منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25
  1. #1

    على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    المقدمة
    لماذا نكتب ..؟

    سؤال تعد له الصحف والمجلات المستنيرة ألاف الصفحات للوصول إلى اجابه مثاليه عليا ضمن الاختيارات العديدة التي يطرحها الكتاب والأدباء حول هذه الفكرة الاساسيه ن فالكتابة أيا كان مجالها فعل يمارسه المبدعون من اجل البحث عن الذات الانسانيه الفردية أحيانا والجماعية أحيان أخرى والتي تعبر عن نفسها بالكشف عن الذات الوطنية الاجتماعية والسياسية ومن اجل الذات المثالية الفلسفية ، لكنها تبقى في كل الأحوال ممارسة لفعل يهدف إلى التقويم والتهذيب والإصلاح مع قليل من التوجيه والإرشاد لتحقيق معاني الحق والخير والجمال بالحب ضد الكراهية والالتزام بهذه المبادي والقيم يعني الارتباط الشريف بالكلمة الصادقة الشريفة النزيهة في مواجهة الانحياز للذات الانانيه أو الذات الحزبية أو الذات الدينية أو العنصرية القومية حيث تسيطر القنوات الثقافية النخبوية على الاستخدامات اللغوية والابداعيه وتجير المبدعين للعمل لحسابها ضد قيم الحق والخير والجمال بالعنف والكراهية وليس بالحب والتسامح و الكاتب المبدع الحقيقي بطبعه دقيق المشاعر والأحاسيس ولا يحتمل المنازعات الشخصية أو المهاترات الفكرية العبثية إلا إذا كان دخيلا على الميدان بماله أو مال رؤسائه وهنا لن يطول الأمر على الدخيل حتى ينكشف للجميع حين يجد نفسه عاريا من ورقة التوت التي تستر اتجاهاته الارتزاقية .
    والارتزاق في ميدان الإبداع أمر ليس مرفوضا إلا إذا كان هو الغاية كما هو الوسيلة فمن حق الكاتب المبدع أن يحصل على ثمار جهده الإبداعي – الإبداعي فقط – لكن ليس من حق الكاتب توظيف كلماته لخدمة علاقاته المادية الحياتية الشخصية بالتزييف والتزوير ولوي قامة الحقائق وإلا أصبحنا في سوق عكاظ الثقافي التجاري ونعيش على مبدأ التجار الذي يقول : بيزنيس از بيزنيس بالانجليزية المعربة إلى شيلني وأشيلك أو نفعني وأنفعك كما يحدث في سوق الفنون التليفزيونية والسينمائية حيث تسود السمسرة والارتزاق كل القنوات من مسابقات السوبر ستار ووصولا إلى أسئلة الهواتف المباشرة القائمة على أسس تجاريه بحته .
    وقد غادرنا الزمان الذي ينحني فيه الناس إجلالا وإكبارا للأدب والأدباء وللكتابة والكتاب لان الكتابة أصبحت في مجملها ارتزاق تغسل الهموم المادية بالمثاليات وتغرقها في بحر الخطايا والأخطاء فيبحث الشعراء عن كلمات هايفه تناسب هيفاء ويكتب الروائيون قصصا سطحيه للاثاره وشراء الابتسامات وضمن هذه الاتجاهات أصبح الإبداع مجالا للتنكيت والتبكيت ومستغل من كل القمم والهامات وعلى الأدباء المبدعون في زمن الثراء اللعين أن ينضموا لبعضهم البعض ويدافعوا عن تراثهم ليعود الأديب والكاتب محل إجلال وإكبار وتقدير كل الناس وذلك بالتماس طريق الحق والخير والجمال بالحب والعدل والتسامح ونبذ الكراهية والعنف والتي تمثل أسس الكتابة الحقة :
    فمن اجل همومنا الذاتية المثالية نكتب
    من اجل همومنا الوطنية وقضايانا الاجتماعية نكتب
    من اجل عواطفنا النبيلة ومشاعرنا الرقيقة نكتب
    ولا نكتب أبدا من اجل المال أو السلطان .
    لماذا نكتب ..؟سؤال نزيه وشريف يحتاج إلى إجابة نزيهة وشريفه
    سؤال يجب أن يوجهه كل صاحب قلم نزيه شريف إلى نفسه قبل أن يبدأ الكتابة وقبل أن يرسلها للنشر في المواقع الاليكترونية أو الصحافة الورقية .
    الكلمة أمانه ومسئوليه
    ولنكن كلنا أمناء على الكلمة
    لنكن جميعنا / صغيرنا وكبيرنا على مستوى المسئولية


    المعاناة أم الإبداع
    الكتابة معاناة في حد ذاتها ، في نشأتها ، وفي نشرها , وحتى لو كانت ذات منحى عاطفي بحت يتلصص إلى الذات المتقوقعة داخل أغلفة القلب والجسد ودون أن تتجاوزه ، لان فيها معاناة تخرج إلى الناس بصور واقعيه صادقه عن حالة إنسانيه متماثلة فيها من الواقعية والمباشرة ما يغني عن المماحكة البعيدة عن الممارسة .
    وهذه المباشرة هي التي تبني للواقعية بناء في شارع الأمل والألم وفيها مكاشفة للذات بالذات تطرح عيوبها لاقتلاعها واجتثاثها من جذورها من خلال تميزها الإبداعي عند التعبير عن الانفعالات الانسانيه الصادقة ، وتختلف عن المماحكة التي تهدم قصورا شامخة لعدم قدرتها على خلق الفعل الإبداعي بأشكاله المعروفة في دواوين اللغة وحروفها , وتحت مسمى النقد قد نقتل مبدعا .
    فالكتابة ليست ردود فعل مزاجيه في حالة الإبداع أو تقييمه بل إنها في الحالين فعل لمن يعيش ألفاظها ، كلمة كلمة ، وحرفا تلو حرف ولو كان الفعل الإبداعي ناقصا إلا انه يبقى محاولة إبداعيه دخلت معاناة المبادرة في نشوئها أو في انتشارها وبالتأكيد تكون المبادرة من المبدع أقوى للحالة الادبيه من مبادرة الناقد المحلل أيا كان الأسلوب النحوي الذي يستخدمه الناقد وهو يجري إصلاحاته المتنوعة في النصوص المعلنة عن المبادرة القوية التي تكون النوافذ الابداعيه وتخلق حالة رقي مع تراكمها وارتقائها .
    من خلال هذا الفهم وحده وبقدر الصدق والشفافية أتعامل مع الكتابة في حدود المعاناة التي تسكب على اللغة مشاعر وأحاسيس تخلق ألفاظا جديدة تتوالد بعفويه مع اكتمال الموهبة ولا تختلف مع حرفية البلاغة اللغوية وقواعدها الثابتة .
    المعاناة تبقى في مجملها واضحة عند احتلال وطن أو ضياع امرأة
    الوطن / محتلا ، مجزئا ، قلت أو زادت موارده / هو الوطن بأهله وجغرافيته ... والمرأة في كل صورها : مشهورة أو مغمورة ، غنية أو فقيرة ، جميلة أو قبيحة ، هي / الأم ، والزوجة ، والابنة والصديقة ، والزميلة : المقاتلة ، الصادقة ، القوية ، الشر يفه ، المحافظة ، وهي نفسها قد تكون حالات مغايره لكل هذه القيم . تلك هي المعاناة التي أتفاعل معها ،وأعيش بها ولها برؤية ذاتيه قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ، لكنها تخصني ، والخصوصية حق مكتسب تؤكد عليه قوانين الحرية في كل زمان ومكان كما تقوم عليها شريعة الإبداع وان نتجت عنها / معاناة القهر والاضطهاد القمعي الرسمي وغير الرسمي ، لأنني بدون الحرية في التعبير عن المعاناة لا أمارس الإبداع بقدر ما أمارس وظيفة الكتابة كموظف على درجه يمنحني إياها أولي الأمر الأغبياء وأنا ارفض أن أكون موظفا في حقل الإبداع وهذا سر معاناتي كلها .
    والمعاناة باقية مادامت الحياة باقية ...
    ولكن هل يستمر الإبداع كما هي المعاناة مستمرة ..؟
    سؤال هو بحجم الحياة ذاتها ، وإجابته غير وارده ، لان المدينة الفاضلة لم تظهر بعد ، ولان الحياة مستمرة إلى يوم البعث .


    الكتابة وطن وامرأة
    بداية اعترف بأنني لا أجيد الكتابة إلا للمرأة والوطن ، وأزيد على ذلك أمرا وهو أنني لا اهتم بالكتابة آلا في هذين الأمرين أيا كان شكل الكتابة /قصيدة أو خاطره أو كتاب أو قصة أو رواية أو مقال
    فالكتابة ذاتها معاناة لمن يمارسها وليست هواية محترف يقتات منها ما يجعله يعيش الحياة مرفها بل قد تجعله يعيش الحياة ساخطا وغاضبا إن لم يكن دائما فاغلب الأوقات .
    والمعاناة الانسانيه هي جوهر الكتابة عند المبدع أو الكاتب والأديب , لأنها تقتحم الذات نفسها لتتحول إلى مرآة معبرة وصادقه عن معاناة متماثلة عند آلاف البشر لتشابه موضوع المعاناة زمانا ومكانا .
    وتخرج المعاناة من شكلها الذاتي الفردي إلى الذات الوطنية ومنها إلى عالم أكثر اتساعا وشموليه خاصة إذا ما ارتبط الوطن بالإنسان في جملة واحده لمواجهة المحتل أو المغتصب أو المستوطن للوطن كما هو في الحالة الفلسطينية التي انتمي إليها .
    هنا تكون المعاناة الوطنية أكثر مباشرة لعدم وجود وطن ملتمسه من كلمات تكتب معايشه للوطن البعيد والسليب وينطلق الخيال إلى الوطن بأهله وشوارعه وأشجاره وأزهاره وشيوخه ورجاله ونسائه وأطفاله وعاداته وتقاليده . حيث تصبح الكتابة سفر إلى الوطن واقتحام للحدود ومواجهة للحواجز وإبعاد للإبعاد وإلغاء للهجرة والاغتراب
    وعندما تكون هناك معاناة بمثل هذا الحجم وذلك الصدق تغوص فيها داخل ذاتك الانسانيه المتوحدة مع الذات الوطنية : تعيش اللحظة في الوطن على شكل امرأة على الطريق عابره أو في مخيلتك ساهرة ثابتة فيكون سفرا آخر قد يبدو لمن يقرأه بالعين المجردة ذاتيه باليه أو امرأ مستهلك مكرر إلا أنها تكون عند الكاتب معاناة وطنيه جاءت على شكل

  2. #2

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الكتابة والتاريخ
    -------------
    العمل الثقافى والادبى عملية تواصل مترابطة ومستمرة , كما التاريخ فى حد ذاته مسيرة زمنية متواصلة ومترابطة , اذا فقدنا خيطا من خيوطها فاننا نفقد ذاتنا فى شريحة زمنية كاملة ..
    وبالتالى فان القراءة النقدية للاعمال الثقافية والادبية لا تعنى انحرافا ادبيا , يقوم القارئ الناقد فيه بسرقة اعمال الآخرين والكتابة بها لنفسه
    والا فاننا سوف ندعو الى التفريغ الثقافى والادبى الذاتى
    وان يشطح كل منا بخياله الى مدرسة ثقافية معينة يغوص فيها دون ان يلتزم بقواعد او مراجع ,
    ودون ان تكون لديه الخلفية الكاملة للتواصل الادبى واستمراريته....
    ومادمنا قراء نهتم بالثقافة ونسعى الى الادب بفطرة الهية سموها "الموهبة"
    فاننا لابد ان تكون لدينا درجة من الوعى بالقضايا المحيطة بنا ,
    فنهتم بمعالجتها على اساس التواصل الثقافى والادبى
    واذا لم نهتم بثقافة الاخرين فيها حسب درجات الوعى المتاحة الينا من حيث الكم والكيف فاننا لا نستحق ما أحبانا الله به من موهبة فطرية في الكتابة الأدبية ولا نستحق حتى ان يقال عنا بأننا مثقفين واذا لم نكتب أو ننقد ما تقرأه فأننا لا نعى ما نقرأه ...
    ولابد من التسليم بدور الصحافة فى حياة الناس العاديين وهو دور تثقيفى هام وضرورى فى حياة الشعوب –
    حتى اننا نلاحظ الآن بان الصحيفة الناجحة هى الصحيفة التى تحتاج للعديد من الصفحات الثقافية بين القراء من الناس العاديين أو المثقفين
    ولا يمكن للانسان المثقف المتميز بالموهبة الفكرية والادبية ان يقف بسلبية امام هذا الدور العقلانى ولا يساهم فيه ,
    ونحن نعلم بان ابواب الصحافة مفتوحة فى الاساس للسياسة والسياسيين ثم للفن والفنانين . وفى الاخير للثقافة والمثقفين .
    ومن خلال هذا المنطلق فان اهمية الاحداث السياسية المعاصرة تضع على عائق المثقف تسليط الضوء عليها من وجهة تاريخية وثقافية
    والوجهة التاريخية والثقافية لابد لها من مراجع والمراجع التى قد تكون متاحة للانسان المثقف لن تكون متاحة للانسان العادى ,
    فان اى دراسة تاريخية يعتمد كاتبها بادئ ذى بدء على جلب وجهات نظر متعددة من كتب متعددة قد لا تتاح للقارئ العادى الحصول عليها لارتفاع سعرها من ناحية او لندرتها فى المكتبات من ناحية اخرى
    وهنا يأتى دور الانسان المثقف فى الكتابة للتاريخ
    وهذا ما جعلنى اكتب الدراسة التاريخية عن رجال ومواقف ما بين 1917 الى 1937 عن المراجع التالية : الاوراق الخاصة لعونى عبد الهادى – اللسطينى فى ستين عام لأميل الفورى – مذكرات الشقيرى فى اربعين عام – ديوان الشاعر عبد الكريم الكرمى – قصة الاديب شوقى خير الله " بسمة وثورة القسام "
    -------------------------
    مابين الأدب .. والتاريخ

    لابد وان الجميع متفق على ان هناك علاقة قوية بين الادب والتاريخ ولعل الجميع يعى جيدا بان اى لون من الوان الادب يبتعد عن التاريخ فى مجملة العام لا يشكل هدفا حقيقيا ملموسا يبقى ويزدهر عبر الزمان .
    ولعلنا لا نخطئ القول اذا قلنا بان الادباء الذين عالجوا فى اعمالهم شكلا من الاشكال الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لحقبة من الزمان هم الذين عاشوا ويعيشون فى اذهان القارئ المثقف الى حد الخلود .
    وعند تقييم اعمال الاديب الواحد ذاته سنجد ان هناك عملا معينا بحد ذاته يستحق التقييم والتصنيف عند القارئ المثقف عن غيره من الاعمال الاخرى لان ذلك العمل يحاكى فترة تاريخية معينه من حياة مجتمع معين .
    وهكذا كان نجيب محفوظ فى ثلاثيته المشهورة ( قصر الشوق بين القصرين , السكرية ) وكأنه يؤرخ للاحداث المصرية فى العشرينات والثلاثينات والاربعينات دون الاعتماد على ازمنة وتواريخ بقدر الاعتماد على تفاصيل وحكايات عائلية تخطط في مجملها المنهج المجتمعي العام لمصر في تلك الفتره.
    وهذه الاهمية بحد ذاتها تعين بشكل او باخر اهمية الادب في حياة الشعوب . فلا يمكن لاي فرد مهما كانت سلطاته أو كان جبروته ان يحذف من القصة فصلا او حادثا كما يستطيع ذلك في كتب التاريخ لان الادب في حقيقتة تشكيل لمشاعر واحاسيس الجمهور في فترة معينة من فترات التاريخ .
    ان التاريخ يبقى تاريخا لا اكثر ولا اقل اما الادب فهو اضافة الى انه تاريخ لاحداث سياسيه فإنه تفسير للعلاقات الإجتماعية والسياسية وبمعنى اوضح فان الادب هو علم اجتماع وعلم نفس مع كونه فلسفة وتاريخ .
    وبدون التعمق في تفاصيل اكثر تشعبا الا ان رواية الجذورالامريكية التي تصحبنا الى البدايات الاولى لنشوء المجتمع الامريكي وتمس قضايا التفرقه العنصرية الواضحه في هذا المجتمع
    كما ان قصة الاب الروحي تصحبنا الى البدايات الاولى لنشوء مجتمع العصابات الامريكية ذات الاصل الايطالي " المافيا " بتفصيل ووضوح اكثر
    ومن خلال هاتين الدراستين سنكتشف ان المجتمع الامريكي من خلال افلام ادبائه وروائيية انما هو مجتمع يتفشى فيه كل القذارات التي عرفها العالم واستوردها من امريكا في الاساس ..
    وهنا لوميزنا بين القراءه التاريخية والقراءه الادبية للبدايات الاولى لنشؤ المجتمع الامريكي سنكتشف اعجابا بهذه البدايات من القراءه التاريخيه ولكننا سنكتشف الحقائق المره والمهينة والتى شكلت المجتمع الامريكي وتشكله حتى تاريخنا الحاضر من الالفيه الثالثه .
    انسانية التاريخ في الادب
    -----------------
    وبالضبط سنحكم بنفس المقاييس على القراءه التاريخية او الادبية للأحداث المجتمعية المصرية في بدايات القرن العشرين .مع الاحكام التي قرأناها في ثلاثية نجيب محفوظ أو خماسية عبدالمنعم الصاوي في الساقيه
    او في عودة الروح لتوفيق الحكيم ..
    ( وعبدالناصر رجل التاريخ تقديرا منه للأدب فقط كان معجبا بعودة الروح لتوفيق الحكيم )
    وكم هو مريرا ومسيئا في هذا الشأن ان ينقلب الاديب الى سياسي والفرق بين السياسه وبين الادب كما الفرق بين الجنه والنار ..
    فكم هي الهوة الواسعه والشاسعه ما بين الادب وبين السياسة ..
    وكم يكون المنزلق الذي يقع فيه الاديب عندما يتعامل مع الادب تذليلا لمصالحة الشخصية ..
    وهذا المنزلق ذاته هو الذي وقع فيه توفيق الحكيم عندما كتب منتقدا الحقبه الناصريه في كتيب صغير اسماه / عودة الوعي
    هذا موقف التاريخ من الادب .
    وفي الكتيب كان توفيق الحكيم سياسيا ونسى الاديب فهاجم التاريخ الذي اراده ان يكون كما كتبه في عودة الروح ثم رفضه في عودة الوعي
    وهنا يتضح موقف السياسة ضد الادب والتاريخ وتعالى الادب والتاريخ عن السياسيين .
    فالادباء هم المؤرخين ثم المثقفين ( الحراس على الادب والتاريخ )
    ثم السياسيين الذين يصنعون الحدث الوطني العام اما بشرف او استسلام
    ويبقى في الصف الاخير الناس العادين الذين يعيشون ليأكلون
    اولئك هم الانماط البشرية التي تشكل كل مجتمع في عصرنا الحاضر ..
    وفي الروايه السوريه
    نقرا شوقي خير الله وهو يبحث في الانماط البشرية من خلال قصه وقعت احداثها في فلسطين عام 1935م اسمها " بسمه النور وثورة القسام "
    وفي هذه القصة يؤرخ شوقي خيرالله للحزب القومي السوري ورئيسه انطوان سعادة ويبدو من كتابات شوقي خيرالله حماسه الشديد للحزب القومي السوري ورئيسة انطوان سعادة الذي يصفه في القصة باسم المعلم ..
    وفي هذا الخصوص فإننا لو قرأنا المنشورات التاريخيه للحزب القومي السوري لما استطعنا ان نكتشف ما اكتشفناه من خفايا اجتماعية واقتصادية وسياسية واكبت انشاءالحزب كما قراناها في رواية شوقي خير الله
    ففي القسم الاول من القصة تعيش في جو عائلي برجوازي مع جميل الطبيب المكافح الذي يعيش مرحله جديده في حياته يحاول ان يتخلص منها من علاقته بماجدة المومس ويرتبط بعلاقة زواج من " بشرى" الارستقراطية التي قبلت بجميل لسبب واحد وهو انه الرياضي الابرز في فريق الجامعه الامريكيه لكرة القدم ببيروت .
    وفي ظل اليقظه الجديده التى يعيشها جميل نلتقى "بفدوى " التي تعيش نفس اليقظه وهي شقيقة صديقه العازف المثقف السلبي نزيه والتي تحفظ له في قلبها كل الحب والتقدير الامر الذي يكتشفه بسهوله من لطيف خال فدوى ورئيس احدى خلايا الحزب الذي ينتمى اليه فدوى وجميل .
    ويقف جميل من حبه لفدوى موقفا سياسيا لانه يخاف على الحب من السياسة فقد وهب نفسة للوطن ولانه كذلك فقد انفصل عن بشرى وابتعد عن فدوى وعندما كلف بمهمه العمل الحزبي في فلسطين سافر مسرعا حيث التقى بمجموعات عزالدين القسام في جنين وغابات يعبد
    وهنا ننقل لنعيش اجواء المعركه الاخيره لعز الدين القسام من خلال رؤية خيرالله لابطالها وكيف واجهوا مصيرهم بشكل انساني وادبي يؤرخ للحاله الانسانيه ويصورها اصدق تصوير
    ولعلنا لم نقع في الجدل الطويل حول ما بين الادب والتايخ دون أي فائده
    لان الفائده المرجوه
    هي ان نتعمق في التاريخ الوطني لمجتمعاتنا العربيه كل حسب البيئه التى عاش فيها وانطلق منها
    وان يقف ادباؤنا على قمة الدعوه بكتابه التاريخي العربي عن طريق الادب شعراو رواية .


  3. #3

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب


    المرأة كما يراها الكاتب والفنان والمثقف
    ----------------------------
    من هى المرأة ؟
    سؤال يتبادر الى ذهن كل انسان عازب او متزوج , متدين او غير متدين , مثقف او غير مثقف , فنان أو انسان عادى , شاعر أو روائى أو قارئ لهما .
    الاجابة صعبة وتبدو محيرة للجميع على مختلف مستوياتهم ونوعياتهم ,
    والفرق فى الاجابة بين الجميع لا يعتبر فرقا على أية حال لأنه يرتبط بظروف موضوعية الزمان والمكان .
    المرأة عند العازب مجرد مظهر خارجى وتصنيفها عنده جميلة او قبيحة , أما المتزوج فتصنيف المرأة عنده يختلف لأنه يريد فى زوجته الكمال الذى يبحث عنه الزوج لدى زوجته ؟
    الثقافة والجمال والاخلاق والاناقة والذوق الرفيع ,
    فهل توجد امرأة كاملة تحوى هذه المعانى مجتمعه ؟
    واذا وجدت فهل يمكننا ان نحدد غرائزها وطبائعها التى تحرك الدوافع الانسانية لاتجاهاتها الحياتية ؟
    من هذه النقطة بالذات يتناول الروائى المرأة فى قصصه ,
    كما يتناولها الشاعر فى قصائده ,
    فالمرأة عند الشاعر والروائى المشغل للابداع لديه.
    وليس غريبا ان نجد فى ابداعات الكثير من الشعراء والروائيين الربط بين المرأة وبين الوطن
    لأن المرأة فى نظر المبدعين صورة لوطن يسافر اليه من خلالها , وعلى هذا فالمرأة بالنسبة للمبدعين من الكتاب مصدر روحى والهام لما يكتبونه .
    ويختلف الفنان عن المبدع أو الكاتب فى نظرته للمرأة ,
    لأنه يربط بين المرأة والجمال ,
    المرأة عند الفنان لوحة جميلة وانيقة وناعمة ومثيرة .
    كما أن المثقف يختلف عن الفنان والاديب فى نظرتيهما الخاصة للمرأة ,
    فينظر اليها على انها امرأة لها دورها الثقافى فى المجتمع بخلاف دورها العضوى والمنزلى , وهو لا يعترف الا بالمرأة المثقفة , ومهما كانت المرأة جميلة فانه يحتقرها ان انعدمت الثقافة لديها .
    والمتدين يبحث عن المرأة فى دينها وأخلاقها ولا يعترف بجمالها أو اناقتها ,
    والانسان العادى لا يبحث الا عن المرأة التى تجيد اداء الحياة المنزلية بشكل مريح وعادى .
    اذا يختلف الرجال فى نظرتهم للمرأة وما هيتها الحقيقية ,
    فما هو موقف المرأة من هذا الخلاف حول كينونتها وطبيعتها الانسانية ؟
    وما هى درجات الاختلاف بين امرأة وأخرى فى موقفها من الرجل ونظرته لها ؟
    هناك بالفعل المرأة المثقفة والمرأة المتدينة والمرأة المستهترة والمرأة المبدعة والمرأة الفنانة والمرأة العادية والمرأة غير العادية تماما كما توجد نوعيات نمطية على نفس الاسس عند الرجل ,
    فهل تفضل المرأة النوعية المشابهة لها عند الرجل ؟
    ام تبحث فيه عن نوعية تختلف عنها؟
    هذا هو السؤال .
    الذي يصل الى ملحمة الابداع والحياة عند المراه والرجل في حالة الكتابه بكل اشكالها .

    الوجدان الحسى فى الشعر والقصة
    -------------------------
    الابتذال القصصى الذى نلمسه فى كتابات بعض الروائيين العرب المخضرمين لم يمنع من انتشار قصصهم بين الناس , انتشار النار فى الحطب ,
    ولكن هذا لم يكن فى يوم من الايام يحدد مسيرة باقى الادباء الروائيين ويجعلهم متشائمين من نوعية القارئ لاعمالهم –
    لان القارئ عادة ما يبدا بالسهل المبسط ويفحصه ثم يتقدم فى مرحلة تالية الى قراءة الاعمال الناضجة الرفيعة المستوى .
    والامثلة كثيرة على ان عمر الكاتب المبتذل قصير اما عمر الكاتب الاحتماعى الانسانى والقومى فطويل ويمثل تراثا للادب .
    واذا اردنا النصيحة فى هذا المجال فاننا ننصح المواهب الجديدة التى تبحث عن المكسب السريع ان لا تلجا فى كتاباتها الى الابتذال القصصى او الشعرى وسوف تجد قاعدة جماهيرية تقرا لها – ولكن الى حين – حيث تنعدم اهمية تلك الكتابات عند القراء بعد فترة هي الكافية لاحداث التحول عند القارئ من الابتذال الى النضوج .
    اما الذين يبحثون عن الخلود فى عالم الادب لكتاباتهم فعليهم ان يسلكوا الطريق الصعب ,
    وان يبدأوا بالكلمة غير المفهومة التى تثير حولها الجدل وربما الرفض لمنطقها ومضمونها رغم امتيازها عن غيرها ,
    فهى الكلمة التى تعيش وتصبح فى وقت متقدم الكلمة المسموعة الوحيدة وما عداها يكون ابتذالا فى ابتذال .
    وفى الشعر يقود الشاعر الدبلوماسى نزار قبانى سيمفونية الوجدان الحسى فى ابداعاته الادبية ضمن اطار الشعر الحديث –
    وهو يكتب فى هذا المجال منذ سنة 1947 وحتى رحيله
    ويمكن القول بأنه كان صاحب اكبر رقم مبيعات لدواوينة وكتبه بين القراء العرب من المحيط الى الخليج ,
    ثم بدأ محمود درويش فى منافسته مع شعراء المقاومه ابتداء من عقد السبعينات حتى اصبحت المنافسة بين شعراء ذلك الجيل من الادباء مما يدل على نضوج القارئ العربى دفعات ودفعات نحو البحث عن وجدان حضارى اوسع واشمل .
    فلماذا بقى نزار قبانى ولخمسة عشرة عاما , متقدما عند القارئ العربى من بين كل الشعراء العرب مع اننا نجد الموازين تختلف فى مجال القصة والرواية لصالح العمل الادبى الشمولى الرفيع المستوى ؟
    لماذا فى الشعر يظل نزار صاحب السيمفونيات الحسية والمفردات المحمومة فى المقدمة , متقدما على البياتى والسياب ونازك الملائكة والجواهرى وعبد الصبور , وبسيسو , وادونيس , والحيدرى , والماغوط , رغم تفوق كل هؤلاء فى توظيف الشعر لمجالات اكثر اتساعا واشمل مضمونا
    الا ان القراء تجاهلوا عبد القدوس وامثاله فى عالم القصة وتذكروا الطيب واميل وكنفانى ويوسف ادريس وامثالهم الملتزمين الجادين في كتابة القصه الانسانيه والوطنيه بعد نجيب محفوظ بالتاكيد ؟
    ان الاجابة على هذا التساؤل تكمن فى ان الشعر ترجمة موسيقية لمشاعر واحاسيس وانفعالات داخلية , فهو اقرب الى الموسيقى منه الى الفلسفة اما القصة فهى فلسفة مجتمعية لها اطارها الثقافى فقط . ولذا فالناس دوما يبحثون فى الشعر موسيقيته ودغدغتها لاحاسيسهم اما القصة فيبحثون فيها عن المضمون والفلسفة .
    هكذا يتفوق القاص الفيلسوف على القاص الباحث عن الاهواء
    وقد نجحت غاده السمان في الجمع بين الشعر والنثر والقضيه الاجتماعيه والوطنيه فتفوقت وزاحمت على قمة الادب
    وعلى نفس المنوال جاءت احلام مستغانمي في بداية الالفيه الثالثه لتتحدث عن خارطة المراه العاطفيه في ذاكرة جسد الذي تحول على يديها الى فلسفه نثريه ضمن الخريطه الجغرافيه والقوميه العربيه
    وهنا كان الجسد ذاكرة امراه وذاكرة قضيه وذاكرة وطن
    هنا كان التفوق الذي نقوله عن المراه النموذج والمثل
    المرأة هي المرأة
    ------------
    اكثر الشعراء كتابة عن المرأه هو نزار قبانى الذى قام بتشريحها من كل الاتجاهات ..
    واكثر الاديبات كتابة عن بنات جنسها هى " غادة السمان "التى اقتحمت الغرائز الدفينة فى وجدان المرأة العربية من خلال قلمها وشرحته فى اعمال تزن اطنانا من الكلمات ..
    واكثر الادباء استخداما للمرأة كرمز للوطن وللقضية الذي اشتهر بديوانه عاشق من فلسطين هو الشاعر الفلسطيني " محمود درويش "
    اما اكثر الشعراء حبا للمرأة , وشغفا بها , وتشوقا اليها لدرجة لا توصف كما قرأنا عن سيرة حياته الذاتية فهو الشاعر الخالد الذكر " بدر شاكر السياب " وغير هؤلاء هناك الذين شرحوا المرأة على اختلاف مستوياتها وطبقاتها فى اعمال قصصية اقرب الى الحكايات منها الى العمل الروائى ..
    واكثر الذين اجادوا فى هذا المضمار هو كاتب القصة المعروف " احسان عبد القدوس " ..
    ولو بحثنا عن اشهر ادباء العالم فى عالم القصة ستجد " مورافيا " الايطالي يكتب عن المجتمع الايطالي وكأنه امرأة تتجرد من عفتها طوال الليل والنهار ..
    وستجد " بلزاك " قبله يكتب عن المجتمع الفرنسي المخملي وكأنه امرأة ذات وجهين :
    وجه للعشيق الحبيب ووجه للزوج رب البيت
    وما نعرفه عن بلزاك ان له العديد من معارك الحب والغرام ..
    فمن هي المرأة ؟؟
    التي هي الشغل الشاغل للرجل والشغل الشاغل لنفسها ..
    اذا اردنا التعميم فقد تكتفي بالعبارة السابقة تعريفا مختصرا ومحددا للمرأة .. ولكن ماذا نعني بأنها الشغل الشاغل للرجل ..
    وماذا يعني بأنها الشغل الشاغل لنفسها ... ؟؟
    نزار قباني وقع في محراب الجمال والأناقة عند المرأة ..
    وغادة السمان وقعت في مصيدة الغرائز الوجدانية . عند بنات جنسها ..
    اما محمود درويش فاستلهم من المرأة صورة لوطنه وقضيته ..
    الا ان بدر شاكر السياب وقع فى شبكة شبقه الجنسى المجرد الى المرأة
    ( انسانيا وليس ادبيا )
    ومع كل هؤلاء ومع كل النساء ..
    وجدنا ان المرأة هي المرأة ..
    اينما كانت واينما وجدت ..
    ايا كان موقعها تحمل بندقية ,
    او تحمل قلما , او تمثل فيلما ,
    او تحكم بلدا , او تحكم بيتا ,
    او لا تحكم احدا سوى جسدها ..
    انها تحب نفسها ..
    وتحب من يمدحها ويطري جمالها وفتنتها ..
    وتذل نفسها للرجل الرجل امامها ..
    فهي بطبيعتها كيان ضعيف يحب الانتماء لكل ما هو قوي جسمانيا او ماليا او اجتماعيا ..
    والحديث هنا عن المراه المثقفه في كل مكان وكل زمان وليس عن عموم المراه
    فيا ايها الرجل انتبه
    فالمرأة قوية مهما كان ضعفها ..
    وسرقوتها في ضعفها..
    والحمد لله رب العالمين .
    النموذج الارقى للمراه
    المرأة .. الوطن
    --------------
    ماذا يريد الرجل من الزواج ..؟؟
    امر سهل وبسيط فالرجل يريد من الزواج وطنا خاصا به ينتمى اليه
    وماذا تريد المرأة من الرجل ؟
    ايضا تريد المرأة من الرجل وطنا تحبه وتعشقه الى الابد دون خوف او قلق .. كلاهما ..
    الرجل يريد من المرأة وطنا خاصا به ينتمى اليه ,
    والمرأة تريد من الرجل وطنا خاصا بها تحبه وتعشقه الى الابد دون خوف او قلق ..
    واذا اردنا تطبيق العلاقة بين الرجل والمرأة ,
    العلاقة على مستوى الدول ..
    فالمرأة هى الشعب الذى يقبل على الحاكم الذى يسعده ويرضيه ويرفع مستوى معيشته ..
    والرجل هو الحاكم الذى يريد من الشعب الطاعة والمحبه والاخلاص والولاء
    والمشكلة ليست فى كون المرأة هى الشعب والرجل هو الحاكم ,
    المشكلة فى كيفية استمرار الحياة بين الرجل والمرأة على هذا الاساس ..
    فكما يحدث انقلاب ضد حاكم من بعض رجاله المقربين ,
    او ثورة شاملة من الشعب عليه ,
    فقد يحدث ان تتقلب المرأة على رجلها . ( حبيب او خطيب او زوج).
    وممن المحتمل ان تطلب المرأة الطلاق من الرجل فى حالة الزواج والعكس صحيح ,
    او ينتهى الحب بين اثنين تعاهدا على الحب الى الابد ,
    عندما لا يجد الرجل فى حبيبته الشعب المثالى الذى يريده فى الوطن الخاص به ,
    كما قد لا تجد المرأة فى الرجل الحبيب الحاكم المثالى الذى تريده لحياتها ومستقبلها ,
    فينتهى الحب بحب آخر .. الخ .
    واذا كان الرجل حاكما مثاليا ,
    سيحاول ان يرتقى بشعبه (زوجته) فيكمل كل نقائصها لكى يجعلها زوجة كاملة , مثقفة وانيقة وذواقة ومتدينة وجميلة فى وقت واحد –
    وكما هو الحاكم المثالى الذى يجلب كل شئ لشعبه فى سبيل تطوره وتقدمه , فالرجل المثالى يمكنه أن يجلب كل شئ لكى يرتقى بزوجته ,
    وكما هى الدول الفقيرة التى لا تكفى ميزانياتها للنهوض بالشعب الى اعلى درجات التقدم والتطور ,
    هو الرجل الفقير ايضا ,
    كلاهما يعتمد طريقين –
    اما الاقتراض فى خطة قصيرة الاجل , لتحقيق النهضة اللازمة لرقى الشعب – او اعتماد خطة طويلة الاجل ..
    وعلى الرجل ان يعتمد الخطة المناسبة للارتقاء بزوجته كما يريدها ان تكون فى خياله ..
    فما هو موقف المرأة مع الرجل الذى تخطط لحياتها معه على مزاجه ونظرته الذاتية ؟
    موقفها مثل موقف اى شعب ترضيه خطوات حاكمه وتسعده ,
    فيهلل للحاكم ويصفق له ويهتف بحياته ,
    وهكذا المرأة سوف تهلل وتهتف بحياة رجلها عندما تكون راضية على خطواته معها ..
    وقد لا يرضى الشعب عن الخطوات فيسخر ويستهزئ بحاكمه
    وقد ينقلب عليه ,
    وهكذا المرأة ايضا قد لا ترضى عن خطوات زوجها فى حياتها معه ,
    وعلى الرجل الذكى كما هو الحاكم الذكى ان يبحث عما يؤلم امرأته (حبيبة اة زوجة ) ويحاول ان يسعدها او يقنعها بما يفعله .

    ولله الحمد من قبل ومن بعد


  4. #4

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    نقاد
    --------------
    عندما يحدث شد وجذب بين انسان واخر , وينظر احدهما الى الثاني بنظرة طويلة , وعيون حمراء يقدح منها الشرر يقول ذلك الى الثانى بالعامية العربية :
    انقدني , خذ لك صورة , يمكن مش عاجبك ..
    واذا تمعنا فى الكلمات العامية تجد , مدى ابحارها النظرى والتحليلي لمعنى كلمة النقد , ومعنى كلمة ناقد ..!!
    فالنقد هو صورة تطابق الاصل , ومن الممكن ان لا تعجب شخصا , فى الوقت نفسه قد تعجب شخصا اخر ...!!
    وفى مجال الفن والادب , احتمالات النقد والنقد المضاد كبيرة , وتبقى ملتزمة ومسؤولة , ما دامت لا تصل الى حد الذم والتجريح الشخصى للمنقود , او التهريج الفكري ..!!
    وكلما زادت درجة الالترام , عند الناقد , كلما زادت اهميته عند القراء , وعند المهتمين باالعمل المنقود ,
    وتصبح الزاوية الاصيلة للناقد الملتزم توجها ثقافيا وفكريا لكل المبدعين ..!!
    ويراعى فى النقد , عامل البناء قبل معول الهدم ..!!
    فلسنا فى مكان عام نتقاذف فيه التجريح , بقدر ما يجب ان نتقاذف فيه الحجج والبراهين حجة بحجة , ورأيا امام رأى ,
    وتبقى الصحافة الوسلة الاكثر تماسا مع النقد , والملتزمة فيه , امام كل الاداب وكل الفنون بميادينها المختلفة في الكتاب او فى المسرح او فى السينما او فى الاذاعة او فى التليفزيون ..!!
    وفيها تلك الممارسة الجادة والمسؤولة لما هو مطروح فى عالم الاضواء من افلام ومسلسلات وكتب وبرامج ومسرحيات , التى يجب ان نخصها بالنقد دون غيرها ..
    ---------------------------

    النقد والناقدون
    ----------
    من ينقد الشئ هو من يفحصة ويتعايش معه , إما سلبا أو ايجابا !! والنقد السلبي هو الذي يفترض سوء النية دائما , ويجرح ولا يصحح , ويهدم ولا يبني ..!!
    والنقد الإيجابي هو القائم على حسن النية دائما , ويبنى الامال ويدفع الهمم إلى الامام ويطالب بالأحس بغير تجريح . والنقد دائما موضوعي.
    والموضوع المنقود يكون شيئا ذا قيمة لمجموعة من الناس له صفة الخدمة العامة, ونادرا ما يتجه النقد الايجابي الى فرد معين من الناس , لان هذا يقلب موضوع النقد من العام الى الخاص, ويصبح لون المسألة ,في نواح شخصية بحتة بين شخص وشخص فقط ..
    وفي حالات النقد الشخصي الموضوعي – نرى مثلا – ان النقد الادبي لقصة او مقاله نثرية او قصيده شعرية يتجه الى تشريحها من زاويتين نقديتين هما :
    الفكرة التي قام عليها البناء الادبي , والناحية الجمالية أو الفنية التى كتب بها العمل الادبي ,
    وفي الثانيه يتجه الى صاحب العمل الادبي اما بالمديح والثناء , او بالتنبية والتقويم ..
    وتختلف درجة المديح والثناء لاي عمل ادبي حسب اختلاف التجربة الادبيه السابقة للأديب..!!
    فإذا كان كاتبا للأدب للمرة الاولى يكون الطرح النقدي مختلفا معه, ومرتبطا بحساسية امكانية تقدمه او صموده .
    وإذا كان كاتبا للأدب مخضرما يكون الطرح النقدي متصلا , بخبرة سابقة حول هذا الاديب ومواقفة المعروفه عنه ..
    ومن خلال هذه النظره, نجد ان طرح موضوع الموقف السياسي مثلا ليوسف ادريس,او لادونيس - دون الزام الناقد بنظرة شمولية لهذا الاديب وتاريخة الابداعي قديما وحديثا , ومدى الصراع الذي عاشة في مواجهة تيارات مختلفة, يجعل من الظلم ان :
    يتفق علية سياسيا كل التيارات المتناقضة والمختلفة معه.
    اويتم تجاهل قصصه وكتبه وأعماله الادبية والسياسية المنشوره له واخيرا نقول في هذه النقطة:
    من الخير الف مره ان ابني حجرا فوق البناء, على ان انتقد الشخص الذي وضع هذا الحجر على انه لم يضع شيئا
    وليس المطلوب التصفيق لكل ابداع ايا كان
    ولكن نطالب بالبناء, وشحذ الهمم , وتشجيع المزيد والمزيد من محبي الادب على التعاطي مع الادب ,
    ومن غير المنطقي اعتبار من يبنى مخطئا لهفوه صدرت منه في حالة من حالاته الانسانية التي قد يكون لمثاليته دخل كبير في وجودها بحسن النية ,او ان نحكم على ابداع المبدع تبعا لمواقفه السياسيه
    والحكم لله في الأول والاخير .
    ----------------------------
    " الاستاذية المفروضة والمرفوضة "
    ----------------------------------------
    زيارة القلم الغير موظف للعمل اليومي في وسائل النشر علامة تطور ديمقراطية ...
    ومقاييس النشر التي تحكم وسيلة من الوسائل الصحفية هي البرهان على هذا التطور
    ولا يحمى تلك المقاييس الا رجل متمرس متخصص يضع فى حسبانه اهمية الكلمة , ودور الكلمة , ومكانها , وتأثيرها , واولويتها ...
    ولا يهم الرجل المتمرس والمتخصص اعتبارات مهنية في الكتابة الادبية والثقافية ..
    اما عدم وجود الرجل المتمرس والمتخصص في الوسيلة الصحفية فيكون ضعفا في الاقسام الصحفيه..
    وفي الحالة الأخيرة يضطر القلم الغير موظف لمواجهة الاستاذية المفروضة والمرفوضة ..
    واول عيوب تلك الاستاذية المريضة تواجهك بقولها انها وليدة المهنة .. وهذا يعنى بالنسبة لذاتها انها الافضل والاقدر
    فالزخرفة من حق ابداعاتها المهيضة والمبتذلة في اغلب الاحيان , والتورية من حق القلم الغير موظف فى احد الاركان ..
    ثلاثة مواقف عايشتها فى الكتابة الغير محترفه
    اولها واجهتنى فى احدى المجلات الاسبوعية عندما واجهتنى صحيفية لترد على عدم نشر اسمى على واحدة من مقالاتى قائلة : انا لا اكتب اسمى على اكثر من مقال واحد فى العدد الواحد ..
    ولم تحاول ان تفهم انها موظفة فى هذه المجلة اما انا فكاتب من خارجها ولست موظفا فيها انذاك
    والموقف الثاني فى صحيفة يومية تفرض على القلم الغير موظف استاذية رهيبة لدرجة تصل الى حد الغاء هذا القلم واهميته فى صفحاتها لانها قادرة على شراء الاقلام الموظفة الى الحد الذي اصبحت فيه الصحيفة اليومية تعاني من تخمة الكلام بشكل يومي سببه تزايد عدد العاملين والزائرين الى الصحيفة اليومية ..
    اما الموقف الثالث فهو الذي يهمنى كقلم غير موظف لانه هو الذى يهتم بى بشكل افضل ومؤثر وفعال ولهذا احترامه , كما هو يحترمنى ضمن القاعدة الحياتية فى التصرف والقائله " عامل كما تعامل " .. في هذا الموقف تواجه نوعين من البشر نوع منهم يعقل كل شئ وينشر كل شئ بطريقة مبذره يبتذل نفسه ووسيلته
    ونوع اخر يقبل الجيد وينشره فى المكان المناسب وفي الوقت المناسب ويتجاهل السئ ولا ينشره في رد مهذب ومقنع ومقبول ومفاجئ للقلم الغير موظف فيسعده ويرضيه .
    والله احق واعلم من قبل ومن بعد

  5. #5

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    بأدب عن أهل الأدب ..
    -------------------------------
    لم نسمع يوما ان الأدب متعه .. ولم نعرف ان التاريخ قراءة سهلة .. ولم يوجد مثقفا لا يقرأ ولا يكتب .. ولم يكن الشاعر عواطف ملتهبة فقط .. ولكننا نعي تماما بأن الصحافة والصحفي هم دوما الذين يبحثون في هذه الامور ويسلطون عليها الأضواء كما يسلطون الأضواء على السياسة والسياسيين وعلى الفن والفنانين .
    الا اذا كان المسئول الثقافي في مستوى يؤهله للتحكيم الأدبي فالأدب في الاساس موهبة .. انه عملية خلق .. والتي اتفق الجميع على تسميتها ابداع .. فليس كل من يعلن استعداده ان يكون اديبا يصبح اديبا يكتب القصة والخاطرة والرواية والمسرحية ويعبرعن المواقف الاجتماعية بصورة اصلاحية متعالية ترفع اذواق الناس وتدعوهم الى المزيد من الحق والخير والحب والجمال .. ابدا فان هذه القدرة لا يصل اليها الا من امتلك الموهبة ..
    والموهبة فطرة الهية , لم يتفق احد على تحديد هويتها اللغوية او اللفظية .. الا ان الكلمة موهوب توضح لنا ان الله عزوجل وهب هذا الانسان أو ذاك قدرة انسانية أعلى من قدرات الأخرين في التفكير بمشاكل العصر والحياة وهذه الهبة الالهية لبعض الناس من البشر تجعلنا نقول عن الموهوبين في مرحلة متقدمة بأنهم من المبشرين أى الموجهين للبشر نحو الحق والخير والجمال ..
    والوصول الى الدرجة التبشيرية ليس سهلا او بسيطا ولا تكفي الموهبة وحدها للوصول الى الدرجه التبشيرية .. انما الموهبة بالممارسة والمزيد من المعرفة التاريخية والحضارية في كل العلوم والاداب هي الطريق الذي يصل بالانسان الموهوب الى درجة التبشير .. وبقدر ما يقرأوبقدر ما يكتب الانسان الموهوب بقدر ما يكون حجمه التبشيري
    والعقلاني – وبهذا القدر وعمقه تختلف انماط الادباء والكتاب والمفكرين والشعراء – فمنهم من ذهب الى العالم الاخر وبقيت كلماته مربطا لأمته – ومنهم من عاش ومات ولم يبق منه سوى قصيدة حب او قصة حب ومنهم من كتب كل شئ ولا يذكر له الناس شيئا ..
    ومن هذه النقطة نشأت العلاقة الحميمة بين الأدب والتاريخ – فلكي تكون اديبا يجب ان تكون مؤرخا .
    وعندما تملك بين يديك الأدب والتاريخ فأنت قد وصلت الى درجة المبشرين والحمد لله رب العالمين .
    فالبداية في الموهبة , وهي فطرة الهية , ولا نهاية لهذه البداية الا بالفناء .. وما بعد البداية القراءة والكتابة وبشكل مستمر ومتوازن ..
    ان تقرأ وتكتب بحيث تحقق الفائدة المرجوة لعملية الخلق والابداع التي يتم تجهيزها عقلانيا مع استمرارية التفاعل الفكرى المطلوب للوصول الى الدرجة الادبية التبشيرية ثم ان الاديب الحقيقي وهو يدافع عن الحق والخير والجمال بطبيعته مثاليا والخوف الوحيد في حياته ذو شقين جبروت السلطة وجبروت النساء .. وقد كان – لسقراط – ابو الفلاسفة المثاليين تجربته المريرة مع الاثنتين ومن خلال هذا كله نقول بأن الأدب او الوصول الى درجة أديب لبست بتلك السهولة التي يعتقدها البعض منا لمجرد كتابة قصة او خاطرة او قصيدة ..
    ولنتعرف مع انفسنا ومع غيرنا ان الادب بمعناه الحقيقي ومنذ الرولد الأوائل في عالمنا العربيالذين كتبوا العبقريات الاسلامية وروايات التاريخ الاسلامي بموهبة أدبية وثقافية تاريخية لم يرق اليها احد من الكتاب والادباء العرب الذين نشأوا أدبيا وفكريا في العشرين عاما الاخيرة وللاسف الشديد .
    فهل هذا يعني اسقاط الجيل الادبي المعاصر من درجة الأدب التبشيري والتاريخي ..؟ اننا لسنا في موقف الحكم الأدبي على هذه النقطة الادبية الرئيسية .. لكن هناك تفاوت ملحوظ وواضح بين اديب واخر في درجة الموهبة الفطرية المسنودة بالثقافة التاريخية ( وتجاوزا يمكن القول بأن اكثر الادباء تأثيرا على الرأى العام العربي من بين الذين نشأوا فى العشرين عاما الاخيرة هم شعراء الارض المحتلة وعلى رأسهم محمود درويش البالغ من العمر الرابعة والاربعين على الاكثر سنه 1980) وهذا لايعني نسيان الدور الادبى الجماهيري الذي لعبه محمد الماغوط في الشارع العربي منذ سنه 1967
    الا ان نشأة نزار قباني كانت في الاربعينات وكان لابد لمثل هذا الشاعر الاديب وبعد اربعين عاما من العمل الادبي ان ينتج للرأى العام العربي شيئا تاريخيا خالدا اكثر صدقا ورسوخا مما انتجه لنا في ادبياته النسائية قبل سنة 1967 وحتى في ادبياته الوطنية والقومية بعد سنه 1967 فكان انتاجه الادبي في عشرين عاما يتساوى مع انتاجه الادبي في اربعين عام ..
    وعموما فان النسبة بين العمر الادبي الحقيقي وبين الانتاج الادبي الحقيقي تعطي التقييم السليم لكل كاتب او اديب ومدى ما يملكه من موهبة ادبية وثقافية ..
    اقول هذا الكلام وقد التقت بأنماط عدة من البشر الموهوبين وقد اتفقنا على ان ما تملكه مثل هذه الانماط من قدرات عقلانية هو اكبر مما تملكه الانماط البشرية العادية .
    ومثل هذه اللقاءات جعلتني على ثقة كاملة بوجود الموهبة الفطرية والتي قد تتجمد بدون الاستمرارية الثقافية والقراءة التاريخية – وفي هذا الشأن فان احد الأصدقاء من اصحاب الموهبة الأدبية العالية والذي يمكن القول بأنه من اوائل الذين ملأو الصفحات الأدبية المحلية بأجمل الكلمات واقواها في المقالة والخاطرة الأدبية او في القصة القصيرة – بدا يشعر بالجمود ويحاول البحث عن فكرة أدبية جديدة ينطلق من خلالها انطلاقة جديدة – وكان يردد دائما بأنه يبحث عن حقيقة ملموسة وواقع جديد للانسان فى كل مكان وفي اى مكان – ويسأل عن الكيفية الحقيقية في الوصول الى المثالية الانسانية – اين , ومتى , وكيف ,...؟؟؟
    ولم يكن هناك أفضل من القراءة والقراءة , والقراءة , للوصول الى مزيد من المعرفة ثم الكتابة والتي ستصل به الى مايريده انسانيا من خلال الموهبة القوية التي يملكها وصديقي يملك موهبة من الدرجة الأولى ولكنه مع هذا يحتاج للكثير والكثير من القراءة .
    فالموهبة الادبية لا تغنى عن الزاد الثقافية وتظل الموهبة الادبية بحاجة الى القراءة الكثيرة فاذا تساوت الموهبة مع ما امتلكته من ثقافة انسانية وحضارية ويصبح المثقف الموهوب اديبا بالمعنى الحقيقي وهذا فرق بين المثقف العادي والمثقف الموهوب في ان المثقف العادي يبقى حارسا على الأدب والتاريخ مادام لا يملك الموهبة اللازمة ليكون في صفوف الأدباء او المؤرخين بينما يتحول صاحب الموهبة الفطرية مع تزايد ثقافته الى اديب تقع اعماله تحت منظار الحراسة الثقافية – نقد وتعليق المثقفين – والمثقف لا يكون صاحب قلم بالضرورة – فهو قد يكون مهندسا او مدرسا او محاسبا او طبيبا .. الخ
    وانما بالضرورة لكل مثقف يهمه التفاعل الحضارى والانساني ان يشارك برأيه بالنقد والتعليق في المواضيع الادبية والتاريخية من خلال الصحف والمجلات وغني عن القول بأن الثقافه شرط ضرورى لكل كاتب صحفي لان الصحفيين هم المدافعين الحقيقيين عن الانسان بشكل عام والذين يقفون على خط المواجهة لحراسة الادب والتاريخ بأمانة كاملة واخلاص وتفاني .
    ان الوصول الى متعة الكتابة عن الاخرين والى الاخرين ليست سهلة الا على من استسهلوا الحياة بشكل عام – فالكتابة والحياة وجهان لعملة واحدة
    - والكاتب الحقيقي يظل مدافعا عن الحياة حتى يلفظ اخر انفاسه – ولم نعرف ان الحياة سهلة ابدا – فهل يمكن ان تكون الكتابة عنها اقل سهولة منها ..؟؟ لا نعتقد .. الكتابة محاولة دائمة ومستمرة نحو حياة أفضل وارقى دائما .

    ------
    الواقعيه في الادب
    ---------------
    الفنــــــــان .. والواقــــــــع

    السؤال الحائر دوما , الدائر ابدا لماذا الفن في حياتنا .. ؟؟ لا يجب ان يكون شغلنا الشاغل عن عملية الابداع الفني ذاتها .. والا اصبحنا ندور في شطحات حوارية , تدور حول نفسها , دون نتيجة , وبلا أي
    معنى ..!!
    لكننا اذا اردنا الغوص في هذه البديهيات الملازمة للعملية الفنية , فان الاجابة على السؤال لن تبدو كذلك , وان كانت بكل بساطة ووضوح تتجه نحو المجتمع ذاته الذي يعيش فيه المبدع او الفنان .. أي ان الفن في حياتنا هو مرآة لتطلعاتنا الاجتماعية , وهفواتنا الانسانية , واخطاءنا الاخلاقية , ومزايانا التعبيرية , كمجموعة من البشر , نفعل ونتفاعل , وننفعل , ومن حقنا ان يكون لنا فن خاص بنا يعبر عن فعلنا وتفاعلاتنا وانفعالاتنا ..!
    بهذه البساطة , يصبح الفن في حياة البشر تعبيرا عن احوالهم , والانطلاق بها في اجواء انتقادية وجمالية , للكشف عن الذات البشرية , بمجهر المبدعين من اهل الفن والادب , لكن هذه البساطة في الاجابة على السؤال الحائر : لماذا الفن في حياة البشر ...؟! ليست بهذه السهولة عند التعامل معها ابداعيا .. والا اصبح الفن عملية يقدر عليها , ويتمكن منها كل من امسك ورقة وقلما , وبدأ بخط بهما سطورا في الكتابة بكل انواعها .. او اصبحت عملية الابداع الفني شيئا في مقدور أي ثري ان يشتري مستلزمات الانتاج الابداعي وتطويقها لترويج اسقاطاته المتوارثة !!
    هناك فرق بين تسطيح الاجابة على جدوى الفن في المجتمع .. وبين الكيفية التي يمكن من خلالها اتمام العملية الفنية لصالح المجتمع
    لماذا انت فنان ..؟! امر شخصي بحت .. وسهل على كل شخص ..! وكيف تكون فنانا .. ؟!!.. امر غير شخصي .. وصعب الا على المبدعين !!
    فمن السهل ان يجيب أي متعامل مع العمليات الفنية بكافة اشكالها قائلا : بانه فنان لأنه كذلك , او لأنه يحب الفن ذاته .. او لأن الفن شهرة وثروة .. او لأن الفن هروب من الواقع , او لأن الفن تفريج عن الالم الداخلي النفسي .. او لأن الفن تعبير عن حالة الفرح بالنصر , والمشاركة في التنمية والتطوير .. اجابات عديدة ومختلفة .. لكن كيف تعبر عن ذلك كله بامتياز ..؟؟! هنا الصعوبة ..
    وعندما بدأت قصص احسان عبد القدوس واشعار نزار قباني , تغزو عالم الفن العربي , بدا وكان موضوع الفن صار سهلا ومثيرا وجذابا .. واستسهلة الكثير من الكتاب والصحفيين , الذين تحولوا الى قصاصين ورواة , وطبعوا اعمالهم في كتب انيقة وفاخرة , وظنوا ان العملية ذات مقاييس محددة .. واتجاهات ضيقة , مداها الشفة , ونهايتها الساق , واطارها الاضواء الحمراء .. وجوهرها الكأس .. وهواؤها التبغ ..!!!
    فخرجت اعمال هؤلاء الهواة , فجة سطحية , لاتمت للعملية الفنية بصلة ولم تكن اكثر من حواديت صحفية , او مجرد احلام يقظة تخيلوها وهم ينقلون رغباتهم مكتوبة ومطبوعة ..
    ليس الفن في يوم من الايام نقلا للواقع كما تعيشه وكما تراه , بقدر ما هو لوحة تنطق بما لا يراه غيرنا , في ذاته .. او كلمة تغوص في اعماق النفس البشرية تكشف عوراتها المختزنة داخلها , والتي لا يسهل على صاحب النفس الخاضعة لنفس التجربة استنباطها او استكشافها , دون هذه الرؤية الفنية .. ان الفنان , طبيعي يتميز بشمولية الرؤية لواقع انساني معين , يخضعه للفحص والتحليل , ويجري له عمليات جراحية متعددة في المخ والاعصاب والقلب , حتى ينجح في النهاية وهو يجري تلك الجراحة الفنية بكل تفاصيلها , الدقيقة ..!!
    وكلما تمكن الفنان من عمليته الجراحية , كلما شعرنا بامتيازه وتفوقه , فالقدرة على التعبير عن الحالات الانسانية المستعصية بكل معطياتها وتعقيداتها هي التي تميز الفنان عن المتعامل مع الفن , وكلما تمكن الفنان من ادواته في التعبير عن الحالات الانسانية , بسهولة والتحام ادبي او فني اجتماعي , كلما زاد امتيازه وتفوقه .. لذا يغلب دائما على الاعمال الفنية مرورها بالتجارب الذاتية , التي يضيف اليها الفن , اجواء جمالية وانتقادية غير مرئية ضمن واقع الاحداث المرئية .. والوقائع غير المرئية هي المعينة بالغوص في اعماق النفس البشرية المعايشة لوقائع الاحداث المرئية .. وهي قدرة لا يملكها الا فنان مبدع وحقيقي بالتاكيد ..!!
    لقد كان امتياز محمود درويش في الفن الشعر انه استطاع الغوص في اعماق النفس الفلسطينية , وقدرته الفائقة في التعبير عن حالة العشق بين هذا الانسان وبين الارض المحتلة .. وامتياز السياب والبياني في ابداعهما , وهما يغوصان في اعماق النفس البشرية من خلال التفاعل مع الحالات الانسانية المختلفة .. وبابلو تردوا شاعر شيلي , والانسانية المعذبة , العظيم , كان تالقه في ذلك التزاوج بين ابداعه وبين الانسان ذاته .. وامتياز نجيب محفوظ في الثلاثية كان , ذلك الوضوح , وتلك الدقة في بحث التفاصيل الانسانية لشخصية السيد عبد الجواد , التي انعكست على المسار الانساني في حياة ابنائه وبناته , فكشف من خلال التزاوج الفني والاجتماعي الكثير من خفايا النفس البشرية , لانسان المجتمع العربي المصري ما قبل الثورة وبعدها بقليل , وذلك التالق الذي شد عبدالناصر لرواية الحكيم " عودة الروح " كان سره , في قدرة الحكيم , على تصوير النفس البشرية ضمن حالة الخنوع والكسل , وضمن حالة الجد والاجتهاد بعد عودة الروح للئام .. ويوسف ادريس المتميز بالقصة ذات الابعاد الانسانية ... والطيب الصالح الذي تميز بنفس الابعاد في عرس الزين , او موسم الهجرة الى الشمال وغيرها من الاعمال الفنية التي كشفت للمتلقي عن الطبيعة الانسانية لابناء الشعب العربي السوداني ..!!
    لقد كان الانسان هو سر الامتياز عند الفنان دائما .. والانسان هو حجر الاساس في أي مجتمع ..
    والقدرة الفنية على متابعة همومه , وافراحه , واحزانه , وآماله وآلامه في كل الاحوال , هي ابداع يتفاوت في درجته الفنانون , وهذا التفاوت في النهاية يحدد درجة الفنان , والفرق بين عمل وآخر ..
    فالالتصاق الفني بالواقع , امر ضروري لعملية الابداع الفني وجدواها لكن القدرة على هذا الالتصاق , تتحدد بقدرة الفنان على معايشة الانسان الفعل لهذا الواقع او ذاك , وكلما زادت قدرة الفنان على تصوير الحالات الانسانية في مختلف المواقف , كلما وصل الى حالة الامتياز الفني المنشودة لخدمة الانسان المعذب , المقاوم , صاحب الارادة , المقهور, المظلوم , وحتى الانسان الظالم .. والانسان التافه .. تختلف قدرات الفنانين في تصويره , ووضعه ضمن الاطار الذي يستحقه .. وهذا الاختلاف هو المحك وهو القضية الفنية الاهم .. وليست القضية هي جدوى ارتباط الفن بالواقع .. لأن تلك قضية مفروغ منها .. مثل اهمية الماء والهواء والحرية للانسان .. الانسان سر امتياز الفنان .


    -------------------


  6. #6

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    بين الفن والادب
    -----------

    •الثقافة ميدان متنوع ومهول , ومن يدخله لا بد ان يتسلح بالايمان اولا وبالنقاء ثانيا وثالثا ورابعا ... الخ ...
    •فابشع الامراض النفسية نجدها بين بعضهم , واعظم المثل يوزعها البعض الاخر , والمعركة بين مرضى الثقافة واطبائها معركة ضروس وحامية الوطيس ..
    •تعريف جديد للثقافة , بين المرضى والاطباء , وكاننا فى مصحة ...!! اليس كذلك ..؟؟
    •وقد يكون ذلك تخريفا , وقد يكون اقرب الى التنجيم منه الى التنوير والتوضيح , وقد يثور البعض ويتساءل : لم هذا اللون القاتم ...؟؟
    ولم الهرب , ولم التهرب من الثقافة ...؟
    •ليتنا نملك الابتعاد , فالذوبان فيها اصبح امرا محكما ..
    •الثقافة مثل احلام اليقظة , يسمر الانسان ليل ونهار يداعبها , ويحرك خياله اتجاهها , ثم يخوض غمارها , فيقهره الواقع المر , كما يقهر الحلم ذاته ...
    واقع ليس غريب بيروقراطية المكاتب ...
    وعجرفة الرؤساء على المرؤوسين .
    •المجلات والمطبوعات الدورية تتزايد وكل مطبوعة تحركها اصابع معينة توجهها فى النهاية الى اهداف معينة ومحددة , فيصبح الصحفى او الكاتب , او المثقف عموما , مرتبطا بتلك المطبوعات سياسيا قبل ان يكون ثقافيا ... !!
    لا تكتب عن هذا , واكتب عن ذاك ...!
    لا تنشر هذا الخبر , وافرد عنوانا كبيرا لغيره ...!!
    لماذا تضع هذه الصورة , ولم تضع تلك ...!!
    -مسائل فيها من الصدق احيانا ما يمكن تقبله , وفيها من الاستهبال ما لا يمكن تقبله ايضا ...
    -الكلمة الحرة الصادقة والمسؤولة والمبدعة بمثالية دون انتهازية او انانية ليس لها مكان , وغالبا ما , يضيع صاحبها ويذوب كما السكر فى فنجان الشاي ...
    -لماذا ...؟؟
    لان الكلمة المثالية التى تبحث عن الجو النقى تحتاج للحرية فى الممارسة والانطلاق ولا تستطيع الحياة فى جو متقلب مهترئ ياكل فيه السابقين زملاءهم اللاحقين ,
    كما تلعب الخريطة الجغرافية دورها فى تحقيق العبارات والاسماء فى اغلب الاحيان .
    -اشتراطات معينة فى الشارع الثقافى لابد من توفرها لكى تستمر فى تناول ما احببت من موادها , وحماة الديمقراطية من المثقفين , تفاجا بأنهم رموزا لديكتاتورية ما حقة وساحقة لاهتمام الجمهرة المهمة بالثقافة من الناس ..
    -الثقافة اطلالة على احاديث الناس وامانيهم واحلامهم ولا يمكن هضم حقهم الاساسى فى تناولها مهما كانت الاسباب .
    - ولو امن كل القائمين على الصحفات الثقافية بهذا المبدا بلا عفن وبلا غطرسة , ما انقطع تواصل بين العامة والخاصة فى ميدان الثقافة ...
    -بخلاف ذلك المنحى السيكولوجى الاجتماعى , هناك ضوابط اخرى فى الشارع الثقافى تحدث بين زملاء المهنة وراء الكواليس فى وضع الخبر او الصورة او الكلمة فى مكان واطار له صلة بحواجز معينة قد تكون مبنية وقد تكون سياسية وقد تكون شكلية ,
    وقد تكون اقتصادية ايضا ... الخ .
    -ضمن مسائل الوطنية الجغرافية او الفكرية نؤكد للمرة المليون ان الشكلية مرفوضه ايا كان لونها وطعمها ورائحتها , والباب مفتوح فى الثقافه دون مواربة ودون قيود , اذا ما اردنا الانتعاش الثقافي كما تقول وندعي ... !!
    -واهم الجوانب الابداعيه هو :–
    الانطلاق الى النافذة الفنية وما تشمله من سينما ومسرح وتلفزيون وتؤكد بداية انه انفصال بين الفن والادب ...
    ويعتبر توجيه الفن نحو الالتزام بالادب وبالوطن هو الامر الملح ثقافيا على المستوى الشعبي
    لان تسعين في المائة من الجمهور العربي يميل الى الفن السابع مثله مثل غيره من شعوب العالم المتمدن والنامي والفقير,
    ولو ان هذا الاهتمام بنسبة تختلف باختلاف درجة التقدم الحضاري.
    والمواضيع الفنية تاخذ حيزا كبيرا في الصفحات الثقافية المتداولة محليا,
    وهذا امر لا عيب فيه مطلقا ,
    الا ان العيب كل العيب ان ننسى ان توجه الفن الى الادب, يحيل كل عمل فني الى قرينه الادبي , وتحلله من تلك الزاوية ذات المضامين المدروسة بصدق ومعاناة كاتبها مهما كانت قضيته.
    -ان دراسة المضامين في الاعمال الفنية , ومن يؤدي تلك الاعمال يهدف في النهاية الى توجيه ذلك اللون الثقافي الجماهيري الواسع وجهته الصحيحة في عصر يعلم كلنا انه عصر الفيديو والتلفزيون والمادة الحقيقة السريعة.
    -الا اننا مع هذا الغثيان الجماهيري نحو الاعمال الفنية , يجب ان نلفت الانتباه الى ان وراء هذا العمل الفني كتاب وكاتب , قصة واديب,
    او ان وراؤه ,
    حياة شعب وقضية
    انسان وحكومة ,
    قصة مرؤوس ورئيسه ... الخ
    واذا اردنا تسليط الضوء على الاشخاص , لا بد ان نلفت الانتباه الى ايجابيات تلك الشخصية وسلبياتها ... !!
    مثل البرتومورافيا القصصي الايطالي , وتاييده للقضيه الفلسطينيه مع شهرته العالميه في قضية واحدة , وموضوع واحد ...
    وإذا أردنا تسليط الضوء على موقف معاكس لجين فوندا الوحيده التي باركت الغزو الهمجي على لبنان عام 1982م– وكانت لها موقفها من مساندة فيتنام ونتساءل عن السبب , اليست القضية واحدة فى فلسطين وفيتنام ... ؟
    فلماذا كانت ضدنا ومع فيتنام ... ؟؟
    تلك قضايا فنية ,
    البحث فيها ضروري ,
    يمكن من لفت الانتباه الى مواضيع ومضامين فكرية وايديولوجية قومية ووطنية واسلامية تخدم اهدافنا العربية ...
    -واحيانا نتجاوز الواقع ونتخيل ان فلانة تشبه علانة فى الاداء والمواصفات , وان فلان تكرار لعلان في الاجادة والاتقان ... فهل نقصد الاثارة ... ؟؟
    -بالطبع لا ...
    انه لفت انتباه لفلان حتى يلتزم باستمرار من ناحية ,
    وبحث عن الجذور في اعماق الاعمال ثانيا
    تتيح لنا جميعا تخيل الماضي القريب من حياتنا العربية في اسماء مشاهيرها ...
    -وقبل ان ينطق احد باتهام نقول ان هذا الحديث من الشارع الثقافي العربي وله , وليس حديث اساتذة , يلقي بالنصائح وبين شفتينا سيجار الهافانا الكوبي , ونحن ابناء الشارع فقط ليس إلا
    وسيظل انتماءنا له وحده , ونتعامل بمنطقه دون غطرسة ونعرف حجمنا جيدا , ولا تتجاوزه ابدا , ولا نحب ذلك ايضا
    تلاميذ صغار وسنبقى كذلك الى ان يشاء المولى عزوجل ..
    وكل ما نتمناه على اساتذتنا الافاضل شئ من التنازل وهم يتعاملون مع امثالنا من التلاميذ في الشارع الثقافي .
    وفي عالمنا العربي
    تحولت كل قصص احسان عبد القوس العاطفيه الى افلام رومانسيه مثيره
    وتحولت اعمال نجيب محفوظ العالميه الى اعمال فنيه خالده
    وتحولت اعمال توفيق الحكيم الى السينما والمسرح والتليفزيون
    وينطبق الحال على الشعراء
    وقد تحولت الكثير من قصائد نزار الى اغنيات لكبار المطربين والمطربات
    واعتمد مارسيل خليفه على اشعار محمود درويش في الكثير من مقاماته
    وفي ذات المسار كامل الشناوي واحمد رامي وابراهيم ناجيوجورج جرداق
    وكان هذا التزاوج بين الفن والادب سر الخلود وممر النجاح
    وكان الطلاق بين الفن والادب الان سر الانهيار في كل المساقات
    ورحمنا ورحمكم الله
    -----------------------------------

    لكل مقام مقال
    ---------------------------------
    عندما تخترق ذهن الإنسان كلمة جديدة , يحاول البحث عن معناها , وإدراك قيمتها اللفظية ..
    والعقل الإنساني هو استقبال وانتباه وإدراك ..
    ودرجات الاستقبال والانتباه لدى كل فرد منا تختلف عن الآخر بمقدار الاختلاف في الطبائع , والاختلاف في مدى الحساسية بالكلمة وتحريفها وتصريفها ,
    هو نفسه الاختلاف في استقبال الكلمة والانتباه لمعناها وإدراك خلفياتها ,
    ودرجات الاختلاف متباينة بين فرد وآخر , ولكنها تجد لدى المفكر أو المبدع صدى أعمق وحساسية أقوى .
    وقد تخلق لدى المبدع حالة من حالات الإبداع .
    وهذا ما يحدث لكثير ممن يحسون بقيمة الكلمة أن الكلمة إن كانت تخلق شعرا أو نثرا .
    ومن هنا وجد الشاعر , ووجد الروائي , كما وجد المتذوق للكلمة ايا كان ناقدا أو صحفيا أو معلقا ..
    ولكن اهتمام كل هؤلاء بقيمة اللفظة ومعناها , يختلف باختلاف مدى الحساسية ومحتوياتها النفسية .
    فالشاعر تهزه شفافية الكلمة , أو قوتها الانفعالية ,
    أما الناقد فيجد في الكلمة وجهة نظر يحللها
    وأما الصحفي فإنها تشد انتباهه لسبق صحفي يحرزه .. الخ
    ولنأخذ مثالا حيا في لفظة حياتية تعاني منها المئات من الأسر اليوم , والكلمة هي إيجار
    إن هذه الكلمة مجردة من الشفافية بل هي اقرب إلى الرتابة , ولكنها ستشد الشاعر إذا كان يعانى منها , ستجعله يكتب الشعر مثل شعراء المهجر , وكأنه يحدث بيته وطفولته في ما يملكه بوطنه أو ينصب نفسه داعية ضد مالكي العقارات في قصائد منظومة عن التشكيل الاجتماعي بصورة أو بأخرى أما الناقد فانه يجد في الكلمة وجهة نظر يدعو الجميع لتبنيها في أعمال أدبية لدراسة المشكلة من مختلف جوانبها , أما الصحفي فيسعى وراء هذه الكلمة من مختلف مصادرها ليقدمها في تحقيق صحفي .. ويبقى الروائي بين هؤلاء جميعهم , فان الكلمة تخلق لديه جملة والجملة تجر وراءها صفحات والصفحات تدون الوقائع في سلاسة تثير جوانب حياتية متعددة وتقدم انماطا مختلفة من البشر ...
    فان كلمة " إيجار " تعنى وجود شخصيتين , شخصية المالك وما ترسمه الكلمة من صفحات شخصية فيه وشخصية المستأجر وما ترسمه الكلمة ومن جوانب حياتية معينة , كما إن الكلمة تعنى حياة مجتمع بأكمله يعانى من أزمة سكن , تبحث في نظام اقتصادي واجتماعي كامل , وهذا يظهر كله من خلال علاقات اجتماعية يبدع الروائي في إعطائها الصبغة الواقعية بخيال خصب وكلمات مؤثرة وعميقة .. وقد تكون العلاقات الاجتماعية الواضحة في الرواية تنقل إلينا صورة المعاناة التي يعيشها أبناء المجتمع من غلاء الحياة متمثلة في الإيجارات , وان هذا الغلاء سيعطينا صورة عن العازب الغير قادر على الزواج بسبب أزمة المساكن , وتعنى للمتزوج ان يعيش دون مستواه أو أن يستدين . وهذا كله يقوم الروائي بإخراجه في عمل ادبى يحدد فيه نقاط الخير والشر في مثل هذه القضية .. من هنا فان الرواية تتخذ شكلا من أشكال الشمولية التي قد تكون محدودة أو لا محدودة , وهذا مالا يستطيعه الشاعر في قصيدة , و الناقد في مقالة , أو الصحفي في مجرد تحقيق وإذا تمكن اى منهم أن يبحث الموضوع من جميع جوانبه التحليلية , إلا انه سيعجز أن يجد فيه الرابطة والصلة الموضوعية ذات النغمة الواحدة والمشتركة , التي قد نجدها من خلال العمل الروائي .
    وانطلاقا مما سبق فأن الرواية تأخذ اهتمام الناس بتغذيتها العديد من الدوافع لديهم في وقت واحد , وهى بهذا أكثر تأثيرا على معتقدات الناس ومفاهيمهم ... ونحن نفترض في هذا كله الواقعية في العمل الروائي , بل إن الواقعية أصبحت شرطا أساسيا في عالمنا المعاصر لنجاح العمل الروائي , بعد أن مر علينا زمن كانت الرومانسية هي الفيصل في الأعمال الروائية لكثير من الكتاب العرب أمثال السباعي وإحسان عبد القدوس , والذين كانت تجد كتاباتهم رواجا اكبر من غيرهم , أمثال نجيب محفوظ الذي نجد الواقعية في اغلب أعماله الروائية , الأمر الذي جعله أديبا راسخ القدمين أكثر من الرومانسيين وهذا الرسوخ , هو الذي يجعلنا نقف لنفرق بين الروائي , وبين الأديب الروائي الذي يقدم عملا سطحيا ولكنه مترابط ومنسق ومثير وبسيط ولكنه قد يكون من السطحية بحيث لا يجد المثقفون فيه ما يخدم قضايا المجتمع , بقدر يجدون فيه نقلا لأحاديث وحوادث كما حدثت ... بمعنى أن الروائي قد يكون واقعيا وقد يكون خياليا .. ولكنه لا يكون أديبا طالما ابتعد عن الشمولية أو الرمزية التي تخدم الشمولية .. وبمعنى آخر فان الفرق بين الروائي والأديب هو فرق في الأحاسيس , والتعبير عن هذه الأحاسيس , ها الفرق هو الذي يجعل الأديب إنسانا ملهما ليتحدث عن الناس كل الناس , عند أحاسيسه الشخصية فقط .
    اى أن الأديب هو الذي يتمكن في أعماله من خلال الرمزية أو الشمولية أن يخدم الاتجاه الشخصي ليحوله لخدمة الاتجاه الوطني , ومن ثم لخدمة الاتجاه الانسانى بشكل عام ..
    ولهذا نقول أن العمل الروائي الناجح والخالد , هو العمل الذي يتسم بالواقعية والشمول معا .. والواقعية هي لمس أوتار الحياة مجردة بدون رتوش , غير الرتوش الجمالية في توزيع الكلمات والأدوار أما الشمول فهو الوضوح لمختلف جوانب الحياة المجتمعية فى المكان والزمان المعينين , بحيث لا يكون القارئ بعيدا عن مكان وزمان الحدث الروائي .. فإذا كانت الأحداث الواقعية للرواية تخص الزمن العباسي مثلا لزم على الروائي الأديب أن ينقل القارئ ببراعة إلى ذلك الزمان بما فيه من صور الحياة وإذا كان الحدث الروائي يتعلق بقضية وطنية معينة لزم أن نعرف ببراعة أديبة متناسقة جوانب هذه القضية في المكان والزمان المعينين بذلك نخدم هدف الشمول الذي يجعل من أحداث التاريخ وحكايات التراث الشعبي , روايات يخلدها التاريخ الادبى . وهكذا تختلف قيمة الروائي عن قيمة الأديب . فقيمة الروائي لا تتعدى حاضره الذي يعيشه .... بينما الأديب يبقى في حياته منهلا للتراث الشعبي وفى مماته مدرسة , وأسلوبا تتعلم منه الأجيال الأخرى فالواقعية المجردة دون الشمول الادبى والمجتمعي , لا تعطى الفرصة لحياة طويلة للعمل الروائي , وما أكثر من سقطوا من الروائيين الذين اعتمدوا أسلوب الحكايات والذكريات وتدوين الوقائع دون النظر إليها نظرة شمولية , وما اقل من صعدوا إلى سماء الخلود الادبى من الذين اعتمدوا الوقائع . في العمل الادبى الشامل للرواية, والذي يجعل من الرواية بما فيها من وصف وتحليل للشخصيات في الرواية وأماكن وأزمنة الحدث الروائي , وما فيها من براعة في استخدام الألفاظ وتطويعها جماليا أن يجعل من الرواية كتابا مفتوحا عن حياة مجتمع اى مجتمع في فترة زمنية معينة . وبين الرواية التاريخية والعصرية والخيالية تنطلق إبداعات الكاتب لخدمة الفكرة التي يحاول توصيلها إلى القراء ...

  7. #7

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    تأملات في الحق والخير والعدل والجمال
    --------------------------
    تخترقنى الكلمات فتخرق في اذنى تجويفا ..؛ ويبدأ القلب يتأوه من وجع الكلمات ولا يخجل من تسجيل نفسه انهزاميا .. ويأتى دور الميزان الانسانى ليحكم على البرئ بتهمة هو عنها بعيد , ولا يقربها , لان صفاته واخلاقه تمنعه من التعامل مع مثل هذا الاتهام الاسقاطى المبخر..
    فيسقط الانسان فى لعبة طرفها الاول ناقص يظن فى نفسه الكمال , وطرفها الثانى لمثاليته يقول فى ذات نفسه , وامام كل الناس , الكمال لله وحده .. وبأعلى الأصوات يرفض المثالى موازين البشر الدنيوية فى التعامل مع المستقبل وأموره المصيرية .. ويجب الرجوع فى كل الامور الدنيوية الى الميزان الألهى الامثل لانه الأفضل .. ما هذا الضياع ..؟ ولم تلك الحيرة الدنيوية ..؟
    هل هرب البشر الى انفسهم لعبة فوق امكاناتهم وسيطرتهم ..!! لماذا ننسى الايمان ..؟ وندعى الفطنة والذكاء ..!؟ لماذا يهرب الايمان من ابواب قلوبنا ..؟ ليدخل المكر فيسيطر على نوافذ عقولنا ..؟لماذا ...؟؟
    لماذا ننسى الخلق والابداع في عيوننا وانوفنا وأذننا وأجسادنا ولون بشرتنا .. ونذكر فقط قدرتنا على التأنق قى اجمل هندام , وبأجمل الالوان علينا ..!! الا يكفى ان الالوان ذاتها ابداع الهى , تحكى عن الجمال الف حكاية وحكاية تنقشها بالاخضر , والازرق , والعسلى , والاسمر .. وكلها فى الطبيعة مزروعة قبل الخلق انفسهم .. يقولون العقل زينة ..!! وفى هذا القول مضمار الحقيقة .. وحلبة الصراع التى لا تتوقف ولا تنتهى لانها ستدلنا الى ان الكمال لله وحده ..
    كل منا تنقصه حقيقة .. والحقائق التى نجلبها هنا هي الاسس الابداعية للخالق الاعظم .. الحق والخير والعدل والجمال هى الحقائق التى لا يمكن ان يرفضها الا المجانين .. ما هو الحق ..؟ ان لا تعطى شيئا لا تملكه لمن لا يستحقه .. وان لا تعطى شيئا تملكه لمن لا يستحقه ايضا .. ان الحق هو ان تعطى بقسطاس المعاملة بالمثل دوما .. وما هو الخير ..؟؟ ان تعطى مما تملكه لمن يستحق ولا يملك .. وان تمنع مما تلك ولا تملك عن من لا يستحق , حتى ولو كان لا يملك لانه اساسا لا يستحق ان يأخذ من باب الخير طبعا .. فما هو العدل ..؟؟ ان تعطى بقدر , وان تحجب بقدر , وان تعاقب بقدر , وان تكافئ بقدر .. وهذا القدر هو العدل الذى يجعلك امام كل الناس سويا , ويجعل كل الناس امامك سواسية مادمت فى مكان الحكم أو الرئاسة ان شاء الله .. ويبقى الجمال .. والله جميل يحب الجمال .. واهم ما فى الجمال المحافظة عليه .. المزارع الخضراء . والبحر الازرق , والرصيف الاسمر , والجدران البيضاء الناصعة , المحافظة على جمال كل هذه الاشياء هى فى حد ذاتها تعنى الجمال الذى اذا حل على انسان من البشر وجب على ذلك الانسان ان يحميه بميزان العقل الذى يفكر فيقرر من اجل الحق والخير والعدل .. والكمال لله وحده

    ----------------
    الحب قبل الخبز دائما ..
    ----------------
    قرات لاحد الكتاب العرب الذين يعيشون في بلاد اجنبية عن امنيته في الحياة , فأجاب انه يتمنى ان يعود الى قريته ويعيش تحت ظل شجرة الجميز هناك , فهناك ستكون سعادته كلها , وتلك امنيته .. ذلك الكاتب لم يكن ينقصه شئ الراتب الكبير , والسيارة الفخمة , والفيلا الانيقة والحسان من حوله , كالنحل حول الخلية , فماذا ينقصه حتى يتمنى جلسة ريفية تحت شجرة جميز وارفة الظلال .
    انه الحب الوطني الذي يجعله لا يشعر بقيمة الحياة بعيدا عن وطنه , ويفضل الحياة تحت شجرة الجميز وفيها هواء الوطن ..
    ومن يتابع قصص الحب الالهي في السيرة النبوية الشريفة يشعر ان اشراف القوام كانوا يضعون الحب الالهي قبل الخبز , ولا زلنا نسمع عن الملايين الذين حطموا بالحب الديني اسطورة كانت تسيطر عليهم وتحرمهم بالفساد من الحب للدين كل المحبين ينسون الخبز .. فعندما نحب يجب ان ننسي الخبز .. ولو فكرنا فى الخبز يجب ان ننسى الحب .. لذا فالحب قبل الخبز دائما .. فبدون الحب يكون الخبز بدون طعم .. بدون شهية .. الحب مقياس للسعادة في حياة الانسان يجب ان نمارسه مع حبيبنا عن قرب وليس عن بعد ..
    اما الاهتمام بالخبز وحده , سيؤدي بنا الى مزيد من الحب للخبز , بحيث نصل بعدها الى درجة من الرفاهية تجلنا ننسى الحب .. وعند الاهتمام بالحب وحده لن يكون اهمية لاي شئ اخر في الحياة .
    بالحب وحده تصبح الحياة جميلة . بدون السيارة وبدون العمار , ولنجرب الحب , يضع الحبيب يده في يد حبيبته ويسير على الكورنيش .. أي كورنيش .. ينسى كل منهما العالم يعيش لحظاته دون حديث او كلام , العيون وحدها تتكلم .. ليست عيونهما وحدهما .. بل عيون كل الناس من حولهما يحسدونهما على هذا الحب القوي الجرئ , وكانه يتحداهم , كانه يصرخ في وجوههم : لماذا لا تحبوا مثلنا . بالطبع سيكون حولهم بعض الحاقدين على الحب لانهم لم يعرفوا شيئا غير الخبز .. وايضا سيكون هناك من يتمنى ان يحب مثلهم , ولكنه يتعلل بان لا وقت للحب , وكأن الوقت كل الوقت للخبز فقط .. وهناك كثيرون سيجدون في ذلك الحب خلاصا من الهموم وسوف يبحث كلا منا عن حبيب له يؤانسه ويواسيه .. ويبقى ان يختار كل منا الحبيب الذي يحبه من جرب الحياة بعيدة عن الوطن سيعرف كم هو جميل ورائع الوطن .. ومن جرب الفسق والعصيان , سيعرف كم هو جميل وعظيم الاسلام .. ومن جرب الحرمان والهجر والنسيان سيعرف كم هي الحياة بائسة بدون حب او حبيب .. اخبروني عن الجميز في الوطن , او التفاح بعيد عنه فاقول لكم الحب قبل الخبز دائما .. اخبروني عن حياة الاصلاح والهداية , وعن حالة الحياة نصبا واحتيالا , فأقول لكم الحب قبل الخبز دائما .. اخبروني عن حبيب مع حبيبه , وعن حبيب بعيد عن حبيبه , فأقول لكم الحب قبل الخبز دائما .. الحب قبل الخبز دائما .. الحب قبل الخبز دائما ..
    ---------------------------------------------------
    الوطن بين الحب والاهتمام
    من منا لا يحب وطنه الذى عاش فيه , وامتلك فيه الارض والبيت والاهل , وكل الاشياء ؟ لا شك اننا جميعنا نحب الوطن , ولا شك انه الحب الوحيد الذي يجمع عليه الجميع وتطرب قلوبهم للانتماء اليه .. ولكن المشكلة ليست حبا فقط فالانسان لا يعيش بالحب وحده , فكما في العلاقات البشرية فإن الحب الذي يجمع قلبين ولا يجد الاهتمام منهما لا ينجح , وسريعا ما يقع هذا الحب صريع الإهمال ..
    وفي حب الوطن الذي يجمع على محبته أغنياء وفقراء , أميين ومتعلمين ,وتتمثل نفس المعاني بشكل آخر هو انه لكي يستمر هذا الحب معطاء يجب ان نحافظ عليه ونرفع من شأنه بين العالمين , وهذا يعني أننا يجب أن نهتم بالوطن الذي نحبه حتى لا يكون حبنا مجرد عواطف مزيفة.
    أن الشعب الجزائري أحب وطنه طول مائة وثلاثين عاما , وعندما وصل حبه للوطن إلى قمته فأصبح هذا الحب هو جل اهتمامهم وكل تفكيرهم قدموا مليون شهيد فداء له ومهرا للزواج به ... والفيتناميون الذين قهروا الفرنسيين ومن بعدهم الأمريكيين أحبوا وطنهم واهتموا بأن يعربوه لهذا الوطن بالدليل الساطع أنهم يحبونه , حتى أرغموا كل المعتدين أن يركعوا لهذا الحب العظيم بين الفيتناميون ووطنهم .. والفدائيون الفلسطينيون الذين يخوضون عمليات انتحارية ضد العدو الذي يغتصب فلسطين إنما يعلنون لغيرهم أنهم يحبون وطنهم .
    وكلنا نحب فلسطين .. ولكننا لا نعيد فلسطين بالحب وحده , أن الاهتمام بفلسطين هو الذي يعيدها , واسألوا رجالا في الكرامة ونابلس وغزه والنبطية ومرجعيون . كيف أثبتوا حبهم لفلسطين بالدليل القاطع ..
    بل لنذهب إلى اتجاه آخر, في اليابان التي دمرت بقنبلتين ذريتين بعد الحرب العالمية الثانية كيف أصبحت الآن .. اليابان من أعظم دول العالم الصناعية وأغناها اقتصاديا , لان جميع اليابانيين علموا أمرآ واحدا أن الحب وحده لا يكفي , ليستمر الحب لابد من اهتمام به ..
    أن حب الوطن يتفاوت بين المواطنين , وان الذي يحدد هذا التفاوت هو اهتمام كل مواطن بقضايا بلده وأمته والمشاركة بتفان وإخلاص في إثبات هذا الحب الوطني في ميدان العمل .
    أن الوطن مثل غادة يحوم حولها العشاق , وتلك الغادة الحسناء لن تسلم قلبها إلا لمن يهتم بحبها .. ولا يفوز بالقرب من علا هذا الوطن وبناء مجده ألا من يهتم بان يقدم له الشئ النافع والمفيد .
    فليكن شعارنا : أن نهتم بالوطن الذي نحبه .

    -----------------------------
    ------------------------------

  8. #8

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    بين العبقريه والجنون في الادب
    --------------------------------
    نحن نصل بهذا العنوان الى النتيجة التى يدرسها المبدعون من اهل الفن والادب .
    فالروائى يعالج فى قصصه قصيرة او طويله موضوع الصراع بين الخير والشر والفنان يعالج فى اعمال الفنية ( فيلما او مسرحية او تمثيلية او لوحة زيتية ) موضوع الصراع بين الخير والشر كل بما لديه من امكانيات ابداعية خلاقة .
    لكن موضوع القهر بحد ذاته لم يصل اليه احد خوفا من خط التماس الذى يفصل بين الخيال والواقع , او بين الادب والسياسة , او بين الفن والمجتمع , فأصبح تصورنا لموضوع الخير والشر من خلال ظواهر الشخصيات المدروسة فنيا وادبيا فنقرر ان هذا خير وهذا شر , ..
    ثم اتت على الجمهور العربى فترة اختلط فيها الامر عليه ولم يعد لديه القدرة على التفريق بين ما هو خير وما هو شر بسبب التناقض السياسى والمجتمعى الذى يعيشه منذ العام 1990م وحتى الان ..
    فالسياسة العربية خلال هذه الفترة تقلبت واصبحت لا تعرف الصالح فيها من الطالح ولو اننا نرجو ان لا نختلف على منيتنا فى كوننا عرب لنا عقيدة سمحة هى الاسلام ..
    هذه العقيدة تسمح بوجود ديانات اخرى تؤمن بوجود الله , وكل من يخالف هذه القاعده فى اعتقادنا يقف ضد اسمه وضد كينونته وضد وجوده الجغرافى فلا مكان له بين العرب .
    وعندما يتجاهل اديبا اي اديب كتب عن الخير والشر بفلسفة روائية متفوقة تلك الحقيقة العربية , فانما يكون رجلا مرتدا على انتمائه وهويته , والمرتد عن جذوره الانسانيه اشد فظاعه من الكافر ..
    وفى تخيلنا الشخصى ان القهر الابداعى لدىالاديب خاصة العبقري جعله يشعر بالعظمه لدرجة الجبروت حتى تخيل نفسه انه هو الذى يحدد من خلال ما يكتبه الصواب من الخطأ متجاهلا قاعدتين اساسيتين للجمهور الذى يقرأ له وهما:
    مبادئ الجنسية العربية واسس العقيدة الاسلامية ..
    واذا قرر التخلى عن هذين المبدأين , فان الجمهور الذى احترمه على اساسهما لنيصدق ما يكتبه مثل - علي سالم- مثلا.
    ولا داعى للاستغراب فى ما يختص بالموقف المرتد لاي عبقري مثل _ نوال السعداوي - مثلا وقد سبقهما الى نفس الموقف مع اختلاف واحد في اسلوب الرده مثل ادونيس وسعيد عقل من كبار الشعراء في سوريا ولبنان
    حيث يكون اللجوء الى موقف شذوذي وغريب يجعل هذا العبقري فوق السطح فالقهر الابداعي عند ه يجعل منه كاتبا يتبنى موقفا شاذا انانيا يتبنى موقفا جبروتيا ادبيا .
    وهاتان الحالتان تظهران لدى المبدعين في سنين القحط والجدب الانساني او الابداعي ..
    أي بعد ان يصبح المبدع في سن التقاعد ويحال الى المعاش عند الجمهور لبلوغه سن الستين .
    ويكاد القارئ العربي يصاب بلمسة من الجنون قهرا , وكمدا , لما يراه حوله من تخبط في المواقف وانكار للكينونة الذاتية والقومية فقلبي مع عقلي ومع عقول كل الناس الذين يشعرون بالقهرازاء هؤلاء العباقره ,
    ومرحى بالجنون اذا مست الحياة شريعة الغاب .

    بين الموهبة .. والذكاء .. والاجتهاد

    قرأت لصحفى عربى كبير كلمة صغيرة قال فيها : ان الموهبة امتياز يستطيع أن يحصل عليه اى انسان مقابل عملة واحدة ليس لها بديل .. هى الجهد والاخلاص والتفانى قي العمل الى درجة المخاطرة بالحياة نفسها اذا تطلب الأمر ذلك . شدتنى هذه الكلمات وكنت أتساءل : هل كل موهوب ذكى أو العكس ..؟ وهل كل مجتهد موهوب أو العكس .؟ وهل هناك رابطة بين هذه المعانى ؟ وأنا أشك كثيرا في وجود اتحاد كامل بين الموهبة والاجتهاد طاقة والذكاء , في معانيها التفصيلية ... فالاجتهاد طاقة جسمية يقوم بها صاحبها في عمله كما هو محدد له , ولكنها أكثر فاعلية من غيره ...
    أما الموهبة فهى طاقة عقلية تجعل صاحبها يدرك من الأمور ما لا يدركه غيره من نفس بيئته ...
    أما الذكاء فهو طاقة جسمائية وعقلية فى أن واحد تجعل من صاحبها رجلا مميزا ومفضلا بين أقرائه .. بمعنى أن الموهبة طريق للخلق والابداع , لو حكمت عند رجل مجتهد , فانها تجعله ذكيا بفعليته .. وهذا يؤيد ما قرأته للصحفى العربي الكبير في عبارة أخرى ضمن نفس الموضوع حين قال : أن الموهبة في حقيقتها حالة حب تسيطر على الانسان تجاه عمل معين . فاذا بالعاشق المتيم يسهر الليالى ليس لممارسة هواية عد النجوم . وانما للبحث الجاد عن كل ما يتصل بالحبيبة من معلومات وتجارب وخبرات فى الكتب والمراجع , ومؤلفات غير من العاشقين لنفس الفاتنة عبر التاريخ ... وهذا بالضبط ما نقصده تماما حين نقول ان الموهبة طاقة عقلية , قد لا يبلغها كل رجل مجتهد بطاقته الجسمية .. حيث انه لا يمكن قياس أبطال الملاكمة , بكبار العلماء والأدباء ... فانه لا يمكننا ان نقيس الموهبة بالاجتهاد .. ولكن يمكننا ان نقيس الموهبة بالذكاء , والخيط الموصل بينهما هو الاجتهاد ضمن الموهبة الخلاقة ..
    وهكذا الموهبة والاجتهاد , الأولى طاقة عقلية والثانية طاقة جسمية اذا اتحدت الطاقتان , أعطيتا طاقة أعظم وأكثر تأثيرا الا وهى طاقة الذكاء , والتى تجعل من صاحبها رجل الفعل الخلاق .. والموهبة تنشأ مخلوقة عند صاحبها , وعند اكتشافها يجتهد لتنميتها والا فما الفرق بين أديب وأديب , اذا كان كلاهما مجتهدا ... أو ما الفرق بين لاعب كرة قدم واخر وكل منهما حريص ومتفان ... وكذلك ما الفرق بين صحفى واخر , اذا كان كل منهما متفانيا .. لا بد أن هذا الفرق خلقته موهبة داخلية سمحت بوجود هذا الفرق بين انسان وآخر يعملان فى ميدان واحد وفى النهاية لا بد أن نقول بأن الموهبة وهى تخلق حبا لا تنتظر مقابلا ماديا غير الاستحواذ على الحبيبة واسعادها ... أما الاجتهاد فانه لا يتم بعيدا عن التفكير المادى بل ان هدفه الأساسى الحصول على مقابل لاجتهاده .. ولذلك نجد الأذكياء من البشر يتعففون عن المادة , ولكنهم يحلمون اما بالسلطة أو الشهرة .
    وراء هذه المعانى الثلاثة تلتقى الانماط البشرية , والتى تصنع تطور الحياة أو حمودها ... والاجتهاد قد لا ينتج تطورآ , وانما الموهبة المقرونة بالاجتهاد هى التى تخلق التطور وتحققه ... ومشكلتنا البشرية فى العالم العربى تنحصر في قضية , الجمود والتطور , ومن أجل التطور الدائم لا بد لنا أن نكشف عن المواهب ونجعل منها أنماط بشرية تجتهد لتحقق ذاتها الانسانية والوطنية بفاعلية المشاركة , لتحقيق التطور الذى نحتاجه , والذى لن يتم الا بأيدى رجال أذكياء , جمعوا فى شخصياتهم بين الموهبة والاجتهاد

  9. #9

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الصحافة بين النخبة والقراء
    تدخل في ازمة الثقافه والكتاب العربي
    اسلوب وسائل الاعلام في التعاطي مع الابداع والمبدعين حيث يشكو المثقفون من قلة اهتمام الناس بالمسائل الثقافية , ويعزون ذلك الى هوة حضارية عميقة , تنخر في قلب المجتمع العربي , ودليلهم على هذا القول :
    اقبال الناس على توافة المعروض من الافلام السينمائية , وتجاهلهم للكتاب مثلا ,
    وفي هذا القول مغالطة كبيرة ,
    لان وسائل الاعلام وخاصه الصحافة لعبت دورا كبيرا في ارساء قواعدها , التي تجمدت في العقل الباطني للمواطن العادي ..!!
    فالصحافة تجاوزت دورها في ان تكون مراة للفن والادب والسياسة والاقتصاد والاجتماع ..!!
    مراة فقط , لا اكثر ولا اقل ..!!
    فاذا تجاوزت الصحافة حدودها كمراة شعبية لمجمل الاتجاهات الثقافية , ساعدت على تغييب ثقافي دون ان تعلم وتدري ..
    ومن غير المستحب بحال من الاحوال ان تخرج الينا الصحيفة كل يوم باربع وعشرين صفحة مسودة بكلام صغير جدا , كله تحليلات سياسية , واقتصادية ومراجعات ادبية وفنية , وكاننا امام مكتبة يومية بدرهم واحد ولله الحمد .!!
    فبالله عليكم اجيبوني :
    اين هو الوقت الذي سيتفرغ فيه القارئ لمطالعة هذا الحشد الكمي من الكلمات في الصحف اليومية , ويلتفت بعدها لاي كتاب ..؟؟
    ان القاعدة الاولى لنجاح العمل الصحفي في الاطارالثقافي الحضاري هي تبسيط الامور الثقافية عامة امام القارئ العادي , وتوجيهه نحو ما ينفعه في ميادينها المختلفة , وبالاراء والاجتهادات السليمة والمنطقية .!
    اما توجه النخبة من المثقفين الى الصحف اليومية ,
    فيجب ان لا تتعدى حدود العرض السريع ,
    والمقابلة المبسطة للحدث الثقافي ,
    او الخبر الثقاقي العادي بتعليق مبسط ان احتاج الامر الى ذلك ..!!
    ولا نقول ذلك الا لاننا من صف القراء العاديين , الذين يسعون الى , النخبة بالاجتهاد والتحليل ,
    فالصحفي وسيط بين النخبة وبين العامة , ومرفوض تماما ان يكون صوتا للنخبة , بقدر ما هو مقبول ان يكون اذنا للعامة ..
    البساطة ضرورية في كل الوسائل الاعلامية من صحافة واذاعة وتلفزيون , والتعقيد والربط والتحليل مهمة الوسائل الثقافية الاخرى من كتب ومعارض وندوات وافلام ومسرحيات ومهرجانات ومحاضرات ...
    ويبقى على الوسائل الاعلامية مهمة حساسة وخطيرة الا وهي توجيه الناس نحو الوسائل الثقافية , بالكتابة عنها , والحديث حولها , ونقدها , والتعليق على اخبارها ..
    فاذا اردتم انتعاشا ثقافيا ,
    يجب ان تهبطوا الى العامة لتستحثوهم معكم في اتجاه النخبة ,
    لكي يتم الحضور الذي نسعى اليه ثقافيا ..
    ان الصحقي مجرد وسيط بين النخبة والقراء
    والصحافة مهمة مثل غيرها من المهن العامه , كما هو المذيع والاذاعي , وكما هو الممثل والمعد , وكما هو المدرس والاداري ..
    فالممثل ينقل كلام المؤلف باسلوب المخرج ...!!
    والمدرس يبسط الكتاب العلمي بتوجية المفتش ...!!
    والمعد يختار الافكار التي خبرها , والاخبار التي علمها , وبمساعدة المقدم والمخرج , لاخراج برنامج اذاعي وتلفزيوني بالطريقة التي تناسبهم ..!!
    وهكذا الصحفي ايضا , الا اذا كان واحدا من النخبة فقد يختلف الامر نوعا ما ,
    ولكنه مع ذلك لا يجب ان يفرض منطقه الارقى على عامة الناس , والا فانه سيتجه بهم الى النفور من الوسائل الثقافية ما دام يوفرها لهم اعلاميا ,
    او انه سيدفعهم للملل من الاجواء الثقافية التي يخنقهم فيها بشكل يومي
    فالصحافة للناس , لكل الناس ,وطريق للنخبه
    فهل كانت الصحيفه احد اسباب ازمة الكتاب والمبدع العربي
    -----------------------------------------
    ازمة الثقافه العربيه
    --------------------------------
    في لقاء صحفي مع الشاعر الفلسطيني المخضرم"معين بسيسو"قبل وفاته ( نشر أول ديوان شعري له سنة 1950 , ضم أفضل ما كتبة من الشعر) قال :
    أن أفضل كتاب يوزع بين القراء في الوطن العربي ما بين 7000 إلى 10000 كحد أقصى يأمله أي كاتب مهما كانت درجة شهرته ..
    وهذا أمر مخيف , ومثير للاستنكار والتعجب , في أن نكون ثلاثمائة مليون عربي , ولا يزيد عدد أدبائنا المخضرمين والذين يعيشون على قيد الحياة من المحيط الى الخليج عن ثلاثمائة اديب نخبوي مخضرم بالتقدير ,
    أي أن كل أديب مخضرم منهم يمثل مليون مواطن عربي ,
    في نفس الوقت أقصى ما يتوقعه هذا الأديب أو ذاك أن يصل توزيع ديوانه أو روايته الى عشرة ألاف نسخة لا أكثر
    ( وهذا ينطبق على كتب نجوم الادب فقط مثل محموددرويش ونزار قباني )
    ولماذا الأمر محزن الى هذه الدرجة..؟
    لأننا نقرا ونسمع ونرى أحوال الأدباء والكتاب والصحفيين في العالم المتقدم وهم يوزعون ما بين الخمسين ألف الى الخمسمائة ألف نسخة من أي كتاب يصدر عن أي كاتب مهما صغر حجمه .
    وبالرغم أن الصفحات الثقافية قامت بتحقيقات جريئة حول هذا الموضوع ,
    الا أن هذه التحقيقات بحثت في الأسباب والاستنتاجات الظاهرية والسطحية للموضوع
    وتجاهلت ان المسألة اعمق من سعر الكتاب , او طبع الكتاب , او رعاية الكتاب المسألة ...
    المسألة حضارية وجغرافية في وقت واحد ...
    وفي هذا لنا رأينا التالي :
    1.حضاريا يقع اللوم على رواد الأدب العربي الثلاثمائه , في ان احدهم لم يفكر في يوم من الأيام احتضان عدد من المواهب الأدبية الجديده ويقوم بتوجيهها بشكل خاص , فيأخذ منهم ويعطي لهم , ويخلق معهم منتدى أدبي شهري يضم اكبر عدد ممكن من المتهمين حولهم ...
    2.أن تبادر كل الصحف الجماهيرية الطلائعية التي تهتم بالقارئ أكثر من الكاتب في دعوة كل الصحف العربية بمباشرة نفس التوجه الموجود لديهم
    3.جغرافيا وبعيدا عن دهاليز الساسة ضرورة أحداث شكل من أشكال التاخي بين الصحف العربية , بحيث تصدر الخليج من الشارقه وفي القاهره يوميا كما تصدر الاهرام في القاهره وفي الخرطوم يوما بيوم ,
    وبهذا يتم تغطية امران :
    أولهما
    توحيد الثقافة العربية في نوع الكلمة وقيمتها
    وثانيهما
    توحيد الثقافة في النسبة بين عدد القراء وكمية المقروء .
    و هذه ستقضي على أحادية الثقافة العربية , بقضائها على التغييب النوعي في ثقافة بعض الجماهير العربية المغلوب على امره في أن يتناول كل مليون منها صحيفة واحده يومية كما هو في مصر والسودان بينما في الخليج يكون لكل مائة الف عربي صحيفه,
    وفي عالم الصحافه الاليكترونيه لازلنا نعاني من فوضى منهجيه تحتاج الى ميثاق شرف والى ضوابط مهنيه ومسلكيات اخلاقيه
    حيث لا زلنا نعاني من غلبة الكم على الكيف فيها
    كما هو حالنا مع ثلاثمائة قناه ترفيهيه تليفزيونيه عربيه وخمسون قناه رياضيه وخمسون قناه دينيه وخمسة قنوات ادبيه - تقريبا-
    سوء توزيع في النوعيه مشهوده لنا
    وهذا مأساة المثقف العربي في جوهرها الحقيقي

  10. #10

    رد: على درب الادب / كتاب ليسري شراب

    الأمانة والأمين
    --------------
    انها دعوة مباشرة الى كل رجال الاعلام العرب كي يتحملوا مسؤولياتهم الثقافية والاجتماعية التي اختاروها دون اكراه او اجبار فهم حملة المشاعل التي تنير الطريق امام الناس العاديين ايا كان موقعهم في الصحافة او في الاذاعة او في التلفزيون ..
    لانهم الوسطاء بين عشرات الملايين من سكان الوطن العربي ومن العشرات من الحكام والمسؤولين العرب , وهذا يضعهم امام مسؤولية ضخمة يتحملون امانتها بكل ما في كلمة الامانة من معاني نبيلة وشريفة
    وعليه فان كل صاحب قلم مهما صغر شأنه او تدانت قيمته يعتبر من الامناء في هذا الجيل العربي المتأزم , والامين هو الذي يحمل رسالة التنوير بمثالية قد تتعبه احيانا , وقد تثير الشفقة عليه احيانا اخرى , لكنها في نهاية المطاف ستصل به وبرسالته الى البر الذي يرجوه , وبصراحة ووضوح اكثر , نقول بان الانسان الامين هو الذي يقف الى جانب الاغلبية , وينقل ارائها , لتكون تعبيرا صادقا لموقف عام يتفق عليه غالبية اصحاب المصلحة ذات الموضوع المطروح للنقاش .. فاذا تعرضنا للشعب الفلسطيني مثلا وتطلعاته , يجب ان نستلهم ذلك من خلال الاغلبية , ونرفض الاقلية مهما كان موقفها المادي لانها لا يمكن ان تكون بدلا عن الاغلبية بأي حال من الاحوال , اما التوجه الى الاقلية وتجاهل الاغلبية في البحث عن اجابات تخص القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني فهى خيانة للامانة التى تتحملها الوسائل الاعلامية ..
    - وذلك في السياسة اوردناه كمثال حي , نعيشه في , هذا الوقت بالذات لنؤكد على اهمية وموضوعية الطرح الامين في وسائل الاعلام .
    - اما في الاداب , فاشد ما يقتل الابداع فيه , ذلك الاسلوب السوقي في الذم والشتم والتحجيم والتقزيم بين المشتغلين به لانه بأبسط الكلمات سيتحول الادب والعياذ بالله الى قلة ادب .. وتضيع الرسالة المرجوة من الادب في الفاظ لم يخترعها قاموس عربي والحمد لله
    - واذا انتقلنا الى الفن نجد امامنا مأساة حقيقة , تمثل مأساة الانسان العربي المثقف في التمحور احيانا , والتقوقع احيان اخرى , فهذا يرفض العمل الفني لانه قادم من البلد الفلاني , وذلك يفتقد الفنان العلاني لان شكله لا يناسب قلمه , وثالث يلعن المحطة التلفزيونية لانها تحشو ساعات بثها بمسلسلات وبرامج تخص بلد لا يطيقه في التوزيع الجغرافي .. الخ الى اخر تلك المواقف الممسوخة التي تشوه رسالة النقد والاعلام الفني على أي حال من الاحوال , وتحول الناقد الى داعية تحركه ذاتيته دون البحث عن الاطار الفني والمضمون الهيكلي للعمل المعروض على الجمهور..
    - ويبقى للامناء رسالة ضمن ذلك الطرح العمومي , وهي تتخلص في الاخذ بيد الجديد دائما وتشجيعه وتحفيزه لكي يطور نفسه وينمي ابداعاته ومواهبه في اللون الثقافي او الفني الذي يقدمه , لان في الجديد الامل دائما لتوسيع رقعة العمل الثقافي – المدخل الى نهضة حضارية عربية تعيد لنا مجدا زائلا .
    والمانة وحدها التي تقود الى هذا المدخل الذي نبتغيه .. اما الانحياز والتمحور ايا كان , نوعيا او جغرافيا , سيؤدي في النهاية بصاحبه الى التقوقع حول نفسه ايا كانت مرتبته التي يحتمي بها في الميدان الثقافي .
    - فانتبهوا ايها الامناء في كل وسائل الاعلام , انتبهوا جيدا لكل كلمة , ولكل رأي , تكتبونه , على صفحات الصحف , او تعرضونه على شاشات التلفزيون , او تنقلونه في الاذاعات ..
    - الكلمة .. امانة .. ومسؤولية ..
    - ولا تبقى الامانة الا للامين ..
    ------------------------------------------------

    النفاق الاجتماعي
    ----------
    قررت مرة ان اجد نفسي في عمل ابحث فيه حالات النفاق الذري , اخراج منه بفائدة واحدة , وهي وثقتي بما اكتبه واخترت لهذا الغرض الكتابة لاحد الاسماء اللامعة وكانت النتيجة التي توقعتها مقدما ... !!!
    اسماء كثيرة هتفت للاسم اللامع , وجندت له الدعاية اللازمة , ودبجت عنه مقالات في الثناء والاطراء لا حد لها وقالو :
    انه انجز الكثير في ميدان الثقافة والادب ...!!!
    ابتسمت بيني وبين نفسي , وفضلت الانزواء في زوايا البريد الصحفي حتى لا تصدمني انانية المنافقين الذين لن يجدوا متعتهم في مهاجمة مقالة تنشر في بريد القراء ...!!
    فالكلمة دور , والدور لا يبحث عن مكان , بقدر ما يبحث عن فعل يؤديه وينجزه , ايا كان مكان الكلمة ...!!!
    في زوايا القراء ...!!!
    او في زوايا لامعة ...!!!
    فايماننا الثابت هو الانصهار في بوتقة الامل الذي نعيشه بالكلمة التي نكتبها , لا نريد عنها اجرا ...!!!
    ولا تبحث عن مصلحة ...!!!
    والا اغرقنا الكلمة في متاهات المصالح والانانيات , وزرعنا الاشواك بأيدينا رغم ان هدفنا زرع الورود والرياحين .
    واعتقد ان فاريا لامعا في ميدان اللغة , قال : بانه عانى كثيرا من تامل احدى الصحف معه لفترة سابقه من الزمن وهي تضع له مقالاته في زوايا القراء المسنين .
    - ثم تغيرت طبيعة التعامل معه , بعد ان تعرفوا !! على تاريخه اللغوي والذي اثبت انه فارس في ميدان اللغة وادابها .
    - واثبتت لنا هذه الرواية على لسان صاحبها , بان التعامل مع الاسماء اللامعة هو الركيزة الثابتة في تقييم ما تكتبه اقلام ادبائنا وكتابنا .
    - وتلك واحدة من علامات تخلفنا الحضاري ننظر الى قميص الرجل وسرواله قبل ان تحكم على معدنه واخلافه , ونحكم على المرأة بردائها , قبل ان نسمع منها دفاعها عن ذاتها .
    - تلجأ دائما الى الاطار الخاجي وتقول مرة :
    ما اجمله ...!؟! ومرة تقول :
    ما استحقه ....؟؟
    - اما الذي يحويه الاطار من معاني وصور فليست هي المطلوبة في عرفنا الحضاري ..
    - نحن قوم متخلفون ... وميزة التخلف النفاق , ومحطات النفاق مقبولة في كل الميادين الا ميدان الكلمة التي يجب ان تحمي المجتمع من شرور النفاق والمنافقين باية صورة ممكنة ...!!!
    --------------------------

    لدغة الصديق !

    لا بلدغ الؤمن من حجر مرتين , لأنه مؤمن .. والايمان ينبه حواسه واعضاءه نحو الصحيح دائما .
    ولا يلدغ الصديق من صديقه مرتين , لان الصداقة درجة من درجات الثقة والثقة درجة من درجات اليقين , واليقين هو المدخل الى الايمان , ولا يعقل ان اصدق الصديق مرة ثانية , اذا ما حدث ولدغ مرة ..!!
    لأن الصديق موضوع الصداقة , امر ليس مطروحا , للمزايدة او المهاترة , مهما كانت الظروف والمعطيات التى تفرض الذات الانسانية نحو المزايدة مع الصديق ..!!
    فمزايدة الصديق على صديقه , تحول موضوع الصداقة الى موضوع خيانة الامانة , التي وضعها شخص من الاشخاص على عاتق شخص آخر فى حياته اليومية ..!!
    وبقدر ما يكون طعم الصداقة حلوا ولذيذا .. بقدر ما يكون لدغ الصديق مرا وعلقما وعتيقا .. لأن موضوع الصداقة قد هدم , وتبيان الثقة في الآخرين قد اهتز .
    ضمن المعادلة الانسانية فى حياة الافراد اليومية تنقلب الاشياء على رأسها , ويصبح اخمص القدم , مثل الناصية , لا فرق ابدا , وبالتالى تكون المراجعة ضرورية ويكون الحساب للنفس قاسيا وعنيفا , يهز العقل الى درجة الشك في كل شئ , والشك مدخل من مداخل الهاوية والعياذ بالله من الهاوية

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. طه حسين والصهيونية.. كتاب ينفي تجاهل عميد الادب العربي لقضية فلسطين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-05-2010, 05:02 PM
  2. على درب الادب / كتاب ليسري شراب
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 01-29-2010, 04:11 AM
  3. الالفاظ المعربة في كتاب ( ديوان الادب ) للفارابي
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 06:36 AM
  4. الادب العبرى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-01-2006, 01:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •