منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 46
  1. #21

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    يا أمي الناموس على الباب !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سألني صديقي الذي ضربته الشمس ،( أيهما أفضل ، الصيف أم الشتاء ؟ ) ، فأجبته وأنا أغز بأسناني ( عاجبك العرق والحر والعطش والحشرات العجيبة التي تلتصق بنا ، الشتاء طبعا أفضل وأفضل بكثير !)...، وأكثر ما يضايقني في فصل الصيف هو الناموس ..أعوذ بالله من شر ما خلق ...
    يخرج الناموس في مظاهرة مهولة عند بداية فصل الصيف ، بل ومن شدة قلقي من هذه الظاهرة الصيفية ، أصبحت أفكر في تأليف فيلم رعب تحت عنوان ( الناموس مصاص الدماء ) بدلا من رواية ألفرد هيتشكوك ( الطيور ) .
    أشعر بأن الناموس تعيش في مجتمع منظم . في شكل عصابات .
    يقف رئيس العصابة على مقلب زبالة ، ويخطب في جماهير الناموس .
    ( أيها القوم ، اليوم يومكم ، أريدكم أن تقهروا الإنسان ، أن تمتصوا دماءهم ، طيروا النوم من أعينهم ...هجووووم )...ويهجم الناموس تماما مثل جيش التتار.
    زززززز..ززززززز ...تحوم الناموسة فوق رأسي مثل طائرة البي 52 الأميركية ...فأتكلم من تحت الشرشف ( يوووه ارحميني يا توتو ، هذا ذراعي خذي منه الدم الذي تعوزينه ولكن أوقفي هذا الموتور ..أرجوك ).
    زززززززززز تستمر الناموسة توتو في الزن عند أذني .
    أقوم مسرعا من سريري ، وأنا أتوعدها ( إذن هكذا ، تريدينها حربا لا هوادة فيها ، وأنا من الصبح أقول حرام يا موس ، ولا أريد أن أغضب منظمة حقوق الحشرات ...) ، أرش المبيد الحشري على الغرفة ، وأتباهى بسلاح الردع ، كأنني من كوريا الشمالية أو إيران ....وفجأة يتوقف صوت الزن ، وأرتمي على سريري ...(الحمد لله أن وكالة الطاقة الذرية لا تعتبر المبيدات الحشرية سلاحا محظورا ، وإلا لكانوا قد اتهموني بالإبادة الجماعية لجنس الناموس ، وأعدموني في صبيحة العيد الأضحى ) .
    وفجأة ...ززززززززز ، زززززز ، عادت توتو إلى الزن مرة أخرى .
    أتكلم بصوت خافت مبحوح بعد أن تمكن مني النعاس ( حتى المبيد الحشري تغشونه ، أعوذ بالله من هذه بلد ، يبدو أن الناموس هذه الأيام لا تنفع معه المبيدات الحشرية وإنما غاز الأعصاب ..) .
    زززززز ، ززززززز ،
    - ( يا توتو ، لقد وضعت لك فنجان من دمي هناك على المائدة ، اشربي منه أنت و عائلتك كلها ، لكن أرجوك أوقفي هذا الموتور ) .
    لا فائدة !
    فجأة ...أصرخ ( أي ! ) ، لأكتشف أن توتو المنحرفة ، غرست إبرتها بين أصابع قدمي ، وتركت المكان متورما وبه حكة شديدة ...
    أنتفض من سريري ...وأنا أتوعدها بليلة سوداء .
    أقفل باب الغرفة بإحكام ، وأبلل فوطة ، وأدخل في حرب مع هذه الناموسة المزعجة ، أطاردها من جدار إلى جدار ، ( طاخ ، طوخ ، طيخ ).
    - والله والله لن أتركك تعيشين لحظة واحدة بعد الآن ، تمصين دمي من بين أصابع قدمي ...
    ولم أضع الفوطة حتى تأكدت بأنني قتلها ، ومن فرحتي تمنيت لو أن خبر مقتلها يذاع في خبر عاجل على قناة الجزيرة . ( هل الذين أعلن مقتلهم في قناة الجزيرة أفضل منها ، كله إرهاب وكله ناموس ؟) .... .
    استلقيت على سريري مرة أخرى ، كأنني محارب انتصر في معركة خطيرة ومهمة . وبينما كنت بين النوم واليقظة ..جائني طيف الناموسة توتو ، بشكل ناموسة كبيرة ، صوتها رقيق تماما مثل صوت العجائز اللاتي تجاوزن التسعيين (
    قتلتني يا موس ؟ ، لأنني مخلوق ضعيف يتغذى على دمك الشريف ، مع أن هناك من يمص دمك ليل نهار بغير حق ، رئاسة الجمهورية ، الحكومة ، الوزارات ، المجالس المحلية والبرلمان بغرفيته ، رجال الأعمال الفاسدين ، الضباط غير الأحرار ، التجار غير الشرفاء ، النقابات بأنواعها ، كلهم يمصون دمك ، وأنت تصفق لهم ، أما أنا الحشرة الضعيفة ..تقتلني وتيتم عيالي ).
    وفجأة..صرخت ( أي!)
    استيقظت ووجدتها قد لسعتني في مكان ... لا أعرف كيف وصلت إليه !


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  2. #22

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    وجهك مخطوف مش عاجبني !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خرجت بكامل أناقتي بعد أن وقفت ساعة أمام ( المراية) أضبط الشعرتين في مقدمة الرأس ، وأضع عليهما مسحة ( جل) ، حتى أبدو كالفنان حسين فهمي ، مع مراعاة فروق لون الشعر والعينين ..طبعا !.
    أنظر إلى المرآة وأنا فخور بسحنتي : - قمر يا موس ، قمر ! ، ثم أطلق قبلة الهواء...أمواااه ...(عين الحسود فيها عود ) .
    ثم أسمع والدتي تقول : " - يا موس يا ابني قل ( اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي ) ...فأذهب إليها وأطبع قبلة على رأسها قائلا : " - إن الدعاء تخصصك يا أمي ، وأنا أعتمد عليك في هذا الأمر .".
    خرجت من باب البيت لأجد جارنا عمي رشيد في وجهي " صباح الخير يا عم ، كيف الحال ؟" ..
    - صباح النور يا موس ، الله ينورك .
    وسرعان ما يتفرسني بنظراته ، وهو يقلبني تماما مثلما فعلت ماري منيب مع لبنى عبد العزيز في فيلم هكذا هو الحب .
    ثم قال في فزع : - موس ، وجهك مخطوف مش عاجبني ! .
    فأجبته : - ومن الذي خطف وجهي ، وجهي معي والحمد لله !
    - لا ، أنا أقصد أن التعب والإرهاق يبدوان على وجهك ، كأنك لم تنم طوال الليل .
    - لا والله ، أنا نائم من بعد صلاة العشاء ، إلى غاية الساعة السابعة صباحا .
    فقال لي وكأنه طبيب يفحص حالة ميؤوسا منها ..: " أنت مريض يا ابني عليك بالراحة التامة ، وتناول الفيتامينات ".
    - لا والله يا عم ، صحتي مثل الحصان ، أنا مستعد أن أدخل في هذا الجدار أنفذ من الناحية الثانية .
    فقال لي في يأس : " لا يا ابني ليست كل الأمراض نشعر بها ، هناك أمراض باطنية من الداخل ليس فيها ألم ، هي التي تؤذي حقا ، ولا تشعر بها حتى تجد ملك الموت قد وقف لك يطلب أمانته ، ألا تسمع عن موت الفجأة ؟"
    فأجبته بارتباك وأنا أبلع ريقي بصعوبة : نعم ! ( قررررم صوت حلقي بعد أن نشف منه الريق ) .
    واصل عمي رشيد : " موت الفجأة يا موس يا ابني يكون بسبب هذه الأمراض الخفية التي لا يعرف لها الطب تشخيصا ، فالواحد مننا يحمل مرضا كهذا حتى يجد السر الإلهي قد طلع ، ومن أعراض هذا النوع من المرض هو خطفان الوجه ، ترى الشخص المريض في وجهه ، فتجده كأنه مصعوق بتيار كهربائي ، لون أصفر على أزرق ...مع يبس في الشفتين ، وأنا أرى أن شفتيك قد يبستا ".
    لعقت شفتي بلساني وقلت له بعد أن قعدت على سلم العمارة : " فمي يبس بعد كلامك عن الأمراض المستورة ، بدأت أشعر بأن الموت يرن على هاتفي المحمول قبل أن يأخذني ...آه يا ركبتاي لا تستطيعان حملي ".
    رن هاتفي المحمول في جيبي ...ففزعت !
    نظرت إلى شاشة المحمول ، فوجدته رقم زميلي محمود في العمل ، فطلبت من عمي رشيد أن يرد عليه ...وأن يخبره بأنني مريض ، واحتمال بعد دقائق سأصبح ميتا .
    أنهى عمي رشيد المكالمة وقبل أن يعيد إلى المحمول قال بملامح جادة " هل تحب أن أكلم لك الإسعاف ؟ ".
    فأجبته بنفس متقطع : " -لا داعي للإسعاف ، أريد أن أموت في غرفتي بين أهلي ..اسندني يا عمي رشيد يا رجل يا طيب إلى البيت ".
    رجعت إلى البيت ..مهزوما مكسور الوجدان ..فتحت والدتي الباب وصرخت بعد أن رأتني مستندا كالميت على كتف عمنا رشيد " ولدي !".
    ولم استفق من إغمائي إلا على صوت الطبيب ، وهو يقول " موس يا موس ، هل تسمعني ؟"
    رفعت رأسي ...ونظرت إليه وهو يلبس المئزر الأبيض فاعتقدت بأنه من الذين جاؤوا لاستلام الأمانة .." نعم ، أصلي الفروض ، وأصوم رمضان ، أما الزكاة والله ما عندي فلوس أزكي بيها ، أما الحج فلم استطع إليه سبيلا ، أما الجهاد فو الله كنت أنوي الجهاد ، لكن الشيخ القرضاوي أخبرنا أن الجهاد بالقلم هو أسمى أنواع الجهاد ، جاهدت به ، كتبت ألف مقالة في شتم شارون ، وعشرين ألف قصيدة شعر في حب القدس ، وسبعين قصة في الحث على رجم الصهاينة بالطوب ، وبهدلت البيت الأبيض الذي أصبح أسودا بسبب مقالاتي ...أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا رسول الله " .
    وسرعان ما سمعت الطبيب يقول لأمي " ابنك بخير ، كل ما في الأمر أن ضغطه ارتفع قليلا ، قولي له دعك من العصبية ، هل هو متزوج ؟" .
    فأجابته والدتي " والله غلبنا فيه ، كلما يسمع سيرة الزواج يركبه 600 عفريت ".
    وسرعان ما تدخل عمي رشيد هامسا للطبيب : " ربما عنده عجز ، هذه الأشياء خفية ولا تظهر ، عندما يصاب الرجل بهذا المرض يكتمه ، حتي يصبح ياء ياء ياء .."
    فسأله الطبيب : - ما معنى ياء ياء ياء ؟
    أجابه عمي رشيد هامسا " معناها يجي يوقف يقع !".
    انتفضت من سريري ، وقفزت ، " لا يا باشا ، لا يا عمي ، أنا سليم ، أنا ألف فاء تاء ، يعني أنظر إلى الفرخة تبيض ".

    شعرت ببرد شديد ، و بأن دماغي أصبح ثقيلا على أكتافي ...وإبرا توخز كامل جسمي ..فوقعت مرة أخرى مغشيا على سريري .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  3. #23

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    مبـــروك جاء لك صفر !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    صرخت وصوتي وصل إلى آخر الشارع ( ماما ، بابا لقد نجحت ، لقد نجحت )..فأنطلقت من بيتنا الزغاريد ..كأنني عريس في ليلة دخلته !
    ووفيت بنذري الذي أطلقته أثناء المذاكرة في الثانوية العامة ( نذر عليا أذبح أرنب وأفرق لحمه على كل الحارة! )...
    أما والدتي ..فكانت تقول ( ابني الدكتور ، ابني الدكتور ) ، لأنها كانت تعتقد بسذاجتها بأن نجاحي في الثانوية العامة معناه أنني أصبحت طبيبا وبإمكاني أن أفتتح عيادة ...وفي الحقيقة مجموعي الذي تحصلت عليه لا يؤهلني حتى أصبح ( مطاهرا ) يختن الأولاد في ليلة ال27 من رمضان !!.
    معها حق والدتي ..فمسيرة دراسة أكثر من 14 سنة ، ليست مسيرة بسيطة !
    وجاءت الورقة السوداء ..ورقة الرغبات الجامعية ...وأقسم والدي يمين طلاق بالثلاثة أن أدخل كلية الحقوق ، وإلا سيكنس علي مساجد البلد ، ويغضب طوال العمر .
    ودخلت كلية الحقوق بعد أن عصرت على نفسي ليمونا حامضا !

    وكانت المحاضرة الأولى التي دخلتها في حياتي ، عن كيفية (البصبصة للبنات ، والتسبيل ، والغزل بنوعيه ) ..لأن الأستاذ المحاضر دخل ساخنا بعد عطلة صيف ساخنة ...( أهلا يا حلوة !) ، ( تسريحة شعرك جميلة !) ، ولم ينه محاضرته حتى تجمعت حوله الطالبات ..تماما كالذباب حول ( شيئ ما) !!.
    كان الأساتذة الجامعيون يشبهون فتيان وفتيات الإعلانات ..
    ( اشتروا كتابي في المقرر ، كتابي هو مصدر النجاح ، والاسئلة ستكون من مقدمته ) !
    وآخر رفع لنا السيف في المحاضرة تماما كأبي جهل عندما رفعه في وسط كفار قريش ( سأذبح كل من يصبأ ولا يشتري كتابي ، ولا يقتني ملخصاتي ) !
    ولا تنتهي السنة الدراسة حتى أتسبب في حالة إفلاس في البيت ..( رفعت ضغط وسكرالوالد الكريم )...حتى أنه انفجر ذات مرة كنت أتصل به فيها ليحول لي مبلغا لشراء سلسلة من كتب المقرر ( شوف يا موس إذا كنت تصرف على صديقاتك في الجامعة بيتزا وهامبرجر بلاش ، مشيها سندوتشات فلفل أحمر حار !) ..
    أما في فترة الامتحانات ..( أجاركم الله ) ...
    دخل علينا أحد كبار المحاضرين في مجال ( التحرش )..وزمجر في القاعة حتى اهتزت أركانها ( سؤال اليوم..!) وقبل أن ينهي كلامه همست في أذن زميلي ساخرا ..( هه سؤال اليوم ، هل نحن في مسابقة ؟ ، شوية وسيقول لنا اتصلوا ب زيرو 900 ..)
    واصل الأستاذ ( لا يعرف إجابته إلا الله وأنا ..) فواصلت هامسا ( و سوسو صاحبة الجيبة الحمراء ..) .
    لطمت إحدى الزميلات المغلوبات على أمرهن على خدها ..فقلت لها ساخرا ( مالبستهاش حمرا ليه ؟ ، جاية بفستان أسود ، وخمار أسود في يوم أسود ، كانت سنة سوداء عليك وعلينا ، هل أنت قادمة إلى جنازة وتشبعي فيها لطم ؟ ) .
    طرح السؤال الأستاذ الذي كان مفعوله علينا كقنبلتي هيروشيما وناكازاكي !.
    السؤال يقول في مادة القانون الدولي ( ما هو حل القضية الفلسطينية ؟) ..
    انفجرت ضاحكا ( الجيبة الحمراء ..هي الحل )..
    اشمأز الأستاذ في وجهي وكش قائلا ( ماذا ؟) ، قلت له مرتبكا ( العين الحمراء ، أقصد أن العرب يجب أن يوروا إسرائيل وأمريكا العين الحمراء حتى تحل القضية الفلسطينية ..) ، ولطمت على طريقة صاحبتنا صاحبة الجبة السوداء ..!
    التفت إلي صديقي ( نادي حمزة) قائلا " خافير سولانا قال أن القضية الفلسطينية ليس لها حل ! "
    فقلت له هامسا " خافير سولانا هذا الذي يلعب مع فريق ريال مدريد ؟"
    ضحك وقال لي " لا يلعب مع كوفي أنان " ..
    لست أدري كلما ذكر أمامي اسم ( كوفي أنان ) أشعر بكرشة نفس ، و حالة غثيان..وكنت سأبهدل المدرج لولا أن الله ستر ! .
    - يا نهار أسود ، هل مقرر علينا (كوفي أنان) في القانون الدولي ؟
    ثم إذا خافير سولانا قال أنها لن تحل ، والجماعة المطربون العرب غنوا
    ده حلمنا طول عمرنا ...حلم يضمنا كلنا كلنا !
    سنحلها نحن شباب دوت كوم ، والأستاذ عاشق اللون الأحمر !؟.
    بينما كان زميلي الآخر يغوص في نظرات هيام وحب مع صديقته ..
    نظرت إليه مبستما بعد ان قطعت عليه الفيلم العاطفي الذي يعيشه
    " وأنت يا عبد الحليم حافظ ، ألا تعرف ما هو حل اقضية الفلسطينية ، أم أن طريقك مسدود مسدود مسدود ؟" .
    فأجابني - والحب يلوح من عينيه - " وستعرف بعد رحيل العمر ، بأنك كنت تطارد خيط دخان آه آه آه !" . وهو يدنو بوجهه مني ، فصرخت في وجهه " مابك يا ولدي ، هل تريد أن تبوسني في وسط المدرج ؟ ، خلي بالك أنا عندي أهلي يقطعوك ..هل الشرف لعبة عندكم ؟ " ..
    نظرت إلى صاحبي الآخر ..وهو من أولئك الشباب المتدين ، الذي يطلق لحيته ، ولا تغادر المسحبة يده ...كان كالعادة يمسك المسبحة وشفتاه تتحركان كأنه موصول بسلك كهربائي ..
    ( يا سيدنا الشيخ ، بركاتك ، هل تعرف حلا للقضية الفلسطينية ؟ ) ..
    فهب منتفضا في وجهي ( من غشنا فليس منا ) وكررها 17 مرة ، وكاد أن يهدر دمي ، لولا أن أولاد الحلال تدخلوا ...!
    من أسال يارب ؟
    حملت ورقتي وذهبت إلى ناحية اليسار ، حيث كان يجلس صاحبي مسعود الخراط ، بعد أن ضرب سيجارتين حشيش ...سقط مغشيا عليه على طاولته ..
    - مسعود ، استيقظ !
    استيقظ مسعود وعيناه زائغتان .
    - نعم من بالباب ؟
    - أنا صديقك الأنتيخ ( موس) !
    - نعم يا موس أي داهية رمتك علينا في هذه الساعة ، تطرقون الباب في كل وقت دون مراعاة للظروف يا أخي ، ربما أنا مع زوجتي ، ربما انا في الحمام ..؟
    - هل لديك حلا للقضية الفلسطينية ؟
    فأجابني بقرف ..( لا معندناش ، لا حل للقضية الفلسطينية ولا بصل ولا كوب رز ) ..ثم أقفل الباب في وجهي ..وواصل إغماءه !
    رجعت إلى مكاني وأنا ألعن سنسفيل اليوم الذي دخلت فيه هذه الكلية .
    ولم أجد أمامي إلا صاحبة الجيبة الحمراء .
    - ما هو حل القضية الفلسطينية ؟
    والحق أقول الفتاة كانت متعاونة جدا معي ...وحلفتني بكل الغالين أن لا أقول الجواب لأحد ...وأنا ملتزم بحلفاني ..
    وعندنا علقوا النتائج ..جاءني صديقي حمزة والبشر يلوح من عينيه ...كأنه يبشرني بمولود جديد ( مبروك ..جالك صفر ) .

    مصطفى بونيف


    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  4. #24

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    خدعــــوه بقولهم ( أنت مبدع !)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عندي صديق ، أكاد أن أجن منه ، مشكلته أنه يعتبر نفسه أديب زمانه ، وشاعر عصره ...وهو في حقيقة الأمر يكاد لا يفرق بين الألف وكوز الذرة ..
    وأكثر المصائب التي تلم بي حينما يراني أقطع الشارع بالصدفة ( يا مصطفى تعال دقيقة ...عندي لك خاطرة جديدة ، كتبتها بالأمس ، عندما كانت السماء تمطر)...
    فأجيبه وأنا أغز بأسناني ( معلش ، أنا مضطر عندي موعد هام جدا ، انتظرني عندما يأتي المساء ) ..ولكن صاحبي يتيس رأسه ..ويمسكني من يدي ، كالشرطي الذي يمسك لصا متلبسا بسرقة بطيخة في السوق ..( تعال هنا ) .
    ويرميني على الكرسي ...نسيت أن أخبركم بأن صاحبي هذا ..حلاق !
    يخرج صاحبي من جيبه ورقة ثم يقول في ثقة ( اسمع يا سيدي !) ...ولا يلقي علي مسامعي خاطرته حتى يذلني بالانتظار ( هيا يا عندليب ، هل ستغني قارئة الفنجان ..؟) ...
    وفجأة يصعقني بعنوان الخاطرة ( أنا لست مهندا ، وأنت لست لميسا ! ) ..
    استلقيت بطولي على كرسي الحلاقة ، لأن الخاطرة على ما يبدو من عنوانها مسلسلا تركيا ..ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
    دخل صاحبي في المسلسل ...أقصد الخاطرة ...
    ( لست مهندا يا غزالي الشارد ، ولست لميسا بل أنت أجمل من لميس ..) فأعلق في قرارة نفسي ( عبلة الهبلة أجمل من لميس ...؟ روح يا شيخ ربنا يهدك )
    ثم أقول له وأنا أهز رأسي ( برافو ، ممتاز بداية قوية ) .
    يواصل صاحبي قراءة خطابه ( لميس ليست كستنائية الشعر والعيون مثلك يا محبوبتي ..يا كستنائية الشعر والعيون يا غزالتي ) ...فأهمس بين نفسي وبيني ( عبلة كستنائية الشعر والعيون ، أنا أعرفها جيدا قرعة وعمشاء ) ..
    وواصل صاحبي يقرأ ، وينفعل كأنه في أمسية شعرية بدار الأوبرا ، والقاعة مكتظة بالجماهير ..( لا يا حبيبتي الغالية الرائعة ، إن الجمال هو جمال الأخلاق ، ولميس لا أخلاق لها ، لأنها خانت حبيبها مع عشرين رجلا ، أما أنت يا غزالتي منذ أنا ولدتك أمك تحبينني وأحبك )
    فأعلق في قرارة نفسي لأنني لا أجرؤ على البوح بتعاليقي أمام معدات الحلاقة ..
    ( عبلة الهبلة عندها أخلاق ، ماشية مع نصف شباب البلد ، والنصف الثاني يشاور عقله ، ويتبادل معها الرنات ، شحال إذا لم تمسك في خمس قضايا آداب ،وحالة اغتصاب ، طبعا ليس هي الضحية ، بل وجدوها تهم باغتصاب شابين ..)
    ثم أصرخ : " الله عليك يا فنان ...هذا من أقوى المقاطع التي سمعتها في حياتي ، للدفاع عن الأخلاق ..برافو حقيقة برافو يا شاعر يا فنان !
    وبحماس واصل صاحبي خاطرته ، وقال عبارة خرمت طبلة أذني ( وأنا أوسم من مهند !) ...
    لا أريد أن أقول شيئا عن صاحبي الذي هو أوسم من مهند بمراحل ، فصاحبي سبحان الله يتمتع بعينين كلتاهما يمين ..واحذر إذا حلقت عنده أن يقطع شحمة أذنك ..
    ثم واصل ( حسبي الله ونعم الوكيل ، على الناس أصبحوا يؤمنون بالمظاهر فقط ، إن المظاهر خداعة ، أنظروا إلى القلب أيها البشر ، فالقلب هو العنصر الحقيقي عند الإنسان ، يجب أن ننظر إلى الأخلاق ، وأنا لست مهندا في الشكل ، ولكنني مهند في القلب ...) ثم واصل متأثرا ( أنا لست مهندا ، وأنت لست لميسا ، أنا عبد القادر وأنت عبلة ..أنت عبلتي صاحبة الأخلاق العالية ) .
    وما إن أنهى صاحبي خاطرته البديعة ..قلت له ( احلق لي ذقني ) ..نظر إلي وقال ( ليس قبل أن أعرف رأيك في خاطرتي ) ..قلت له ( خاطرتك هذه المرة ممتازة ، تفوقت فيها على نفسك ، ولكنني أنصحت أن تكثر من المطالعة ، وبما أنك كاتب عاطفي ، أنصحك بقراءة دواوين نزار قباني ، وكتب جبران ..).
    نظر إلي صاحبي نظرة الكافر لمن صبأ ...( أنت تنصحني أن أطالع ، أنا عبد القادر شاعر الدنيا وشاغل الناس ، عندما كنت أطالع كنت أنت تدرس في الحضانة ..) ، وكاد أن يذبحني بالموسى التي بين يديه !
    يبدو أن أديبنا لا يحب النقد ...
    ثم قال لي ، أنا عضو في أهم المنتديات الالكترونية على شبكة الأنترنت ، وقال لي أعضاء المنتدى بعدما قرأوا خاطرتي ما قبل الأخيرة ( أنا لست نور الشريف ، وأنت لست بوسي ) ..قالوا لي ( أنت مبدع !) ...فعلقت ( هل ستقول لي ، أنا أعرفهم ..؟!) ...
    العجيب حقا أن صاحبي أخذ في نفسه مقلبا ، وعقد العزم أن يطبع كتابا يحتوي مجموعة من خواطره ...ووعدني بنسخة هدية عليها توقيعه !

    مصطفى بونيف

    __________________
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  5. #25

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيـــــف

    معاكسات زمان!!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    افتقدت في شوراعنا هذه الأيام إلى منظر الجزار ( أبو كرش) ..وهو يحك بطنه التي تبدو وكأنه بلع بطيخة كاملة بمعرفته ...عندما تمر أمامه ، فتاة جميلة..فيصرخ ويصل صوته إلى الميدان .." وين كنتو يا خرفان لما كنا جزارين ؟! " ...
    كانت الفتاة أيامها تشعر بأنها في أمان ..طالما أن هذا الصنف من الرجال موجود في الحارة ..
    تمر الفتاة أمام المقهى ..فيهمس شاب ثانوي .." يا أرض احفظي ما عليك !"
    ترفع الفتاة عينيها ..لاستراق النظر إلى الشاب القادم نحوها ...المهندس عبد القادر ..ابن الجيران ..يبتسم في وجهها " صباح الورد يا أحلى وردة !"..
    كانت الفتاة إلى وقت قريب ..لا تستمع إلى مجرد معاكسات ..بل كانت تستمع إلى قصائد غـــزل !..
    حتى أغاني الغزل القديمة ، كانت تشعرنا بنوع من الذوق والدفء ، فلا أروع من المطرب الشعبي سيد متقال ...وهو يقول بكل بساطة " وأنا أعمل إيه..البنت بيضا بيضا بيضا !!؟" ...، ولا أجد لهذه العبارة نظيرا سوى ما جاء في الشعر العباسي :
    وجه مثل الصبح مبيض ** والشعر مثل الليل مسود

    ولا شيئ يعجبني أكثر من معاكسة شاهدتها في أحد الأفلام المصرية القديمة ، عندما مرت سامية جمال وهي تتلوى في مشيتها أمام ..اسماعيل ياسين ..فقال لها ...في وسط الحارة الشعبية " يا صفايح الزبدة السايحة ، يابراميل القشطة النايحة !"...
    في أيامنا هذه لا أثر للمعاكسات الطيبة...بل إننا نرى تحرشا جنسيا ..في كل مكان ..في الشارع ، في الجامعة ، في الفضائيات ، في السوق ...ووصل الأمر إلى درجة التحرش الجنسي الجماعي ..
    كنت في أحد الأسواق الشعبية ، وسمعت شابا يعاكس فتاة ..." يا ترى مقاس جزمتك كم ؟" ..فقال له صديقه " أعتقد أنها تلبس 45 !" ، فرد عليه صديقه .." أعتقد أنها 44 فقط "
    قلعت الفتاة جزمتها ...وعلى دماغهما بالكعب ، وهي تلعن سنسفيل آبائهما !
    أعتقد بأن "أدب المعاكسات " ..هو لون أدبي متفرد ، كأدب الرسالة ، وأدب القصة ، و شعر الغزل ، وأدب قلة الأدب ...وفي هذا المجال لكل فولة كيال ...
    عندما تعاكس طالبة في كلية الطب ، لا يجب أن تخرج التعابير عن مجال الطب ... " شرحت قلبي ، عيناك جابولي القرحة ...آه يا نبضات قلبي "
    وعندما تعاكس طالبة كلية حقوق ..أفضل ما يقال لها " خطواتك دستور ، أدخلني حبك السجن ، أنت جناية عمري ، وجنحة حياتي ..."
    أما طالبة كلية الجيولوجيا .." أنت زلزال هز كياني ، بركان في قلبي ، مشيتك إعصار اقتلعني .."
    عاكس شاب أستاذة اللغة العربية في الثانوية ، وقال لها " أعرب ما تحته خط ، تمشي الأستاذة مشية الغزال .." ، توقفت الأستاذة وقالت له : " أين الخط ؟" فقال لها الشاب .."المرسوم في جاكتتك"...وبالمسطرة على دماغه ، جعلته يفقد ذاكرته !
    وآخر ..كان يبتع فتاة طول الشارع ..
    - أنا غني ابن غني ، نظارتي راي بان أصلية ، وساعتي سايكو سويسرية ..عندي ثلاث سيارات ...آخرهم طوارق اشتريتها بخمسين ألف دولار ، عندي ثلاث فيلات أمام البحر ، وشقة في باريس وأخرى في مدريد ، أبي لديه مزرعة بن في البرازيل ، وفندق سبع نجوم في هونغ كونغ ، ومصنع حلويات في إيطاليا ...
    لم تلتفت إليه الفتاة ..ركبت الأتوبيس ...ركب ورائها وواصل حديثه :
    - هذا الأتوبيس من ضمن أسطول أتوبيسات ، فوالدي صاحب شركة نقل كبيرة جدا ، هذا فضلا عن شركة السياحة ..زلا تورس ...
    الفتت الفتاة إلى الشاب ...وابتسمت ، العينان الاثنتان .يمين ...أنف كأنه كوز ذرة ...وشفتان كأنها سرقتهما لناقة ...
    وقالت له في بلاهة وهي تضحك ضحكة كرتونية ...سمعت ثريط تامل حسني ..أكمل حاكة بحبها فيك هي ده ..
    اشمئز الشاب وصرخ مذعورا : بعنا كل شيئ ، بعنا كل شيئ ! ، ورمى نفسه من شباك الأتوبيس !!.
    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  6. #26

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    وأخيرا تزوجت ...!!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كنت قد قلت لكم في حلقة سابقة بأنني مضرب عن الزواج ...
    يؤسفني اليوم أن أقول لكم بأنني تراجعت عن إضرابي ، وقررت أن أتزوج ..وبدلا أن أستمع إلى أغنية " العزوبية " لصباح فخري ، سأستمع إلى أغنية أمينة .." وأخيرا اتجوزت " والتي ستتحول إلى السلام الرسمي الذي أشغله في كل مكان ..عندما أكتب ، أو في السيارة ...وأخيرا اتجوزت ...محدش له كلمة علي !
    ولأنني أحب أن أدخل البيوت من أبوابها ، وليس من النوافذ ، أو عبر أثير أمواج الهاتف النقال أو الأرضي ...ولا عن طريق الأنترنت ..توجهت بعزيمة مثل الحديد إلى باب بيتها ، وطرقته مثل الأسد ...
    فتح والدها الباب ..ألقيت عليه السلام فرد باشمئزاز : " نعم ، ماذا تريد ؟ " ..
    - أنا لست محصل الكهرباء !
    فرد مشمئزا : - إذن محصل الغاز أو الماء ، لأنه لا يطرق أبوابنا في هذه الأيام غيركم !
    - أنا مصطفى ابن الحاج ..الذي يسكن في أول الحارة !
    ومع ذلك رد وهو يحافظ على نفس التكشيرة : وما هي البلوى التي رمتك علينا في هذه الساعة يا أخ مصطفى ؟
    تنحنحت في خجل : خير إن شاء الله ، جئت أطلب الحسب والنسب
    وفجأة ...انبسطت أسارير الرجل ، وعانقني بحرارة ..كأنني عائد لتوي من الحجاز ..
    - زواج ...أهلا وسهلا ومرحبا !
    طبعا استطعت أن أدرك بغبائي العلمي أن الرجل لا يرحب بي حبا في شخصي لا سمح الله ، أو احتراما لي لا قدر الله ...ولكنه شبح العنوسة ...لأن الحاكم الشرعي في بلادنا ..هو البطالة ، ورئيسة وزرائه العنوسة ..!
    فجأة انفجرت زغرودة من عمق البيت ، وخرجت أمامي فتاة تحمل في يدها الشربات ...لا حول ولا قوة إلا بالله !
    اعتدل حمايا في جلسته ..وقال لي : "طبعا الزواج ليلة وتدبيره في عام " ؟
    - قلت له : نعم يا عمي !
    - نريد أن ننتهي من هذا الزواج في أقل من ثلاثة شهور ..هل تستطيع ؟.
    - ألم تقل لي تدبيره عام ..فكيف لي أن أنهيه في ثلاثة أشهر ؟
    وبعد أخذ ورد استطاع ابن الذين أن يقنعني بوجهة نظره.
    ثم اعتدل في جلسته مرة أخرى وقال لي : الزواج عنده أصول ، وأنت ابن أصول ..أليس كذلك ؟
    فأجبته في قرارة نفسي : - طبعا ابن الأصول ، هل أنا ابن كلب ؟
    - ماهي أصول الزواج ؟
    شعرت وكأنني أمتحن في مادة التربية الإسلامية ...
    فأجبته : - أركان الزواج يا عمي ، وجود العاقلين البالغين ذكر وأنثى ، وولي الزوجة الذي هو أنت يا عمي ، والشاهدان عمو لطفي دوت كوم ، وعمو سعيد دوت نت ، و ال...
    فقاطعني قائلا : والمهر ...الله ينور عليك يا ابني !
    " شوف يا ابني ، أنا لست ممن يطلب المهر الكبير ، فأنا أعرف ظروفكم صعبة جدا كان الله في عونكم "
    فقلت له : " من الواضح أنك أنت ابن أصول حقا "
    ابتسم في ثقة وقال " سأزوجك ابنتي بمهر وقدره 1500 دولار مثلما تزوجت ابنة عمها حبيبة العمشة ! "
    سحبت منه صفة ابن أصول وغيرتها بابن كلب ...حبيبة العمشة مهرها 1500 دولار بأمارة ماذا ..بأمارة أنها عمشة وتشبه اللاعب البرازيلي رونالدينو ..؟
    ومع ذلك وافقت ..قلت أبيع السيارة ب 1000 وأستلف ال 500 من عمي شعبان الموجي أو أبو صالح أو عبد الرحيم محمود !
    ثم همس وقال لي ما رأيك ..؟
    فأجبته : - الله يخلي حبيبة العمشة ، وينصر رونالدينو على من يعاديه يارب !
    ثم قالي لي والأصول تقتضي طبعا أن تشتري لها شبكة ..سلسلة ذهب ، ومناقش ، وخاتم ، وخلخال ..عيار 24 ، تماما مثل ابنة عمها حبيبة العمشة ...
    أمسكت نفسي وقلت في قرارتها : - خلخال يا عم ، لماذا خلخال ، هل سترقص في فيلم " عنترة ابن شداد " ؟
    اعتدل عمي في جلسته ...- وأنا أتشاءم من اعتداله في الجلسة - ثم قال : وأصول الزواج يا ابني تقتضي أن يكون الفرح محترما !
    فأجبته : طبعا يا عم ... أنا أيضا لا أحب الغناء والرقص والمسخرة التي تحدث في الأعراس هذه الأيام !
    - شوف يا ابني ...سنقيم لها فرحا في فندق الهيلتون ..مثل ابنة عمها حبيبة بالضبط !
    قلت له : وبالمرة ..نقضي شهر العسل في باريس مثل ابنة عمها ...إذا كانت عمشة و قد تزوجت بهذه الطريقة فماذا ستفعل لو كانت سليمة؟...وإذا كان الحمار الذي تزوج حبيبة العمشة لص من عصابة الأربعين حرامي ..فأنا لست علي بابا ...
    يا سيدي ..أنا مصطفى ...مووس ..ولست مدير البنك الوطني ، ولست ابن وزير ، ولا ابن رئيس بلدية ، او ابن محافظ ..أو ابن كلب ...
    أنا قلت منذ البداية ...لا داعي للزواج ...تسونامي ، واحتباس حراري ، وغزو أمريكي ، وأنفلونزا الطيور ، وتعديل دساتير ، وتخصيب يورانيوم في إيران وكوريا ...والقطب الشمالي يذوب وسنغرق جميعا ...وشيخ المسجد قال ..يأجوج ومأجوج قادمون ..
    لقد عدلت عن فكرة الزواج ...وسمعني سلام ..." العازب سهران مش من الحب ..ولكن الناموس قراص ! "

    مصطفى بونيف

    __________________
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  7. #27

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    أنفلونزا الموبيـــــلات !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ..رن موبايل أحدهم وهو يصلي العصر في الجامع ، فتلقفه الذي يصلي عن يمينه ...ورد على المتصلة التي كانت زوجة صاحب الموبايل ، وقال لها : "اتصلي في وقت لاحق زوجك بين يدي الله !"
    ، أغمي على الزوجة فورا حين اعتقدت بأن زوجها قد مات في حادث مفاجئ !
    ما أجمل حضارة الهواتف النقالة ...ففي كل يوم تخرج علينا الشركات بأشكال وألوان وخصائص عجيبة وغريبة ..وأكثر الخصائص فظاعة هي خاصية الهاتف المرئي ...أي أن أي زوج تعود أن يلعب بذيله خارج بيت الزوجية سيجد نفسه قد وقع في شر أعماله ... سابقا كانت الزوجة تتصل بزوجها : - ألو ، أي أنت ، لماذا تأخرت ؟
    فيرد الزوج مذعورا : أنا في القهوة ، أجلس مع بعض أصحابي !
    فتسأله الزوجة : ألا يوجد في الجلسة "ستات " ؟
    تقهقه واحدة من إياهن ...يغلق صاحبنا فمها بكفه ، ثم يقول مرتبكا :
    لا ستات ولا سبعات ، أنا مع صديقي جعفر !
    - طيب يا نبيه ، أعط الهاتف لصديقك جعفر ، أريد أن أتكلم معه !
    وزوج آخر ، اتصلت به زوجته ، بينما كان غارقا في سهرة مسخرة مع إياهن ...
    رفع الزوج السماعة مذعورا : - نعم يا حبيبتي خير !
    - أين أنت يا ( مكسور الرقبة) ؟
    - أنا في الطريق ، أسوق السيارة !
    فقالت له زوجته في خبث : - سمعني صوت ( الكلاكس ) يا حاذق !
    أما الآن وفي ظل خاصية التلفون المرئي ...صاحبنا إذا قال لزوجته أنه في قهوة ..ستقول له زوجته : - وريني أصحابك واحد واحد بالكاميرا !
    ثم تتصل به واحدة من إياهن بينما هو سارح في قناة الجزيرة ، ويعب دور المثقف ، والثقافة ستقطع بعضها عنده ...وزوجته المسكينة منهمكة في غسيل المواعين ... يفتح الهاتف المرئي ليرى البنت إياها على شاشة المحمول وهي بقميص النوم البنفسجي ، لتقول له بخبث وغنج: أين أنت ، ساعة كاملة وأنا أنتظرك ، حضرت لك طبق لحمة رأس بنفسجي من الذي يحبه قلبك !
    يقفز صاحبنا إلى دولاب الملابس ...تلحقه زوجته : ما بك يا رجل ؟
    فيرد قائلا : - أين القميص البنفسجي ، المدير العام طلبني في اجتماع مهم جدا ، المصنع يحترق ...أين القميص البنفسجي يا امرأة ؟
    ..ومن ضمن الخواص التي يتفنن فيها أصحاب الهواتف المحمولة هي الرنات ... "رنتك باسم حضرتك " ...
    تستيقظ من النوم فجأة والمحمول يقول لك " يا سعيد ، انهض يا ابني ، حان وقت العمل ، والمدير سيخرب بيتك وبيت من خلفك "
    والناس من هطلها طوال اليوم تدعبس في الهواتف المحمولة ، في الأتوبيسات ، في المكاتب ، في المطاعم ، في الساحات العامة ..
    لفت انتباهي أحدهم لم يرفع رأسه عن محموله ..وهو يصرخ ساعة كاملة ..."حذار حذار حذار ....ستدخل في الجدار ..لالالالا"..
    اقتربت منه وسألته : - ما بك يا أخ ، هل هناك مشكلة ، أستطيع أن أساعدك ؟
    فرد علي : - لا ، أنا فقط ألعب لعبة الدودة !

    اتصلت امرأة بزوجها الموظف : ألو يا محمد ، لا تنس أن تحضر معك إلى البيت ، سمنا وزيتا وسكرا وبنا ، كيلو بطاطس لأن ابننا إسلام لا يأكل إلا البطاطس ، وكيلو خيار ، ...
    بقي الزوج صامتا لبرهة ثم قال : نعتذر ، ربما يكون هاتف مراسلكم مغلقا ، أو خارج نطاق الخدمة ، الرجاء معاودة المحاولة لاحقا !
    وأطرف استخدام للهاتف المحمول ، هو أن الحكومة أصبحت ترسل للشعب مسجات ..مثلما حصل عندنا ...السيد وزير التضامن يحيي الشعب على روح التضامن . والسيد وزير التربية يشجع أبناءه الطلبة والتلاميذ على المذاكرة والنجاح في امتحانات آخر السنة ، ويطمئن المعلمين على أن رواتبهم ستزيد ...
    أطرف الرسائل الحكومية التي وصلتني هي تلك التي تشجع الشعب على الذهاب للانتخابات بقوة ..وأعتقد أن سر إقبال الشعب الأخير على الانتخبات هو خوفهم أن يقطعوا عليهم الخط ، أو يحرقوا لهم الشريحة ..." ويا شريحة ما بعدك شريحة !"...وأنا من يومها ضبطت موبايلي على رنة " خلي السلاح صاحي !" ..
    عزيزي المشترك : إذا وجدت موبايلك قد ارتفعت درجة حرارته ، وبدل أن يرن "بوس الواوا " يعطس لك " أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي " وهو يهتز ...ووجدت شاشة المحمول "مزغللة "...ربما يكون جهازك مصاب بأنفلونزا الموبيلات ...!...اذهب به إلى أقرب طبيب بيطري ، ليكشف لك عنه ...!!!

    مصطفى بونيف

    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  8. #28

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    إنها مجرد دوخة !!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    آآآه يا رأسي ...الصداع سيفرق دماغي ...أنام ممدا وقربي عشرات من علب الأدوية ..وحولي الأهل والأصدقاء .." يا موس عليك بالصبر ، هذا هو البرد ، كلها ساعات وستقوم من مكانك مثل الحصان ..!".
    يستبد بي الصداع والحمى فأصرخ " سأموت ...لا إله إلا الله !"
    فيضحك القوم من حولي ..ويقول صديق عمري خالد ساخرا " أي موت يا رجل ، هل تظن بأن الموت سهل ؟، إنها مجرد دوخة ، هيا قم من سريرك ويكفي من الدلال ! ".
    فأرد متوجعا " يا خالد ، الموت يبدأ بالدوخة ، والصداع ..!".
    حتى تفرق الجمع من حولي ..عندما لاحظوا بأنني بدأت أغط في نوم عميق ...لكنه لم يكن نوما ، بل كانت غيبوبة سوداء !!.
    سرحت بفكري بعيدا ...
    بعد دقائق سوف يأتي ملك الموت ليستلم أمانته ...وأكثر الذين يحبونني في العائلة ، سوف يغمض عيني ..وفي الحقيقة لا زلت لا أفهم ، لماذا يفضل الناس أن يذهبوا إلى الآخرة مغمضي العيون ؟..
    ويتنافس الأحبة ..في رمي التراب على قبري ...مات موس !
    وفي العزاء ..يشرب أصدقائي القهوة ..
    يحتسي خالد فنجان القهوة .." الله يرحمه ، مات في مقتبل العمر ، وكانت أقصى أمنية لديه هي سيارة يذهب بها الحقول لجني (الترفاس) ..وهو نوع من الفطريات ...هاهو قد مات وذهب إلى الفطريات بنفسه !
    فيرد عليه سليمان وهو الآخر من أعز أصدقائي : " يقولون أن كيلو (الترفاس) ب 200 يورو في فرنسا ...
    وينغمس الأصدقاء في الحديث عن الأسواق ..وكأنهم في مقهى ..وتختلط أصواتهم بصوت قارئ القرآن الكريم ..." فنجان قهوة يا صابر لعمك عبد السلام !"..
    وينتهي العزاء ...بعد أن يقرأ الجميع الفاتحة على روحي ...
    يتوجه صديقي " عمور " إلى والدي ..ويتنحنح ، ممثلا دور الخجول .." عظم الله أجركم !"...
    فيرد الوالد : "شكر الله سعيكم يا ولدي "
    - في الحقيقة ، لقد اشترى مني موس جهاز استقبال فضائي بنظام الكروت ...بالتقسيط المريح ، لقد ارتاح هو الآن ، فكيف سأرتاح أنا ؟؟.
    - لا بأس يا ولدي تعال غدا !
    يتقدم رضا فون ، وهو أحد أصدقائي المقربين وهو صاحب محل هواتف نقالة ..
    - عظم الله أجركم يا حاج !
    - شكر الله سعيكم يا ابني ...
    - هناك موضوع محرج نوعا ما أريد أن أتحدث معك حوله .
    - نعم تفضل يا ولدي !
    - لقد اشترى مني مصطفى عشرات كروت الشحن ولم يسدد ثمنها ..الكروت بحوالي 1500 دولارا ...
    يصرخ والدي : 1500 كروت شحن ، حسبي الله ونعم الوكيل ، هل كان رحمة الله عليه يتكلم مع سكان القمر ؟
    يجيبه رضا فون : لقد كان له أصدقاء في الهند ، وروسيا ، والصين ..
    - لا بأس تعال غدا يا ولدي !
    يتقدم رضوان ، أعز أصحابي ..نحو الوالد ودمعته تفر من عينه " عظم الله أجركم يا حاج !".
    - شكر الله سعيكم يا ولدي !
    - في حقيقة هناك موضوع أردت أن أتكلم فيه ولكنني خجل ..
    - تفضل يا ولدي ، أنت ومصطفى كنتما أكثر من الإخوة !
    - لقد استلف مني مصطفى مبلغا من المال ليشتري به "شبكة عرسه " ..وقدمه إلى خطيبته ..لكنه زف إلى الآخرة ..
    فيرد الوالد : - لا بأس يا ولدي تعال غدا !
    يتقدم إلى والدي ، صديق العمر لطفي دوت كوم وهو تاجر أجهزة الكمبيوتر ..
    - عظم الله أجركم يا حاج !
    -شكر الله سعيكم يا ولدي ، بارك الله فيك ...
    ثم يلتفت إلى عمي عبد السلام ...قائلا : " هذا لطفي دوت كوم ، كان هو ومصطفى الروح بالروح .."
    يتنحنح لطفي : الله يخليك يا حاج !
    فيقول له الوالد : تفضل يا ولدي !
    - في الحقيقة .أحمم ..أحمم .. لقد اشترى مني مصطفى جهاز كمبيوتر وطابعة ، لأنه كان مدمنا...
    يرتعد الوالد : ماذا مصطفى كان مدمنا ، ما الذي تقوله يا ولدي ؟!
    يرتبك لطفي ، ويهدأ من روع والدي : أقصد بأنه كان مدمن أنترنت بعيد عنك !
    يطلق الوالد تنهيدا طويلا ...
    - لقد اشترى مصطفى هذا الجهاز بالتقسيط المريح ، وبقي عليه نصف الثمن ..
    تأسف أبي ، ثم التفت إلى عمي عبد السلام : " الله يرحمه ، كان طيب واجتماعي .."..ليقول في قرارة نفسه : " آه لو كان حيا لأطبقت على زمارة رقبته ، وطلعت روحه ، كان مقرفا في حياته ، ولا يزال يقرفني حتى في موته .."
    ولا ينتهي العزاء إلا بعد أن يكون الوالد قد مضى على شيكات لنصف البلد ...
    أما خطيبتي العزيزة ...فلا يدوم حزنها أكثر من ثلاثة أيام بلياليها ..
    لتطلق والدتها زغرودة خطوبتها من صديق عمري "خالد" ..الذي كان يكتم حبه لها ...وكنت أقف حجر عثر في طريقه !
    فجأة أصحو من غيبوبتي ..لأجد الجميع حولي ..يتقدم أبي .."هيا يا موس دعك من الدلال ، إنها مجرد دوخة برد ، يعني انفلونزا ، واللي يشوفك يقول عندك انفلونزا الطيور ..."
    يضحك الجميع ..بينما أتأملهم وقد صحوت من كابوس مرعب ...وأقول في قرارة نفسي " كل هذا وتقولون لي مجرد دوخة !! "

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  9. #29

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    أعلن استقالتي !!!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنا أعرف أنك يا عزيزي القارئ "مش مصدق " ...ليس حبا في شخصي لا سمح الله ، ...ولكن عبارة أعلن استقالتي صدمتك وجعلتك مش مصدق نفسك من الفرحة !!! ، وأخيرا كتب الله لك أن تسمعها ، بعد أن يئست ...
    ولماذا كل هذه الدهشة ...؟؟؟ ، لقد فعلها ملك أنجلترا إدوارد الثامن وأعلن استقالته من العرش ليتفرغ لقصة حبه مع المطلقة الأميركية المسز سمبسون ، وقال في خطابه الشهير " أعلن استقالتي من العرش لأنني سأكون ملكا تعيسا ، فكيف لملك تعيس أن يسعد شعبه ؟"..
    دعونا نعترف بأن الاستقالة هي عمل جبار ، هل تستطيع أن تنطقها بسهولة ...أنا مستقيل ....وتترك مكتب سيادة المدير بعد أن تلعن سنسفيل أجداده ...؟
    طالب أحد النواب في البرلمان في بلادنا العربية وزير التربية بالاستقالة بعد أن رسب ثلاث أرباع الطلبة في امتحانات نهاية السنة ، فقال له الوزير " على جثتي !!"....
    لم أسمع في حياتي عن وزير عربي قدم استقالته عن طيب خاطر ، بل إنني أعرف وزيرا لا يزال متشبثا بمنصبه لأكثر من 35 عاما ، على الرغم من تعاقب سبعة رؤساء جمهورية ...والسبع رؤساء تركوا الحكم بسبب الوفاة ...يكثر خير ملك الموت .
    ويبدو لي بأن الدساتير العربية سوف تعدل جميعها ، ليصبح من صلاحيات الرئيس أن يحكم شعبه حتى من القبر .
    قرأت أن معدل عمر الإنسان يتقلص جيلا بعد جيل ...ونحمد الله على هذه النعمة ...فأكبر معمر في التاريخ أكثم بن حيفي الذي عاش 360 سنة ..تخيلوا له أنه كان وزيرا ...وأمسك الوزارة عندما بلغ سن المئة عام ...هل كان سيعلن استقالته ؟؟؟..طبعا لا !!!
    أكثر الاستقالات روعة في التاريخ تلك التي قدمها رئيس ماليزيا مهاتير محمد ...بعد أن لعن إسرائيل على أبو أمريكا ومن يتشدد لها ...
    أعتقد بأن علاقة العرب بمناصبهم ..تشبه الزواج الكاثوليكي ..لا طلاق فيه !!
    ذهب أحد الديناصورات المترشحة للانتخابات البرلمانية من الحزب الوطني لأحد الشيوخ وقال له " يا شيخ اكتب لي حجاب ، لأن المترشح المنافس يحبه الناس ، وسيكتسح ، وأنت تعرف يا سيدنا الشيخ أنا لا أستطيع أن أعيش دقيقة واحدة بغير حصانة برلمانية .."
    فسأله الشيخ : وأنت مرشح أي حزب ؟؟؟
    فأجابه : الحزب الوطني يا سيدنا الشيخ ...
    فقال له الشيخ ساخرا : مرشح الحزب الوطني وتريد حجابا ، اذهب وأنت ناجح بالثلاثة !!!!
    وأنا شخصيا لا أستطيع أن أنام إلا على صوت وزير السكن وهو يتكلم في البرنامج الإذاعي " موعد مع الحكومة " ....وأتصور بأنه لو فكر -لا قدر الله - أن يتسقيل ، سأضطر إلى استخدام حبوب البيرياكتين للنوم !!
    أعرف جارا أنجب ستة أطفال كلهم يشبهون وزير التربية ، شبه متطابق ..الخالق الناطق وزير التربية ...
    فسألته بعد أن تأكدت بأن سيادة الوزير لم يزر بلدتنا في حياته وبأن زوجته لم تعتب أرض العاصمة أو قصر الحكومة أو الوزارة يوما ...
    "لماذا لا يشبهك أبناؤك ، ويشبهون السيد وزير التربية ؟" فقال لي
    زوجتي تشاهد التلفزيون كثيرا ..خاصة في فترة الوحم ، ولا أحد يظهر في التلفزيون غيره ..."
    من أجل ذلك قررت أن أحضر ورقة وقلم لأكتب استقالتي ....سأذهب وبغير رجعة ....ستسألني ..ومما ستسقيل ؟
    سأجيبك ....والله لا أعرف !!!!


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  10. #30

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    هذا ما قاله لي الحلاق !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لم يسبق لي أن صادفت حلاقا يمارس مهنته في صمت ، فالحلاق وهو يأخذ ذقنك ، أو شعر رأسك ...يجب أن تبقى صامتا وهو يتحدث إليك لأن رأسك بين يديه ...!!!
    قال لي الحلاق بعد أن أحكم أصابع يده على رأسي ، ووضع الموس على رقبتي : " هناك علاقة أكيدة بين ما حدث في غزة ، والحذاء الذي ضرب به الرئيس الأميركي جورج بوش .."
    ابتلعت ريقي وقلت له مستسلما : " بالتأكيد ، هناك علاقة مادمت ترى ذلك "
    أحكم أصابعه جيدا ، وحرك الموس في هدوء ، ثم قال : " يريدون إعدام منتظر الزيدي دون أن يثيروا الفوضى حولهم ، فصرفوا أنظار الناس إلى غزة ....لقد نسي الناس منتظر الزيدي منذ أن بدأ الضرب في غزة ...إن الحكومة العراقية لم تقل شيئا عن غزة لأنها مشغولة بضرب الزيدي ، ريثما يتم إعدامه ودفنه !!"
    فقلت له مستسلما : معك حق ، وأنا أيضا لاحظت ذلك !!
    ومن عادة الحلاقين عندنا أنهم يقومون بتشغيل الأغاني الشعبية أثناء أداء مهامهم ، شغل حلاقي أغنية "البارح كان في عمري عشرين "
    وراح يتحسر على أيام الشباب ..حينما كان اللحم في جميع البيوت ، وكان الناس يعتبرون لحوم الدجاج عيبا لا يجوز تقديمها إلى الضيف ، وحينما كانت حبة التفاح بحجم رأسي التي بين يديه ...
    عاد الحلاق ووضع موسه على رقبتي ، ثم سألني مباغتا : "ما اسم الرئيس الذي يحكم أمريكا ؟ " ..فأجبته مرتبكا " بوش الواوا !"
    أحكم وضع الموس على رقبتي ، وقال لي : "بوش الواوا ، انتهت ولايته ...ما اسم الرئيس الأميركي الكحلوش الجديد ؟ "
    فأجبته : " أنت تقصد باراك أوباما ..."
    انبسطت أساريره ...وهنأني على إجابتي النموذجية في رأيه ...ثم قال : " أوباما ..رجل طيب ، جده الحاج حسين كان يصلي في مسجد الموسكي مع جدي الحاج عثمان الله يرحمه "
    ابتسمت مستسلما للموس : " يا ماشاء الله !"
    ثم واصل قائلا " جدته كانت تستلف كوب الرز وحبة البصل من بيت جدي ...أوباما حينما كان صغيرا كان يعاني من المروحة وهي نوع من أنواع الصرع ، فيذهب به الحاج حسين إلى الزاوية فيرقون له في قنينة زيت الزيتون ..فيدهن بها سائر جسمه ، وعندما تنتهي قنينة الزيت تعود إليه المروحة - بعيد عنك - !"
    فأرد يائسا : يا سبحان الله !
    ثم شغل أغنية " قلبي وقلبك عند الجزار معلقين " ، وراح يحكي لي عن زمن الرحمة واللحمة ، وعن زمن كان يقول فيه لوالدته "كل يوم لحمة لحمة ، ألا يوجد يوم تطبخين لنا فيه العصيدة !"
    ثم عاد ليضع الموس على رقبتي ، وقال لي " أظنك لا تعرف سر تسيبي ليفني ؟؟؟ "
    فأجبته : " الله أعلم !"
    همس في أذني : " ليفني كانت في الأصل ذكرا منحرفا ، ثم قامت بعملية تبديل جنس ...والوحيدة التي تعرف السر هي كونداليزا رايس ..لأنهما أجريتا العملية معا بمنتهى السرية .." ثم صرخ : أعوذ بالله من غضب الله !!!
    ثم شغل أغنية " عملنا موعد في الغابة وما خفنا من الذئب !"
    وراح يحكي لي عن أيام زمان عندما كان والده يقول له خذ عشرين دينارا واشتري لنا ثلاثة كيلو لحمة ، والباقي اشتري به بطيخة !!
    ثم وضع الموس على رقبتي وقال : " أظنك تعرف سر حسن نصر الله ؟؟؟"
    فقلت له " إياك أن تقول لي بأنه عمل عملية هو الآخر !!"
    ابتسم واثقا : " طبعا لا ..حسن نصر الله ، و اسماعيل هنية ، وعزت الدوري ...هؤلاء هم الرجال حقا ، وكل حكام العرب هم نساء في أثواب رجال ..."
    مسحت الصابون من على وجهي ورقبتي بالفوطة ..ووضعت خمسين دينارا في يد الحلاق ....وخرجت مسرعا !!!
    وفي طريقي ركبت سيارة أجرة ....
    سائقو التاكسيات لا يختلفون عن الحلاقين ....فهم لا يمارسون مهامهم في صمت ...
    شغل السائق أغنية " عملنا موعد في الغابة وما خفنا من الذئب !"
    وقال لي : بعد الذي رأيناه في غزة ...لا أظن أن هناك حاكم عربي سيقول بأنه رجل "
    قلت لسائق التاكسي : " أوقفني هنا من فضلك ، فأنا رجل يخاف من الذئاب ...والتاكسيات لها آذان !"

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-01-2015, 07:33 AM
  2. الأعمال الأدبية الكاملة لـ دوستويفسكي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-20-2015, 06:17 AM
  3. الأعمال الكاملة - يوسف إدريس
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-15-2014, 01:24 AM
  4. الأعمال الكاملة ... خمس مجلدات
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-25-2013, 12:42 PM
  5. أجمل ترحيب بالقلم الساخر والساحر مصطفى بونيف
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-18-2009, 06:27 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •