أسوأ عشرة أخطاء إسرائيلية بمناسبة العام الجديد


هارتس 1/1/2010 مقال للكاتب برادلي بيرستون

دائما تكون نهاية الأحلام كابوسا في الشرق الأوسط ، ليس لأنها أحلامٌ بشعة ، ولكن السبب يعود إلى كونها تنتمي إلى هذا المكان ، إن الحالمين دائما يصابون بالإحباط ، فهم واقعون تحت أوهامٍ يظنونها حقيقة .
بدأت الأحلام بحلم قائد إسرائيلي أراد أن يسجل التاريخ موقعه ، ففرض خطة سلام على العالم العربي، وظلّ الفلسطينيون متمسكين بموقفهم الذي تلخصه كلمة ( لا) .
وفي هذا الجو المفعم بالفشل أدار عرفات وشارون معركتهما حتى الموت ثم فقدناهما ، حتى كلينتون وإيهود باراك وحسن نصر الله وأحمد ياسين وشبيبة التلال (من زعران المستوطنات) وكتائب شهداء الأقصى ويوسي بيلن ومجلس يشع وحتى جيمي كارتر ، كلهم كانوا حالمين ثم استيقظوا على الحقيقة تحت شمس هذه الأرض التي أذابت طلاءهم.
لقد كان العقد الماضي عقدا مؤطرا بالأصولية الفلسطينية ممن ظنوا بأن حريتهم تُكتسب بالعمليات الانتحارية ، كما أن الأصوليين الإسرائيليين أيضا ظنوا بأن الخلاص يكمن في القسوة والتوحش .
وهكذا انتهى العقد كما بدأ فارغا من الأمل ومرهقا لحياتنا جميعا .
وانتهى الفكر الاشتراكي التعاوني والتقليدي والتصحيحي ، وأصاب اليُتم أيضا أيدلوجيا الفلسطينيين منذ عشر سنوات ، فقد ظنوا بأن الكفاح المسلح سيوقع إسرائيل في مأزق كشبكة العنكبوت ، كان بإمكانهم الحصول على دولة ، أما اليوم فهم بالكاد يتنفسون !
إن هذا العقد لا يُحتمل لكلا الشعبين ، فليست هناك إسرائيل كبرى، ولا السلام الآن ، ولا كل فلسطين للفلسطينيين ، وليس هناك حل لدولتين ، الجميع يقتسمون التعاسة .
وإليكم أبشع عشرة أخطاء ارتكبتها إسرائيل خلال عشر سنوات
1- حصار غزة ، فقد كان هدف الحصار تحجيم حماس وجعل أهل غزة يرفضونها ، فتحول الغضب إلى إسرائيل ، وزاد اعتماد أهل غزة على حماس ومؤسساتها الخيرية، وجعلت أنفاق التهريب والضرائب والمعونات الخارجية حماس حركة ثرية، وفي المقابل ضعف التأييد لحركة فتح ، وظهرت كحركة عميلة ومأجورة .
2- حصار غزة أيضا ، فقد كان الهدف منه حظر دخول السلاح إلى غزة ، ومن يرَ سعة أنفاق التهريب في رفح التي تمر فيها سيارات الشحن ، فإنه سيعرف بأن حماس تمكنت من الحصول على أسلحة إيرانية خطيرة قادرة على الوصول إلى تل أبيب ومطار بن غريون .
3- حصار غزة أيضا فقد أصبح الحصار في نظر العالم عقوبة جماعية بشعة، مما عرض المبادئ الأخلاقية الإسرائيلية للخطر ، و قلّص التعاطف معها، وزادت عملية الرصاص المصبوب من الجرح المفتوح في قضايا إعادة إعمار غزة وقضايا المشردين بخاصة في فصل الشتاء، مما جعل المسؤولين الإسرائيليين يبدون كمتبلدي الأحاسيس .
4- حصار غزة أيضا ، فقد بدا الحصار وكأنه عملية لإطلاق سراح الجندي شاليت ولمنع إطلاق الصواريخ من غزة ، وبقي شاليت مأسورا وزاد إطلاق الصواريخ .
5- أيضا حصار غزة الذي أضر بعلاقات إسرائيل وأمريكا ، فقد طالبت هيلاري كلينتون من إسرائيل في فبراير الماضي أن تفتح المعابر لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة .
6- أيضا الحصار على غزة لقد فشل فشلا ذريعا لتحقيق أهدافه، وجعل الجميع يعتقدون بأن الهدف الأول والأخير من الحصار هو التعذيب والتأنيب.
7- أيضا الحصار على غزة الذي عرّض المسؤولين الإسرائيليين لخطر إدانتهم بانتهاك معاهدة جنيف الرابعة وقوانين عديدة أخرى نص عليها تقرير غولدستون .
8- أيضا الحصار على غزة الذي يقوده وزير الدفاع إيهود باراك ونائبه ماتان فلنائي وهما من حزب العمل فقد أطلق الحصارُ رصاصة الرحمة على حزب العمل .
9- أيضا حصار غزة الذي يعرّض نظام حسني مبارك في مصر للخطر ، مما يهدد السلام والأمن بين الدولتين .
10- أيضا حصار غزة الذي يُناقض المبادئ الأخلاقية لكل الإسرائيليين ممن هم في الصورة أو خارجها ، فالحصار يجري بالنيابة عنهم جميعهم .

يسمح بالاقتباس بشرط ذكر المصدر


ترجمة / توفيق أبو شومر


موقع أريج الثقافات


www.Areejel-thakafat.com