منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 29
  1. #11

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    المرجع الثاني
    كتاب / حكومة الفنين في النظم السياسية المعاصرة / دار المعارف / طبعة عام 1982 م .
    الكتاب / د . أحمد عباس عبد البديع أستاذ علوم سياسية جامعة حلوان أغسطس 1980 .
    المقدمة :
    لقد بات من الواضح أن العصر الحالي هو عصر التكنولوجيا وهي ترتكز في تطورها على المعرفة العلمية والخبرة العملية والتخصص الفني الدقيق مما ينعكس على أهداف الدولة القومية ووظائفها ومواقع السلطة داخلها .
    الفصل الأول : التكنولوجيا والمجتمع المعاصر وتبحث فيما يلي :
    العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع من واقع الإيمان بوجود حلول تكنولوجيا لمشاكل المجتمع الإنساني ... والحتمية التكنولوجية والسياسة والربط بين الثورة الصناعية وثورة الاتصالات والديمقراطية وفي الآثار الاجتماعية للتكنولوجيا سوف يؤثر الاعتماد على الآلة على انتشار البطالة بكل مساؤها في علاقة التكنولوجيا
    بمجتمع المستقبل وسيتميز بسيطرة التكنقراطيين والوسائل الإلكترونية وعلى المستوى العالمي فأن دور التكنولوجيا سيؤدي إلى قيام منظمات وهيئات وشركات عالمية كبرى .
    الفصل الثاني :-
    التعريف بالتكنقراطيين والتكنقراط وهي مدلولها اللغوي تعني بحكم الفنين وتستخدم للدلالة على تنظيم الحياة الاقتصادية بالتخطيط والترشيد وهو وضع تصبح فيه السلطة الفعلية لفنين أي أنها الحكم العلمي للمجتمع والتكنقراطي هو المتخصص الذي يمتلك المعرفة الدقيقة في احد المجالات الإنسانية ويختلف عن الموظف العام الإداري بمهارته المتخصصة التي لا ترتبط بسلطة إدارية أو سياسية .
    الفصل الثالث :- النظرية التكنقراطية
    1) بدأت في أواخر القرن الثامن عشر مع سان سيمون الذي تنيأ بسلطة الفنين المهرة على السياسيين.
    2) أتباع سان سيمون الذين مجدوا حكم الفنيين ونددوا بالصراعات السياسية خاصة في فرنسا.
    3) المرحلة التي أصبح فيها الارتباط ضرورياً بين الفنيين وتحقيق أهداف المجتمع الصناعي.
    4) ظهور أراء تعارض حكم الفنيين على أنهم أحد أشكال الرأسمالية من خلال تفكيرهم النمطي.
    الفصل الرابع :- تطور الظاهرة التكنقراطية
    1) نشأت مع انتشار الحركة العلمية ونمت مع نمو المشروعات الخاصة وظهور سياسات التخطيط الحكومية وأهم مظاهرها المعاصرة وجود الخبراء والمستشارين بجانب صناع القرار في المواقع الهامة والرسمية .
    2) بلغت عدد لجان الخبرة والمشورة البريطانية 850 لجنة عام 1958 وتزايد أعداد الفنين في الإتحاد السوفيتي بلغت نسبتهم 53% في إدارة الحياة الاقتصادية والسياسية عام 1961 وعلى مستوى العالم العربي اهتمت مصر بالتكنولوجيا بعد نكسة يونيه 1967 في ورقة العمل الوطني أعوام 1968 , 1971 وورقة أكتوبر 1974 للتركيز على أهمية البحث العلمي .
    الفصل الخامس
    التكنقراطية والديمقراطية كقوة مناهضة وعلاقتها بأهداف الدولة في التخطيط ودرجة المشاركة الشعبية الأقل أهمية وانخفاض تأثير الرقابة الشعبية لعدم وجود تخصص وارتباطها بالسيادة والإرادة الشعبية القاصرة على فهم القضايا التكنولوجية في وضع الخطط ورسم السياسات وتقرير الميزانيات والحكم على إدارة الإنتاج.
    الفصل السادس
    التكنقراطية والاشتراكية حيث ترتبط الاشتراكية بالنمو الاقتصادي والاجتماعي السريع .
    الفصل السابع
    التكنولوجيا ومجتمع المستقبل لتحقيق الرفاهية بترقية التكنوقراط في درجة السلطة والمسؤولية .
    الخاتمة
    ويدعو إلى تفاعل سياسي وديمقراطي مع الإعتماد على التكنولوجيا في بناء الدولة والأمة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    الفصل الأول
    ----------
    المصادر الفكرية والسياسية للنظام الإقليمي العربي
    ------------------------------------------------
    المبحث الاول
    نشأة النظام الرسمي العربي
    --------------------------
    المبحث الثاني
    مصر زعيمة العالم العربي
    ---------------------------
    المبحث الثالث
    أثار نكسة يونيو 1967

    --------------------------

  3. #13

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    المبحث الأول

    نشأة النظام القومي العربي

    يربط المفكر السياسي القومي العربي المصري الدكتور " أحمد يوسف أحمد " نشأة النظام القومي العربي بتأسيس جامعة الدول العربية في العام 1945 ويقول " أن تأسيس الجامعة العربية قد وفر إطارا تنظيمياً لتقنين علاقة التوافق العربي مما يعني أن الجامعة كانت عاملاً مساعداً في زياد كثافة التفاعلات العربية . وأما نقطة النهاية لمرحلة النشأة فقد كانت بداية لمرحلة المد القومي بين نقطتي البداية والنهاية حدثت تطورات سلبية وايجابية عديدة أخطرها هي هزيمة العرب العسكرية في فلسطين سنة 1948 ويذكر للنظام العربي في هذه المرحلة انه حاول إصلاح ذاته بعد الهزيمة بالتوصل إلى اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي عام 1950 والتي أدخلت تغيراً جذرياً على كيان الجامعة ويقول الكاتب الإسلامي العربي المصري الدكتور " محمد عمارة " في كتابة " الأمة العربية والتوحيد " سنة 1965 في المسيرة القومية للجامعة العربية كانت أربعينات القرن العشرين بوابة مرحلة بارزة ومتميزة فقد وصلت إلى المرحلة التاريخية القومية التي أصبحت فيها تنال بوعي وإصرار لبناء كيان الأمة العربية الواحدة ففي المجال السياسي كان قيام جامعة الدول العربية إيذانا بالمصير الواحد الذي ابرمه التاريخ لمسار الجماعة العربية الواحدة وفي الميدان الاقتصادي أخذت الجامعة العربية تعكس التقارب الاقتصادي وترفع شعارات التعاون الاقتصادي بين العرب وفي ميدان الثقافة العربية بعث التراث العربي لخدمة قضية الانصهار العربي والتوحيد القومي وكانت النشاطات التي بذلتها الجامعة العربية بمثابة الجهد القومي لتجميع وتنسيق العمل الثقافي العربي المشترك في العلوم والآداب والفكر والدكتور عمارة يرجع أسباب تأخر ظهور القومية العربية إلى الاستعمار الانجليزي ضد محمد علي منذ سنة 1841 / وضعف الخلافة العثمانية التركية المستعمرة للبلدان العربية إلى أن انتهت بهزيمتها أمام الحلفاء في الحرب العالمية الأولى ويقول رغم القبضة الاستعمارية المتمسكة بزمام العالم العربي في الأربعينات فإن هذا العقد شهد مدا تحررياً / وكان الاجتماع العربي الذي عقد بالإسكندرية ما بين 25 / 9 إلى 17 / 10 /م ووضع فيه بروتوكول الإسكندرية الذي نتج عنه التوقيع على ميثاق الجامعة العربية في 22/3/1945 تتويجً للعديد من المؤتمرات العربية السابقة / ففي 13 /12/1931 م عقد في القدس المؤتمر القومي العربي للجمعيات والأقطار العربية وقرر إن البلاد العربية وحدة واحدة لا تتجزأ وفي 15 /9 /1932 أنشئت الشركة العربية لإنقاذ فلسطين وفي 12 /9 / 1937 عقد في بلودان بسوريا مؤتمر شعبي عربي لبحث قضية فلسطين وتدارس الخطر الصهيوني الذي يهدد بناء الكيان العربي الواحد وكان المؤتمر تأييداً للثورة الفلسطينية التي بدأت بالإضراب الشامل لعشرة أشهر سنة 1936 واستمرت ثلاثة أعوام متصلة وفي نفس العام 1937 اجتمع المؤتمر الطبي العربي واستمر في عقد اجتماعاته السنوية حتى تأسيس الاتحاد العام للجمعيات الطبية العربية سنة 1941 وفي 11/10/1938 عقد بالقاهرة مؤتمر برلماني عربي للدفاع عن وجهة النظر العربية فيما يخص قضية فلسطين وفي 25/5/1942 تكونت بالقاهرة جمعية الاتحاد العربي وأنشأت لها فروعاً في بغداد ودمشق وبيروت وفي العام 1944 انعقد المؤتمر الأول للمحاميين العرب وفي العام 1945 م انعقد المؤتمر الأول للمهندسين العرب ومما سبق تبين أن قيام جامعة الجامعة العربية كان التجسيد الرسمي لتلك الحركات والجهود الشعبية والصياغة الحكومية لحركة القومية العربية ويؤكد دكتور عمارة على أن قيام جامعة الدول العربية كان نقطة تحول كبرى في تاريخنا القومي العربي وبداية حركة عربية واعية لإنقاذ الوطن العربي من هاوية التجزئة وهنا يتفق كلا من الدكتور احمد يوسف والدكتور محمد عمارة على اختلاف المنظور الفكري بينهما بأن الجامعة العربية هي مركز القوة العربية في المرحلة الأولى لنشأة النظام القومي العربي والرسمي ونحن نتفق مع هذا الرأي في بحثنا المحدد الرؤية والهادف لدراسة مفهوم ووظيفة الدولة القائدة للوطن العربي والذي كان في الأربعينيات يرزح تحت حكم الاستعماريين الانجليزي والفرنسي ولعبة جامعة الدول العربية في نشأتها من سبعة دول عربية الدور القيادي التجميعي للعرب في تلك المرحلة ما بين 1945 – 1954 وفي الدراسة العلمية التي أعدها الدكتور صفي الدين خربوش أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ومعهد البحوث والدراسات العربية عن الفكر السياسي العربي وانبثاق وتطور القومية العربية جنباً إلى جنب مع انبثاق فكرة القومية التركية والإيرانية المستقلة بالانفصال عن الخلافة الإسلامية في بداية القرن العشرين حينما بدأ المفكرون العرب يتهمون الأتراك بتحويل الإسلام إلى مفاهيم سلطوية تعبر عن التمايز الطبقي أما الأتراك ومعهم الايرنيون فقد أعادوا تخلفهم للدين الإسلامي الذي أبعدهم عن اللحاق بركب النهضة وهكذا وجد العرب أنفسهم ينحازون إلى بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ضد دول المحور للخلاص من الحكم التركي الذي تحول إلى استعمار متخلف وضعيف زاد الدول العربية ضعفاً وتخلفاً فقد قضت القومية والعلمانية التركية أعوام 1908- 1918 على الأسس السياسية الكونية الإسلامية وبدأت الملامح الإيديولوجية القومية العربية في الظهور بعد الحرب العالمية الأولى وكان ساطع الحصري وعبدا لله
    العلا يلي أكثر دعاة الكمية العربية شهرة وركزا على الدور السياسي للإسلام في تكوين الأمة العربية على عكس حركة الإخوان المسلمين التي أسسها الشيخ حسن البنا سنة 1928 التي دافعت عن الوحدة الإسلامية رافضة فكرة الأمة العربية وامتد الجدل على الساحة العربية للبحث عن مخرج لأزمتين رئيسيتين هما أزمة النهضة وأزمة الهوية وكان السؤال السائد لماذا تخلفنا وتقدم الآخرون ويتبعه علامات استفهام حول السبل التي تحقق النهضة هل تكون النهضة بقيام وحدة إسلامية أم تتحقق بقيام الوحدة العربية أم يكون التقوقع الوطني هو السبيل لتحقيق النهضة لكل بلد وكان هناك دعاة ومفكرون يؤيدون الهوية الإسلامية وآخرون يؤمنون بالوحدة العربية والبعض يجد في الهوية الوطنية الخلاص الإنساني الذي يؤمن المصالح الاقتصادية والاجتماعية والوطنية وهذا السجال الفكري النظري ما بين الوحدة الإسلامية والقومية العربة والقطرية الوطنية لن يكون محل اختلاف في دراستنا الهادفة للبحث عن دولة قائدة تجمع حولها الشتات العربي / فنحن لا ندرس إمكانيات الوحدة الاندماجية أو الاتحاد الفدرالي للدول العربية لأننا مسلمون بالوجود القطري ونسعى للبحث عن أبسط أشكال التنسيق والتكامل الذي نرجو إن يصل إلى درجة التوحيد في الهدف ونحن في بحثنا عن مفهوم ووظيفة الدولة القائدة نحدد دورها ومكانها الجغرافي فقط داخل الوطن العربي لأن فكرة الدولة القائدة إذا ما انطبقت على البلدان العربية يسهل تصديرها إلى بلدان العالم الإسلامي وبالتأكيد أمانا صعوبات عدة تتمثل في وجود كيانات كبيرة عربية ترغب في الهوية القطرية
    الوطنية بحجة أنها كبيرة لا تحتاج احد وهو أمر غريب لأن الكبير يكون كبيراً إذا ما التلف حوله الصغار وأما أولئك الصغار الأثرياء المتشبثين بالهوية القطرية
    استغناء واستعلاء فلن يجدوا مذاقاً لأي حياة يعيشونها بعيداً عن هويتهم العربية لأنها مصدر التباهي والتفاخر التي تجعلهم يتمتعون بثروتهم والتحلل من الهوية العربية والدينية بالثروة انحلال سوف يؤدي في النهاية على الضياع والهوان فالانتماء يحدد قيمة الأشياء ومكانه الأشخاص وبدون انتماء كل شيء وكل شخص يتحول إلى سلعة تباع وتشتري دون وزن وليس لها أي اعتبار وسوف يأتي يوم لا يكون للامنتمي سعر يعتد به فالهوية القطرية الوطنية أمر مرفوض لأنه منبوذ أيا كان القطري يمثل كياناً كبيرا أو دولة صغيرة فلا بد من الانتماء لجوهر الأشياء في البحث عن الدور والمكانة أن كان على المستوي المحلي الإنساني أو على المستوى الإقليمي ودول الجوار أو على المستوى الدولي العالمي ومفهوم ووظيفة الدولة القائدة لا يلغي الانتماء الوطني المحلي الإنساني بل يسعى لتطويره إلى مستوى أرقى إقليمياً عربياً أو إسلامياً والانطلاق من هذا الانتماء إلى لعب دور هام ومؤثر على المستوى الدولي والعالمي ولن يأتي هذا الدور انطلاقا من الذاتية الوطنية أو الأنانية القطرية مهما حاول المتشبثون بفكرة القطرية الدفاع عن أنفسهم وانطلاقا من الحقيقة الثابتة في إن الهوية الوطنية الضيقة تمثل انحرافا عن الانتماء الأرقى وبالتالي هي دعوة للانحلال والتحلل من الموقف فإن الأمر أيضا يمثل في حقيقته خسارة مؤكدة على المستويات المادية والاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن السياسة لأن الانتماء الأرقى من القطرية سوف يسعى بالتوافق إلى التكامل ضمن المنظومة الإقليمية المحيطة بالوطن أو الدولة وإذا ما تحقق التكامل اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً سوف تتحقق درجة أعلى من درجات الارتقاء الذاتي وطنياً وإقليمياً ونحن هنا ندخل المحدد الجغرافي من الوطن إلى الإقليم ومن الإنسان الفرد إلى الشعب والأمة والاقتراب يدعونا إلى تلمس الأشياء بذكاء وفطنه ونحن نسعى إلى دول قائدة لإقليم جغرافي يشترط إن يكون متلاصق الحدود ومترابط على البلدان العربية أكثر من انطباقها على الدول الإسلامية لأن رابط اللغة مهم وضروري في تقريب الرؤى الاجتماعية والثقافية ولا يجوز التجريب بالإلغاء بحثا عن لغة تفاهم أخرى تكسر المحددات الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والثقافية الإنسانية سعياً وراء تحقيق محدد واحد في الديانة الإسلامية التي تؤكد على أنها واحدة من ركائز التجمع العربي بل أنها المحرك التاريخي للوطن العربي الذي انطلقت منه الرسالة وكانت منه العبقرية التي انتقلت من المشرق إلى المغرب تعمر الصحراء الجرداء بالناس والأرزاق ويمكن القول إن سكان الوطن العربي في غالبيتهم العظمى ينتمون إلى القبيلة العربية ولا يمكن الآن الحديث عن الجذور الفرعونية في الشخصية الإنسانية المصرية وان وحدت الأقليات والقوميات الثانية البربرية أو الإفريقية في دول المغرب العربي وليبيا والسودان فهي لا تمثل تلك النسبة التي تلغي الأصول العربية الواسعة الانتشار فيها كما أنها لا تزال متخلفة في غالبيتها وارى دعوة انفصالية لمثل هذه القوميات تعني تخلفها بل المزيد من تخلفها ونحن نتحدث عن وطن كبير وكيان عظيم ولا سعى لإلغاء جزئياته فكيف يكون الحديث عن المجزأ من الجزء سيكون بالتأكيد أشبه بحوار الطرشان الذين لن يجدوا مستمعاً واحداً ينصت إليهم دون أن ينبذهم أو يتخلف معهم والحديث عن القومية الكردية أو الاثنية هو حديث عن القطرية التي تنفصل عن انتماءاتها الاجتماعية والثقافية والجغرافية باحثة عن دور هلامي سطحي انغلاقي بالتأكيد لن يحقق اى مكانة في عالم متداخل الأبعاد متشابك الاتجاهات وإذا كانت المسألة في الأربعينيات بحث عن الذات العربية بالبحث هن الهوية فيه ألان أهم وأكثر إلحاحا في ظل نظام عالمي يدعوا إلى عولمة الأشياء والأفكار والأشخاص والقيم والمبادئ ونحن لسنا بوارد الوقوف في وجه العولمة التي تحقق النهضة لجنوب العالم كما تحققت لشماله ولكننا نوجه السؤال لأعداء التكامل العربي : ما الذي تسعون إليه ؟ ما الذي تريدونه ؟ وما الذي يزعجكم لو كنا أقوياء في عالمكم ؟ بالتأكيد لن نصل إلى قوتكم ولكننا بحاجة للتعبير عن أمالنا وعن طموحاتنا وهذا هو جوهر حقوق الإنسان الذي يتشدق به نظام العولمة والنظام العالمي الجديد فلماذا تكون الولايات المتحدة دولة اتحادية بخمسين دولة ولا يكون العرب دولة أو نظام إقليمي محدد السمات والاتجاهات لماذا ؟ لماذا يكون المسمى المقبول لدى النظام العالمي لمنطقتنا الشرق الأوسط الكبير ؟ ولماذا لا يكون الوطن العربي الكبير ؟ فلسنا طامعين مثلا الإسلاميين بفكرة العالم الإسلامي وهنا القضية تتضح وتتحدد في البحث عن نظام إقليمي له تنظيم وهيكلية إدارية جماعية العوامل الدينية الرئيسية وكل من تجتمع له هذه الصفات وأهمها الثقافة واللغة الواحدة لابد وإن يكون عربي وأن ادعي انه كردي أو بربري أو شركسي أو ماروني أو إغريقي أو فرعوني كلها دعاوى قبلية مردود عليها جملة وتفصيلاً وسوف تأخذنا إلى صراعات طائفية وتعيدنا لعهد الثارات الانتقامية القبلية القديمة
    وفي كتابه القيم / تحولات الفكر والسياسة في الشرق العربي يقول د . محمد جابر الأنصاري من البحرين إن حدود الفترة المعاصرة تبدأ بتحولات عربية إسلامية ذاتية عميقة منذ العام 1930 عندما أخذت تتجمع مؤشرات الإحياء التوفيقي المستجد بين التراث والعصر وذلك بعد إن تباعدت القيادات السلفية والعلمانية ما بين 1920 – 1930 وكادا يؤديان بانشطارهما إلى تصدع خطير في بنيان الأمة وكيانها الحضاري وقد كان بمثابة التمهيد أو حجر الأساس للاتجاهات القومية والاجتماعية في الخمسينيات وقد وجدنا أنها تتدرج في مجملها تحت الظاهرة التوفيقية التي تعود بجذورها التوفيقية الإسلامية بين الدين والعقل وبين مختلف المؤثرات المتباينة والمتعارضة التي هضمتها الحضارة العربية الإسلامية بعد إن قامت بعملية التوفيق في ما بينها والتي تفرض ذاتها بقوة كلما تعرض المجتمع العربي للعنف الاجتماعي والانشطار الحضاري بين التمسك بالتراث ومحاكاة الغرب تلك هي القومية العربية التي تؤمن بالعروبة والإسلام وتسعى للنهضة بروح التكامل وقمة الانتماء فلا تغالي في التطرف الإسلامي ولا تهادن في عبقرية الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم
    في حدود المكان وفي كل زمان وما أشبه اليوم بالبارحة ونحن رغم استقلال كافة الدول العربية ما عدا فلسطين نعاني من التبعية الكلية الآن ونحن على أعتاب القرن الحادي والعشرين وأمريكا بكل عنف تضرب الإسلام في أفغانستان وتقضي على العروبة في العراق ويبدو إن علينا استعادة قيمنا العربية التوفيقية التي ظهرت في ما بين العام 1930 والعام 1945 قبل قيام جامعة الدول العربية وكأنها تدعونا إلى التفكير بإنشاء جامعة عربية جديدة وأكثر قوة وفعالية لها قدرات ميكانيكية قيادية شمولية ففي مرحلة النشأة كانت جامعة الدول العربية هي أقصى ما وصل إليه النظام الرسمي العربي تحت الاستعمار الذي كان يحول دون نشوء كيان جماعي عربي عندما نقض وعوده للشريف حسين في إقامة المملكة العربية المتحدة.

  4. #14

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    ويعدد ساطع المصري ابرز مفكري القومية العربية اتجاهاته في الفصل بين العروبة والإسلام قائلاً / هناك جماعات عربية غير مسلمة ومسلمون من غير العرب ولا يقتنع بوحدة الأصل العربي لان كل الأمم نشأت من تداخل عشرات الأعراق والأجناس وليست العروبة تعبيراً عن إرادة أو مشيئة أنها صفة طبيعية وجدت بشكل تلقائي إما الاقتصاد فلا يكون الأمم أو يوحدهم لكنه يقوي الأمة وان وحدة اللغة والتاريخ المشترك وحدهما مع التلاصق الجغرافي المكونات الأساسية والدائمة للأمة العربية ولا يفصل البعث العربي على لسان مؤسسة "ميشيل عفلق" بين القومية العربية ومقوماتها الثقافية والدينية وهي التي تميز العرب كعرب ولكنها بعيدة عن العنصرية أو الأفضلية أنها عاطفة سامية وجدت كما توجد الأسرة الواحدة في بيت واحد وهذا هو ما نسميه الانتماء ويقول انه الحب بكل سمو ورقي العواطف الإنسانية النبيلة ولكننا نتفق جميعاً على إن مقومات القومية العربية تتمثل في وحدة اللغة ووجودها منذ أقدم العصور وهي لغة القرآن الكريم ووسيلة التفاهم والتجانس الاجتماعي والثقافي والإنساني كما قال المفكرون العرب الأوائل وأبرزهم الحصري وعزة دروزة وابن باديس والارسوزي وعفلق / ثم أكد عليها عبد الناصر في الميثاق الوطني المصري ما بعد مرحلة نشأة النظام الرسمي العربي ويتفق عفلق مع الحصري على وحدة التاريخ العربي القديم قبل الإسلام وبعده وهو ما لم يغفله الناصريون في الميثاق الوطني رغم الاعتراف بالتاريخ الفرعوني فإنه أكد على إن تيارات التاريخ التي هبت على المنطقة العربية كانت واحدة اى أنها مؤثرة وفاعلة على أجزائها ولا يمكن إن ننفي وحدة الأصل وتشابه العادات والتقاليد وليس في الأمر عنصرية بل هي وحدة الدم التي نشأ عنها تشابه الطقوس الاجتماعية ما بين الحزن والفرح وهذا كله يتطلب وجود إرادة واحدة ومشتركة تواجه التحديات ذاتها التي تصيب كافة الأقطار العربية لتوحد نضالها وجهودها في مقاومة الاستعمار والتخلف والتبعية والتي كانت تقف وراء قيام جامعة الدول العربية في العام 1945 م والتي كان لها إن تلعب دور الدولة القائدة في مرحلة النشأة ما بين أعوام 1945 – 1954 م لغياب الدولة القوية القادرة على تجميع كافة الدول حولها بسبب الأوضاع القبلية لأنظمة الحكم الملكية في مصر والأردن والسعودية واليمن ولبنان وسوريا وهي مجموعة الدول المستقلة التي وقعت على ميثاق الجامعة العربية عند تأسيسها سنة 1945 ونصل هنا إلى الدور القيادي الذي لعبته جامعة الدول العربية في تلك المرحلة المبكرة وهي التي ستقودنا حتماً إلى أهم الأعمال التي قامت بها الجامعة آنذاك وكيف واجهت الإحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية العربية في الأعوام ما بين 1945 – 1954 في الكتاب الشهير لعبة الأمم " لمايلز كوبنلند" إشارة إلى أهم الإحداث في العلاقات العربية الدولية خلال الفترة 1945 – 1954 تتضمن مذكرة السلام البريطاني في الشرق الأوسط وإعلان مبادئ ترومان وخطة مارشال والإحداث في سوريا وكلها جرت سنة 1947 ثم إعلان قيام إسرائيل واشتعال نيران الحرب العربية الإسرائيلية الأولى سنة 1948 من بعد اتفاقية الهدنة بين العرب وإسرائيل وانقلاب " حسن الزعيم " في سوريا سنة 1949 ويأتي إلى ذكر حريق القاهرة وسفر المسئول الأمريكي كرميت روزفلت إلى القاهرة ولقاءاته مع اثنين من الضباط الأحرار المصريين هما على صبري وعبد المنعم أمين وكما ذكر كوبنلند تمت المقابلات قبل وبعد قيام ثورة يوليه سنة 1952 ويركز على اجتماع أيدين البريطاني مع القادة الأمريكيين لإعداد خطة موحدة للدفاع عن الشرق الأوسط تبعها اجتماع دالاس وزير خارجية أمريكا بعبد الناصر ثم الإطاحة بحكومة مصدق في إيران سنة 1953 وتشتعل المواجهة الدولية على الساحة العربية مع إقالة اللواء محمد نجيب وتنحية أديب الشيشيكلي في سوريا وتولي الرئيس جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية بعد توقيعه اتفاقية الجلاء البريطاني فيه الدعوة إلى إنشاء ما سمي يحلف بغداد سنة 1954 وكانت هذه الأحداث مقدمة لمرحلة جديدة في العمل العربي والقومي وفي كاتبات الدكتور احمد يوسف نجده يشير إلى حدثين مهمين في تلك المرحلة وهما إنشاء جامعة الدول العربية سنة 1945 ويقول أنها كانت اتساقاً مع تيارات فكرية وقومية انتشرت في ذلك الوقت وعبر تفاعلات عربية غير رسمية تجلت في العديد من المؤتمرات المهنية سبق وان اشرنا إليها ثم يشير إلى الحرب العربية الإسرائيلية التي على وجود قاسم مشترك في نظرة الدول العربية المستقلة رسمياً كلها تعترض على إعلان الملك عبد الله ملك الأردن ضم الضفة الغربية الفلسطينية إلى الأردن والذي أدى إلى مقتله سنة 1950 ونتوقف عند هذه الإشارات من وجهة نظره ككاتب قومي عربي يختلف أو على النقيض تماما عن رؤية الكاتب الأمريكي مايلز كوبلند الذي يسوق لأفكار مغايره أو معاكسة للنظام القومي العربي بالتأكيد والدكتور احمد يوسف يؤكد على أهمية العلاقات الثقافية العربية ويحرص على تأكيد سمة التوافق السياسي العربي ويطالب بمزيد من التعاون الاقتصادي تأكيداً على الأرضية العربية المشتركة في وحدة الأصل واللغة والتاريخ وهي أمور كان الاستعمار ولازال يريد التغطية عليها بل ومحوها من الذاكرة العربية ففي الوقت الذي يرى فيه الكتاب الأمريكيين أن النظام الأمثل هو نظام الشرق الأوسط الذي يضم إيران وتركيا وإسرائيل مع العالم العربي فأن الكتاب العرب أمثال / د . أحمد يوسف والدكتور محمد عمارة يصفان إيران وتركيا وإسرائيل بدول المحيط أو دول الجوار للعمال العربي الذي يربط أعضائه العرب عوامل ذاتية موضوعية تتمثل في التلاصق الجغرافي والتاريخ الإسلامي مع معاناة نفس التجربة الاستعمارية ونفس المشاكل السكانية التي يحاول الاستعمار تضخيمها للتقليل من القومية العربية ورغم الاتفاق على ضعف درجة النضج المؤسسي للنظام العربي الرسمي وانعكاساته على أداء جامعة الدول العربية ألا أننا نجد في الكثير من الكتابات العربية القومية وغير العربية إشارة بوجود جامعة الدول العربية على أنها خطوة على طريق الوحدة العربية وتعبيراً عن الانتماء القومي العربي للدول المنضوية تحت لواءها ويبرر د . / أحمد يوسف هذا الضعف المؤسسي بأنه كان ولا يزال نتيجة لأن القرارات الرسمية العربية تعبر عن إرادة الرؤساء والقرارات وتثبيتها وكانت النزاعات القبلية الملكية للنظام الرسمي العربي في مرحلة النشأة ما بين أسرة محمد غلي في مصر والهاشميين في الأردن والعراق وآل سعود في السعودية والزيدية في اليمن تتنازع على الدور القيادي للأمة العربية مع حركة التغريب بين العائلات المارونية اللبنانية رغم وجود تيار مسيحي كبير كان يدعو للقومية العربية في افكار / ميشيل عفلق وقسطنطين رزق وجورج حبش وغيرهم من المنظرين للفكر القومي العربي ويرى الدكتور / محمد عمارة أن الإقطاع العربي الذي تربع على السلطة سواء الملكي أو الجمهوري استخدم نفوذه وسلطانه في الاستعاضة عن مفاهيم الوحدة والاندماج بمفاهيم التنسيق والتعاون وهذا الظرف الموضوعي هو الذي فرض على القوى العربية أن تعيش مرحلة النشأة في الوحدة والاندماج بمفاهيم التنسيق والتعاون وهذا الظرف الموضوعي هو الذي فرض على القوى العربية أن تعيش مرحلة النشأة في إطار التعاون على أن هذا لا يعني التقليل من قيمة النظام العربي الرسمي في وجود جامعة الدول العربية والتي نص ميثاقها على توثيق العلاقات بين الدول العربية وتنسيق خططها السياسية تحقيقاً لتعاونها والنظر في شؤون البلاد العربية ومصالحها بتكوين وإنشاء إدارات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وإدارة المواصلات العربية ثم أضيف إليها بعد حرب فلسطين إدارة مقاطعة إسرائيل وإدارة البترول هذه الجامعة أدت وظيفتها في إنشاء إطار عربي يجمع البلدان العربية الرسمية لعدم الاتفاق على الدولة القائد فكانت مقدمة لمرحلة الم القومي العربي تحت قيادة قومية عربية تمثلت في شخص الرئيس المصري جمال عبد الناصر وفي مصر الدولة الوحيدة القادرة على لعب دور الدولة القائدة في الوطن العربي دائماً ومع غياب هذا الدور الفردي في قيادة الوطن العربي يمكننا القول بأن جامعة الدول العربية لعبت دوراً انتقالياً مهماً ومرحلياً مؤثراً وإن كان على التعاون والتنسيق ألا إنه أكد على الوجود العربي ذاته وهذا ما نلمسه في النقاط التالية :-

    1. ففي المجال السياسي لعبت جامعة الدول العربية دورا في وحدة كلمة العرب داخل المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وأبرزت الشخصية العربية بصرف النظر عن الكيانات المتناقضة كما ساهمت في الدعاية للقضايا العربية وساعدت على خلق الأجواء السياسية التي قامت في ظلها ثورة يوليو المصرية سنة 1952 وأعطت زخماً لاستقلال السودان وحركات التحرر العربي في تونس والمغرب وليبيا , وقويت بها سواعد الأحزاب القومية العربية والدفع بها في العراق وسوريا وأعطت المجال لانطلاق ثورة الجزائر في 1/11/1954 كما حافظت على جوهر القضية الفلسطينية الوطنية
    2. وفي المجال الاقتصادي تحقق بعض التقدم في مجالات التجارة العابرة للحدود العربية بالإعفاءات الجمركية وقد تضاعف الميزان التجاري المصري عشر مرات مع العالم العربي ما بين أعوام 1945 -1954 م وطرقت أبواب ناقشت خلالها الوحدة الاقتصادية العربية والتكامل والسوق العربية المشتركة
    3. وفي المجال الثقافي قامت جامعة الدول العربية بدور فعال ومؤثر خلال تلك الفترة ويشهد معهد البحوث والدراسات العربية الذي أنشئ سنة 1953 بعمادة المفكر القومي العربي " ساطع الحصري " على هذا المجهود بجانب مساهمات الجامعة في تعريب التعليم داخل البلدان العربية المستعمرة في المغرب والمشرق وقدمت ذخيرة من كتب التراث والإدارة واللغة والمخطوطات
    4. وفي مجال حيوي وهام هو مجال النقل البري والبحري والجوي سعت إدارة المواصلات في الجامعة لوضع الخطط الكفيلة بإنشاء طرق اتصال ووسائل ارتباط تلغي الحدود المصطفة بين الدول العربية ويكفي بما يعنيه وجود إدارة مستقلة للمواصلات من أهمية هذا الجانب في التواصل الجغرافي العربي
    • هذا عن جامعة الدول العربية كإطار مهم يحقق ادوار ووظائف الدولة القائدة المؤسسية في تحقيق أهداف العرب الوحدوية والتحررية والتنموية التكاملية على كل المستويات .

  5. #15

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    المبحث الثاني
    مصر زعيمة العالم العربي

    عندما تكون الدولة الأكبر في الوطن العربي هي نفسها الدولة التي تلعب الدور القيادي في نجدة ومساعدة الدول الأصغر داخل الوطن العربي من خلال قيادة مؤمنة بالمكانة والدور لا بد وأن تكون زعيمة للوطن العربي ومصر العربية الكبيرة في الوطن العربي أمنت بقيادتها الناصرية أنها وجدت في المحبط العربي لتطوره بما تملكه من كفاءات وإمكانيات كانت الأكبر ما قبل الحقبة النفطية ولتقود العرب نحو الحرية والوحدة والقوة ووظيفتها إقناع الدول المنتمية للوطن العربي بضرورة بناء القوة العربية اقتصاديا وعسكريا لكي تحقق أهداف التنمية الاجتماعية ومناعة السياسية والثقافية التي تمنع عنها التخلف والتبعية وتقضي على المرض والفقر والجهل وقد كان لدى الغرب كره عميق للمصريين لأنهم كانوا مصدر إثارة للغرب بنهضتهم منذ عهد محمد علي حيث نمت الأحلام الخاصة بإعادة بعث التاريخ العربي ولا يمكن الفصل بين مصر والعرب في هذا الاتجاه الثقافي الذي يبدد صورة العرب عند الغرب وكما " ارسكين تشيلدرز" في كتاب "الطريق السويس" والذي يلخص صورة العرب عند الغرب زمن قيادة عبد الناصر لمصر والعالم العربي في عدة عناصر أهمها على الإطلاق " الخوف من العرب والمسلمين الذين أنطلقو من الجزيرة العربية إلى مصر فلم يتوقفوا ألا على مقربة من نهر اللوار في فرنسا قم انغمسوا في حياة للهو ودبت المنازعات بينهم لكنهم ما لبثوا أن وحدوا صفوفهم ليحطموا ثلاث موجات من الصليبين وبجانب هذه الصورة القوية هناك صورة العربي المأخوذ عن قصص ألف ليلة وليلة مقارنة مع صورة الزعيم العربي جمال عبد الناصر الذي يعيش حياة متزنة في طهرها وخالية من أي فساد ويجلس في غرفته كل ليلة معتزاً بما حققه من انتصارات بالجلاء البريطاني عن قناة السويس وبقيادته لحركة التحرر الافواسيوي وزعامته لحركة الحياد الايجابي وعدم الانحياز وطموحاته في نهضة مصر ببناء السد العالي وتأميم قناة السويس حتى العام 1956 .
    مع هذه الصورة المشرقة للزعيم العربي المصري هناك صورة العربي البدوي ابن الصحراء العربي الطيب الذي يمكن الركولة إليه والاعتماد على طاعته لشيوخ القبائل وأمراء المناطق وعن العربي الشرير الذي يسكن المدينة فنشأت جوه من سوء الفهم عند الغرب للجيل العربي الجديد المتحضر وتزداد الكراهية الغربية لمصر زمن عبد الناصر لأن الاعتقاد السائد لدى الغرب إن مصر تتزعم العرب ضد الغرب ويعودوا إلى التاريخ القديم والنزاع بين مصر الفرعونية والعبرانيون الإسرائيليون وذكريات تعود إلى أيام التوراة وقد تكسرت على صخرة مصر بوحدتها مع الشام أيام إصلاح الدين الأيوبي أحلام الصليبين في معركة حطين سنة 1187 وهزم التتار بنفس الوحدة في معركة عين جالوت سنة 1260 وهزم نابليون بونابرت أمام اتحاد مصر والشام في العام 1801 م ووقف الضابط المصري الأصل " أحمد عرابي" في وجه الاحتلال البريطاني 1882 وخرجت من مصر اقوي القيادات الفكرية التي تنادي بالإسلام والمساواة الاجتماعية والتحرر من الاستعمار على أيدي : الجيل الجديد من الإخوان المسلمين والشيوعيين وكانت مركزا لدعاة القومية العربية ومقراً لأول تجمع عربي رسمي عند تأسيس جامعة الدول العربية سنة 1945 فكيف لا يخرج منها قيادة عربية ظهرت مع قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952 وأفرزت الزعيم العري المصري جمال عبد الناصر المؤمن بمكانة ودور مصر ووظيفتها القيادية التي لا يمكن أن تتخلى عنها في زعامة العالم العربي لأن قدرها وأساس وجودها واستمرارية بقاءها مصر القوية العظمة لان عظمة مصر ليست في التاريخ الفرعوني القديم والذي لم يتبق منه سوى الآثار القديمة وذكريات الحرب القديمة مع اليهود الأوائل ولكن عظمة مصر في موقعها الجغرافي وقوتها الثقافية الناعمة وسط دائرة عربية تحيط بمصر من كل جانب تدعوها إلى التواصل والتكامل لتحقيق الرخاء والاستقرار لكافة الناس المتوحدون بالعادات والتقاليد قدر توحدهم الثقافي الذي يطلق من مصر عربياً ولا يمكن إن يجد التجاوب والانسجام والتآلف خارج المحيط العربي وهذا هو ما فهمه ووعيه عبد الناصر وهو يرفض سياسة الإخلاف التي تريد للعرب ومصر أن يعيشوا تحت رحمه الاستعمار الاقتصادي والسياسي والعسكري وهو الأمر الذي انتهى بانتهاء الاستعمار الاقتصادي والسياسي والعسكري وهو الأمر الذي انتهى بانتهاء الاستعمار العسكري التقليدي بالجلاء البريطاني عن مصر سنة 1954 وليبدأ على صورة أحلاف على شكل مشروع الشرق الأوسط الكبير الاسم القديم الجديد لحلف الاستعمار ضد العروبة
    -------------------------------------------------------

  6. #16

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    ويذكر الدكتور / أحمد يوسف أحمد أهم الأحداث العربية التي أدارها الرئيس جمال عبد الناصر في تلك الحقبة التي قادت خلالها مصر الوطن العربي وأكدت العلاقة الوثيقة بين الدور والمكانة وبين قوة الفعل بنجاح الحملة المصرية الناصرية ضد حلف بغداد الذي وقعته العراق وتركيا عام 1955 م ثم الانتصار السياسي لعبد الناصر على العدوان الثلاثي البريطاني والفرنسي والإسرائيلي عام 1956 م وكسب خلاله معركة تأميم قناة السويس وأصبحت منذ ذلك الوقت ملكاً لمصر تزيد من مواردها الاقتصادية ثم كان الموقف المصري العسكري الحاسم لنجدة سوريا من هجوم عسكري تركي على حدودها في العام 1957 م وكان هذا ممهداً للوحدة الاندماجية التي تحققت بين مصر وسوريا في فبراير سنة 1958 م / ويدرس الدكتور أحمد سويف انجازات الوحدة في المجالات العسكرية والسياسية على المستوى الإقليمي القومي العربي وآثارها الاقتصادية خاصة على مستوى التخطيط الاقتصادي وقيام المؤسسات العامة في مصر وسوريا والوصول إلى أهداف تحقيق العدالة الاجتماعية بقوانين يوليه الاشتراكية الأمر الذي حقق نمو ملموس في سويا بزيادة عدد الشركات الاقتصادية والجمعيات التعاونية الزراعية حتى كان الانفصال المشئوم ويرجع أسباب الانفصال إلى الضعف المؤسسي وغياب الديمقراطية في دولة الوحدة الخاصة في ما يتعلق بتشكيل الاتحاد القومي والتفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين على مستوى التغيرات التي تمت داخل سوريا في وقت قصير بعكس مصر التي تحقق فيها التغيير على فترة أطول منذ العام 1952 كما أن الخلاف بين القوميين العرب والذي ظهر جلياً بين حزب البعث السوري وبين الوحدويين المصريين على طريقة وأسلوب الانتخاب أو التعيين لمؤسسات دولة الوحدة الشعبية وما بناه البعض من تسلط الضباط المصريين على الجيش السوري إضافة إلى العوامل الخارجية من جانب النظم العربية الملكية التقليدية والقوى الاستعمارية المناهضة لأي عمل وحدوي عربي ملخصها في خمسة عناصر أهمها / التباين في درجة وتطور المجتمعات العربية من بلد آخر والمتعلقة بوضع النخب السياسية الحاكمة وكيفية توزيع الثروات وما يصحب ذلك من دعاوى وتسلط طرف على أخر وثانياً هناك معوقات مؤسسية بحيث يمكن القول إن التجارب الوحدوية العربية تعلقت بإرادة الحكام وارتبطت بشخصية الزعماء والوقوف عند الأفكار دون قيام المؤسسات التي تدوم ولو مات أو انتهى دور الزعماء ويرتبط الضعف المؤسسي بغياب الديمقراطية والتنقل من صيغ إلى أخرى تختلف كل منها عن الأخرى وثالثاً يمكننا أن نتحدث عن معضلة التوازن فغالباً ما تتم الوحدة بين طرفين احدهما اقوي من الأخرى وهذا يعني انتقاء مصلحة الأضعف في الوحدة التي تكون فيها السيطرة للطرف الأكبر والأقوى ورابعاً هناك عامل مهم أخر يتمثل في خلافات أيدلوجية بين الفصائل القومية الوحدوية ذاتها التي تتصارع في ما بينها للفوز بنصيب الأسد في المشروعات الوحدوية وأخيرا يأتي العامل الخارجي الذي لا يمكن أن يحقق نجاحً إذا ما كان هناك إيمان وإرادة وإدارة وحدوية متماسكة ولكن تبقى تجربة الوحدة المصرية السورية تجربه فريدة من نوعها استفادت منها التجارب الوحدوية العربية التي أصبحت تنظر إلى تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في إقامة اى تجع وحدوي عربي تخضع لمعايير الرسمية والطوعية والانتظام والشمولية حيث تكررت التجربة أعوام 1963 م ما بين مصر والعراق وسوريا ثم سنة 1964 ما بين مصر والعراق وما بين مصر واليمن في تلك المرحلة التي لعبت فيها مصر دور الدولة القائدة بحيوية وفعالية وأثمرت في نهاية المطاف عن ظاهرة مؤتمرات القمة العربية بأول مؤتمر عربي في القاهرة خلال يناير سنة 1964 والمؤتمر الثاني أواخر 1964 والثالث سنة 1965 وحقق عدة نجاحات للعمل العربي المشترك بإنشاء القيادة العربية الموحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية وهما الحدثان اللذان صعدا المواجهة العربية مع إسرائيل بجانب الحرب على المياه وتزايد العمليات الفدائية عبر الحدود السورية والأردنية المشتركة مع إسرائيل فكانت الحرب العسكرية الشاملة التي انتهت بثالث هزيمة عسكرية عربية في يونيو 1967 وكان وسط مظاهر الحشد القومي العربي الايجابية بعض المظاهر السلبية في تلك المرحلة القومية يمكن أن نلخصها في المطالبة العراقية بالكويت 1961 والحرب اليمنية السعودية التي بدأت بالثورة اليمنية سنة 1962 المؤيدة من مصر وأدت إلى صراع مسلح طويل بجانب الصراع الحدودي العنيف بين الجزائر والمغرب بجانب الخلاف المصري القومي مع النظم العربية المحافظة في الأردن والمغرب والسعودية كما شهدت المرحلة عدة انقلابات على النظام الحاكم في سوريا انتهت بتولي الاتاسي وزعين والأسد حكم سوريا منذ العام 1966 وحتى الآن عام 2006 م ممثلاً بالبعث السوري وكان عبد الكريم قاسم قد اسقط النظام الملكي العراقي سنة 1958 ثم قاد عبد السلام عارف الوحدوي الناصري انقلاباً ضد عبد الكريم قاسم سنة 1963 وتسلم الحكم حتى وفاته في حادث طائرة وتولى شقيقه عبد الرحمن عارف حكم العراق سنة 1966 ثم جاء البعث العراقي "بأحمد حسن البكر " و" صدام حسين" منذ العام 1968 م وحتى احتلال أمريكا للعراق سنة 2003 فكانت تلك المرحلة فيها الكثير من التقلبات والتغيرات والكثير من الايجابيات والسلبيات والكثير من النجاح والفشل لكنها في كل الأحوال أكدت على إيمان الجميع وكل النظم بأمر واحد ثابت لم يتغير رغم كل الخلافات والصراعات بأنهم عرب وهو ما أثبتته المواقف العربية في لم الشمل حين دعا عبد الناصر لعقد أول قمة عربية سنة 1964 ولب الدعوة كل من الملوك الرؤساء العب آنذاك رغم ما بينهم من صراعات وهو الأمر الذي تأكد بعد الهزيمة العسكرية سنة 1967 حين عقد مؤتمر القمة العربي الرابع في الخرطوم ولبى الدعوة كل العرب وأعلنوا موقفاً موحداً عرف باللاءات الثلاثة / لا تفاوض ولا اعتراف ولا استسلام / مع موقف اقتصادي واحد بدا بوقف تصدر النفط لأمريكا وأوربا الغربية / ثم عدل إلى دعم مالي لمصر والأردن بمبلغ مائة وخمسة وثلاثون مليون جنيهاً إسترليني سنوياً وإنهاء الحرب بين مصر و السعودية حول نظام الحكم في اليمن مع عزل اثنين من الزعماء الذين تسببا في إذكاء الخلافات العربية حول فلسطين واليمن حيث عزل " أحمد الشقيري" عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية كما عزل الرئيس اليمني " عبد الله السلال " عن رئاسة اليمن وفي داخل مصر كان " عبد الناصر " يبدأ عملية الإصلاح وأعاد بناء الجيش المصري بعزل المشير " عبد الحكيم عامر" عن قيادة الجيش مع ما يقارب المأتي ضابط اتهموا بالإهمال والتسبب الذي تسبب في الهزيمة العسكرية حيث كشفت حرب يونيه سنة 1967 عن ضعف خطير في المؤسسة العسكرية المصرية كما كانت حرب اليمن أيضا واحدة من أسباب الانقسام والتفكك في الضعف العربي لقد كانت مرحلة فيها الكثير من الدروس المستفادة للانتقال إلى مرحلة أكثر نضوجاً لولا إن قوى الاستعمار والصهيونية كانت قد حققت هدفها في إجهاض مشروع الدولة القائدة لمشروع الوطن العربي الكبير باحتلال إسرائيل لأراضي في مصر وفلسطين والأردن وسوريا فأصبح البحث عن حل لإزالة اثارالعدوان له الأولوية على اى تفكير في الوحدة لان الدولة المؤهلة لزعامة العالم العربي وقيادته لتحقيق هدف الوحدة العربية تعاني من احتلال لأراضيها ولم يعد في إمكانها أن تؤدي وظائفها في التوجيه والتخطيط والقيادة .


  7. #17

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    • الزعيم القائد :-
    في دول العالم الثالث لا يمكن الفصل خاصة في مرحلة التحرر الوطني بين الدولة ورئيس الدولة وقد شاء القدر لمصر أن تكون بموقعها وإمكاناتها الدولة الكبرى في الدائرة العربية ومنحها الله رئيساً بدرجة زعيم تفهم هذه المكانة ووعي تاريخها وشعر أن هذا قدر مصر أن تكون القائد للوطن العربي وكان هذا هو جمال عبد الناصر الذي اثر على النظام الدولي برمته وهو يقود مصر والوطن العربي ثم دول العالم الثالث والعالم الإسلامي ويقلب موازين القوى في عصر الحرب الباردة من جانب إلى أخر بل يمكن القول ان مرحلة المد القومي العربي ما بين 1955 – 1967 كانت المرحلة التي ارتفعت فيها أسهم القوة العظمى الشرقية الاشتراكية التي يمثلها الإتحاد السوفيتي على أسهم القوة العظمى الاستعمارية الإمبريالية الغربية الأمريكية وهذا في حد ذاته دلاله على وجود الزعيم القائد في بلد يحمل ويملك مقومات الريادة بكل محدداتها الطبيعية وعلى أهمية المنطقة العربية وحجم تأثيرها على النظام العالمي الذي لم يحسن استقلاله بعد حرب أكتوبر عام 1973 م لغياب الزعيم القائد في الدولة القائد
    ويقول الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسين هيكل في كتابه " لمصر لا لعبد الناصر"
    الكثير عن هذا الزعيم / بأنه المنحاز اجتماعيا للفقراء فهل أخطأ وأين كان الخطأ في انحيازه للفقراء المصريين وهم بالملايين وأنه عاش طيلة حياته لا يفكر في الثروة أو تأمين مستقبل أبنائه وكان يشعر بأن عمره في الدنيا قصير / كان مؤمناً بأن الشعب المصري الطيب والشعوب العربية كلها لن تنسى انجازاته وسوف ترد الجميل له بعد وفاته / إن تجربة عبد الناصر فيها ما يستحق النقد ويستوجب التصحيح شأنها شان أي تجربة إنسانية ضخمة وهائلة لكن هل كان البطل جلاداً وهل كان المناضل متقلباً وهل كان القائد قاتلاً / حاش لله : ونحن أمام خياران لا ثالث لهما : أما أن نعكس الأمور وننسى كل الانجازات التي حققها عبد الناصر لمصر والعرب وفي الإصلاح الزراعي وإعلان الجمهورية وكسر احتكار السلاح ومقاومة الأحلاف وحروب تصفية الاستعمار وتأميم قناة السويس وحرب السويس العظيمة نفسها والتصنيع والشمولية الاشتراكية وبناء السد العالي والوحدة العربية وقيادة حركة التحرر الوطني وعدم الانحياز وإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية وعودة بترول العرب للعرب والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في إثبات الهوية الفلسطينية بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ولا ننسى أن نضيف كل ما قدمه للفلسطينيين خاصة في قطاع غزة تحت إداراته وقيادته القومية التي جعلت من القطاع الصغير وطن كبير فهل ننسى هذا كله ؟ وتتذكر فقط الهزيمة العسكرية في يونيه 1967 ونتهم التجربة بكل العبر السيئة / وفي اليمن تجربة موازية قادها عبد الناصر وعلى البعد والسؤال لأهل اليمن الآن ماذا قدم لكم عبد الناصر ؟
    ستكون الإجابة واضحة وصريحة وحاسمة تحي ذكرى عبد الناصر الذي كان لتدخله في اليمن الدور المؤثر والفعال في أن يتبوأ الشعب اليمني مكانته الطبيعية في العالم المعاصر وبالنسبة لفلسطين فلا تزال منظمة التحرير الفلسطينية التي أسسها عبد الناصر هي القائدة للشعب الفلسطيني الذي كان يضيع في معسكرات اللجوء والتشرد مقهوراً قبل تأسيس المنظمة . التي كانت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني
    أما عن مصر فالسد العالي شاهداً وأثرا باقياً بامتياز وقناة السويس معركة خاضها بشجاعة وأنتصر ومئات الآلاف من المتعلمين والمصانع التي أسسها والانجازات التي عمل عليها كل تشهد للتجربة الناصرية وتشهد للعطاء المصري الذي لا يزال يذكره الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية والأسيوية وإذا كانت مصر في عهد عبد الناصر قد خسرت الكثير من أجل دول المحيط والجوار العربية الإسلامية والإفريقية فإن هذه الخسارة أصبحت مكاسب بعد وفاة عبد الناصر تفتخر بها مصر وشعبها أمام كل هذه الدول لقد كان عبد الناصر مهموماً بالريادة المصرية وعندما قدم له الأمريكيون مبلغ أثنين مليون دولار في اختبار استعماري غبي لنفقاته السرية دفعها لبناء برج القاهرة وكأنه يخرج لسانه للأمريكيين وهو الذي أراد أن يكون في مصر إستاد رياضي كأعظم ما يكون وبني إستاد القاهرة وكان من فرط إيمانه بالريادة المصرية يبحث عن القمة الإنسانية المصرية الإبداعية في كل المجالات الأدبية والفنية والفكرية والرياضية فهل هذا الرجل الزعيم القائد المشروع المتكامل يستحق منا مصريين وعرب هذا التجاهل الأكاديمي بالذات ونحن نواجه القرن الحادي والعشرين مشاريع استعمارية / مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير البديل لمشروع الوطن العربي الكبير الهادفة لإلغاء دور ومكانة مصر الدولة القائد وإحلال الدولة المغتصبة إسرائيل مكانها قائدة للمنقطة تحت دعاوي العولمة والمصالح
    وفي كتاب الدكتور " لويس عوض" أقنعة الناصرية السبعة الذي كتبه رداً على كتاب " توفيق الحكيم " " الوعي المفقود بعد وفاة الزعيم القائد جمال عبد الناصر " ويقول أن توفيق الحكيم نفسه أعلن إن الأوتوقراطية أو الحكم المطلق وحسم الأشياء دون حوار كانت ذاتها مثار إعجابه وانبهاره في أيام الثورة الأولى وان هذا التنفيذ الرائع عقب قيام الثورة لقرارات كانت تستغرق منا لتنفيذها الأعوام والأجيال لم تأخذ سوى القليل من الوقت والجهد وتجلى هذا الحسم القاطع في القرارات التي فتنت توفيق الحكيم في طرد الملك فاروق وإلغاء الدستور سنة 1923 وحل الأحزاب ومحاكمة زعمائها وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وإلغاء الطربوش والألقاب وتحديد الملكية الزراعية وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي ولم تعرف إن توفيق الحكيم اعترض على قرار الوحدة مع سوريا أو قرار تأميم البنوك والشركات وإنشاء القطاع العام وقرار تأميم الصحافة وتمليكها للإتحاد القومي ثم للإتحاد الاشتراكي وهو الكاتب العلماني الأكبر في مصر
    " طه حسين" ولم نجده يعترض على قرار حرب اليمن سنة 1963 أو قرار إغلاق خليج العقبة سنة 1967 أو قرار التسلح من الشيوعية منذ العام 1955 وإذا كان " توفيق الحكيم " ظل فاقد الوعي أو صامتاً وهو يمثل قمة الهرم الفكري المصري لكي يعلن بعد وفاة الرئيس بسبعة أعوام انه كان فاقد الوعي فهذا أمر غير مقبول فلو إن تجربة الوحدة نجحت ولو إن حرب اليمن اقتربت بمصر من الثروة النفطية العربية ولو إن القطاع العام لم تظهر له عورات ولو إن إسرائيل ردعت في حرب 1967 م ولو أن حمل السلاح السوفيتي اسكت أعداءه واستمر عبد الناصر في اوتوقراطيته ما كان المثقفين العرب في حالة فقدان الوعي وبعبارة أخرى لم يكن هناك وعي مفقود وإنما كان هناك وعي كامل بكل ما كان يجرى وخيبة الأمل لم تكن في فقدان الوعي بل في الحسابات الناشئة عن غياب الديمقراطية والفساد الإداري وسلبية كبار المثقفين ونجد في فلسفة الثورة التفسير لهذا كله وعبد الناصر نفسه يقول لست ادري لماذا يخيل إلى دائما إن هذه المنطقة التي نعيش فيها تبحث عن دوراً هائما على وجهه يبحث عن البطل ثم لست ادري لماذا يخيل إلى إن هذا الدور الذي أرهقه التجوال في المنطقة الممتدة في كل مكان حولنا قد استقر به المطاف متعبا منهوك القوى على حدود بلادنا بشبر إلينا أن نتحرك وان ننهض بالدور فان أحدا غيرنا لا يستطيع القيام به وابادر هنا فأقول إن الدور ليس دور زعامة وإنما دور تفاعل وتجاوب مع كل هذه العوامل يكون من شأنه تفجير الطاقة الهائلة الكامنة في كل اتجاه من الاتجاهات المحيطة بنا ذلك إن مصر هي الدولة القائدة ولكن المتغير فيها خلال تلك المرحلة هو ظهور الزعيم القائد الذي فجر الطاقات الكامنة وعبر عن أمال الشعوب المرهقة لكي تجد نفسها التائهة وهو أمر فعله في التاريخ الكثير من القادة والزعماء التاريخيين / ولقد نجح عبد الناصر إلى حد كبير أن يلعب الدور الذي يحلم بتمثيله كل مواطن مصري أو عربي ولم يكن يكتمل خطأه وحده أن التجربة وجدت في طريقها الصعوبات وأن المشروع لم يكتمل لكثرة الأعداد المتربصين به لكنه أعاد الروح وسار بالحلم إلى طريق الفعل ومن في مصر والوطن العربي لا يحلم بالوحدة والحرية والمساواة هذا ما فعله عبد الناصر القائد مستخدما سلطاته في الدولة القائدة / أن يعيد الروح المفقودة ويعطيها الطاقة ويطلب توظيفها بشكل جيد وكان بحاجة إلى تكاتف والتفاف كافة العباقرة المصريون أولا ثم العرب لكي يفجروا الطاقات الكامنة ويعلنوا عن أحلامهم دون خوف أو وجل وهذا ما فعله الزعيم القائد من خلال الدولة القائدة/ ولكنه لم يجد من يساويه في قدراته على تفجير الطاقات الكامنة مصرياً وعربياً فكان لكل منهم أحلامه التي انتهت بالجميع إلى صدمة مروعة في حرب يونيه سنة 1967 لإنزال واقعين تحت تأثيرهما
    وانتقلت بنا من حالة التوحد إلى حالة التضامن وتقوقعت أهدافنا إلى هدف إزالة اثأر العدوان الذي وقع في تلك السنة المشئومة وامتدت أثارها لعدة عقود لاحقة على العمل العربي المشترك .

  8. #18

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    المبحث الثالث
    أثار نكسة يونيو 1967 على وظائف الدولة القائد في مصر

    1- مقدمات التغيير :
    • 5 يونيه عام 1967 م – يعني الهزيمة العسكرية المرة والثقيلة لعدة جيوش عربية بينها أكبر هذه الجيوش وأقواها وهو جيش الدولة القائد للنظام العربي كله من المحيط إلى الخليج :
    • هذا اليوم – فاصل زمني – لا يمكن تجاوزه ولا يمكن نسيانه ولا يجوز التساهل معه
    • فإذا كانت حرب العام 1948 م هي التي أنتجت دولة إسرائيل في قلب العالم العربي فأن حرب يونيه 1967 م هي التي أعلنت عن ميلاد نظام إقليمي بديل للنظام القومي العربي تتربع على قمته دولة غير عربية هي دولة إسرائيل الدولة الأقوى في منطقة الشرق الأوسط والأدنى .....

    • الهزيمة العسكرية بالتأكيد كان لها تاثيرها على العامة والخاصة في مصر الدولة القائد للعالم العربي وفي شخص الرئيس جمال عبد الناصر الزعيم القائد للأمة العربية ومشروعه القومي في الوحدة والتحرير , يتبدد فضلاً على أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأراضي مصرية يعني التوقف عن خطط التنمية ولم تعد المسألة سهلة أو هينة رغم التفاف الشعب العربي والمصري حول شخصه أن كان يوم إعلانه التنحي عن رئاسة الجمهورية في 9 / 10 /6 /1967 م , أو في استقبال الجماهير السودانية له عند انعقاد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم يومي 27-28/8/1967 م – لكن هذا كان كافياً بالنسبة إليه ليعلن رفضه للهزيمة العسكرية رافعاً شعار الصمود والتصدي , وبدأ التغيير الجذري في قيادات القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية وكان نتيجتها / انتحار المشير عامر النائب الأول له واعتقال اقرب الرجال إليه وهما "صلاح نصر " رئيس المخابرات العامة " وشمس الدين بدران " وزير الحربية – وتطوير أجهزة الحكم السياسية مع الاستعداد لتغييرات جذرية أخرى تشمل طبيعة وتكوين النظام كله بعد إزالة أثار العدوان كما ورد في بيان 30 مارس 1968 م بعد الهزيمة بشهور .

    • كانت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية هي الوسيلة الوحيدة لامتصاص الهزيمة العسكرية وتحويلها إلى مجرد نكسة تحت شعار / ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة – وبدأ التخطيط لها منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار على الجبهات العسكرية وعلى عدة مراحل / أولها مرحلة إعادة البناء والصمود – التي دامت عاماً ونصف العام ما بين يرينه 1967 م إلى مارس 1969 م – وهو الشهر الذي أستشهد فيه القائد العسكري المصري الفريق أول / " عبد المنعم رياض" وهو يتفقد أوضاع الجبهة في موقع متقدم – لتبدأ بعدها مرحلة الردع والتصدي سعياً لتحقيق عدة أهداف أهمها عدم ترسيخ الأمر الواقع في مسرح العمليات ودفع الأصدقاء في الإتحاد السوفيتي والأشقاء في الدول العربية لتغطية احتياجات الجيش المصري بالسلاح والمال الضروري وتعبئة الشعور الوطني المصري والشعور القومي العربي بشكل مستمر ومؤثر على الرأي العام المصري والعربي .

    • وفي ظل التراجعات التي حدثت نتيجة للنكسة العسكرية , ووسط ظروف الحرب الأهلية بين الأردن والمقاومة الفلسطينية , لم يحتمل قلب / جمال عبد الناصر ومات في نهاية مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد بالقاهرة في أواخر سبتمبر 1970 م , لوقف الحرب الأردنية – الفلسطينية فكان يوم وفاته فاصلاً جديداً لواقع التراجع والتردي الذي بدأ بالنكسة العسكرية في يونيه 1967 م , بهزيمة الدولة القائد – وتجدد مع وفاة الزعيم القائد جمال عبد الناصر – في سبتمبر 1970 م – مات مفجر ثورة يوليه – ورائد حركة التحرر القومي العربي – قبل أن يحقق حلمه الأكبر في تحقيق الوحدة العربية لكنه سيبقى في الذاكرة العربية النموذج الأمثل لكل الرؤساء العرب عامة والمصريين خاصة في تحقيق الحلم العربي بالوحدة والتحرر .

    *وكان السؤال : ماذا بعد الزعيم القائد في "مصر" – الدولة القائد ..؟؟ وماذا عن الدور والمكانة المصرية في العالم العربي ..؟؟ هل يستمر ..؟؟ أم إنه سيكون في حالة غيبوبة مع غياب " ناصر" ؟؟ وهل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المصرية في ظل حالة اللاحرب واللاسلم مع إسرائيل قادرة على أداء الدور المطلوب منها كدولة قائدة للعالم العربي ...؟ ربما كانت هذه الأسئلة كلها مجتمعة هي نفسها الأسئلة التي قادت الرئيس " أنور السادات" خليفة الزعيم القائد " جمال عبد الناصر" لتبني سياسة الاعتدال والواقعية التي انتهت إلى الصلح مع إسرائيل بمبادرة الزيارة التي قام بها إلى إسرائيل في العام 1977م.



  9. #19

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    الجمهورية المصرية الساداتية :

    منذ الأيام الأولى لتوليه منصب رئاسة الجمهورية بعد وفاة الرئيس / جمال عبد الناصر في العام 1970 م تبينت رغبته في التخلص من المنافسين الأقوياء في النظام وهم / أعضاء مجلس قيادة الثورة خارج وداخل السلطة ورجال " جمال عبد الناصر" داخل السلطة – ولكنه أخفى هذه الرغبة وهو يقدم بيانه الأول إلى مجلس الأمة المصري بقوله / أنه جاء على طريق / جمال عبد الناصر – ولديه وثيقة واحدة هي بيان 30 مارس 1968 برنامج عبد الناصر للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الشامل _ ليكون برنامجه الوطني تكريماً لذكرى القائد والزعيم – وقد اعترف أمامهم / بأنه لا يستطيع تحمل ما كان يتحمله جمال عبد الناصر من مسئوليات " وكأنه يشير إلى مذكرة محي الدين – الذين طالبوه بتشكيل قيادة جماعية – وجمعية وطنية منتخبة – ودستور دائم – وهو ما رفضه رجال جمال عبد الناصر في السلطة وعلى رأسهم / الدكتور " : عزيز صدقي" – مما أدى إلى سجال عنيف بين قادة الثورة السابقين وقادة النظام الناصريين – ليعيد هو تشكيل المساعدين والمستشارين بالتدريج , وفق أسلوبه التدريجي في القضاء عليهم أجمعين – والقضاء من بعدهم على المؤسسات التي شكلت أجهزة الحكم في عهد عبد الناصر وكان من السهل أن يتوارى زملاء الماضي , أمام معارضة رجال جمال عبد الناصر لعودتهم إلى الحياة السياسية تحت دعوى القيادة الجماعية – وبدأ العمل بدهاء في أثارة الخلافات بين مراكز القوة المحيطة به وتغيرت الوجوه في مواقع المسئولية ومراكز السلطة , وبقى " السادات" مرتدياً عباءة " عبدا الناصر" ومعه بجانبه " حسين الشافعي" نائباً للرئيس – ومحمد حسنين هيكل المستشار المقرب , وكلاهما من مريدي " عبد الناصر" فضلاً على أنه جاء بعدد من الماركسيين في الأمانة العامة الجديدة للإتحاد الاشتراكي التي أصبح الأمين العام لها د/عزيز صدقي .
    • وبدأ الرئيس السادات يلتقي بممثلي النقابات المهنية ورجال القضاء والأزهر والشرطة والجيش – وقرر إعادة انتخاب الأجهزة القيادية للإتحاد الاشتراكي .. وغير أسم " مجلس الأمة " إلى " مجلس الشعب" وقرر تكليفه بوضع دستور جديد وأنشأ منصب " المدعي العام الاشتراكي " وعين له الأستاذ /" مصطفى أبو زيد فهمي" الأستاذ في كلية الحقوق , ليباشر التحقيقات ووضع التهم لكل رجال " عبد الناصر " وكانوا بالمئات من القاعدة إلى القمة ولم تعد في " مصر" كلها هيئة سياسية أو تشريعية أو ثقافية أو مهنية أو رياضية لم يلحق بها التبديل والتغيير وشمل التغيير أسم الجمهورية العربية المتحدة ليصبح " جمهورية مصر العربية" مع صدور الدستور الجديد في 11/9/1967 م – دستور الجمهورية الساداتية .
    • وكان هدف إزالة أثار العدوان عام 1967 فوق كل الأهداف الداخلية والخارجية , والغطاء الذي نجح الرئيس " أنور السادات" في استخدامه , لإنجاز الانقلاب على النظام القومي الناصري في " مصر" مؤجلاً موعد المعركة من عام لآخر , تحت حجج مختلفة ومتنوعة مثل / عام الحسم الذي تحول إلى عام الضباب سنة 1971 حيث كان الخطر الذي يتعرض له النظام يأتي من جبهتين هما / الطلبة والعمال – الذين يطالبون باستمرار العمل على طريق " عبد الناصر" وقد تم اعتقال العشرات منهم لمدد زمنية مختلفة . فقد كان الوجع الأكبر في " مصر" هو تحرير الأرض المحتلة منذ العام 1967 م ويؤيد جماهير الطلبة والعمال – فئات المثقفين , الكتاب والصحفيين والمحامين خاصة مع طول فترة الاسترخاء العسكري منذ أن توقف إطلاق النار وحرب الاستنزاف في أغسطس عام 1970 م وما زاد الشكوك في هذا الخصوص قرار الرئيس السادات بإنهاء مهمة الخبراء السوفييت في الجيش المصري ثم إقالته لوزير الحربية الفريق أول / صادق وتعيين الفريق أول / أحمد إسماعيل بدلاً منه في 28/10/ 1972 م ..!! وأحيل إلى المعاش كافة الكتاب والصحفيين اليساريين والوحدويين بقرار من وزير الأعلام الدكتور / عبد القادر حاتم ونقل العشرات الآخرين من العاملين في مجال الإعلام إلى مؤسسات أخرى دون عمل يذكر في 4 /فبراير / 1973 م ..! وبدأ الأمر واضحاً بأن المقصود في إطالة أمد المعركة هو ترتيب البيت الداخلي المصري ليكون ملائماً للسياسية الخارجية التي يعد لها الرئيس السادات منذ أن تولى الحكم في " مصر" بالتقرب من أمريكا مع الابتعاد عن الاتحاد السوفيتي للوصول عن طريقها إلى تسوية للصراع العسكري بين مصر وإسرائيل بالتحديد وكانت مبادرة " روجرز" التي وافق عليها الرئيس " عبد الناصر" قبل وفاته في أغسطس عام 1970 م بداية التقارب المصري/ الأمريكي , أتبعها الرئيس / أنور السادات ببيان 4 فبراير 1971 م تضمن اقتراحات بوقف إطلاق النار لمدة شهر يتم خلاله الاتفاق على فتح قناة السويس للملاحة الدولية بعد أن يتم انسحاب جزئي إسرائيلي في نطاق جدول زمني لانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلت عام 1967 م , وبناء على قرار مجلس الأمن رقم 242 وقدم هذا الاقتراح مباشرة إلى الوسيط الأمريكي في مصر" دونالد بيرجس" عن طريق عبد المنعم آمين أحد قادة ثورة يوليه 1952 م والذي ترك العمل السياسي ليتفرغ للمشاريع التجارية وله صداقاته القديمة مع الأمريكيين , والحقيقة أن مسألة تحييد أمريكا في الصراع مع إسرائيل كانت واحدة من الأهداف التي يتطلع إليها الرئيس جمال عبد الناصر دون جدوى كما أن الإتحاد السوفيتي نفسه كان ينصح مصر في هذا الاتجاه وكانت هناك قناة مهمة أخرى دخلت لترطيب العلاقات المصرية الأمريكية " آنذاك من خلال السيد / كمال أدهم " مدير المخابرات السعودية في عهد الملك فيصل , وهو الذي أشار على السادات بإنهاء الوجود السوفيتي في مصر لكي يساعد على جذب اهتمام الأمريكيين لحل مشكلة الشرق الأوسط وتدخل في الموضوع أيضاً الملك حسين الذي كان قد بدأ في إجراء اتصالات سرية مع إسرائيل أثر نزاعه الدموي مع الفلسطينيين ولكن السادات لم يعد لديه شيء يقدمه بعد أن تخلص من قادة الفكر القومي العربي اليساري , وأنهى الوجود العسكري السوفيتي , وأعاد تنظيم المؤسسات السياسية الداخلية برجاله المختلفين عن الرجال الذين تم اعتقالهم على خلفية أنهم ناصريين فقط ولم يعد أمامه سوى القبول بعرض رئيسة وزراء إسرائيل " جولدامائير" لإجراء مفاوضات مباشرة بين مصر وإسرائيل دون غيرهما ولمدة زمنية غير محددة مؤيدة من أمريكا التي لم ترد على إشارات الرئيس السادات لها بأي اتجاه إيجابي لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة بل على العكس كان " كيسنجر" الذي أصبح وزيراً للخارجية الأمريكية يقول " أن الأمر يتطلب تحريك الجبهة العسكرية"
    • وهكذا لم يكن أمام الرئيس السادات التحول للحديث عن الحرب والاستعداد لمعركة التحرير , ويعيد ترتيب أوراقه مع القوى الوحدوية واليسارية المصرية , ومع الدول العربية الثورية , ومع الإتحاد السوفيتي , وفي ظل وجود مليون مقاتل مصري كانت الأمور تتجه نحو ميدان المعركة العسكرية التي انطلقت رصاصتها الأولى في 6/10/1973م . حين تحقق الاقتحام الرائع ببسالة الجنود المصريين , وبالسلاح السوفيتي , وكانت الانتصارات المصرية – وخط بارليف المنيع ينهار , والموقف في إسرائيل يفور بالقلق والتوتر , لكي تبدأ لعبة السياسة والاتصالات الدبلوماسية مداراً جديداً , برسالة موقعة من " حافظ إسماعيل" مدير المخابرات المصرية آنذاك – وموجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي " كيسنجر" يؤكد فيها إن الإستراتيجية التي تسعي إليها " مصر" هي تحقيق السلام في الشرق الأوسط , وإنها لا تعتزم تعميق مدى الاشتباكات أو توسيع مدى المواجهة – وأن مصر مستعدة للمساهمة في مؤتمر سلام دولي , إذا ما قبلت إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة , وكانت هذه الرسالة المصرية في يوم 7/10 / 1973م اليوم الثاني لحرب أكتوبر العظيمة لكل العسكريين المصريين !! , ثم أعلن الرئيس المصري السادات في خطاب يوم 16/10/1973 مشروعاً للسلام من خمسة نقاط تفيد قبول مصر بوقف إطلاق النار , وحضور مؤتمر للسلام الدولي والاستعداد , لفتح قناة السويس أمام الملاحة الدولية – وكانت إسرائيل قد نجحت في ذلك اليوم بإحداث ثغرة في الدفاعات المصرية غربي قناة السويس ولم تقبل بوقف إطلاق النار حتى صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم / 338 بتاريخ 22/ 10 /1973 والتي التقى على أثرها العسكريين المصريين والإسرائيليين عند الكيلو " 101" ووصلت قوات دولية للفصل بين القوات المتحاربة وفض الاشتباك معلنة إنهاء حالة الحرب وبداية لمرحلة جديدة وبدأ الدوران إلي اليمين , والتسليم لأمريكا إلى حد التبعية الكاملة , والحل المنفرد بعيداً عن الإجماع العربي, فقد بدأ الرئيس /أنور السادات
    الطريق الجديد , باستقبال حافل للرئيس الأمريكي / نيكسون في القاهرة صيف العام 1974 م , والابتعاد عن الإتحاد السوفيتي , وسياسة عدم الانحياز , وصولاً لإنهاء الحرب مع إسرائيل وفي الداخل كان الاتحاد الاشتراكي العربي – يتحول من التطبيق الاشتراكي إلى سياسة الانفتاح الاقتصادي ومن التنظيم الجماهيري والسياسي الواحد – إلى تنظيم للمنابر السياسية باتجاهاتها الرئيسية الثلاثة وهي الوسط واليمين واليسار – عبر خطوات تم فيها إلغاء الجهاز السياسي للإتحاد الاشتراكي ( طليعة الاشتراكيين) وعدم انتخاب لجنة تنفيذية عليا للإتحاد الاشتراكي , ثم الاعتراف بتعدد الآراء والمواقف وصولاً لتعدد المنابر داخل الإتحاد الاشتراكي – الأمر الذي أضعف كيانه التنظيمي – وجعله ممراً لكل المواقف التبريرية التراجعية الداخلية .. وكانت سياسية الانفتاح الاقتصادي , هي سياسة الدولة الرسمية كما جاءت في ورقة أكتوبر عام 1974م التي قدمها الرئيس السادات إلى مجلس الشعب واللجنة المركزية للإتحاد الاشتراكي , وهي أول وثيقة رسمية لإستراتيجية العمل الوطني المصري منذ بيان 30 مارس 1968 م ومتعارضة تماماً - بتركيزها على دعم القطاع الخاص والترحيب بالاستثمارات العربية والأجنبية في ظل استقرار سياسي واقتصادي وانفتاح على الشرق والغرب معاً وبدأت الدعاية الإعلامية لهذه السياسة في كافة الصحف القومية المصرية , بعد إقالة الأستاذ /محمد حسنين هيكل من رئاسة الأهرام , وتولى الأستاذ / على آمين مكانه في الأهرام . وتولى شقيقه الأستاذ / مصطفى أمين – أخبار اليوم وما يعنيه هذا التغيير من انقلاب إعلامي على شخص وسياسات الرئيس " جمال عبد الناصر" العربية والدولية فالمعروف عن الأستاذين / " علي ومصطفي أمين " أنهما من المقربين جداً للسياسة الأمريكية , ومعارضان للتجربة الاشتراكية الناصرية العربية .
    • وكانت التحولات التي تتم بهدوء على مستوى الأفراد قبل حرب أكتوبر سنة 1973م , تأخذ اتجاها سريعاً متلاحقاً بعدها ليس في تغيير الأشخاص فقط بل في تغيير السياسات , والمؤسسات , ولم يعد الحديث عن التضامن العربي مهماً وأصبح شاه إيران صديقاً وتوقفت لهجة العداء لإسرائيل وتحول الإتحاد الاشتراكي إلى منابر سياسة يقودها " محمود أبو وافية " للوسط و" مصطفى كامل" لليمين " و"خالد محي الدين " لليسار والأغلبية مع الوسط الذي يمثل حزب الرئيس " السادات" الذي عقد اتفاقية سلام منفرد مع إسرائيل برعاية أمريكية عام 1975 م وانتهت باتفاقية " كامب ديفيد" أوائل العام 1979 ك ..!! وبدأ التمزق في الجسد العربي بخروج مصر من الجامعة العربية وتجمدت العلاقات المصرية –السوفيتية وانتهت التجربة الاشتراكية بكل أبعادها وأصبحت سياسة الانفتاح الاقتصادي مدخلاً لانقلاب اجتماعي وسياسي واقتصادي خطير ..!!!

  10. #20

    رد: ازمة الدوله القائد في الوطن العربي / دراسه تحليليه

    الفصل الثاني

    " المتغيرات الداخلية الإقليمية والدولية "


    المبحث الأول : المتغيرات المصرية بعد العام 1977

    المبحث الثاني: المتغيرات الإقليمية العربية

    المبحث الثالث: المتغيرات الدولية والنظام العالمي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مستقبل الترجمة في الوطن العربي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2015, 09:23 AM
  2. شعر الأطفال في الوطن العربي
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى دراسات في أدب الأطفال
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-22-2014, 03:43 AM
  3. خريطة الوطن العربي الجديدة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-05-2014, 06:38 PM
  4. وراثة الحكم فى الوطن العربى
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-11-2011, 07:02 AM
  5. قصص ابداعية مختارة من الوطن العربي
    بواسطة حسين خلف موسى في المنتدى منقولات قصصية
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 12-15-2008, 03:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •