مؤتمر الرواية الفلسطينية
حضــــرت الحكايــــة وبقــــي المــــكان
إذا كانت الرواية عند الكاتب والروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا مملكة الكذب، فإن الرواية الفلسطينية هي مملكة الحق، ومملكة الصدق واليقين، وهذا ما عبرت عنه الأبحاث التي قدمت في مؤتمر الرواية الفلسطينية، إذ أفصحت بالحق والصدق.
فبمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م، واحتفاء بهذه المناسبة أقامت وزارة الثقافة مؤتمر الرواية الفلسطينية ما بين الثامن والعاشر من هذا الشهر.
قدم في المؤتمر خمسة عشر بحثاً، عالجت العديد من شؤون الرواية الفلسطينية وشجونها، وتنوعت مضامينها من البحث في المكان وجمالياته إلى البحث في لغة السرد إلى معالجة الجوانب الفنية في هذه الرواية وإلى غيرها من الرؤى النقدية.
كما قدمت بعض الشهادات الروائية لروائيين وروائيات عرب، منهم الروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور، وكذلك شهادة الروائية السورية الدكتورة هيفاء بيطار وأيضاً شهادة الروائي الأردني جمال ناجي.
في الجوانب الفنية
أما الأبحاث المقدمة إلى هذا المؤتمر، فقد قدم الدكتور سلطان سعد القحطاني من السعودية بحثاً في الجوانب الفنية في الرواية الفلسطينية، ورأى فيه أن ورقته تتعلق بالجانب الفني في هذه الرواية والتي هي من وجهة نظره عربية قبل أن تكون فلسطينية، بعيداً عن هذا التقسيم الشكلي الذي فرضته الظروف، أي القول برواية فلسطينية كما نقول برواية مصرية وسعودية وسورية وما إلى هناك، فالمحصلة أنها عربية. وهذه الرواية بدأت على ثلاث مراحل بدءاً من عام 1920 حيث هناك روايات عدة كانت تقلد الروايات المترجمة إلى العربية، واعتبر أن الرواية الفلسطينية توزعت بين ثلاثة كتّاب، كاتب من داخل الأرض، وكاتب عربي صور عبر الحياة، وكاتب فلسطيني من خارج الأرض المحتلة كإبراهيم نصر الله في (حلم البراري).
ويرى الدكتور سلطان أن الدراسات تركزت على جيل المقاومة، وأهملت في الوقت نفسه وأضعفت الجوانب الفنية في الرواية الفلسطينية. وورقته تناقش الجانب الفني من خلال محورين أساسيين هما:
أولاً: البناء الروائي.
ثانياً: ملامح الإنسان الفلسطيني من خلال السرد.
ويقوم هذا المحور على ملامح الإنسان الفلسطيني المقهور في أرضه وعيشه اليومي، وطريقة تفكيره في حل الأزمات من خلال السرد الواقعي للحياة اليومية في الأرض المحتلة.

العنوان والدلالة
أما الدكتور خليل الموسى من سورية فقد ناقش العنوان والدلالة في الرواية المقدسية متخذاً من رواية (مدينة الله) لحسن حميد أنموذجاً.
وتضمن بحثه أربعة مقاطع:
أولاً- ما قبل القراءة: الرواية المقدسية، وتناول فيها الكاتب الروايات التي اتخذت من القدس مكاناً لأحداثها إن من خلال التسمية المباشرة، أو التلميح كحارة النصارى لنبيل خوري، والسفينة لجبرا إبراهيم جبرا، معتبراً، أن رواية «مدينة الله» رواية القدس الأولى بامتياز.
ثانياً- العنوان والدلالة، وما ورد فيه في النقد المعاصر، وخاصة في كتابات ما بعد البنيوية.
ثالثاً- «مدينة الله» العنوان والدلالة، ويتضمن المقطع تحليل المستوى اللغوي والبحث في مدلولاته، من خلال البؤرة العنوانية التي تشكل مركزاً نصياً مشعاً.
رابعاً- الانبناء: جدلية العنوان والنص، ودرس فيه انتشار العنوان في النص، وانضباب النص في العنوان.

لغة السرد
في «عباد الشمس»
فيما تناول الدكتور غسان غنيم من سورية لغة السرد لدى الروائية سحر خليفة، من خلال روايتها «عباد الشمس» إذ تناولت سحر خليفة في روايتها مآل الفصائل الفلسطينية والعمل الفلسطيني في سبعينيات القرن المنصرم. وابتداء من هذه الرواية - كما يرى غنيم - تحتفي خليفة بالثنائيات، فظهرت ثنائية الرجل والمرأة، لتبرز الكاتبة واحدة من دعاة حقوق المرأة بحيث تكون متساوية مع الرجل في كل شيء.
على أن المسألة المهمة كما يرى غنيم تتعلق بالسرد داخل الرواية أكثر من تعلقها بالمضمونات التي عالجتها على أهميتها، فإن كانت الكاتبة روائية بارعة، وقادرة على جذب القارىء والمتلقي، إلا أن اللغة الأدبية ليست مطواعة بين يديها.
وصحيح أن لغة السرد تتعدد بتعدد الشخوص، إلا أن أدبية اللغة في الرواية تحتاج المزيد من الارتفاع كي تتصالح لغة الراوي مع لغة الأديب الكاتب. ولغة سحر خليفة لغة بسيطة، إذ تحاول نقل الواقع كما هو بعيداً عن سمو اللغة الأدبية، فهي تنقل حكايات بألسنة رواتها البسطاء، بحيث لا نلمس التدخل الأدبي الذي يسمو بلغة السرد ليصل به إلى مستوى الأدبية العالية، وسحر خليفة لا تدخل لغة الشخصيات لديها في مصهر الأديبة في داخلها لتنمو لغة الرواية.

اختزنت بوصفها
رواية قضية فقط
وقد رأى الناقد السوري الدكتور نضال الصالح أن الرواية الفلسطينية سلبت الكثير من حقوقها على مستوى الأداء النقدي، إذ ارتهنت في الأداء النقدي العربي إلى كونها رواية قضية فلسطينية فحسب، أي أنها اختزنت بوصفها رواية قضية وليس بوصفها رواية بالمعنى الدقيق للفن الروائي.
وتحدث الصالح عن ورقته التي تدور حول القدس في الرواية الفلسطينية، كيف تجلت هذه المدينة في الرواية الفلسطينية، وكيف استعيدت روائياً، وأشار إلى أهمية القدس ليس بوصفها فضاءً روائياً فحسب، بل بوصفها فضاءً رمزياً، وهذا ما لم ينتبه إليه الكثير من الذين قدموا معالجة لموضوعة القدس في الرواية الفلسطينية، التي تجاوزت فضاءها العربي، ليصبح لها حضور لافت للنظر في المنجز الروائي العالمي.
ورأى الدكتور نضال الصالح أن ثمة فروقاً جوهرية لافتة للنظر بين أداء الروائيين العرب في هذا القطر أو ذاك، فلا نستطيع أن نقول: إن ثمة نصاً روائياً عربياً أخلص كلية للقدس، إلا في مطلع الألفية الثالثة، وما سبق كان على استحياء.
ونوه إلى نصين روائيين، أولهما نص للروائي العراقي علي بدر بعنوان: «مصابيح أورشليم»، وهو الذي استلهم فيه علي بدر سيرة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، وكتب على ضوئها نصه الروائي، الذي يعد علامة فارقة في التجربة الروائية العربية السيرية، التي تحرر السيرة في كونها ذكريات لتصبح إبداعاً بالمعنى الدقيق للكلمة.
أما الروائي العربي الآخر فهو الجزائري واسيني الأعرج، حيث نكتشف أن ثمة عملاً روائياً مهماً له في هذا المجال، وهو يكاد يتناص حكائياً إلى حد كبير مع سيرة إدوارد سعيد، وذلك العمل هو «سوناتا لأشباح القدس».

فانتازيا السرد والمكان
وكانت ورقة الدكتور إبراهيم خليل من الأردن بعنوان «فانتازيا السرد والمكان في الرواية الفلسطينية»، تحدث فيها عن علاقة السارد فلاديمير بودنسكي بالمكان، وهو القدس خاصة، وفلسطين على وجه العموم في رواية «مدينة الله» لحسن حميد، وكذلك علاقة الحوذي جو مكميلان بهما، وما يتجلى في سرد الراوي والحوذي من حكايات عن الأمكنة تتصف بالخيال المفرط الغرائبي والعجائبي، ومن ذلك ابتعاث القصص الشعبية والجغرافية عن السيد المسيح، وما حيك من أساطير عن الأمكنة.
كما تسلط الورقة الضوء على المشهد المكاني، حيث يتجاوز فيه الكاتب القواعد الوصفية القائمة على المحاكاة، تجاوزاً يجعل هذا المشهد يقترب من القصص العجائبي، في لغة تغلب عليها روح الشعر، فضلاً عن جانب الوصف التخييلي.

فضاء اللجوء
الفلسطيني الروائي
فيما تكلم الدكتور عبد المجيد زراقط عن فضاء اللجوء الفلسطيني الروائي، إذ لا يخفى أن الفقد الفلسطيني يتمثل في فقد مكان الوجود، الوطن، واللجوء إلى مكان آخر مؤقت ريثما تتم استعادة الوطن المفقود، وهكذا تتشكل ثنائية مركزية طرفها الأول الوطن المفقود وطرفها الثاني مكان اللجوء/ المخيم.
وقد استخدم الدكتور زراقط مصطلح الفضاء الروائي بدلاً من المكان، لأن الفضاء يشمل الأمكنة جميعها، كما تقدمها عناصر القص المنتظمة في سياق حركة تشكل البناء الروائي، وهذه الدراسة كما يقول زراقط تحاول أن تتبين هوية هذا الفضاء كما تمثل روائياً، وأن تتعرف أيضاً إلى موقعه في البناء الروائي ودوره في إنتاج فاعلية هذا البناء الجمالية الدلالية، وذلك من خلال رواية «تعالي نطيّر أوراق الخريف» لحسن حميد وذلك بوصفها أنموذجاً للرواية الفلسطينية الأكثر تمثيلاً لهذا الفضاء.

سجلوا
ما أغفله المؤرخون
أما الناقد الفلسطيني الدكتور فيصل دراج فتحدث عما قام به الروائيون الفلسطينيون حين سجلوا ما أغفله المؤرخون، وكتبوا ما لا يستطيع المؤرخون كتابته، ولا سيما أن الروائي يعنى بأمور أكثر أهمية من تسجيل الوقائع، فهو يعنى بحياة الإنسان الفلسطيني اليومية، بما فيها من شقاء واغتراب ونضال ومقاومة، وهناك خمس روايات فلسطينية تعطي صوراً عن مآل فلسطين منذ أن كان الفلسطينيون يعيشون بألفة مع أرضهم، مروراً بالمنفى وشقائه، وصولاً إلى الوضع المأساوي الراهن، وهذه الروايات هي:
1ـ «أنين القصب» لحسن حميد التي استعادت زمناً غنائياً قبل أن يصل الفلسطينيون إلى المنفى.
2ـ «صيادون في شارع ضيق» لجبرا إبراهيم جبرا.
3ـ «أم سعد» لغسان كنفاني التي عبرت عن الانتقال من بؤس الانتصار إلى الكفاح.
4ـ «سأكون بين الوز» لحسين البرغوثي التي وصفت فيها أطلال فلسطين بعد «اتفاقية أوسلو».
5- «العقرب الذي يتصبب عرقاً» لأكرم مسلم التي سجلت ملامح إنسان فلسطيني في زمن سلطة لاتستطيع أن تكون سلطة.
أصل وفصل
وحكاية ضياع البلاد
أما «أصل وفصل حكاية ضياع البلاد» فكان عنوان بحث الدكتورة لطفية برهم من سورية التي اتخذت من رواية«أصل وفصل» لسحر خليفة متناً لها، وراحت تعمل على تحليل الخطاب السردي للوصول إلى الحكاية الكبرى، حكاية ضياع البلاد عبر سيرة عائلة فلسطينية عريقة.
ورأت برهم أن الكاتبة تعيد قراءة تاريخ فترة لم تكن شاهدة عليها، معتمدة على البحث والتوثيق وذكر المصادر التاريخية والأدبية في الحواشي اعتماداً يجعل هذه الأدوات تقنية من تقنيات بناء النص الروائي، فضلاً عن أنه لايمكننا أن نعد هذا النص نصاً تاريخياً أو توثيقياً.
وتأتي دراسة «جماليات العنوان في الرواية الفلسطينية» في سياق تنامي الاهتمام النقدي بالعتبات النصية كما يرى الدكتور نذير جعفر من سورية وذلك بوصفها فضاء محيطاً بالنص السردي حيث يتفاعل معه متناً وخطاباً، وتم تناول الدراسة من خلال أنموذجين الأول من داخل الأرض المحتلة وهو رواية«صورة وأيقونة وعهد قديم» لسحر خليفة والأنموذج الثاني من خارج الأرض المحتلة وهو رواية «أنين القصب» لحسن حميد، وذلك لحداثة هذين النصين زمنياً وفنياً، ولارتباط الأول منهما بالقدس معايشة وفضاء مكانياً وتخييلياً من جهة، وارتباط الثاني بالنزعة النوستالوجية إلى مسقط الرأس عبر مخزون الذاكرة، ومن خلال الموروثات الحكائية الشفوية والتراث الشعبي.
وتحدث الدكتور عادل فريجات من سورية عن رواية الواقع الفلسطيني الراهن، متخذاً من رواية«مدينة الله» لحسن حميد أنموذجاً، وتحدث عن تقنية الرواية، أي الرسائل، وقد عدها رواية مكان وأمكنة بامتياز ، وأبرز تلك الأمكنة كانت مدينة القدس التي أسماها الروائي حسن حميد مدينة الله.

البحث عن وليد مسعود
وقد خص الناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم رواية«البحث عن وليد مسعود» لجبرا إبراهيم جبرا الورقة البحثية لأسباب ثلاثة كما يرى أولها: سبب إجرائي هو شهرة الرواية، وثانيها: أن هذه الرواية تسير على مستوى التأويل وفق مسألة في غاية الأهمية ويراها تندرج في صلب المؤتمر: مفهوم الهوية السردية التي شكلها السرد للفلسطينيين وقضيتهم، كما أن هذه الرواية تقترح سؤالاً أكثر أهمية هل الشخصيات المحيطة بوليد مسعود هي التي تعكس قضية وليد وقضية شعبه؟ أم أن وليد مسعود هو الذي كان مرآة عاكسة لقضايا هذه الشخصيات وشعبها العراقي.
وثالثاً: الفضاء السردي في هذه الرواية هو فضاء سردي عراقي، فوليد انعكس في هذه المرآة وكان مرآة لسواه من الشخصيات التي مثلت النخبة العراقية، وهذه هي الأسباب التي رجحت الحديث عن هذه الرواية.

المكان في بعده الوظيفي
ويرى الدكتور أحمد حيدوش من الجزائر أن بحثه يدخل في إطار الدراسات التي تنظر إلى المكان من حيث بعده الوظيفي، وتنظر إليه نظرة شمولية من خلال أبعاده الهندسية وشؤونه الجمالية والفكرية والاجتماعية، وذلك من خلال رواية «وداع مع الأصيل» لفتحية محمود الباتع.
ويدور البحث حول ثلاثة محاور هي:
1-تحديد المصطلح: المكان، الفضاء، الفاتحة النصية.
2- المكان وتحديد معالم تشكل الفضاء في الرواية.
3-إيقاعية المكان.
وتحدث الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب عن المكان لا بوصفه طبيعة أو قيمة طبيعية وجمالية، وإنما بوصف المكان قيمة وظيفية دلالية، وذلك من خلال رواية«عائد الى حيفا» لغسان كنفاني وكان عنوان البحث هو «المكان المقاوم والمقدس»، حيث يمثل المكان كما يرى جمعة رمزية حالة التشتت وحالة حلم العودة. وإن عنوان«عائد إلى حيفا» هو إطار زمني مكاني رؤيوي فضائي دلالي، فمن العنوان نقرأ محنة اللجوء والتشرد، كمــــــــــا أن العنوان نفسه«عائد إلى حيفا» يطالعنا بروح الثورة على حالة الضياع التي نكب بها بطل الرواية.

السؤال الأكبر
أما الروائي والناقد السوري نبيل سليمان فقد تحدث أنه بلغة الأرقام بلغت المدونة الروائية الفلسطينية50 رواية بين عامي 60و70 من القرن الماضي، ونافت هذه المدونة خلال العقود الثلاثة التالية على مئتي رواية، وعبر ذلك وفيما تلاه بدا أن السؤال الأكبر هو سؤال المقاومة أياً تكن تلك المقاومة، والأهم والأعم هو ما يتعلق بسؤال المقاومة في الرواية الفلسطينية بتحرير المعنى في غمرة تضبيبه وأدلجته وصولاً إلى الحديث عن أصوله.
وتقف دراسة الروائي الفلسطيني حسن حميد عند النقاط الآتية:
أولاً- إن الحراك الفلسطيني عامة والأدب خاصة يعود في كليته ومعناه إلى ارتجافة المجتمع الفلسطيني المأساوية التي لفته من بدايات القرن العشرين وحتى الآن.
ثانياً: إن العقل الفلسطيني كان ناشطاً طوال تاريخه بين عقلين فذين هما العقل الشامي والعقل المصري.
ثالثاً: إن أغلاطاً فاقعة لفّت التاريخ الأدبي الفلسطيني فنسبت مؤلفات لأشخاص لم يكتبوها، ونسبت مؤلفين إلى مدونة هذا الأدب، والحق كان أن ينسبوا إلى مدونات عربية أخرى. وكذلك نسبت نصوصاً أدبية إلى أجناس أدبية أخرى، كأن تنسب قصصاً قصيرة إلى جنس الرواية والعكس صحيح.
ثم وقف حسن حميد في إشاراته النقدية عند ثلاث روايات، الأولى للروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور «شبابيك زينب» الذي يحوم حول القدس ولا يستطيع أن يتنفس إلا عندما يمر بالقدس.
ثم رواية الروائي العراقي علي بدر «مصابيح أورشليم» ورواية محمد السلماوي «الخرز الملون».

شهادات
- الروائي رشاد أبو شاور أشار في شهادته بإشارات سريعة إلى جبرا وإميل حبيبي وغيرهم، ورأى أن الروائيين الفلسطينيين لم يكتبوا إنشاءً، بل كتبوا فناً راقياً يضيف للرواية العربية.
ودعا إلى قراءة الرواية وشرح مفهوم الرواية وما هو الروائي، كما تحدث عن الروائيين السوريين الذين كتبوا عن فلسطين وأشار إلى الراحلين عبد السلام العجيلي وممدوح عدوان صاحب الرواية الملحمية «أعدائي».
وقال: إن الروائيين الفلسطينيين تجمعهم فلسطين من حيث الانتماء الإقليمي والجغرافي والنكبة ولكنهم يختلفون. وإن إشارات بسيطة لجبرا وإميل تبين كم قدم هؤلاء للرواية الفلسطينية من حيوية التجربة الروائية.
- وتحدثت هيفاء بيطار الروائية السورية عن السيرة الذاتية للدكتور هشام شرابي، من خلال مسيرته الذاتية معتبرة إياها رواية للدكتور الشرابي.
- أما الروائي جمال ناجي فتكلم عن المكان الروائي بمفهومه الأخلاقي لا عن مكان محدد بعينه، وقال إنه يعرف من وضع المكان ذلك الوجيب الأليف وتلك الأصوات الحجرية المتداخلة، ويعرف أيضاً أنه مع روائيين آخرين شارك في مؤامرة نفي المكان بعد أن توصل إلى ضرورة الهرب منه بوصفه وجوداً متلبداً متبرماً لا يقوى على احتمال التوق إلى التحليق والانفكاك منه.

توصيات
- وقد اختتمت أعمال المؤتمر بتوصيات وتوجيهات انتهى إليها المشاركون وهي:
أولاً: ضرورة الاهتمام بالأدب الفلسطيني شعراً ونثراً، والتركيز على ما يتصل منه بالقدس.
ثانياً: أن تولي الوزارة اهتماماً خاصاً بالأدب الفلسطيني المخطوط، ونشر الجيد منه.
ثالثاً: أن يصار إلى إنشاء مكتبة للدراسات الفلسطينية، وأن ترفد بكل الوسائل الناجحة.
رابعاً: إعداد ببلوغرافيا عن الأدب الفلسطيني وموضوعاته والأعلام الذين شاركوا في كتابته فلسطينيين كانوا أو عرباً أو أجانب.
خامساً: إعادة نشر الكتب النادرة والمفقودة في الأدب الفلسطيني منذ أواخر القرن التاسع عشر.
سادساً: إنشاء لجنة دائمة للنظر في كل ما يتصل بالأدب الفلسطيني وقراءته قراءة نقدية جديدة.
سابعاً: أن تطبع أعمال هذا المؤتمر بحوثاً وشهادات في حولية تصدر عن وزارة الثقافة.
ثامناً: أن يقام هذا المؤتمر سنوياً، ويرفد بموضوعات وأسماء جديدة تشمل باحثين ومبدعين من أقطار عربية أخرى.

متابعة: عبد الغفور الخطيب
http://www.albaath.news.sy/user/?id=706&a=65067