الضحية رقم 9 في بحيرة زرزر ... هل نكتفي بالعدّ؟

بلدنا ا رنا زيد
يبدو أنّ شبح الموت، الذي خيّم على بحيرة زرزر منذ فترة، لم يبرح مكانه، فرغم ماجرى من ضجّة في الصحف والأوساط الشعبية، بعد حادثة غرق مجموعة من الطالبات اللواتي قضين وهنّ في عمر الزهور، سمعت “بلدنا” بحادثة أخرى مؤلمة، ما يجعلنا نتساءل مرة أخرى: “أيّ نوعٍ من العقليات تلك التي تبرّر الزيارات إلى البحيرة، بالرغم من عدم وجود الحماية المناسبة من جهة، وعدم توافر مراكب حقيقية من جهة أخرى؟”. محمد عبد الكريم علوش (18 سنة)، من سكان مشروع دمّر، كان الضحية (رقم 9) التي لم نكن نتوقع أنّها سترحل بهذه السرعة بعد الحادثة المؤلمة لغرق الفتيات؛ لقد وجد محمد نفسه أمام البحيرة، ثمّ قرر السباحة، هل هناك جنّية في البحيرة أم أننا أمام استهتارٍ متعدد الأشكال؟، توفّي محمد، هذا ما أكّده لنا العقيد مطيع سليمان، قائد السرية الأولى في فوج إطفاء كفرسوسة، الذي كان موجوداً في مكان الحادث، وكما أسماها فهي “عملية الساعة الخامسة وستّ دقائق” من يوم أمس الأول الجمعة، التي نُدِبَ إليها، فوجئت جريدة “بلدنا” بالخبر، وظنّت للوهلة الأولى أنّ العقيد مطيع سليمان كان يقصد حادثة الغرق الأخيرة للفتيات اللواتي قصدن الذهاب في رحلة مدرسية، ولم يكنّ يعلمن أن جنّية البحيرة ستظهر، تمّت عملية محاولة إنقاذ الشاب بحضور محافظ ريف دمشق، السيد زاهد حاج موسى، وباستنفارٍ من رجال الإطفاء، ولا نعلم إلى الآن لماذا لا يوجد متخصصون في الإنقاذ بهذه البحيرة، نثمّن هنا الجهد الجبار لرجال الإطفاء، الذين استنفروا أيضاً في اليوم نفسه لحادثة أخرى تحتاج أيضاً في حيثياتها إلى الكثير من التنبّه.