق غير برلمانية. ولكن اين ليبرمان من ميراث بيغن؟ اين هو من المسؤولية عن وضع ومكانة الأقلية العربية؟
    يفترض بوزير الخارجية ان يدافع على رؤوس الاشهاد عن ممثلي الجمهور العربي وابراز التسامح الاسرائيلي ازاء اراء الأقلية القومية. رئيس الدولة رؤوبين ريفلين يميز امراض المجتمع ويشير اليها بدون خوف. ليس مفاجئا ان ليبرمان ورفاقه لم يرغبوا به كرئيس. انهم يطمحون الى خنق كل صوت موزون يأتي من معسكر اليمين.
    انا اعارض بينت واريئيل وزئيف اليكن. وكان سيسرني لو لم يكونوا في السلطة. ولكنني ارى فيهم منافسون يقودون نحو طريق خطيرة تلائم افكارهم. ولا يمكنني عدم شجب شخصية رسمية ووزير خارجية لا يفهم ما الذي يؤمن به. ما هي رؤيته التي توجهه. مسألة واحدة واضحة – المكان الذي يسعى اليه.
    الاستغلال العربي الساخر للأقصى
    يطرح د. رؤوبين باركو في "يسرائيل هيوم" مزاعم تثير السخرية حول ما يسميه "استخدام المؤامرات في موضوع المسجد الأقصى" والتي يعتبرها "خدعة قديمة، بدأت منذ عام 1929، على ايدي الحاج امين الحسيني الذي نجح وحرض وقاد الى اضطرابات ضخمة وقتل يهود الخليل. واستغلها عرفات بشكل مشابه لاشعال الانتفاضة الثانية".
    ويكتب انه رغم ان هذه الخدع كلها، التي ادت الى قتل مئات اليهود والعرب، لم تدفع الموضوع الفلسطيني قدما، فقد بقيت الخدعة القذرة كما هي. وتكمن في أساس استخدام "خديعة الأقصى" التي استغلها مؤخرا خالد مشعل وابو مازن -الذي تذمر في الأمم المتحدة من ان إسرائيل تبادر الى حرب دينية- الرغبة في اشعال حرب دينية ملتهبة بين اليهود والاسلام. وحسب تقديرات المبادرين اليها فان المسجد الاقصى غاليا على كل المسلمين، وسيتوقفون عن ذبح بعضهم البعض ويأتون لإنقاذه.
    وتستخدم الحركة الإسلامية هذه الخديعة بشكل دائم كي تشعل الحرب الدينية وتجند التبرعات بالملايين، وتبرز في خدمة الاخوان المسلمين من مدرستي حماس وداعش.
    ويدعي ان قدسية المسجد بالنسبة لكل المسلمين تبطل ادعاءات الفلسطينيين بملكيتهم الوحيدة له كرافعة لمطلبهم الكاذب بالقدس كعاصمة. لم تتحول أي مدينة مقدسة للإسلام الى عاصمة، ولكن المسلمين عمليا ينشغلون في انحاء العالم بالقتل المتبادل وبإحراق المساجد والكنائس على رؤوس بعضهم البعض. الفلسطينيون من جانبهم يتذمرون في وسائل الاعلام بانه على الرغم من جهودهم فان العالم العربي – الاسلامي يتعامل بشكل غير مبال مع ما يحدث ويواصل الانشغال بأموره.
    يطمح مشعل وابو مازن الى اشعال القدس كرافعة للمنافسة بينهما في ضوء هامشية القضية الفلسطينية مقارنة بكوارث الشرق الاوسط. الجمهور الفلسطيني يزداد تطرفا، ولذلك يتنافس الاثنان على من يكون اكثر تشددا وليس في مسـألة من يدفع باتجاه حل منطقي. هذه الدينامية تذكرنا بعدد من البرلمانيين الاسرائيليين الشعوبيين الذين تنافسوا فيما بينهم (من خلال دوس الجهاز الأمني) في تصريحاتهم المتطرفة حول الحاجة الى "احتلال" غزة، على مذبح محفزاتهم كأقزام يفتقدون الى رؤية سياسية.
    كما ان الدعوة الى تغيير الوضع الراهن في القدس والحرم القدسي، والذي يعتبر سر شرعية السلطة الاسرائيلية في المدينة الموحدة الى الأبد، يتضمن عناصر "الأنانية" ذاتها، وغياب الرؤية لدى اولئك الذين يستعدون للتضحية بالمصالح القومية وفقدان الصورة الشرعية لإسرائيل في القدس، مقابل اصوات "الشعب" في صناديق الاقتراع.
    لقد تم الحفاظ على الوضع الراهن في القدس منذ تحريرها عام 67، بما في ذلك حق اليهود بزيارة الحرم القدسي. حكماء اليهود ينقسمون في مسألة الدخول الى الحرم والصلاة فيه. والحاجة الى حسم هذا الموضوع ليست ملحة، خاصة بعد 2000 سنة من الغياب. الفوضى الاسلامية الاقليمية تثبت الحاجة الى عدم الاصطدام، الآن بالذات، مع نيران متزمتي الاسلام الذين ينشغلون في القتل المتبادل. والاستفزاز الفلسطيني بالذات يطمح الى توجيه النيران الينا بمساعدة ساسة اسرائيليين.
    الجميع يعرفون ان أمن الاقصى مضمونا لأن الأمر ينبع عن مصلحة إسرائيلية راسخة. الكثير من المسلمين يفهمون انه لو كان الاقصى تحت سيطرتهم لكانت الحركات السنية او الشيعية قد فجرته على رؤوس الجالسين فيه او تغوطت فيه كما فعل رجال فتح بقيادة ابو مازن في كنيسة المهد في بيت لحم. اسرائيل تثبت من خلال سياستها الموزونة والمسؤولة في العاصمة، انها تستحق ادارة المدينة الموحدة من خلال منحها لحرية العبادة للديانات التوحيدية الثلاث، وهي مسالة لم تفعلها أي سلطة اخرى قبل اسرائيل.
    لقد تغلبت القدس على اعمال شغب اكبر من الحالية. غالبية عرب المدينة لا يتضامنون مع الارهاب ويعانون منه. انهم يستحقون الرعاية وليس الاهمال. وليس صدفة ان المشاغبين يتعرضون للقطار الخفيف الرمزي الذي يربط بين اجزاء المدينة والذي يخدمهم ايضا. لقد جعلنا مشاغبو الحجارة والمولتوف في القدس نتذكر انه عندما انفصلت اسرائيل عن بيت لحم وبيت جالا، اطلق "مشاغبو الحجارة" النار من هناك على جيلو وهار حوماه تماما كما فعلوا في الاحياء الفاصلة كالمصرارة قبل 67. من يرشق الزجاجات الحارقة على قصر المندوب السامي اليوم، سيطلق عليه صواريخ القسام والآر بي جي غدا. قسموا المدينة وامنحوهم الفرصة.





    Nida Younis
    Director of the Press Office and Public Relations Unit
    Ministry of Information, Ramallah
    T. +972 2 2988 040
    F. +970 2 2954 043
    M. +970 (0) 599 856 053
    @: pressoffice@minfo.ps
    @: karmel2010@yahoo.com
    URL. www.minfo.ps

  3. #103



    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 30 تشرين أول 2014
    بعد محاولة اغتيال احد نشطاء جماعة الهيكل:
    وزير الشرطة يأمر باغلاق الحرم القدسي امام المصلين المسلمين!!
    في خطوة مستهجنة، وقبل ان يتم كشف الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال يهودا غليك، احد أبرز نشطاء جماعة الهيكل التي تطالب بفتح ابواب الحرم القدسي امام المصلين اليهود، فرض وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، عقابا جماعيا على الفلسطينيين في القدس والمسلمين عامة، وأمر باغلاق ابواب الحرم القدسي بشكل مطلق ومنع المسلمين من دخوله لأداء الصلاة.
    وكتب موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني، ان هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اصدار امر جارف كهذا، علما ان الاولى كانت في عام 2000، اثر الزيارة التي قام بها شارون الى الاقصى في ايلول، والتي قادت الى الانتفاضة الثانية.
    وقال اهرونوفيتش انه "تم اجراء مشاورات مع مختلف الجهات الأمنية وتقرر اغلاق الحرم امام اليهود والمسلمين على حد سواء، ابتداء من الليلة (الماضية)، وانا ادعو الجميع الى اظهار المسؤولية. هذا ليس الوقت المناسب للبحث عن المذنبين. هناك الكثير من العناصر المعنية بالتحريض والهدف هو تهدئة الأوضاع".
    وقال اهرنوفيتش ان التحقيق في اطلاق النار على غليك يتجه نحو خلفية قومية (!)، وهو ما اعلنه جهاز الشاباك الاسرائيلي.
    وكان الناشط اليميني المتطرف يهودا غليك، قد اصيب مساء امس الاربعاء، بجراح بالغة، جراء اطلاق النار عليه من قبل مجهول في مركز بيغن في القدس، اثر انتهاء مؤتمر عقده انصار "جبل الهيكل". ويستدل من التفاصيل الأولية ان مجهولا كان يركب دراجة نارية، فتح النار على غليك من مسافة قريبة. وعلى الفور اقامت الشرطة الحواجز في مدينة القدس في محاولة للقبض على مطلق النار الذي اختفى من المنطقة.
    واعلن القائد العام للشرطة يوحنان دنينو، عن رفع حالة التأهب في كل انحاء البلاد ودعا الى تهدئة الأجواء. وقال "انه سيتم تكريس كل الوسائل المطلوبة للتحقيق المكثف في الحادث".
    وكان غليك قد شارك في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "اسرائيل ترجع الى جبل الهيكل" والذي كرس لمناقشة مطلب اليمين بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي وفتح ابوابه امام المصلين اليهود. وشارك في المؤتمر انصار هذا المطلب، نائب وزير الأديان ايلي بن دهان (البيت اليهودي)، ورئيسة لجنة الداخلية البرلمانية النائب ميري ريغف، والنائب موشيه فايغلين (الليكود).
    وادعى فايغلين انه بعد انتهاء المؤتمر خرج غليك الى موقف السيارات لوضع معدات في سيارته، فتوجه اليه مطلق النار و"تأكد بالعبرية وبلهجة عربية ثقيلة بأنه يهودا واطلق عليه عدة عيارات نارية من مسافة صفر"!
    وقال شاهد عيان: "اجتزت المفترق بالسيارة وشاهدت دراجة نارية تعبر المفترق، وعندها ركض شخص وصرخ "اطلقوا النار عليه". ركضت نحوه ووجدته ممددا على الرصيف. لقد اطلقوا عليه ثلاث رصاصات على الأقل، وكان يردد "يؤلمني هنا"، وبعد ذلك لم يتكلم بتاتا. وبعد عدة ثوان وصل مضمد على دراجة نارية ومن ثم وصلت سيارة العلاج المكثف ونقلته".
    طالب بتقسيم الحرم القدسي كما في الحرم الابراهيمي
    وكتبت "هآرتس" ان غليك هو اكثر الناشطين في موضوع ما يسمى "جبل الهيكل" وكان ناطقا بلسان كل تنظيمات "الهيكل" واقام تنظيما يكرس عمله لتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي والسماح لليهود بالصلاة فيه. وكان يدخل الى الحرم القدسي بشكل دائم كمرشد لمجموعات المؤيدين لأفكاره. وعندما رفضت الشرطة السماح له بدخول الحرم مرتين، اضرب عن الطعام في ساحة حائط المبكى حتى تم الغاء الأمر.
    ونشط غليك في صفوف اليمين في الكنيست لتجنيد النواب دعما لتغيير الوضع الراهن في الحرم، وحظي بالإصغاء من قبل البعض، ابرزهم ميري ريغف التي عقدت 15 جلسة للجنة الداخلية لمناقشة هذا الموضوع، خلال السنة الأخيرة فقط.
    وكان غليك قد "تنبأ" بحدوث التغيير في الوضع الراهن في الحرم القدسي وقال لصحيفة "هآرتس" قبل اسبوع: "سيحدث التغيير فقط عندما يتسبب العرب بإصابة لليهود في الحرم القدسي، عندها سيستيقظ رئيس الحكومة وسيكون الوقت متأخراً. عجز الشرطة يقود الى العنف". وكان يقول انه يتخوف من تكرار ما حدث في الحرم الابراهيمي، في القدس. "فهناك جاء التغيير فقط بعد قيام باروخ غولدشتاين بتنفيذ المذبحة". وقبل اسبوع قال "ان الشرطة تستسلم للعرب بشكل قاطع، انها تقف في الخارج ولا تدخل الى المسجد، ولا تعتقل الناس المتواجدين في المسجد، وتخضع لإملاءات المسلمين. من الواضح لي ان الشرطة تتلقى الاملاءات من بيبي (نتنياهو) و(الملك) عبدالله، ولكن يجب اخراج كل عنصر عنيف من جبل الهيكل".
    واضافت "يديعوت احرونوت" الى ذلك وكتبت ان شرطة القدس وصفته بـ"أحد الشخصيات الخطيرة في الشرق الاوسط"، ليس بسبب الخوف من تصرفه بشكل عنيف وانما بسبب الخوف من ممارسة العنف ضده. ولقد تحول يهودا غليك، 49 عاما، في السنوات الأخيرة الى ابرز الناشطين في الحرم القدسي. فهو يمتهن الارشاد السياحي في الحرم، وتورط اكثر من مرة مع الشرطة بسبب ميله الى دمج الجولات بالصلاة، رغم امر المنع المطلق. وسبق ان قاضى الشرطة في القدس بعد قيامها بابعاده عن الحرم، وادعى انها مست بمصدر رزقه. ومؤخرا اضرب عن الطعام لعشرات الأيام قرب حائط المبكى مطالبا السماح له بدخول الحرم.
    ويترأس غليك صندوق ميراث جبل الهيكل ورئاسة مشروع "تشجيع دخول اليهود الى الحرم). ويوم امس، قبل ساعة وجيزة من اطلاق النار عليه، القى خطابا في المؤتمر الذي عقد في مركز بيغن. وخلال كلمته رن هاتفه الخليوي، فتبادل طرفة مع الجمهور قائلا: "اتركه مفتوحا لأنه اذا ابلغوني ان هناك تصريحا ببناء الهيكل فسنتمكن من بدء العمل فورا".
    واضافت ان غليك شخصية معروفة في الكنيست، وينشط منذ 15 سنة في مركز الليكود، وفي الانتخابات الأخيرة تم ترشيحه في القائمة المشتركة لليكود ويسرائيل بيتنا. انه يقيم في مستوطنة عتنئيل في جنوب جبل الخليل، وقبل سنة ادعى في لقاء منحه لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه رغم اخلاصه للهيكل الا انه لا ينوي تفجير الحرم، وانما يحلم بتحويله الى موقع صلاة عالمي للديانات الثلاث.
    لقد اعربت الشرطة عن قلقها ازاء نشاط غليك، وادعت انه برميل بارود يمكن ان ينفجر في كل لحظة. وقال غليك في ذلك اللقاء ان "الشرطة لا تحب ما افعله، انا اتفهمها، انها تفضل الهدوء، ولكن الهيكل يسحرني. فهذا المكان الاكثر قدسية في العالم". ويكرس غليك جانبا من عمله لمعهد الهيكل، الذي يعد لترتيب العمل في الهيكل الذي يؤمن بانه سيقام قريبا.
    اليمين يطالب بالرد من خلال فتح الحرم امام اليهود
    ونشرت الصحف تعقيبات لعدد من نشطاء اليمين الذين طالبوا باستغلال محاولة اغتيال غليك، لتوجيه ضربة قاسمة الى الفلسطينيين وفتح الحرم القدسي امام المصلين اليهودي.
    وكتبت "هآرتس" ان وزير الاقتصاد نفتالي بينت اعتبر "اطلاق النار على ناشط جماهيري في قلب القدس تجاوزا للخط الأحمر" وطالب رئيس الحكومة بإعادة السيادة الاسرائيلية على العاصمة فورا".
    اما زميله وزير الإسكان، اوري اريئيل، فقال ان "الرصاصات التي اطلقت عليه هذا المساء كانت موجهة الى كل اليهود الذين يريدون تطبيق حقهم اليهودي والاخلاقي بالدخول الى اكثر الاماكن قدسية لليهود والصلاة في الحرم. اطالب رئيس الحكومة بالسماح فورا لكل يهودي بدخول الحرم بشكل حر وانتهاج قبضة حديدية ضد المجرمين المسؤولين عن العمل".
    واعتبر رئيس البلدية نير بركات الحادث بالغ الخطورة و"نتاج تحريض خطير". وقال: "يجب انتهاج قبضة صارمة امام التحريض وتأجيج الغرائز في المدينة".
    واعلن نشطاء اليمين انهم ينوون الوصول الى الحرم القدسي ، اليوم الخميس، وتنظيم مسيرة في المنطقة. وقال النشطاء انهم لن يسمحوا للعمليات بأن "تخصي النضال من اجل جبل الهيكل"، وسيتم الصعود الى الهيكل الساعة 12 ظهرا، وبعدها سيجري تنظيم مسيرة باتجاه دار البلدية.
    وكان النائب موشيه فايغلين، قد اعلن مساء امس، انه ينوي الوصول الى الحرم صباح اليوم وان الرد يجب ان يكون بفتح الحرم امام اليهود. وقال فايغلين ان "العنوان كان ولا يزال مكتوبا على الجدران الممكنة، الاستسلام لعنف العرب في الحرم، وملاحقة اليهود ومنعهم من الصلاة، يستدعي انتشار العنف والقتل خارج الحرم وفي كل انحاء البلاد".
    مجلس الامن يناقش الخروقات الاسرائيلية في القدس
    كتبت "يسرائيل هيوم" ان مجلس الامن الدولي ناقش ، امس، قرار نتنياهو بناء الف وحدة اسكان لليهود في القدس الشرقية. وقال نائب الامين العام للأمم المتحدة، جفري بلاتمان، ان "البناء يتآمر على فرص حل الدولتين"، فيما ادعى المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، ان "القدس تخضع للحصار" وان "اسرائيل تحاول تغيير التاريخ، واستفزازها في الاقصى يعمق المواجهة. والقدس ستحافظ بشكل دائم على طابع اسلامي".
    وفي رده اتهم السفير الاسرائيلي، رون فروشوار، الفلسطينيين بالتصعيد في العاصمة، وقال: "انهم يطمحون الى يوم يكون فيه الحرم القدسي مفتوحا للمسلمين فقط. ابو مازن يحرض الفلسطينيين ويحرف انظار المجتمع الدولي عن الامور الهامة المطروحة على الجدول. شريط الخطاب الذي دعا ابو مازن خلاله الى منع دخول اليهود الى الحرم القدسي بكل الوسائل، تم بثه في التلفزيون الفلسطيني الرسمي 19 مرة خلال ثلاثة أيام، ولم نبدأ الحديث بعد عن حماس، كالعادة يدفع الفلسطينيون التحريض الجامح ويشعلون الأرض، ويركضون فورا الى مجلس الأمن كي يشتكون من نتائج اعمال العنف التي يقومون بها".
    وحسب فروشوار فان "الفلسطينيين يتمسكون بهذه الاسطورة كي يتهربون من التسوية والقرارات الصعبة التي يتحتم عليهم اتخاذها. العقبة الحقيقة هي رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي".
    ورغم الهجوم القاسي على إسرائيل فقد كان متوقعا انتهاء النقاش بدون أي نتيجة ملموسة، لأن الولايات المتحدة كانت مستعدة وجاهزة لتفعيل حق الفيتو في حال محاولة مجلس الامن اتخاذ قرار ضد اسرائيل.
    بلدية القدس تصعد من اجراءاتها العقابية، والشرطة تجرب وسائل قمع جديدة
    كتبت صحيفة "هآرتس" انه على خلفية التوتر في القدس الشرقية، تجري الشرطة والجيش تجارب لتطوير عدة وسائل لتفريق التظاهرات في سبيل زيادة نجاعتها في مواجهة المتظاهرين في القدس الشرقية والضفة، والذين تعلموا كيف يواجهون غالبية الوسائل المستخدمة حاليا. وفي المقابل قررت البلدية تشكيل وحدة للمراقبة الجوية بهدف مساعدة الشرطة على مواجهة المظاهرات.
    وتم مؤخرا اجراء تجربة على احد الآليات الاكثر عملية التي تستخدمها الشرطة، وهي الشاحنة التي ترش مواد كيماوية ذات رائحة شديدة العفونة تجعل المتظاهرين يهربون، كما اعتقدت الشرطة. لكنه تبين لها ان المتظاهرين تعلموا مواجهة هذه الرائحة، ايضا، ولذلك قامت وبالتعاون مع الجيش بإجراء تجربة لتحسين فاعلية هذه المادة، حيث اضيفت اليها مادة حارقة تشبه غاز الفلفل الذي تستخدمه الشرطة. وقام الجيش بتمويل التجربة.
    وكان مراسل "هآرتس" نير حسون، قد نشر تقريرا بعد اصابة المصورة الصحفية طالي ماير في ايلول الماضي، برصاصة اسفنج، كشف خلاله عن قيام الشرطة بتطوير هذا النوع من الرصاص واستخدام رصاص مغطى بالاسفنج الأسود، الشديد الصلابة اكثر من "رصاص الاسفنج الأزرق" الذي استخدم في السابق. وكشف حسون ان الرصاصة السوداء اطول من الزرقاء والاسفنج الذي يغطيها اكثر كثافة.
    وفي المقابل تم مؤخرا اجراء بحث شامل حول احتمال اصابة افراد الشرطة خلال المواجهات. وجاء قرار اجراء البحث على خلفية الادعاءات التي طرحت اكثر من مرة خلال محاكمات للمتظاهرين، بأنهم لم يشكلوا خطرا على حياة الشرطة، ولذلك تقرر اجراء البحث كي يشكل اساسا لادعاءات النيابة العامة.
    وفحص البحث احتمالات الاصابة بالحجارة والأدوات الأخرى التي يتم رشقها على قوات الأمن بواسطة "المقلاع" (جراب موصول بحبلين يسمى ايضا مقلاع الراعي ويستخدم عادة لرشق الحجارة) او يدويا. وتم اجراء الفحص مع وبدون درع واق، لتقييم حجم الاصابة في حالات مختلفة وما تسببه من ضرر للإنسان.
    كما تستعد الشرطة لاستيعاب معدات استخبارية جديدة لمساعدتها في عملها، ومن بين ذلك تنوي تركيب اجهزة SWIR، وهي كاميرات رصد طويلة المدى، ويمكنها التقاط صور واضحة للوجوه حتى في ساعات الليل. وسيجري فحص هذه المنظومة في المانيا، قبل المصادقة عليها. وستنضم SWIR الى بالونات المراقبة الصغيرة الحجم التي اطلقتها البلدية والشرطة في القدس لرصد تحركات المتظاهرين، وتحويل صور مباشرة الى غرف المراقبة في قسم الطوارئ والأمن في البلدية وكذلك الى اقسام الشرطة.
    يعلون: "وجود العرب في باصات اليهود يعتبر ضمانا لتنفيذ عمليات"!!
    تطرق وزير الأمن موشيه يعلون في الكنيست، امس، الى ما كشفته "هآرتس" حول قراره منع العمال الفلسطينيين من السفر على متن الحافلات التي تقل المستوطنين، ودافع عن المبادرة، وقال ان الوضع الحالي يستدعي العمليات. لكنه ادعى انه لم يتم اتخاذ قرار كهذا مؤخرا، وان ما نشر هو مجرد تلاعب!
    وتكتب "هآرتس" انه على الرغم من ان مكتب يعلون كان قد تطرق الى الموضوع الا ان الوزير نفى ان يكون قد خضع لضغط قادة المستوطنين واصر على ان المقصود احتياجات امنية فقط. وقال في الكنيست: "لا حاجة لأن تكون رجل أمن كي تفهم انه عندما يتواجد 20 عربيا داخل حافلة يقودها يهودي، ويتواجد بينهم راكبين او ثلاثة وجندي او جندية مع سلاح، فان ذلك يعتبر ضمانا لتنفيذ عملية".
    واضاف يعلون: "هذه الحالات تتولد في هذا الواقع، ولذلك اعود واكرر: لم امنع سفر العرب في الضفة ولا انوي منع سفرهم في المواصلات العامة في الضفة. في هذه الحافلات لا يمكنني الضمان بأنه كنتيجة لما يحدث لأحد ما ستكون هناك مشاعر انتقام ستغير وضعه من حالة السماح بدخوله الى منع دخوله".
    وقال يعلون انه اتخذ قراره في كانون الثاني، وانه تم كشفه الآن فقط لأن الامر يحتاج الى وقت حتى ينضج، وله تكاليفه. وقال: "كان هناك عدم تيقن مما اذا كنا ستفعل ذلك. والموضوع يبدأ بتجربة لفحص فاعلية الخطوة. هذه ليست معايير سياسية وانما معايير امنية".
    يشار الى ان المستشار القضائي للحكومة قام بعد نشر "هآرتس" عن الموضوع، بالتوجه الى يعلون ومطالبته بتوضيحات.

    وفد إسرائيلي الى واشنطن لتخفيف حدة التوتر بين البلدين
    كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه بعد قيام مسؤولين في البيت الأبيض بتوجيه الاهانات الى رئيس الحكومة الاسرائيلية، تبذل القدس وواشنطن حاليا، جهودا لتخفيض اللهيب. وسيصل الى واشنطن، غدا، وفد اسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي، يوسي كوهين، لإجراء محادثات مع المسؤولين الامريكيين بهدف انهاء الأزمة الحادة بين البلدين. وكما يبدو فانه سيكون امامهم الكثير من العمل. فالشرخ الذي حدث بين إسرائيل وحليفتها الاقرب، يزداد تعمقا.
    واضافت الصحيفة: "من وراء الكواليس يطلق مسؤولون كبار في البيت الأبيض، منذ عدة أشهر، تصريحات مهينة ضد نتنياهو، وفي اكثر من مرة سمع مسؤولون اسرائيليون كلمات نابية ضد نتنياهو، مثل "كاذب" و"شخص غير موثوق" و"شخص لا يمكن الاعتماد عليه"، بل حتى "من العار ان هذا هو رئيس حكومة اسرائيل". ومع ذلك فان التصريحات من وراء الكواليس ليست خطيرة كالتصريحات التي اطلقها مسؤولون كبار في البيت الابيض والتي تم اقتباسها من قبل جفري غولدبرغ في مجلة "اتلانتيك" حيث تم وصف نتنياهو بأنه "جبان بائس"، بل ورد في التقرير انه تم وصفه في السابق بأنه "رافض، ثرثار، قصير النظر، منغلق، صفيق ويعاني من متلازمة اسبرجر".
    وكما يبدو فقد ادرك الأمريكيون بأنهم بالغوا هذه المرة، ولذلك سارعوا الى تبرئة انفسهم من الاهانات التي وجهت الى نتنياهو. واوضح الناطق بلسان مجلس الامن القومي في البيت البيض، اليستر باسكي، ان "هذا ليس موقف الادارة ومثل هذه الملاحظات يسبب الضرر". وقالت الناطقة بلسان الخارجية جين ساكي ان "علاقاتنا مع اسرائيل غير قابلة للتحطم، ومن ادلى بهذه التصريحات فعل ذلك على مسؤوليته". لكن مسؤولا اسرائيليا يحافظ على علاقة مع البيت الابيض، قال "ان البيت البيض يكره نتنياهو شخصيا".
    نتنياهو: "يهاجموني لأني ادافع عن إسرائيل"
    وفي هذا السياق كتبت "هآرتس" ان نتنياهو تطرق، بعد ظهر امس، الى تصريحات المسؤولين الامريكيين ضده، وقال "ان الهجوم علي جاء فقط لأنني ادافع عن دولة إسرائيل. لو لم أصر على مصالحنا القومية لما هاجموني".
    وكان نتنياهو يتحدث في مراسم جرت في الكنيست، في ذكرى مقتل الوزير السابق رحبعام زئيفي، وقال: "احترم واقدر العلاقة العميقة مع الولايات المتحدة. منذ قيام الدولة كانت بيننا خلافات وستبقى هناك خلافات. نحن نرى المرة تلو المرة، وسنة بعد سنة، الدعم المتزايد من قبل الجمهور الامريكي، والتحالف الاستراتيجي بين البلدين سيتواصل".
    وتطرق نتنياهو مرة اخرى الى الانتقادات التي وجهت اليه بعد قراره تكثيف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، وقال: "عندما يتم الضغط على اسرائيل كي تتخلى عن امنها، من السهل جدا التنازل، وسنحظى بالتصفيق، ومراسم في الباحات، وبعدها ستأتي الصواريخ والانفاق. يهمني كل مواطن ومواطنة وحياة كل جندي وجندية، ولست مستعدا لتنازلات تهدد دولتنا. يجب الفهم بأن مصالحنا القومية وعلى رأسها الأمن والقدس الموحدة، ليست مطروحة في مقدمة اهتمامات الجهات المجهولة التي تهاجمنا وتهاجمني شخصيا".
    لبيد يفجر جلسة لتمويل البنى التحتية في المستوطنات
    ذكرت الصحف الاسرائيلية ان وزير المالية يئير لبيد فجر الجلسة التي عقدها رئيس الحكومة نتنياهو صباح امس، لمناقشة تطوير البنى التحتية في المستوطنات. وقالت مصادر في حزب "يوجد مستقبل" لصحيفة "هآرتس" ان لبيد ابلغ رئيس الحكومة نتنياهو، معارضته لاستثمار الاموال في المستوطنات المعزولة، ويعارض تنفيذ ذلك في هذا الوقت الإشكالي الذي تواجه فيه إسرائيل اصلا، ازمة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
    وشارك في الجلسة اضافة الى نتنياهو ولبيد، وزير الامن يعلون، ووزير الاسكان اريئيل، ووزير المواصلات كاتس، وسكرتير الحكومة. وطرح للنقاش موضوع شق 12 شارعا في منطقة مستوطنات الضفة، بما في ذلك خارج الكتل الاستيطانية، واستثمار في مشاريع للمياه والكهرباء، بتكلفة تصل الى مئات ملايين الشواقل.
    وبعد حوالي 20 دقيقة من بدء الجلسة، طلب لبيد حق الكلام وقال: "لا استطيع دعم خطوة ستحول الأموال التي يجب ان تصل الى كريات شمونة وبئر السبع، لشق شوارع لمستوطنات معزولة مثل تفوح ويتسهار". واضاف: "في هذا الوقت سيسبب ذلك ضررا لإسرائيل. انا ادعم البناء في القدس عاصمتنا، ومن اجل تحسين البنى التحتية في الكتل الاستيطانية في اطار الرد على الزيادة الطبيعية، ولكن كل شيء في وقته".
    وبعد انهاء كلمته قام لبيد وغادر الجلسة، فانفضت بعد عدة دقائق. وبعد الجلسة قال اريئيل: "سنصر على العودة للتخطيط وتسويق المباني في القدس والضفة. واقع التجميد لا يمكن ان يستمر ولن نوافق على ذلك".
    السويد ستصادق اليوم على الاعتراف بفلسطين
    من المتوقع ان تصادق الحكومة السويدية، اليوم، على قرار رسمي يعترف بفلسطين كدولة، حسب ما قاله مسؤول رفيع في القدس لصحيفة "هآرتس"، مضيفا ان السويد ابلغت إسرائيل بذلك رسميا.
    وكان رئيس الحكومة السويدية ستيفان لوبين قد اعلن اثناء اداء اليمين الدستوري كرئيس للحكومة، قبل عدة اسابيع، ان احد مبادئ سياسته الخارجية ستكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية. واعلنت إسرائيل في حينه غضبها، وتم استدعاء السفير السويدي الى جلسة توبيخ في وزارة الخارجية وتسليمه احتجاجا شديد اللهجة.
    ورغم قول لوبين ووزيرة خارجيته في حينه بأن "الاعتراف لن يتم صباح غد"، الا ان لوبين اعلن يوم الاثنين الماضي بأن الاعتراف سيتم خلال فترة قصيرة. واكتشفت اسرائيل، امس، انه سيتم الاعتراف بفلسطين بشكل اسرع من المتوقع.
    الكنيست ترفض الغاء العقوبة المفروضة على الزعبي
    كتبت "يديعوت احرونوت" ان الكنيست رفضت امس الاربعاء، طلب النائب حنين زعبي الغاء العقاب الذي فرضته عليها لجنة الاخلاق البرلمانية والذي يقضي بابعادها عن جلسات الهيئة العامة للكنيست ولجانها لمدة نصف سنة. وبناء عليه سيسمح للزعبي بالمشاركة في التصويت فقط.
    وجاء فرض العقوبة على الزعبي اثر تصريحاتها المختلف عليها، وفي مقدمتها قولها ان خاطفي الفتية الإسرائيليين الثلاثة ليسوا ارهابيين.
    وعارض 68 نائبا، بينهم رئيس الحكومة وكل الوزراء، طلب الغاء العقوبة، فيما ايد الطلب 16 نائبا فقط، من الكتل العربية وميرتس والنائب عمرام متسناع من الحركة.
    وكتبت "هآرتس" انه سبق التصويت جلسة عاصفة تم خلالها اخراج عدة اعضاء كنيست من القاعة، وقوطع خطاب الزعبي مرارا. وقالت: "لم اخرق أي حدود، لا حمراء ولا برتقالية، ولا أي حدود انسانية او اخلاقية او قانونية، وانما خرقت حدود الاجماع الحربي، البلطجي، العدواني والعنصري. وحسب رأيي فان خرق هذه الحدود هو مسالة حتمية". وقالت ان تصريحاتها كانت سياسية ولذلك فإنها لا تتعلق بعمل لجنة الاخلاق. وسألت عما اذا كانت حرية التعبير نابعة من مكانة سياسية معينة. واعتبرت القرار انتقاميا.
    دفع سلفية لمستخدمي حماس في غزة
    كتب موقع "واللا" انه بعد قرابة سنة من عدم حصولهم على الرواتب، تسلم كل واحد من الـ 24 الف موظف مدني في حكومة حماس في غزة، امس الاربعاء، مبلغ 1200 دولار، وذلك بعد قيام قطر بتحويل المبلغ الى حكومة الوحدة في الضفة الغربية، وتم تحويله عبر إسرائيل الى الموظفين في غزة.
    مع ذلك فان هذا المبلغ يتبقى جزء صغيرا من آلاف الدولارات التي يستحقها كل موظف. واعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هذا المبلغ بمثابة "دفعة انسانية".
    ولم يتم تحويل رواتب لقرابة 13 الف مستخدم في قوات الأمن التابعة لحماس، و3000 مستخدم مدني آخر.

    مقالات
    بركات يربي الفلسطينيين
    تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان اوامر رئيس بلدية القدس، نير بركات، بتشديد سياسة تطبيق القانون بحق سكان القدس الشرقية، تعكس قرارا بفرض العقاب الجماعي على السكان الفلسطينيين. فالسياسة البلدية الجديدة تندمج مع سياسة الشرطة التي تعتبر كل مواطني القدس الشرقية مذنبين في خرق النظام. ومن هنا يمكن تفعيل العقوبات ضدهم، بما في ذلك اغلاق الشوارع واستخدام وسائل تفريق التظاهرات بدون تمييز.
    وكما نشر في "هآرتس"، امس، فقد أمر بركات رؤساء الأقسام في البلدية بتشديد القانون ازاء السكان الفلسطينيين في عدة مجالات: هدم المباني، جباية الأرنونا، ترخيص المحال التجارية، وغيرها. لقد تم في السابق تفعيل نهج استخدام القانون كوسيلة لمعاقبة سكان القدس الشرقية، ويتفق ذلك مع مفاهيم بركات، والتي تعتبر ان شطب الخط الأخضر في القدس يشكل تفعيلا مكثفا لطريقة "العصا والجزرة". هذه الطريقة التي تعتبر الفلسطينيين اطفالا يمكن "تعويضهم" او معاقبتهم، حسب الظروف، كي يسيروا في التلم الذي ترسمه لهم اسرائيل.
    يدعي بركات وبمقياس معين من الحقيقة، ان البلدية بإدارته بدأت، ولأول مرة منذ 1967، التعامل بجدية مع بعض المشاكل الخطيرة في مجالات البناء والتعليم والبنى التحتية في شرقي المدينة. لكن قراره الأخير يكشف مفاهيمه، وهي ان الخدمات التي يحصل عليها الفلسطينيون في القدس هي بمثابة منة من السلطة، وان تطبيق القانون هو بمثابة عقاب يتم فرضه على السكان لتربيتهم.
    هذه السياسة تسترضي الجهات اليمينية التي تطالب بتشديد التعامل مع سكان شرقي المدينة. ولكنها تكشف بشكل اكبر، الفجوة الهائلة بين شقي المدينة، وحقيقة ان بركات يعرف بوجودها وبأن الاحياء الفلسطينية تختلف بشكل جوهري عن الأحياء الاسرائيلية.
    لا يمكن لأحد تخيل انتهاج هذه الخطوات في الأحياء اليهودية في القدس. ان حل مشاكل القدس ليس في ايدي رئيس البلدية، وانما في ايدي رئيس الحكومة. لكن بنيامين نتنياهو اختار خلال سنوات خدمته الطويلة عدم فعل أي شيء لدفع حل مستقر في المدينة، يرتبط بالحوار مع الفلسطينيين. وحتى يتم ذلك، من المفضل ببركات، وبدل الانتقام من السكان، محاولة التحدث اليهم بنوايا حسنة وعلى قدم المساواة حول ترتيبات الحياة المشتركة وتحسين مستوى المعيشة في الأحياء الفلسطينية.
    كيف يقولون بالانجليزية: "مجرد عنصري"؟
    تحت هذا العنوان تكتب رافيت هيخت، في صحيفة "هآرتس"، ان اول عبارة يتعلمها طلاب السينما في السنة الدراسية الأولى، لدى مشاهدتهم لفيلم "ولادة امة" الذي اخرجه ديفيد غريفيث في عام 1915، هي ان "كل صناعة السينما كانت نتاج ملاحظة هامشية لغريفيث". وهذا هو تقريبا طابع التصريح الذي ادلى بنه بنيامين نتنياهو خلال خطابه في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست حول الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، حيث قال: "هل نقول لليهودي بأن لا يقيم في القدس لأن هذا يسخن الأجواء؟ وجودنا هو ما يسخن الأجواء.. فهل سنتوقف عن الوجود؟.. هناك خطأ يجب اجتثاثه من جذوره.. العنف الذي يتم تفعيله ضدنا ليس نتيجة للبناء في القدس.. الارهاب القاسي ضد طفلة جلست في عربة وكانت عائدة من حائط المبكى مع والديها.. تم بسبب رغبة اعداءنا بأن لا نكون هنا بتاتا.. في كل مكان".
    وتكتب هيخت: لا احتلال، لا تضخم المستوطنات، لا تمييز ولا نكبة – كل هذه مجرد هراء. وجودنا، حقيقة كون اليهود يشمون هواء الشرق الأوسط – هو المشكلة. وما دون ذلك فهو مجرد ملاحظة هامشية.
    هذا الاختزال يُسمع ممتازا لأنه بسيط، وقابل للاستيعاب، ويلغي مسبقا أي حاجة للعمل – وهي مكونات مفضلة في مطبخ نتنياهو، الذي يخبز كعكة خانقة لحكم الأبدية. من الصعب أن تعرف لدى نتنياهو ما هو الرأي الحقيقي وما هو مجرد العوبة أخرى لتصميم الواقع، كي يستمر حكمه. أنا بالذات اختار تصديق الممثل البارز لليمين، لأنه مع استبعاد التضليل والأكاذيب على غرار خطاب بار ايلان، فان نتنياهو يعرف بتمسكه بعدم الثقة المطلقة بالفلسطينيين وعدم رغبته بالتوصل الى اتفاق معهم.
    خلافا لمواقف اكثر تعقيدا يطلقها رجال اليمين، مثل رؤوبين ريفلين وموشيه ارنس وداني ديان، فان هذا الموقف يتنكر كليا لمسؤولية إسرائيل عن وضع الفلسطينيين في داخلها وفي الاراضي المحتلة، عندما تدمجهم مع كل العرب في سلة شيطانية واحدة (الا اذا كانوا يعيشون بعيدا، في ابو ظبي مثلا).
    وهكذا فان محمود عباس، الذي تخلى قبل الجرف الصامد عن حقه بالعودة الى مدينته صفد، وشجب اختطاف وقتل الفتية الثلاثة في غوش عتسيون، وحافظ على الهدوء في الضفة الغربية، يجد نفسه في ذات الدرج المتعفن مع حماس وايران بل ومع داعش، وكلهم نازيون، طبعا.
    حسب منطق نتنياهو فان بروتوكولات اللجنة الفرعية لشؤون الضفة في لجنة الخارجية والأمن، التي ناقشت طلب المستوطنين انزال المسافرين الفلسطينيين من الباصات، تروي حكاية بسيطة جدا: "زوجتي سافرت في الباص عندما كانت في الشهر التاسع من الحمل، باص مليء بالعرب، ولم يمنحها احدهم مقعده لتجلس عليه"؛ "العربي يربح لأنه يتمتع بالسفر مع البنات اليهوديات"؛ "سفر العمال الفلسطينيين في الباصات في الضفة هو انتصار على المحتل اليهودي"؛ "لا شك أنهم اكتشفوا الحلقة الضعيفة لدينا: اليسار الذي يسمح لهم بالسفر الانساني".
    هذه العبارات التي تم التعامل معها كمبررات منطقية، كما يبدو، حين قرر وزير الامن موشيه يعلون التجاوب مع طلب المستوطنين – تعكس صورة للادعاءات التي يطرحها نتنياهو ازاء الفلسطينيين. المستوطنون يقولون عمليا ان حقيقة وجود العرب هي مشكلة، وان حقيقة عروبتهم، التي تحتك بيهودية البنات، غير محتملة، وان حقيقة وجودهم هو الذي يسخن الأجواء. وكل ما غير ذلك هو مجرد ملاحظة هامشية. هل هو "جبان بائس"؟ كيف يقولون بالانجليزية: "مجرد عنصري؟"
    الانتفاضة ليست على العتبة
    تحت هذا العنوان تكتب اوريت فارلوب، في صحيفة "هآرتس" ، انه يبدو في الآونة الأخيرة، بأن الاحداث العنيفة في القدس الشرقية تخلق، بشكل تدريجي، واقعا هشا في العاصمة. وفي اعقاب كثافة الأحداث بدأوا برشق كلمات في الهواء مثل "تصعيد"، "تدهور"، والكلمة المفضلة لدى الخبراء والصحفيين والباحثين: انتفاضة ثالثة. وباستثناء الجاذبية الواضحة لهذه المصطلحات، التي تفرض الرعب، يطرح السؤال: هل حقا وصل الامر الى ذلك؟
    هناك اكثر من مليون فلسطيني ينشطون اليوم عبر الشبكات الاجتماعية، ويسمحون لنا بتعقب الاجواء وفهم العلاقة الواسعة للأحداث في شرقي القدس. هل يرغب الجمهور الفلسطيني بالتصعيد؟ هل تتوفر المحفزات وقدرة الشبان الفلسطينيين وقيادة الشارع على اطلاق انتفاضة ثالثة؟
    حسب تقديري ان الجواب هو: لا. فلكي تندلع انتفاضة ثالثة يتطلب الامر وجود قيادة معنية بذلك وكمية كبيرة من الناس المستعدين لممارسة العنف. وحسب الحوار الدائر على الشبكات الاجتماعية فانه لا توجد في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية هذه الكمية الحاسمة، ولا وجود لقيادة قادرة (او تريد) جر الشارع الفلسطيني. مع ذلك، يمكن من خلال فهم العلاقة الواسعة، تشخيص الاستعداد لزيادة الاحداث الموضعية.
    منذ عملية الجرف الصامد، بدأت قوات الأمن الاسرائيلية والفلسطينية بعملية "تطهير" للبنى التحتية لحماس والجهاد الإسلامي في الضفة والقدس الشرقية. وهي حملة ترافقت بموجة من الاحتجاج ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. وفي المقابل شدد الشاباك واجهزة الامن الفلسطينية من المراقبة على الشبكات الاجتماعية ومبلوري الرأي العام الفلسطيني على الشبكة.
    ظاهريا فان الشبكة مفتوحة ويمكن التعبير عن الرأي الحر فيها، ولكنه عمليا، يتم اعتقال او التحقيق مع كل شاب فلسطيني يحاول تنظيم احتجاج شعبي لتفعيل الضغط على السلطة او القيادة نحو التصعيد. اما حماس فهي لا تستطيع وليست معنية بخلق استفزاز رسمي، في اعقاب هزيمتها في الجرف الصامد، والحساسية ازاء مصر. ويستدل من الحوار عبر الشبكة، ان استراتيجية التنظيم هي لعب دور الولد المطيع، حاليا، كي تصل اموال الرواتب والترميم الى غزة، من خلال الادراك بأن التصعيد الموجه في الضفة او القدس الشرقية سيؤدي الى تأخير الأموال. ومن جهة اخرى فانه لا يبقى امام الشبان الذين يتم اعتقالهم ويفرض عليهم وقف نشاطهم على الشبكة، ويمنعون من التعبير عن آرائهم، الا الانتشار والعمل العنيف في الاحداث الموضعية.
    الشبكات الاجتماعية تسمح بتشخيص التوجهات في الرأي العام وكشف الحملات المتنامية وجس نبض الشارع، ولكنه لا يمكن العثور في الشبكة على منفذ العملية المنفرد، او التنظيمات الفردية. رغم الحساسية في القدس الشرقية والخليل، لا ارى أي نوايا شعبية واسعة للتصعيد. بل على العكس، غالبية الجمهور الفلسطيني ليس معنيا بالعنف، بل ويتم سماع اصوات تدعو الى كبح الشبان الذين يسببون الضرر لجودة حياة الجميع.
    مع ذلك فإننا نتعلم من تجارب الماضي ان "تسلل الافراد" ايضا، يمكنه ان يقود الى تغييرات دراماتيكية واستراتيجية. ولذلك يجب عدم الاستهتار بسلسلة الاحداث العنيفة في القدس الشرقية، حتى اذا لم يكن متوقعا مشاهدة موسم ثالث من الانتفاضات. فقد يكون ذلك مجرد تجربة لنوع آخر.
    حي لمشعلي النيران
    تحت هذا العنوان يكتب اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت" انه في الحي الذي يديره المهووسون بإشعال النيران لا يمر يوم دون اشعال حريق جديد. فالسلطة الفلسطينية، مثلا، اعدت قائمة بأسماء 600 "مجرم حرب" اسرائيلي، والتي ستصل في يوم ما الى المحكمة الدولية في لاهاي، وتضم رجال جيش، شاباك، وزراء، نواب وشخصيات رسمية نشطت خلال العقد الأخير. ورئيس الحكومة، من جهته، اعلن عن تخطيط الاف الوحدات الإسكانية في القدس والضفة، وانشاء بنى تحتية واسعة في الضفة الغربية، وقدم وزير الامن مساهمته من خلال الفصل في الباصات.
    لا شيء مما ذكر اعلاه سيتحقق، فهذا كله هواء ساخن، وسياسة في خدمة الاحتياجات الداخلية للقادة في الجانبين، الذين يملؤون البالون العام بالغازات السامة ويحرضون الشارع العنيف والمحبط أصلا.
    انهم يلعبون على ملعبين، في غزة والضفة، وليسوا على استعداد للفهم بأن العنف في المكانين يعمل حسب قانون الآليات المندمجة. غزة بعد شهرين من الجرف الصامد، لا تزال تعاني من ذات المشاكل الاقتصادية – السياسية، التي ادت الى الانفجار العسكري، والدمار الضخم. الشتاء على الأبواب، وهناك عشرات آلاف اللاجئين الذين يفتقدون الى أي أمل في الأفق. المصريون اغلقوا معبر رفح بشكل مطلق، حتى امام المساعدات الانسانية، وينوون بناء جدار بمساحة كيلومتر ونصف بين القطاع وسيناء. المحادثات حول الاتفاق الدائم على وقف اطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين تم تأجيلها الى موعد غير مسمى، وبما انه لا يوجد أي حوار يضمن الهدوء، فان الاموال التي تم الاعلان عنها في مؤتمر القاهرة قبل اسبوعين، نصفها للسلطة ونصفها للقطاع، لا تصل ولن تصل حتى يتم ضمان عدم اهدارها في جولة أخرى من العنف.
    السلطة، ايضا، تصفي الحساب مع حماس. كان يفترض بقطر تحويل 30 مليون دولار لدفع رواتب موظفي حماس، لكن المبلغ لم يصل بسبب مشاكل بيروقراطية في رام الله. من المؤكد ان رجال عز الدين القسام في غزة، لن يشاهدوا أي شيكل من السلطة. وبالإضافة الى ذلك فان اعادة الاعمار المكثف للقطاع يرتبط بإرسال قوات السلطة الى المعابر في ايرز وكيرم شالوم، ولكنهم لم يصلوا الى هناك بعد، بسبب وجود خلافات مع حماس حول دورها في هذا الترتيب. لقد توصل منسق عمليات الحكومة في الضفة، بولي مردخاي، مع رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله وبالتعاون مع الامم المتحدة، الى اتفاق حول مراقبة ترميم غزة. وتم اختيار المقاولين، وانشاء برنامج محوسب للمراقبة، وتوزيع القسائم للمواطنين الذين يفترض ترميم بيوتهم. من هذه الناحية تعتبر ايادي إسرائيل نقية، لأنها قدمت المطلوب منها، بل انها مستعدة للسماح لألفي مزارع من القطاع بالعمل في محيط غزة. ولكن كل شيء سيبقى عالقا طالما لم يتم انشاء منظومة مراقبة تابعة للسلطة الفلسطينية.
    لقد قاموا بتجربة. اخذوا 2000 مواطن من اصحاب البيوت المحتاجة الى الترميم، وسمحت اسرائيل بإدخال 400 طن من الإسمنت، و22 شاحنة من مواد البناء والحديد، وتم تخزين المواد في مخازن المزودين المؤهلين في القطاع، لكن رام الله اوقفت كل شيء، بادعاء انها لا تتمتع بالسيطرة الكافية لتويع المواد. الـ2000 بيت تبقى مجرد نقطة في بحر، ففي غزة هناك بين 40 و60 الف منزل تحتاج الى الترميم. وعليه فان كل ما تم ادخاله الى القطاع حتى الآن هو الخيام والبيوت الجاهزة ومولدات الكهرباء. وفي هذه المسالة هناك مشاكل ايضا. فأهالي غزة لا يريدون البيوت الجاهزة، يتخوفون من تحول المؤقت الى ثابت، كما انه لم يتم بعد ترميم البنى التحتية للماء والكهرباء والمجاري. الشتاء على الأبواب، وغزة تقف مرة اخرى على حافة الانفجار، والسلطة لا تهتم.
    وحماس؟ انها تتخوف حاليا من اعادة تسخين الحدود، وتنفس عن غضبها بتشجيع الاضطرابات في القدس والضفة. بل تبنت المخرب الذي نفذ عملية الدهس، فقط كي يرى الجمهور الفلسطيني بأنها تحارب من اجله. ولدينا، في هذه الأثناء، يلقون في كل مرة بعود ثقاب آخر الى الحريق. يبكون بأن العالم كله ضدنا، ولا يفهمون لماذا ينعتون رئيس حكومتنا بمشعل الحرائق.




    Nida Younis
    Director of the Press Office and Public Relations Unit
    Ministry of Information, Ramallah
    T. +972 2 2988 040
    F. +970 2 2954 043
    M. +970 (0) 599 856 053
    @: pressoffice@minfo.ps
    @: karmel2010@yahoo.com
    URL. www.minfo.ps

  4. #104
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 31 تشرين أول 2014
    السويد اعترفت بفلسطين واسرائيل سحبت سفيرها
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان إسرائيل سحبت سفيرها من ستوكهولم فور اعتراف الحكومة السويدية رسميا، امس، بالدولة الفلسطينية. وقالت ان اسرائيل قررت على الفور اعادة سفيرها يتسحاق باخمان، احتجاجا على هذا القرار. وقال مسؤول رفيع في الخارجية الاسرائيلية ان باخمان سيبقى في إسرائيل حتى صدور قرار آخر، وان وزير الخارجية ليبرمان يدرس عدم اعادته الى ستوكهولم بتاتا، وتخفيض مستوى العلاقات مع السويد.
    وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان السويد حاولت خلال الأسابيع الأخيرة اقناع العديد من الدول الاوروبية الأخرى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وعملت بشكل خاص على اقناع الدول الاسكندنافية، الدنمارك والنرويج وفنلندا، لكنها لم تنجح.
    وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية في ستوكهولم، امس، انه تم اتخاذ القرار بعد ان تبين للحكومة بأن فلسطين تلبي معايير الاعتراف بها من ناحية القانون الدولي. واعلنت الخارجية السويدية انها تأمل بأن يساهم قرارها في دفع اتفاق السلام، كنتيجة لتقليص عدم المساواة بين مكانة اسرائيل ومكانة فلسطين.
    واعتبرت وزيرة الخارجية مارغوت فولستروم، القرار "خطوة بالغة الاهمية تصادق على حق الفلسطينيين بتقرير المصير".
    من جهته وصف ليبرمان القرار السويدي بأنه "تعيس" واعتبره يدعم المتطرفين والرافضين الفلسطينيين. وقال "ان الفرصة الوحيدة للتوصل الى اتفاق تكمن في اجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وخطوات من هذا النوع تدعم فقط المطالب غير المنطقية للفلسطينيين وتبعد الاتفاق، وعلى حكومة السويد الفهم بأن العلاقات في الشرق الاوسط معقدة اكثر من قطعة أثاث للتركيب الذاتي من انتاج شركة ايكا، ويجب التصرف بمسؤولية وحساسية".
    وردت وزيرة الخارجية السويدية على تصريح ليبرمان قائلة: "سيسرني ارسال حزمة للتركيب الذاتي من انتاج ايكا الى السيد ليبرمان، وسيكتشف انه سيحتاج من اجل تركيبها الى شريك وتعاون واوامر تركيب جيدة".
    من جهته رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار السويدي واعتبره تاريخيا وشجاعا. وقال المتحدث بلسان الرئاسة نبيل ابو ردينة ان هذا القرار يأتي للرد على الخطوات الاسرائيلية في القدس، وقال ان عباس يدعو كل الدول التي لا تزال مترددة، الى المضي على طريق السويد والاعتراف بفلسطين.
    ليفني: " مطالبة المستوطنين بحافلات خاصة تدل على الأبرتهايد"
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان وزيرة القضاء تسيبي ليفني اعتبرت مطالبة المستوطنين بحافلات خاصة تدل على الأبرتهايد. وقالت لدى تطرقها الى الامر الذي اتخذه وزير الامن بمنع العمال الفلسطينيين من السفر مع المستوطنين في الحافلات المسافرة الى الضفة، انه "طالما جرى الحديث عن معايير أمنية فهي تعتبر ذات صلة، ومن مهام وزير الأمن الاهتمام فعلا بأمن المواطنين، ولكنه قال بأنه لم يصدر أمرا كهذا، وقد توجهت الى المستشار القانوني للحكومة عندما قرات الخبر، لأنني فهمت ان ذلك نجم عن ضغط المستوطنين الذين لا يريدون السفر مع العرب في الباصات".
    وأضافت: "لقد قرأت النصوص التي قيلت في لجنة الكنيست، هذا وضع غير محتمل، ادعاءات المستوطنين بأنهم يريدون باصات خاصة بهم، لأن احد الركاب لم يقم كي تجلس سيدة او مسنا، ولأن الأمر ليس لطيفا بالنسبة لهم. هذا أبرتهايد".
    وقالت انه "إذا تم اتخاذ القرار بسبب معايير امنية فسأدعمه، ولكن اذا نجم عن ضغط للمستوطنين الذين ليس من المريح لهم او ليس من اللطيف لهم وجود فلسطينيين في الأماكن التي اختاروا السكن فيها، فهذه مسألة لا يتقبلها الوعي وسأعمل ضدها. فهذا تمييز يمنعه القانون الاسرائيلي".
    ريفلين: "يجب البناء في القدس في وضح النهار"!
    نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" مقابلة مع الرئيس الاسرائيلي، رؤوبين ريفلين، قال خلالها انه يؤيد "البناء في القدس وتوطينها في وضح النهار، وليس من خلال عمليات اختطاف للقرارات".
    وفي رده على سؤال حول ما اذا كان يعتقد انه يجب البناء اليوم في كل احياء القدس بما في ذلك غيلو ورمات شلومو، قال ريفلين: "هذه أحياء مقدسية ولا خلاف عليها. سيكون من الجيد لو قلنا صراحة لكل المؤيدين لنا في العالم ان هذا الموضوع يجب ان لا يكون مطروحا على الجدول مرة اخرى. يجب الاتفاق حول هذا الموضوع مع اصدقائنا، خاصة الولايات المتحدة، والشرح لهم بأن هذا لا يتم بموافقة نسبة كبيرة من الإسرائيليين".
    وحول ما اذا كان يتخوف من اندلاع انتفاضة في القدس، تمتد الى كل انحاء الدولة، قال ريفلين: "يبدو لي ان الجانب الفلسطيني يفهم بأن الانتفاضة قد تكون حابلة بالمخاطر بالنسبة له، ايضا. يجب ان نفهم كيف يمكن في اللحظات الصعبة، ايضا، التغلب على الخلافات وعلى كل طرف اجراء الحساب مع نفسه والعمل على اقناع الطرف الآخر بوجود ما يمكن التفاوض عليه".
    وسئل ريفلين عما اذا كان يعتقد ان الفلسطينيين على استعداد لإجراء مفاوضات حقيقية من اجل السلام، فقال "ان الفلسطينيين يتركبون من توجهات مختلفة، ولأسفي، هناك تنظيمات لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود. لا يهمني اجراء مفاوضات معها، شريطة ان يقولوا لي بأنهم يفاوضونني حول كيفية التعايش معا، وليس حول كيف سينتظرون حتى يقضون علي. هذا سيحدث عندما يقرر الفلسطينيون انهم يريدون اخيرا التحدث عن حياة تتيح التعاون الكامل والسلام الدائم".
    سلطة السجون ترفض التعامل مع وثائق يقدمها الأسرى باللغة العربية
    كشفت صحيفة "هآرتس" ان سلطة السجون الاسرائيلية ترفض تسليم احد الأسرى الفلسطينيين ملفه الطبي، لأن وثيقة التنازل عن السرية الطبية التي وقعها كانت مكتوبة باللغة العربية!
    يشار الى ان اللجنة الشعبية لمناهضة التعذيب تطلب في اطار معالجتها لشكاوى الاسرى الذين يتعرضون للتعذيب، الحصول على ملفاتهم الطبية، وتقوم اللجنة بتحويل وثيقة التنازل عن السرية الطبية الى سلطة السجون. وقالت المحامية الونا كرمان، من اللجنة الشعبية لمناهضة التعذيب، ان بعض الأسرى يرفضون التوقيع على وثائق باللغة العبرية لأنهم لا يفهمون اللغة العبرية او لا يجيدونها تماما، ويفضلون التوقيع على وثائق باللغتين.
    واضافت ان تجربة اللجنة تعلمنا انه تم في السابق قبول وثائق كتبت باللغة العربية، لكنها تلقت في الأسبوع الماضي طلبا من سلطة السجون بتحويل وثيقة تتعلق بأسير في سجن كتسيعوت، باللغة العبرية وليس بالعربية. وعندما اصرت كورمان على موقفها قالت لها المحامية حناني كافح من القسم القانوني في سلطة السجون بأن الأمر ليس مقبولا.
    وفي رده على تساؤلات "هآرتس" في هذا الشأن، قال الناطق بلسان سلطة السجون ايتسيك غورلوف، بأنه في حال تقديم طلب باللغة العربية يتحتم ارفاق ترجمة له الى العبرية، وتم توضيح ذلك للمحامية كورمان، ووافقت على ذلك. ولكن المحامية كورمان رفضت بشكل مطلق ما جاء في رد الناطق بلسان سلطة السجون، حول موافقتها على عدم قبول وثيقة موقعة باللغة العربية. وقالت كورمان ان المطالبة بتعبئة نموذج باللغة العبرية لعدم وجود من يفهم العربية في سلطة السجون، يشكل تجاهلا من قبل سلطة السجون للجمهور العربي الخاضع لرعايتها، وتنكرا لكون اللغة العربية لغة رسمية.
    وقال د. يشاي منوحين، المدير العام للجنة المناهضة للتعذيب، ان الاسرى الفلسطينيين يحتجزون في إسرائيل خلافا لمبادئ القانون الدولي، ونحن نتقبل التحديد الذي يعتبر وثيقة التخلي عن السرية الطبية، ذات اهمية قانونية، ولكن من حق الفلسطينيين ايضا، ان يفهموا على ماذا يوقعون".
    قيادات امنية رفيعة تطالب نتنياهو بتبني مفهوم سياسي اقليمي يقوم على أساس حل الدولتين
    نشر اكثر من مئة ضابط في الجيش الاحتياطي وضباط الشرطة المتقاعدين ورجال الموساد السابقين، بيانا في صحيفة "يديعوت احرونوت"، طالبوا من خلاله رئيس الحكومة الاسرائيلية السعي الى تبني مفهوم سياسي اقليمي يقوم على أساس حل الدولتين.
    وذكّر الموقعون على البيان رئيس الحكومة نتنياهو بأنه اعلن شخصيا عن افق سياسي جديد خلال عملية "الجرف الصامد"، ووجود مصالح مشتركة، ويعرف ان الدول العربية المعتدلة معنية بالتوصل الى اتفاق سياسي مع إسرائيل يسمح لها ولهم بالعمل معا ضد العدو المشترك وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
    وجاء في البيان: "انت تعرف بأن هذا هو الرد الحقيقي على التهديد الايراني وتهديدات ارهاب داعش وحماس وحزب الله والقاعدة وغيرها. وانت تعرف ان المفهوم السياسي – الاقليمي والاتفاق مع الدول العربية المعتدلة يتمتع بفرصة التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين وتحقيق الاستقرار والامن والنمو الاقتصادي. المفهوم السياسي – الاقليمي ينطوي على أمل كبير، وهو وحده الذي يمكنه احداث انقلاب سياسي يقود الى النمو الاقتصادي – الاجتماعي وتحويل إسرائيل الى مجتمع رائع لسكانه وليهود المهجر وامم العالم...
    "القضية ليست اليسار او اليمين، ولا توجد هنا مسالة خوف، وانما فكرة اخرى لحل الصراع، لا تقوم فقط على المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين والتي فشلت المرة تلو الاخرى."
    ومن بين الموقعين البارزين على البيان، رئيس الموساد سابقا، الجنرال (احتياط) تسفي زمير، ورئيس الموساد وعضو الكنيست سابقا، الجنرال (احتياط) داني يتوم، وقادة الشرطة سابقا، اساف حيفتس ويعقوب تيرنر، وهرتسل شفير، والجنرالات (احتياط) في الجيش، غابي اوفير، زئيف الموغ، حاييم ايرز، دان بيطون، ابياهو بن نون، عاموس يارون، عميرام ليفين، عاموس لبيدوت، آبي مزراحي، عمرام متسناع، موشيه عبري، داني روتشيلد، اوري ساغي، اورن شاحر واليعزر شطيرن.
    مواجهات في بعض احياء القدس بعد صلاة الجمعة والنيابة العامة تسمح بمعاقبة اهالي المعتقلين القاصرين
    ذكر موقع "واللا" ان بعض الشبان العرب، حاولوا الدخول الى الحرم القدسي بالقوة، قبل ظهر اليوم الجمعة، لأداء صلاة الجمعة، بعد قرار الشرطة السماح بدخول الرجال والنساء من جيل 50 عاما وما فوق، فقط. ووقعت مواجهة مع قوات الشرطة وحرس الحدود، استخدمت خلالها وسائل تفريق المظاهرات ضد الشبان. وبعد انتهاء صلاة الجمعة، بدأ الشبان برشق الحجارة على قوات الأمن في حي وادي الجوز، والقى مجهولون الحجارة على سيارة قرب نفق حي جبل المكبر، ما ادى الى تحطم زجاج السيارة، لكنه لم تقع اصابات.
    وفي حي الطور قام بعض الملثمين بسد الشارع واطلقوا المفرقعات النارية، ووصلت الشرطة الى المكان وقامت بتفريقهم.
    وكانت قيادة الشرطة قد نشرت 3000 شرطي منذ ساعات الصباح في القدس الشرقية، وهو رقم يضاعف ثلاث مرات تقريبا، عدد القوات التي يتم نشرها في الأيام العادية. واعتبر وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، خلال جولة قام بها في البلدة القديمة، اليوم، "ان اغلاق الحرم يوم امس الخميس، كان خطوة صحيحة"، وقال انه "في اللحظة التي يسود فيها التخوف من خرق النظام من قبل المتطرفين اليمينيين والحركة الإسلامية فان هذا ما يجب عمله، وقد قمنا بهذه الخطوة لمنع الشغب". واستبعد اهرونوفيتش اندلاع انتفاضة جديدة، وقال: "كنت في عدة انتفاضات، ولا يبدو الأمر لي كذلك الآن".
    وقالت "يديعوت احرونوت" ان الشرطة قررت امس، اعادة فتح الحرم صباح الجمعة امام المصلين. وقال القائد العام للشرطة، امس: "يتحدثون عن انتفاضة ولكنني اعد بأننا لن نصل الى ذلك، نحن نقوم بتعزيز القوات والهدف هو اعادة القدس الى حالتها الطبيعية". ودعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس الى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة، وقال: "يجب تخفيض سقف اللهيب وعدم اخذ القانون الى الأيدي".
    وذكرت "هآرتس" ان عشرات نشطاء اليمين حاولوا اقتحام الاقصى، خلال اغلاقه يوم امس الخميس، وبعد منعهم من الدخول، توجهوا الى المكان الذي اصيب فيه يهودا غليك وهم يرددون "يجب تحرير حبل الهيكل". وتم خلال محاولة الدخول الى الحرم اعتقال خمسة ناشطين.
    وقال موقع المستوطنين (القناة السابعة)، ان المحكمة اطلقت ظهر اليوم الجمعة، سراح النشطاء الخمسة "الذين اعتقلتهم الشرطة عندما حاولوا دخول "جبل الهيكل" للصلاة من اجل شفاء يهودا غليك"، على حد ادعائها. ورفضت المحكمة طلب الشرطة ابعاد المعتقلين لمدة 45 يوما عن "جبل الهيكل" (الحرم).
    وقال محاميهم رحابيا فيلتس في المحكمة "ان الشرطة تريد تهدئة المشاغبين العرب من خلال تفعيلها للقبضة الصارمة ضد اليهود الذين يطلبون الدخول الى جبل الهيكل"! ووافق القاضي اليعزر نحلون على طلب المحامي وحدد بأنه لا يوجد أي مبرر لابعاد المعتقلين عن "الهيكل"، لكنه فرض على كل منهم ايداع مبلغ 500 شيكل في صندوق المحكمة لضمان حضورهم للتحقيق وجلسات المحكمة اذا ألح الأمر.
    وقالت "هآرتس" انه وصل الى الحرم، امس، النائب موشيه فايغلين (الليكود) وحاول الدخول اليه، كما وصل النائب احمد الطيبي الذي اعتبر اغلاق الحرم استفزازا خطيرا لكل العالم الاسلامي، وقال ان رئيس الحكومة يدفع نحو حرب دينية ويعمق الغليان والغضب في القدس.
    عباس: "خط أحمر"
    وقالت "هآرتس" ان السلطة الفلسطينية ردت بلهجة شديدة على اغلاق الحرم، امس. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان المس بمقدسات المسلمين والمسيحيين هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه. واضاف الناطق بلسانه نبيل ابو ردينة، ان "حكومة اسرائيل تتحمل المسؤولية عن التصعيد الخطير في القدس، والذي وصل الى اغلاق المسجد الأقصى". واعتبر القرار "استفزازا فظا سيضيف الى التوتر وعدم الاستقرار وسيخلق اجواء سلبية وخطيرة".
    وطالب المجتمع الدولي بالعمل من اجل وقف العدوان الاسرائيلي الذي اعتبره بمثابة اعلان حرب على الشعب الفلسطينيين واوضح ان الفلسطينيين سيلجؤون الى كل الوسائل المتاحة لهم. ودعت حركة فتح في القدس الى اعلان "يوم غضب" اليوم الجمعة، فيما حذر الناطق بلسان الجهاد الإسلامي، داود شهاب من اغلاق الحرم واعتبره خطوة بالغة الخطورة. ورحب الجهاد بمحاولة اغتيال غليك واعتبره "احد المحرضين الخطيرين في العمل ضد المسجد الاقصى والشعب الفلسطيني عامة".
    معاقبة الاهالي وتغريمهم
    في السياق ذاته، ذكرت "هآرتس" ان النيابة العامة في لواء القدس، بدأت مؤخرا، بتفعيل آلية العقاب الجديدة التي تسمح بمعاقبة اولياء امور الأولاد الذين يرشقون الحجارة. ونبع هذا القرار عن استمرار مخالفات رشق الحجارة وموجة العنف التي يشارك فيها الكثير من الاولاد في القدس.
    وقالت النائبة العامة في لواء القدس، نوريت ليتمان، لصحيفة "هآرتس" انه حسب النظم الجديدة سيضطر اولياء امور الاولاد الذين يتم ضبطهم اثناء رشق الحجارة، الى التوقيع على التزام بعدم تكرار المخالفة. وسيتم الى جانب توقيع الالتزام ايداع مبلغ مالي كبير، تقرره الدولة في حال ارتكاب الطفل للمخالفة ذاتها.
    وتقول ليتمان "ان الهدف هو منح ولي الأمر محفزات كبيرة لمراقبة ابنه". وقالت انه تم خلال الانتفاضة الاولى تفعيل اجراء مشابه في الضفة، وعندها صادقت عليه المحكمة العليا. واضافت: "نحن نعتبر هذه الأحداث ظاهرة ترافقنا منذ سنوات كثيرة، ولأنها تتواصل، يجب البحث في النظام القضائي عن طرق اخرى لمواجهتها".
    وحسب النيابة فقد طرأ خلال الأشهر الأخيرة، ارتفاع بنسبة 100% تقريبا في عدد الملفات التي تم تقديمها ضد راشقي الحجارة وخارقي النظام. ومن بين التغييرات التي سيتم اعتمادها، التعامل بشكل صارم مع طلبات "استبدال الاعتقال" حتى في حالات القاصرين. وقالت ليتمان: "نحن لا نوصد قلوبنا امام معايير التأهيل، ولكن هناك اوقات يتم فيها ازالة معيار التأهيل".
    اغتيال الشهيد حجازي بشبهة مسؤوليته عن محاولة قتل غليك
    وفي قضية الناشط اليميني يهودا غليك، الذي تعرض الى محاولة قتل مساء الاربعاء في مركز ميراث بيغن في القدس، وقتل الشاب الفلسطيني معتز حجازي، كمشتبه بتنفيذ العملية، كتبت "يديعوت احرونوت" انه بعد ساعات قليلة من محاولة اغتيال غليك، وصلت قوات الوحدات الخاصة الى مطلق النيران معتز حجازي وقتلته. وبعد فترة وجيزة من تصفيته تبين بأن حجازي كان ناشطا في الجهاد الاسلامي، واطلق سراحه قبل عامين من السجن الاسرائيلي، ورغم ماضيه الأمني، تمكن من الحصول على عمل في المطعم القائم في مركز ميراث بيغن، الذي يستضيف الكثير من الشخصيات الرسمية.
    وحسب ادعاءات الجهاز الأمني فقد استغل حجازي هذه المكانة الحساسة لمحاولة اغتيال غليك الذي شارك في مؤتمر عقد في المركز تحت شعار اعادة اليهود الى الحرم القدسي. وقالت الصحيفة ان حجازي انهى عمله في الساعة 21:40 وتوجه الى دراجته النارية التي اوقفها مقابل المركز في "حديقة الجرس"، وهناك ارتدى ملابس سوداء وانتظر ضحيته. وعند الساعة العاشرة خرج غليك من المركز وتوجه نحو سيارته لوضع المعدات التي احضرها معه الى المؤتمر، وكان برفقته شاي ملكا وموريا حلميش، التي قالت "ان حجازي اقترب منهم عندما كانوا يتحدثون وقال: "اسمع يهودا، انا آسف جدا، أنا مضطر الى عمل ذلك، انت تزعجني جدا، وتثير غضبي". والتفت اليه يهودا باسما، وسأله ببراءة: ما الذي حدث. ولكن في هذه اللحظة انتبه شاي الى وجود مسدس مع الرجل وصرخ بقوة "لا". لقد حدث كل شيء خلال ثانية. سمعنا دوي الطلقة الاولى وصرخ شاي: اهربي، انت شاهدة على القتل".
    وتقول حلميش ان الثلاثة بدأوا بالهرب وعندها سمعت دوي الرصاصة الثانية، فسقط غليك، وسمعت صوت الدراجة النارية فحاولت الاختباء، لكن حجازي لم ينو اطلاق النار على احد غير غليك، وبعد أن اصابه بثلاث رصاصات في القسم العلوي من جسده هرب من المكان.
    لكن حجازي لم يتمكن من الهرب لفترة طويلة، تكتب الصحيفة، فعند الساعة السادسة صباحا، وصل رجال الوحدات الخاصة (يمام) الى بيته بعد تحقيق قاموا به سوية مع رجال الشاباك مع عمال المطعم، وفحص كاميرات الحراسة. وادرك المحققون ان احد عمال المطعم هو أسير امني سابق، وانه انهى عمله في تلك الليلة في وقت مبكر، وقاموا بفحص الكاميرات لتعقب أثره، فقادتهم الى بيته في حي الطور. وصعد حجازي الى سطح منزله واخذ يطلق النار على القوات، فردوا عليه بالنار وقتلوه.
    وتبين بعد ذلك انه في سنة 2000 قام باحراق خزانة كهرباء في القدس وسجن لمدة ست سنوات، وحاول في السجن مهاجمة السجانين فتم مضاعفة فترة عقوبته. ومع اطلاق سراحه في عام 2012، قال في لقاء صحفي: "اتمنى ان اكون شوكة في حلق الخطة الصهيونية لتهويد القدس". وبعد قتل حجازي اخذت الشرطة جثته، وتم اعتقال والده وشقيقه. ورفضت والدته الادعاءات ضد ابنها وقالت "لقد دبروا له قضية، انه انسان محترم لم يفكر مرة بعمل مشاكل". ويوم امس تمت اعادة الجثة الى عائلة حجازي وتم دفنه بمشاركة عدد قليل من المشيعين.
    ضابط اسرائيلي: "حزب الله لن يستسلم لمجرد القاء القنابل على جنوب لبنان"
    نشرت الصحف الاسرائيلية، اليوم، تصريحات لضابط اسرائيل من المنطقة الشمالية، طلب من خلالها اعداد الجمهور الاسرائيلي لحقيقة ان الحرب التي ستقع على الجبهة الشمالية لن تكون مشابهة لتلك التي وقعت في صيف 2014.
    ونقلت "يديعوت احرونوت" عن الضابط الرفيع قوله امس: "اذا كنا قد سمعنا الصراخ خلال الجرف الصامد بسبب اغلاق مطار بن غوريون ليومين جراء الصواريخ من غزة، فمن الواضح انه خلال الحرب القادمة مع حزب الله سيتم اغلاق مطار بن غوريون وميناء حيفا منذ اليوم الأول للحرب".
    واضافت "يديعوت": يعتقد الجيش ان المواطنين لا يفهمون الفارق بين الحرب على الجبهة الجنوبية والحرب على الجبهة الشمالية، المتوقع أن تكون أكبر. وقال الضابط خلال لقاء مع المراسلين العسكريين، امس: "في (حرب) لبنان الثالثة، سيضطر الجيش الى تفعيل كامل قوته". واكد ان احتياجات الجيش لن تنتهي بسلاح جوي قوي وباستخبارات دقيقة، وقال: "نواصل الاستعداد لحالة مواجهة واسعة في لبنان، من الخطأ الاعتقاد بأن احضار معلومات عن الاهداف من الاستخبارات وقيام سلاح الجو بالقاء القنابل، سيجعل العدو يستسلم".
    وحسب رأيه "في الحرب القادمة لن يكون من الصحي مهاجمة اهداف سياسية في جنوب لبنان كما تم في عام 2006. فقد ثبت تاريخيا ان ذلك لم يحقق فائدة، ومثل هذا العمل لن يجعل حزب الله يعلن استسلامه بسبب ضرب محطة لتوليد الطاقة".
    وتطرق الضابط الى موضوع الأنفاق على الحدود اللبنانية والذي يقلق راحة سكان المنطقة، وقال: "لا نعرف ما اذا كان حزب الله يملك انفاقا هجومية على الحدود، ولكننا لا نستبعد ذلك، ايضا. سنعرف كيف نحارب هذا التهديد".
    ويدعي الضابط ان "الردع امام حزب الله لا يزال قائما ولم يتبخر، لكنه ليس كاملا". وقال ان حزب الله يواصل تضخيم قوته، "لكننا لا نرى نقل اسلحة بشكل مكثف من سوريا الى لبنان، لأن مسارات التهريب القديمة معرضة للتهديد اليوم بسبب الحرب الاهلية".
    وحول تغيير سياسة حزب الله في الرد على اسرائيل خلال السنة الأخيرة، قال الضابط: "من الواضح ان حزب الله لا ينوي الرد بإدارة ظهره كلما فعلت اسرائيل شيئا، بشكل علني او خفي، ضد بناء قوته".
    وهاجم الضابط تحالف الغرب مع القوات الشيعية المتطرفة في المنطقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية – داعش، واوضح انه فيما يتعلق بالتهديد الايراني، من مصلحة إسرائيل ان تواصل داعش العمل ضد الشيعة. وقال: "ليست اسرائيل هي التي تخيف ايران وانما امكانية التهام العراق من قبل داعش وسقوط سوريا في ايديها. لست متحمسا من التحالف ضد داعش، الغرب بقيادة الولايات المتحدة يرتكب خطأ في دعمه للراديكاليين الشيعة، حزب الله والاسد وايران. هذا غير منطقي".
    غانتس: "الجرف الصامد كانت من اكثر الحروب المعقدة"!
    ذكر موقع "واللا" ان القائد العام للجيش بيني غانتس، اعتبر "معركة الجرف الصامد احدى المعارك المعقدة خلال السنوات الأخيرة". وقال غانتس خلال خطاب القاه في حفل لتكريم الضباط الذين شاركوا في الجرف الصامد، امس الخميس، انه "يمكن خرق الهدوء الذي تحقق بعد "الجرف الصامد" في كل لحظة".
    واضاف: "نحن نواصل فتح اعيننا في كل القطاعات ومستعدون لمهمة الدفاع عن اسرائيل".
    وتحدث قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان، فقال انه "منذ حرب الأيام الستة لم يشارك مثل هذا الكم الكبير من قوات الجيش في اللواء الجنوبي في الحرب، وخلافا لحرب يوم الغفران، فاننا لم نفاجأ".
    وزير اسرائيلي: "على الأردن ان لا ينسى حرب الايام الستة"!
    ذكر موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان وزير الاسكان، اوري ارئيل رد "على التهديد الأردني بخرق اتفاق السلام مع اسرائيل في اعقاب الخلاف على "جبل الهيكل" (الحرم القدسي)، وقال: "سمعت ان الأردنيين يهددون بشأن اتفاق السلام، واسأل ان كانوا قد نسوا حرب الأيام الستة وكل السنوات التي شكلت فيها اسرائيل سندا للملك حسين. "جبل الهيكل" والقدس يخضعان للسيادة الاسرائيلية تماما كما تخضع عمان للسيادة المطلقة للأردن، ومن المناسب ان يستوعبوا ذلك".
    مقالات وتقارير
    متلازمة القدس
    كتب ناحوم برنياع، في صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "متلازمة القدس" حسب موسوعة "ويكبيديا" هو نوع نادر من المرض النفسي. شخص يسير في شوارع القدس، ويؤمن بأن روح الله توجهه، وأنه يتحمل مهمة تبشيرية ولا شيء، لا القانون ولا المخاطرة الشخصية ولا العقل السليم، سيردعه.
    ويضيف: "الطبيعة الانسانية تطلب اجراء ترتيب في الأحداث: هناك من بادر، وهناك من حرض، وهناك من ارسل وهناك من نفذ. في هذا الترتيب يوجد معيار من العزاء. ولكن محاولة اجراء الترتيب تفوت الجوهر أحيانا، فالترتيب شيء، والمتلازمة شيء آخر. متلازمة القدس لا تميز بين دين ودين: انها تصيب المسلمين والمسيحيين واليهود. هناك من يمزق ملابسه ويهجم بوحشية على حجارة القدس، وهذه هي الحالة الخفيفة، وهناك من يحمل مسدسا او سكينا او حزاما ناسفا ويحاول تنفيذ المهمة السماوية من خلال قتل الآخرين. ومعتز حجازي لم يكن الأول وللأسف، لن يكون الأخير.
    "لا يمكن لأي حكومة ان تحرر القدس من مجانينها. ولكن هذا لا يعني ان الحكومة محررة من المسؤولية. انها تملك القوة لتخفيف الاحتكاك، بداية باستخدام قوات الامن بشكل ناجع، ولكن الأمر الذي لا يقل اهمية، بواسطة سياسة مدروسة، كابحة. القدس تعصف منذ قتل الفتى محمد أبو خضير في بداية تموز. الفتية يرشقون يوميا الحجارة على القطار الخفيف، والبالغين يخرجون للمواجهات العنيفة مع الشرطة في الأحياء العربية. وحتى اليوم لم تنجح الشرطة بصد الموجة العنيفة. اكبر انجاز حققته هو صد خارقي النظام عن الخط الفاصل، قبل تسللهم الى الحياء اليهودية. ولكن هذا الانجاز، ايضا، تبخر امام محاولة اغتيال الناشط اليميني يهودا غليك، في قلب مركز الثقافة في غربي المدينة.
    شرطة القدس ليست مذنبة، فهذا الحدث كبير عليها. والرد يجب ان تقدمه الحكومة. حسب ما نعرفه، فان رئيس الحكومة ليس مصابا بمتلازمة القدس، وهذا مؤكد. فلا الحجارة تجذبه ولا اشعة الغروب التي تنعكس على الألواح الذهبية التي تغطي قبة الصخرة. ولكن القدس تحتل في الأسابيع الأخيرة جزءا مركزيا من خطاباته اليومية. القدس تحتل مقدمة فرحه الآن، وهذه بشرى جيدة لمجانين متلازمة القدس، وبشرى سيئة جدا للمدينة.
    عشية رأس السنة العبرية، عندما كشف نشطاء "سلام الآن" عن خطة البناء في غبعات همطوس، وراء الخط الأخضر، اتهمهم نتنياهو بالتخريب على المصالح القومية، شبه خيانة تقريبا. وبعد شهر، نشر نتنياهو خطة مشابهة للبناء في الاحياء اليهودية وراء الخط الأخضر. ما تم اعتباره خيانة في ايلول، اصبح عملا وطنيا من الدرجة الأولى في تشرين الأول. لم تكن القدس هي التي تغيرت خلال هذه الفترة الزمنية، ولا موقف العالم من البناء وراء الخط الأخضر، ما تغير هو السياسة.
    في ايلول عارض نتنياهو تبكير موعد الانتخابات، وقال ذلك خلال محادثات خاصة، وعلانية. وفي تشرين الأول غير رأيه. عندما يتم التوجه الى الانتخابات، يتم الرجوع الى الجمهور الأساسي، الى المعسكر اليميني: المنافسة هي مع بينت وليبرمان. هذا الجمهور من الناخبين، الذي اتسع في أعقاب احداث الصيف، يحتاج الى أعداء. ايران وحماس لا تكفيه، لأن الجمهور في المركز واليسار، أيضا يكرههما. ولذلك يجب تزويد الجمهور بأعداء يوضحون له لماذا يعتبر وطنيا وجاره اليساري ليس كذلك. ابو مازن هو عدو مثالي، والرئيس اوباما هو عدو جيد، في ظروف معينة. ولكن يجب توفير شيء ايجابي، ايضا، يرفع المعنويات. وهكذا عدنا الى القدس.
    يجب القول في صالح نتنياهو، انه ليس اول سياسي يستخدم اسم القدس بشكل ساخر. عندما يطرح السياسيون موضوع القدس في مقدمة اعمالهم، يشكل ذلك دليلا واضحا على اننا ندخل سنة الانتخابات. وبالفعل، فقد باتت سنة الانتخابات هنا. كل سياسي يحقن خطاباته مباشرة في شرايين ناخبيه. لبيد يشدد من تصريحاته ضد المستوطنين، وفي الطريق يهاجم موظفو المالية في محاولة واضحة لتحميلهم المسؤولية عن اوضاع الاقتصاد. ليبرمان يعيد السفير (من بلجيكا) وبينت الذي بدأ سنة الانتخابات فور اغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات السابقة، يهجم بوحشية على الادارة الأمريكية.
    هذا الأسبوع قيل الكثير عن الكراهية التي يكنها البيت الأبيض لنتنياهو. اعتقد ان هذا خطأ، فالأمر ليس كراهية وانما اشمئزاز. جيمي كارتر كره مناحيم بيغن، اما نتنياهو فيشمئزون منه. وهذا الاشمئزاز ليس لأنه اسرائيليا، ولا لأنه يهوديا، وانما لأنه احد وكلاء اليمين الجمهوري. انهم يشمئزون منه الى حد شتمه على مسامع صحفي. كان ذلك خطوة غبية، منخفضة وصبيانية، والويل لنا ان كان هذا هو مستوى البيت الأبيض.
    ولكن عبر الشتائم، قال الموظف المجهول شيئا يجب على الاسرائيليين تسجيله امامهم. لقد اوضح ان كل تهديدات نتنياهو بالقيام بعملية عسكرية إسرائيلية ضد ايران هي مجرد بالون فارغ. هكذا قال: جبان. لن يتجرأ على المس بايران كما لن يتجرأ على القيام بخطوة نحو السلام.
    هذا التحدي ليس بسيطا. اذا كان مسؤول في البيت الأبيض يتجرأ على توجيه هذه الاهانة فانه متأكد تماما بأن إسرائيل لن تهاجم المفاعلات الايرانية في أي ظرف. نتنياهو ودولة اسرائيل من خلفه، فقدوا بقية قوة الردع. اسرائيل مسلحة حتى العنق، تملك غواصات وطائرات "اف 35" وصواريخ واسلحة غير تقليدية. ميزانية الأمن فيها تصل الى عنان السماء، وحتى الآن يهدد القائد العام بأنه لا يملك ما يكفي. انها تفتقد الى الردع فقط، ليس أمام حماس، وليس امام حزب الله، ولا امام ايران، ولا امام الادارة الامريكية. ولن تعزينا أي خطة للبناء في "هار شلومو" عن هذا الخطأ.
    الحساب والاهانة
    يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" عن رفض القيادة الامريكية التقاء يعلون خلال زيارته الى واشنطن، ويقول ان يعلون كان يعرف منذ مغادرته لإسرائيل بأن واشنطن لا تنتظره. وكل المحاولات التي جرت لتنظيم لقاءات له حسب البروتوكول، بواسطة الملحق العسكري والسفارة الاسرائيلية، كان محكوما عليها بالفشل مسبقا. وهذا ليس فقط لأن السفير الاسرائيلي رون درامر، ليس بالذات الشخصية المقبولة في البيت الأبيض، وانما بالذات الآن، لأن الكونغرس في عطلة بسبب الانتخابات.
    حين يكون التوتر بين البيت البيض والحكومة الاسرائيلية نابعا عن الخلافات السياسية، الأيديولوجية، يمكن التظاهر بأن الأمور تسري جيدا، ولكن عندما تصل الحكاية الى المستوى الشخصي، تتحول حتى الأساليب والاهانات الى مسائل شخصية. لم يلاحظ يعلون ذلك خلال لقاءاته مع نظيره تشاك هيغل ومع سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور. لقد ادرك ضخامة الاهانة والعداء في الجانب الامريكي بالذات خلال المحادثات غير الرسمية التي اجراها هناك، خاصة مع رجال الاعلام الكبار، فهناك شرحوا له ما الذي تفكر به واشنطن بشأن إسرائيل. حتى التهديد بعدم استخدام الفيتو اثناء التصويت على المبادرة الى اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، ليس مجرد تهديد نظري. لقد فهمت إسرائيل ان هذا الخيار قائما، وتستعد له.
    لقد ملت الادارة الامريكية سماع كيف يتحدثون في ديوان نتنياهو وفي السفارة الاسرائيلية في واشنطن، ضد الرئيس اوباما. يتحدثون عنه باستهتار ويحاولون التخريب على سياسة ادارته. يصل مواطنون رسميون وغير رسميين، اعضاء كونغرس، رجال ايباك، وصحفيين، ويسمعون محاضرات من الاسرائيليين حول رئيسهم الاشكالي ويعودون الى البيت فيحكون ما سمعوه. وقد اشتد ذلك في الأسابيع الأخيرة.
    يدعي الامريكيون انه من محيط نتنياهو ومحيط درامر يتم سماع اصوات تقول "ابتداء من يوم الثلاثاء القريب، سيكون الكونغرس تحت سيطرة الجمهوريين الكاملة، وعندها سنعالج من الكابيتول قضايا مثل المبادرة السياسية والمفاوضات مع ايران".
    العداء الشخصي الذي يكنه ديوان نتنياهو للرئيس اوباما يعتبر في واشنطن مسالة لا نقاش فيها. انه عداء متبادل. عندما يقوم شخص ما في ديوان رئيس الحكومة بوصف اوباما بالهاوي، والجبان والمتردد، يصل ذلك مباشرة الى البيت الأبيض، ويستدعي الرد. اليوم يقدرون في محيط نتنياهو بأن مصطلح "جبان بائس" الذي ورد في مقالة الصحفي جفري غولدبرغ، كان "هفوة مبكرة" جدا، لذلك سارع البيت البيض الى التنكر لها. لقد كان ينوي الامريكيون مهاجمة نتنياهو فقط بعد انتخابات الكونغرس، يوم الثلاثاء القريب.
    في إسرائيل يرفضون الوقوف موبخين في الزاوية. ويسالون كيف يمكن لوزير الخارجية محاولة رشوة ابو مازن بالتزامات سياسية بعيدة المدى كي يؤجل توجهه الى مجلس الأمن الى ما بعد انتخابات الكونغرس؟ هل يمكن لقوة عظمى كالولايات المتحدة أن لا تستطيع بكل بساطة امر أبو مازن بتأجيل هذه الخطوة؟
    وزير الامن يعلون، الذي تدير الخارجية الامريكية حسابا منفردا معه، على خلفية "تخريبه على مبادرة كيري للسلام"، دفع خلال زيارته الى واشنطن ثمن تقربه من نتنياهو، ايضا. يمكن ليعلون الشعور بالعزاء لعدم كونه اول وزير يمر بذلك في واشنطن. في عام 1981 لقن وزير الدفاع كاسبر فاينبرغر، درسا لاريئيل شارون لم ينسه حتى يومه الاخير. فقد اضطر فاينبرغر، الذي لم يشعر بالرضا عن السياسة الاسرائيلية، الى توقيع اتفاقية تفاهمات مع إسرائيل، بأمر من الرئيس رونالد ريغن، لكنه اهتم بعدم اجراء مراسم التوقيع في البنتاغون، وانما في رواق بناية ناشيونال جيوغرافيك. واستوعب شارون الرسالة واستخلص العبر، وكانت ابواب الادارة كلها مفتوحة امامه حين كان رئيسا للحكومة. من المشكوك فيه ان تلك النهاية السارة ستتكرر مع الجهات الفاعلة على الحلبة اليوم.

    قنبلة الهيكل
    كتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان محاولة اغتيال ناشط اليمين وتنظيمات "جبل الهيكل" (الحرم القدسي) يهودا غليك، أوصلت التوتر الذي تشهده القدس في الشهر الأخيرة، الى رقم قياسي. لقد أصيب غليك في أعقاب مشاركته في مؤتمر عنوانه "اسرائيل تعود الى الهيكل"، وهدفه تغيير الوضع الراهن في المكان.
    خلال العامين الأخيرين حذر الشاباك والشرطة، مرات كثيرة، من المخاطر الكامنة في تغيير الوضع الراهن والسماح لليهود بالتعبد في الحرم القدسي، وكذلك من المخاطر الكامنة في مبادرات نشطاء اليمين لدفع هذا الهدف.
    بالإضافة الى النشطاء، لم يستمع منتخبو الجمهور، أيضا، الى هذه التحذيرات، وعملوا على تغيير التوازن الحساس في الحرم القدسي. الكنيست الحالية، خلافا لسابقاتها، غزيرة بأعضاء الكنيست الذين يصرحون بأن تغيير الوضع الراهن يعتبر بندا اساسيا في أجندتهم. ويمكن أن نحصي من بينهم اوري اريئيل، ميري ريغف، زئيف ألكين، ياريف ليفين، وموشيه فايغلين، الذي حاول مرة أخرى الدخول الى الحرم في الصباح التالي لمحاولة اغتيال غليك.
    هذا التطرف السياسي يحظى، أيضا، بتطرف الحوار الديني، فبينما كان نشطاء "امناء الهيكل" يعتبرون في السابق مجموعة صغيرة، متطرفة وهامشية، فقد تحولت مسألة الدخول الى الحرم القدسي اليوم، الى مسألة رئيسية في الحوار المتداول بين جمهور المتدينين القوميين. لقد تصدع الحظر الذي تفرضه الشريعة اليهودية على دخول اليهود الى الحرم القدسي، وتزايد عدد الحاخامات الذين سمحوا بالدخول. وهذا التوجه يغذي التطرف الديني في الجانب الفلسطيني، الذي انعكس في نشاط جهات كالجناح الشمالي للحركة الاسلامية ورئيسها الشيخ رائد صلاح، فهؤلاء وهؤلاء يدفعون الصراع القومي الى المجال الديني المتفجر.
    حتى الآن تصرف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بمسؤولية وبرأي موزون، ولم يخضع للضغوط اليمينية غير المسؤولة. يمنع تحويل محاولة الاصابة الدنيئة بغليك الى رافعة لإجراء تغيير خطير في الوضع الراهن في الحرم القدسي.
    يتحتم على المنتخبين اظهار المسؤولية والتوقف عن اشعال ارض القدس. العنف ورسائل التحدي لن تفيد، وستفيد فقط الحلول السياسية التي تأخذ في الاعتبار الحساسية الفلسطينية والاسلامية، ايضا.
    الولايات المتحدة يجب أن تدعم عباس.
    كتب بيتر باينرت، في "هآرتس" انه كمتابع دائم لوسائل الاعلام الاسرائيلية، يتبين له ان الادارة الامريكية رفضت طلب وزير الامن موشيه يعلون، التقاء نائب الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس. وتم النشر عن الغضب الذي يشعر به البيت الأبيض، ازاء وصف يعلون لكيري "بالتبشيري والمهووس"، وسخريته من الضعف الذي تعكسه السياسة الخارجية لأوباما.
    ويضيف: لقد نشر زميلي حامي شليف، ان مسؤولين في الادارة غضبوا على يعلون بسبب رفضه للترتيبات الأمنية التي طرحها كيري خلال محادثات السلام في وقت سابق من هذا العام. وتم خلال الأسبوع نشر تصريح مسؤول في البيت الأبيض لجفري غولدبرغ من "اتلانتيك"، وصف فيه رئيس يعلون، بنيامين نتنياهو بـ chickenshit (جبان بائس).
    ربما يريد البيت الأبيض الاشارة الى أن تحدي البيت الأبيض يكلف ثمنا. ولكن الرسالة الحقيقية التي فهمها قادة إسرائيل، هي انكم تستطيعون تحدينا، ولكن افعلوا ذلك بأدب. ولكن هذا التوبيخ لم يساعد: فلقد واصل نتنياهو دفع مخططاته لبناء الاف المساكن للمستوطنين في القدس الشرقية، رغم ان الاوضاع في القدس متوترة جدا، وهناك من يحذر من انتفاضة. ولكنه فعل ذلك بأدب وحذر من اهانة المسؤولين الأمريكيين. وهكذا انزل نتنياهو ضربة اخرى بفرص انشاء دولة فلسطينية، ورغم ذلك فقد حظي بتوبيخ طفيف فقط من قبل الناطقة بلسان الخارجية.
    لقد كان ذلك درسا لوزير الأمن قليل التجربة: هذه هي شروط اللعب.
    اذا اراد البيت الأبيض تغيير شروط اللعب، فان عليه التوقف عن تضييع الوقت على الاهانات والتوبيخ وعمل شيء يمكنه لفت انتباه اسرائيل: دعم المبادرة التي ينوي محمود عباس طرحها للتصويت في مجلس الأمن لتحديد جدول زمني لإقامة الدولة الفلسطينية. حسب التقارير المحتلنة، التزمت الولايات المتحدة بفرض حق النقض على مشروع القرار، وتمارس الضغط على الدول العربية لإقناع الفلسطينيين بسحبه. ويبرر دبلوماسيون امريكيون معارضتهم لمبادرة عباس بادعاء ان المقصود خديعة هدفها التهرب من المفاوضات. هذا هراء. فالمبادرة تعكس جهدا لجعل محادثات السلام ملموسة. وفي نهاية الأمر فان نتنياهو لم يلتزم علانية بإقامة الدولة الفلسطينية على اساس حدود 1967، ولم يعرض حتى الآن خارطة، ورفض فكرة انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي في يوم ما من الضفة الغربية. وقال مسؤولون امريكيون ان المسؤولية الأساسية عن انهيار محادثات السلام هذه السنة تقع على نتنياهو.
    قبل ان تتسبب السنوات او هبة ما بإنزال عباس عن مسرح التاريخ، قد يكون من المفضل توقف اوباما عن الخوف مما يفكر به مالكولم هونلاين ومارك كيرك، ويفعل ما يراه مناسبا، سيما انه تم انتخابه للدورة الثانية. من المتوقع فوز الجمهوريين بالغالبية في مجلس الشيوخ خلال انتخابات منتصف الدورة التي ستجري الأسبوع المقبل.
    استرضاء رفاق نتنياهو في واشنطن يتحول الى مشكلة متزايدة امام هيلاري كلينتون. بالنسبة لأوباما تعتبر مبادرة عباس الفرصة الأخيرة لإثبات عدم تخليه عن حل الدولتين وتركه يموت دون الصراع من أجله. المسألة المهمة في العلاقات الامريكية – الاسرائيلية، هي ليست قدرة الولايات المتحدة على الشعور بأنها تحظى بالاحترام الذي تستحقه قوة عظمى، وانما قدرة إسرائيل على البقاء كدولة يهودية ديموقراطية من خلال وقف احتلال ملايين البشر، والذي يعتبر غير اخلاقي وينطوي على تدمير ذاتي. الاهانة والتوبيخ لبيبي لا تدفع هذا الهدف. لكن دعم عباس قد يدفعه.
    الشذوذ الخطير في القدس الشرقية
    ينشر نير حسون، تقريرا في "هآرتس" حول الأوضاع في القدس، وما يسميه الشذوذ المقدسي عن المدن الفلسطينية في الضفة. ويكتب ان شوارع القدس كانت تعج، يوم امس (الخميس) بقوات الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة. ومن رفع نظره الى الجو كان يمكنه مشاهدة العديد من بالونات المراقبة تحلق فوق الخط الفاصل والبلدة القديمة والأحياء الفلسطينية في القدس. وطوال اليوم حلقت، ايضا، مروحية في سماء القدس الشرقية. هكذا بدا اليوم السابع للعملية الكبيرة التي اطلقتها الشرطة تحت اسم "حراس الأسوار"، والتي تهدف الى تحقيق الهدوء في المدينة التي تعاني منذ اربعة أشهر من موجة عنف متواصلة.
    خلال الأيام الأخيرة اعربت الشرطة والبلدية مرة أخرى، عن تفاؤلها الحذر في ضوء انخفاض عدد حالات الرشق بالحجارة وخرق النظام. وكان يبدو ان ضغط الشرطة والضغط الاقتصادي، من خلال عملية الجباية الواسعة الت

  5. #105
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 تشرين الثاني 2014
    اسرائيل تعلن رفضها التعاون الرسمي مع لجنة التحقيق الدولية في حرب غزة

    كتبت صحيفة "هآرتس" ان اسرائيل اعلنت رسميا، مساء امس الاربعاء، رفضها التعاون مع اللجنة الدولية التي عينها مجلس حقوق الانسان، للتحقيق في حرب "الجرف الصامد" في غزة، وما اذا كانت اسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب. وادعى الناطق بلسان وزارة الخارجية عمانوئيل نحشون، انه تم اتخاذ القرار "بسبب العداء المفرط للمجلس ازاء اسرائيل، والتفويض احادي الجانب للجنة ومواقف رئيسها وليام شابس ضد إسرائيل وقادتها".
    وكان قرار رفض التعاون مع اللجنة متوقعا منذ الاعلان عنها، لكنه لم يتم اعلانه رسميا إلا مساء امس، بعد قيام رئيس الحكومة نتنياهو بإجراء مشاورات في الموضوع، خلال الأسابيع الماضية.
    وكان أعضاء اللجنة قد وصلوا الى العاصمة الأردنية عمان، قبل عدة أيام وطلبوا الوصول الى غزة عبر اسرائيل، لجمع الافادات، لكن اسرائيل رفضت السماح لهم بالدخول.
    وحسب الصحيفة فانه على الرغم من رفض التعاون الرسمي مع اللجنة فان اسرائيل ستحافظ على اتصالات غير مباشرة معها، كما فعلت مع لجنة غولدستون اثر حرب "الرصاص المصبوب" في سنة 2009. ويتوقع قيام إسرائيل بتحويل مواد الى اللجنة تتضمن موقفها من الحرب واتهاماتها لحماس بارتكاب جرائم حرب، "من خلال استخدام المدنيين كدرع بشري واطلاق النار من مواقع مجاورة لمنشآت الأمم المتحدة".
    ويدعي الناطق بلسان الخارجية الاسرائيلية ان نتائج لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الانسان معروفة مسبقا، وانه "يجري التظاهر بإجراء تحقيق قبل نشر النتائج". واضاف انه "خلال قيام حماس باطلاق الصواريخ على إسرائيل اتخذ المجلس قرارا يحدد مسبقا ادانة اسرائيل وشكل لجنة التحقيق التي ستشكل ختما مطاطيا لمواقفه المعروفة"!
    وتنوي اسرائيل شن حملة ضد رئيس اللجنة وليام شابس بهدف تقويض مصداقيته. وسيتم التركيز على مواقفه المعادية لإسرائيل والتي عبر عنها علانية خلال السنوات الأخيرة. ومنها قوله في السابع من كانون الثاني 2013، خلال مؤتمر في نيويورك: "اطمح الى رؤية نتنياهو يحاكم في المحكمة الجنائية الدولية". وكذلك قوله في 26 كانون الأول 2010: "ان نتنياهو هو اكبر خطر يهدد وجود اسرائيل".
    وتدعي اسرائيل ان شابس دافع عن الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد، وادعى ان دعوته الى "شطب إسرائيل عن الخارطة" لا تنطوي على "دعوة الى ابادة شعب" وانما هي "مواقف سياسية" فقط. كما رفض شابس في لقاء صحفي اعتبار حماس تنظيما ارهابيا، رغم تعريفه كذلك في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والعديد من الدول، حسب ادعاء نحشون.
    بلدية القدس تصادق على بناء 200 وحدة استيطان جديدة في القدس الشرقية
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في بلدية القدس، صادقت امس الاربعاء، على مخطط لبناء 200 وحدة اسكان جديدة في حي راموت، وراء الخط الأخضر. والحديث عن مخطط جديد تمت مناقشته مؤخرا ويهدف كما يبدو الى انشاء مساكن للجمهور اليهودي المتزمت دينيا.
    ويأتي هذا القرار رغم الانتقادات الدولية لقرارات البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. وكانت الادارة الامريكية قد انتقدت، قبل اسبوع قرار البناء في حي رمات شلومو، المجاور لراموت. وقالت المتحدثة بلسان الخارجية، جين ساكي، انها تأسف لقرار السلطات الاسرائيلية دفع هذا المخطط على الرغم من المواقف الدولية الحاسمة ضد البناء في شرقي القدس في هذه الفترة الحساسة.
    ويشكل مخطط البناء في راموت المرحلة الاولى من مشروع سيشمل 600 وحدة اسكان. وقال عضو المجلس البلدي عن حركة ميرتس، وعضو اللجنة المحلية للتنظيم والبناء، يوسف ألالو، ان "بيبي نتنياهو ونير بركات يحاولان في هذه الأيام الصعبة اظهار صورة اليمين الحقيقي. انهما يعرفان ان توسيع الاستيطان سيلحق ضررا بإمكانية التوصل الى اتفاق وان العالم لن يتقبل هذه المستوطنة الجديدة".
    وتدعي البلدية ان المقصود خطة للبناء تمت بمبادرة شخصية لاحد المقاولين، وانه يتوقع ايضا مناقشة خطة لبناء 176 وحدة اسكان في الاحياء العربية! وادعى احد المسؤولين في البلدية ان "انتقاد البناء لليهود في راموت هو نفاق واخلاق مزدوجة. ففي الولايات المتحدة، ايضاً، يمنع التمييز على اساس ديني وعنصري وجنسي، ولا يمكن للولايات المتحدة ان تمنع المقاولين من البناء لأنهم سود او يهود".
    الشرطة العسكرية ستحقق في 12 شكوى حول التنكيل بالقاصرين الفلسطينيين
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان المدعي العسكري الرئيسي، الكولونيل اودي بن اليعزر، ابلغ مركز "عدالة" بان الشرطة العسكرية ستحقق في 12 شكوى تم تقديمها من قبل فتية فلسطينيين يدعون ان جنود الجيش ارتكبوا مخالفات جنائية خلال اعتقالهم والتحقيق معهم.
    وكان مركز "عدالة" قد ارفق مع الشكوى المتعلقة بخرق الجنود لحقوق القاصرين الفلسطينيين، من سكان الضفة الغربية والقدس، 21 افادة ادلى بها قاصرون تم اعتقالهم خلال 2013، وبعد فحص الادعاءات المفصلة حسب بن اليعزر، تقرر التحقيق في 12 منها.
    واشار الى ان النيابة كانت قررت التحقيق في احدى هذه الحالات قبل توجه مركز عدالة. اما الحالات التسع المتبقية فيدعي النائب العسكري انه لا مكان للتحقيق فيها ولا توجد ادعاءات تبرر التحقيق.
    وحسب شكوى عدالة التي تم تحويلها الى المستشار القضائي للحكومة وللنائب العسكري الرئيسي في حزيران الماضي، فقد تم تنفيذ كل عمليات الاعتقال في ساعات الليل المتأخرة، من قبل عشرات الجنود، وفي بعض الحالات كان يتم تحطيم ابواب البيوت قبل تمكن اصحابها من فتحها. وادعى القاصرون في بعض الشكاوى بأن الجنود ركلوهم وهم لا يزالون في أسرتهم، وحسب افادات اخرى فقد تم القاء القاصرين او دفعهم الى داخل السيارات العسكرية بالقوة بعد وضع عصابات على عيونهم، وتعرضوا الى العنف الجسدي واللفظي الى جانب التهديد، خاصة العنف الجنسي.
    ومن بين الشكاوى التي سيتم التحقيق فيها الافادة التي ادلى بها احد القاصرين ضد احد السجانين او الجنود، حيث قال له خلال نقله الى الفحص الطبي، ان "الطبيب يحب مضاجعة الاطفال"، الأمر الذي تسبب للقاصر بالخوف من لمس الطبيب له.
    كما تدعي الشكوى ان اعتقال القاصرين يخرق المعاهدة الدولية لحقوق الاولاد. وكتب مركز عدالة في شكواه انه "يتم خرق حقوق القاصرين الفلسطينيين الذين تعتقلهم قوات الجيش وتحقق معهم سلطات الامن، كما لو كان الأمر اعتياديا من خلال تجاهل مطلق للمعايير الدولية التي يفترض تطبيقها على اعتقال القاصرين وبدون أي مبررات امنية او غيرها".
    العدالة الاسرائيلية: النيابة العامة تسمح بدخول الغزيين الذين تدعم افاداتهم موقف إسرائيل فقط في الدعاوى المرفوعة ضدها!
    كتبت صحيفة "هآرتس" انه يستدل من وثيقة داخلية للنيابة العامة للدولة، انها تمنع مع سبق الاصرار استنفاذ الاجراءات المطلوبة لإجراء مداولات قضائية في الدعاوى التي قدمها سكان من غزة بشأن الضرر الذي اصاب ممتلكاتهم جراء الهجمات العسكرية الاسرائيلية.
    واشارت الصحيفة الى ان المحاكم قررت اغلاق عشرات الملفات وتغريم المدعين بدفع المصاريف، بسبب عدم استنفاذ الاجراءات التمهيدية، رغم ان ما اعاق ذلك هو القيود التي تفرضها اسرائيل على سكان القطاع، ومنعهم من الوصول الى المحكمة.
    وتكشف الوثيقة انه تم توجيه المدعين العامين بالعمل لتحصيل تصاريح دخول من غزة فقط في الحالات التي يمكن لعدم مثول الفلسطينيين امام المحكمة ان يمس بمكانة المدعى عليها، أي دولة إسرائيل. ما يعني انه يسمح بدخول الشهود الذين سيدلون بإفادات لصالح اسرائيل فقط.
    وقد صدرت هذه الوثيقة عن المدعي العام السابق موشيه لدور، خلال "معالجة شكاوى قدمها سكان من غزة بعد عملية "الرصاص المصبوب". ولكن لدور حدد في حينه ان توجيهاته تلائم شكاوى اخرى ايضا. وتم ارفاق هذه التوجيهات الى الملاحق التي تضمنها رد الدولة على التماس تم تقديمه في ايلول 2012، من قبل مركز "عدالة" (المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في اسرائيل)، وجمعية "الميزان" (المركز الفلسطيني لحقوق الانسان)، وجمعية "اطباء لحقوق الانسان، واربعة مواطنين من غزة، تعرضوا الى الاصابة جراء العمليات العسكرية، وقدموا شكاوى ضد إسرائيل ودائرة التنسيق والارتباط التابعة لوزارة الأمن.
    ورفضت النيابة العامة منح تصاريح دخول لهؤلاء الأربعة لالتقاء المحامين وجها لوجه وتوقيع افاداتهم ووثائق التوكيل القانوني، واجراء فحص لهم من قبل الاطباء المختصين، والمثول امام المحكمة للإدلاء بإفاداتهم.
    يشار الى ان القضاة يرفضون حاليا التوكيل القانوني الذي يتم ارساله عبر الفاكس من قبل المدعين، ويطالبون بنسخة اصلية تم توقيعها امام المحامي. ولكن دائرة التنسيق والارتباط لا تسمح للمحامين الذين يحملون المواطنة الاسرائيلية بالدخول الى غزة لالتقاء موكليهم، او دخول الموكلين الى إسرائيل. وقال المحامي تميم يونس، الذي يعمل مع المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، ان القاضي غاد غدعون، الذي ينظر في كثير من القضايا التي يتم تقديمها باسم سكان غزة في محكمة الصلح في بئر السبع، بدأ في العام الماضي، بمطالبته بالتقاء موكليه في قبرص او في دولة مجاورة اخرى كي يوقعوا امامه على التوكيل القانوني.
    وقال يونس لصحيفة "هآرتس" ان هذا الاقتراح لا يأخذ في الاعتبار الضائقة الاقتصادية لغالبية المدعين، وصعوبة حصولهم على تأشيرات سفر، ومصاعب الخروج من غزة عبر مصر وتخوف الناس من مغادرة القطاع لخشيتهم من اغلاق معبر رفح لفترة طويلة وعدم تمكنهم من العودة الى بيوتهم، كما يحدث منذ ثلاثة اسابيع مثلا.
    وتم تقديم الالتماس ضد النيابة العامة والدولة بعد استنتاج المحامين بأن السلطات الاسرائيلية تمس بفرص اجراء مداولة عادلة في قضاياهم. فمئات الطلبات التي تم تقديمها خلال السنوات قوبلت برد واحد يدعي "انه بسبب صعوبة الوضع الامني، لا يمكن السماح بدخول فلسطينيين الى إسرائيل الا في الحالات الاستثنائية جدا، كالحالات الطبية والانسانية الملحة، ولذلك، لا يمكن في هذه الأثناء السماح بخروج الفلسطينيين من غزة لأغراض قضائية".
    وكتب المحاميان حسن جبارين وسوسن زهر من مركز عدالة، في التماسهم الى المحكمة ان "الرفض المنهجي لمنح تصاريح دخول للأغراض القانونية يشكل خرقا للقرار الذي اتخذته المحكمة العليا بتركيبة تسعة قضاة في 2006، والذي ينص على ان "حقوق كل سكان المنطقة هي حقوق تمنحها لهم إسرائيل، وهي حقوقهم حسب القانون الدولي الخاص في إسرائيل والذي يسمح في الظروف الملائمة بتقديم دعوى ضد إسرائيل حسب قانون الاضرار الاسرائيلي، حتى بشأن ضرر تم ارتكابه خارج إسرائيل".
    واضاف المحاميان ان الرفض المنهجي يتعارض، ايضا، مع تصريحات للنيابة العامة الاسرائيلية امام المحكمة الخاصة في اسبانيا، (خلال النظر في الدعوى التي قدمها مدنيون فلسطينيون ضد اسرائيل في اعقاب اغتيالها لصلاح شحادة في 2002)، ومع تصريحات للنيابة العسكرية امام لجنة تيركل، والتي جاء فيها ان الفلسطينيين الذين اصيبوا نتيجة نشاطات الجيش في عمليات غير حربية، يمكنهم الوصول الى المحاكم المدنية في إسرائيل ويتم النظر في الدعاوى التي يقدمونها بشأن الضرر الذي لحق بهم.
    وفي وثيقة لدور يتم التحديد بشكل مفصل ان على النيابة الاصرار على السماح فقط بدخول المدعين والشهود الذين يمكن لتغيبهم عن المحكمة الحاق ضرر بموقف المدعى عليها، الدولة. وخلال التداول في القضية في المحكمة العليا، الاسبوع الماضي، لفت المحامي حسن جبارين نظر القضاة نوعام سولبرغ والياكيم روبنشطاين واوري شوهام، الى توجيهات لدور التي وصفها بالمفزعة، وقال انها توضح لماذا يواجه المدعون وشهودهم منع الدخول المنهجي الى اسرائيل.
    حتى الآن لم يتم اعتقال أي مشبوه بحرق تسعة مساجد داخل إسرائيل والضفة
    كتبت صحيفة "هآرتس" انه تم منذ تموز 2011 وحتى يوم امس (الاربعاء) احراق تسعة مساجد، بعضها داخل الخط الاخضر وبعضها في الضفة الغربية، لكن النيابة لم تقدم حتى اليوم أي لائحة اتهام.
    وفصلت الصحيفة عمليات الاحراق التي تعرضت لها المساجد والتي لم يتم اعتقال احد بشأنها حتى الآن، رغم انها جميعا ارفقت بكتابة شعارات تشير الى الجهة التي ارتكبت الجريمة (بطاقة الثمن).
    ففي تموز 2011 تم احراق مسجد قرية المغير قرب رام الله، وكتب على البوابة الخارجية للمسجد شعار "بطاقة الثمن – علي عاين". وفي تشرين الاول 2011 تم احراق المسجد في قرية طوبا الزنغرية في الجليل الاعلى، وكتابة شعار "بطاقة الثمن – بالمر – انتقام". وفي كانون الاول من العام نفسه تم احراق مسجد بورقين في الضفة، وتم كتابة اسم رئيس القسم اليهودي في الشاباك على الجدار الخارجي. كما تم في الشهر ذاته احراق مسجد في شارع شطراوس في القدس، وكتابة شعارات ضد العرب منها "العربي الجيد هو العربي الميت" و"كهانا حاي".
    كما قام نشطاء اليمين في الشهر ذاته، ايضا، بتخريب مسجد في قرية برقة، شمال رام الله. وفي حزيران 2012، حاول "مجهولون" احراق مسجد قرية جبع، جنوب شرق رام الله، وكتبوا شعارات "الحرب بدأت" و"بطاقة الثمن". وفي كانون الثاني تم احراق مدخل مسجد دير استيا في الضفة، وكتابة شعارات "تحية الى قصرى" و"العرب الى الخارج" و"انتقام لدماء عبيدك المسفوكة في قصرى". وفي نيسان 2014 تم احراق بوابة مسجد في ام الفحم، وكتابة شعار "العرب الى الخارج". وفي تشرين الاول 2014، تم احراق مسجد قرية عقربا جنوب نابلس، وكتابة شعار "بطاقة الثمن – تفوح كهانا". ويوم امس تم احراق مسجد قرية المغير، شمال شرق رام الله.
    وحسب معطيات جمعتها منظمة "يش دين" فانه يتم، بشكل عام، اغلاق 92% من الشكاوى التي يقدمها الفلسطينيون دون التوصل الى المجرمين. وقامت المنظمة بجمع اكثر من الف شكوى قدمها فلسطينيون بعد تعرضهم الى حوادث اطلاق النار والاعتداء ورشق الحجارة والاحراق والتنكيل والبناء على اراضيهم الخاصة وسرقة منتوجهم الزراعي وغيرها.
    وحسب معطيات العامين الأخيرين، فانه لم يطرأ أي تحسن على التحقيق في هذه الملفات رغم انشاء وحدة التحقيق في الاعتداءات القومية في شرطة شاي، بل ازداد فشل الشرطة في معالجة شكاوى الفلسطينيين. ويتبين انه من بين 106 دعاوى تم تقديمها خلال 2013 -2014، تم اغلاق 104 ملفات، والتحقيق في ملفين فقط. وتم اغلاق 86 ملفا بادعاء "عدم التعرف على الجاني"، وسبع ملفات بادعاء "عدم توفر ادلة كافية".
    وقالت المنظمة ان هذا يعني انه تم اغلاق 89.6% من الملفات نتيجة فشل الشرطة في التحقيق. وهذا يعني، حسب نوعا كوهين من قسم التحقيق في "يش دين" ان التصريحات الكبيرة حول محاربة الجريمة القومية كانت فارغة.
    إسرائيل تعتقل جندي حرس الحدود المشبوه بقتل نديم نوارة وقائد الوحدة الذي تستر على الجندي
    ذكرت الصحف الاسرائيلية ان شرطة لواء الضفة، اعتقلت يوم الثلاثاء الماضي، شرطيا من حرس الحدود بشبهة اطلاق النار على الفتى الفلسطيني نديم نوارة وقتله خلال مظاهرة النكبة في بيتونيا قبل نصف سنة. وحسب الشرطة فان الشرطي يشتبه بالقتل. وقامت محكمة الصلح في القدس، امس، بتمديد اعتقال الشرطي لستة ايام. كما تم اعتقال قائده الذي كان يعرف بأن الجندي استخدم النيران الحية ولم يبلغ عن ذلك. وحكم على القائد بالاعتقال المنزلي حتى يوم الاحد القادم.
    وقد وقع الحادث في 15 ايار الماضي خلال تظاهرة لإحياء ذكرى النكبة في بيتونيا. وتم خلال المظاهرة قتل الطالبين نديم نوارة (17 عاما) ومحمد سلامة (16 عاما). وفور ذلك ادعى الجيش ان قواته لم تستخدم النيران الحية. لكن شهود عيان اكدوا استخدام النيران الحية، ومن ثم تم عرض اشرطة التقطتها كاميرات الحراسة في المكان، توثق لقتل الشابين دون ان يقوما برشق الحجارة على قوات الأمن، بل كانا على مسافة بعيدة منها. وكان من الواضح انه من غير المنطقي ان يتسبب الرصاص المطاط بقتل الشابين.
    وادعى مصدر امني في حينه ان الشريط مزيف، وانه طلب من الفلسطينيين تحويل العيارات النارية التي تم العثور عليها لفحص الموضوع. كما ادعى وزير الامن موشيه يعلون انه يعرف "طريقة الافلام التي يتم تحريرها"! وبعد قيام الجيش بتقديم ادعاءات مختلفة لظروف اصابة الفلسطينيين، وادعاء الجنود بأنه لم يتم اطلاق الرصاص الحي، بدأت الشرطة العسكرية التحقيق مع افراد شرطة حرس الحدود وقوة الجيش التي تواجدت في المكان، وانكر الجميع استخدام النيران الحية.
    ولكن صحيفة "هآرتس" كشفت لاحقا ان احد جنود وحدة الاتصالات العسكرية اخذ بندقية احد جنود حرس الحدود وقام بإطلاق الرصاص المطاط على المتظاهرين، وتم اقصاء الجندي من وحدته. وفي حينه عرض والد نديم نوارة رصاصة عثر عليها عالقة في الحقيبة المدرسية التي كان يحملها ابنه على ظهره اثناء قتله. وتم الاتفاق على تسليم الرصاصة للجيش بعد مداولات عديدة، لكن نوارة سلم الرصاصة الى مكتب الادعاء الفلسطيني العام، ومن ثم تم تحويل صورها الى الجهاز الامني الاسرائيلي ومنظمات حقوق الانسان. وقبل شهر طرأ تقدم ملموس على التحقيق بعد تسليم الرصاصة الى اسرائيل لفحصها. وقاد الامر الى اعتقال شرطي حرس الحدود الذي اطلقها. وتقول الشرطة ان الشرطي ادلى بإفادة كاذبة بعد الحادث عندما ادعى بأنه اطلق الرصاص المطاط فقط.
    نقل البرغوثي الى العزل الانفرادي وتغريمه بعد دعوته الى دعم المقاومة
    كتبت "يسرائيل هيوم" ان سلطات السجون قررت ، امس، زج مروان البرغوثي، رئيس التنظيم المعتقل في سجن هداريم، في زنزانة العزل الانفرادي لمدة سبعة ايام، بعد دعوته الى "اعلان انتفاضة ثالثة وزيادة العنف ضد إسرائيل". كما تم فرض غرامة مالية عليه.
    وكان البرغوثي قد وجه، امس الاول، دعوة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقطع الاتصالات مع اسرائيل ودعم المقاومة التي اعتبرها "الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية وعودة اللاجئين وتحقيق الاستقلال".
    وفي اعقاب الرسالة طالبت جمعية "ضحايا الارهاب – الماجور" بالغاء عدة امتيازات يحصل عليها البرغوثي في السجن. وتوجهت الجمعية الى المستشار القانوني للحكومة ووزير الامن الداخلي وطالبتهما باتخاذ خطوات ادارية وقضائية ضد البرغوثي. وقالت جهات في سلطة السجون انها تنظر بخطورة الى حقيقة دعوة الاسير من داخل السجن الى ممارسة العنف، ولذلك تمت محاكمته ومعاقبته.
    كوفية غطاس تثير عاصفة في الكنيست
    كتبت "يسرائيل هيوم" ان عاصفة فارغة اندلعت في الكنيست امس، عندما صعد النائب باسل غطاس (التجمع) الى المنصة وهو يضع الكوفية البيضاء والسوداء حول عنقه. فقد ادعت النائب ميري ريغف (ليكود) ان المقصود استفزازا وطالبته بخلع الكوفية. ورد رئيس الكنيست يولي ادلشتاين على ريغف متسائلا: "ما هو غير الجميل بالكوفية؟ كما يمكننا نحن الوصول الى الكنيست مع القلنسوة الدينية، يمكنه الحضور مع الكوفية".
    وادعت ميري ريغف ان النواب العرب يواصلون التحريض، ووصفتهم بأحصنة طروادة في الكنيست. وطالبت المستشار القضائي بتقديم غطاس الى المحاكمة "بسبب الاستفزاز الحقي، خاصة في هذه الأيام المتوترة".
    وسأل غطاس وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش خلال الجلسة: هل تعتقد انه تم قتل الشاب العربي في كفر كنا نتيجة لتصريحاتك؟" فرد اهرونوفيتش: "سؤالك لا يستحق الرد، ولا انوي الاستقالة كما تتمنى".
    مشروع قانون يميني لإعادة المستوطنين الى "حومش" وشانور"
    كتب موقع "واللا" ان سكان مستوطنتي "حومش" و"شانور" سابقا، يعملون بمساعدة اعضاء كنيست من اليمين، على دفع مشروع قانون يسنح لهم بالعودة الى المستوطنتين. ويطالب المستوطنون بالغاء البنود التي تمنعهم في "قانون الانفصال" من العودة الى حيث كانت تقوم بيوتهم.
    وقد بادر الى طرح هذا القانون زئيف اليكن من الليكود، واوريت ستروك، من البيت اليهودي. ويدعي الكين وستروك ان شمال الضفة بقي داخل المنطقة c الخاضعة كليا للسيطرة الاسرائيلية، والسنوات العشر التي مرت منذ الانفصال جعلت اهداف الانفصال موضع سخرية، واثبتت نقطة الفشل التي اعتمد عليها والاضرار الضخمة التي سببها لأمن إسرائيل واقتصادها وعلاقاتها الخارجية.
    يشار الى انه حتى لو تم سن القانون الذي يطالب به سكان حومش، فانهم سيواجهون مشكلة اخرى. فالأراضي التي اقاموا عليها مستوطنتهم هي أراض فلسطينية بملكية خاصة، تم الاستيلاء عليها بموجب أمر وضع اليد العسكري، والذي تم الغائه قبل سنة ونصف في اعقاب الالتماس الذي قدمته جمعية "يشر دين". وحسب قرار المحكمة العليا لن يسمح بعد باستخدام اوامر وضع اليد على اراض لغرض البناء المدني، ولذلك فان فرص سكان حومش سابقا بالعودة الى المكان السابق، منخفضة جدا.
    اعتقال فلسطيني من الخليل على مدخل الحرم الابراهيمي
    ذكر موقع "واللا"، انه تم امس الاربعاء، اعتقال فلسطيني من سكان الخليل (20 عاما) على مدخل الحرم الابراهيمي اثناء محاولته الدخول وفي حوزته سكين كوماندوس. وقامت قوة من حرس الحدود باعتقاله بعد الاشتباه فيه، وعثرت خلال تفتيشه على السكين.
    في سياق مشابه، كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة، ان قوة من وحدة "نيتساح يهودا"، منعت امس، خطة لتنفيذ عملية كبيرة ضد المدنيين الإسرائيليين، بعد نجاحها باعتقال رئيس خلية تابعة للجهاد الاسلامي في قرية برقين في محافظة جنين.
    وقد عثر في بيته على كمية كبيرة من الذخيرة وملابس عسكرية. وقال الضابط ارييه بلوط، نائب قائد الكتيبة ان "الخلية خططت للخروج من القرية وتنفيذ عملية على مفارق الطرق او داخل موقع عسكري".
    مشروع قانون لسحب المواطنة ممن يدانون برشق الحجارة!!
    ذكر موقع المستوطنين (القناة السابعة)، ان عضو الكنيست موطي يوغيف (البيت اليهودي) طرح على طاولة الكنيست، امس، مشروع قانون يهدف الى سحب المواطنة الاسرائيلية ممن يتم ادانته بالإرهاب، بما في ذلك رشق الحجارة او مخالفات اخرى ضد أمن الدولة!
    ويطالب المشروع الجديد بإعفاء وزير الداخلية من مصادقة المستشار القانوني للحكومة على قرار سحب المواطنة، ما يعني عمليا اعادة الوضع الى ما كان عليه قبل 2008.
    ويستهدف هذا القانون المواطنين العرب الذين يحملون المواطنة الاسرائيلية وينفذون عمليات ضد اليهود. وكان قد صودق في السابق على قانون يمنع دفع مخصصات التأمين الوطني وضمان الدخل "للمخربين" الإسرائيليين بعد اطلاق سراحهم.

    مقالات
    الشاباك طالب بالامتياز والجيش شعر بالاهانة ونتنياهو اضطر الى اخماد الحريق.
    يتناول المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، ع الصراع الدائر منذ حرب "الجارف الصامد" بين الشاباك والجيش، حول ادعاء الشاباك بأنه صاحب الامتياز في التحذير مسبقا من الحرب. ويكتب ان نتنياهو اضطر الى التدخل بعد "نشر الغسيل الوسخ" من خلال برنامج "حقيقة" التلفزيوني.
    وقال هرئيل انه "مع كل الاحترام لموجة الارهاب الفلسطيني التي تضرب خلال الأسابيع الأخيرة، شوارع المدن ومواقف الركاب، الا ان القيادتين السياسية والامنية في اسرائيل، تنشغلان منذ 48 ساعة في مسألة واحدة فقط – الصراع الكبير الذي اندلع بين الجيش والشاباك على خلفية النقاش حول الحرب الأخيرة في غزة. وقد اضطر ديوان نتنياهو ومكتب وزير الامن يعلون، طوال يوم امس، الى استثمار غالبية الجهود لتحقيق المصالحة بين قادة الجهازين الامنيين. وعندما تندلع الحرب بين اليهود يمكن للعرب الانتظار.
    وكانت صحيفة "هآرتس" قد كتبت عن جوهر الخلاف في تحقيق بعنوان "حرب الاستخبارات" نشر في بداية ايلول الماضي، بعد عشرة ايام من انتهاء الحرب. وتمحور الصراع الرئيسي بين الجيش والشاباك حول الأشهر التي سبقت الحرب. حيث وصف الشاباك التصعيد في غزة، عشية المواجهة، كخطوة مدروسة قادتها الذراع العسكرية لحماس بهدف اختراق الحصار الاسرائيلي - المصري المفروض على القطاع.
    واعتبرت شعبة الاستخبارات العسكرية ذلك بمثابة تطور مصادف، ولم يكن ثمرة قرار مخطط في الجانب الفلسطيني. واولى الجانبان اهتماما كبيرا للاستعدادات التي قامت بها حماس لتنفيذ عملية عبر النفق في منطقة كرم ابو سالم، على الحدود الجنوبية لقطاع غزة. وفي نيسان الماضي، قبل ثلاثة أشهر من الحرب، اصدر الشاباك وثيقة تحذير الى الجهات السياسية والامنية، اشار فيها الى نية حماس تنفيذ عملية كبيرة في إسرائيل، ستحاول خلالها اختطاف مدنيين وجنود عبر النفق. وتم احباط العملية في مطلع تموز، واصابة خلية حماس، لكن الامور تصاعدت ووصلت الى الحرب.
    وعلى خلفية استعدادات حماس للعملية، تم في الشاباك وقيادة المنطقة الجنوبية للجيش، الحديث مرارا عن "حرب تموز" التي قد تبادر اليها حماس. ولم يتم تبني هذا المصطلح كجزء من حدث رسمي (بل ان شعبة الاستخبارات انكرته تماما بعد الحرب). وعلى خلفية الخلافات المهنية التي اندلعت بين الجيش والشاباك، خلال الحرب، تحول النقاش حول مسألة الردع الى مسالة متفجرة بشكل خاص بعد الحرب. فقد نسب جهاز الشاباك الى نفسه توقع خطوات حماس بشكل مطلق، بينما ادعت الاستخبارات العسكرية ان الشاباك يضخم تحذيراته كي يرسخ نجاحا لا يمت بصلة الى الوقائع.
    وهذا الأسبوع، عرضت ايلانا ديان في اطار برنامج "حقيقة" في القناة الثانية، هذه القضية ودفعتها الى الامام. فقد جعلت الطرفان يرشقان بعضهما بالاتهامات امام عدسة الكاميرا، ومن ثم اعادت موعد التحذير الاصلي للشاباك من مخططات حماس الى شهر كانون الثاني بدل نيسان. وبشكل استثنائي تماما، تم اجراء لقاءات في البرنامج مع رئيس قسم الشاباك في الجنوب (ر) وعاملين آخرين في اللواء (من خلال اخفاء وجوه الثلاثة). وحسب هؤلاء فان الشاباك اقتنع منذ كانون الثاني بأن حماس تتجه نحو الحرب، وانه تم تحويل تحذير ملائم الى الجيش. وكان يمكن لكل مشاهد ان يستكمل الصورة بنفسه. فاذا كان الشاباك يعرف منذ كانون الثاني، ومع ذلك فقد فوجئنا، فهذا يعني ان في الجيش من لم يقم بعمله. ولكن الناطق العسكري الكولونيل موطي الموز نفى خلال البرنامج هذا الادعاء.
    واعتبر الجيش ما تم بثه خلال البرنامج بمثابة تجاوز للخط الأحمر وشن هجوم مباشر عليه من قبل مسؤول الشاباك الذي ظهر في البرنامج بتفويض من رئيس الشاباك يورام كوهين. وردا على ذلك بعث القائد العام للجيش بيني غانتس برسالة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طرح فيها ادعاءات ضد كوهين والشاباك. وتوج رسالته بعنوان "عن الحقيقة والثقة".
    ان اخر ما يرغب به نتنياهو الان هو اخماد الحريق بين المسؤولين الكبيرين في الجهاز الامني، ومع ذلك فان هذا هو تماما ما اضطر الى عمله مع وزير الامن يعلون، حاليا. وكخطوة اولى عقد نتنياهو ظهر امس، اجتماعا في مكتبه حضره يعلون وغانتس وكوهين، ودعاهم الى تحمل المسؤولية القومية وأمر الطرفان المتصارعان بالحفاظ على الصمت المطلق مع وسائل الاعلام.
    ويتضح هنا حدوث شرخ عميق في العلاقات بين الجيش والشاباك، يكمل الخلافات العميقة التي وقعت بينهما في السابق، كما حدث مثلا بعد اختطاف غلعاد شليط عبر نفق الى غزة في حزيران 2006، حيث ادعى الشاباك في حينه انه حذر الجيش مسبقا، فيما قلل الجيش من اهمية التحذير وادعى انه كان تحذيرا عاما. كما يشير تقرير مراقب الدولة في 2007 والمتعلق بالإخفاق في معالجة الانفاق في حينه، الى علاقات متعكرة بين الجهازين.
    وفي الموضوع الحالي، تراكمت الدماء السيئة بين الجهازين، والتي نجمت بشكل خاص عن الخلاف المبدئي حول الصراع على الائتمان. فالجيش الذي تبين وجود فجوات كبيرة في معلومات جهازه الاستخباري خلال الحرب، سوق بذكاء الى وسائل الاعلام نجاحا كبيرا في نقل المعلومات العسكرية الجيدة الى الوحدات المقاتلة خلال الحرب. ولكن الشاباك لم يحب طريقة تخفيض دوره في التقارير التي نشرت في وسائل الاعلام، رغم دوره الجوهري في تحويل جزء كبير من المعلومات الى الجيش. وتقرر التعاون مع برنامج "حقيقة" بهدف تصحيح الغبن، وربما لتصفية الحساب الطويل مع الجيش. وقد نجح البرنامج باثارة الحرب بين الجهازين.
    المدمرون من الضفة ورام الله
    يتهم اري شبيط في "هآرتس" المستوطنين والفلسطينيين والعالم بالمسؤولية عن احتمال اندلاع الانتفاضة الثالثة، وكتب ان الخطيئة الاولى يتحملها اليمين الاسرائيلي، واذا اندلعت انتفاضة ثالثة هنا فان المسؤولية ستقع اولا على كاهل المستوطنين. فغوش ايمونيم سيطرت على الجهاز السياسي من خلال سيطرتها على الليكود، ومن خلال تأسيس "البيت اليهودي" ومن خلال "تحالف الاشقاء" بين بينت ولبيد.
    غوش ايمونيم هي التي تسببت بكون الجهاز السياسي يتحدث فقط عن الاستيطان والاستيطان، والاستيطان. وغوش ايمونيم لم تترك أي نقطة من الاوكسجين في الغرفة، وحولت إسرائيل الى دولة يتم التعامل معها في العالم كجنوب افريقيا، ويعتبرونها في الشرق الاوسط كروديسيا.
    لقد خلق المستوطنون منظومة معادية للصهيونية، متطرفة ومتطورة، تدمج في صفوفها عباقرة سياسيين (في كل ما يتعلق بالنظام الاسرائيلي) لكنهم متخلفون سياسيا (في كل ما يتعلق بالنظام الدولي). وكما كان البروفيسور بن تسيون نتنياهو (والد رئيس الحكومة) يقول دائما، لا يوجد خطر اكبر من الخطر الكامن في الصبيانية التبشيرية. لا حاجة لأن تكون يساريا متطرفا كي تفهم، ان مدمري صهيون من الضفة الغربية (المستوطنات) يشكلون خطرا على كل شيء. انهم لا يسمحون بالليونة السياسية ولا بالابداع السياسي، ويمكنهم جر الدولة الديموقراطية نحو الكارثة.
    الخطيئة الثانية جاءت من قبل الفلسطينيين. فاذا وقعت هنا انتفاضة ثالثة – ستقع المسؤولية الى حد كبير على القيادة الفلسطينية. من حطم آليات المفاوضات كي يمنع اسرائيل من الحرب السياسية، هو الذي تسبب بتطور حرب عسكرية داخل البلاد. من قرر انشاء حكومة مع حماس، هو الذي تسبب بتحويل اسطورة حماس الى اسطورة رائدة في المجتمع الفلسطيني. من يتعامل مع القتلة كأبطال، هو الذي يلعب بالنار ويؤججها، ويجد نفسه الآن يواجه عاصفة نارية.
    لا يمكن مواصلة التعامل مع الزعيم القومي ابن التاسعة والسبعين كطفل في التاسعة من عمره، ولا يتحمل مسؤولية اعماله. الزعيم الفلسطيني المعتدل، ظاهريا، محمود عباس، قاد خلال السنوات الأخيرة خطوات سلبية فظة ادت الى تقويض الاستقرار. برغبة منه او بغير رغبة، يمكن للمخادع من رام الله ان يقود الشعب الفلسطيني الى كارثة اخرى.
    اما الخطيئة الثالثة فيتحملها المجتمع الدولي. واذا اندلعت انتفاضة ثالثة هنا فستتحمل مسؤوليتها ايضاً القيادة العالمية للسلام. السعي الى السلام لا يلامس منع الحرب. في ظروف معينة يمكن للمحاولة غير الواقعية للتوصل الى السلام ان تؤدي الى تدهور عنيف. لقد شاهدنا ذلك في عام 2000.
    كان يفترض بنا استخلاص العبرة من عام 2000. كان يتحتم علينا المعرفة بأن التسلق غير المسؤول نحو قمة السلام سينتهي بالسقوط المحطم للعظام. ولكن القيادة الدولية لم ترّ ولم تتذكر ولم تفهم ولم تستوعب. لقد دفعت نحو خطة سلام مفصولة تماما عن الواقع ولم يكن بامكانها ان تقود الا الى التحطم. وعندما تحطمت العملية قبل ثمانية اشهر، لم تكلف قيادة السلام نفسها استبدالها بعميلة سلام بديلة. وابقت فراغا خطيرا ملأته حرب غزة 2014، والتي قادت الى دوامة التطرف في إسرائيل وفلسطين. من سعى الى انهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، في الربيع الماضي، حرك سلسلة من الاحداث التي ضخمت الصراع ويمكنها ان تقود الى كارثة.
    لا يزال من الممكن الأمل بأنه لن تندلع انتفاضة ثالثة بحجم كامل. ولكن العنف المخيف في الاسبوع الاخير يبشر بالشر. الخطايا الثلاث في العامين الاخيرين خلقت واقع حافة الهاوية. في اللحظة الاخيرة التي يمكن ان تكون قد تبقت لنا، يتحتم بذل جهود عليا للابتعاد عن الهاوية. يجب استخلاص الدروس من الخطايا الثلاث واختيار طريق آخر للسلام.
    يجب العمل بحكمة
    يطرح الجنرال (احتياط) غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" وجهة نظره بشأن طرق مواجهة التدهور الامني الحالي، ويكتب ان ازدياد اعمال "الارهاب" خلال الاسبوع الماضي، يطرح بكل شدة، مسالة كيف يمكن منع الانتفاضة الثالثة. فالى جانب التفسيرات المدروسة – والصحيحة في غالبيتها – والتي تقول انهم "هم المذنبون"، أي داعش وابو مازن وحماس والحركة الاسلامية، ومن لا، يجب التركيز على مسألة ما الذي يمكننا عمله. هذا تحدي ليس بسيطا، خاصة في ظل وجود توتر واضح بين الضغط لإعادة الأمن حالا، وبين الحاجة الى فحص الامور بشكل موزون.
    من المناسب ان نتذكر انه خلال الانتفاضة الثانية استغرق الامر سنة ونصف حتى عثر الجهاز الامني على الصيغة الصحيحة، الدمج بين بناء الجدار الفاصل وحملة "السور الواقي". اذن ما الذي يجب عمله اليوم؟
    الامر الأول هو غمر البلاد بقوات الشرطة والجيش، ولكن دور القوات في هذه المرحلة سيتوقف على حماية اليهود وتوفير مشاعر الأمن. ولن يكون من الصحيح ارسالهم الى داخل المنطقة المعادية، سواء في القدس الشرقية او الضفة الغربية او حتى الى القرى العربية. فهذا الامر سيؤدي الى الاحتكاك والتورط الزائد وسيحقق نتائج معاكسة. ومقابل ذلك ان العمل الاكثر هجومي يحتم جمع معلومات استخباراتية وتخطيط وتركيز الجهود، وهذا يتطلب اياما، وربما أسابيع، قبل التمكن من تفعيل هذه المرحلة بشكل فاعل. ولذلك رغم الضغط، يجب العمل من خلال ضبط النفس.
    ثانيا، يجب منع دخول العمال الفلسطينيين الى إسرائيل بشكل مطلق، واجراء فحص جوهري لثلاثة امور: لمن يمكن منح تراخيص الدخول، الثغرات في الجدار – التي ازدادت في عام 2014 -، وكل الترتيبات مع المشغلين الإسرائيليين وناقلي العمال.
    الخطوة الثالثة هي منع حالة نعود فيها الى تبادل الضربات مع غزة. عملية "الجرف الصامد" خلقت الردع، لكن ذلك لا يكفي. سكان غزة يتوقعون المرحلة الثانية- بدء ترميم القطاع. المحادثات في هذا الموضوع، التي كان يفترض ان تبدأ قبل شهرين، لم تحدث. لدينا مصلحة في اقناع المصريين وجهات اخرى بتحريك المحادثات عاجلا، والا فان انجازات "الجرف الصامد" ستذهب هباء.
    الأمر الرابع هو التأكد من قيام الشرطة باجراء تحقيق عاجل، اساسي، والاستعداد لعرض النتائج على الجمهور بشفافية. اذا تم ارتكاب اخطاء يجب الاعتراف بها. ولكن في المقابل يجب منح الدعم الكامل لمن يخاطر بحياته خلال عملية معقدة. ولا يوجد أي تناقض بين الأمرين، بل على العكس.
    الأمر الخامس هو الحاجة الى الحديث بشكل مغاير. كان يمكن للوضع ان يكون مختلفا، لو كان رئيس الحكومة يدلي بالتصريح المناسب في الوقت المناسب وبالشكل المناسب. مثلا بعد قتل الفتي الفلسطيني من شعفاط كان يتحتم على نتنياهو اعلان موقفه علانية، كما فعل بعد مقتل الفتية اليهود الثلاثة. وبما ان الاضطرابات في الحرم القدسي واعمال القتل جاءت بعد شائعات حول نية إسرائيل تغيير الوضع الراهن هناك، وربما اقصاء المسلمين عن المكان، رغم عدم وجود نية لذلك، فلماذا اذن قال رئيس الحكومة ذلك قبل اسبوع فقط، بنصف فم، وفقط بعد الضغط الأردني؟ من الواضح انه لو كان قد صدر قبل شهر بيان رسمي واضح يضمن عدم احداث تغيير، فان جزء من التوتر كان سيختفي. في ظل الواقع الذي وصلنا اليه يتحتم نقل رسائل اخرى، وليس فقط الغضب وتهديد الجميع.
    الامر السادس الذي يجب عمله، هو اعادة تقييم الوضع في القدس. هناك عشرات القرارات القديمة التي لا تناسب الوضع المتغير، ومنها مثلا الابقاء على احياء، مثل مخيم شعفاط، كجزء من المدينة.
    وماذا بالنسبة للعملية السياسية؟ للأسف لا توجد لها أي فائدة حقيقية حاليا، ومن المناسب ان لا نبني عليها الحل للوضع الأمني.
    فجأة بات يسمح بدخول الحرم
    يناقش يزهار هس، في "يديعوت احرونوت" مسألة منع "دخول الحرم القدسي" من وجهة نظر الشريعة الدينية اليهودية، وقرار الصهيونية المتزمتة، تشريع ذلك، معتبرا ان هذه الجهة، التي تتباكى هذه الأيام على "جبل الهيكل" (الحرم) تمارس احدى اكبر الخدع من حيث التلاعب بالشريعة.
    ويضيف: بالذات هؤلاء الذين اجادوا قبل لحظة التفسير بأنه لا يمكن تسهيل التهود لأن "الشريعة هي الشريعة، ولا يتم تغييرها متى نريد لأن هذا يتلاءم سياسيا او مطلوبا من ناحية اجتماعية"، حولوا ما كان يعتبر الى ما قبل سنوات ميراث المهووسين على هامش المعسكر المتدين، الى نغمة جيدة للنسيج الجديد. دخول الحرم!
    العرسان قبل لحظة من تكليلهم، العرائس بعد الخروج من المغطس، الفتية الذين يضعون القلنسوة المزركشة الكبيرة وينتعلون الصنادل، وحاخاماتهم، ومؤخرا السياسيون من الجبهة الدينية اليمينة، يدخلون الى الحرم ويطلقون تصريحات كانت تعتبر، حسب النظرة الأرثوذكسية، مسائل تشبه الكفر. لأنه يجب الفهم بأن المقصود مخالفة يعتبر بعض الحاخامات الكبار ان عقوبتها "القطيعة" (وهي من اكبر العقوبات التي تفرضها التوراة تماما كعقوبة سفاح القربى والوثنية).
    وها نحن نرى ان هؤلاء السياسيون لا يعودون الى بيوتهم بسلام فقط، بل انهم يضخمون قوتهم.
    الحاخام ابراهام يتسحاق كوك، الذي يطرح هذا الجمهور المؤمن اسمه واسم ابنه الحاخام تسفي يهودا كوك، فوق كل تلة صخرية في الضفة، منع دخول الحرم بشكل مطلق. وعندما توجه موشيه مونتيفيوري في حينه الى الحرم، كتب له الحاخام كوك: "لقد تحطم قلبي بسبب تدنيس اسم الرب في مكان الهيكل.. المس الواحد بقدسية مكان هيكل حياتنا تساوي ملايين البلدات العملية!"
    ويشارك في التوجه الذي يرفض دخول الحرم غالبية الحاخامات الأرثوذكسيين الرئيسيين في الجيل الأخير. ويعارضه حتى الصهاينة – الحاخام كوك (الاب) والحاخام كوك (الابن) والحاخامين نبنتسيل ويهوشواع نويبيرت، وحتى المتزمتين من الحاخام الياشيف وحتى عمار وعوفاديا يوسيف. وهذا ايضا هو قرار الحاخامية الرئيسية: يمنع دخول الحرم حسب الشريعة.
    ولكن، وباسم المصالح السياسية التي تستغل حتى النهاية طموحا دينيا (شرعيا) الى الصلاة في مكان مقدس، بات يمكن احناء الشريعة بتفسيراتها الأرثوذوكسية، كما لو ان ابناء ذلك الجيل، الذين لا يزال بعضهم يعيش بيننا، لم يفهموا معنى الأمور ولم يتعمقوا او يعرفوا عمق الموضوع.
    من ناحية عقائدية المقصود هنا اجراء اصلاح، ولكن من ناحية الشريعة، المقصود استخداما ساخرا لمنهجية القرار المحافظ الذي يعتبرونه كوضع تمثال في الهيكل. يمكن الاعتراض على هذه الخطوة السياسية ويمكن الموافقة عليها، ويجب التخلص نهائيا من النفاق الذي يلفنا.
    تخليص النساء اللواتي فقد ازواجهن واللواتي تصل صرخاتهن الى عنان السماء مسألة ليست ممكنة، لأنها ليست شرعية، وتزويج الاسرائيليين غير اليهود حسب الشريعة بتفسيرها الضيق غير ممكن لأننا سنمزق شعب إسرائيل، وتسهيل التهود مسألة محالة، لأنها خطوة اصلاحية بشكل مطلق. وسيشرحون لنا برأي معتدل ومغمور انه "يجب عدم الاسراع باجراء تغيير في الشريعة، لأن الشريعة هي منظومة متكاملة وليست بندا واحدا، وتغيير امر واحد يمكنه أن يقوض اسس المنظومة كلها، ولذلك يجب عدم الاسراع الى تغييره لمجرد انه يبدو في ايامنا غير ذي صلة".
    ان الصهيونية الدينية ترتكب هنا خطأ مضاعفا. فمن اجل انقاذ اسرائيل تسمح باحناء الشريعة، ولكن من اجل شعب إسرائيل، والنساء والمحدودين الذين لا يتم احتسابهم وغيرهم، تنغلق وراء مقاييس قديمة للشريعة في تفسيرها الضيق، والدقيق. هذا يعني ان متزمتي البيت اليهودي يستحقون الثناء، فهم مستعدون في موضوع الحرم الى التخلي عن تقاليد الاباء والتوراة، واصدار فتاوى كما لو كانوا آخر الاصلاحيين. حسنا .. انهم اصلاحيون.
    بين عرفات وابو مازن: بندقية وليس غصن زيتون
    على نهجه المتواصل في التهجم على الفلسطينيين، يختار رؤوبين باركو في مقالته المنشورة في "يسرائيل هيوم"، التهجم هذه المرة على الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي ابو مازن، والذي يهدده باركو بأن مصيره سيكون كمصير عرفات!
    ويكتب هذا المدرس في جامعة مستوطنة اريئيل، ان وسائل الاعلام الفلسطينية احيت هذا الأسبوع، الذكرى العاشرة لوفاة عرفات، كـ"شهيد" تم تسميمه من قبل إسرائيل. واشاد صوت فلسطين بصراعه التاريخي ضد "الصهاينة" وبعمليات "الارهاب" التي ادارها، والتي قتل خلالها مواطنو "العدو" في عمليات "بطولية". وتم التذكير "بخطاب التهديد" الذي القاه عرفات امام الامم المتحدة، وفي يده غصن زيتون كرسالة سلام، وفي الأخرى بندقية وقوله: "لا تجعلوا غصن الزيتون يسقط من يدي".


    ...

  6. #106
    معلومات , ووثائق وأخبار ,وأسرار جد خطيرة ومهمة , تفيد كل مهتم , شكراً لك يا أستاذة ريمه , والشكر موصول للأخ الأستاذ جريح فلسطين

  7. #107


    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 12 تشرين الثاني 2014
    ابو مازن: اسرائيل تقود الى حرب دينية
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان الرئيس الفلسطيني ابو مازن اتهم إسرائيل، امس، بانها تقود المنطقة والعالم الى حرب دينية مدمرة، وقال ان على حكومة إسرائيل وقف الاستفزاز. واضاف عباس خلال خطاب القاه في الذكرى العاشرة لوفاة ياسر عرفات في رام الله، ان القيادة الفلسطينية مصرة على تطبيق قرارها والتوجه هذا الشهر الى مجلس الأمن الدولي بطلب المصادقة على قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67.
    واضاف ان الفلسطينيين ينوون التوجه، ايضاـ الى المؤسسات الدولية، بما في ذلك المحكمة الدولية في لاهاي، اذا لم تتم المصادقة على القرار في مجلس الأمن. وقال: "سنتوجه الى المحكمة كي ندافع عن شعبنا ولن نرتدع امام الضغوط الكبيرة التي تمارس علينا".
    واتهم عباس حركة حماس، بوضع عبوات في بيوت وسيارات قادة فتح في غزة ومنع مراسم احياء ذكرى عرفات التي كان مقررا اقامتها امس الاول. وقال "ان سلوك حماس في غزة والضفة يمس بالجهود المبذولة لترميم القطاع ولا يبشر باستعداد التنظيم للمصالحة".
    وقال احد المقربين من عباس لصحيفة "هآرتس" ان الاتهامات التي وجهها عباس الى حماس ليست مجرد تصريح سياسي وانما تعتمد على معلومات تشير الى وقوف حماس وراء هذه العمليات.
    على سياق متصل، نشر موقع "واللا" ادعاء جهات رسمية رفيعة في اسرائيل ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يريد الدخول الى غزة وتحمل المسؤولية عنها بسبب تخوفه من حماس. وقال احد المسؤولين الاسرائيليين لموقع "واللا" ان "ابو مازن يتخوف من تحمل المسؤولية عن غزة، والآمال الكبيرة التي علقها المجتمع الدولي على دخوله الى غزة بعد "الجرف الصامد" لم تتحقق حاليا".
    وحسب تفسيرات المسؤولين الإسرائيليين فان عدم نشاط ابو مازن في غزة يعود الى فهمه بأنه لا يملك القدرة على فرض سيطرته على حماس. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع انه "اذا دخلت قوات ابو مازن الى غزة وواصلت الذراع العسكرية لحركة حماس عمل كل ما تشاء، فان نتنياهو سيحمل المسؤولية لعباس. واذا حاولت قوات ابو مازن مواجهة قوات حماس، يمكن التكهن بأنها ستخسر، خاصة وان الأجواء الحالية في الشارع الفلسطيني تتطرف وتنجرف وراء حماس".
    ولذلك ترى الجهات الاسرائيلية ان ابو مازن سيخسر فقط اذا تحمل المسؤولية عن المعابر الحدودية والمسائل الامنية في قطاع غزة. وعندما تتحدث السيناريوهات عن كونه سيصبح شرطيا لإسرائيل او كبش فداء لها، فان ابو مازن يقرر عدم اتخاذ قرار، وفي هذه الأثناء يراقب ما يحدث من الجانب وينتظر رؤية كيف ستتأثر مكانة حماس جراء العملية الوحشية التي تقوم بها مصر من خلال اقامة الجدار الفاصل على حدود غزة.
    البرغوثي يدعو الى وقف الاتصال مع اسرائيل
    قالت صحيفة "هآرتس" ان رئيس التنظيم سابقا، الاسير الأمني مروان البرغوثي، دعا في رسالة بعث بها من السجن، وتم نشرها، امس، بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة ياسر عرفات، الى "وقف الاتصال مع اسرائيل وتدعيم المقاومة، التي تعتبر الطريق الوحيد لانهاء الاحتلال وتحقيق الحرية واعادة اللاجئين وتحقيق الاستقلال".
    واعرب البرغوثي عن دعمه للتوجه الى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها المحكمة الدولية في لاهاي، ودعا القيادة الفلسطينية الى العمل من اجل تدعيم حركة مقاطعة إسرائيل، بدل التمسك بخط المفاوضات التي لم تحقق أي انجاز للفلسطينيين. وقال انه يجب اعادة فحص دور السلطة الفلسطينية، الملتزمة اولا للمقاومة وليس للتعاون مع إسرائيل.
    ووجدت رسالة البرغوثي آذانا صاغية. فقد اوضح احد المسؤولين الفلسطينيين المقرب من البرغوثي، ان تصريحات الأخير تهدف الى نقل رسالة واضحة الى الرئيس عباس واعضاء فتح، الذين لا يستطيع بعضهم الخروج بتصريح علني كهذا. لكنه توجد في فتح اصوات لا تتردد في قول ذلك، رغم اتفاقها مع خط ابو مازن، الذي يسعى الى استنفاذ التوجه الى الامم المتحدة قبل وقف التنسيق مع إسرائيل.
    وقال توفيق الطيراوي لصحيفة "هآرتس" انه اذا فشلت عملية التوجه الى الأمم المتحدة، فستتغير كل منظومة العلاقات الفلسطينية مع إسرائيل. "نحن سنوقف التنسيق الامني، لأنه لن تكون له أي اهمية بدون افق سياسي". وتطرق المقربون من عباس بحذر الى الموضوع، وقال احد المقربين من عباس، امس، وبلهجة غير ملزمة: "لا شك ان هذه المسألة سيتم طرحها بعد التوجه الى الامم المتحدة لمعرفة وجهتنا. ولكنه لا يوجد قرار واضح بعد".
    وأَضاف ان "ابو مازن قال بوضوح اننا سنعيد مناقشة كل منظومة العلاقات مع اسرائيل، بما في ذلك التنسيق الامني". وحسب المسؤول فان الجمهور الفلسطيني يتعامل بشكل سلبي مع مصطلح "التنسيق الأمني"، رغم ان التعاون يصب في صالحه. "فالناس ينظرون الى ذلك وكأن السلطة تؤدي من خلال اجهزتها الامنية دور الذراع التنفيذي لقوات الامن الاسرائيلية، ولكن يجب ان نتذكر انه في كل خطوة تتعلق بالحياة اليومية هناك عامل التنسيق الامني ايضا".
    واوضح قائلا: "في خاتمة المطاف، فان السلطة كلها تقوم على التنسيق الامني، والغاء هذا التنسيق يعني ان السلطة كذراع سلطوي ستتوقف عن العمل وستعيد المفاتيح الى الحكومة الاسرائيلية. ولذلك فان قرارا كهذا لا يعني وقف اللقاءات بين قادة الاستخبارات ومنسق عمليات الحكومة فقط".
    الى ذلك، تواصل حماس تحدي الرئيس عباس. واذا تم الحديث في الشهر الماضي عن حكومة مصالحة، فان الامور تبدو مغايرة هذا الأسبوع. فقد ادعت حماس ان سياسة عباس تقود الى باب موصود. وقال حسين ابو كويك، من قادة حماس في الضفة، ان "المعطيات تدل بشكل واضح على ازدياد المقاومة في الضفة، وهذا يعني انهيار التنسيق الأمني المهين الذي يقوم بتوفير الحماية للاحتلال والمستوطنات. الجيل الفلسطيني الشاب يصر على خط المقاومة لنيل حقوقه، وهذا هو المسار الوحيد الذي يمكنه ضمان ذلك".
    نتنياهو يعلن سياسة العقوبات، ويكرر هجومه على عباس واعتباره ليس شريكا!!
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عقد مساء امس، مؤتمرا صحفيا، بعد جلسة المجلس الوزاري المصغر، اعلن خلاله سياسة العقوبات التي قرر فرضها على الفلسطينيين، وقال انه امر "بمعالجة منفذي العمليات من خلال عدة تدابير تشمل: تعزيز قوات الأمن في مختلف أنحاء البلاد، هدم بيوت "المخربين"، انتهاج قبضة صارمة وعقاب شديد ضد راشقي الحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة وفرض غرامات على اهالي الاولاد والفتية الذين يشاركون في رشق الحجارة، واخراج جهات ناشطة في القدس عن القانون وغيرها".
    وتوجه نتنياهو مباشرة الى الجمهور العربي داخل اسرائيل محذرا وقال: "لا تنجروا وراء أقلية متطرفة. انتم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات (!)، واولها واجب احترام القانون. مواطنو إسرائيل، اعدكم بالعمل ضد الارهاب بإصرار، والعمل بتعقل امام موجات الكراهية. نحن أقوياء، واثقون ومجهزون برباطة جأش وإيمان عميق بعدالة طريقنا".
    وكالمعتاد خلال كل خطاباته الأخيرة، هاجم نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: "نحن مصرون على العمل بكل طريقة ضد التحريض والتصعيد من خلال شن هجوم على الارهاب. لأسفي ابو مازن ليس شريكا، انه يثبت مدى عدم مسؤوليته. بدل ان يهدئ الاوضاع يقوم بتأجيجها، وبدل ان يقول الحقيقية ينشر الأكاذيب وكأننا نعمل بطريقة ما لتغيير مكانة الأماكن المقدسة، وبدل التثقيف على السلام، يثقف شعبه على تنفيذ العمليات".
    وحول جلسة المجلس الوزاري المصغر، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الوزراء لم يطالبوا باتخاذ قرارات، لأنه تم اتخاذ القرارات خلال مشاورات اجراها نتنياهو في مكتبه، ما يعني ان الوزراء جلسوا حول الطاولة، امس، فقط لكي يستمعوا الى طريقة العمل التي تم اختيارها: الاستيعاب.
    وحسب الصحيفة فانه "في الوقت الحالي، على الأقل، لا تنوي قوات الأمن قيادة عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، وانما استيعاب الاحداث حتى تهدأ الأوضاع بمساعدة عمليات موضعية، ومن خلال الامتناع عن الاحتكاك بالفلسطينيين.
    وفصل نتنياهو الخطة التي صودق عليها، وهاجم الرئيس الفلسطيني. مع ذلك اكدوا في اسرائيل، امس، ان التعاون مع اجهزة الامن الفلسطينية لا يزال جيدا. وقالت جهات امنية ان "من مصلحتهم ان يعم الهدوء الضفة، فالجمهور الفلسطيني يتعامل بشكل سلبي. ولا نرى مظاهرات عارمة كما في الانتفاضتين الاولى والثانية".
    في هذا السياق طلبت الشرطة، امس، استصدار اوامر اعتقال اداري ضد سكان من القدس الشرقية بتهمة خرق النظام العنيف، وقدرت ان خطوة كهذه ستساعد على تهدئة الأجواء.
    زج اربعة كتائب عسكرية في الضفة
    في السياق ذاته كتبت "يسرائيل هيوم" ان الجيش الاسرائيلي قرر في اعقاب قتل الجندي والمواطنة، في تل ابيب والضفة، تعزيز قواته على مفارق الطرق في الضفة الغربية، وارسال اربعة كتائب عسكرية الى هناك: الكتيبة 51 من وحدة جولاني، وحدة اغوز من جولاني، كتيبة مدرسة الرادار والمهن في سلاح المشاة، والكتيبة 77 من لواء المدرعات السابع.
    وذكرت القناة الثانية، مساء امس، انه تم نشر بطاريات القبة الحديدة في منطقة "الكرايوت" شمال حيفا، تحسبا لتهديدات محتملة من جهة سوريا ولبنان. وقال الناطق العسكري انه "تم نشر البطاريات بناء على تقييم للأوضاع وحسب الحاجة"
    وفي المدن الإسرائيلية شنت الشرطة والشاباك، امس، حملة واسعة لمطاردة العمال الفلسطينيين "المتواجدين بشكل غير قانوني" في إسرائيل، وتم اعتقال 200 منهم، بالاضافة الى 13 مشغلا وفروا لهم المأوى. وستتواصل العملية اليوم، ايضاً.
    اعتقال أقارب الهشلمون وابو حشاية
    وداهمت وحدة من المظليين، امس، منزل منفذ عملية الطعن في تل ابيب، عائلة نور الدين ابو حاشية في مخيم عسكر قرب نابلس، واعتقلت والده واخوته الثلاثة، واجرت تفتيشا في المنزل. وقالت مصادر فلسطينية ان العائلة بدأت باخلاء منزلها تخوفا من قيام الجيش بهدمه في اطار سياسة العقاب الاسرائيلية.
    وذكرت المصادر الفلسطينية ان قوات الجيش اعتقلت، ايضا، شقيق ونسيب منفذ عملية غوش عتسيون ماهر الهشلمون. لكن الجيش ينفي اعتقال احد من اسرته، وقال انه تم التحقيق معهم واطلقا سراحهم.
    استشهاد شاب واصابة آخرين في الضفة
    وعلى الصعيد الامني، كتبت "هآرتس" ان الجيش قتل الشاب الفلسطيني عماد جوابري (21 عاما)، ظهر امس، واصيب آخر بجراح بالغة، خلال مواجهتين مع قوات الجيش في منطقة الخليل. وحسب البلاغ العسكري فقد وجه فلسطيني خلال مواجهات في مخيم العروب، "سلاحا مرتجلا" باتجاه قوة الجيش، فشعر الجنود بأنهم في خطر ولذلك قرروا فتح النار عليه.
    وفي حادث آخر وقع في جنوب جبل الخليل، اصيب شاب فلسطيني بجراح بالغة خلال مواجهة مع قوات الجيش. وقال الجيش ان قواته استخدمت قنابل الغاز لتفريق حوالي 150 متظاهرا رشقوا الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه شارع في المكان، وعندما لم يرتدعوا ويبتعدوا من المكان، تم فتح النار على احدهم واصابته.
    وفي قرية سنجل في الضفة، اصيب فلسطينيان بجراح طفيفة ومتوسطة. وحسب الجيش فقد رشق 15 فلسطينيا الحجارة والزجاجات على الشارع، وقامت قوة من الجيش باطلاق النار باتجاه اقدامهم واصابت اثنين. كما اصيب ثلاثة فلسطينيين جراء اطلاق العيارات المطاطية عليهم خلال مواجهات مع قوات الجيش قرب سجن عوفر في منطقة رام الله. كما اصيب خلال المواجهة ثلاثة جنود بجراح طفيفة.
    وذكرت "يسرائيل هيوم" ان قاصرين يهود في جيل 13 عاما، قاموا امس، برشق الحجارة على سيارة عربية في منطقة تلفيوت في القدس، فيما قامت عصابة "بطاقة الثمن" بتنفيذ عملية ضد خمس سيارات في بيت صفافا جنوب المدينة.
    في المقابل قال وزير الامن الاسرائيلي موشيه يعلون، خلال مشاركته في جلسة تقييم لقيادة الجيش في منطقة غوش عتسيون، "ان إسرائيل تتواجد في خضم تصعيد بدأ في احداث الحرم القدسي قبل عدة اسابيع وامتد الى القدس والضفة الغربية واماكن أخرى، بما في ذلك عرب إسرائيل". وقال ان الجهاز الأمني سينتهج يدا صارمة بما في ذلك هدم منازل "المخربين" في محاولة لمنع العمليات الارهابية.
    تجربة ناجحة لمنظومة الصواريخ "براك 8"
    كتبت صحيفة "هآرتس: ان جهاز الامن الاسرائيلي أجرى، امس، تجربة ناجحة على منظومة الصواريخ "براك 8" التي سيتم نصبها على السفن الحربية في اسرائيل والهند. وتعتبر هذه المنظومة احد المشاريع الامنية الرئيسية لإسرائيل والهند، لتطوير صواريخ "براك".
    يشار الى ان تطوير الصواريخ تأخر لعدة سنوات بسبب مشاكل يتعلق بعضها بمحرك الصاروخ، لكنه تم التغلب على المشاكل وتم اجراء التجربة الناجحة تمهيدا لنصب الصواريخ على السفن الحربية الاسرائيلية.
    ويفترض بهذه المنظومة ان تشكل حلا للتهديد الصاروخي للسفن الحربية. وحسب بيان للصناعات الجوية الاسرائيلية فان "براك 8" هي منظومة دفاع جوي خارقة، توفر ردا على تشكيلة واسعة من التهديدات في البحر والبر."
    وتشكل المنظومة رادارا يتمتع بقدرة الكشف عن الصواريخ طويلة المدى، بشكل خاص. وسبق تركيب هذا الرادار قبل عدة أشهر على احدى السفن الحربية. ويعتبر "براك 8" مشروعا رئيسيا لسلاح البحرية، يهدف الى تحسين مواجهة الصواريخ المتطورة، وكذلك المساعدة على كشف الطائرات والطائرات بدون طيار. وسيوفر نشر هذه الصواريخ بجانب منشآت التنقيب عن الغاز في البحر، ردا على تهديد الصواريخ المتطورة كصاروخ "يحنوط" مثلا.
    المحكمة تطالب إسرائيل بتوضيح سبب رفضها اخلاء بؤرة قرب رام الله
    قالت صحيفة "هآرتس" انه اضيف الى قائمة البؤر الاستيطانية التي قد يطالب الجهاز الامني باخلائها من خلال المواجهة مع المستوطنين، بؤرة " متسفيه كراميم" التي اقيمت شمال – شرق رام الله. ذلك ان قرارا اتخذته المحكمة العليا هذا الأسبوع، من شأنه أن يقود الى أمر للدولة باخلاء البؤرة.
    وكان المستوطنون قد اقاموا بؤرة "متسفيه كراميم" قبل ثلاث سنوات، على بعد 700 متر من مستوطنة "كوخاب هشاحر". وتم انشاء 20 بيتا وكرافانات على أرض فلسطينية ذات ملكية خاصة. ولم يعمل الجهاز الأمني في حينه على وقف البناء، فالتمس سكان قرية دير جرجير، اصحاب الاراضي الى المحكمة العليا بواسطة المحامي حسام يونس، وطالبوا باخلاء البؤرة.
    ويوم الاحد الماضي، أصدر رئيس المحكمة العليا، القاضي اشير غرونيس، أمرا احترازيا يأمر الجهات المدعى عليها، وزير الأمن وقائد قوات الجيش في الضفة الغربية، ورئيس الادارة المدنية وحركة الاستيطان "أمناه"، بالرد حتى الرابع من كانون الثاني المقبل على الالتماس وتبرير سبب رفضهم اخلاء البؤرة.
    ويستدل من القرار ان هيئة المحكمة التي ضمت، ايضا، مريام ناؤور والياكيم روبنشطاين، لم تقتنع بادعاءات الدولة خلال المداولات. ومن المحتمل ان يحاول الجهاز الامني والنيابة العامة التوصل الى تسوية مع قادة المستوطنات على اخلاء البؤرة بالاتفاق، كما حدث في قضية بؤرة ميغرون قبل سنتين.
    وتواصل المحكمة حاليا النظر في عدة التماسات لاخلاء بؤر اقيمت على اراضي الفلسطينيين، وكما يبدو فان المستوطنين سيواجهون صعوبة بصد قرارات الاخلاء في عدد من البؤر على الأقل. لكن هناك مسألتان قد تؤثران على التعامل مع هذه البؤر: موجة الارهاب المتصاعدة، والانتخابات التي يحتمل تبكير موعدها، حيث يمكن للدولة ان تدعي امام المحكمة ان هاتين المسألتين تشكلان مبررا لتأجيل تنفيذ اوامر اخلاء البؤر.
    اقتراح اكاديمي امريكي اخر لمقاطعة اسرائيل
    كتبت "يديعوت احرونوت" ان رؤساء الجامعات الاسرائيلية أعربوا عن قلقهم ازاء اقتراح اكاديمي جديد يدعو الى مقاطعة دراسة موضوع الشرق الاوسط، والذي ينتظر المصادقة عليه خلال المؤتمر السنوي للجمعية الامريكية لدراسات الشرق الاوسط "MESA"، التي تعتبر احدى اهم الجمعيات التي تهتم بهذا الموضوع وتضم 3000 باحث.
    وقال رئيس لجنة رؤساء الجامعات، ورئيس الجامعة العبرية البروفيسور مناحيم بن ساسون، انه ستكون لمثل هذه المقاطعة ابعاد خطيرة، في مقدمتها على الباحثين انفسهم الذين يفرضون على انفسهم الانفصال عن مركز الابحاث في إسرائيل. واضاف: "آمل ان يتبين بأن المؤيدين لهذه المقاطعة هم اقلية ويتم شجبهم بسبب استخدامهم لسلاح يتناقض مع واجبهم العلمي".
    وقالت جهات في جهاز التعليم العالي في اسرائيل ان "MESA" هي جمعية ذات ميول معادية لإسرائيل بشكل واضح، وان المقصود عمليا "تنظيم عربي"! مع ذلك يعمل رجال الاكاديمية ووزارة الخارجية الاسرائيلية على اقناع قادة التنظيم بالامتناع عن طرح هذا القرار، لأن اغلاق الابواب امام الباحثين الإسرائيليين سيخلق مصاعب كبيرة.
    نائب يميني يحارب الكوفية والملثمين!
    كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان عضو لجنة الخارجية والامن البرلمانية، النائب يوني شطبون (البيت اليهودي) بادر الى طرح مشروع قانون جديد ضد الملثمين، كي يسهل على الشرطة، التي يدعي ان اياديها مقيدة، تقديم لوائح اتهام ضد المتظاهرين ومخالفي القانون.
    يشار الى ان قانون العقوبات ينص في بند "التجمع غير القانوني" على انه يمكن للشرطة اعتقال مجموعة يثور الاشتباه بأنها تخرق النظام العام. ولكن واجب الاثبات ملقى على عاتق الشرطة، الأمر الذي يمنع تقديم المشبوهين الى المحاكمة بتهمة الشغب القومي العنيف. ولكن حسب مشروع شطبون فان واجب الاثبات سينتقل من الشرطة الى المشبوهين في حال تم اعتقالهم وهم ملثمون. وهذا سيجعل مسالة الاعتقالات اكثر فاعلية وسيتيح محاكمتهم.
    مقالات
    اسرائيل تفوت الرسالة الكامنة في تصريحات ابو مازن
    تشير الكاتبة عميرة هس في صحيفة "هآرتس" الى التقارير الاخيرة للبنك الدولي التي تكرر التحذير من العلاقة بين القيود التي تفرضها اسرائيل على تحركات الفلسطينيين والسيطرة الكاملة على المناطق (C)، وبين العجز المزمن للاقتصاد الفلسطيني والغليان المتوقع في صفوف الشبان.
    وتقول ان المهم هنا هو العلاقة المستترة بين الاضطهاد القومي وغياب الافق المهني – الشخصي للكثيرين. حتى التحذيرات تعتبر تصريحات، مدعومة بمعطيات ومعلومات، ولكنها لم تلق آذانا صاغية، ليس من قبل الحكومة الاسرائيلية وحدها وانما من قبل المجتمع الاسرائيلي، ايضا. وكلما صم هذا المجتمع آذانه امام الرسالة، هكذا سيبحث الفلسطينيون عن طرق "صارخة" بشكل اكبر لإسماع رسالتهم.
    عندما تذمر محمود عباس من ان إسرائيل تجر الطرفان الى حرب دينية، تحدث من خلال معرفته لدينامية المجتمع الفلسطيني، وطبعا من خلال معرفته، ايضا، للنشاطات الاسرائيلية التي تغير الوضع الراهن في الحرم الشريف.
    ان وصف تصريحات عباس بأنها "تأجيج للنيران" يفوت دعوته اليائسة للإسرائيليين الى التجمل بالصبر والعودة الى المقاييس "الطبيعية" والسياسية للصراع. كما يبدو، يرتبط نزع الشرعية المتجدد لعباس من قبل نتنياهو، هذه الأيام، بوعد الرئيس الفلسطيني بمواصلة مسار الامم المتحدة، والانضمام الى المعاهدات المختلفة، وفي مقدمتها معاهدة روما (مصدر صلاحية المحكمة الدولية في لاهاي). فعباس يطلق هذه الوعود/ التحذيرات على مسمع الكثير من الجمهور الفلسطيني. لكن زخم هذا الإجراء يتراجع بسبب الفترة الطويلة التي تمضي بين كل خطوة وخطوة من خطوات التوجه الى الأمم المتحدة.
    ان قيمة هذه التصريحات السياسية تتغير حسب الظروف والطريق الوحيدة لقياسها هي التنفيذ الفعلي. إسرائيل تهاجم عباس بسبب رسالة التعزية التي بعث بها الى عائلة الفلسطيني الذي حاول اغتيال يهودا غليك. ولكن كل عمليات السلطة على الأرض – التنسيق الأمني والحفاظ على الهدوء رغم التصعيد العسكري الاسرائيلي، ومنع تظاهرات حماس او تفريقها، وتخصيص ثلث الميزانية لأجهزة الأمن، وتركيز جهود البناء داخل الجيوب الفلسطينية، تدل على ان الحكم الذاتي الفلسطيني ليس معنيا بالانتحار. فالمسؤولين الكبار يعتبرون ذلك انجازا ومكاسب فلسطينية وليست عبئا.
    الحكم الذاتي في الجيوب الفلسطينية لا يزال مصلحة للطبقة الحاكمة في السلطة الفلسطينية، وسواء صدفة او بغير صدفة، فان وقع الجيوب الفلسطينية يلائم مخططات الضم الحثيثة لمناطق (C) – المعلنة وغير المعلنة – من قبل الحكومة الاسرائيلية. ويصعب التصديق ان نتنياهو لا يعرف ذلك.
    نسي انه رئيس حكومة
    تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان بنيامين نتنياهو يعمل ضد دولة إسرائيل. وهذا هو التفسير الوحيد لسلسلة تصريحاته خلال الاسبوع المنصرم. يبدو انه قرر التحرر من القناع الرسمي الذي وضعه خلال السنوات الأخيرة، ويكشف امام الجمهور الآن وجهه المتطرف.
    وتقول الصحيفة ان طابع نتنياهو لم يتغير: انه يبذل كل ما يستطيع لمنع أي اتفاق ممكن مع الفلسطينيين، وبعد ذلك يستغل الاحباط الذي يولده رفضه لتأجيج الأجواء. انه يخترع شروطا مبالغ فيها لبدء المفاوضات (الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية)، وبعد انعكاس الاحباط الفلسطيني في الشوارع يدعو كل من يتظاهر ضد إسرائيل ومن اجل الدولة الفلسطينية للانتقال الى هناك. ويقول: لن نضع امامكم عراقيل.
    نتنياهو يهدف الى عرض العدواني كضحية، والضحية كعدواني. انه يرفض مناقشة مسائل هامة كالحدود وتقسيم القدس وحق العودة، وبعد ان يغضب الجانب الفلسطيني ويتسرب ذلك الى العرب في اسرائيل، يلقي على وزير الداخلية مهمة فحص سحب مواطنتهم، لأنهم تظاهروا ضد الدولة او هاجموا الشرطة. بدل أن يكون رئيس حكومة لكل سكان الدولة، بما في ذلك العرب الذين يشكلون 20%، يقصد نتنياهو هدفا مختلفا في جوهره: تطبيق حلم أرض اسرائيل الكاملة. ولذلك فانه يستثمر كثيرا المورد الاكثر اهمية بالنسبة له: الوقت.
    انه يعرف بأنه كلما اشترى المزيد من الوقت – من الفلسطينيين والامريكيين والعالم – فانه يتسبب بذلك بضرر اكبر لفرص الاتفاق، ويقرب واقعا يستوطن فيه اليهود على كل الأرض، من النهر الى البحر. وعلى طريق تطبيق "الحلم" يقوم نتنياهو بتفكيك غرز حساسة في نسيج الحياة الاسرائيلي. انه يضعف مشاعر الهوية الاسرائيلية لدى العرب، وينتزع شرعية حتى اليهود الذين يطالبون بحل الصراع من خلال تقسيم البلاد ("لديكم المبادرة الوحيدة هي القفز عن الجرف والتراجع"). ن
    تنياهو في الأيام الأخيرة هو صورة عنيفة مضرة اكثر من نتنياهو في سنوات 1996 -1999 (اليسار نسي معنى ان يكون يهوديا"، "الخائفون".) مسألة ما اذا كان نتنياهو يحاول استباق بينت وليبرمان في اليمين، خشية تبكير موعد الانتخابات، ليست ذات صلة. رئيس الحكومة الذي يتعامل مع مئات آلاف المواطنين – العرب واليهود – كفائض زائد، وعدو مقنع، لا يمكنه ان يكون رئيس حكومة لهم.
    هانيبال في القدس
    تهاجم كارولاينا لاندسمان في مقالتها الجريئة في "هآرتس" تصريحات وزير الامن الداخلي واطرائه على افراد شرطة حرس الحدود الذين قتلوا الشاب الفلسطيني الذي نفذ عملية الدهس في القدس، وتقول ان الرسالة الكامنة في قول الوزير إن "عمل ضابط حرس الحدود الذي طارد المخرب وقتله بسرعة هو عمل صحيح ومهني، وهكذا كنت اريد للأحداث أن تنتهي. المخرب الذي يتعرض للمدنيين يجب قتله"، كان واضحا جدا، وقد شاهدنا، نحن والعالم كله تطبيق هذه الأوامر غير الرسمية، في شريط الفيديو الذي يوثق لقوة من الشرطة وهي تطلق النار على خير حمدان وتقتله بعد مهاجمته بسكين لسيارة الشرطة.
    عمليا، لو كان قتل العرب يهم الجمهور اليهودي في الدولة، لكان يفترض ان يثور اشتباهه منذ قراءة بيان الشاباك والشرطة في اليوم التالي لإطلاق النار على الناشط اليميني يهودا غليك. فحسب الشرطة والشاباك، تم اطلاق النار على المشتبه فيه معتز حجازي خلال محاولة قوة من وحدة "يمام" اعتقاله في بيته في حي الطور في القدس، وبعد قيامه بفتح النار على القوة التي حاصرته. في هذا الحادث لم يتم نشر شريط فيديو يكشف ما الذي قصدوه في قولهم انه تم اطلاق النار على حجازي خلال محاولة اعتقاله. ربما كان هذا هو سبب تقبل بيانهم كما هو.
    تصريحات اهرونوفيتش وتطبيقها على الأرض تعكس التوق الى "انهاء" الاحداث – أي ان يتم تصفية المخرب – في المكان نفسه، ولا يصل الأمر الى الجهاز القضائي. الدولة تتعامل مع العرب الإسرائيليين الذين يهاجمون اليهود كالأعداء، وليس كجنائيين (والدليل على ذلك سعي نتنياهو الى انتزاع مواطنتهم وارسالهم الى السلطة الفلسطينية "بل حتى الى غزة"). كما ان الدولة تسعى الى التوضيح بأنها ليست معنية بهم كمعتقلين. وهكذا فان الطريقة المثلى لمنع اطلاق سراح المخربين تكمن في عدم اعتقالهم منذ البداية.
    ما الذي يعنيه هذا التوجه ان لم يكن طفرة جينية من فيروس "نظام هانيبال"؟ خلال "الجرف الصامد" في غزة جرى نقاش عاصف حول "نظام هانيبال"، خاصة حول ظروف موت المخطوف الضابط هدار غولدين خلال عملية في رفح. لقد سأل الكثير في حينه عن شرعية السياسية غير الرسمية للجيش لمنع اختطاف الجندي حتى لو كلف ذلك قتله. ليس من المفاجئ، اذن، ان الدولة التي تفضل جنديا إسرائيليا قتيلا على جندي اسير، تفضل مخربا عربيا قتيلا على مخرب معتقل.
    تصريحات اهرونوفيتش تحمل منطقا مشابها لنظام "هانيبال"، الذي يعكس اليأس العميق اكثر من أي أمر آخر. بعد سنوات مرهقة للأعصاب، قلقا على غلعاد شليط، لا يمكن للدولة تحمل مغامرة مؤلمة أخرى، كان يمكنها ان تجبي ثمنا يعتبر باهظا بالنسبة للكثيرين (اطلاق سراح اسرى ملطخة اياديهم بالدماء). هذا اليأس يصيبها الآن ايضا: بعد الحروب والانتفاضات، وبعد الصيف الرهيب لعملية الجرف الصامد، لم يتبق لدى المجتمع قوة لاستيعاب اندلاع موجة مقاومة اخرى، وجبهة جديدة.
    تصريحات اهرونوفيتش تعكس الامل الكاذب، بأنه يمكن "انهاء" الاحداث على المستوى الميداني، وانه يمكن تصفية الحدث بشكل مركز، كما لو كان حلقة في سلسلة واقع تشارك إسرائيل في خلق ظروف حدوثه. لكن اليأس هو ليس من نصيب الإسرائيليين اليهود فقط، وانما يصيب العرب في إسرائيل، وبالتأكيد الفلسطينيين في المناطق. ويعكس اليأس العام اخفاق القيادة، وفي مثل هذه الاجواء لن تنفع النظم والأوامر، ولن ينفع تعزيز قوات الشرطة والجيش. فكل عملية "تصفية" لحادث معين تبشر بولادة حادث آخر. العنف سيتزايد حتى يستبدل اليأس بالأمل. ولكن اين السلطة الاسرائيلية الحالية من الأمل؟
    يجب تحديد لقاء مع عباس
    تحت هذا العنوان يكتب القاضي المتقاعد غابرئيل شتراسمان، في "هآرتس" انه لم يقم أي نظام استعماري سيطر على العالم بعد الحرب العالمية الثانية بتصفية المقاتلين من اجل الحرية/ الارهابيين الذي حاربوه. اندونيسيا، كينيا، إسرائيل، قبرص وايرلندا وصلت الى مكانتها الحالية بعد مفاوضات دولية.
    لسبب ما فان غالبية الذين يقودون دولة إسرائيل، اليوم، لا يزالون يعتقدون بأن نتيجة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ستكون مختلفة، وان اطلاق النار على المخربين وهدم البيوت وهتافات المتهورين – الذين نتفهم غضبهم – بانتهاج "يد صارمة" سيحسم الكفة. هذا التوجه يعتبر اعمى، ويساهم في استمرار اعمال القتل، سواء بمبادرة شخصية او وفق اوامر عليا.
    التصريحات المحرضة التي تصدر عن عدد كبير من قادة اليمين في إسرائيل، لا تقل في خطورتها عن تلك التي نسمعها من حكام ايران وقادة حماس والجهاد الاسلامي.
    اريد توجيه اولئك الذين يريدون بناء الهيكل الثالث في الحرم القدسي – ويوجد كهؤلاء – واولئك الذين يدخلون الى هناك للصلاة دون ان يفهموا الاستفزاز الذي يسببونه، الى كتاب سيمون صباغ مونتفيوري "القدس، سيرة ذاتية" كي يتعلموا كم من الدماء تم سفكها في الصراع على الحرم القدسي، قبل وصولهم.
    لقد سيطر اليهود على المكان حتى خراب الهيكل. بعد ذلك سيطر عليه المسلمون والمسيحيون بشكل متتابع. الحرم لم يكن ابدا مكانا للسلام، وكان دائما أداة للقوة في أيدي من سيطر عليه. وخلال العقود الاربعة الأخيرة تملك إسرائيل هذه القوة.
    تطبيق الحق لا يعتبر مسالة قانون وتاريخ فقط. وانما مسالة عقل سليم ايضا. ولكن هذا، لبالغ الأسف، اختفى وتبخر لدى الكثير ممن يترأسون الدولة. المشكلة هي ان سياسة الحكومة التي تقوم على فرضية ان "العرب يفهمون لغة القوة فقط" هي سياسة خاطئة. فمن السياسة المتبعة منذ حرب يوم الغفران يتضح ان "اليهود يفهمون القوة فقط".
    قتل المتظاهرين وراشقي الحجارة وهدم البيوت ومصادرة الأرضي الخاصة ومنع سفر العمال الفلسطينيين في الحافلات، سيزيد فقط من خطورة الاوضاع الخطيرة اصلا.
    ما يتحتم على الحكومة المتزنة عمله هو تحديد موعد للقاء محمود عباس كي يتم مناقشة العلاقات بين الشعبين، بدون اغلاق الباب وبدون شروط مسبقة. من المفضل ان تجري المحادثات وراء ابواب مغلقة، لأنه هكذا فقط يمكن التوصل الى نتائج. فالشفافية لن تحقق شيئا باستثناء الضغط غير المبرر من قبل اليمين المتطرف لدينا ولدى حماس.
    في وردية سيد الارهاب
    يهاجم ابيعاد كلاينبرغ في "يديعوت احرونوت"، سياسة رئيس الحكومة، ويكتب ان خرافتان تسيطران في اسرائيل، الاولى تقول ان نتنياهو هو شخص واقعي، أي ان انصار المركز واليسار الصهيوني لا يحبونه، لكنهم يعتبرونه أهوين الشرين. ويقول هؤلاء لأنفسهم انه نفعي وجبان، ومتحرر من الافكار التبشيرية، ولا يخطط لقدوم المسيح ولا ينوي تفجير مساجد الحرم القدسي وبناء الهيكل الثالث.
    خذوا مثلا الحرب الأخيرة في غزة، المسماة "عملية الجرف الصامد". نتنياهو لم يحتل القطاع، رغم انه استخدم في الماضي، مرارا، لهجة "ضربة واحدة وانتهينا"، و"قبضة حديدية" و"اجعلوا الجيش ينتصر". كما انه لم يهاجم ايران واكتفى بالتصريحات. فمع التصريحات يمكن التعايش. في مجمل الأمر، يقول الجالسون على الجدار لأنفسهم، ان بيبي يدير العمل بشكل معقول: بعض الشبهات بالفساد، بعض الحماقة، الكثير من الكلمات العالية، القليل من العمل. ولكنه يمكن للأمر أن يكون أسوا.
    الأنباء الجيدة هي انه يمكن فعلا ان يكون الوضع اسوأ. والانباء السيئة هي انه سيكون الوضع اسوأ بكثير، وبيبي نتنياهو يتحمل دورا هاما في ذلك. هذا لم يعد مجرد مشاعر في البطن وانما مشاعر في الرأس. المستقبل الذي هددت سياسة "النعامة المسلحة" التي حاول نتنياهو انزالها بنا اصبحت هنا. انتهى الهدوء الخيالي، والانتفاضة الثالثة باتت هنا، في وردية سيد الارهاب، والحرب القادمة التي لم نستعد لها، هي مجرد مسالة وقت. شباك الفرص الذي تم فتحه امامنا مع تولد تحالف اقليمي ضد الاسلام الراديكالي يشرف على الانغلاق. يمكن للوزير يعقوب بيري التوصية بتبني المبادرة السعودية، ولكن اكثر المراقبين السذج يعرف ان إسرائيل بقيادة نتنياهو لن تتبنى أي مبادرة ولن تبدأ أي خطوة تهدف الى اخراجها من الوحل. وسيواصل نتنياهو اطلاق التصريحات الفارغة، والضغط على دواسة الغاز في عملية كاذبة، والتمسك بشكل عميق في واقع اللامفر الكابوسي الذي يعتبر احد مهندسيه.
    كلما تقلصت قدرته على منحنا الشعور اللطيف بالمضي بدون (خطة سياسية عقلانية) والشعور بأننا مع (أمن وقوة) يعود نتنياهو الى صورته الأكثر حقيقية: الصدام المتأثر بجنون العظمة مع الولايات المتحدة. ورفض أي حل لا يوافق عليه المستوطنون، ودعم كل مبادرة جنونية تهدف الى احراق الجسور – بيننا وبين العالم، بيننا وبين الفلسطينيين، بيننا وبين عرب اسرائيل. تعالوا نتوجه اذن الى الحرم القدسي، تعالوا نرسل العرب الاسرائيليين الى غزة، تعالوا نعد الفلسطينيين بانهم سيبقون الى أبد الآبدين رعايا بدون كرامة وأمل. تعالوا نعزل انفسنا عن العالم، تعالوا نعيش داخل غيتو مسلح نعتبره شقة فخمة، او كمدرسة دينية ضخمة، يتم فيها قطع الاحلام التبشيرية بخدمة عسكرية دوية ضد من يجدفون اسم اله اسرائيل. هذا ليس المستقبل يا سادة. هذا هو الحاضر، الحاضر الذي بناه بيبي لنا. وهذا لا يعني عدم وجود مستقبل، لكنه سيكون مثل الحاضر، ولكن أسوأ، بل أشد سوءا.
    اما الخرافة الثانية فهي، ومع كل سلبياتها، انه لا يوجد بديل لنتنياهو. فالمرشحين لاستبداله من المركز واليسار يفتقدون الى القدرات القيادية التي نبحث عنها لدى رئيس الحكومة. هذه الخرافة هي سر قوة احد اسوأ رؤساء حكومتنا. اسرائيل لا تجدا خيارا لها ليس في علاقاتها الخارجية فقط، وانما على الحلبة السياسية الداخلية، ايضا. هذه الخرافة هي هراء. فلكي يتم استبدال القائد السيء، لا يتحتم وجود حزب كبير يقف على رأسه قائد قوي. في العالم العصري لم يعد هناك قادة اقوياء. يكفي وجود تحالف لقوى تؤمن كلها بالحلول السياسية، ويتم من داخلها اختيار القائد. ولن يكون اسوأ من بيبي.
    هذا لن ينتهي ابدا
    يكتب ايتان هابر في "يديعوت احرونوت" ان إسرائيل سبق وعايشت "ارهاب السكاكين". وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي، خاف اليهود من التجوال في الشوارع. وفي حينه تم تفسير وتحليل "ارهاب السكاكين" على انه سلاح الضعفاء، الافراد، غير المنظمين في تنظيمات ارهابية، اولئك الذين لا يملكون وسائل قتالية. على هذا ايها السادة كانوا سيقولون: لا تكذبوا على انفسكم.
    خلال العشرين سنة الأخيرة، تقدمت التنظيمات الارهابية من ارهاب السكاكين الى ارهاب الصواريخ التي يملك منها حزب الله ، مثلا، 100 الف صاروخ وقذيفة. وسيكون هناك من سيقول – بل اكثر. في اليوم الأخير لعملية "الجرف الصامد" اطلقت حماس المستسلمة، المسكينة والمهزومة، عشرات الصواريخ والقذائف على الاراضي الاسرائيلية. صحيح جدا ان دولة إسرائيل والجيش تقدموا كثيرا خلال هذه السنوات، ولدينا اكثر الطائرات تطورا في العالم ولدينا الدبابات، لكننا لا نملك سلاحا ضد سكاكين المطبخ.
    ورغم كل ما قيل حتى الآن، فاننا لا نزال نؤمن ونعيش ونتصرف كما لو أننا ملوك العالم، ولا يوجد مثلنا. نحن الذين اوصلنا فن "الردع" الى القمة. التنظيمات الارهابية تخاف منا، الجيوش العربية تعرف قوتنا. ولن تتجرأ علينا (لن تتجرأ؟ وماذا كانت حرب يوم الغفران). لقد سجدنا للردع، باركناه وتباركنا به. لكن الحقيقة هي انه لا وجود لشيء كهذا اسمه الردع. ربما كان سائدا ذات مرة، لكنه تم دفنه ولم يعد قائما.
    الفترة الماضية بين الحروب والانتفاضتين كانت فترة استعداد، خاصة لدى الجيوش العربية والتنظيمات الارهابية. هناك، ايضا، وربما بتأخير ما، فهموا انه لا حاجة الى الحرب طوال الوقت. فهموا انه يجب الاستعداد ومراكمة الكثير من الوسائل القتالية والتفكير والتخطيط، وبعدها الخروج الى الطريق الدامي. يمكن الصراخ في مؤتمرات المتهورين "من يؤيد تصفية الارهاب"؟ (ومن لا يؤيد ذلك؟) ويمكن الكذب على انفسنا بأن هذه العملية او تلك قضت على الارهاب. لكن هذا ليس صحيحا.
    لا يمكن تصفية افكار الانتقام والاحباط لدى الفلسطينيين وغيرهم، ممن يحملون سكين مطبخ ويخرجون لتصيد اليهود. يمكننا قتل الف ناشط ارهابي، واعتقال نصف مليون في السجون، لكنه لا يمكننا قتل شعب بأكمله يريد قتلنا. هذه مسألة سنوات، مسألة تثقيف، ومسالة حياة طويلة في ظل الارهاب والفهم بانه اذا لم نتمتع نحن وجيراننا في المستقبل بحياة الطمأنينة، ستعيش الشعوب من حولنا بينما سنكون نحن في جهنم.
    ابو مازن وحماس اخوة في التحريض.
    يكتب دان مرغليت، في "يسرائيل هيوم" ان الشابك ينشغل في كشف عمله السري في اطار برنامج "حقيقة" الذي تقدمه د. ايلانا ديان، كي يهزم الجيش في المنافسة على المجد والنجاح الاستخباري في حرب غزة، ولا يتفرغ لمعلومات راسخة حول نوايا ابو مازن. ويتحتم على يورام كوهين (رئيس الشاباك) توفير رد على سؤال جوهري: هل يفهم رئيس السلطة الفلسطينية ان اعمال الشغب العنيف التي تقوم بها جهات اسلامية متطرفة تهدد سلطته اكثر مما تهدد الاستقرار في اسرائيل؟
    إسرائيل لا تملك معلومات كافية، ولديها مجرد وجهة نظر فضفاضة، يمكن ان يتبين بأنها امنيات بالنسبة للشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية. لقد التزم بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون، كل واحد بلسانه، بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي – مركز الشغب المتسع – ولكن ابو مازن لا يرحب بذلك، وانما يواصل القول: ان إسرائيل تغير الوضع في الحرم وتتحمل المسؤولية عن الحرب الدينية المستقبلية، معاذ الله. موقفه هذا لا ينم على أي مساهمة في التهدئة، باستثناء الفهم بأنه يحافظ على الهدوء النسبي في الضفة الخاضعة لسيطرته، وغير مبال امام رؤيته لإسرائيل وهي تغوص في دمائها في القدس الخاضعة لسيطرتها المطلقة.
    هذا هو، ايضا، طابع سلوك منافسته حماس. انها تحرض الفلسطينيين في الضفة على خرق الهدوء المتوتر وتدميره بعمليات الدهس والسكاكين والحجارة، ولكنها تحرص على الحفاظ على الهدوء في غزة كي تمنع إسرائيل من ضربها.
    الرسالة الاسرائيلية اكثر تعقيدا. وقد انعكس المأزق في خطاب نتنياهو. فمن جهة اعلن التزامه بالحقوق المتساوية للجمهور العربي من خلال تجاهل الحماقة التي تعتقد انه يمكن سحب مواطنة الجنائيين، ومن جهة اخرى، يصعد وسائل تطبيق القانون لاحباط الاضطرابات مسبقا. لكن عرب إسرائيل يتعقبون اخوتهم في المناطق، حيث يرقص محرضو حماس والجهاد الاسلامي على الدماء حسب صيغة يعلون: كل عملية دهس او طعن تمت هنا، تحمل في طياتها عملية اخرى.
    في الواقع المشتعل على وجه الأرض، وقبل تشديد الصراع في مجلس الأمن الذي سينعقد لمناقشة المبادرة الفلسطينية لإنهاء الانسحاب الاسرائيلي الى الخط الأخضر خلال عامين، يتطلب الأمر مهدئ آلام في القدس، ايضا، رغم انه لا يحمل علاجا للتطرف العربي. يتحتم على نتنياهو العمل كي يثبت لأصدقاء اسرائيل في الغرب انه يستطيع صد التهور الكلامي لوزراء ونواب الائتلاف الحكومي الذين يتخذون من الدخول الى الحرم ممرا يعبرون من خلاله الى الانتخابات الداخلية في احزابهم، وكل ذلك على حساب الأمة.
    الارهاب ضد اليهود ليس بسبب غياب المفاوضات.
    كتب ايلي حزان ان تجدد الارهاب ضد اليهود ومواطني إسرائيل يعيد طرح النقاش حول دوافع منفذي العمليات الدامية. لقد تم خلال سنوات تنمية توجه في وسائل الاعلام الاسرائيلية يقول ان العمليات الشريرة ضد الإسرائيليين ستستأنف في ظل غياب المفاوضات السياسية والحل الاقليمي.
    لن يكون من المبالغ فيه التحديد بأن رئيسة حركة ميرتس زهافا غلؤون، ذهبت الى ابعد من الجميع في مفهومها الذي يدعي انه لا شك بأن الحل لداعش يكمن في التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. غلؤون ليست وحيدة في هذا التوجه. فتتبع تصريحات عدد من السياسيين ورجال اليسار الإسرائيليين يظهر طابعا مشابها. ويتم تركيز غالبية الانتقاد ضد نهج "ادارة الصراع" الذي يقوده نتنياهو، لكن هذا الانتقاد يعاني من تجاهله للأحداث والاعمال والتوجهات ومعتقدات الجانب الفلسطيني.
    لقد بدأ الارهاب ضد اليهود، بسبب يهوديتهم وعيشهم في إسرائيل، قبل فترة كبيرة من قيام الدولة، وقبل طرح فكرة الدولتين. في سنوات 1920، 1921، 1929، 1936 و1947، لم تكن اسرائيل قائمة بعد، ولكن تم تكريس غالبية جهود القيادة الفلسطينية لقتل واصابة اليهود. حتى العام 1967، لم تكن اسرائيل مسيطرة على الضفة وغزة، ولكن جوهر فتح التي قامت في عام 1959، ومنظمة التحرير التي اقيمت عام 1964، كان واحدا ووحيدا: تدمير دولة اسرائيل باي شكل. ويكفي نظرة قصيرة على الميثاق الفلسطيني الذي لم يتم تغييره فعلا، كي يثبت هذا الامر بوضوح.
    كما انه في كل مرة حاولنا فيها التوصل الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين او اظهرنا استعدادا للتسوية، تعرضنا الى الارهاب. في عام 1993 تخلت حكومة رابين عن مناطق فلسطينية في سبيل الاتفاق السياسي، واحضرت ياسر عرفات الى قلب اسرائيل، واضطرت الى مواجهة ارهاب الانتحاريين. وفي تموز 2000 سعى ايهود براك الى التخلي عن كل ما يمكن من اجل السلام لكننا حصلنا على الارهاب في انتفاضة الاقصى. وفي 2005 انسحبنا حتى السنتمتر الأخير من غزة واقتلعنا السكان (المستوطنين) من بيوتهم، فماذا كانت النتيجة؟ تضخم الارهاب الى حد تهديد كل اسرائيل بالصواريخ. هذا يعني ان هذه الصيغة ليس غير ناجحة فقط وانما تؤدي الى نتائج خطيرة.
    يبدو ان كل من يتمسك بمفهوم الاتفاق السياسي كحل للوضع يعاني من فشل في الفهم الأساسي. ولكنه يمكن ان يكون ذلك احد الأسباب الرئيسية لكون الجمهور الاسرائيلي يقصي المؤيدين لذلك التوجه عن السلطة ويرسلهم الى المعارضة. يكفي ان نقرأ تصريحات الفلسطينيين، كي نفهم نواياهم ونعرف ما الذي تعنيه اعمالهم. الأجوبة واضحة جدا: الارهاب سيتوقف في اللحظة التي تختفي فيها دولة اسرائيل، ولا يبقى اليهود، على الأقل، الاسياد هنا.




    Nida Younis
    Director of the Press Office and Public Relations Unit
    Ministry of Information, Ramallah
    T. +972 2 2988 040
    F. +970 2 2954 043
    M. +970 (0) 599 856 053
    @: pressoffice@minfo.ps
    @: karmel2010@yahoo.com
    URL. www.minfo.ps

  8. #108


    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 11 تشرين الثاني 2014
    ما وراء تأجيج نتنياهو للحرب على الفلسطينيين في إسرائيل
    تحليل
    لم يأت رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بجديد، في دعوته للمواطنين العرب الذين يتظاهرون "ضد إسرائيل" على حد تعبيره، ولصالح "السلطة الفلسطينية" الى الانتقال الى اراضي السلطة الفلسطينية وغزة والتظاهر هناك، لكنه اضاف في ذلك تمزيق قناع آخر عن وجهه وحقيقة ما يرمي اليه تعنته على ربط أي اعتراف بحق الفلسطينيين بدولة لهم، باعترافهم بأن اسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي. فهذا هو ما يسعى اليه نتنياهو في خاتمة المطاف: انتزاع شرعية ومواطنة الفلسطينيين الذين تبقوا في وطنهم بعد النكبة، وبالتالي استكمال المشروع الصهيوني التاريخي الهادف الى تفريغ فلسطين من سكانها العرب تنفيذا للأكذوبة التاريخية للحركة الصهيونية التي ادعت "ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا أرض".
    لقد اطلق نتنياهو منذ بداية احداث الحرم القدسي سلسلة من تصريحات التحريض التي استهدفت أساسا السلطة الفلسطينية ورئيسها ابو مازن، وحملتهم مسؤولية الأحداث في القدس، والى جانب ذلك استهدفت المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل الذين حملوا قضية الاقصى أمانة في اعناقهم ودافعوا عنه امام كل محاولة لتهويده وارتكاب جريمة التقسيم التي يطالب بها اليمين على غرار ما حدث في الحرم الابراهيمي. وفي حين اصدر نتنياهو اوامره الى الجهات الامنية بإخراج ما اعتبره تنظيمات اسلامية متطرفة (المرابطون والمرابطات في الحرم القدسي) عن القانون، وقام بإغلاق مؤسسات خيرية تابعة للحركة الإسلامية بادعاء انها تمول نشاطات حماس، فقد سمح لنفسه حتى بإصدار اوامر تقضي بفحص امكانية سحب المواطنة ممن يزعم انهم ينادون بتدمير اسرائيل. ولتبرير هذا الاجراء الذي يذكر بنظام الأبرتهايد، يزعم ان بين المواطنين العرب من يرفع اعلام حماس وداعش، وكل ذلك لصب الزيت على نار التحريض وتأليب اليمين المتطرف بشكل أكبر على المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، ومن خلال ذلك، بدء تنصيب نفسه كمرشح لهذا اليمين في الانتخابات القادمة.
    وفي حين يزعم امام الملك عبدالله وجهات دولية، انه يسعى الى التهدئة في القدس، يواصل ووزراء حكومته صب الوقود على نار الكراهية والتحريض ويتيح لوزراء ونواب اليمين المتطرف، انصار حركات "الهيكل" مواصلة تأجيج الاوضاع في الحرم القدسي، من خلال الزيارات الاستفزازية والتصريحات العنصرية والاجرامية التي تدعو الى تشريع قتل من يقاوم الاحتلال في القدس الشرقية والحرم القدسي، لا بل وحتى داخل إسرائيل، كما حدث في قرية كفر كنا، حيث قتلت الشرطة الشاب خير الدين حمدان بدم بارد، فقط لأنه احتج على اعتقال ابن عمه، او على رش وجهه بغاز الفلفل، كما يتبين من معلومات وصلت الى صحيفة "هآرتس" (11.11).
    لقد كتب الصحفي الإسرائيلي نحاميا شتراسلر في "هآرتس" (11.11) ان نتنياهو هو أشد عناصر اليمين تطرفا، وانه لم يتغير منذ وصوله الى سدة الحكم، وانه يواصل صب الزيت على النار في سبيل منع التوصل الى أي اتفاق سياسي من شأنه انهاء الصراع. ويمكن ان نضيف الى ذلك ان نتنياهو في فتحه لجبهة التحريض على المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل، وانتزاع شرعيتهم وتهديدهم بالطرد اذا واصلوا التظاهر، رغم ان ذلك يعتبر حقا يثبته القانون الاسرائيلي، انما يسعى الى فتح كل الجبهات كي يعود ليقف على منصة محلية او دولية ويمثل دور الضحية ويتباكى على "تحالف الإسلام كله" من اجل تدمير اسرائيل، كما زعم طوال الاسبوع المنصرم وفي مطلع الاسبوع الحالي.
    يعلم نتنياهو ان القانون الاسرائيلي يجيز التظاهر السياسي ضد سياسة حكومته، ويسمح بحرية التعبير ضد الاحتلال، لكنه يريد لحق التظاهر ولحق حرية التعبير ان يكون في صالح اليهود فقط، او في صالح من يقفون ويمجدون إسرائيل ويتغنون بتحالف الدم معها، كما تفعل تلك المجموعة البائسة التي تحاول شرخ المسيحيين عن شعبهم وتجنيد شبانهم في جيش الاحتلال، والزعم بأنهم لا ينتمون الى الشعب الفلسطيني وانما هم جزء من الشعب الأرامي!
    كتب نحاميا شتراسلر في ختام مقالته آنفة الذكر: "ان هدف اليمين واضح: اشعال حرب يأجوج ومأجوج بيننا وبين العالم الإسلامي، وعندها، في خضم الحرب، سيكون من الممكن القاء العرب كلهم خارج الحدود". وهذا هو تماما ما يسعى اليه نتنياهو.
    أخبار
    ازدياد التوتر الأمني بعد قتل اسرائيليين في تل ابيب والضفة!!
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان التوتر الأمني يتزايد في اسرائيل والضفة، بعد مقتل جندي اسرائيلي (20 عاما) وشابة (26 عاما)، في حادثي طعن وقع الاول في تل ابيب والثاني قرب مستوطنة "الوني شبوت" في الضفة الغربية، امس. وقالت ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرار خلال جلسة مشاورات خاصة عقدها، امس، تعزيز قوات الأمن في أنحاء البلاد والاسراع بهدم بيوت "المخربين".
    وقد تعرض الجندي الموغ شيلوني، وهو من مستوطنة "موديعين"، الى الطعن بالقرب من محطة القطار "ههغناه" في تل ابيب من قبل شاب فلسطيني (18 عاما)، دخل الى اسرائيل بشكل غير قانوني. واصيب الجندي بجراح بالغة توفي متأثرا بها، وتم العثور على الشاب الفلسطيني نور الدين ابو حاشية في احد المباني القريبة واعتقاله.
    وفي ساعات المساء هاجم شاب فلسطيني آخر المستوطنين المنتظرين على محطة نقل الركاب قرب مستوطنة "ألون شبوت"، وهي ذات المحطة التي سبق واختطف منها الفتية الثلاثة في حزيران الماضي. وتم دهس الشابة دالية لامكوس، من مستوطنة "تكوع"، ومن ثم طعنها. كما اصيب مستوطن آخر جراء الدهس وتم نقله الى المستشفى. وقام حارس المستوطنة المجاورة لمحطة النقل بإطلاق النار على الشاب الفلسطيني واصابه بجراح بالغة نقل على اثرها الى المستشفى.
    وقال الشاباك الاسرائيلي ان الشاب يدعى ماهر حمدي الهشلمون، وهو أسير أمني سابق من سكان الخليل، وينتمي الى الجهاد الاسلامي. وكان قد اعتقل لمدة خمس سنوات، بين عام 2000 وعام 2005، اثر قيامه بالقاء زجاجة حارقة على دورية للجيش.
    وفي اعقاب حادث الطعن الثاني، اصيب مواطن اسرائيلي بجراح طفيفة جراء رشق الحجارة على حافلة ركاب قرب بلدة حورة في النقب. وفي ساعات المساء قدمت شابة من بئر السبع شكوى الى الشرطة اتهمت فيها شابين من النقب بمحاولة دهسها قرب محطة القطار، وقامت الشرطة بالتفتيش عن السيارة التي وصفتها الشابة واعتقلت راكبيها، وهما شابان (19 عاما) من بلدة تل السبع.
    ورحبت حماس والجهاد الاسلامي، امس، بالعمليات، وقال سامي ابو زهري الناطق بلسان حماس، ان هذه العمليات تشكل ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال في القدس والأقصى. كما صدر عن الناطق بلسان الجهاد الاسلامي تصريحا مماثلا.
    نتنياهو يحرض على ابو مازن ويطالب المواطنين العرب بالانتقال الى السلطة الفلسطينية او غزة
    استغل رئيس الحكومة حادث الطعن في تل ابيب، امس، لشن هجوم آخر على السلطة الفلسطينية واتهامها بالتحريض، ونقلت صحيفة "هآرتس" عن نتنياهو قوله ان اسرائيل ستحارب التحريض الذي تقوده السلطة وستعمل بشدة ضد المشاغبين الذين يدعون الى تدميرها. وطالب نتنياهو المواطنين العرب الذين يتظاهرون ضد اسرائيل ودعما للدولة الفلسطينية بترك البلاد والانتقال الى السلطة الفلسطينية، وقال ان إسرائيل لن تضع امامهم أي عراقيل!
    وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" في هذا الصدد ان وزراء كبار اتهموا نتنياهو بتأجيج سقف اللهيب، اثر تصريحاته الأخيرة، خاصة مطالبته للمواطنين العرب الذين يتظاهرون "ضد دولة إسرائيل والى جانب الدولة الفلسطينية"، بالانتقال الى السلطة الفلسطينية او غزة. وقال الوزير يئير لبيد: "ادعو بعض السياسيين لدينا، الوزراء واعضاء الكنيست الى التوقف عن التحمس غير المسؤول والتوقف عن الادلاء بتصريحات مستفزة ومساعدة الشرطة والشاباك على تخفيف اللهيب".
    وقالت وزيرة القضاء تسيفي ليفني: "قد يحقق التحمس مكاسب سياسية، ولكننا جميعا سندفع الثمن".
    وفي اطار مشاركته في مؤتمر دولي لمنظمة "اكوبيس – اصدقاء الكرة الأرضية" في الأردن، دعا وزير العلوم يعقوب بيري الحكومة الاسرائيلية الى تبني المبادرة السعودية وفتح أفق سياسي جديد في الشرق الأوسط. واضاف: "حان الوقت كي نقوم بخطوات خارقة وتبني مبادرة الجامعة العربية كاطار مبدئي للمفاوضات والحل الاقليمي الشامل، والذي سيحقق الاتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية". ودعا بيري دول المنطقة المعتدلة الى الدعوة لعقد مؤتمر اقليمي.
    من جهته دعا رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ الى عدم التسبب بتأجيج الأجواء بواسطة خطابات متحمسة، وقال "ان الحكومة ورئيسها يتحملون مسؤولية التدهور الأمني، لكونهم لم يقرؤوا الخارطة جيدا، وجلسوا مكتوفي الأيدي امام الأحداث. على حكومة اسرائيل اجتثاث الارهاب الجامح في الشوارع بوسائل امنية الى جانب خلق قنال للحوار السياسي. القتل في الشوارع غير محتمل وادعوا رئيس الحكومة والوزراء الى اظهار المسؤولية القومية في هذه الأيام الصعبة والعمل لتهدئة الأجواء".
    وقال رئيس الدولة رؤوبين ريبلين انه يعتمد على قوات الأمن بأن لا تهدأ حتى تعيد الحياة الى مجاريها".
    وذكرت الصحف الاسرائيلية ان نتنياهو عقد جلسة مشاورات طارئة في أعقاب العمليتين في تل ابيب وغوش عتصيون، بمشاركة وزير الأمن الداخلي، ووزير الأمن، والقائد العام للشرطة والمستشار القضائي للحكومة. واوعز باتخاذ تدابير ضد "نشطاء الارهاب"، وتسريع هدم منازل "المخربين". وخلال اجتماع لكتلة الليكود قال نتنياهو "ان الارهاب ضدنا لا ينتمي الى أحزاب. انه يتحرك لسبب بسيط: الارهابيون يحرضون ويريدون طردنا من كل مكان. انهم لا يريدوننا لا في القدس ولا في تل ابيب ولا في أي مكان آخر".
    واضاف انه أمر "باستخدام كل الوسائل المتوفرة، بما في ذلك قوانين جديدة وهدم بيوت المخربين". ودعا الى الوحدة امام هذا الواقع وقال "هذا ليس وقت التصريحات الممزقة، وكلما توحدنا كنا أقوى".
    في المقابل شن افيغدور ليبرمان هجوما على النائب حنين الزعبي، وقال: "ان عدم جلوس حنين الزعبي وراء قضبان السجن يعني الضعف. امل ان نتمكن من الغاء المواطنة لعدد من سكان القدس الشرقية". وقال انه يجب دعوة قادة الجمهور العربي الى تهدئة التوتر، معتبرا ان كل ما حدث في الأيام الأخيرة "هو نتاج التحريض في الجانب الثاني، وهو تحريض يحث على عمليات كما حدث في الطيبة، التي كادت تقع فيها عملية تنكيل بيهودي".
    اما الوزير اوري اريئيل فطالب رئيس الحكومة "بتحرير الأيدي المكبلة لقوات الأمن كي يحطموا رأس الثعبان". فيما قال زعيم حزبه (البيت اليهودي) نفتالي بينت ان "عملية تل ابيب تدل على أن نظرية حواجز الاسمنت انهارت. لا يمكن حماية الناس في الشارع، ولكن يجب اعتقال كل المحرضين والمشاغبين وراشقي المفرقعات. هذه هي السياسة الأمنية الصحيحة". وهاجم الرئيس الفلسطيني وقال انه تحول الى وريث لعرفات ولكن بلباس آخر. انه ارهابي داخل بدلة، ويجب معاملته بالشكل المناسب".
    استمرار المواجهات في كفر كنا وتمديد اعتقال عشرات الشبان والقاصرين
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان المواجهات تواصلت في قرية كفر كنا، مساء امس، بين عشرات الشبان وقوات الشرطة، عند المدخل الشمالي للقرية، وتم اعتقال 15 مواطنا بتهم رشق الحجارة على قوات الشرطة ليرتفع عدد المعتقلين من ابناء القرية الى 40 معتقلا منذ يوم السبت. كما تم استدعاء العشرات الى التحقيق بتهم خرق النظام ورشق الحجارة والتسبب بأضرار ومواجهة قوات الشرطة.
    وكانت المحكمة قد مددت، امس، اعتقال ثمانية قاصرين و16 بالغا من ابناء القرية، فيما تم اطلاق سراح ثلاثة قاصرين بكفالة. وتواصلت في البلدات العربية، امس، نشاطات الاحتجاج على قتل الشاب خير الدين حمدان من كفر كنا برصاص الشرطة. وبرز النشاط الذي شارك فيه 1500 طالب من المدارس الثانوية في سخنين. وفي ساعات المساء شهدت المدينة تظاهرة في شوارع القرية وتم اعتقال ثلاثة مواطنين.
    وفي قرية العزير، تم القاء اطار مشتعل على محطة الشرطة الجماهيرية، دون ان يسفر عن اصابات. ويسود التقدير في الوسط العربي بأن الأوضاع ستهدأ حتى نهاية الاسبوع، خاصة وان لجنة المتابعة ولجنة رؤساء السلطات المحلية لم تقرر أي اجراءات احتجاجية أخرى.
    وتطالب التنظيمات العربية بمحاكمة افراد الشرطة المتورطين بقتل حمدان. وعقدت مؤسسات العمل الاهلي والقانوني، "مساواة" و"عدالة" و"الميزان"، جلسات تنسيق لتجنيد محامين من كل انحاء البلاد للدفاع عن المعتقلين.
    ووصلت الى كفر كنا، امس، قوة من وحدة التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) لجمع أدلة، واخذت القرص الصلب الذي تم تخزين الافلام التي توثق للحادث عليه، وكذلك رصاصة دخلت الى منزل احد المواطنين الذي كان شاهدا على الحادث.
    وكانت العائلة قد اتصلت بالشرطة وابلغت عن اختراق الرصاصة لشباك المنزل، لكنه لم تصل أي دورية او محقق الى البيت لفحص الحادث، واحتفظت العائلة بالرصاصة حتى تم تسليمها لقوة ماحش، امس.
    ووصلت الى صحيفة "هآرتس" معلومات تفيد ان قوة الشرطة التي قتلت حمدان كانت قد دخلت في مواجهة معه اثناء قيامها باعتقال ابن عمه، ورشت وجهه بغاز الفلفل. ويسود التقدير بأن حمدان ركض وراء افراد الشرطة بعد رشه بالغاز واحتج على فعلتهم. ويقلق العائلة التساؤل حول المدة التي قضاها حمدان داخل سيارة الشرطة وهو ينزف حتى تم نقله الى سيارة الإسعاف. وقال احد ابناء العائلة ان "المقصود دقائق مصيرية".
    قياس بيوت عائلات منفذي العمليات تمهيدا لهدمها!
    نقلت صحيفة "هآرتس" عن عائلات الفلسطينيين الأربعة الذين نفذوا عمليات في القدس، ان جنود الجبهة الداخلية قاموا خلال الأيام الماضية، بقياس بيوت العائلات الأربعة تمهيدا لهدمها، رغم انه لم يصدر قرار نهائي بهذا الشأن.
    والبيوت المعدة للهدم تعود لعائلات محمد جعابيص من جبل المكبر، الذي نفذ عملية الدهس بواسطة جرافة في آب الماضي، وعبد الرحمن الشلودي من سلوان، الذي نفذ عملية الدهس في محطة القطار الخفيف في اكتوبر، وابراهيم العقاري، من مخيم شعفاط، الذي نفذ عملية الدهس الأسبوع الماضي، ومعتز حجازي، الذي حاول اغتيال يهودا غليك، الشهر الماضي في القدس.
    وقالت عائلات الشبان الذين قتلتهم قوات الأمن، ان قوات كبيرة من الشرطة رافقت جنود الجبهة الداخلية اثناء قيامهم بقياس البيوت وتصويرها. ورفض مكتب المستشار القضائي للحكومة تأكيد ما اذا تم عقد جلسة لمناقشة هدم البيوت، وما هو موقف المستشار.
    وبعث المحامي حبيب لبيب الذي يمثل عائلة حجازي برسالة الى المستشار القضائي فاينشتاين، طلب من خلالها معرفة ما اذا تم اتخاذ قرار بهدم المنزل، لكنه لم يتلق ردا على رسالته. وقال ان القانون يحتم على السلطات منح العائلة فرصة الالتماس الى المحكمة العليا قبل هدم المنزل.
    يشار الى ان آخر مرة تم خلالها هدم منزل في القدس الشرقية على خلفية امنية، كانت في عام 2009 عندما هدم منزل منفذ العملية بواسطة جرافة في شارع يافا. وتم كذلك اغلاق منزلين يعودان لعائلتي منفذ العملية في مركز الحاخام في القدس في عام 2008، ومنفذ عملية اخرى بواسطة جرافة في القدس في 2008، ايضا.
    ويشار الى ان هدم منازل منفذي العمليات يستهدف الفلسطينيين فقط. وعلى سبيل المثال فقد طالب حسين ابو خضير والد الطفل محمد ابو خضير الذي قتله ثلاثة يهود بهدم منازلهم، لكن الجهاز القضائي لا يفكر حتى بإمكانية كهذه.
    حملة لمطاردة العمال الفلسطينيين داخل اسرائيل
    كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان "موجة الارهاب المفاجئة لن تبقى بدون رد" على حد تعبيرها، مشيرة الى قرار الشرطة والجيش تنظيم حملة قطرية، اليوم، ضد العمال الفلسطينيين الذين يعتبرون "يتواجدون بشكل غير قانوني في إسرائيل". وقالت ان الشرطة ستعمل خلال الأيام القريبة وفقا لحالة تأهب خاصة، وسيواصل آلاف أفراد الشرطة العمل بشكل معزز في كل أنحاء البلاد. وقد اوعز وزير الامن الداخلي، خلال جلسة مشاورات عقدها مع قادة الشرطة بمواصلة حالة التأهب.
    وفي هذه الأثناء، تضيف الصحيفة، لم يوفر اعضاء الكنيست في التصريحات حول سبب "موجة الارهاب" والحلول التي من شأنها وضع حد لها. فمثلا، قالت نائبة وزير المواصلات تسيبي حوطوبيلي (الليكود) بأن "من يهمل السيادة على الحرم يتلقى الارهاب في شوارع اسرائيل". وقال زميلها داني دانون: "علينا انتهاج قبضة قوية وجباية الثمن من مهندسي الارهاب الذي يعملون معا، ابو مازن وحماس". وقال شاؤول موفاز (كديما) انه "يتحتم على المجلس الوزاري المصغر اتخاذ قرار بالوصول الى المخربين قبل وصولهم الينا".
    وفي هذا السياق نشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) لقاء مع رئيس لجنة الخارجية والأمن، زئيف الكين (الليكود) عرض خلاله ما اسماه "وجهة نظر لمواجهة التصعيد العربي داخل اسرائيل". وقال انه "يجب فحص التدابير المختلفة في الوسط العربي بشكل عام وفي القدس الشرقية بشكل خاص. انا اصرخ منذ يومي الأول في الكنيست بشأن جهاز التعليم في القدس الشرقية. هذا الجهاز يعتبر جهازا رسميا يموله دافع الضرائب الاسرائيلي ولكنهم يتعلمون هناك وفق برامج التعليم التي تحددها السلطة الفلسطينية. نحن نمول ذلك. هذه خطة تعليم مليئة بالتحريض على اسرائيل، ونحن نتخوف من ملامستها لأن هناك تقليدا يعود الى عشرات السنوات. نحن نتذمر في كل مكان في العام من التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني ونقوم بتمويله داخل القدس. فلماذا نفاجئ حين يندلع العنف؟".
    ويرى الكين انه يجب القيام بعملية حازمة امام جهاز "التعليم المحرض" حسب صلاحيات وزير المعارف. وقال ان "نصف الجهاز التعليمي في القدس الشرقية ليس رسميا ولا تموله اسرائيل، وهو جهاز خاص يتأثر بحماس وتنظيمات متطرفة أخرى. وهنا ايضاً يسمح لجهاز التعليم بالمراقبة".
    وباستثناء ذلك، يقول: "يمنع السماح بوضع "اكس" اقليمي في القدس، لا يمكن السماح بعدم دفع الضرائب في القدس الشرقية وعدم دخول الشرطة اليها، فهذا كله يشجع المشاهد التي نراها اليوم". ويرى الكين انه يجب تعويض الجهات العربية التي تريد الاندماج في الدولة، كأولئك الذين يؤدون الخدمة المدنية. ويمنع تقبل وضع تقوم فيه الجهات التي يتم تمويلها من قبل الدولة، كالسلطات المحلية، بمعارضة مشروع الخدمة المدنية للعرب. ولا يوجد أي مبرر يمنع فرض التجنيد على العرب. يمكن الفهم بأنهم لا يريدون الخدمة في الجيش ولكن لا يوجد أي مبرر لرفض الخدمة المدنية".
    محكمة القدس تدين الشيخ رائد صلاح بالتحريض!
    في خضم اجواء التحريض على الفلسطينيين والعرب، والهجمة المسعورة على الحرم القدسي، تبنت المحكمة المركزية في القدس، امس، التماس النيابة العامة ضد قرار محكمة الصلح تبرئة الشيخ رائد صلاح من تهمة التحريض على العنصرية.
    وكتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان المحكمة قررت ادانة رئيس الجناح الإسلامي للحركة الإسلامية، بالتحريض العنصري خلال موعظة دينية القاها في شباط 2007 في القدس. وقررت اعادة الملف الى محكمة الصلح كي تفرض حكما آخر على الشيخ رائد صلاح.
    مون يشكل لجنة دولية للتحقيق في اعتداءات اسرائيل على منشآت الأمم المتحدة
    كتب موقع "واللا" ان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اعلن امس الاثنين، عن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الهجمات الاسرائيلية على اكثر من 100 منشأة تابعة للأمم المتحدة ومقتل 11 عاملا من موظفيها، خلال عملية "الجرف الصامد" في غزة. وقال بيان صدر عن مكتب مون انه يتوقع بأن تلقى اللجنة التعاون الكامل من قبل كافة الأطراف.
    ويأتي بيان مون بعد سلسلة من اللقاءات التي اجرتها شخصيات إسرائيلية مع جهات من الأمم المتحدة، خلال الأسابيع الأخيرة، لحثها على تعليق تشكيل اللجنة الى ما بعد انتهاء الجيش من التحقيق الداخلي الذي يجريه حول احداث الحرب في غزة. وقالت الأمم المتحدة ان منشآتها تعرضت الى سبع هجمات خلال الحرب، قتل خلالها 42 شخصا احتموا بداخلها، بينهم عدد من موظفي الامم المتحدة.
    ومن بين الاماكن التي تعرضت الى القصف وسيشملها التحقيق، مدرسة الأونروا في بيت حانون والتي تعرضت الى هجوم في 24 تموز اسفر عن قتل 15 شخصا واصابة 150. وكان غالبية المتواجدين في المدرسة من الاطفال والشيوخ والنساء. كما سيتناول التحقيق الهجوم في الثالث من آب على مدرسة اخرى للأونروا وقتل عشرة اشخاص.
    وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت اسرائيل خلال الحرب بأنها تعمدت مهاجمة منشآتها رغم انها ابلغتها بأماكن وقوعها. لكن إسرائيل ادعت انها لم تستهدف في مخططاتها منشآت الامم المتحدة وان حماس استخدمتها كمخازن للأسلحة.
    سفير إسرائيل في الأردن يحذر من ابعاد الاستفزاز الاسرائيلي في الحرم
    نقل موقع "واللا" تصريحات للسفير الاسرائيلي لدى الأردن، دانئيل نيفو، حذر فيها من استمرار الزيارات الاستفزازية لنواب اليمين الى الحرم القدسي. وقال نيفو خلال مشاركته في مؤتمر عقد في معهد ترومان في جامعة تل ابيب بمناسبة مرور 20 سنة على توقيع الاتفاق، امس الاثنين، ان التوتر حول الحرم القدسي، يشكل خطرا على اتفاق السلام مع الأردن. واوضح ان "كل ما يحدث لدينا يؤثر فورا على المجتمع الأردني وعلينا فهم ذلك".
    واضاف ان بين اسرائيل والأردن علاقات قوية في المجال الأمني، وقريبا سيتم التوقيع على اتفاقين استراتيجيين في المجال الاقتصادي، ولكن ذلك يواجه الخطر بسبب الوضع الذي يمكن خروجه عن السيطرة.
    وحذر نيفو من أنه "لا يهم الكثير من المسلمين في العالم الحقائق حول الحرم، ويكفي ان يقول رجال الدين بأن اليهود يجتاحون الحرم القدسي كي يشكل ذلك خطرا على اتفاق السلام كله". وقال ان "على الحكومة بذل كل شيء من اجل الحفاظ على الهدوء وعلى الوضع الراهن في الحرم، لأن من شأن ما يحدث ان يؤدي الى تفجير كل شيء".
    وقال: "عندما يدخل اعضاء الكنيست الإسرائيليين الى الحرم فان الجمهور الاردني يعتبر ان ذلك يتم بموافقة رئيس الحكومة الاسرائيلية رغم ان رئيس الحكومة يقول بأنه يؤيد الوضع الراهن". واوضح نيفو: "مواطنو الأردن لا يشاهدون القناة الثانية الاسرائيلية وانما يشاهدون الجزيرة، ومسألة الأماكن المقدسة في القدس مهمة ليس فقط للأردن المسؤولة عنها، وانما للعالم الإسلامي كله، ويمكن للتوتر ان يعرض كل إسرائيلي للخطر في العالم".
    مقالات
    اختبار ماحش
    تحذر صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، من نتائج مشابهة لتحقيق ماحش في مقتل الشبان العرب في اكتوبر 200، خلال التحقيق الحالي الذي تجريه ماحش في قضية مقتل الشاب خير الدين حمدان من كفر كنا.
    وكتبت ان المستشار القضائي للحكومة، تصرف بشكل صائب عندما عقد جلسة لمتابعة تطورات التحقيق في اطلاق النار على الشاب خير الدين حمدان من كفر كنا، فعلى خلفية التوتر في القدس والوسط العربي يمكن لقتل الشاب العربي ان يشكل الشرارة التي ستشعل برميل البارود الاجتماعي والأمني. ولذلك فان مسؤولية كبيرة تقع على عاتق "ماحش" الآن في استنفاذ التحقيق بدون خوف او استسلام للضغوط، وحقيقة متابعة المفتش العام للشرطة ورئيس وحدة ماحش للتحقيق يفترض بها ان تشجع المحققين على فحص ما اذا كان اطلاق النار مبررا، بشكل دقيق، وعدم الوهن واثارة الشكوك بتأثر نتائج التحقيق بمعايير غريبة او سياسية.
    وترى الصحيفة ان هذه هي ساعة الاختبار بالنسبة لماحش، فعلى الرغم من مرور اكثر من 20 سنة على تأسيسها بهدف منع تناقض المصالح الكامن في قيام الشرطة بالتحقيق مع ذاتها، الا ان ماحش لم تنجح حتى الآن بإزالة تخوف الجمهور من التغطية على قوات الشرطة. والمعطيات التي تشير الى ان حوالي 93% من الشكاوى التي تصل الى ماحش، لا يتم التحقيق فيها، او يتم اغلاق الملفات، لا تساهم في ازالة هذا التخوف.
    على ماحش والمستشار القضائي للحكومة عدم الاكتفاء بفحص ما اذا كان اطلاق النار مبررا بسبب شعور الشرطي السلبي بأنه يواجه الخطر. فالشرطة تميل الى استخدام النيران بالذات خلال الدوريات التي تقوم بها في الوسط العربي، وحقيقة كون غالبية المواطنين الذين يصابون بنيران الشرطة هم عرب، تحتم فحص نظرية تفعيل القوة من قبل الشرطة.
    ومن المناسب التذكير بنتائج التحقيق غير المحتملة الذي اجرته ماحش في اعقاب قتل 13 مواطنا عربيا في احداث اكتوبر 2000. ويجب الامتناع بكل ثمن عن الوصول الى وضع يسفر فيه التحقيق عن نتائج لا يتقبلها الوعي. ويجب ان يجري التحقيق في قضية مقتل حمدان بشكل يعيد ثقة الجمهور العربي بجهاز تطبيق القانون.
    لا يوجد يمين أكثر من نتنياهو
    ينشر نحاميا شتراسلر مقالة جريئة في صحيفة "هآرتس" يكشف من خلالها القناع الزائف عن وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية ويحمله مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية وانهيار المفاوضات مع الفلسطينيين، كونه مؤيدا لمشروع "ارض إسرائيل الكبرى" ولا ينوي الانسحاب او التوصل الى سلام مع الفلسطينيين.
    ويكتب شتراسلر انه كاد يذرف الدموع لشدة تأثره بالبيان الصحفي الذي اصدره نتنياهو للترحيب بالمبادرة الى زيادة العمل ضد القسوة على الحيوانات، فها هو رئيس الحكومة يجد وقتا للانشغال بهذا الموضوع في خضم عمله منذ الصباح وحتى المساء على انقاذ اسرائيل من الإسلام العالمي المتطرف الذي قام لإبادتنا. ولكنه في اليوم ذاته، وبين التقارير حول العمليات والقتل والطعن واطلاق النار والتظاهرات، قال يعقوب بيري، وزير العلوم، انه يلاحظ بأن "نتنياهو يتحول مؤخرا الى اليمين".
    نأمل ان يكون رئيس الشاباك السابق بيري يعرف اكثر من ذلك، فنتنياهو كان دائما في اليمين المتطرف، حتى خلال دورته الاولى كرئيس للحكومة، وفي معارضته لخطة الانفصال. ولكن بيري الذي لا يريد مغادرة الكرسي الوزاري يخترع مفاجأة ويتحدث عن "قيادة مبادرة سياسية". كم هو مثير للشفقة.
    لكن بيري ليس وحيدا، فهناك عدد آخر من الغافلين الذين يؤمنون بأن نتنياهو هو رجل سلام يتم جره رغم ارادته وراء تسيفي حوطوبيلي وميري ريغف وزئيف الكين وداني دانون وموشيه فايغلين، في وقت يتربص له في الجانب الآخر نفتالي بينت واوري اريئيل. هذا هراء ايضا. فنتنياهو هو حوطوبيلي وهو ريغف والكين ودانون وفايغلين، وحتى بينت واريئيل. لا يوجد اي فرق بينهم. انه بكل بساطة يتحدث بشكل مغاير قليلا، اكثر اعتدالا بعض الشيء، سيما انه رئيس الحكومة. لكنه عمليا يشبههم تماما، فهو ايضا يؤمن بارض إسرائيل الكاملة وكل ما غير ذلك فهو مجرد خطابات وتكتيك كي يربح الوقت.
    وفي اطار هذا التكتيك يمكنه ان يخطب في بار ايلان ويدير مفاوضات "ظاهرا"، ويجمد البناء لشهرين – ثلاثة، بل وحتى يطلق سراح بعض الأسرى (ومن ثم يعيد اعتقالهم). وهذه هي الاخطاء فقط. اما خطته فواضحة: بيت آخر وشجرة أخرى، شارع آخر ومستوطنين اخرين، كي يعمق السيطرة على الضفة ويمنع أي امكانية للاتفاق والانسحاب. هكذا تصرف خلال دورته الاولى في 96. فقد اعلن عشية الانتخابات انه يوافق على اتفاق اوسلو (تكتيك)، ولكنه قام فور وصوله الى السلطة بفتح النفق في القدس وتسبب بسفك الدماء وقضى على اتفاق اوسلو.
    والآن يحارب ابو مازن، في تكراره لمقولة "لا يوجد شريك" رغم ان الرئيس الفلسطيني يصرح بأنه على استعداد للتوصل الى اتفاق سياسي يعترف بإسرائيل وينهي الصراع مع كل الدول العربية، ايضا. ولذلك يكرهه نتنياهو. وليس هناك اكثر ما يثير جنونه من تعنت ابو مازن على عدم القيام بعمليات ارهابية. فنتنياهو يهتم بالتطرف الذي يشجع التطرف ويسد كل الفرص امام الاتفاق. ولذلك فانه يبذل كل شيء في سبيل القضاء على داعية السلام هذا، بهدف تتويج حماس مكانه، وعندها سيكون من الواضح انه لا يوجد فعلا من نتحدث معه.
    في كل مرة تهدأ فيها الاوضاع يقوم بصب الزيت على النار، بمساعدة الاعلان عن البناء في القدس الشرقية. 2600 منزل في جبعات همطوس، وبضعة بيوت في سلوان. كما انه لا يوقف اعضاء الكنيست من الليكود الذين يتوجهون الى الحرم القدسي بهدف تأجيج المسلمين ضدنا. وقد شاهدنا النتائج امس في عمليتي الطعن.
    هدف اليمين واضح: اشعال حرب يأجوج ومأجوج بيننا وبين العالم الإسلامي، وعندها، في خضم الحرب، سيكون من الممكن القاء العرب كلهم خارج الحدود. ولكن ما الذي سيحدث اذا خسرنا الحرب الرهيبة؟ انظروا الى مصير المستوطنات اليهودية خلال التمرد الكبير في سنة 70 ميلادية. لم يتبق لنا الا ان نطلب بأن يرحمنا كما يفعل بشأن الأبقار والدجاج في أيام الاثنين. نحن ايضا نريد الحياة. أهو طلب مبالغ فيه؟
    لا تنسوا نصرالله
    يحذر موشيه أرنس في مقالة ينشرها في "هآرتس" من وهم ردع حزب الله خلال حرب لبنان الثانية وردع حماس خلال العمليات العسكرية على غزة، ويدعو الى الاصغاء لزعيم حزب الله حسن نصرالله. ويرى انه "لا يوجد أي جديد في ما يقوله لنا. فنحن نعرف ان لديه اكثر من 100 الف صاروخ، يكفي مداها لإصابة كل نقطة في إسرائيل، وانه يمكن لبعضها أن تصيب بدقة المطارات الجوية واهدافا أخرى. ورغم ذلك، أصغوا اليه.
    الكثير منا يميلون الى النسيان او ايهام انفسهم بالإيمان بأننا نجحنا بردع حزب الله عن مهاجمتنا ثانية. هذا التكهن يحتاج الى فحص جديد. يصعب ردع التنظيمات الارهابية. فآفاق تخطيطها طويلة، وهي مستعدة للخسارة في المعارك من خلال الايمان بأنها ستنتصر في الحرب.
    بعد معاناتها مع عمليات الارهاب المتكررة طوال سنوات، بدأت دولة اسرائيل الفهم بأن معنى الردع الآن هو ليس تصفية تهديد الارهاب، وانما زيادة عدد السنوات الفاصلة بين هجمة ارهابية واخرى. بعد كل واحدة من عمليتي "الرصاص المصبوب" و"عامود السحاب" ضد حماس في غزة، آمنا بأنه سيتم ردع حماس عن شن هجمات صاروخية اخرى على إسرائيل، وتبين خطأنا في كل مرة. والآن، في المرة الثالثة خلال "الجرف الصامد" يبدو ان الهدف كان تحقيق عدة سنوات من الهدوء قبل هجوم حماس المقبل.
    خلال هذه الحرب التي استغرقت 50 يوما، اطلقت حماس والجهاد الاسلامي اكثر من 4000 صاروخ على إسرائيل. واضطر ملايين الاسرائيليين الى البحث عن الملاجئ، وتم اغلاق مطار بن غوريون ليوم واحد. ويمكن لهجمات حماس والجهاد الاسلامي ان تشكل مقدمة لما يمكن حدوثه اذا قرر حزب الله مهاجمة اسرائيل بصواريخه.
    فكرة ان التنظيمات الارهابية لن تستخدم الصواريخ التي تمتلكها، وتركها تصاب بالصدأ، لا يتقبلها الوعي. وفكرة ان حرب لبنان الثانية وقصف حي الضاحية في بيروت من قبل سلاح الجو، حولت الى حزب الله رسالة ستردعه عن تكرار مهاجمة اسرائيل، تستحق وضعها جانبا. استفزاز حزب الله على حدودنا الشمالية في الآونة الأخيرة يشكل دعوة الى الاستيقاظ. على الرغم من كون حزب الله يغوص في مستنقع الحرب السورية، فانه لم يستخدم صواريخه حتى الآن. لأنه يحتفظ بها للأهداف الاسرائيلية.
    اذا قرر هذا التنظيم مهاجمتنا، يمكن الافتراض ان حماس ستنضم اليه. فقد تركنا خلفنا عدة امور لم يتم حلها عندما وافقنا على وقف اطلاق النار مع حماس. فهي لم تنزع اسلحتها، ولا تنوي عمل ذلك. يمكن الافتراض انها ستستخدمه مجددا في هذه اللحظة. وقد نضطر الى خوض الحرب على جبهتين.
    منظومة القبة الحديدية لا تشكل ردا كاملا على الهجمات الصاروخية المكثفة. يمكنها الدفاع عن عدة اهداف باهظة القيمة، ولكن ليس عن كل المدنيين. التهديد الارهابي في الشمال والجنوب لكل المدنيين في الدولة، هو مشكلة مميزة بالنسبة لإسرائيل ويمنع ان تبقى بدون حل لفترة طويلة. لسوء الحظ، تم خلال الحملة الأخيرة تفويت فرصة القضاء على التهديد من قطاع غزة. معالجة منظومة الصواريخ كانت يجب ان تتقدم على معالجة الأنفاق. والآن بقينا نواجه التحديات على الجبهتين.
    مع كل الاهتمام الذي اوليناه خلال الأشهر الأخيرة، لداعش ولتهديداتها للدول القريبة والبعيدة، ازداد الميل الى نسيان حقيقة ان حزب الله هو أقوى تنظيم ارهابي في المنطقة تقريبا، وانه يشكل خطرا فوريا على إسرائيل وسوريا ولبنان. وطالما لم يتم تفكيك مستودعاته الصاروخية، لن يعم الاستقرار المنطقة. أصغوا لحسن نصرالله.
    "عمليات الأجواء" لا تنشأ من فراغ
    يواصل نداف شرغاي، في مقالته المنشورة في "يسرائيل هيوم" اليوم، نهج التحريض على السلطة الفلسطينية والمقدسيين الذين يدافعون عن الحرم في ضوء العمليات الاخيرة التي استهدفت مدنيين وجنود اسرائيليين. ويكتب ان الأجواء التي تخلق "عمليات الأجواء" – التي يستمد منها منفذو عمليات الطعن والدهس واطلاق النيران الالهام لتنفيذ "العمليات الفردية" – تتواجد منذ سنوات، ومؤخرا بكل قوة، في المهرجان المتواصل لتمجيد الارهاب والجهاد وهدر دماء اليهود والاسرائيليين اينما كانوا.
    من هذه الناحية فان الفوارق بين فتح وحماس والسلطة الفلسطينية هي دلالية فقط. كيف يمكن، مثلا، تفسير تصريحات ابو مازن الذي يصف المخرب الذي اطلق النار على يهودا غليك "شهيدا ارتقى الى السماء". كيف يمكن فهم اجواء التأييد لمنفذي عمليات الدهس، على صفحة الفيسبوك التابعة لحركة فتح (التي يترأسها أبو مازن)، او العبارة التي نشرت على الصفحة ذاتها، والتي تحرض بشكل مفصل على تنفيذ عمليات دهس: "ادهس، ايها الغالي، المستوطن الغريب".
    هذه المرة يرتبط التحريض بالفرية الدموية الكاذبة "الأقصى في خطر". وفي مرة سابقة ارتبط بـ"الاحتلال"، وفي مرة أخرى بـ"القمع"، ولكن على احد أن لا يتوهم، فالمشترك الواسع بين ثقافة الدم والتحريض هذه يكمن في الكراهية الاساسية لكل ما هو يهودي واسرائيلي، وفي سلسلة من الشيطنة والتحريض ضد إسرائيل كدولة يهودية ورفض شرعية وجودنا هنا.
    قبل عدة أشهر فقط، تم اثبات هذه "الثقافة" في مناسبة (وثقها موقع نظرة على الاعلام الفلسطيني) جرت برعاية عباس ووزير الثقافة، وتم خلالها منح شهادات تقدير لعدد من القتلة الذين اطلقت إسرائيل سراحهم. خلال العرض الذي قدمه عدد من الفتية انقسم الممثلون الى معسكرين متنافسين، يمثلان حماس وفتح. وفي مرحلة معينة تم القاء اعلام التنظيمين على الأرض، واتحد الجميع تحت راية السلطة، وعندها بدأت معركة قتل خلالها اعضاء التنظيمين كل الاسرائيليين الذين وقفوا امامهم.
    الآن، وكما في السابق، يحول القتلة الفلسطينيين هذه المسرحية الى واقع. الناس الذين يحملون الحجارة ومن ثم الزجاجات الحارقة، ومن ثم السكاكين ويستخدمون السيارات للدهس، ومن ثم البندقية، يتشربون "ثقافة" الكراهية هذه منذ سنوات ويتعلمون ان مصير مستوطنة تل ابيب لا يختلف عن مصير مستوطنات القدس وغوش عتسيون، وانه يجب اقتلاع البذرة اليهودية الغريبة من هنا. هكذا، ومن المناسب ان نتذكر، تم في الماضي زرع بذور الانتفاضة الاولى والثانية. هكذا حرك الارهاب آلية "الحصد والزرع": نزرع بالارهاب ونحصد بالمفاوضات من خلال الافتراض بأنه كلما ازدادت الضربات الموجهة الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية، هكذا ستضعف قدرتنا على الصمود.
    علينا ان نستوعب طابع العمل هذا والحذر من الوقوع مرة أخرى في كمين المفاوضات الوهمية والتنازلات الخطيرة. لا تخافي يا اسرائيل. في الحرب كما في الحرب. اذا تذكرنا فقط ان الحق معنا وان ارض اسرائيل، ارض صهيون والقدس، تابعة لشعب اسرائيل، سننتصر في هذه المواجهة.
    لا تفقدوا السيطرة
    يكتب يوآب ليمور في "يسرائيل هيوم" ان "عمليات الأجواء" هو الاسم المغسول الذي تم اطلاقه في الجهاز الأمني على موجة العمليات الأخيرة التي جبت يوم امس، ضحيتان جديدتان. أجواء، تعني شيئا لم يتم المبادرة اليه او تنظيمه، وانما كلمات مسمومة تعم الأجواء ويتم ترجمتها من قبل افراد الى عمليات، من خلال الدهس والطعن.
    هوية المسؤولين عن هذه "الاجواء" معروفة. قادة السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن، الذين سمموا الأجواء عنوة حول الحرم القدسي، وايضا، عدة سياسيين اسرائيليين قاموا بصب النفط على النار. وبالذات تبقى قوات الامن، الجيش والشاباك والشرطة الاسرائيلية هنا، واجهزة الأمن الفلسطينية هناك، هي التي تواصل التمسك ببقية المنطق في الجانبين وتمنع فقدان السيطرة.
    يصعب معرفة كم من الوقت ستنجح هذه الجهود. يبدو الآن ان الشارع الفلسطيني لا يملك مصلحة بالجنون. فالاقتصاد يزدهر (نسبيا)، ولا يوجد أي توق حقيقي للدبابات في شوارع رام الله او الدوريات في ازقة جنين. ولكن هذا كله محدود الضمان طبعا، اذ يكفي لعملية شاذة، وخطأ واحد، كي يتم فقدان السيطرة.
    الجهد الاسرائيلي، حتى ساعة الجلسة الطارئة التي عقدها نتنياهو، امس، يستهدف التهدئة وليس التصعيد. تعزيز التنسيق الامني مع الفلسطينيين، وتعزيز العمل الذاتي بشكل اكبر، واعتقال كل من تصل معلومات بشأنه، وزيادة العمل بهدف غرس "مشاعر الأمن" لدى الإسرائيليين. وهذا يعني عمليا زيادة الحراسة في البلدات، وزيادة القوات على مفارق الطرق، وزيادة نشاط الشرطة في مراكز المدن، وبذل جهود اكبر لكشف واعتقال الفلسطينيين الذين يتواجدون بشكل غير قانوني في إسرائيل.
    نشك بأن ذلك يكفي، ويمكن التكهن بأن عمليات اخرى ستقع، ومعها سيتزايد الضغط السياسي والجماهيري. نتنياهو يتذكر بالتأكيد قتل هيلينا راب في بات يام والذي ادى الى خسارة يتسحاق شمير في انتخابات 92 ووصوله هو الى رئاسة الليكود. انه يعرف بأن عملية اخرى، ستجعل الأصوات توجه اليه. ولذلك فانه يسعى الى اخماد الحريق الآن، وليس بمساعدة المزيد من النفط. سيما ان مستشاريه الامنيين لا يعرضون عليه صيغة سحرية لقمع المشكلة. فهذه المهمة يملكها اصحاب النصائح في الهامش.
    كي ينجح يحتاج نتنياهو الى شريك، غير قائم حاليا. اذا استيقظ ابو مازن من النشوة، سيفهم ان حربه الوجودية يمكن ان تتحول الى حرب لإنهاء وجوده. في اللحظة التي ستنفجر فيها الاوضاع، لن تتوجه إسرائيل وحدها ضده، وانما، ايضا، الشارع الفلسطيني الذي سينتخب حماس التي اثبتت انها تجيد محاربة إسرائيل اكثر من فتح. كي يمتنع عن ذلك يحتاج الى ساعة منبه: اسرائيلية بصورة عصا او جزرة – او امريكية ستوقف الانجراف الخطير لحظة قبل الهاوية.
    العمليات التي لا يمكن منعها
    يرى يوسي يهوشواع في "يديعوت احرونوت" انه ابتداء من اختطاف الفتية الثلاثة، مرورا بمراوحة المكان خلال "الجرف الصامد" التي دامت 50 يوما، وموجة العمليات الارهابية الأخيرة – تقف الحكومة على المنحدر الزلق لفقدان الائتمان الأمني الذي منحه لها الجمهور.
    ويضيف: ربما لا يكون الارهاب الحالي انتفاضة منظمة، كما تعودنا في الماضي، حيث كانت مركبة من قواعد ارهابية في نابلس والخليل كانت مسؤولة عن تنفيذ العمليات، ولكن ما نشهده الآن معقد جدا ويصعب احباطه من قبل الشاباك والجيش.
    اذا كانت الاسطورة تحكي في السابق عن "المخرب الذي يحلم في الليل بتنفيذ عملية ويتم اعتقاله صباحا من قبل الشاباك" فانه من الواضح الآن، ان وسائل الاستخبارات تواجه صعوبة كبيرة في كشف المبادرة المحلية لمتواجد غير قانوني، دخل للعمل في تل ابيب وقرر حمل سكين وطعن جندي او مدني. لا توجد قاعدة ولا توجيه ولا قيادة. العملية فردية ولذلك يصعب اكتشافها.
    قبل سنة كنا شهودا على موجة مشابهة من العمليات في القدس، ولكن في تلك الأيام لم تكن في الشارع أجواء تدفع الشبان الى تنفيذ عمليات. في الجهاز الامني يتحدثون اليوم عن التحريض في السلطة الفلسطينية، خاصة من قبل حماس التي تصب الوقود على نار الحرم القدسي. لكن قادة الجهاز الأمني لن يقولوا علانية أي شيء ضد الجهات السياسية الاسرائيلية التي تشعل الاحداث من خلال تصريحاتها وأعمالها، ولكنه كان سيسرهم لو توقف هؤلاء عن ذلك، لكنه يجب الاعتراف: لا يوجد أي حل أمني امام هذا النوع الجديد – القديم من العمليات الفردية باستثناء تهدئة الأوضاع في الجانبين.
    الى ان يتم تهدئة الأوضاع، سيقوم الجيش والشرطة باتخاذ عدة تدابير: اولا، زيادة تطبيق القانون ضد المتواجدين غير القانونيين الذين يتسللون للعمل في إسرائيل عبر الثغرات في الجدار الفاصل. حتى اليوم، ورغم مطالبة الجهاز الامني، لم يتم اغلاق هذه الثغرات، ويمكن الدخول الى داخل الخط الأخضر بسهولة.
    الخطوة الثانية ستتمثل في زيادة الوجود العسكري في الضفة. فالجيش سيزج بقوات أكبر، لمحاولة توفير الأمن للمستوطنين. والخطوة الثالثة ستكون زيادة الردع. والطريقة التي يتم فحصها لتحقيق ذلك هي مرة أخرى هدم بيوت المخربين. وهنا تختلف الآراء حول فاعلية هذه الخطوة. ولكن قبل كل شيء، يتحتم على الحكومة الاختيار بين المسؤولية القومية والتحمس العلني والبقاء السياسي. لأن كل ما يمكن للجهاز الأمني عمله أمام مثل هذا الارهاب هو محاولة تثبيت الاصبع على السد، لكنه لن يكون بمقدوره توفير أي حل حقيقي.
    المخربون الجدد
    يرى اليؤور ليفي في "يديعوت احرونوت" ان هناك عاملا مشتركا لموجة العمليات التي نشهدها في الأسابيع الأخيرة، وهو انه لا يمكن الاشارة في أي من العمليات الى عملية مخططة تمت بأوامر مباشرة من تنظيم ارهابي.
    منذ تنفيذ العملية الأولى هناك أجواء تحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية، مدعومة بالدعوة الى اعلان انتفاضة ثالثة من نوع مختلف – انتفاضة الدهس والطعن. ان هدف حماس والجهاد الاسلامي من هذه الحملة هو خلق طابع الدومينو لدى منفذي العمليات بحيث يستلهم احدهم من الآخر ويواصلون العمليات.
    لقد فهمت حماس انها لن تتمكن من العمل في الضفة الغربية، ولذلك حولت مركز الثقل لتشجيع سكان القدس الشرقية، والان بدأ التحريض يتغلغل في الضفة الغربية، التي وصل منها منفذا العمليتين أمس.
    ما هو المشترك لكل منفذي العمليات الأخيرة؟ باستثناء واحد منهم، فانهم جميعا عُزب. غالبيتهم في سنوات العشرينيات من اعمارهم، ولغالبيتهم ماض امني، او ان لاحد افراد اسرتهم ماض كهذا. كلهم عرفوا بأنهم يحكمون على انفسهم بالاعتقال، في افضل الاحوال، وبالموت في أسوا الأحوال، لأنهم لن يتمكنوا من الهرب. والمقصود عمليات تضحية على اساس ايديولوجي.
    يفقدون السيطرة
    يدعو اليكس فيشمان في تحليل ينشره في "يديعوت احرونوت" الى تشديد اجراءات القمع ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل اسرائيل، معتبرا ان ما يحدث الآن "هو الشريط التسجيلي سيء الذكر لايام الانتفاضة. فقبل ان تستوعب العملية الأولى التي وقعت في الصباح، تجد نفسك تغوص في العملية القادمة، ويفقد القلب نبضة أخرى لأنك تعرف انه خلال ساعة او ساعتين، ستحدث عملية اخرى. وقد بدأنا نشعر بثقل تهديد الامن الشخصي، كل واحد بيفكر بنفسه، ولا ينتظر الأوامر العليا: هل أسافر الى القدس؟ هل أركب حافلة الباص ام لا؟ هل انتظر في محطة القطار؟ هل أسافر عبر مدينة الطيبة؟ هل أتجاوز وادي عارة؟
    اذا لم يتوقف الجنون الآن، سنجد أنفسنا في تلك الأيام المظلمة للانتفاضة الثانية. وفي هذه الأثناء، بين عملية واخرى، لا نهاية للتصريحات: قائد عام منمق يتحدث كما لو كان محللا عن الحاجة الى الأمن، ووزير أمن داخلي يتحدث الى نفسه "بأننا سنريهم"، وعلى رأس الهرم رئيس الحكومة نتنياهو، الذي لا يعرف ما الذي سيفعله. وكالعادة يطلق في الهواء حماسة قومية تهدف الى التنصل من المسؤولية وتسخين القطاعات. يبدو ان الدولة واذرعها القانونية تفقد السيطرة على الأحداث.
    لكن الميدان لا يتأثر بالتهديدات وحالة التأهب المتصاعدة للشرطة. الصورة المرتسمة حاليا هي انه لا يوجد أي خوف من السلطة، على جانبي الخط الأخضر. شاب عربي اسرائيلي يهدد افراد الشرطة بسكين وكل الشارع العربي يعصف لأنهم اطلقوا النار عليه. يجب فحص سلوك الشرطة ومعاقبتها اذا الح الأمر، ولكن حقيقة عدم تخوف شاب من مهاجمة الشرطة تدلنا على الأجواء: يمكن الاستهتار بالشرطة والقانون. حتى المخرب الذي نفذ عملية الطعن في تل ابيب، امس، فعل ذلك عندما كانت الشرطة في حالة تأهب قصوى.
    نحن نتواجد في عملية انتقال من الارهاب المتقطع الذي يترافق بخرق النظام الشعبي، الى الارهاب الشعبي الذي يتسلل الى كل جهة. المرحلة القادمة التي تنتظرنا عبر الزاوية، هي الارهاب المسلح، وكل هذا يحدث على جانبي الخط الاخضر الذي يذوب ويربط الارهاب الفلسطيني في الضفة الغربية بأعمال الشغب التي يقوم بها عرب إسرائيل. لم يعد الامر يتعلق برشق الحجارة في وادي عارة او احراق اطر السيارات، والتي تعودنا عليها وللأسف. امس الاول حاول عرب من إسرائيل تنفيذ عملية تنكيل في الطيبة بحق مواطن بريء، على مسافة دقيقتين من كفر سابا. وكما في الانتفاضة الأولى، نتقبل هذه الأحداث كما لو كانت قدرا مكتوبا من السماء.
    هناك ثلاث محركات تحرك قطار العنف. الأول هو فقدان الخوف من السلطة، والثاني هو التحريض غير المتوقف من قبل القيادة العربية في إسرائيل والقيادة الفلسطينية. وفوق هذا كله يرتقي تقدير الفتية لداعش. السكين التي ذبحت خلال اليومين الأخيرين جاءت مباشرة من هناك. اما المحرك الثالث فيرتبط بمكانة العرب في المجتمع الاسرائيلي: شعورهم بالتمييز – سواء كان مبررا أم لا – يغذي العداء المتزايد ويقف وراء الاندلاع العنيف.
    إسرائيل تتحمل جزء من المسؤولية عن ذلك بفضل السياسيين من اليمين المتطرف الذين يبادرون الى مشاريع قوانين استفزازية تشطب أي فرصة للتوصل الى اتفاق مستقبلي. لا يمكن شطب التمييز بحركة يد، ولكن اعادة الخوف من السلطة يمكن ويجب تحقيقه عاجلا وبالقوة. يمنع التنازل عن اعتقال المشاغبين العرب في القدس وفي كل مكان في البلاد – حتى لو كلف الامر بناء سجن جديد. وعلى المسؤولين عن محاولة التنكيل في الطيبة ان يعرفوا بأنه سيتم ضبطهم وزجهم في السجن. لا يتحتم استهداف كل طفل يرشق حجرا، وانما كل من يقف وراء التحريض ويؤجج العنف ويستخدم الحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة.
    سياسة القبضة الصارمة تعني، ايضا، تفجير البيوت التي سكنها المخربون وعائلاتهم. لا مفر الا ردع الجمهور الفلسطيني في الضفة التي يخرج منها منفذو عمليات الطعن والدهس. كما يجب منع تصاريح العمل عن سكان منطقة نابلس التي خرج منها منفذ عملية الطعن في تل ابيب، امس. لا يمكن معالجة الارهاب بدون معاقبة البيئة المحيطة لأن المكان موبوء: صحيح ان المخرب قتل لوحده لكنه لم يأت من القمر. لقد صلى في مسجد ما وهناك تغذى على التحريض، وفي محيطه يجب ان يعلموا بأن هناك ثمنا جماعيا لأعمالهم.
    هذه ليست عملية اخرى للشرطة، وهذه ليست تركيز جهود آخر، وانما يجب ان تكون مشروعا للشرطة الاسرائيلية بكل قواها واذرعها، بالتعاون مع الشاباك، منذ الان وحتى صدور اعلان آخر. الهدف هو اعادة سلطة القانون داخل الخط الأخضر الى القطاعات التي فصلت نفسها عن الدولة، وخارجه، في المراكز التي ينشأ فيها القتلة.
    يجب توجيه كل شيء الى المدى القصير كي يتم وقف الفوضى في مهدها. ولكن الحل على المدى الطويل يتواجد في مكان آخر: في الحوار ومعالجة التمييز والحوار بين المواطنين على قدم المساواة في الحقوق.





    Nida Younis

  9. #109


    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 تشرين الثاني 2014
    الأمن الوقائي الفلسطيني اعترض بث طائرات التجسس الاسرائيلية
    كشف سمير مشهراوي، احد قادة الأمن الوقائي في غزة، في حديث مع محرر الشؤون العربية في موقع "واللا" آبي يسسخاروف، ومقدمة برنامج "حقيقة" التلفزيوني ايلانا ديان، ان السلطة الفلسطينية نجحت باعتراض بث لطائرات تجسس إسرائيلية بدون طيار، منذ العقد الماضي، قبل سيطرة حماس على قطاع غزة.
    ويقول مشهراوي في اطار اللقاء الذي سيتم بثه مساء يوم غد في اطار برنامج "حقيقة"، والذي يتعقب المطاردة الاسرائيلية لقائد الذراع العسكري في حركة حماس محمد ضيف، انه شاهد من داخل غرفة العمليات الخاصة التي اقيمت في غزة، احدى محاولات تصفية ضيف في ايلول 2002، بعد اعتراض الصور التي بتتها طائرة إسرائيلية بدون طيار.
    وحسب مشهراوي فانه بعد أشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة الثانية، في مطلع 2001، جاءه احد ضباط الأمن الوقائي، وقال له انه يعتقد بأنه يمكنه اعتراض الصور التي تبثها الطائرات الاسرائيلية بدون طيار اذا تم تزويده بالمعدات اللازمة. ويضيف مشهراوي انه مع مرور الوقت تم تحسين هذه القدرات.
    واكد مصدر امني اسرائيلي ان الفلسطينيين في غزة امتلكوا قدرة اعتراض البث الذي لم يكن مشفرا في حينه، تماما كما امتلك حزب الله هذه القدرة.
    وقال مشهراوي انه نجح من خلال هذه الطريقة بمنع تصفية مسؤولين كبار من حماس. ففي احد الايام اعتراض رصد اسرائيلي لسيارة كانت متوقفة في الجامعة الإسلامية في غزة، وعلى الفور تم فحص ملكية السيارة وتبين انها لابراهيم مقادمة احد قادة حماس، وتم تبليغه بذلك بواسطة الجهات المرتبطة مع السلطة وانقاذه. لكن اسرائيل نجحت باغتيال مقادمة في وقت لاحق من عام 2003. كما نجح الامن الوقائي باحباط محاولة لاغتيال اسماعيل هنية.
    نتنياهو يواصل التهجم على عباس ويبرر رفض الانسحاب بزعم تسلط الإسلام المتطرف على كل منطقة انسحبت منها إسرائيل
    يواصل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تصعيد خطاب التحريض ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، بغرض واضح هو تحقيق مكاسب سياسية في خضم المنافسة الشديدة التي يشهدها من قبل اوساط المستوطنين واليمين المتطرف داخل حزبه. ففي خطاب القاه امام مؤتمر حزبه الليكود، مساء امس الأحد، قال نتنياهو "اننا نشهد محاولات متزايدة خلال الأشهر الأخيرة والأيام الأخيرة للتحريض واشعال العنف والارهاب، ونحن نعمل بمسؤولية وبإصرار امام محاولات إحراق القدس".
    وحسب ما نقله موقع المستوطنين من خطاب نتنياهو، فقد اتهم الرئيس الفلسطيني بالتحريض وقال ان "التحريض لا يأتي من القوى الاسلامية المتطرفة فقط، وانما من السلطة الفلسطينية ورئيسها. لقد أمرت بزيادة قوات الشرطة في المدينة وتزويدها بوسائل كثيرة، وبسن قانون جديد وتطبيق القانون بقوة، والقيام بكل المطلوب لهدم بيوت المخربين وابعاد الجهات المحرضة وسحب مواطنة من يدعو الى إبادتنا".
    ولتبرير رفضه لإنهاء الاحتلال والانسحاب، والمفاوضات زعم نتنياهو ان هناك من يطالبه بالمساومة على أمن اسرائيل وانه لن يوافق في أي حال من الأحوال على ذلك". وهاجم انصار المفاوضات وقال: "هناك من يقول ان الطريق للمواجهة هي التراجع، لديهم صيغة – اذا لم تخلّ (المستوطنات) لم تعمل، ولم تفعل شيئا من اجل الدولة، لدي اخبار لهم، يمكن العمل بدون الاخلاء. وقد رأينا ما الذي تعنيه "المبادرة"، القفز الى المجهول ولا يهم مدى كونه مدمرا. كلهم يصفقون ويثنون عليك، ولكن بعد ذلك سيضطر سكان اسرائيل الى دخول الملاجئ".
    وقال انه لا يغامر بأمن اسرائيل "فكل منطقة اخليناها سيطر عليها الإسلام المتطرف، كلهم موحدون في مسألة واحدة: ان لا تبقى إسرائيل هنا. لكنني سأحافظ دائما على أمن إسرائيل، ولن يغير ذلك أي ضغط خارجي او داخلي"!
    بعد استقالته من حكومة نتنياهو، بيرتس: نتنياهو يتطرف ولا فرص للتوصل الى اتفاق
    أعلن وزير شؤون البيئة، عمير بيرتس، امس، استقالته من حكومة نتنياهو، وابلغ رئيسة حزبه، تسيبي ليفني، انه سيبقى حاليا في حزب الحركة، لكنه سيعمل في المقابل على تشكيل اطار سياسي يسعى الى استبدال نتنياهو في رئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة. وقال بيرتس انه ليس ملزما بالتصويت الى جانب الحكومة في الكنيست.
    وأضاف: "استنتجت انه يتحتم استبدال نتنياهو وسأبذل كل ما في وسعي لإيجاد البديل. انوي العمل في الائتلاف والمعارضة وخارج الكنيست لتوحيد قوى تهدف الى استبدال نتنياهو".
    ونقلت "هآرتس" عن بيرتس قوله خلال مؤتمر صحفي انه لم يجر حتى الآن أي اتصالات مع حزب العمل او اعضاء الأحزاب الأخرى حول تشكيل الاطار السياسي الجديد. وقرر بيرتس الاستقالة من الحكومة خلال نهاية الأسبوع، بعد ان فهم بأنه سيطالب بالتصويت الى جانب الميزانية العامة (اليوم) والتي يعتبرها تتعارض مع مفاهيمه. وبما انه يمنع عليه كوزير التصويت ضد قرار حكومي، فقد قرر الاستقالة.
    وقال، امس: "انا وبنيامين نتنياهو شخصان نتواجد على جانبي المتراس منذ سنوات. لقد قررت الانضمام الى الحكومة كي امنحه فرصة، وكي اقول لنفسي بأنني لم ارفضه بشكل شخصي. وطالما جرت المفاوضات السياسية وجدت حاجة لمواصلة الجلوس في الحكومة. لكنه خلال الاشهر الثلاث الأخيرة، تغير التوجه في الحكومة، وعاد نتنياهو الى استخدام تصريحات متطرفة تدل على غياب فرص التوصل الى اتفاق. ووصل الى القمة خلال مراسم احياء ذكرى رابين في الأسبوع الماضي، فبدل ان يتحدث عن فرص المصالحة والتفاهم، وبدل ان يطرح رسائل ضد العنف، واصل نتنياهو تصريحاته المتطرفة التي لا تخدم دولة اسرائيل".
    وجاءت استقالة بيرتس بعد فترة وجيزة من المواجهة التي وقعت بينه وبين نتنياهو على خلفية التصريحات التي ادلى بها بيرتس ضد نتنياهو، امس الأول، ردا على تصريح نتنياهو المتعلق بالأحداث في كفر كنا، وبسبب غياب العملية السياسية ومسائل تتعلق بالميزانية. فقد هاجم نتنياهو بيرتس ومعسكر اليسار كله، امس، وقال: "المبادرة الوحيدة لديكم هي القفز عن الجرف والانطواء. مهمة القائد هي رؤية الواقع وتوحيد القوى امامه. نحن نتواجد في خضم حملة تحريض اسلامية على المستوى العالمي، ومن يفترض بهم الالتفاف ضد ذلك هم وزراء الحكومة. اشكرك لأنك فهمت بأن مكانك ليس حول طاولة الحكومة".
    في هذا السياق لم يقرر حزب "الحركة" حتى الآن من هو الشخص الذي سيستبدل بيرتس في الحكومة، علما ان عمرام متسناع يعارض ايضا بقاء الحزب في الحكومة.
    وكان وزير المالية يئير لبيد قد دعا نتنياهو، قبل جلسة الحكومة، امس، الى العمل من اجل تهدئة الأجواء، وقال ان "على اعضاء الحكومة ونواب الكنيست العمل على تهدئة اللهيب وليس تصعيده. علينا العيش هنا معا، وحقيقة استخدام هذه الحالة لمراكمة المكاسب الحزبية والسياسية لا يتقبلها الوعي وتدل على عدم المسؤولية". وجاء تصريح لبيد على خلفية تصريحات نفتالي بينت الذي وصف الشاب القتيل من كفر كنا بأنه مخرب ودعم افراد الشرطة الذين قتلوه.
    "ماحش" تحقق من قتلة الشاب خير حمدان في كفر كنا والدفاع عن افراد الشرطة يواصل اختلاق الاكاذيب
    في وقت بدأت فيه وحدة التحقيق مع الشرطة (ماحش)، التحقيق في ظروف قتل الشاب خير الدين حمدان من قرية كفر كنا، برصاص الشرطة الاسرائيلية، بعد منتصف ليلة الجمعة – السبت، يواصل محامي افراد الشرطة اختلاق الاكاذيب لتبرير الجريمة، فيما تواصل قيادة الشرطة مساندة افرادها، وتصعيد نهجها العدواني ضد المواطنين العرب، والذي انعكس خلال الاضراب العام الذي اعلنه العرب، امس، بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين المحتجين على الجريمة، واعتقال عشرات الشبان. كما واصل نتنياهو التحريض على المواطنين العرب. ففي خطاب القاه في مؤتمر حزب الليكود، مساء امس، عاد نتنياهو امس الى اتهام الحركة الإسلامية في اسرائيل ورئيس السلطة ابو مازن بالتحريض، وقال "ان موقع الجهة المسماة فتح، شرح بأن شعب إسرائيل لم يكن هنا ابدا، وان الهيكل لم يكن قائما، وشلومو ودافيد ملوك اسرائيل وانبياء اسرائيل، كل ذلك خيال. توجد هنا محاولة واضحة لتشويه ليس الحقيقة الحالية فقط وانما الحقيقة التاريخية".
    من جهته خرج وزير المالية ضد تصريحات افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، وقال: "هناك حدود لعدم المسؤولية. لقد قتل انسان، والشرطة في ضائقة ويجب التحقيق لمعرفة ما حدث هناك".
    وكتبت صحيفة "هآرتس" انه تم التحقيق مع افراد الشرطة الذين شاركوا في الحادث، ومن بينهم الشرطي الذي قتل حمدان، والذي ادعى انه لم يقصد قتله. وقالت ان الشرطة بدأت، امس، بجمع مقاطع الافلام التي التقطتها كاميرات الحراسة في منطقة الحادث، واجراء فحص لمسدسات الشرطة.
    وكانت الشرطة قد ادعت فور وقوع الحادث ان حمدان حاول طعن افرادها، وانهم اطلقوا النار في الهواء بعد شعورهم بالخطر على حياتهم، وبعد ذلك فقط اضطروا الى اطلاق النار عليه. لكن شريطا مصورا من موقع الحدث أثار الشبهات بأن افراد الشرطة لم يتصرفوا حسب اوامر فتح النيران، ولا يظهر في الشريط انهم اطلقوا النار في الهواء. كما ستفحص ماحش سلوك الشرطة بعد قتل الشاب، حيث يظهر افراد الشرطة في الشريط وهم يجرون الشاب الى السيارة وهو جريح، بدل استدعاء سيارة اسعاف لمعالجته.
    وكما يبدو فان من اطلق النار على حمدان هو سائق السيارة الذي يظهر في الشريط فقط بعد سقوط حمدان على الأرض. وحسب ما نشره موقع "واللا" وقنوات التلفزيون، امس، فان السائق يدعي بأنه لم يقصد قتل حمدان، وانما صوب مسدسه الى يد حمدان التي كان يحمل بها السكين، بهدف احباطه! وحسب الشرطي فانه "لسوء الحظ اصابت الرصاصة خاصرة الشاب وادت الى نزيف حاد الامر الذي ادى الى موته"!
    وقالت القناة العاشرة، امس، ان افراد الشرطة ادعوا خلال التحقيق ان سبب تخوفهم على حياتهم هو تواجدهم في منطقة اشكالية، ولذلك قاموا بجر حمدان الى السيارة ولم يستدعوا الاسعاف. وادعوا انهم تخوفوا من قيام سكان القرية بالتنكيل بهم! واعلن القائد العام للشرطة، يوحنان دنينو، انه بعد انتهاء ماحش من التحقيق، سيتم تشكيل طاقم لفحص سلوك افراد الشرطة خلال الحادث. واوعز المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، خلال جلسة عقدها لمناقشة الموضوع، بمواصلة جمع الأدلة بالسرعة القصوى.
    "يسرائيل هيوم" تتبنى اكاذيب الشرطة
    واما "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو، والتي تتبنى خط العداء المنهجي للعرب والفلسطينيين، فقد توجت كرست عنوانها الرئيسي للاعتداء الذي تعرض له مواطن يهودي قرب مدينة الطيبة، امس، وكتبت بحروف بارزة ان العرب كادوا ينفذون عملية تنكيل. وبلهجة تحريض واضحة على المواطنين العرب كتبت ان الغليان في الوسط العربي وصل الى قمة أخرى، امس، وهذه المرة في الطيبة، عندما تمكن موشيه غرمان، من سكان نتانيا، بأعجوبة، من الهرب من أيدي الملثمين الذين هاجموه واحرقوا سيارته. وبعد هربه ساعده مواطنان من السكان المحليين واستدعيا سيارة اسعاف. وقامت قوة كبيرة من الشرطة بتمشيط المنطقة، لكنها لم تعتقل مشبوهين.
    وحسب رأيها فقد لخص هذا الحادث سلسلة من اعمال الشغب والمظاهرات ورشق الحجارة واحراق الاطارات واغلاق الشوارع في منطقة كفر كنا والبلدات العربية الأخرى، احتجاجا على موت خير حمدان الذي اطلق افراد الشرطة النار عليه بعد محاولته طعنهم بسكين. ويلاحظ ان الصحيفة تواصل التمسك بادعاء الشرطة انها تعرضت الى محاولة الطعن بينما اثبت الشريط المصور ان الشاب هجم على السيارة وهرب حين خرج منها افراد الشرطة الذين اطلقوا عليه النار من الخلف دون ان يهدد حياة أي فرد منهم.
    وتنشر الصحيفة التبريرات التي ادلى بها افراد الشرطة لجريمتهم. وتنشر عن القاتل قوله: "لقد تصرفت حسب ما علموني وحسب التوجيهات التي تلقيتها عندما شعرت بأن رفاقي يواجهون الخطر الملموس".
    واضافت: "يدعي افراد الشرطة الخمسة انهم تصرفوا بإصرار لأنهم تخوفوا من تعرضهم الى التنكيل من قبل عشرات السكان الذين بدأوا الالتفاف حولهم بعد اعتقال ابن عم حمدان . مع ذلك فان توثيق الحادث يطرح تساؤلات صعبة حول سلوك الشرطة، وتطبيق نظم اطلاق النار على حمدان. ويستدل من فحص الشريط المصور ان سائق السيارة هو الذي اطلق النار على حمدان. وادعى خلال التحقيق معه انه قصد اصابة حمدان في يده.
    محامي القتلة يواصل اختلاق الاكاذيب لتبرير الجريمة
    واما المحامي زئيف نير الذي يترافع عن افراد الشرطة فقد واصل ترديد الاكاذيب لتبرير جريمة موكليه، وزعم في تصريحاته لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "الشرطي (القاتل) يشعر بأنهم ينكلون به. وانه لا يشعر بالفرح لما حدث، ولكنه قام بمهمته ولسبب ما يتعرض للهجوم من قبل من يحاولون تحقيق مكاسب سياسية".
    وفي رده على السؤال حول قيام الشرطة بجر الشاب على الأرض بعد اصابته وعدم استدعاء الإسعاف، قال المحامي بلهجة توضح نهج العداء للعرب والتعامل المسبق معهم كقتلة: "لو انتظروا لكنا قد سمعنا عن جثة اختطفت وخمسة افراد شرطة مقتولين. لقد خافوا ولذلك فضلوا اخلاء الشاب بأنفسهم من المكان. يجب ان نفهم انهم كانوا يواجهون التهديد، ورغم انهم نفذوا مهمة الاعتقال الا ان الشاب اقترب منهم وهو يصرخ الله اكبر وكان يحمل سكينا".
    ليس هذا فحسب بل اضاف المحامي اكذوبة جديدة لتبرير الجريمة حيث قال: "الشرطي ينفذ القانون وعليه ألا يهرب. لقد تخوفوا اصلا من ان يكون مخربا يضع حزاما ناسفا، ولذلك فقد اعتقدوا وبحق انه يجب احباطه".
    الى ذلك ادعى مصدر رفيع في شرطة اللواء الشمالي انه بعد وصول معلومات تفيد بأن ابناء عائلة الشاب ستحاول التعرض لأفراد الشرطة او ابناء عائلاتهم، فقد تم تعيين حراسة شخصية لهم، وحماية بيوتهم من قبل الشرطة.
    اضراب ومظاهرات في البلدات العربية
    الى ذلك شهدت العديد من البلدات العربية، امس، مظاهرات احتجاج على قتل الشاب خير الدين حمدان. وتم اعتقال 30 متظاهرا بزعم خرق النظام والتسبب بأضرار للممتلكات العامة، بينهم 26 من كفر كنا وثلاثة من طرعان.
    وكتبت "هآرتس" ان المواجهات استؤنفت في كفر كنا، امس، اثر قرار الشرطة منع المتظاهرين من التقدم نحو الشارع الرئيسي. وتم في قرية الرينة المجاورة اشعال اطارات للسيارات على الشارع الممتد بين القريتين. وفي قرية شعب قام المتظاهرون بإنزال علم إسرائيل عن مركز الشرطة ورفع علم فلسطين مكانه. وفي ام الفحم شارك العشرات في تظاهرة رفعت خلالها الشعارات واعلام فلسطين وتم ترديد هتافات ضد الشرطة. كما جرت تظاهرات مماثلة في البلدات العربية في النقب. وتظاهر الطلاب العرب في الجامعات، فيما تظاهر قبالتهم تأييدا للشرطة طلاب اليمين رافعين اعلام اسرائيل وشعارات ضد اليسار والعرب.
    رغم معارضة فاينشتاين: اللجنة الوزارية تصادق على تطبيق قوانين الكنيست على المستوطنات
    كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه على الرغم من معارضة المستشار القانوني للحكومة، صادقت اللجنة الوزارية لشؤون القانون، امس، على مشروع القانون الذي طرحته النائب اوريت ستروك (من البيت اليهودي) وبعض نواب اليمين، والذي يدعو الى تطبيق القوانين التي تسنها الكنيست، على المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية.
    وقد عارض مشروع القانون الوزيران تسيبي ليفني ويئير لبيد فقط، واعلنا انهما سيستأنفان على القرار في الحكومة، ما يعني انه سيتم تأجيل دفع القانون لفترة غير معروفة.
    صاحب "يسرائيل هيوم": "الشعب الفلسطيني تم اختراعه لتدمير إسرائيل فقط"!!
    قال الملياردير اليهودي شلدون ادلسون، صاحب جريدة "يسرائيل هيوم" ان الفلسطينيين هم شعب تم اختراعه بهدف تدمير اسرائيل، وان اسرائيل لا تستطيع الصمود كدولة ديموقراطية ويجب ان تقيم من حولها سورا عاليا للدفاع عن نفسها.
    وقالت صحيفة "هآرتس" ان تصريحات ادلسون هذه، جاءت يوم امس، خلال نقاش مشترك اجراه في واشنطن مع الملياردير حاييم صبان، خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الجالية الاسرائيلية في الولايات المتحدة.
    وقال ادلسون انه لن يكون رهيبا اذا لم تكن اسرائيل ديموقراطية، فهذا ليس مكتوبا في التوراة. وحسب "هآرتس" ليس من الواضح ما اذا جاء تصريحه هذا بسبب عدم فهمه لما قاله صبان الذي تحدث عن الحاجة الى مواجهة مشكلة ستة ملايين فلسطيني. وقال ادلسون انه "لا وجود لشعب يسمى الشعب الفلسطيني وانه تم اختراع هذا الشعب فقط كي يدمر إسرائيل". ولذلك، اضاف: "يجب اقامة سور عال حول إسرائيل ومنح الفلسطينيين خمس سنوات كي يثبتوا تخليهم عن رغبتهم بتدمير إسرائيل".
    يشار الى ان صحيفة ادلسون اخفت هذا التصريح، واختارت الاشارة فقط الى قوله بأنه لا يؤمن بأن الفلسطينيين سيتخلون عن حق العودة.
    حاخام إسرائيلي: اليهود الذين يدخلون الحرم غريبو الاطوار ويشعلون النار
    كتبت صحيفة "هآرتس" انه بعد قيام الحاخام الرئيسي لإسرائيل يتسحاق يوسيف بوصف قادة الصهيونية الدينية بأنهم "حاخامات من الدرجة الرابعة" لأنهم يخرقون فتوى كبار الحاخامات التي تحرم دخول اليهود الى الحرم القدسي، سخر شقيقه دافيد يوسيف، عضو مجلس حاخامات التوراة، من اليهود الذين يدخلون الى الحرم واعتبرهم "اقلية صغيرة، غريبة الأطوار ومتطرفة".
    وكان دافيد قد بعث برسالة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالبه فيها بمنع دخول اليهود الى المكان المقدس، بسبب قدسيته. وكتب له: "لا تمضي مضللا وراء أقلية صغيرة، غريبة الاطوار ومتطرفة، تستخدم مختلف الادعاءات "التبشيرية" باسم الشريعة عبثا، وتبحث غرائزهم الشريرة عن "تصاريح" وهمية ويعتمدون على رأي رفضه كل المشرعون".
    واضاف دافيد انه يعتمد على فتوى اصدرها والده عوفاديا يوسيف ووافق عليها كل اعضاء مجلس حاخامات التوراة في حركة شاس، وكذلك مجلس الحاخامات الرئيسي. وقال ان من يدخلون الحرم "يتسببون بضرر ضخم للشعب المقيم في صهيون ويستفزون امم العالم ويسببون الكراهية لنا ويتم استخدام اعمالهم من قبل من يكرهون اسرائيل ويمنحون لهم سيفا لقتلنا ولتنفيذ عمليات قتل وتحريض كل شعوب العالم علينا. وليس من المعقول ان تتم الموافقة بالصمت على ان تقوم مجموعة صغيرة وغريبة الاطوار بقيادة كل الجمهور وراء وجهات نظرهم التبشيرية التي لا نعرف من سينقذنا منها". وقال ان منع دخول اليهود الى الحرم ينبع عن قدسية المكان ولا يعني التخلي عن السيادة الاسرائيلية عليه.
    الشرطة تطالب النواب بعدم دخول الحرم
    في هذا السياق، كتبت "يديعوت احرونوت" ان الشرطة الاسرائيلية طالبت اعضاء الكنيست بالتوقف عن دخول الحرم القدسي، كي يتم تهدئة الأجواء. وقال مصدر في الشرطة ان "على اعضاء الكنيست الفهم باننا على حافة الانفجار في الحرم، ويجب عليهم اظهار المسؤولية. ومن المناسب ان لا يزورا المكان خلال الأسابيع القريبة".
    وقال مصادر في الشرطة، امس، ان الفلسطينيين والعالم العربي يعتبرون وصول النواب موشيه فايغلين وتسيفي حوطوبيلي وشولي معلم وغيرهم، بمثابة تهديد ملموس، يؤجج الاوضاع.
    واضافت هذه المصادر "ان وصول النواب الى هناك يؤثر بشكل مباشر على كل الاوضاع في القدس، وانشغال هؤلاء النواب المكثف بالحرم يرفع حدة التوتر الى مستويات عالية جدا، وعمليات خرق النظام وعمليات الدهس في القدس كانت ردا على ذلك".
    اللجنة الوزارية للقانون ترفض "قانون الزعبي"
    كتبت "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون رفضت، امس، مشروع القانون الذي قدمه رئيس لجنة الدستور، دافيد روتم (يسرائيل بيتنا) والذي يتيح الغاء عضوية نائب في الكنيست، ابدى تضامنه مع العدو اثناء الحرب.
    ودعم مشروع القانون الذي يستهدف النواب العرب بشكل عام والنائب حنين الزعبي، بشكل خاص، وزراء البيت اليهودي ويسرائيل بيتنا فقط. واعلنت كتلة يسرائيل بيتنا انها ستطرح مشروع القانون مجددا بعد اسبوعين.
    مقالات
    شرطة منضبطة
    هاجمت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية جريمة قتل الشاب خير الدين حمدان، من سكان كفر كنا في الشمال، وكتبت ان أفراد الشرطة الذين أطلقوا النار عليه "تصرفوا كما يتوقع من افراد الشرطة الاسرائيلية. فلقد أطلقوا النار على "إرهابي"- تماما كما أمرهم وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش الأسبوع الماضي.
    واضافت: "وفقا لشريط الفيديو الذي التقطته كاميرات الحراسة، يتضح أن حمدان قتل بعد تراجعه الى الوراء عن سيارة الشرطة، التي هددها بواسطة آلة معدنية كانت في يده، ولكنه لا يبدو في الشريط أي اطلاق للنيران التحذيرية في الهواء من قبل الشرطة.
    "من الممكن أيضا أن يكون افراد الشرطة قد كذبوا في شهادتهم الأولى، عندما ادعوا ان الشاب حاول طعنهم وانهم فقط بعد أن شعروا بالخطر على حياتهم أطلقوا النار في الهواء، ثم اضطروا إلى اطلاق النار عليه. ولكنه يمكن التحديد، ان افراد الشرطة القتلة عملوا حسب الأوامر الجديدة لإطلاق النار التي حددها الوزير اهرونوفيتش، عندما قرر في الأسبوع الماضي، ان "المخرب الذي يصيب المواطنين يجب قتله".
    لقد تبنى افراد الشرطة هذا الأمر حرفيا وطبقوه على المواطن الذي يهدد الشرطة داخل اسرائيل، ايضا. كما سارع القائد العام للشرطة، دنينو، الى دعم افراد الشرطة الذين قتلوا المواطن، عندما حدد بعد الحادث بأن "القيادة تقدم الدعم الكامل لأفراد شرطة إسرائيل".
    صحيح ان قسم التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) بدأ التحقيق في الحادث، ولكنه لا يمكنه هو ايضاً تجاهل روح القائد التي شرّعت هذا القتل، الذي يتبين انه قتل عبثي واجرامي. وتصريح الوزير نفتالي بينت الذي اعتبر الشاب "مخربا عربيا مسعورا" يعزز ذلك.
    كما ان رئيس الحكومة نتنياهو سارع الى الربط بين قتل المواطن ودعوته الى سحب المواطنة ممن يدعو الى تدمير اسرائيل. اذن، نحن نقف امام اجواء التطرف والاستفزاز وتأجيج الغرائز التي تتحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤوليتها، والتي تصرف افراد الشرطة بموجبها على الأرض. فأفراد الشرطة هؤلاء كانوا يعرفون انه يكفي قيام عربي بمهاجمتهم كي يقتلوه.
    صحيح ان هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها يد شرطة إسرائيل خفيفة على الزناد عندما يتعلق الامر بالمواطنين العرب. منذ عام 2000، قتلت الشرطة 30 مواطنا عربيا. يتحتم على ماحش التحقيق في الحادث طبعا، ولكنه من المشكوك فيه انها هي الجهاز الذي سيوقف هذا التوجه الجارف الذي يسمح بالقتل العبثي بل ويحث عليه.
    قتل في كفر كنا
    كتب رئيس مجلس ادارة مركز "عدالة" لحقوق الأقلية العربية في اسرائيل، المحامي حسين أبو حسين، في صحيفة "هآرتس" ان الصورة خير من ألف كلمة، وان ما حدث في كفر كنا هو عملية اعدام. فشريط الحراسة المصور لا يترك أي مجال للشك بأن خير الدين حمدان قتل على ايدي الشرطة أثناء هربه، وعندما لم يشكل تهديدا على حياتهم.
    وأضاف: "ان أوامر فتح النيران تحدد انه يسمح للشرطي بفتح النيران فقط في حالة وقوع الخطر الفوري ، وبعد استنفاذ كل الشروط السابقة لفتح النيران: التحذير، اطلاق النار التحذيرية في الهواء، ومن ثم اطلاق النار على القسم السفلي من جسد المهاجم، وفقط اذا واصل المشتبه به تشكيل خطر فوري يسمح بإطلاق النار على القسم العلوي من جسده، كمفر اخير. ومن الواضح في هذه الحالة ان افراد الشرطة اطلقوا النار على جسم المشتبه به من مسافة قصيرة جدا، وبدون أي تحذير، ودون ان يفحصوا أي خيار آخر للعمل، كإطلاق النار على ساقيه او تنفيذ عملية اعتقال بسيطة، قبل قيامهم بقتله. وقد اضافوا خطيئة الى الجريمة عندما جروه على الأرض وهو ينزف. حتى بعد الجريمة البشعة كان يمكن انقاذ حياته، لو كان احدهم قد كلف نفسه استدعاء المساعدة الطبية الى المكان بدل القائه في السيارة كما لو كان أداة ما.
    لقد وصل الوضع بين اليهود والعرب الى حافة الانفجار على خلفية النهج التحريضي من قبل القيادة السياسية حول موضوع المسجد الاقصى، واحداث القدس. لقد سارع رئيس الحكومة نتنياهو الى دعم افراد الشرطة، وتحدث عن سحب المواطنة من العرب، وهنأ وزير الاقتصاد نفتالي بينت افراد الشرطة على عملهم، وقال وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، في الأسبوع الماضي، ان مثل هذه الأحداث يجب ان تنتهي بالقتل. وهكذا نجد انه بدل ان تعمل القيادة على التهدئة، وتثبت ان إسرائيل هي دولة قانون، فإنها تصب الزيت على النار.
    يعرف المواطنون العرب جيدا، وعلى جلدتهم، ان قسم التحقيق مع قوات الشرطة (ماحش) هو جهاز اقيم بهدف التغطية على الشكاوى التي تقدم اليه. لقد اوصت لجنة اور التي تم تشكيلها لفحص احداث اكتوبر 2000، بمحاكمة افراد الشرطة في عدة عمليات قتل. لكن ماحش اغلقت كل الملفات، وقرر المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، آنذاك، عدم تقديم أي لائحة اتهام ضد أي منهم.
    منذ اكتوبر 2000 اطلقت الشرطة النار على 30 مواطنا عربيا وقتلتهم، ولكنه في حالتين فقط تمت الادانة – احدهم ادين بالقتل والثاني التسبب بالموت نتيجة الاهمال – ولبالغ العجب، فرضت عليهما احكاما طفيفة.
    ويستدل من معلومات حصل عليها مركز عدالة انه من بين 11.282 شكوى قدمها مواطنون (يهود وعرب) الى ماحش بين سنوات 2011 -2013، وصلت نسبة 2.7% فقط منها الى المحكمة الجنائية، و3.3% الى المحكمة التأديبية. العدالة تحتم تعليق عمل كل افراد الشرطة المتورطين في حادث كفر كنا فورا وفتح تحقيق جنائي، بإشراف المستشار القضائي للحكومة. كمواطنون وتنظيمات مدنية ليست لدينا أي ثقة بماحش. كما يحتم القانون استقالة الوزير اهرونوفيتش مقابل استنفاذ القانون مع افراد الشرطة المتورطين في الحادث.
    عربي؟ اطلق النار أولا
    يتساءل عودة بشارات، في "هآرتس" عن الفائدة من فحص ظروف قتل خير الدين حمدان من كفر كنا، ويقول ان مشاهدة افراد الشرطة وهم يلقون بالمصاب بجراح يائسة، كما لو كان كيسا من البصل، على ارضية السيارة، تحكي كل شيء عن قيمة حياة العربي. في هذا المشهد الذي تقشعر له الأبدان، لم يبد أي تردد او احراج من قبل من انتزعوا حياة الشاب.
    ويضيف بشارات: فكرة واحدة ازعجتني طوال يوم امس، هي اين وضعوا الشاب الجريح في هذا المكان المكتظ؟ يمكن الافتراض انه كان على أرض السيارة تحت اقدام افراد الشرطة الذين اطلقوا عليه النار قبل لحظة. حسب برودة اعصاب افراد الشرطة، تكهنت انه لو وقع الحادث في مكان نائي، فان مصير حمدان ما كان سيختلف عن مصير عمر ابو غريبان، الذي تركوه وهو ينزف على حافة الطريق. جيد ان هناك كاميرات.
    كما ازعجني سؤال آخر: ما هو فحوى المحادثة التي جرت بين افراد الشرطة عندما كان الجريح مطروحا تحت اقدامهم، ينازع بين الموت والحياة. هل تحدثوا عن مصير الانسان الذي كان في مقتبل العمر؟ عن برامجه التي تم اجتثاثها في لحظة واحدة؟ عن تحركاته الأخيرة؟ عن سقوطه المدوي؟ وبشكل عام، ماذا كانت كلماته الأخيرة؟ حسب تسلسل الاحداث يبدو ان افراد الشرطة انشغلوا في مسائل اكثر عملية، مثل كيف سيحيكون قصة دفاع. هكذا مثلا، صرحت الشرطة في الصباح ان افراد الشرطة اطلقوا النار في الهواء أولا، وبعد ذلك عندما شعروا بالخطر على حياتهم، اطلقوا النار على الشاب. لكن الكاميرا حطمت قصة التغطية.
    في هذه الأثناء دعم الوزير نفتالي بينت افراد الشرطة - ذلك الذي اطلق النار واولئك الذين جروا الشاب – ولم ينس نعت حمدان بلقب المخرب. وها هي اول عملية لتأكيد الموت. اما وزير الخارجية ليبرمان فحول افراد الشرطة الى مدنيين، ومن يتعرض لهم مصيره الموت. بدون محاكمة طبعا. وهذه هي ثاني عملية لتأكيد الموت. واما رئيس الحكومة فأقحم في قتل العربي مسألة رهيبة مثل تدمير دولة اليهود. وهكذا يتبين ان الحادث يشبه في خطورته التهديد النووي الايراني. وهذه هي العملية الثالثة لتأكيد الموت.
    قيادة الدولة القومية تشمر عن أذرعها ضد المرحوم حمدان وضد مواطنيها العرب عامة. من المهم بشكل لا يقل عن ذلك، طبعا، معرفة ما الذي خطط له افراد الشرطة قبل اطلاق النار على الشاب، الذي ظهر واضحا بأنه تراجع الى الوراء وكان ظهره اليهم. هذا، كما يبدو، لن نعرفه ابدا.
    في اماكن اخرى في العالم، حتى في اصعب الحالات، كان بين المتورطين في حادث ما من استيقظ ضميرهم وكشفوا حقيقة ما حدث. لكن هذا لا يحدث في إسرائيل. لن نعرف ابدا عن المخطط الأصلي الذي سبق مذبحة كفر قاسم، ولن نعرف من قتل المواطنين العرب الستة في يوم الأرض عام 1976، ولن نعرف ظروف موت 13 شابا عربيا في احداث اكتوبر 2000. لقد حددت لجنة اور انهم قتلوا بسبب الخطر الذي شكلوه على حياة قوات الشرطة. ولكن الشرطة التي تحظى بدعم كل مسؤول في الدولة، ترفض الوصول الى الحقيقة.
    هكذا هي الامور، دولة بكاملها تدافع بقوة عن القتلة، عندما يكون الضحية عربي. وبعد ذلك يسألون لماذا تصبح اصابع افراد الشرطة خفيفة على الزناد. هذا يحدث لأن دم العربي يعتبر ارخص. منذ اكتوبر 2000، وبعد التقرير الجريء للجنة اور الذي تحدث عن التعامل المعادي للشرطة ازاء العرب، قتل اكثر من 30 شابا بنيران الشرطة. وفي حالات قليلة فقط تم فتح ملفات تحقيق ضد المسؤولين عن القتل، وفي غالبية الحالات مر الأمر بهدوء.
    لا توجد ظروف مناسبة اكثر من العودة الى سؤال موشيه شاريت قبل 60 عاما: هل المقصود دولة قانون او دولة سرقة؟ هذه المرة سرقة حياة. آخر نكتة هي ان قسم التحقيق مع الشرطة سيحقق في الحادث. للتذكير، هذه هي ماحش التي اغلقت ملفات التحقيق بشأن قتلى احداث اكتوبر. طبعا كان هناك 13 قتيلا، لكنه ليس هناك من قتلهم. فالعرب لا يتم قتلهم، انهم ينتحرون.
    يجب منع انتشار العنف
    في مقالة محشوة بالتحريض على المواطنين العرب، والدفاع عن قوات الشرطة التي قتلت الشاب خير الدين حمدان في كفر كنا، يكتب المستشار السابق لرئيس الحكومة الاسرائيلية والمحاضر في جامعة مستوطنة اريئيل حاليا، البروفيسور اليكس بلي، في "يسرائيل هيوم" ان احداث كفر كنا والاضراب الذي تلاها، تطرح مجددا على جدول الاعمال العام مسألة العلاقة بين الغالبية اليهودية والأقلية العربية – الإسلامية في اسرائيل. فمن جهة، تزداد تصريحات المنتخبين العرب تطرفا، ومن جانب آخر تتزايد اصوات العرب المسيحيين الذين يطالبون بالمساواة الحقيقية من خلال الخدمة في الجيش والتعبير العلني عن اخلاصهم للدولة!!
    ويضيف: هناك عدة أوجه للأحداث الأخيرة: اولا، الجمهور العربي في إسرائيل يعلن منذ سنوات انه "فلسطيني". المواطن العربي المسلم الذي يحمل جواز السفر الاسرائيلي، لن يعرض نفسه بتاتا لا في إسرائيل ولا في الخارج كإسرائيلي، وانما كفلسطيني يحمل جواز سفر اسرائيلي. وذلك كي يعرب عن تضامنه القومي مع "اخوته" وراء الخط الأخضر، وكي يعبر ضمنا عن فكرة ملكيتهم للبلاد.
    يكفي التذكير بكثير من تصريحات النواب العرب بشأن حقيقة انهم، ظاهريا، يعيشون هنا منذ الأزل بينما اليهود من الاتحاد السوفييتي هم "الجدد" في البلاد. وتضاف الى ذلك عملية طويلة السنوات من محاولة اختبار الحدود بشأن علاقة الدولة مع الاقلية: هل ستنجح الدولة في مرحلة ما بوقف النشاط غير القانوني للمواطنين العرب وطرح حدود لسلوك من يخرقون القانون.
    ويدعي بلي: "لا يوجد اجماع على أن كل الغضب جاء بسبب قتل من يظهر في الشريط بأنه يرتكب جريمة مهاجمة الشرطة. اذا كان البناء غير المرخص مسموحا به، واذا كان التحريض ضد الدولة مسموحا به، فلماذا لا يتم مهاجمة الشرطة وعدم نيل العقاب؟
    "هذا هو المكان للشد على ايدي افراد الشرطة ضد كل محاولة لمهاجمتهم (تحقيق الشرطة سيثبت ما اذا كان هذا هو الحدث الذي وقع في كفر كنا). من المناسب، ايضا، التذكير بأنه قبل سنوات قام احدهم بخلق معادلة مستهجنة توحي وكأن "عدم المساواة" يبرر بأي شكل العنف وخرق القانون من قبل مواطني الدولة.
    هذا هو الوقت لتكذيب هذا التوجه نهائيا: لقد تم انتهاج سياسة "التمييز المصحح" قبل سنوات، ورغم انه لا تزال هناك بعض جيوب التمييز، فان سياسة الدولة هي تصحيحها واجتثاثها. لا توجد أي علاقة بين المكانة المدنية في الدولة مع واجب المواطن، مهما كان أصله، بالانصياع للقانون.
    المشكلة هي أن الدرس الذي يتغلغل من القيادة إلى الأسفل هو خاطئ: كلما ازداد العنف على جبل الهيكل (الحرم)، ازداد انسحاب إسرائيل من "الجبل"، المسلمون يفعلون في اماكننا المقدسة كل ما يشاؤون، بما في ذلك التدمير المنهجي للتراث اليهودي، ومطاردة المصلين اليهود، ونحن، كدولة، لا نرد على الإطلاق. حسب رأي المسلمين الذين يعيشون في إسرائيل فانه لا يوجد فرق بين اجزاء البلاد والدرس من القدس يمتد كالنار في الهشيم الى كل أنحاء البلاد.
    يجب القول ان حكومة اسرائيل لا تحدد سياسة واضحة وراسخة بالنسبة للعنف السياسي والعقاب عليها، الامر الذي يجعل هذا المواطن او ذاك يخطئ احيانا حين بفكر انه لن يدفع ثمن ممارساته العنيفة. يتحتم على الحكومة تبني سياسة عدم التسامح بتاتا مع أي نوع من العنف، ولا يوجد لذلك أي علاقة بالعرب. ولكن عليها، ايضا، ان تطبق القانون بشكل واضح وبقبضة صارمة.
    من هنا تشتق المسألة التالية: الحكومة تظهر كضعيفة، وكمن لا تملك الرغبة ولا الوسائل لتطبيق القانون. ولذلك فانه لا تكفي السياسة والتصريحات، يجب اتخاذ القرارات والتنفيذ. مهاجمة افراد الشرطة ليست محبذة في أي دولة في العالم، وإسرائيل يجب ان لا تكون شاذة في ذلك. يجب عدم تبرئة من يشن هجوما لأي سبب، على المواطن البريء، مرورا بالنساء والاطفال من جهة، وحتى الشرطة ورجال الامن من جهة اخرى.
    يجب القول على الهامش، ان العالم العربي كله يعصف منذ اربع سنوات في اعقاب "الربيع العربي". احداث القدس، والآن كفر كنا، حابلة باحتمال تسلل العنف المحيط بنا الى اسرائيل. ويمكن للعمل الصارم فقط، من خلال تفعيل القوة بشكل موزون، اجتثاث هذا الحدث في مهده.
    اهانة شرق اوسطية
    يرى يارون لندن في "يديعوت احرونوت" ان ما يحدث في الأقصى هو جزء من رد العرب للاهانة التي يوجهها اليهم اليهود الذين يطالبون بفتح ابواب الحرم امامهم. ويكتب ان معنى الاهانة لا يفهمه الغريب عن الخلفية الثقافية للمهين والمهان وتاريخ العلاقات بينهما. وكمثال على ذلك، اننا نشاهد في محطات البث العربية بين الحين والآخر نقاشات تنتهي بقيام احدهم بخلع حذائه ورشقه على منافسه. وقبل أن اتعلم بأن العرب يعتبرون ذلك رمزا لدوس واهانة العدو حتى يلحس نعل المنتصر، لم افهم لماذا يمكن لرشق الحذاء ان يؤدي الى سفك الدماء. كما ان من لا يعرف شيئا عن كراهية الكثير من العرب للولايات المتحدة وإسرائيل، لن يفهم لماذا نشاهد في كثير من تظاهراتهم قيام المتظاهرين بإحراق اعلام البلدين ودوسها تحت اقدامهم. لكننا نحن نفهم ذلك وهناك من يشعرون بالإهانة الكبيرة.
    الشخص الذي يطرح التحية النازية يثير غضبنا، ليس لأنه يهددنا، وانما لأننا نفهم ما يقصده. انه يسخر من ألمنا من خلال اعلاء الذاكرة اللاذعة. نحن نقدر بأنه يعرف بأننا نفهمه، والا لما كنا سنشعر بالإهانة.
    الصدامات في الحرم القدسي، هي أولاً، نتيجة اهانة كبيرة. فالترتيبات الاجتماعية لدى العرب، كما يقول الباحثون، تقوم على "ثقافة الكرامة". لكن البعض فقط يفهمون الأخلاق الرفيعة التي يمكن لتجاوزها ان يؤدي الى تدمير مفاوضات جوهرية. إن أغلى ما يملكه المجتمع العربي هما الدين والمرأة. وويل لمن يتجرأ على التشكيك بالخصائل الكاملة لآخر الأنبياء، وويل للغريب الذي ينظر الى امرأة ليست ملكا له او لعائلته. اعتقد ان هذه الشمولية تعتبر اهانة، ولكن بما انني انوي اهانة ابناء شعبي، ايضا، فربما يتم الصفح عن خطأي.
    هناك اجماع على كون الاسرائيليين عدائيين، أفظاظ ويفتقدون الى المشاعر ازاء الآخر. كما لو انه تم اقتلاع الأجزاء التي تعكس الآخر من أدمغتهم. اعضاء الكنيست الذين يصرون على دخول الحرم القدسي، يتظاهرون بتمثيل جمهور يتوق الى سكب روحه امام الله في هذا الموقع بالذات. هذا الجمهور ليس كبيرا، لكنه لا يصعب توسيعه، لأن مشاعر الاهانة تنطوي على خصائص فيروسية. هذا الجمهور الطفيلي يشعر بالإهانة لأن المسلمين ينفون ارتباطه التاريخي بالحرم، ومتأكدا من أن هذا النفي يهدف الى اهانتنا. والرد يأتي بأننا "سنبين لهم من أين تتبول السمكة". هذا هو التحدي الاحمق، التحدي غير البالغ الذي ينطوي على نتائج بالغة الخطورة.





    Nida Younis
    Director of the Press Office and Public Relations Unit
    Ministry of Information, Ramallah
    T. +972 2 2988 040
    F. +970 2 2954 043
    M. +970 (0) 599 856 053
    @: pressoffice@minfo.ps
    @: karmel2010@yahoo.com
    URL. www.minfo.ps


  10. #110


    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 كانون الأول 2014
    ليفني وبيرس طالبا كيري منع التصويت على المبادرة الفلسطينية كي لا يدعم القرار نتنياهو واليمين في الانتخابات
    قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال لقاء عقده مع سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، قبل عدة أيام، ان وزيرة القضاء الاسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، والرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيرس، طلبا منه منع التصويت على المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن قبل الانتخابات الاسرائيلية، كي لا يدعم القرار احزاب اليمين.
    وكتبت صحيفة "هآرتس" انه تم نشر تصريح كيري هذا في الموقع الاخباري الأمريكي "Foreign policy"، اعتمادا على دبلوماسيين اوروبيين حضروا اللقاء. وحسب التقرير فقد ابلغ كيري السفراء بأن الولايات المتحدة لن تسمح لقرار يتعلق بالعملية السلمية بالمرور في مجلس الأمن قبل الانتخابات. وأشار الى انه في التوقيت الحالي، من شأن قرار كهذا ان يعزز الجهات الاسرائيلية التي تعارض العملية. مع ذلك، لم يستبعد كيري امكانية دعم الولايات المتحدة لقرار اكثر مرونة، ولا يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي في الضفة ولا يحسم مسبقا المسائل الجوهرية للمفاوضات.
    وقال دبلوماسيون حضروا اللقاء ان كيري أشار الى ان بيرس وليبفي ابلغاه بأن صدور قرار يضغط على اسرائيل قبل الانتخابات، سيؤدي فقط الى تدعيم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت. وقال احد الدبلوماسيين نقلا عن كيري، ان ليفني ابلغته بأن محاولة المجتمع الدولي فرض صيغة كهذه على اسرائيل، ستدعم نتنياهو والمتطرفين في اسرائيل وفلسطين.
    واوضح مسؤول في الخارجية الأمريكية ان كيري اوضح علانية وخلال محادثات خاصة، ايضا، انه يمنع اتخاذ أي خطوة يمكنها التأثير على الانتخابات الاسرائيلية، كما يواصل كيري اتصالاته مع شركاء الولايات المتحدة في المجتمع الدولي كي يمنع التدهور ويوافق على شروط افضل لاستئناف المحادثات السلمية. وجاء من حزبي العمل والحركة ان ليفني عارضت أي محاولة فلسطينية لفرض خطوة من جانب واحد، وهذا هو موقفها الثابت الذي اعلنته على الملأ وعلى مسمع الأمريكيين، وتواصل التمسك فيه. كما جاء ان ليفني تعتقد بأنه يمكن الحفاظ على المصالح الحيوية لإسرائيل من خلال سلوك سياسي صحيح، الأمر الذي يمكن تحقيقه فقط اذا قام هرتسوغ وليفني بتركيب الحكومة القادمة.
    اليمين النائب ليفني وقال رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت، ان تسيبي ليفني وصلت الى اسفل المؤامرات السياسية، ومع كل الاحترام فان مصلحتها لا تتقدم على مصلحة الدولة، وطلبها شن هجوم على إسرائيل يعتبر تجاوزا للخط الأحمر. وجاء في رد الليكود "ان هذه الامور تثبت ان ما يهم هرتسوغ وليفني هو استبدال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يقف كالسور امام الاملاءات والضغط الفلسطيني".
    ورفض هرتسوغ وليفني هذا الانتقاد، وجاء من مقرهما المشترك انه "بدل الشتم كان يتحتم على بينت ورفاقه المتطرفين في الليكود الاتصال بليفني وتقديم الشكر لها ألف مرة. لقد عملت خلافا لكل معيار سياسي من اجل مصالح دولة اسرائيل".
    في هذه الأثناء تواصل القيادة الفلسطينية مشاوراتها مع الدول العربية. وكان الرئيس محمود عباس قد التقى يوم الجمعة مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، فيما التقى صائب عريقات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري. ومن المتوقع ان يغادر عريقات اليوم الى موسكو لإجراء لقاءات مع مسؤولين روس وعلى رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف. وكانت روسيا والصين قد اعلنتا انهما ستدعمان مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن.
    وقال مسؤول فلسطيني رفيع، امس، لصحيفة "هآرتس" انه خلافا للتصريحات التي سمعت من رام الله مؤخرا، فان الفلسطينيين يميلون الآن الى عدم طلب التصويت الفوري على اقتراح القرار الذي تم تقديمه. وحسب أقواله فان هناك دولا تدفع نحو تأجيل الموضوع حتى بداية السنة الجديدة، على ضوء التغييرات المتوقعة في تركيبة مجلس الأمن، وهناك دول، وخاصة الولايات المتحدة، التي تطلب التأجيل الى ما بعد الانتخابات في إسرائيل بادعاء ان هذه الخطوة قد ستعزز قوة اليمين. وجاء الضغط، ايضا، من بعض الدول العربية، كي تؤثر على الفلسطينيين.
    وفي هذا السياق، كتبت "يسرائيل هيوم" انه رغم رغبة الفلسطينيين بطرح اقتراحهم للتصويت في مجلس الأمن قريبا، الا أنه يبدو بأن الساعة الدبلوماسية لن تقرع حسب وتيرتهم. فقد اعلنت سفيرة الأردن لدى الأمم المتحدة، دينا قعوار، ان "الموضوع سيستغرق بعض الوقت".
    وحسب الصحيفة يتعاون الأردن مع فرنسا وبريطانيا لصياغة اقتراح يمنع الامريكيين من استخدام حق الفيتو ضده. ومن جانبها اوضحت الولايات المتحدة لشركائها بأنها لا توافق على الاقتراح الفلسطيني بصيغته الحالية. ولكنه، خلافا للماضي، يبدو ان واشنطن منفتحة لإمكانية تبني قرار في مجلس الأمن، يدعم جهود استئناف العملية السلمية، ولكنه لا يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال.

    إسرائيل تقصف خان يونس بحجة اطلاق صاروخ من القطاع
    كرست الصحف الاسرائيلية تقاريرها الرئيسية، اليوم، لموضوع الهجوم الذي شنه الطيران الاسرائيلي على قطاع غزة، امس السبت، ردا على قيام تنظيم غير معروف بإطلاق صاروخ يتيم على إسرائيل يوم الجمعة، لم يوقع اصابات او اضرار. وكتبت صحيفة "هآرتس" انه لأول مرة منذ انتهاء عملية "الجرف الصامد" في غزة، شن الجيش الاسرائيلي ليلة الجمعة – السبت، هجوما جويا على قطاع غزة، ردا على اطلاق صاروخ باتجاه منطقة المجلس الاقليمي "اشكول". واستهدف القصف الاسرائيلي منطقة خان يونس، وتحديدا، مصنعا لانتاج الباطون. وقال الفلسطينيون ان الهجوم أدى الى انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق في جنوب القطاع، لكنه لم يسفر عن وقوع اصابات.
    وفي بيان نشرته امس، حذرت حركة حماس اسرائيل من مواصلة الهجوم ودعت المجتمع الدولي الى العمل من اجل وقف "العدوان على الشعب الفلسطيني". واعتبرت الحركة الهجوم الاسرائيلي أحمقا، وقالت انه يشكل تصعيدا خطيرا وخرقا للهدوء بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل. ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، مصر الى التدخل نهائيا لإلزام اسرائيل على الالتزام بوقف اطلاق النار وعدم تكرار خرقه. وقال "ان الشعب الفلسطيني يقف صامداً ولن يتخوف من مثل هذه العمليات. انه يدعم المقاومة وانتصارها في الحرب الأخيرة".
    يشار الى ان قوات البحرية الاسرائيلية، اطلقت، امس، النيران في الهواء لإبعاد قاربي صيد في شمال وجنوب القطاع، وذلك بعد اجتيازهما للمنطقة المحددة للصيد.
    وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس، ان "أمن اسرائيل يسبق كل شيء، ولن اتجاوز الرد حتى على اطلاق صاروخ واحد، ولذلك قام سلاح الجو بالرد لتدمير مصنع الباطون الذي استخدم لترميم الأنفاق التي تدمرت خلال الجرف الصامد". وحمل نتنياهو حركة حماس المسؤولية عن أي تصعيد.
    من جهته قال وزير الأمن موشيه يعلون، ان "هجوم سلاح الجو على مصنع الباطون الذي يقوم بترميم الأنفاق، يشكل رسالة حازمة لحماس مفادها أننا لن نتحمل العودة الى حالة اطلاق النيران على مواطنينا. نحن نعتبر حماس مسؤولة عن ما يحدث في قطاع غزة، وسنعرف كيف نرد عليها بالهجمات اذا لم تعرف كيف تمنع اطلاق النار على إسرائيل". وجاء من الناطق العسكري بعد الهجوم ان القوات هاجمت "قواعد تابعة لتنظيم الارهاب حماس في جنوب القطاع" وان الهجوم يشكل "ردا على اطلاق الصواريخ على أراضي دولة اسرائيل".
    سكان محيط غزة يتخوفون من عودة القصف التدريجي
    في هذا الصدد نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" تقريرا جاء فيه انه بعد 115 يوما من اعلان وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس، عادت، في نهاية الأسبوع، مشاهد الصيف الأخير الى الجنوب – مواطنون يهربون الى المناطق الآمنة على خلفية صافرات الانذار، وطائرات سلاح الجو تشق عتم الليل، في طريقها لمهاجمة اعماق القطاع. ويأمل سكان محيط غزة ان يكون هذا الحدث استثنائي، خرق موضعي لوقف اطلاق النار، وتشهد احداث نهاية الاسبوع على تحقق مخاوفهم من ان عملية "الجرف الصامد" ايضا، لم تنجح بتحقيق الهدوء والأمن في المنطقة.
    وقد جاء غضب سكان الجنوب في اعقاب سقوط صاروخ 107 ملم تم اطلاقه من غزة قبل ظهر يوم الجمعة. وردا على ذلك تم تفعيل صافرة الانذار في بعض البلدات التابعة للمجلس الاقليمي "اشكول"، وتم ارسال قوات الجيش لتمشيط المنطقة فعثرت على بقايا الصاروخ في حقل للبطاطا. ولم يتسبب الصاروخ بوقوع اصابات او اضرار. لكن سكان الجنوب يصرون الآن على أن هذا الصاروخ يلمح الى العودة التدريجية لطابع اطلاق النيران على المنطقة.
    وقالت ميراف كوهين، من سكان كيبوتس "عين هشلوشاه"، ان هذا الصاروخ سقط صدفة في الحقل وليس على روضة للأطفال، ان خوفنا الكبير هو عودتنا الى الوراء، الى الفترة التي كانت تتساقط فيها الصواريخ بشكل غير منتظم وتشوش حياتنا جميعا. انا اخاف من ان يكون هذا هو الروتين الذي ينتظرنا الآن".
    واتهم "آبي دبوش، الحكومة بالمسؤولية عن استئناف النيران على بلدات محيط غزة. وقال "ان الحكومة تواصل منذ انتهاء الحرب ذات السلوك المهمل والاجرامي وغير المسؤول، المتواصل منذ 14 عاما. وبدل السعي بشكل حقيقي الى ما أسماه رئيس الحكومة "افق سياسي جديد"، اختارت حكومة إسرائيل الوهن. وبدل المبادرة الى ترتيب سياسي مع ضمانات دولية وامنية، اختارت الحكومة التلكؤ وجرنا جميعا في النقب الغربي الى استمرار الحرب غير المتوقفة". وربط رئيس بلدية سديروت، الون دفيدي، بين استئناف اطلاق الصواريخ وقرار محكمة الاتحاد الاوروبي اخراج حماس من قائمة الارهاب، وقال "ان استئناف القصف يذكرنا بأن حماس هي تنظيم ارهابي قاتل ومقيت، يسعى الى اصابة المدنيين الأبرياء بشكل فظ". وطالب الحكومة بالرد فورا وبشكل شديد على تشويش الحياة في الجنوب، مضيفا "ان على حماس ان تفهم بالطريقة الوحيدة التي تفهمها، القوة، انه لا يمكننا الموافقة على اطلاق النيران".
    اما رئيس المجلس الاقليمي "اشكول" حاييم يلين، فقد اختار الإشارة الى الحل السياسي بالذات. وقال "ان من اعتقد بأن الردع العسكري هو الحل فانه لا يفهم بأنه يتم حسم الحروب من قبل السياسيين الذين يحققون الهدوء والأمن بشجاعة". واضاف: "كانت لدينا بعد "الجرف الصامد" فرصة للتوصل الى اتفاق طويل، لكننا نجد انفسنا مع ساعة تقرع ايذانا بالتصعيد والحرب القادمة".
    حماس ترمم الانفاق وتصنع الصواريخ
    وفي تقرير آخر نشرته "يديعوت احرونوت" كتبت انه بعد اربعة اشهر من انتهاء عملية "الجرف الصامد" وصلت الى اسرائيل دلائل تشير الى قيام حماس بترميم الانفاق الهجومية التي دمرها الجيش الاسرائيلي، تمهيدا لجولة حربية قادمة.
    وأضافت: لقد فهمت حماس في اطار استخلاصها لدروس الحرب ان الانفاق الهجومية تشكل عنصرا رئيسيا في قدرتها الحربية امام الجيش الاسرائيلي. وحسب التقييمات، فان حماس تطمح خلال المواجهة القادمة، الى ارسال مجموعات كبيرة من المخربين عبر الانفاق ومحاولة نقل جزء من الحرب الى الأراضي الاسرائيلية. وفي ردها على سؤال حول مصدر الاسمنت الذي يستخدم لترميم الأنفاق، قالت مصادر فلسطينية في قطاع غزة للصحيفة ان الاسمنت يباع في السوق السوداء في غزة، وان الذراع العسكرية لحماس تستغل ذلك للحصول على الاسمنت، لتغطية جدران الانفاق.
    وبالإضافة الى ترميم الأنفاق، استأنفت حماس انتاج الصواريخ. ويتم تهريب المواد التي تستخدم لانتاج الصواريخ من مصر، عبر البحر او انفاق رفح التي تبقت منها العشرات رغم الحملة المتواصلة للجيش المصري على حدود سيناء وغزة. وقامت حماس، خلال الأسابيع الخيرة بإجراء عشرات التجارب على اطلاق الصواريخ باتجاه البحر. ويسود التقدير بأن حماس تملك آلاف الصواريخ المتعددة المدى.
    ويبدو ان احدى العبر التي استخلصتها حماس من الحرب هي ان اطلاق القذائف والصواريخ قصيرة المدى يحقق نجاعة اكبر من الصواريخ طويلة المدى التي اسقطتها القبة الحديدية. يشار الى أنه رغم استعداد حماس للحرب الا انها تحاول تطبيق منع اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وقام نشطاء الحركة خلال الاشهر الأخيرة، بإحباط عدة محاولات لإطلاق الصواريخ على اسرائيل.
    تدشين متحف داخل مسجد بئر السبع
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان بلدية بئر السبع دشنت مؤخرا، متحف الاسلام وشعوب الشرق، داخل بناية المسجد الكبير في بئر السبع، رغم معارضة المسلمين في المنطقة، ومطالبتهم بفتح المسجد امامهم لأداء الصلاة. وكانت المحكمة العليا قد رفضت في 2011 التماسا يطالب بفتح المسجد امام المصلين.

    ملف الانتخابات الاسرائيلية
    شطيرن ينسحب من الحركة
    اعلن النائب اليعزر شطيرن، استقالته من حزب "الحركة"، ووجه الى رئيسة الحزب، تسيبي ليفني رسالة انتقد فيها تحالفها مع حزب العمل، وقال انها دفعت ثمنا باهظا مقابل التناوب مع هرتسوغ. وقالت "هآرتس" ان شطيرن التقى ليفني، يوم الخميس، وعرض امامها تحفظه من التحالف مع حزب العمل، وقال انه بعد اللقاء تعزز لديه الادراك بأن مكانه ليس في الحزب.
    ولم يوضح شتيرن ما اذا سينضم الى اطار سياسي آخر. الى ذلك تم الاتفاق بين هرتسوغ وليفني على تخصيص ستة اماكن في القائمة المشتركة، حتى المرشح الـخامس والعشرين، لحزبها، لكن استطلاعات الرأي التي اجريت حتى الآن، تتكهن بأن ليفني ستحصل على ثلاثة او اربعة مقاعد، كون المقاعد الثلاث المخصصة لليفني، 21 و24 و25 ليست مضمونة. وعلم انه سيتم تخصيص المكان الثامن في القائمة المشتركة للنائب عمير بيرتس من حزب ليفني. وليس من الواضح في أي مكان سيتم ترشيح النائب عمرام متسناع، الذي كان رئيسا لحزب العمل، وخاض الانتخابات السابقة مع ليفني.
    يحيموفيتش: ليبرمان يثير الاشمئزاز
    كتبت "يسرائيل هيوم" ان عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (حزب العمل) تصدت امس، لإمكانية انضمام ليبرمان الى ائتلاف بقيادة معسكر اليسار بعد الانتخابات، ومطالبته بالحصول على منصب رئيس الحكومة كجزء من التناوب على هذا المنصب. وقالت يحيموفيتش ان افيغدور ليبرمان شخصية مرفوضة بسبب تصريحاته العنصرية، بل اضافت "ان هذه الفكرة تثير اشمئزازي".
    وقالت: "هناك حدود للتضليل والاعيب الكلمات والأسافين التي تصدر عن ليبرمان، فمنذ متى اصبح يساريا؟ قبل عدة ِأشهر فقط، دعا الى مقاطعة المتاجر العربية، فهل هناك دعوة عنصرية اكثر من هذه؟"
    ورد اليكس ميلر من حزب "يسرائيل بيتنا" على تصريحات يحيموفيتش قائلا "انها تحتاج الى كثير مما تتعلمه قبل أن تصل الى قدرات ليبرمان وتجاربه. كما يبدو فان تصريحها واشمئزازها مرده كثرة تعاطيها للغراس".
    الاحزاب العربية قريبة من التحالف
    حسب ما تشنره "يسرائيل هيوم" فان الأحزاب العربية التي بدأت في أعقاب رفع نسبة الحسم، اتصالات لطرح قائمة مشتركة في الانتخابات، يبدو انها باتت قريبة من تحقيق التحالف. وتكهن رئيس التجمع، النائب جمال زحالقة، امس، بأنه سيتم خلال اسبوع، الاعلان عن تشكيل القائمة التي يتوقع حصولها على 15 مقعدا في الكنيست.
    وحسب اقواله فانه بعد ان يتم الاتفاق على خوض الانتخابات معا، سيقوم كل حزب باختيار مرشحيه، ومن ثم يتم الاتفاق على تشكيل القائمة. وحسب تقديره فان المسألة لن تكون صعبة، لأن الأحزاب ليست جديدة، وخاضت انتخابات سابقة، وكل قائمة تعرف قوتها. ومن المتوقع ان يتم الحفاظ على توازن القوى الحالي.
    وقال زحالقة انه سيتم الاتفاق على رئاسة القائمة خلال المفاوضات بين مركباتها. والصورة الحالية هي ان الجبهة هي الحزب الأكبر، لكن الكتلة الأكبر هي كتلة العربية الموحدة التي تضم حزبين. واضاف ان الجمهور العربي استيقظ ويمارس الضغط المكثف من اجل الوحدة. واذا كانوا قد اعتقدوا بأنهم سيضربون العرب بقرار رفع نسبة الحسم، فسيحصلون على قائمة موحدة وكبيرة.
    حزب اريئيل يرفض الانشقاق عن بينت
    كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان حزب "تكوماه – الاتحاد القومي" بقيادة الوزير اوري اريئيل، قرر عدم شق الصهيونية الدينية والبقاء في كتلة "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت، وخوض الانتخابات معها كما في المرة السابقة. وكان مركز الحزب قد اجتمع مساء امس، في القدس، وناقش مسالة البقاء في "البيت اليهودي" او الانفصال والانضمام الى حزب ايلي يشاي، الذي انشق عن شاس.
    وبعث الحاخام حاييم دروكمان، احد كبار الحاخامات في الصهيونية الدينية برسالة الى اعضاء المركز حثهم فيها على الوحدة وعدم الانشقاق. وتبين خلال النقاش أن الحاخام دوب ليئور والحاخام الياكيم ليبانون يعارضان البقاء مع بينت، ويؤيدان دعمهما لحزب يشاي.
    يشار الى ان نفتالي بينت يعرض على تكوماه اربعة مقاعد بين المرشحين الـ18 الأوائل. وكان اريئل قد اعلن، يوم الخميس، انه يفضل الانشقاق عن البيت اليهودي وخوض الانتخابات مع يشاي، بينما اعلنت النائب اوريت ستروك انها تفضل البقاء مع بينت.
    مقالات
    ترميم او تفجير – غزة على حافة الغليان
    يكتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، ان اطلاق الصاروخ المنفرد، يوم الجمعة، من قطاع غزة باتجاه بلدة اسرائيلية قريبة من الحدود، لا يعكس، حاليا، تغييرا أساسيا في الوضع الناشئ بعد الحرب في نهاية آب. ولذلك فان الرد الاسرائيلي على اطلاق النار جاء محدودا – مهاجمة مصنع للباطون في جنوب قطاع غزة، وتكرار اعلان اسرائيل بأنها تعتبر التنظيم (حماس) مسؤولا عن كل هجوم تتعرض له من جهة غزة. مع ذلك فان تبادل النيران يعكس محفزا على التصعيد. فغزة بعد اربعة أشهر من الحرب، بقيت بمثابة طنجرة ضغط على حافة الغليان. ولا يزال يمكن للاتصال الخاطئ بين الجانبين، وكما حدث الى حد كبير قبل اندلاع حرب الصيف، ان يؤدي الى انفجار يلقي بظلاله على معركة الانتخابات البرلمانية.
    في الجهاز الأمني الاسرائيلي يتكهنون بأن المسؤول عن اطلاق النار هو تنظيم فلسطيني صغير نسبيا، ويقولون ان حماس اتخذت خطوات لكبح النشطاء الذين يطلقون النيران، فور سقوط الصاروخ. هكذا تصرفت حماس على مدار أشهر طويلة قبل اندلاع المواجهة في الصيف. فبين الحين والآخر تم اطلاق صاروخ منفرد، وعندها تم نقل رسائل عاجلة الى إسرائيل مفادها ان اطلاق النار ليس مقبولا على القيادة في غزة.
    ولكن خلال الأسابيع التي سبقت بدء الحرب في تموز، كان واضحا حدوث تغيير تدريجي في توجه حماس: ففي البداية اطلقت النيران فصائل "متمردة"، ومن ثم فعلت ذلك تنظيمات تلقت التشجيع من حماس، واخيرا بدأ نشطاء حماس أنفسهم بإطلاق النيران، قبل الانفجار الكبير.
    لقد باتت غالبية الجهات الأمنية الاسرائيلية تتقبل، حاليا، التشخيص الذي يقول انه كان يمكن اكتشاف التدهور الذي حدث في الصيف، قبل سنة، عندما وقعت الأزمة بين حماس ومجموعة الجنرالات التي سيطرت بالقوة على السلطة في مصر، في تموز 2013. منذ ذلك الوقت قطعت مصر انبوب الاوكسجين عن القطاع، بواسطة التدمير المنهجي للأنفاق في سيناء واغلاق معبر رفح. والى جانب الحصار الاسرائيلي، وجد الغزيون انفسهم يواجهون حصارا متزايدا، وعندما اشتد الخناق عليهم وبعد ان فشلت محاولة تطبيق اتفاق المصالحة مع فتح كي تحول المزيد من الأموال للرواتب في القطاع، بدأ التدهور الذي أدى الى الحرب.
    المسألة الآن هي ان الوضع لا يختلف عن الظروف التي سادت في بداية تموز. عندما اضطرت حماس الى طلب وقف اطلاق النار في اواخر آب، كانت التوقعات في غزة كبيرة. وتم الحديث عن رفع الحصار وترميم القطاع، بل وسمعت وعود غامضة بشأن اجراء نقاش مستقبلي حول امكانية اقامة مطار جوي وميناء بحري في غزة. لكنه لم يحدث الا القليل منذ ذلك الوقت.
    صحيح انه تم وعد الغزيين بمساعدات اقتصادية بقيمة سبعة مليار دولار، ولكنه تم تحويل 100 مليون دولار فقط حتى الآن. لقد شهد قطاع غزة في الصيف الماضي تسونامي حقيقي، بسبب عمليات الجيش الاسرائيلي. وتم اصابة قرابة 100 الف منزل، تهدم منها حوالي 20 الفا بشكل كلي. ولا يزال عشرات الآلاف يقيمون في الخيام.
    لقد بدأ وصول مواد البناء عبر إسرائيل، لكن استخدامها يتم حتى الآن بشكل بطيء. وفي هذه الأثناء، تتردد القاهرة في التحرك. وتم اغلاق معبر رفح وتسريع هدم الانفاق خلال الشهرين الأخيرين. ومنذ اسابيع كثيرة، لا تعمل مصر على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في سبيل التوصل الى اتفاق طويل الأمد لوقف اطلاق النار.
    لقد كانت رسالة حماس، خلال احتفالات الذكرى السنوية لتأسيس التنظيم، هي "الترميم او التفجير". ان العامل الكابح في المعادلة الآن، والذي يعتبر أقوى مما كان في تموز، يرتبط بالمعاناة التي تكبدها الجمهور الفلسطيني في القطاع. فالدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة في غزة، يعتبر قاسيا أكثر من أي مرة سابقة.
    ورغم الغضب على اسرائيل ومصر، الا أنه من المشكوك فيه ان سكان القطاع يتحمسون لخوض جولة حرب أخرى. في الجانب الثاني من الميزان يتواجد بنيامين نتنياهو، فرئيس الحكومة يتوجه نحو الانتخابات، وكالعادة، هناك فجوة بين لهجته المتصلبة وبين اعماله على الأرض.
    خلال ست سنوات متواصلة من الحكم، خاض نتنياهو الحرب مرتين في قطاع غزة. وفي كلاهما فعل ذلك بغير رغبة واضحة. لقد بدأت حملة "عامود السحاب" في تشرين الثاني 2012، عندما كان نتنياهو في خضم الحملة الانتخابية وتعرض الى الهجوم (من قبل وسائل الاعلام ومنافسيه السياسيين) بادعاء انه يظهر وهنا في الدفاع عن سكان محيط غزة. وتم جر إسرائيل الى الحرب الاخيرة في القطاع، كما شهد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. ويمكن التكهن بأنه لو كان الأمر متعلقا بنتنياهو، لامتنع عن اندلاع آخر في قطاع غزة خلال معركة الانتخابات، خشية ان لا يتمكن من السيطرة على الأحداث. مع ذلك، اذا وضعته حماس امام تحد مباشر، فمن المتوقع حدوث تصعيد.
    هناك تطور آخر في الخلفية يستحق الانتباه اليه. حماس تقوم بتحسين علاقاتها مع ايران تدريجيا. حتى عام 2012 كانت ايران وسوريا ترعيان حماس وتزودانها بالأسلحة. لكن العلاقات تعكرت بسبب الحرب الأهلية في سوريا. لقد ذبح الأسد الاخوان المسلمين، الحركة الأم لحماس، ولم يستطع الفلسطينيون الجلوس بصمت. وقامت حماس باخلاء مكتبها السياسي من دمشق (خالد مشعل يجلس الآن في قطر)، وشجبت الرئيس السوري. وردا على ذلك اوقفت ايران ارسال الأسلحة الى حماس.
    وخلال الأشهر الأخيرة، تشير الدلائل الى حدوث تسوية على مسار طهران – غزة. الايرانيون يثنون على الموقف الصلب لحماس ضد الجيش الاسرائيلي في الصيف الماضي، وحماس تشكرهم على الأسلحة التي ارسلوها اليها في السابق. وفي مطلع الشهر، زار وفد من حماس طهران، ولأول مرة منذ عدة سنوات. يمكن التكهن بأن ايران ستحاول استئناف تهريب الأسلحة الى القطاع، وكما في كل مرة، تتدخل فيها ايران في المنطقة، لا يمكن اعتبار عودتها الى الصورة في غزة بمثابة انباء جيدة.
    لنتعلم من اخطاء كيري
    يطرح شاؤول اريئيلي، في "هآرتس" وجهة نظر يدعو من خلالها اوروبا الى عدم تكرار اخطاء كيري، والمبادرة الى عقد صفقة شاملة مع الفلسطينيين. وكتب ان نية فرنسا صياغة مشروع قرار في مجلس الأمن، يستبدل الاقتراح الفلسطيني هي خطوة ضرورية لدفع العملية السياسية بين الطرفين، ولكن يجب أن تحتوي على رد مفصل لجميع القضايا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبعبارة أخرى، طرح صفقة شاملة، تستجيب بشكل متوازن لمطالب الجانبين.
    ينطوي الاقتراح الفرنسي المتوقع، على محفزات وراثة القرار 242، ونظرا للمسؤولية الكبيرة المنوطة بذلك، يتحتم على المقترحين تجنب تقديم اقتراح منقوص، يتطرق بالتفصيل وبوضوح فقط لإنهاء الاحتلال والجوانب الإقليمية للاتفاق. فالقضايا الأخرى ليست أقل وزنا، والغموض فيما يتعلق بمخطط التسوية المناسب سيزرع بذور الجمود السياسي المقبل. وبالإضافة إلى ذلك، فان الاقتراح غير الواضح وغير المتوازن سيعتبر اقتراحا منحازا، وسيتم تفسيره على أنه تدخل في الانتخابات الإسرائيلية.
    يجب ان تشمل الصفقة ست قضايا رئيسية. وتنطوي المركبات الأربعة الأولى على عنصر "الأخذ والعطاء". على إسرائيل أن توافق على المقياس الإقليمي، والذي يحدد خطوط التقسيم على حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي، في حين يجب على الفلسطينيين الاستجابة لمطلب نزع دولتهم من الجيش والأسلحة الثقيلة والموافقة على ترتيبات أمنية إضافية؛ وعلى سبيل المثال، استخدام سلاح الجو الإسرائيلي لمجالهم الجوي. ومقابل موافقة إسرائيل على إقامة عاصمتين في القدس، مع ترتيبات خاصة "للحوض المقدس" يجب على الفلسطينيين ابداء استعدادهم لاعتبار دفع التعويضات وعودة اللاجئين إلى دولة فلسطين، بمثابة تطبيق لـ"حق العودة".
    أما القضية الخامسة فتتعلق بدعم العرب لإقامة الدولة الفلسطينية وتطبيع العلاقات الكامل مع إسرائيل، وفقا لمبادرة السلام العربية. يحتاج الفلسطينيون الى دعم الدول العربية في حل جميع القضايا، لأن ذلك يرتبط بمشاركتهم. اما المسائل الأمنية فترتبط بمصر والأردن، ايضا، بينما ترتبط الأماكن المقدسة بالأردن والسعودية والمغرب. واما مسألة اللاجئين فترتبط بالأردن ولبنان. ويحق لإسرائيل الاستمتاع بثمار السلام وتعزيز العلاقات مع العالم العربي بشكل يساهم في ترسيخ الاتفاق.
    اما المسألة السادسة فترتبط بالاعتراف المتبادل بين الجانبين، بحيث يتم الاعتراف بإسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، والاعتراف بفلسطين كوطن قومي للشعب الفلسطيني، من خلال ضمان المساواة لكل السكان. ان طرح مثل هذه المقاييس سيوضح للإسرائيليين والفلسطينيين ما الذي عليهم اختياره. ولن تتمكن القيادات من التستر على مواقفها من خلال الشعارات البالية على غرار "التنازلات المؤلمة" أو "سلام الشجعان".
    يجب ان يتم ارفاق بطاقة ثمن واضحة، تشمل الربح والخسارة، لكل المسائل وفي صفقة واحدة لا تسمح بعد لبعض قادة الجانبين بإطلاق تصريحات شعبوية بشأن التزامهم بالاتفاق الدائم من خلال المطالبة بإسقاط احد المواضيع من الصفقة. مثلا، المطالبة – كما تفعل اسرائيل – بأن تبقى القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية، او المطالبة – كما يفعل الفلسطينيون – بالسماح بعودة عدد كبير من اللاجئين الى اسرائيل.
    على الأوروبيين عدم تكرار الخطأ الرئيسي الذي ارتكبه جون كيري خلال جولة المحادثات الأخيرة. ان حقيقة عدم نجاحه بصياغة مسودة متفق عليها بين الجانبين، وامتناعه عن عرض اتفاق اطار كامل، جعل جهوده عديمة القيمة. يتحتم على الاوروبيين اظهار الشجاعة واتخاذ قرارات مؤلمة بشكل لا يقل عن طرفي الصراع. يمكن لذلك ان ينعكس في اقتراح كامل ومتوازن، من شأنه حث الطرفان على اظهار الشجاعة المشابهة.
    ليتنا نحظى جميعا بمثل هذا التمييز
    ترد عضو الكنيست ستاف شفير، في "هآرتس" على ما نشره غرشون مسيكا، رئيس المجلس الاقليمي "شومرون"، في مقالته (هآرتس 16.12) والتي ادعى فيها ان سكان الضفة (المستوطنون) هم مواطنون من الدرجة الثالثة، وانها هي شخصيا مسؤولة عن خلق هذا الواقع.
    وتكب شفير ان الحقائق تفند ادعاءاته. فهناك مجموعة من اصحاب المصالح التي تبتز ميزانية الدولة وتتصرف بها كما لو كانت من جيبها الخاص. حوالي 87% من بنود الميزانية يتم تغييرها بشكل سري بعد المصادقة عليها في الكنيست، من خلال لجنة المالية التي يترأسها نيسان سلوميانسكي من البيت اليهودي. وبعد المصادقة على الميزانية في الكنيست، يبدأ النواب، بتعاون من وزارة المالية، بالتهامها بعيدا عن أعين الجمهور، وتتغير كعكة الميزانية، ولا يعود بامكاننا تشخيص جدول الأولويات الذي حددته الحكومة.
    من الواضح ان مسيكا يحصل على موارد لمواطنيه، يمكن لسكان الجنوب والشمال الحلم بمثلها فقط. ويتضح من تحليل لميزانية سلطة الاستيطان انها بلغت في مطلع العام 58 مليون شيكل، وتم منذ ذلك الوقت تضخيمها الى قرابة 700 مليون، ويتم تحويل 75% من الميزانية الى مستوطنات الضفة، كما لو انه لا يوجد استيطان في الجليل والنقب والجولان. وتحت الستار الأمني يتم تحويل الملايين من خارج الميزانية، رغم انه لا تربط بينها وبين الأمن أي صلة. مثلا، تم تحويل 36 مليون شيكل الى مستوطنات الضفة كهبات امنية بسبب تجميد البناء في عام 2009. وفي اليوم الأخير للكنيست تم تحويل 38 مليون شيكل للاستيطان الجديد في الضفة، وذلك للمرة الثانية خلال العام الجاري. وفي المرة السابقة، ايضا، تم تحويل مبلغ مشابه.
    كما حصلت اللجنة المحلية (للاستيطان) في الخليل على اربعة ملايين شيكل. غالبية هذه المصروفات كانت معروفة ومخططة قبل المصادقة على الميزانية في الكنيست. ولكنه لم يتم عمدا دمجها في الميزانية. وخلال الجلسة الأخيرة تم تحويل 108 ملايين شيكل للبناء الجديد في مستوطنات الضفة، اضافة الى هبات مالية اخرى في أعقاب عملية "الجرف الصامد". وتم، ايضا، تحويل حوالي 85 مليون شيكل اخرى بواسطة سلطة الاستيطان. اما جنوب البلاد ومستوطنات محيط غزة، والتي تعتبر المتضرر الأساسي خلال الحملة العسكرية، فقد حصلت على 13.5 مليون شيكل فقط.
    يدعي مسيكا ان المستوطنين يعانون من التمييز، لكن المعطيات تثبت غير ذلك: ان المستوطنين يشكلون نسبة 4% من سكان الدولة، لكنهم يحظون بميزانية تضاعف نسبتهم بأربع مرات، في البناء والاعفاءات الضريبية، والتمويل الفائض للتعليم والمواصلات العامة والهبات من وزارة الداخلية. انهم يحصلون على اكثر من مليار شيكل سنويا بواسطة الميزانية السرية، بينما لم تحصل السلطات المحلية والمصالح في الجنوب حتى الآن، على كامل التعويضات في أعقاب الحرب. اقترح على مسيكا وسلوميانسكي النظر في عيون سكان الجنوب، الذين لا يملكون لوبي يدعمهم، ورؤية من هم الذين تتعامل معهم حكومة نتنياهو كمواطنين من الدرجة الثالثة.
    الفلسطينيون يحاولون ابتزاز انجازات
    كتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم"، ان حكومة الوحدة بين حماس والسلطة الفلسطينية، تواصل العمل من اجل تحطيم اتفاقيات اوسلو. فمن خلال رفضهم للمفاوضات المباشرة، يسعى الفلسطينيون الى عزل ومحاكمة إسرائيل في لاهاي وتحقيق انجازات سياسية في الامم المتحدة من جانب واحد، على غرار الاعتراف بهم من جانب الاتحاد الاوروبي واخراج حماس من قائمة التنظيمات الارهابية. انهم يفعلون ذلك من خلال زيادة التحريض والعنف والتهديد بانتفاضة ثالثة، تشمل وقف التنسيق الأمني.
    يقول الحديث النبوي: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، وبالفعل فان ذلك سيؤلمهم اكثر في المرة الثالثة. هل فوجئ احد من اعلان ابو مازن بأنه لن يعترف بإسرائيل كدولة يهودية؟ الكثير منا يتعاملون بتسامح مع الاعيب الفلسطينيين الذين ينفذون الارهاب ضد مواطنينا ويسعون الى تقديم شكوى ضدنا في لاهاي. هناك من يبررون ذلك بالقول ان "هذه لهجة تخدمهم داخليا"، ويؤمنون بأحادية "الرئيس يسعى الى السلام" ويتخوفون من تفويتها. وفي المقابل لا يصدق أي فلسطيني افتراءات السلام التي يبيعونها لليهود. والرأي العام يحدد. اصغوا الى "صوت فلسطين".
    لقد اعلن ابو مازن انه سيتخلى عن حق العودة الى موطنه صفد، الا انه صحح ذلك قائلا ان العودة من حق كل فلسطيني وانه لا يملك صلاحية التنازل عنه باسمهم. بعد ذلك اضاف ان ستة ملايين فلسطيني، وهو على رأسهم، يتمسكون بحقهم في العودة الى بيوتهم في "فلسطين المحتلة"، والانضمام الى اخوتهم المليون فلسطيني في إسرائيل، ولذلك لن يعترف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي (خلافا لتصريح عرفات).
    يصعب الحديث مع زعيم ملتو، يطمح علانية "للعودة" الى داخل اسرائيل وابادة يهودها بواسطة موجة ضخمة من الديموغرافية الفلسطينية. سيقال في صالح تسيبي ليفني انها خلال ظهورها في وسائل الاعلام أشارت بمصداقية الى حقيقة حصولها كممثلة لإسرائيل في المفاوضات مع الفلسطينيين، على دعم كامل من قبل رئيس الحكومة، لكنها اصطدمت برفض الفلسطينيين التوصل الى اتفاق سلام. من المؤسف ان من اجروا معها اللقاءات قاطعوها عند هذه النقطة المرة تلو الأخرى.
    لقد تم تناسي رفض رجال ابو مازن الذين يحاولون تركيز الاضواء على المشكلة الفلسطينية، الموجودة على هامش الكارثة الاقليمية. لقد عرضوا الانتفاضة الصغيرة التي ولدوها في القدس والضفة كرد على تعنت اسرائيل على استفزازات المهووسين في اليمين. وبالفعل ان قصر نظر نشطاء اليمين، الذين اصروا على الصلاة في الحرم والانشغال في "قانون القومية" والاستيطان في المناطق، لعب الى ايدي اعداء اسرائيل.
    اعضاء حكومة الوحدة بقيادة ابو مازن، شركاء حماس، حسب كل القوانين، في جرائم الصواريخ والأنفاق والاختطاف والقتل والعمليات، سيضطرون الى دفع الثمن لقاء جرائمهم في لاهاي. وفي هذه الأثناء يعتمد الفلسطينيون في خطواتهم على مساعدة من بعض قادة اوروبا، حاضنة قتلة الكارثة، الذين يتخوفون الآن من تهديد الإسلام المتطرف داخل بلدانهم. في هذه الأجواء يحاول الفلسطينيون ابتزاز انجازات سياسية من جانب واحد، بدون مفاوضات مع إسرائيل. ان هدف محاولة الفلسطينيين خلق التصعيد هو ابراز القضية الفلسطينية على حساب استعداد الغرب، الى جانب الدول العربية المعتدلة، ضد اتباع ايران والارهاب الإسلامي السني. الان يهدد الفلسطينيون بحل السلطة وبانتفاضة ثالثة وبوقف التعاون الأمني مع اسرائيل، والذي يعتبر ضروريا لبقائهم هم. من يريد لدغه ثالثة، فليحاول.
    النار التي ستسبب الحريق
    يكتب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان، ان تقييمات جهاز الاستخبارات لعام 2015، تحدد وجود احتمالات كبيرة لاستئناف المواجهة المسلحة مقابل غزة والضفة، بقوة مختلفة، هذا العام. وبالفعل فان الجهات المعنية في القيادة العامة التي تحتاج الى وقت طويل للاستعداد، اكثر من القيادات المحلية، سارعت الى اصدار امر بالاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة.
    وعلى خلفية هذا التكهن، فان كل حريق يتم اشعاله من قبل حماس او السلطة الفلسطينية او إسرائيل، يترك تأثيره الخطير، حتى ان كان المقصود حدثا محليا محدودا لا يفترض ان تكون له ابعاد فورية على أمن المنطقة. هكذا يجب قراءة التدهور الأمني في نهاية الأسبوع في قطاع غزة، في اعقاب قيام تنظيم لا يرتبط ظاهريا بحماس، بإطلاق صاروخ قصير المدى.
    حاليا، لا يبدو واضحا ما اذا كان اطلاق النيران قد تم كجزء من تجربة او مقصودا، واذا ما كانت حماس تعرف عنه مسبقا ام لا. ولكن بالنسبة لإسرائيل شكل ذلك فرصة لبث رسالة الى حماس من زاوية مختلفة تماما، على شكل قصف مصنع للباطون. في إسرائيل يشعرون بالقلق ازاء امكانية وصول جزء من مواد البناء التي يتم تحويلها لترميم القطاع، الى مصانع حماس، واستخدامها لإعادة بناء الأنفاق. ولذلك ارسلت إسرائيل سلاحها الجوي الى جنوب القطاع وضربت عصفورين بحجر واحد: فمن جهة لبت طلب الجمهور بالرد الفوري على اطلاق النيران من غزة، ومن جهة عالجت المصنع الذي ينتج الباطون للانفاق.
    بشكل عام تعتبر فترة الانتخابات فترة يجب ابداء الحذر خلالها بشكل خاص، لأنها تتميز باستخدام التيارات السياسية لكل المعلومات الاستخبارية. في الأسبوع الاول لوقف اطلاق النار اعلن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ان حماس بدأت بترميم الانفاق، بينما نفى وزير الامن موشيه يعلون، ذلك. ومنذ ذلك الوقت يواصل موضوع ترميم الانفاق تغذية السياسيين في الجانبين، ومنذ الاعلان عن الانتخابات في إسرائيل، تحول الى أداة للمناكفة السياسية.
    صورة العمل في ترميم الانفاق ليست واضحة حتى اليوم، وما من شك انها ليست بذات الوتيرة التي سبقت الجرف الصامد. ورغم انه من الواضح بأن حماس معنية بترميم الانفاق والتزود بالأسلحة، الا ان قدراتها تقلصت جدا. ولذلك تستخدم ما يتوفر من مواد محلية لتصنيع الصواريخ، وعندما يتم اجراء تجربة عليها عبر اطلاقها باتجاه البحر، لا يعني ذلك بالضرورة تجربة نوعيات جديدة وانما فحص سلسلة انتاج قائمة.
    في هذه الأثناء تنشغل حماس في ترميم الانفاق القائمة داخل غزة والتي تخدمها في الحرب داخل المناطق المأهولة. وهي تستطلع اوضاع انفاقها الهجومية، التي يفترض وصولها الى إسرائيل، ومن المحتمل جدا، انها تعيد احياء الانفاق التي دمرها الجيش، او انها بدأت بحفر انفاق جديدة. وبالإضافة الى ذلك يجب ان نأخذ في الاعتبار دائما انه ربما قد تكون هناك انفاق لم يعرف الجيش عنها ولم يدمرها. مع ذلك، فان الصورة التي تحاول بعض الجهات السياسية الاسرائيلية رسمها لحماس وكأنها عادت الى قوتها السابقة، بعيدة جدا عن الواقع.
    في الجيش عادوا الى تكرار مقولة ان حماس ليست معنية بجولة عسكرية اخرى. كما ان موسى ابو مرزوق قال خلال لقاء علني، الأسبوع الماضي، "اننا لا نبحث الآن عن أي حرب، نحن نريد بناء غزة". وامس، بعد الهجوم الاسرائيلي قال ان حماس تعمل مقابل كل التنظيمات بهدف الحفاظ على وقف اطلاق النار، وعدم توفير ذريعة لإسرائيل كي تكرر الهجوم. ولكن في نهاية الأمر، تبقى الرغبات في جانب والواقع في جانب آخر. والواقع هو ان في إسرائيل انتخابات، وفي القطاع وضع انساني وسياسي متدن، ومن شأن هذين المركبين ان يقودا الى التدهور الذي تتوقعه شعبة الاستخبارات.
    المسألة لن تحل من تلقاء ذاتها
    يكتب شمعون شيفر في "يديعوت احرونوت" انه لا حاجة لأن تكون خبيرا للشؤون الأمنية كي تستنتج ان الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحماس انتهت بالتعادل. ولنذكر فقط بالمعطيات الجافة: 51 يوما من الحرب، 4258 صاروخا اطلقت على اسرائيل، 735 عملية احباط من قبل القبة الحديدية، 5226 هجوم جوي، 32 نفقا مدمرة، 74 قتيلا في الجانب الاسرائيلي وحوالي 2200 في الجانب الفلسطيني.
    وفي نهاية الأسبوع تلقينا تذكيرا يجب ان لا يفاجئ احد: اطلاق صاروخ وانفجاره في منطقة "اشكول"، وهذا في الوقت الذي تواصل فيه حماس الاستعداد للجولة القادمة من المواجهة الدامية، فالمخارط تعمل على انتاج الصواريخ، وفي المقابل يجري العمل على حفر انفاق هجومية باتجاه اسرائيل. كما ان المتحدثين باسم حكومة نتنياهو لا يفاجئون: الوزير غلعاد اردان وعد بالرد، وبالفعل شن سلاح الطيران هجوما يوم السبت على اهداف لحماس.
    المشكلة التي تثير اليأس هي انه من وراء تصريحات نتنياهو ووزرائه، لا يحصل الجمهور الاسرائيلي على الجواب الشافي على السؤال البسيط: لم تردعوا حماس، فلماذا ادخلتمونا الى حرب لم تكن لها اهداف استراتيجية؟
    في نشرة اصدرها مؤخرا معهد دراسات الأمن في جامعة تل ابيب، حاول فعلا تلخيص عملية الجرف الصامد. ويتضح مما كتبه افضل الخبراء ان الصورة صعبة. فقد كتب العميد (احتياط) اودي ديكل "ان الحكومة الاسرائيلية لم تجد استغلال الفرصة الذهبية لإقامة تعاون اقليمي مشترك وواسع ضد الارهاب، بسبب التخوف من اضطرارها الى العودة لطاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وبسبب رفضها تزويد العالم العربي بمقابل، على شكل تصريح تعتبر من خلاله المبادرة العربية قاعدة للحوار والتعاون مع العالم العربي".
    لقد اعتاد نتنياهو على التسجيل لصالحه انه خلال فترة ولايته لم يأمر الجيش بخوض حرب زائدة. لكن ذلك تغير في الصيف الأخير، في حين ان المفهوم السائد لدى حماس في غزة، ولدى الفلسطينيين في الضفة، وفي العالم العربي كله، هو ان حماس نجحت بتركيع اقوى جيش في الشرق الاوسط.
    يتحتم الآن على صناع القرارات الاختيار بين عدة بدائل: الاولى تلك التي يمثلها نتنياهو ويعلون، والتي تقول انه لا يوجد حل للصراع مع الفلسطينيين، وكل ما تبقى هو "ادارة الصراع". وبكلمات اخرى، الاختطاف، تشويش الحياة في الجبهة الداخلية، تنفيذ حملة عسكرية تسفر عن قتلى وجرحى، والصك على الاسنان حتى الجولة القادمة.
    البديل الآخر هو محاولة طرح اهداف استراتيجية على شكل مفاوضات في اطار ترتيبات اقليمية، تشمل الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل منذ عام 1967، مقابل اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح والاعتراف باسرائيل من قبل الدول العربية. صحيح انه لا يمكن لأحد أن يعدنا بأن خطوة كهذه ستحقق اتفاق سلام، ولكن من جهة اخرى، لا يمكن بدون أي مبادرة التقدم وتحسين الاوضاع.
    ما يجب توضيحه خلال الاشهر المتبقية حتى الانتخابات، هو ما هي الجهة التي ستسلكها اسرائيل. لن يتم حل الصراع مع الفلسطينيين من تلقاء نفسه، وهو اهم بكثير ومصيري اكثر من سعر قشدة الحليب. ولكننا في هذه الأثناء، تلقينا في نهاية الأسبوع، تذكيرا بالوجهة التي يقودنا اليها الزوج نتنياهو ويعلون. وباختصار: ما ستنتخبه اسرائيل هو ما ستحصل عليه.

صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 910111213 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ترجمات من الصحف العبرية/متجدد 2
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 06-04-2017, 06:14 AM
  2. ترجمات«نسائية»
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-18-2011, 07:48 PM
  3. ترجمات إنجليزية لمعاني القرآن الكريم في ميزان الإسلام
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-07-2010, 07:25 AM
  4. ترجمات مهمة /الاتجاهات الإقليمية المتوقعة
    بواسطة عبدالغفور الخطيب في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-22-2010, 11:22 AM
  5. أقوال الصحف العبرية من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-02-2008, 01:27 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •