منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 28 من 28
  1. #21

    إسرائيل إذ توظف أرحام المتدينات في الحرب الديموغرافية

    اخي الكريم عبد الغفور
    ليس هناك خيار الا الحرب لاستعادة الحقوق فهل بات يراهن عليه حتى بات تنظيمه اصعب؟
    مررت لاحيي جهودك الرائعة

  2. #22
    أشكركم أخي الفاضل على مروركم الكريم

  3. #23
    إعداد النقل

    لقد أثبتت الحروب كافة أن للنقل دوراً كبيراً في اقتصاديات الحرب، إذ يؤثر فيها تأثيرا بالغاً (وخصوصاً الدول النامية إذ يشكل النقل الاقتصادي أي مفتاح وجود الأسواق، لقطاعي الزراعة والصناعة، وبالنسبة لاقتصاد الحرب فأنه يتوقف بشكل رئيسي على انتظام ودقة سياسة التصدير والاستيراد (التجارة الخارجية) والتي تتطلب وجود قطاع نقل ذو كفاءة عالية لضمان عدم تكدس البضائع والمواد في مواقع الشحن والتفريغ، ولأن كفاءة الإنتاج بالداخل تعتمد الى حد كبير على وصول المواد الأولية في الوقت والمكان المناسبين).


    هذا من ناحية أثره في الاقتصاد الوطني واقتصاديات الحرب، أما أثره في القوات المسلحة وتحركها وانفتاحها وتلبية احتياجاتها فله دور كبير رئيس ولا سيما أن مفهوم النقل يعني كل ما يتعلق به من وسائل نقل، برية وجوية ونهرية وبحرية الى طرق تحرك لهذه الوسائل الى معدات تشغيلها وإدامتها وإصلاحها. لذلك فأن إعداد النقل يجب أن يشتمل على هذا المفهوم الواسع لكل نواحي النقل بما يجعله قادرا دائما على خدمة اقتصاديات الدولة وقواتها المسلحة.

    متطلبات إعداد النقل

    لما كان هذا الإعداد يتطلب أموالا كثيرة ووقتا كبيرا وعمالة ضخمة، كان لزاما تحقيق التخطيط السليم المسبق له وتوفير كافة الإمكانات الصحيحة حتى يتم الإعداد المناسب في الوقت المناسب. وإذا نظرنا الى مسرح عملياتنا المنتظر ـ كأمة عربية واحدة ـ وهو مسرح الشرق الأوسط بصفة عامة لوجدنا أن النقل البري من عجلات وسكك حديد يلعب الدور الرئيس ثم يأتي بعده النقل الجوي والبحري والنهري، مما يدعو بإلحاح الى ضرورة ربط الدول العربية بعضها ببعض بالطرق البرية الحديثة والسكك الحديدية اللازمة لسهولة الحركة وزيادة التعاون والتنسيق فيما بينها.

    التخطيط الاقتصادي

    لكل دولة ظروفها وسياستها وأسلوبها في الحياة وبالتالي نظامها الاقتصادي الذي يتلاءم مع مطالبها واحتياجاتها ويعمل على استمرارها وتقدمها. ومع اختلاف النظم الاقتصادية في شتى دول العالم إلا أننا نجدها تنضوي جميعا تحت شكل من أشكال ثلاث: رأسمالي أو اشتراكي أو نظام يحاول الجمع بين الأسلوبين.

    وفي الدول التي تحاول الجمع بين الأسلوبين كما هي معظم الدول العربية:

    أ ـ إن الطرق التي تطبق في إعداد الاقتصاد للحرب، فإن الحكومة تأخذ كل السلطات للتعامل مع القطاع الخاص والمختلط والمؤسسات الأجنبية إن وجدت، ليكون التخطيط شاملا لتعبئة إمكانيات القطاع الخاص وقت الحرب واستخدامها أنسب استخدام لصالح الدولة دون خلل أو تدمير للهيكل العام للقطاع الخاص.

    ب ـ يتم تخطيط إنتاج المعدات الحربية في القطاع العام والمختلط عن طريق تخصيص مهام محددة له، ويمكن استخدام القطاع الخاص لإنتاج بعض المواد ـ وقت الحرب ـ على أساس (العقود)، وإذا استدعت الحالة يمكن للحكومة تعبئة الجزء الضروري من القطاع الخاص للمجهود الحربي.

    دور وزارة الدفاع في إعداد الاقتصاد الوطني للحرب

    تلعب وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش دورا أساسيا في توجيه اقتصاد الدولة وإعداده للحرب وهي تدرس ما يمكن أن يقدمه القطاعان العام والخاص من دعم للمجهود الحربي. وما يجب استيراده. وبذا يصبح من الواضح أن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان هما الجهتان المختصتان بدراسة مختلف المطالب والاحتياجات اللازمة وتقديمها لإدارة المجهود الحربي باستخدام الموارد الاقتصادية للدولة.

    قد يتضمن إعداد موارد الدولة المادية لدعم المجهود الحربي ما يأتي:

    1ـ تحديد احتياجات القوات المسلحة من مختلف المواد الفنية اللازمة لدعم المجهود الحربي وتقديمها للمؤسسات الصناعية والأجهزة المختصة بالتجارة والمالية.

    2ـ تعبئة وسائل النقل (على اختلاف أنواعها) لتلبية الاحتياجات العسكرية وتجهيزها بالمعدات والتجهيزات الإضافية اللازمة لجعلها صالحة للعمل مع القوات المسلحة.

    3ـ تقدير الاحتياط (على مستوى الدولة) من الأغذية والملابس والمواد الطبية الخ، لمواجهة الاحتياجات الإضافية اللازمة لإسناد القوات المسلحة أثناء الحرب والاستعداد لها. وكذلك رفع مقدار المخزون الاحتياطي من المواد الأولية وأنواع المواد الخام السوقية (الإستراتيجية) الأخرى لعمل واستمرار مؤسسات ومصانع الإنتاج الحربي في الإنتاج.

    4ـ وضع الخطط لإعادة توزيع الأفراد المؤهلين من القطاعات الصناعية والمدنية على قطاعات الصناعات الحربية.

  4. #24
    الفصل الرابع

    إعداد الشعب

    يُعد إعداد الشعب للحرب من أهم اتجاهات إعداد خطط الحرب، نظرا لارتباطه بالعنصر الإنساني وطبيعته البشرية. (فالكائن البشري هو صانع الحرب وأداتها الأولى وتستخدم الحرب جميع قوى هذا الكائن المادية والفكرية والعاطفية الكامنة). ويعد الفرد في الدولة الهدف والوسيلة، كما يُعد الضمانة لأيما نجاح يتعلق بالتنمية والبناء والحرب والسلام إذا ما أُحسن استغلاله وتوجيهه.

    وقد عرف قادة النهوض العربي تلك الحقيقة منذ منتصف القرن العشرين (فالحرب هي تعبئة وتنظيم القوى موجودة، وقوانا الموجودة لم تصبح بعد في مستوى القوى الاستعمارية لذلك يجب أن ندعم حربنا بالثورة لتفجير إمكانيات شعبنا الكامنة وتغذية الحرب باستمرار بهذا المعين الذي لا ينضب).

    وتُعد القوة البشرية في عصرنا الراهن من أهم وأمضى أسلحة الصراع وليس من الضروري أن ترتبط القوة البشرية للدولة بعدد سكانها بل بنوعية الشعب والأسلوب السليم في استغلال قدراته. وفي الظروف الفعلية لأمتنا العربية يمثل الشعب أو القوة البشرية العربية واحدا من أهم العناصر الواجب استغلالها حتى حدودها القصوى حيث يعد التفوق فيها على العدو عاملاً حاسما إذا ما أُحسن إعداد الشعب وتنظيم استغلال طاقاته ورفع مستواه الاجتماعي والثقافي وتدريبه وتعبئته.

    أهداف إعداد الشعب للحرب

    يهدف إعداد الشعب للحرب الى تحقيق ما يأتي:ـ

    1ـ الاستخدام الأمثل للقوة البشرية في جميع المجالات مع العمل على إيجاد التوازن بين أداء الفرد للخدمة الوطنية وممارسته لحياته المدنية.

    2ـ زيادة الدخل القومي وتحقيق أكبر وفر مادي وقت السلم لتلبية الاحتياجات الضخمة وقت الحرب.

    3ـ المحافظة على القوة البشرية للدولة وحمايتها أثناء الصراع المسلح.

    4ـ المحافظة على الروح المعنوية المرتفعة لأفراد الشعب وأثناء فترات الصراع.

    5ـ رفع مستوى القدرة العسكرية للقوات المسلحة بتعبئة العناصر الممتازة من أفراد الشعب وقت العمليات في أقل وقت ممكن.

    النواحي الرئيسية لإعداد الشعب للحرب:

    تتمثل النواحي الرئيسية لإعداد الشعب للحرب في الاهتمام العالي ببناء القوات المسلحة، وتطبيق خدمة العَلَمْ (الخدمة الإلزامية) على أبناء الشعب كافة وبناء الجيش الشعبي (المليشيا) والاعتناء به ورفع مستواه من جميع الوجوه فضلا عن إعداد أجهزة الدفاع المدني وإعداد الشعب سياسياً ومعنوياً. وهذا يتطلب ما يلي:

    1ـ الاهتمام ببناء القوات المسلحة من كل الوجوه اهتماما مميزاً، ومعالجة نقاط الوهن أينما ظهرت.

    2ـ تطبيق خدمة المكلفية (الخدمة الإلزامية) والاحتياط لتشمل الجميع وفق ضوابط موضوعة سلفاً، مع تطبيق قوانينها بصورة عادلة وصحيحة.

    3ـ العناية بتجربة الجيش الشعبي عناية جيدة ورعاية هذه التجربة مع التوسع التدريجي في إمكانياتها من جميع الوجوه.

    4ـ العناية بأجهزة الدفاع المدني وتدريب الشباب.

    وسنناقش فيما يأتي أهم عناصر إعداد الشعب:

    التجنيد

    تعتمد معظم الجيوش في العالم في تنظيمها للقوة البشرية في الدفاع عن بلدانها على الخدمة (الإلزامية). فالخدمة الإلزامية هي المنبع الرئيسي الذي تستمد منه الأمة عناصر القوة المتمثلة في الشباب. وما يجعل مسألة التجنيد الإلزامي موضع قبول لدى الجميع هو العدل في تطبيقها، فإعفاء قسم من الشباب من الخدمة الإلزامية سيجعل المشمولين بها فاقدي الهمة والروح الوطنية، ولديهم استعداد للهروب أو التعاون مع الأعداء. في حين تطبيقها بعدل وحزم سيصهر مكونات الشعب في بوتقة حب الوطن والدفاع عنه في همة عالية ومتساوية.

    إن التجنيد الإلزامي عندما لا يُحسن النظر فيه، سيجعل الدولة في وضع مرتبك لا تدير قضايا التعبئة فيها بشكل جيد، وهذا ما مرت به الإمبراطورية في آخر سنين حياتها. كما أن الولايات المتحدة عندما ألغت الخدمة الإلزامية في السبعينات من القرن الماضي جعلها تعتمد أسلوب التعاقد مع المتطوعين من غير أبناء الولايات المتحدة نظير منحهم الجنسية الأمريكية، مما جعل جيشها يفقد روح الانضباط وارتفعت نسبة الهروب من ساحات القتال وارتفعت كذلك نسبة المنتحرين من صفوف القوات المسلحة.

    كما أن المجندين الذين يحسون أنهم يخدمون أشخاصا لأهدافٍ اقتصادية أو سياسية فئوية، في حين أبناء من يدفعهم للحرب يقبعون في أجوائهم المريحة، سيخلق حالات من التمرد قد تترجم بقتل الزملاء في الجيش أو التعاون مع الأعداء.

    الموازنة بين خدمة (العَلَمْ) والاحتياط

    تعتبر تلك النقطة من أكثر الأمور العسكرية البالغة الصعوبة، حيث أن تحديد حجم القوات المسلحة في السلم والحرب يخضع الى عدة ضوابط مهمة منها: الوضع الاقتصادي للبلد وتوفير الأيدي العاملة، وهذه تميل بصورة طبيعية نحو التقليل من القوات المسلحة الى الحد الأدنى الذي يتيح للبلد تنمية اقتصادية وبناءً حضارياً وذلك بهدف عدم استنزاف الأيدي العاملة وزجها في القوات المسلحة.

    إلا أنه ومن جانب آخر يجب مراعاة الظروف المحيطة بالبلد والموقف السياسي والعدو أو الأعداء المنتظر مواجهتهم وأهدافهم وإمكانياتهم وأسلوبهم في الصراع.

    يتبع

  5. #25
    إعداد الجيش الشعبي

    يعود تأسيس أول (جيش شعبي) في العالم الى عام 1688 حين تم تجنيد أول (ميليشيا) إقليمية في فرنسا وكانت تضم (25000) رجل في (30) فوج، كانوا يتدربون أيام (الآحاد).

    ومفهوم الجيش الشعبي (الميليشيا) مفهومٌ عام، إلا أنه يختلف في صيغته العلمية من دولة الى أخرى. ولكن الجميع يتفقون على أن الجيش الشعبي هو قوة إضافية لتعزيز القوات المسلحة سواء كان هذا التعزيز عن طريق حماية أمن الجبهة الداخلية تجاه التدخل المعادي الخارجي المحمول جواً، أو مواجهة (الطابور الخامس: العملاء وأعوان العدو الداخليين)، أو المشاركة الفعلية في القتال جنبا الى جنب مع القوات النظامية.

    تختلف الغاية التي يؤسس من أجلها الجيش الشعبي من دولة الى أخرى، وربما اختلفت التسمية أيضاً (وقد يكون انبثاقه نتيجة حالة طارئة خاصة كما حدث في فرنسا وبعض الدول الأوروبية عندما اكتسحت الجحافل الألمانية تلك الدول في الحرب العالمية الثانية. وقد يكون مفهوم الجيش الشعبي مفهوما سوقيا هدفه النضال الطويل ضد غاصب أجنبي كما حدث في دول الهند الصينية).

    وتلجأ دولٌ الى هذا النمط من التعبئة الشعبية عندما يكون التهديد متواصلا، ومحيطها غير مأمون كما حدث في كوبا والعراق عندما أراد الأخير تأميم نفطه، فقد بادر الى تشكيل جيشه الشعبي في 8/2/1970 وكان جاهزاً مستنفرا في ليلة 1/6/1972 عندما أعلن تأميم نفطه.

    تدريب الجيش الشعبي

    أ ـ التدريب العسكري: ويشمل تدريب الأفراد على استعمال أسلحة المشاة المختلفة وأسلحة مقاومة الدبابات ومقاومة الطائرات ضمن مدتي التدريب الفردي والتدريب الإجمالي وما يتضمن من مظاهرات وتمارين وقتالات خاصة.

    ب ـ التدريب البدني: ويتضمن الرياضة البدنية والتسلق والسباحة والمسيرات الراجلة من أجل تطوير قابلياتهم البدنية.

    ج ـ التدريب النفسي: والغاية منه تقوية العوامل النفسية والمعنوية للمقاتلين وإشعار كل مقاتل منهم بأنه جزءٌ مهم في هذا المجتمع له أهميته ومكانته، فيه وله دوره في الدفاع عن الوطن والأمة.

    د ـ الثقافة العسكرية: وتهدف الى تزويدهم بالمعلومات العسكرية التعبوية والفنية التي تؤهلهم للقيام بواجباتهم العسكرية، إضافة الى تدريسهم التأريخ العسكري العربي.

    ويجب التأكيد على مسألتين مهمتين في علاقة الجيش الشعبي بالجيش النظامي وهما التعاون والتنسيق في كل مكان يتواجد فيه الجيشان معا.

    وتبرز أهمية وحدات وكراديس الجيش الشعبي بأن تنظيماتها تحترف دقائق وتفاصيل جغرافية المنطقة التي تتواجد فيها، فهي تعرف ممرات الخروج والدخول للأحياء وأمكنة الاختفاء والمفاجئة، وهي بهذه الخاصية قد يوكل لها مهام التعامل مع المظليين في بعض المناطق، كما أنها قابلة للتحول الى تنظيمات متمرسة في حرب الشوارع.

    إعداد الدفاع المدني

    لقد أكدت الحرب العالمية الثانية أن أعمال الدفاع المدني تعد جزءا متمما لأعمال القوات المسلحة. فالدفاع المدني من العناصر المهمة في إعداد الشعب وهو: (مصطلح يُطلق على الجهود المنظمة التي تبذل من قبل السلطات الحكومية والمنظمات الجماهيرية لحماية السكان المدنيين وممتلكاتهم ومرافق البلاد الحيوية وثرواتها المختلفة من أخطار الغارات الجوية والأعمال العدوانية الأخرى التي تتعرض لها البلاد أثناء الحرب).

    ولا يقتصر دور الدفاع المدني على حماية منشآت الدولة والمواطنين أثناء الحرب فقط، بل يمتد الى الأخطار الآتية من الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والحرائق الخ.

    واجبات الدفاع المدني

    أولاً: زمن السلم

    1ـ إنشاء الملاجئ العامة.
    2ـ تهيئة المستوصفات ومراكز الإسعاف لإغاثة المصابين.
    3ـ تكوين فرق الدفاع المدني للمناطق السكنية وتدريب المتطوعين وتوعيتهم.

    ثانياً: زمن الحرب

    1ـ التعاون مع الدفاع الجوي وإنذار المواطنين بواسطة صفارات الإنذار.
    2ـ التعاون مع المعنيين لمنع تنقل المواطنين أثناء الغارات الجوية وحثهم على التوجه الى الملاجئ.
    3ـ إخلاء المناطق المنكوبة ونقل المصابين.
    4ـ رفع الأنقاض وإنقاذ الموجودين تحتها وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
    5ـ إبعاد المواطنين عن المناطق المتضررة وعن مناطق القنابل غير المتفجرة.
    6ـ التعاون مع رجال الإطفاء في إطفاء الحرائق.

    وهناك مسألة مهمة جدا، وهي مسألة ازدياد الكثافة السكانية في دولة ما أو مدينة ما، إذ تعيق هذه الظاهرة عمل فرق الدفاع المدني، فازدياد كثافة السكان في منطقة ما يرافقه زيادة في الإصابات وعدم حرية حركة فرق الدفاع المدني. ومن هنا فإن الدول التي تخطط بشكل سليم تتبع سياسات توزيع السكان على مختلف مناطق بلادها، وهذا يتطلب وقف هجرة سكان الريف الى المدن، ويتطلب معه توزيع المشاريع والجامعات ومراكز الكسب والرزق على مختلف أنحاء الدولة.

    يتبع

  6. #26
    الإعداد السياسي والمعنوي للشعب

    يُعد العامل السياسي المعنوي أهم مصدر للروح المعنوية للدولة عامةً، ولقواتها المسلحة خاصةً، فهو يمثل في الأساس المحصلة الناتجة عن النظام السياسي للدولة والخصائص الحضارية الطبيعية للشعب.


    من هنا كان الإجماع على الأهمية العظمى للروح المعنوية، فهي التي تعبر عن قدرة الدولة (شعبها وقواتها المسلحة) على تحمل ويلات الحرب والصمود أمام أي جهد مادي ومعنوي خلال فترة الحرب.

    ومن الواضح أنه لا يمكن تحقيق الروح المعنوية العالية للقوات المسلحة ما لم تكن الحالة المعنوية للشعب عالية تلك التي تنبع من إعداده السياسي والمعنوي وخاصة في الظروف المعاصرة لإدارة الحرب إذ يختفي الفاصل بين الجبهة وعمق ومؤخرة الدولة نتيجة للتطور الهائل في الأسلحة وفي معدات القتال وإمكانياتها في الوصول الى أية نقطة في عمق الدولة.

    إيمان الشعب

    يُعد الإيمان بالقضية والإخلاص للمبدأ عاملاً أساسياً في التأثير في القوى المعنوية. وقد أثبتت الحروب والانتصارات عبر التأريخ بأن غرس العقيدة والشعور الوطني والديني والقومي في نفوس أبناء الوطن، خَلَق منهم مقاتلين غير مبالين بقوة العدو وسلاحه، فللمقاتل سلاحان: مادي ومعنوي.

    والسلاح المعنوي هو ما يتوفر في القلب ويثبت في الصدور، إنه الإيمان الكامل بالله وبالعقيدة التي يحملها والهدف الذي يقاتل من أجله. فالفئة القليلة المجهزة بالسلاح المعنوي غلبت الفئة الكبيرة من أعدائها، لقوله تعالى { قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئةً كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين}

    وللإعداد المعنوي للشعب أهمية كبيرة في ظروف التوتر، إذ أن استخدام أسلحة التدمير الشامل وقسوة الحرب يتطلبان درجة عالية من المعنويات لدى أبناء الشعب، وإن توجيه الشعب للحرب يشمل بصورة أساسية تعزيز روح البطولة وحب الوطن مع حث الشعب على تحمل المشاق في الحرب في سبيل إحراز النصر.

    إن إقناع أبناء الشعب بعدالة قضيتهم مع التأكيد على ثقتهم بقيادتهم الحكيمة والحازمة، كما يجب تعزيز ثقة الشعب بقواته المسلحة، باستخدام جميع الوسائل الممكنة للتربية السياسية والمعنوية، كالتنظيمات السياسية والنقابية والإعلامية المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفزيون وسينما ومسرح، كلها عوامل تصب في توضيح ما سيؤول إليه ذلك الصمود من نصر أو من ويلات تعم الجميع في حالة الهزيمة.

    [ومن التاريخ الحديث نماذج كثيرة على أهمية التعبئة الشعبية فكريا وسياسيا في تعزيز صمود أبناء الشعوب، فيتنام، كوبا، العراق، حرب لبنان 2006، وحرب غزة 2008/2009]

    العوامل المؤثرة في الروح المعنوية

    هناك ثلاثة عوامل تؤثر في الروح المعنوية لشعب هي:

    أ ـ العوامل الفكرية

    ستخاطب أجهزة الإعلام المعادية الشعب، مبينة سوء أفكار القيادة السياسية وعدم مراعاتها لظروف شعبها، وسوق البلاد الى مستقبل سيء، وستجد مثل تلك الدعايات من يسمعها أو يروجها من أبناء الشعب.

    فعلى القيادات السياسية وهيئات التوجيه المعنوي، حشد طاقاتها ومفكريها وكتابها في دحض مثل تلك الأفكار وملاحقة الأصوات الداخلية المرددة لمثل تلك الدعايات حتى لا تؤثر في التفاف الشعب حول قيادته أثناء الحرب.

    ب ـ العوامل النفسية

    نظرا لتطور وسائل الإعلام الحديثة، فإن الأعداء سينشرون تصريحات كاذبة على لسان بعض الكتاب أو القادة وينسبون أقوالاً لشخصيات اعتبارية في البلاد، تشكك بإمكانية الدولة بالصمود أو الانتصار. كما ستقوم وسائل الإعلام بالتركيز على بعض الصور في المناطق التي تتعرض للقصف، لبث الرعب في نفوس المواطنين وزعزعة صمودهم.

    وفي هذه الحالة، على الدولة التركيز على دحض مثل تلك الصور، وحشد صور لنماذج تدعو للصمود والبطولة، كما على الدولة أن تكثر من ظهور رموز قياداتها في أجهزة الإعلام بصورة تبعث على التفاؤل والصمود.

    ج ـ العوامل الاقتصادية

    ستحاول بعض الجهات جعل بعض المواد التموينية غير متوفرة للمواطنين، وستظهر بعض المشاكل التي تبرز صعوبة حياة المواطنين في تسيير أعمالهم وحصولهم على رزقهم. وهذا قد تم تناوله في تهيئة الظروف الاقتصادية وتخزين ما يلزم لشهور طويلة.

    وعلى المنظمات المدنية والحزبية وهيئات العمل الخيري التطوعي المساعدة في تلافي مثل تلك المظاهر.

    كما على الدولة تعطيل الشكاوي المتعلقة بتسديد الديون فيما بين أفراد الشعب أو شركاته ومؤسساته الخاصة بأسلوب يضمن التسديد والصمود في نفس الوقت.

  7. #27
    الفصل الخامس

    إعداد أراضي الدولة كساحة للعمليات

    تتميز الحروب الحديثة عن سابقاتها باستخدام أسلحة متطورة في بعد مداها وقوتها التدميرية كالصواريخ والطائرات بعيدة المدى، مما يجعل جميع أراضي الدولة مهما بلغت مساحاتها وعمقها، عرضةً للوقوع تحت تأثير هذه الأسلحة، ولقد أصبح من المسلم به اعتبار كل هذه الأراضي ساحة للعمليات بمفهومها الواسع، مما يتطلب بالضرورة إعدادها لمواجهة آثار الصراع المسلح.

    إلا أن من الطبيعي أن درجة إعداد أراضي الدولة سوف تتباين، فالمناطق المرشحة لأن تكون ساحة للعمليات العسكرية الأساسية، يجب أن تكون الأكثر إعداداً كما ينبغي أن يكون لها أسلوبها المميز، أما مناطق الأهداف الاقتصادية والحضارية والعسكرية الحيوية في عمق الدولة فيجب إعدادها أيضاً، ولكن بطريقة وأسلوب آخر مختلف نوعاً ما.

    الهدف من إعداد أراضي الدولة كساحة للعمليات

    إن الهدف من إعداد أراضي الدولة كساحة للعمليات، هو تهيئة الظروف المناسبة لسرعة وسرية انفتاح القوات على الاتجاهات المختلفة. الى جانب توفير أنسب الظروف للاستخدام المؤثر لجميع الأسلحة والمعدات وإتباع أنسب أسلوب قتالي مع تحقيق الخداع والتمويه والاختفاء ووقاية القوات وإعاقة أعمال العدو. يقول (كلاوز نيتز): (( ليست الأرض بمساحتها وشعبها منبع كل قوة عسكرية فحسب، بل إنها تشكل على الأقل مسرح العمليات أو تمارس عليه تأثيراً هاما)).

    كذلك فإن الإعداد المسبق لساحة العمليات سيجنبنا المباغتة. لأن ساحات العمليات سوف تدرس دراسة تفصيلية وتخصص لها القوات الكافية للمراقبة والأخبار ومن ثم قتال التعويق لحين وصول القوات الرئيسية.

    متطلبات إعداد ساحة العمليات

    مع افتراض أن كافة أراضي الدولة قد أصبحت ساحة للعمليات يحتمل أن تعمل فيها القوات المسلحة (إلا أن هناك اتجاهات معينة في كل دولة ـ وهي عادة المناطق المتاخمة لحدودها ـ تكون الأكثر احتمالا لاستخدام القوات العسكرية، وبالتالي تحتاج الى تجهيز خاص يتسم بصفة عامة بالصفات العسكرية أساسا لتسهيل عمل القوات المسلحة وتوفير متطلباتها من الانفتاح والمناورة والخطوط الدفاعية.. الخ).

    لذلك نجد أن إعداد مسرح العمليات يشمل العديد من الأعمال معظمها أعمال (هندسة) لإعداد مناطق التجمع والمناطق الابتدائية لفتح القوات والخطوط والأنظمة الدفاعية وإقامة المواقع بجميع أشكالها من ألغام وأسلاك وخنادق مضادة للدبابات وتجهيز الطرق والنياسم، والمناطق الإدارية، إضافة الى إنشاء مراكز للقيادة والسيطرة ومطالب الخداع السوقي والتعبوي. كما يشمل أيضاً إعداد وتجهيز مطالب القوة الجوية والدفاع الجوي والقوة البحرية وطرق النقل المختلفة والمستودعات والمخازن والمستشفيات وغيرها.

    إعداد شبكة المطارات

    ويقصد بها شبكة المطارات العسكرية والمدنية وما تشمله هذه الشبكة من مطارات أصلية واحتياطية وبديلة وشقق نزول بما يحقق للقوة الجوية التمركز والانتشار والمناورة. مع تجهيزها بغرف العمليات المحصنة والمعدات الفنية اللازمة كمراكز المواصلات والقيادة والسيطرة، فضلا عن وجود المطارات اللازمة لخدمة الاقتصاد الوطني والنقل المدني، كما يجب إنشاء المطارات الهيكلية والخداعية لامتصاص ضربات العدو.

    إعداد مواقع الدفاع الجوي وما له علاقة بساحة العمليات

    وهذا يشمل (1) مواقع الرادارت (2) أماكن انفتاح البطاريات (3) تحصين مواقع معدات الدفاع الجوي الميداني (4) إنشاء مراكز القيادة والسيطرة للدفاع الجوي. (5) تجهيز شبكة كاملة من المواقع الكاذبة بما يخدم خطة الدفاع.

    إعداد القواعد البحرية والموانئ

    وذلك عن طريق إنشاء قواعد جديدة مجهزة بجميع المستلزمات الإدارية والفنية، وتطوير القواعد الموجودة فضلاً عن تطوير بعض الموانئ البحرية المدنية لتصبح صالحة للعمل كنقاط تمركز مما يتيح للقوات البحرية مجالا مناسبا للانتشار والعمل. مع ضرورة تأمين الدفاع عن القواعد ونقاط التمركز والانتشار تجاه التهديد البري والجوي والبحري المعادي. ومن ضمنه إعداد مواضع المدفعية والصواريخ الساحلية. والموانع المضادة لقوات الإنزال البحري المعادي.

    إعداد مراكز القيادة والسيطرة

    لا شك أن السيطرة عامل أساسي وله درجة عالية جداً من الأهمية، إذ أن فقدان السيطرة ولو لفترة بسيطة أو إحداث خلل بها يؤثر بشدة في تنفيذ الخطط الموضوعية وفي أعمال القوات بل وأجهزة الدولة نفسها.

    ونظرا لطبيعة الحرب وتزايد احتمالات توجيه ضربات منفصلة على مراكز القيادة والسيطرة العسكرية والسياسية والإدارية، فقد صار من المهم التفكير مسبقاً بإعداد مراكز للقيادة والسيطرة يمكن من خلالها تحقيق وممارسة سيطرة كفوءة ومستمرة يعتمد عليها على مستوى الدولة وقواتها المسلحة.

    إعداد شبكات طرق النقل المختلفة

    وهي من أهم أعمال إعداد أراضي الدولة. إذ أن الطرق تعد الشرايين الرئيسية التي تسمح للقوات المسلحة ووسائل النقل المدنية أيضا بالتنقل والمناورة خدمة للمطالب الحربية والمدنية. ويقصد بشبكات طرق النقل، طرق النقل البري وخطوط السكك الحديدية وطرق النقل النهري والبحري والنقل الجوي وشبكات النقل بالأنابيب (ماء، وقود).

    إعداد المستودعات والمخازن

    يعد إعداد المخزون السوقي للدولة من أكثر النواحي في إعدادها للصراع مهما كانت مصادر الإنتاج المحلية متوفرة. وتزداد أهميتها في حالة الدول غير المكتفية ذاتيا والتي تعتمد في حصولها على المواد الإستراتيجية من الخارج.

    ولا تعد المخزونات السوقية للدولة معدة إلا مع إعداد المستودعات والمخازن المناسبة التي تستوعبها، وتقسم المواد المخزونة الى نوعين:

    أ ـ خزين سوقي لمواد تخص القوات المسلحة.
    ب ـ خزين سوقي لمواد تخص بقية قطاعات الدولة و كما يلي:

    1ـ خزين يكفي لمدة 3 أشهر من المواد المنتجة محليا.
    2ـ خزين يكفي لمدة 6 أشهر من المواد المستوردة.
    3ـ خزين يكفي لمدة سنة فأكثر للمواد اللازمة للإنتاج الوطني ولمواجهة الخسائر.

    إعداد المستشفيات ومراكز الخدمات الطبية

    من المهم ومنذ وقت السلم بناء المستشفيات ومراكز التأهيل الطبي ودور النقاهة وبنوك الدم والمختبرات وغيرها، وتوزيعها بشكل يغطي الدولة (من وجهة نظر العمليات العسكرية)، لأجل تحويلها وقت الحرب لخدمة المجهود الحربي واستقبال الجرحى والمصابين.

    إعداد مناطق لإيواء المهجرين

    من المعروف أن أحد الظواهر التي تنجم عن الحرب هي حالات ترك السكان المحليين القريبين من ساحة العمليات مناطق سكناهم. ولذا يجب التفكير في إعداد مناطق لإيوائهم مع بدء العمليات العسكرية على أن تشمل مناطق الإيواء الجديدة أماكن لتشغيلهم وأبنية للخدمات المختلفة وبما يضمن توفير سبل الحياة والراحة لهم حفاظاً عليهم وعلى الروح المعنوية للشعب. مع الأخذ بنظر الاعتبار إعداد خطة دقيقة للإخلاء.

    نقاط عامة حول إعداد ساحة العمليات

    1ـ يجب أن يتم إعداد الساحة وفق خطة متكاملة.
    2ـ أن يكون التخطيط والإشراف على الإعداد من مسئولية جهاز واحد لضمان انسجام نواحي الإعداد.
    3ـ تجري الاستعانة بجميع الموارد العسكرية والمدنية والتنسيق مع الأجهزة المدنية بهذا الصدد.
    4ـ أن يتم الإعداد بأسلوب تراكمي مع الاستفادة من المتيسر حاليا.
    5ـ يعد تجهيز ساحة العمليات عملا مستمرا ينبغي تطويره في ضوء تطور الأسلحة المنتظر استخدامها وتطور أساليب القتال.

    يتبع

  8. #28

    رد: إعداد الدولة للحرب

    الفصل السادس

    إعداد السياسة الخارجية


    يحدد الخط السياسي للدولة شكل سياستها الخارجية، وعلاقاتها بمختلف الدول والتكتلات الدولية، وهو الذي يؤثر ويتأثر بالأهداف القومية للدولة.

    ويُقصد بالإعداد السياسي: إدارة السياسة الخارجية للدولة لخدمة مصالحها والحصول على معاونة الدول الصديقة وتأييدها وكسب الرأي العام العالمي الى جانبها وبخاصة في حالة خوضها للصراعات أو تعرضها للأزمات.

    أسس الإعداد السياسي للدولة

    يبنى الإعداد السياسي للدولة على:

    أ ـ التنبؤ العلمي السليم بالأوضاع السياسية التي ستسود في المستقبل.
    ب ـ الأهداف القومية والإستراتيجية للدولة، وأهدافها السياسية والعسكرية ومصالحها الذاتية، فمصلحة الدولة (ضرورة إنسانية يقدرها صاحب القرار وهي الحالة المستخلصة من الظروف والروافد والمستلزمات الأخرى).
    ج ـ الطبيعة المحتملة للصراع المتوقع.
    د ـ المعاهدات والاتفاقيات السياسية والعسكرية التي عقدتها الدولة.
    هـ ـ موقف الدول المجاورة وبخاصة المشتركة معها في الحدود الطبيعية.
    و ـ الموقف الدولي ومدى تأثيره في الموقف المحلي.
    ز ـ القدرات الوطنية الذاتية والمستوى العلمي والتكنولوجي للدولة وكذلك الطبيعة الاجتماعية والسياسية لها.

    والإعداد السياسي له مجاله الواسع وإجراءاته المتعددة وطرقه وأساليبه المختلفة. وهو يحتاج الى تخطيط بعيد المدى وتحرك شامل في اتجاهات متعددة وبكثافات مختلفة طبقاً لاتجاهات الدول المطلوب التركيز عليها وكسب ثقتها وتأييدها والحصول على معاونتها في حالة وقوع الصراع.

    الإجراءات المتخذة لإعداد السياسة الخارجية

    أولاً: عقد الاتفاقيات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

    ويمكن أن تتم على عدد من المستويات، وتعتبر عاملاً مهماً في إعداد الدولة للحرب، إذ تضمن هذه الاتفاقيات (سواء أكانت ثنائية أم متعددة الأطراف) تأمين الدولة إزاء المواقف العدائية لتلك الدول، وهي تدعم الدولة في الساحات والمؤتمرات الدولية والإقليمية ودورات الأمم المتحدة أو أية اجتماعات ذات صيغة دولية أخرى.

    وقد لا تلزم بعض هذه الاتفاقيات الدولة الأخرى بتقديم مساعدة عسكرية أو اقتصادية. لكنها تبقى ذات أثر فاعل في الجانب المعنوي.

    ثانياً: ضمان حياد دولة (دول) معينة وكسب تأييد بعض دول العالم لصالح قضيتها.

    وهذا جانب مهم آخر، إذ أن مواقع تلك الدول الجغرافية توفر ميزات عسكرية سوقية مهمة. كما يجب الانتفاع بموقف تأييد وتعاطف دول معينة بالنسبة للإعداد الرامي الى الدفاع عن الدولة، أو إسناد الأهداف السياسية أثناء الحرب.

    ثالثاً: الإعداد السياسي والأيديولوجي لكسب الرأي العام العالمي لصالح الدولة.

    لهذا النوع من النشاط دور كبير في بناء رأي عام عالمي مؤيد للأهداف السياسية وللتحضيرات العسكرية ومن أمثلة هذا النشاط:

    أ ـ كلمات مندوبي الدولة في المحافل الدولية (الأمم المتحدة، مجلس الأمن، مؤتمر عدم الانحياز الخ).

    ب ـ الخطابات السياسية لرئيس الدولة وكبار المسئولين ومؤتمراتهم الصحفية.

    ج ـ زيارات المندوبين المزودين بخطابات شخصية من رئيس الدولة الى رؤساء الدول لتوضيح موقف الدولة بالنسبة للقضية المطروحة إقليميا وعالمياً.

    رابعاً: إضعاف القدرات العسكرية للعدو المحتمل.

    تؤدي الحرب الاقتصادية دوراً مهما وفاعلاً في إدارة السياسة الخارجية للدولة، فنادرا ما يكون هدف الحرب واحداً، إذ غالباً ما يكون مزيجا من الأهداف السياسية والعسكرية والاقتصادية. إلا أنه من المسلم به أن الحرب الاقتصادية تستهدف أولاً تخريب اقتصاد العدو تمهيداً لإشاعة عدم الاستقرار الداخلي، إضافة الى إتاحة الفرص للقوى الخارجية للتحكم في سياستها واقتصادها وهذا يؤدي الى إرهاق خصوم الدولة واستنزاف جهودهم.

    وعموماً فإن التدابير التي تتمركز عليها الحرب الاقتصادية:

    1ـ تقييد التصدير أو وضع الرقابة عليه. وذلك لتنظيم المنتجات والسلع ذات الصفة السوقية الى المناطق التي يمكن أن تتسرب منها الى العدو المحتمل. والضغط على الدول التي يمكن أن تمد العدو أو تقدم له تسهيلات معينة.

    2ـ تجميد الأرصدة المالية، ويمكن اتخاذ هذا الإجراء للدول المعادية أو رعاياها.

    3ـ تنفيذ أسلوب الشراء المانع. وذلك عن طريق شراء المواد المهمة من الدول المحايدة لمنع شرائها من قبل العدو.

    4ـ الإدماج في القائمة السوداء. كما كان متبعا من قبل الدول العربية إزاء الكيان الصهيوني.

    5ـ رفض شراء أو تصدير مادة معينة، مثل ما رفضت أمريكا شراء السكر الكوبي ومنع تصدير القمح الى الاتحاد السوفييتي عام 1980 والأدوية الى مصر في الخمسينات، واستعمال النفط كسلاح في حرب تشرين/أكتوبر 1973 من قبل العرب.

    6ـ استخدام القروض كوسيلة ضغط على الدول التي تنوي مؤازرة العدو.

    7ـ سحب الأرصدة والودائع المالية أو التهديد بها.

    خاتمة

    كما أنه لا يشترط أن من يحمل (المسدس) أن يقتل به أحدا، فإن الاستعداد للحرب ليس من الضروري أن تقوم الحرب، ولكن هذا الاستعداد وحده قد يحقق ما قد لا تحققه الحرب نفسها.

    فليس من المهم أن يُجمع المال والثروة، بل المهم أن نمنع من يطمع به ويحاول سرقته واستغفال أصحابه.

    ولو تم تفعيل الدول العربية لميثاق الجامعة العربية (وحده)، وتم دعم علاقاتها الأخوية والتضامنية مع بعض لتم ترسيخ استقلال وسيادة كل دولة بما يدفع بالنهوض للأمام، ولانكمش الكيان الصهيوني وهاجر من جاء بهم ليستوطنوا في قلب وطننا العربي الكبير.

    انتهى

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. أعلام فلسطين , إعداد غالب الغول
    بواسطة غالب الغول في المنتدى العائلات الشامية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-21-2019, 06:12 PM
  2. دليل الرسائل الجامعية من إعداد العتبة العباسية
    بواسطة راما في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-15-2015, 07:36 PM
  3. طـريقة إعداد عجينة الرافيولي
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المطبخ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-15-2014, 05:59 PM
  4. فضل الايام العشرة الاولى من ذي الحجه إعداد :- السيد القبيلي
    بواسطة السيد القبيلي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-16-2012, 04:56 AM
  5. إعداد الجيل
    بواسطة خضر شحرور في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 02:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •