منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 37
  1. #11
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    الزملاء والزميلات الاكارم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ونحن نتواصل على المحبة والخير فاني استميحكم عذرا في تأخري بعض الشيء في الإجابة على أسئلتكم بسبب ظروف شرحتها للأستاذة الفاضلة ريمة ولا باس من طرحها عليكم للعلم وهي سفري خارج مدينتي إلى جامعات أخرى لإلقاء محاضرات وإجراء مناقشات علمية قد تأخذ من وقتي عشرة أيام وربما اقل أو أكثر حسب الظروف ..
    ومع ذلك فاني سأستغل كل فرصة مناسبة للإجابة على جانب من الاسلئة وهاانا أجيب على احد أسئلة ومشوقا ومفيدا ومهما ولكل الاتجاهات ففي اعتقادي هناك أمور سأتطرق إليها ربما لأول مرة في حياتي .. والله من وراء القصد
    مع محبتي واعتزازي بالجميع وأقول لهم صبرا علي وحلمكم أوسع واكبر بعون الله
    وساتواصل مع اسئلة الاستاذة ريمة ..

    العزيزة ريمة .. حياك الله ورعاك وسابدا بإجابتي على سؤالك حول رسالتي الحياتية والثقافية فأقول بعد الاتكال على الله ..
    إن لكل إنسان في الوجود رسالة مقدر عليه أداؤها وهي تكليف رباني استنادا إلى قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وهنا لا يفهم أن العبادة هي الجانب الديني فقط بل كل ما يقوم به الإنسان هو نوع من أنواع العبادة ، فالعمل عبادة والعلم واكتساب المعرفة والتعليم والمرابطة في سبيل الله والوطن عبادة ، وكل مسعى خير في أمور الدين والدنيا والحياة هو عبادة ورسالة إنسانية شاملة .. وليست مقتصرة على نوع من البشر دون الآخر فالكل مكلف والكل له رسالة .. وهنا يبرز جانب التفاعل الإنساني الذي اعتبره ضروريا في أداء هذه الرسالة كي يتحقق التكامل في تبادل الرأي والمعرفة والبناء الفكري والثقافي والعلمي الإنساني وكل في إطار مسؤوليته الفردية والمجتمعية .. هكذا تؤسس مبادئ الحياة وتتطور وتنمو وتزدهر .. وهنا أشير إلى خصوصيتنا كعرب ومسلمين .. فأمامنا مهمات جسيمة يتطلب أداؤها كي تتحقق دورة الحياة العربية وتتطور إلى جانب الرسالة العالمية في كافة المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والحضارية كي لا نبقى متخلفين ونسابق الزمن للحاق بركب الحضارة العالمية التي سبقتنا سنين طويلة بعد أن كنا سادة العالم في العلوم والمعرفة والحضارة وطبعا لهذا التأخر والتخلف أسباب لسنا بصدد مناقشتها هنا ، إلى جانب توسيع دائرة المعرفة لإنساننا العربي كي يتحصن ويواجه التيارات الغربية والشرقية التي تحاول الهيمنة على الساحة الثقافية والعلمية والعالمية ومنها الساحة العربية والإسلامية وقد تؤثر على فئات مهمة من أبناء شعبنا العربي مما يتسبب في السقوط في الكمائن التي تنصبها هذه الثقافات المشبوهة والمسمومة لتحقيق أهدافها في نشر ثقافة الوجودية والإلحادية والإباحية مما يشكل خطرا كبيرا على شبابنا خاصة وعلى ثقافتنا العربية عامة وبالتالي إبعاد هؤلاء الشباب عن وسطهم وحضارتهم للإيمان بالفكر الغربي وبهرجته ومن ثم إضعاف الأمة ومحاولة تقطيع أوصالها ووحدتها في مجالات الفكر والثقافة والحضارة أكثر مما هي عليه الآن مع الآسف ، وهذا من الأهداف الإستراتيجية للأفكار الهدامة وهي الإيغال في إضعاف قيم شبابنا وزعزعة إيمانهم بها وإبعادهم عن دينهم وثقافتهم وتربيتهم العربية الصحيحة وما نشــــئوا وتربوا عليه من منهج تربوي وفكري سليم ، معنى ذلك أن الإنسان العربي بمقدار تحصنه الفكري والثقافي وتماسكه الاجتماعي ضد التيارات الفكرية الغربية والشرقية والصهيونية والماسونية وغيرها من الأفكار والنظريات والأيديولوجيات الهدامة وما تحمله من إغراءات مادية جذابة كالجنس والمخدرات ، بمقدار ما ينعكس هذا إيجابا على مجتمعنا العربي ، ويكون عنصرا فاعلا في رفد القوة الحضارية العربية بدماء جديدة محصنة مثقفة مؤمنة بمنهجها ولا يمكن اختراقها تحت مختلف المؤثرات مما سيساعد كثيرا على تقليص فجوة التخلف والانحسار عن ميدان الحضارة العالمية بقوة فكرية وثقافية وعلمية مضافة ، وبالطبع فان العكس صحيح ..
    هذه هي المعاني الحقيقية والأهداف الإستراتيجية لرسالة الإنسان العربي وثقافته المتعددة الأوجه والمعرفة والمؤطرة بالفكر الإسلامي وهي بالتأكيد تحمل معاني الخير والمحبة والبناء السليم للإنسان والمجتمع العربي وهي في المحصلة من عناصر التقريب والتضامن العربي في محاولة لاستعادة العرب والمسلمين وحدتهم وحضارتهم ودورهم في الإنسانية ..
    هذا هو أستاذتي ريمة ما افهمه من رسالة الإنسان العربي في هذه الحياة وهو ما ينطبق على كل منا بالتأكيد ..
    وأنا وأنت والآخرون من أصحاب هذه الرسالة بالتأكيد ونسعى لأداء مهماتنا الفكرية والثقافية عبر مختلف وسائل التعبير والتثقيف والمعرفة سواء أكانت مسموعة أم مقروءة أو مرئية .. أما عن الشطر الثاني من سؤالك وهو حجم ما أنجزته من هذه الرسالة ، فأقول إن المدى الذي تحتله هذه الرسالة واسع جدا ولا ينتهي فهو مفتوح لان المعضلات كثيرة والتحديات التي تواجه امتنا خطيرة وكبيرة والصراع الفكري والحضاري ، الذي ارتضته بعض التيارات والاتجاهات الغربية والصهيونية والماسونية وما يتفرع عنهما من اتجاهات أخرى تحت مختلف المسميات والشعارات البراقة ، فهو اخذ بالتصاعد والتنوع واستحداث أساليب تحدٍ مبتكرة تجعل رسالة الإنسان العربي مفتوحة الصفحات تبعا لهذا التحدي ، وأنا العبد لله وان كنت قد أنجزت الشيء الكثير في هذا المجال والحمد لله لكنني ما زلت أتواصل في أداء المهمة تبعا لهذا التطور من الصراع ، رغم أني أؤمن بحوار الحضارات والأديان وأسعى قدر ما استطيع إلى تفعيل الكلمة والرأي في هذا الاتجاه شرط أن يتحقق التقارب والتوحد الفكري والثقافي والحضاري عند العرب والمسلمين وان يصلوا إلى قواسم مشتركة قوية وسليمة تجعلهم قادرين على مواجهة كل التحديات بقوة وصلابة ســـواء في مرحلة الصراع أم في مرحلة الحوار ..
    أما لو أردت الاطلاع على نسبة الانجاز الذي حققته في حياتي من هذه الرسالة الحضارية وما أسعى لإكماله بعون الله فيمكن الرجوع إلى السيرة الذاتية التي أعدها الأستاذ الباحث إبراهيم خليل إبراهيم رعاه الله وحفظه وأكرمه ، وهي منشورة وفيها جانب من هذه النسبة ويمكن معرفة اتجاهات الانجاز ومدياته التي شملت مختلف الجوانب في السياسة والاجتماع والاقتصاد والأدب والثقافة والشؤون العسكرية تأليفا أو ترجمة عن اللغة العبرية التي قمت بترجمة ما لا يقل عن ستين كتابا من هذه اللغة إلى العربية ، عدا الكتب التي الفتها ونشرتها في حينه داخل العراق ولكن مع الأسف لم يتسن نشرها خارج العراق بسبب ظروف الحصار الظالم الذي كان مفروضا على العراق طيلة أكثر من 13 عاما والذي عاني منه العراقيون منه الكثير من الآلام والأحزان والماسي ..

  2. #12
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    الزملاء والزميلات الاكارم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ونحن نتواصل على المحبة والخير فاني استميحكم عذرا في تأخري بعض الشيء في الإجابة على أسئلتكم بسبب ظروف شرحتها للأستاذة الفاضلة ريمة ولا باس من طرحها عليكم للعلم وهي سفري خارج مدينتي إلى جامعات أخرى لإلقاء محاضرات وإجراء مناقشات علمية قد تأخذ من وقتي عشرة أيام وربما اقل أو أكثر حسب الظروف ..
    ومع ذلك فاني سأستغل كل فرصة مناسبة للإجابة على جانب من الاسلئة وهاأنا أجيب على احد أسئلة أستاذتنا الغالية ريمة .. فعذرا للجميع مرة أخرى واني سأجعل الحوار مفتوحا ولكل الاتجاهات وقد تكون هناك أمور ومسائل سأتطرق إليها ربما لأول مرة في حياتي .. ومن الله القصد والتوفيق
    مع محبتي واعتزازي بالجميع والله يرعاكم ويحفظكم

  3. #13
    تروح وترجع لنا بالسلامه استاذ عبد الوهاب
    سؤال بسيط فقط:
    بما انك استاذ جامعي تملك من خبرات التدرس والعالم الثقافي الكثير الا حظ امرين اثنين:
    رجاحة النصوص البحثيه عن الادبيه واجدها مشروعه تماما
    ونصوصك التي تستعين غالبا على الخبره الذاتيه
    الى اي مدى تضمن مصداقية وحيادية ماتقدمه لنا
    ؟
    وهل انت راض عن ضآلة انتشار اللغه العبريه وهل لزاما علينا نشرها؟ وماهي تطلعاتك نحوها باختصار؟
    مع كل التحيه والاحترام
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  4. #14
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    العزيزة بنان .. حياك الله
    عن سؤالك حول منتدى الفرسان أقول بدءا من دون مجاملة طبعا.. انه من المنتديات الملتزمة ورسالته واضحة وانسيابية عمله مرتبة وفق منهج علمي دقيق وابرز ما لاحظته انه أكثر المنتديات تماسكا في أنشطته وفعالياته وخاصة ما يتعلق بالعلاقة بين أعضائه من ناحية وبين الأعضاء والإدارة من ناحية ثانية ، معنى هذا انه يكاد يخلو من الحساسيات والتشويش والاضطراب مثلما أجده في المنتديات الأخرى .. تلك الحساسيات التي وصلت في بعض الأحيان إلى الاتهامات والاتهامات المضادة والى التراشق بالألفاظ البذيئة التي لا تليق بمثقفين وسياسيين وأناس محترمين مما أحرج تلك المنتديات وتسبب لها بصداع كبير مازالت تعاني منه وكلما خفت حده الحالة تعود من جديد لترتفع مع كل طرح بعيد عن آداب الالتزام الأخلاق والفكري والمهني والإنساني واحترام الآخر بشفافية وصدق ..ووصل الأمر بالبعض إلى التشكيك بعروبة البعض الآخر وإيمانه بقضايا أمته وربما يكون هذا صحيحا لكن مع الأسف بعض الإدارات لم تكن حاسمة مع أمثال هؤلاء وتمنعهم من النشر والكتابة حتى تقطع دابر هذه المعرقلات وهذا التصدع المسبب للآلام والإزعاج والحساسية ..
    هذا الشيء كله لا نجده في منتدانا فرسان الثقافة والحمد لله وهذه حقيقية يلمسها الجميع وبارك فيهم ..
    أما عن الجوانب الفنية والأقسام والفروع والفعاليات التي يضطلع بها المعهد فهي جيدة لكني أرى ان بعضها بحاجة إلى إعادة تبويب أو تنظيم أو تطوير حسب المضمون فمثلا أرى هناك حاجة لاستحداث قسم السياسة ومنه يتفرع إلى فروع تتعلق بهذا الجانب بدلا من حصرها في آراء ومواقف ..
    وكذلك الحال مع الجانب الاقتصادي والجانب العسكري وثقافات الشعوب .. ممكن استحداث أو تطوير مثل هذه الأقسام كي يواكب المنتدى كل الجوانب الأخرى وتتوسع دائرة اهتماماته ..
    المسالة الأخرى التي أراها مهمة أيضا وهي مستخدمة في بعض المنتديات ، واعني بها تخصيص حيز أو منتدى فرعي لكل عضو من الأعضاء ينشر فيه نتاجاته الثقافية والسياسية والاجتماعية وغيرها كي تكون بمثابة أرشيف له ولكل المتابعين لأنشطته وبذلك يكون المنتدى قد وفر فرصة لأعضائه وكتابه ومجالا لنشر أعمالهم في مكان واحد يسهل الرجوع إليه عند الحاجة وهذا طبعا هو نوع من أنواع التفاعل بين الإدارة والأعضاء يرقى بالمستوى الفكري والعلمي للمنتدى والأعضاء بشكل مهني ومتميز ..
    وهناك آراء وأفكار مستوحاة من المنتديات الأخرى وإذا ما تم طرحها قد يكون هذا من باب التقليد غير المحبذ وان كان البعض يرى فيها تجديدا في المنتدى رغم وجودها في تلك المنتديات ومع ذلك ساشير اليها للعلم والفائدة كإجراء المسابقات الثقافية وأفضل المقالات و الدراسات و البحوث والقصائد والأعمال الأخرى ومنح أصحابها شهادات تقديرية أو تكريما معنويا سنويا وكذلك عقد الاجتماعات واللقاءات للأعضاء والإدارة في سوريا مرة في السنة أو مرتين للتعارف وتبادل الآراء وتوثيق العلاقة بين اتحاد الكتاب العرب مثلا وبين المنتدى وتبني المنتدى مسالة نشر مؤلفات أعضائه بالتنسيق مع اتحاد الكتاب العرب أو أي دار نشر أخرى في سوريا وغيرها من الأقطار العربية ..
    عزيزتي بنان هذا هو رأي المتواضع مع تمنياتي لك ولإدارة المنتدى ولكافة الزميلات والزملاء بالتوفيق والسؤدد مع محبتي واعتزازي ..
    قال تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم

  5. #15
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    العزيزة ريمة المحترمة .. ما يلي بعض ما قيل عن الشبكة العنكبوتية ورأيي الشخصي :

    يكاد يتفق معظم الباحثين في هذا الموضوع - ومنهم المتكلم - على أن الشبكة العنكبوتية عبارة عن خطة لتوحيد المصادر المعلوماتية للمعاهد التعليمية ، والمؤسسات العامة والخاصة ، والأعمال التجارية في كافة أنحاء العالم . فالشبكة العنكبوتية هي المكان الأكثر شيوعاً لزيارته من خلال الإنترنت ، ويتألف الموقع العنكبوتي من صفحة واحدة أو مجموعة من الصفحات تحتوي على نصوص وصور ومحطات ربط خاصة بتخزين المعلومات والبرامج بمختلف أنواعها ، ولكون هذه الصفحات مترابطه و تحتوي على فهارس ومراجع مترابطه ، فإنها تسهل عملية الحصول على المعلومات من عدة بلدان مختلفه خلال ثواني قليله. وتتمتع الشبكة العنكبوتية والإنترنت الذي يعتمد عليها باستقلالية الحدود الجغرافية والسياسية ، وهنالك الملايين من المواقع على الشبكة العنكبوتية على وجه التقريب والتي يمكن الوصول إليها باستخدام برنامج على الحاسوب يسمى (متصفح الشبكة العنكبوتية) ..


    ولهذه الشبكة مزايا عديدة أبرزها :

    1 . تحتوي على مصادر كثيرة ومتنوعة من المعلومات عن كل العلوم والمعارف في شتى المجالات يمكن الاستفادة لشتى الأغراض ..
    2 . قد تشكل مكانا للتسلية والترفيه نظرا لتوفر أنواع اللعب والموسيقى والفنون وأفلام الفيديو وممارسة الهوايات المختلفة ...
    3 . فرصة استحداث مواقع شخصية ، حيث يمكن نشر كل النتاجات والكتابات والمؤلفات الشخصية المختلفة ..
    4 . وسيلة تعارف وتبادل الآراء والأفكار من أناس لهم نفس الاهتمامات ..


    بالإضافة إلى فائدة الشبكة العنكبوتية هناك محاذير وسلبيات يجب ملاحظتها والحذر منها أبرزها :
    1 . تستخدم بعض المواقع معلومات مضلله وغير دقيقه وإشاعات مغرضة لأهداف مسمومة وتخدم جهات معينة قد تعمل لصالح أجهزة مخابرات معادية ..
    2 . تبث مناظرا وصورا لا أخلاقية ومواد جنسية أخرى من اجل تخريب القيم والمبادئ والعادات والتقاليد العربية والإسلامية ..

    3 . تهديد الحرية الشخصية من خلال المواقع التي تقوم بطلب المعلومات الشــــــــــــخصية لحجج وأغراض وهمية : مواقع تنمي الكراهية كالتمييز العنصري والعرقي ..
    4 . ترويج نشاطات غير صحيحة وغير اجتماعية مثل تعاطي المخدرات والكحول ولعب القمار والانضمام لمجموعات القتل والعنف والمافيات ..
    5 . مواد تحتوي على عنف ومخاطر وأعمال غير قانونية وغير شرعية مما تشجع على الجريمة والقتل والاعتداءات وكل ما يعرض امن وسلامة المجتمع للخطر من أي نوع كان ....

    أما عن البريد الإلكتروني فالمعروف شكلياً بهذا الاسم بطريقة تشبه إلى حد كبير البريد العادي ولكن دون أي استخدام للورق والجهد الإنساني. ويستخدم كوسيلة لإرسال النصوص الكتابية أو البيانات الأخرى من شخص لآخر عن طريق الإنترنت. حيث يصل البريد الإلكتروني خلافاً للبريد العادي في اللحظة التي يتم إرساله فيها بغض النظر عن المسافة التي تفصل المتراسلين. ويعتبر الطريقة الأكثر شيوعاً للاتصال بين الأشخاص عبر الإنترنت، كما انه يوفر للمستخدمين إمكانية إرسال ملفات الكمبيوتر بكافة أنواعها كالمقالات والصور والرسوم والبحوث والدراسات وغيرها ..
    ويعتبر البريد الإلكتروني إحدى الطرق الرائعة للاتصال الخطي مع العائلة والأصدقاء والمدرسين والزملاء إذا ما تم التعامل معه بطريقة جيدة
    ..

    خلاصة الرأي

    هو أن الشبكة العنكبوتية قد سيطرت على مظاهر كثيرة من حياة الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهمالاجتماعية، بل وأصبحت أحد أهم المراجع الرئيسة لتلقي المعلومات والبحث عنها، وهي قدتُعدّ -إلى حد كبير- أحد المصادر الرئيسة لكثير من المراكز العلمية، وما تحتويه منباحثين ودارسين ، وكل يوم تنتج الشبكة المعلوماتية من المميّزات والخدمات ما يشعرمعه المستخدم بأنها تمثل بالنسبة له جزءاً لا يُستهان به من حياته، بل ومنيومه أيضا ..
    باختصار الشبكة العنكبوتية اصبحت وسيلة مهمة وضرورية في وقتنا الحالي، لا تقل أهمية عن أي منالوسائل الأخرى ، وفوائدها كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ولكل شخص استخداماتهالمتنوعة والخاصة ،وابرز فوائد الشبكة : عملية البحثوالحصول على المعلومات بسهولة، تعلم العلوم ونشرها، تطوير الذات ، الحرية في إبداء الرأي، إقامة نوع من العلاقات الإنسانية والاجتماعية والفكرية والثقافية وغيرها من الأنشــــطة والفعاليات التي بدأت تشغل بال الإنسان والمجتمع في العصر الحديث ، مع ملاحظة الجوانب السلبية التي اشرنا إليها سابقا وتجنبها قدر الإمكان كي يتقي الإنسان شرورها ويحصن نفسه ويجنب الوقوع في مطبات خطيرة قد تؤثر على فكره وأخلاقه ومستقبله سلبا .. أما بالنسبة لي شخصيا فاني استخدامي لهذه الشبكة مهما في حياتي وان الدخول إليها واستخدامها وتصفحها والاستفادة منها يأخذ مني وقتا مهما من يومي ولكنه ليس وقتا مهدورا أو ضائعا بسبب المعطيات الايجابية التي تمكنت من أدائها من خلال كتاباتي وبحوثي ومساهماتي العلمية والبحثية المختلفة وتبادل الآراء والمناقشات والاطلاع على الكثير من مصادر المعرفة مما لم نكن نتمكن من الحصول عليه لولا هذه الشبكة خاصة عندما كنا في فترة الحصار الجائر على العراق خلال 13 عاما حيث منع عنا كل شيء ومن ذلك الكتب ومصادر المعلومات المختلفة ولم يكن متيسرا أمامنا سوى الانترنيت ..

    مع تحياتي واعتباري وتقديري للجميع





  6. #16
    اولا ارحب بك معنا استاذنا الكبير
    واعتذر لمداخلتي رغم ان هناك من هو اولى مني وسبق سؤاله ولكن ربما جاء دوري:
    بصراحه تؤرقني امورا عدة:
    انتم كطبقة مثقفين :
    هل تجد ان الحرف والنصوص والجهد الثقافي لشعب الهته اللقمه تكفي لايجاد حل ؟ هل شعبنا يقرا ولديه الوقت والفكر النهم؟ وهل المفكر الشريف يجد من يطوع جهده للتفعيل وايجاد حلولا حقيقيه؟ واذن ماهو الحل للخروج من عنق الزجاجه؟
    ولكم كل الدعاء بالتوفيق رعاكم الله وسدد خطاكم

  7. #17
    سؤال سريع لو سمحتم لنا:
    لو تسنى لك انشاء موقع مثالي ايجابي عربي اصيل كيف يمكنك ان تنشسئه بالتفصيل الممل ؟ يهمنا وجهة نظرك تماما استاذ عبد الوهاب
    بنت الشام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #18
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    الاعزاء فراس - بنان ورغد .. المحترمون

    ساعود اليكم بالاجابات بعون الله قريبا .. مع تحياتي واعتزازي

  9. #19
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068

    لقاء الموقع مع الاديب والباحث عبدالوهاب الجبوري / حديث اليوم عن قصف اسرائيل بالصواريخ

    يوم أبكينا إسرائيل

    (43) صاروخا عراقيا على 53( هدفا) إسرائيليا( وثيقة تاريخية مهمة )

    بقلم الباحث: عبدا لوهاب محمد الجبوري


    تنويه : تمر اليوم ( 6/ 1 / 2009 ) الذكرى ال 88 لتاسيس الجيش العراقي الباسل .. وبهذه المناسبة اقيمت احتفالات داخل العراق وخارجه تخلد هذه الذكرى التي تمر والالام تعتصر القلوب بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة وبسبب حل الجيش العراقي واحالة منتسبيه على التقاعد وقد طلب مني عدد من الضباط الذين حضروا هذه الاحتفالات اعادة نشر دراستي عن قصف اسرائيل بالصواريخ العراقية عام 1991 ودراستي عن دور الجيش العراقي في حرب 1973 واستجابة لهذه الرغبة اعيد نشر الدراستين لما في ذلك من معنى ودلالات .. الجميع يدعون بالنصر لغزة وشعبها ويتمنون لو انهم ينالون شرف المشاركة في الدفاع عن اهلنا في فلسطين الى جانب اخوانهم في المقاومة الفلسطينية .. تحية حب واعتزاز بجيش البطولات وجيش العرب ويوما ما سيستعيد عافيته بعون الله ليدك معاقل الشر في تل ابيب مرة اخرى دون استئذان من احد انما هي رسالة السماء والمسؤولية التاريخية ..
    مع تحياتي ومحبتي لقراء ومتابعي منتدى الفرسان ..


    تمهيد

    بداية أود أن أشير إلى أن العراق أطلق على إسرائيل خلال حرب التحالف الثلاثيني عام 1991 ( 43 ) صاروخا وليس 39 صاروخا وهي على النحو التالي :
    (28) صاروخا من نوع الحسين على منطقة تل أبيب
    (10) صواريخ من نوع الحسين على منطقة حيفا
    (5) صواريخ نوع الحجارة السجيل على مفاعل ديمونا النووي ..

    جدير بالذكر أن المصادر الإسرائيلية والعالمية كانت قد أعلنت في حينه سقوط (39 ) صاروخا عراقيا على إسرائيل ولكن هذا الرقم غير دقيق مثلما قلت لان العدد الصحيح هو 43 صاروخا والاختلاف في الرقم ناتج عما يأتي :

    1 . رصدت وسائل الحرب الالكترونية الأمريكية والإسرائيلية سقوط (38)صاروخا عراقيا من نوع الحسين من التي أطلقتها القوات الصاروخية العراقية طيلة حرب 1991 ..
    2. عدم تمكن هذه الوسائل من رصد صواريخ الحجارة السجيل الخمسة التي سقطت على ديمونا لتقنيتها العالية ..

    3 . رصدت وسائل الإنذار الإسرائيلية يوم 26 / 2 / 1991 سقوط ستة صواريخ عراقية على تل أبيب وحيفا في حين أطلق العراق في ذلك اليوم خمسة صواريخ وكان الصاروخ السادس هو بقايا صاروخ باتريوت أمريكي فشل في التصدي للصواريخ العراقية فسقط شرق حيفا واعتبره الناطق العسكري الإسرائيلي صاروخا عراقيا وبذلك سجلت إسرائيل أن عدد الصواريخ العراقية التي سقطت عليها 39 صاروخا ..

    وقد أعدت هذه الوثيقة التاريخية,التي تنشر معلوماتها المنقحة لأول مرة , للتحدث فقط عن البعد العسكري لعمليات القصف الصاروخي العراقي ولم تتناول الجانب السياسي والجوانب الأخرى وهي تؤرخ جانبــــا من صور البطولة العربية التي عرف بها الجندي العربي سواء كان في جيش العراق أو جيش مصر أو سوريا أو فلســــطين أو الأردن أو في أي من جيوش الدول العربية الشقيقة ..

    ولكي لا ننسى زغاريد النسوة العربيات وأهازيج الشيوخ والشباب والأطفال العرب عندما مرت فوق رؤوسهم صواريخ الحسين العراقية وهي في طريقها لتدك معاقل الشر في تل أبيب ولكي لا ننسى أيضا تهليل ومباركة المقاتلين العرب , وخاصة الجنود المصريين والسوريين في حفر الباطن , هذا الفعل البطولي العربي الذي جاء ردا على مشاركة إسرائيل بالحرب الثلاثينية ضد العراق وانتقاما لأطفال الحجارة وشهداء العراق من نساء وأطفال وشيوخ خاصة في ملجأ العامرية , ولكي لا ننسى أيضا ذلك اليوم الذي أبكى فيه العراقيون إسرائيل ومستوطنيها الذي اخذوا خلال القصف العراقي للأهداف الحيوية الإسرائيلية بمغادرة بيوتهم في تل أبيب وحيفا وبئر السبع والهرب إما إلى خارج إسرائيل أو إلى مدينة القدس الشريفة والمدن الفلسطينية الأخرى لعلمهم بان القوات الصاروخية العراقية تلقت الأوامر من القيادة العراقية بعدم التعرض للأهداف الإسرائيلية فيها ..
    لكل هذا جاء نشر هذه الوثيقة التاريخية بمناسبة مرور ( 17) عاما على هذا القصف وإطلاق تسمية يوم العلم فيه تيمنا بإبداعات العلماء العراقيين وصناعتهم العسكرية والمدنية التي أرهبت أعداء الوطن والأمة وأقلقت مضاجعهم , وهذا اليوم يؤرخ لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عمليات قصف صاروخية عربية مؤثرة للعمق السوقي الإسرائيلي فجر يوم 18 / 1 / 1991 ..
    أن المعلومات ألوارده في هذه الوثيقة التاريخية مأخوذة من مصادر متعددة وشهود عيان والباحث يحتفظ بمراجعها من كتب ومعلومات وأحاديث شخصية لصحفيين ومسئولين وصور تلفزيونية من التلفزيون الإسرائيلي ومن قنوات فضائية أخرى وغيرها من المراجع والمصادر التي تحظى بمصداقية كبيرة ..

    مدخل

    شكلت إستراتيجية ضرب إسرائيل بالصواريخ العراقية المتطورة ارض-ارض نوع الحسين والحجارة السجيل ذات المدى ( 650) كم عام 1991 نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي , ذلك أنها فتحت الباب أمام أمكانية حصول مشاركة عربية أوســع في هذه الحرب , على غرار ما حصل في حرب تشرين 1973 عندما شارك الجيش العراقي بثقل مشهود فيها إلى جانب جيوش عربية أخرى , كما توخت هذه الستراتيجية نقل المعركة الى داخل العمق الاسرائيلي بعمليات تعرضية مؤثرة ومبادأة عراقية فاعلة وزخم متواصل جعلت من المستعمرات والمدن والأهداف الحيوية الإسرائيلية ساحة عمليات أمامية ومواجهة مباشرة على امتداد ( 43 ) يوما من الصراع البطولي المسلح ضد قوات التحالف الثلاثيني الأمريكي الأطلسي الإسرائيلي وبــــــــشكل أكثر إيلاما مما تعرضت له إسرائيل في أي حرب أخرى ..
    وقد كشفت عمليات القصف الصاروخي العراقي لإسرائيل هشاشة المجتمع الإسرائيلي وعجز ووهن عقيدة القتال الإسرائيلية وتسببت في إحداث اختراقات خطيرة في نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على مجموعة عناصر وأسس أبرزها ( الحدود الآمنة , الحرب الخاطفة أو الـــــــــــــسريعة , المفاجأة , المبادأة , نقل الحرب إلى ارض الخصم , التفــــــوق التكنولوجي …الخ ) ..



    تعريف بصواريخ الحسين
    لكي يطلع القارئ الكريم على حقيقة الصواريخ العراقية نوع الحسين والتي دار حولها نقاش مثير للجدل خاصة من قبل اؤلئك الذين شككوا بقدرات التصنيع العسكري العراقي حينذاك نقول أن صاروخ (17 R) الروسي الذي يطلق عليه تسمية ( سكود ) هو غير صـــــــــــاروخ ( الحسين ) العراقي لدى إجراء المقارنة بينهما ومن المفيد أن نذكر بعض المواصفات لصاروخ سكود مقارنة بصاروخ الحسين وكالاتي :

    1 . الوزن الكلي لصاروخ سكود هو ( 5860) كغم يقابلها ( 6523) كغم لصاروخ الحسين ..
    2 . وزن الرأس الحربي لصـاروخ سكود ( 987) كغم يقابلهــــــا (650) كغم لصاروخ الحسين ..

    3 . أقصى مدى لصاروخ سكود هو ( 300 ) كم أما مدى صاروخ الحسين فهو ( 650 ) كم وفي صاروخ الحجارة ابعد من ذلك ..

    4 . أعلى نقطة في مسار الصاروخ ( أو كما تسمى المحرك ) لصاروخ سكود ( 86 ) كم وأكثر من ذلك بكثير لصاروخ الحسين …

    5 . زمن اشتغال المحرك ( 45 ) ثانية في ســــكود مقارنة ب ( 82 ) ثانية في صاروخ الحسين ..

    6 . معدل الطيران لأقصى مدى أكثر من خمس دقائق في سكود بينمـا في صاروخ الحسين أكثر من ثمان دقائق ..

    7 . كمية المحروقات بأنواعها كافة ( 3771 ) كغم في ســـكود وفي صـــــــــــــاروخ الحسين ( 4758 ) كغم ..

    وهذا الانجاز الكبير حققته في تلك الفترة من تاريخهم المجيد عقـــول وسواعد العراقيين المجاهدين بخبرة وطنية مخلصة في تطوير وصناعة وإنتاج صواريخ ارض-ارض وقواعدها , ولذلك تقرر الاحتفال في العراق بيوم العلم في كل عام نسبة إلى هذا الانجاز الكبير , وقد ظل هذا التقليد ساريا ويحتفل به العراقيون حتى احتلال بلدهم الغالي عام 2003 ..


    ( 19 ) ضربة صاروخية عراقية

    منذ فجر 18/ 1/ 1991وحتى انتهاء الحرب في 28 / 1/ 1991 وجهت القوات الصاروخية العراقية (19) ضربة صاروخية قوامها 43 صاروخا على ( 53 ) هدفا إسرائيليا ضمن مناطق تل أبيب وحيفا وبئر السبع منها مقــرات القيادة والمنشات الاقتصادية والصناعية والعسكرية والعلمية والنوويــة والمصانع الحربية ومراكز التحشد والتجمع العسكري …. الخ وقــد أحدثت هذه الضربات خسائر كبيرة في هذه الأهداف كما سنرى لاحقا ، ولم تقتصر التأثيرات الصاروخية على الجوانب العسكرية والاقتصادية والصناعية والسياسية داخل إسرائيل بل أن خطورتها كانت اكبر على الحالة المعنوية والنفسية والاجتماعيـــة للمستعمرين الإسرائيليين لدرجة دفعت الآلاف منهم إلى الهرب خـارج فلسطين المحتلة في هجرات جماعية معاكسة ونزوح يومي كثيف إلى المناطق التي لم تتعرض للقصف العراقي وخاصة القدس الشريف حيث كانــت الأوامر صريحة إلى القوات الصاروخية العراقية بعدم التعرض لأي هدف داخل المدينـة المقدسة والمدن الفلسطينية الأخرى .. وقد بلغ الذعر حده في الأحياء الإسرائيلية عندما اكتشف عشرات الآلاف من المستوطنين – كما وصفهم احد زعمائهم وهو رئيس بلدية القدس فيما بعد ساخرا منهم – بأنهم قد وجدوا أنفسهم فجأة بحاجة إلى السفر إلى أوربا وأمريكا ..
    وفي هذا يقول أيضا ( اندرو وليسلي كوكبيرن ) في كتابهما(علاقات خطرة) أن سكان تل أبيب كانوا يخرجون مع هبوط الليل حاملــــين ( بقجهم ) وكمية قليلة من المواد الغذائية يضعونها على عجل في أكياس من البلاستيك يتبعهم أولادهم وهم يبكون ليتجمعوا عند كتلة الاسمنت الرمادية الضخمة في وسط المدينة.. وبعد أن تلقى المستوطنون الإسرائيليون الضربة الصاروخية الأولى فجر 18/1/1991 واستفاقوا من صدمتها أصبحت مدينة تل أبيب , التي عاشت حروبا عدوانية دون أن تتعرض لأي هجوم عربي جدي ومؤثر , في حالة شبه هستيرية باعتراف الإسرائيليين أنفسهم وهو ما نقله مراسلون وصحفيون غربيون من داخل الأرض المحتلة .. فعند غسق كل يوم كانت شوارع تل أبيب والمدن الأخرى تبدو مهجورة , على حد وصف هؤلاء الصحفيين , وكان سكانها الأكثر ثراء والذين كانوا يضعون أقنعتهم الواقية من الغاز في علب كارتونية , يهربون بسياراتهم لينضموا إلى ارتال العجلات الطويلة التي كانت تتجه إلى مدينة القدس طلبا للنجاة بعدما أعلنت القيادة العراقية أن الصواريخ العراقية لن تستهدف مدينة القدس بشطريها .. وهناك الكثير من هذه المشاهد التي تناقلتها وكالات الأنباء وشهود العيان حول الرعب الذي أصاب إسرائيل ومستوطنيها نتيجة الضربات الصاروخية العراقية لا مجال لذكرها في هذه الوثيقة التاريخية ..
    الضربة الصاروخية الأولى في 18 / 1 / 1991
    بالساعة الثالثة وعشر دقائق من فجر هذا اليوم انطلق الاسم الرمزي وهو عبارة ( الله اكبر ثلاث مرات ) التي تعني توكل على الله سبحانه واضغط زر الإطلاق , وانطلقت في آن واحد ثمانية صواريخ نوع الحسين على أهداف عسكرية ومنشات حيوية للعدو الإسرائيلي .. إنها الضربة الصاروخية العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي , أربعة صواريخ على قاعدة الشر في تل أبيب وأربعة صواريخ على حيفا ..

    بعد هذه الضربة مباشرة سمع العالم كله بأصدائها وأخذت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة العالمية ترسل التقارير الإخبارية والمصورة عن نتائجها وتأثيراتها على السكان الإسرائيليين والباحث يذكر كيف أن قناة( سي إن إن ) نقلت مشهدا لأحد المصانع المدمرة في رامات جن وهروب العاملين فيها إلى خارج المنطقة وحديث احدهم الذي أصيب بالذهول وهـــو يتحدث بصوت مرتجف عن الصدمة التي أصيبوا بها نتيجة القصف ويلعن ذاك اليوم الذي هاجر فيه من روسيا إلى إسرائيل , ويذكر أيضا لقاء آخر مع صاحب ورشة يقول وهو يبكي : لتذهب هذه الحرب إلى الجحيم … مالنا ولإسحق شامير , ليذهب هو الآخر إلى الجحيم ولكنه عاد واخذ يسب العراقيين ويكرر لقد فعلوها مرة أخرى , لقد فعلوها مرة أخرى , وأضاف لقد فعلها مرة أخرى أحفاد نبوخذ نصر ؟؟

    وفي مساء اليوم نفسه صدر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ذي الرقم ( 4 ) يتحدث عن هذه الضربة والأهداف التي توختها والنتائج التي أسفرت عنها ومما جاء فيه أن الصواريخ العراقية الأربعة التي أطلقت على تل أبيب أصابت الأهداف الإسرائيلية التالية :

    1 . شمال شرق المنطقة الصناعية في رامات غان ..
    2 . جنوب المنطقة الصناعية في رامات غان ..
    3 .شارع ارفيل ناحال على يمين الجسر جنوب المنطقة الصناعية ..
    4 . شارع ديزينكوف جوار منطقة الفنادق على ساحل البحر بالقرب من فندق الامباسادور ..

    أما الأهداف التي توختها الصواريخ العراقية في حيفا هي :
    1 . مصفاة تعبئة الغاز في ميناء كيشون ..
    2 . منطقة الخضيرة / محطة الكهرباء ..
    3 . معهد التخنيون ..
    4 . مجمع عسكري ..

    وقد جاء في تقارير المراسلين والوكالات وشهود العيان أن الخسائر الإسرائيلية نتيجة الضربة الأولى تضرر عشرات المباني وعدد من المصانع والمقرات العسكرية وقتل وجرح 68 شخصا وأكثر من 20 متجرا ومركزا تجاريا …

    الضربة الصاروخية الثانية يوم 19/1/1991
    تمت بالساعة الثامنة والربع صباحا بإطلاق أربعة صواريخ على تل أبيب وفي نشرة أخبار الظهيرة أذيع البيان رقم ( 7 ) الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وهو يتحدث عن تفاصيل الضربة ، التي استهدفت أهدافا عسكرية وعلمية وصناعية أبرزها :
    1 . كريات شاؤول وتدمير اكبر مستودع للغاز ..
    2 . عمارة شلومو في تل أبيب ..
    3 . منطقة رحوبوت / مركز الأبحاث ..
    4 . محيط وزارة الدفاع في حي هاكرياه ..
    5 . التلة الفرنسية للأبحاث الذرية ( نتيجة تساقط أجزاء صواريخ باتريوت ) ..

    وقد نتج عن هذه الضربة تضرر عشرات المواقع والمراكز العلمية والصناعية وجرح وقتل أعداد من السكان اليهود وموت عدد آخر نتيجة السكتة القلبية ..

    الضربة الصاروخية الثالثة يوم 22 / 1 / 1991

    تمت هذه الضربة بالساعة التاسعة وخمـس عشرة دقيقة ليلا أطلق فيها صاروخان على تل أبيب .. وقد توخت الأهداف آلاتية :

    1 . رامات غان صاروخ واحد انفجر بقوة وأحدث حريقا هائلا في المنطقة شمال تل أبيب ..
    2 . بتاح تكفا ..
    3 . انفجارات في المدينة الصناعية ..

    وقد أفادت المعلومات التي وردت لاحقا إصابة المواقع آلاتية خلال الضربات الصاروخية الثلاثة الأولى ونتائجها :

    1 . المناطق المحيطة بنهر اليركون خصوصا منطقة الفلات وقتل عشرات المستوطنين وجرح المئات منهم ..
    2 . تدمير شامل لعشرات الأبنية العسكرية شمال تل أبيب ..
    3 .إصابة منطقة على طريق نتانيا – تل أبيب وتشمل محطة وقود ومباني عسكرية ..
    4 . حالات هستيرية وسكتات قلبية ..
    5. تدمير ثلاث مصانع في تل ابيب ..
    6 . تقطع 90% من خطوط الهاتف وانقطاع التيار الكهربائي تماما ..
    7 . إصابة محطة وقود ..
    8 . سقوط صاروخ فوق شفا عمر ( عرف فيما بعد انه بقايا صاروخ باتريوت)

    ملاحظة مهمة

    هنا أود أن أشير إلى ما كنت قد دونته في مذكراتي عن تلك الفترة :
    بعد الضربة الأولى مباشرة نبهت القيادة العراقية إلى موضوع على درجة عالية من الأهمية ذلك هو التأكيد على حماية ارتال الصواريخ العراقية أثناء تنقلها في المنطقة الغربية من العراق , من الجواسيس والغرباء الذين قد يتسللون في ظل انشغال القطعات بواجب الدفاع عن العراق وقدرت تقارير الاستخبارات العراقية احتمال قيام قوات التحالف بإرسال مجموعات عمق خلف القطعات العراقية لتعقب ارتال الصواريخ ومحاولة تدميرها بعد فشل طيران التحالف من تدمير أي من قواعد اطلاق الصواريخ المتنقلة وادعاء الرئيس بوش الأب بان طيرانهم دمر نصف قواعد الإطلاق العراقية والحقيقة التي أسجلها للتاريخ هي أن القوات العراقية قامت بعمليات مخادعة سوقية نصبت خلالها قواعد إطلاق وهمية ثابتة في بعض القواعد الجوية العراقية غرب العراق لإيهام وسائل الرصد والاستطلاع الأمريكية والإسرائيلية بان هذه القواعد هي المعول عليها في قصف إسرائيل وفعلا تمكنت الطائرات الغربية من تدمير هذه القواعد الوهمية وبذلك حققت هذه المخادعة السوقية أهدافها باستنزاف جهد العدو الجوي وأفقدته المصداقية حيث لم يتم تدمير أي قاعدة إطلاق صواريخ متحركة حتى اليوم الأخير من الحرب وواصلت الصواريخ العراقية قصفها للأهداف الإسرائيلية بكثافة وحســــــــــب الخطط المعدة لهذا الغرض ..
    والباحث يتحدى أي طرف في العالم يدعي بان طائرات التحالف الثلاثيني تمكنت من تدمير أي من قواعد إطلاق الصواريخ المتحركة العراقية وقد أزعج هذا الأمر الإدارة الأمريكية وأربكها كثيرا في حينه لأنها كانت قد وعدت إسرائيل بان قواتها الجوية ستعالج موضوع الصواريخ العراقية وتقوم بتدميرها ولكنها فشلت في ذلك تماما ولم تتمكن من تحقيق هذا الوعد .. واني اذكر كيف كانت البلاغات العسكرية الأمريكية تشير إلى أن طيران التحالف دمر معظم أو كل القواعد الصاروخية العراقية وكيف اثبت استمرار القصف على إسرائيل كذب هذه الادعاءات والبلاغات وتسبب هذا في خلافات وجدل عميقين بين الإدارة الأمريكية والقيادة الإسرائيلية أسفر في النهاية عن اتفاق أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على تنفيذ خطة استخبارية عسكرية تهدف إلى تحييد الصواريخ العراقية أو تدميرها خلاصتها :

    1 . إشراك الطائرات والصواريخ الإسرائيلية بعمليات القصف ضد الأهداف الحيوية العراقية وفعلا تم صبغ ما لا يقل عن 100 طائرة إسرائيلية نوع أف 15 وأف 16 بعلامات سلاح الجو الأمريكي ومرابطتها في القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة على الأراضي المحيطة بالعراق وقامت بتنفيذ عمليات قصف عنيف للأهداف العراقية في شمال وغرب العراق كما تم توجيه عدد من الرشقات الصاروخية الإسرائيلية نوع اربحا 1 و2 ضد أهداف عراقية أعلنت عنها وسائل الأعلام العالمية والدتها بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ..
    2. إرسال مجموعات عمق من القوات الخاصة البريطانية خلف خطوط القوات العراقية غرب العراق وتكليفها بتعقب قواعد إطلاق الصواريخ العراقية المتحركة في محاولة للعثور عليها ومحاولة تدميرها , وقد عرفت هذه المجموعات بفئران الصحراء ..

    3. تكثيف القصف الجوي والصاروخي الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي ضد كل هدف مشبوه ومتحرك في المنطقة الغربية من العراق وقد أدى هذا إلى قصف عدد من الشاحنات الأردنية التي كانت تحمل المواد الغذائية بحجة أنها كانت تحمل صواريخ عراقية وأنني اعتقد أن الأخوة الأردنيين والعرب يتذكرون هذه الحادثة المشئومة التي تسببت في تدمير هذه الشاحنات واستشهاد من كان فيها ، كما بلغت الهستيرية الأمريكية والإسرائيلية حدا خطيرا عندما تم استهداف بيوت الشعر للسكان البدو وأدى هذا إلى استشهاد عدد منهم تحت نفس الحجة ..

    وكأجراء دفاعي واحترازي صدرت الأوامر إلى عدد من الوحدات العسكرية العراقية يشاركهم في ذلك أعداد من المتطوعين والمجاهدين العراقيين وأفراد العشائر العراقية بمطاردة المتسللين في المنطقة الغربية وتعقبهم ومنعهم من تحقيق أهدافهم وإلقاء القبض عليهم أو قتلهم وقد تم أشعار الوحدات الصاروخية العراقية بذلك لأغراض التحسب ..واني اذكر انه تمت أوسع عملية مطاردة في التاريخ شارك فيها وحدات من الجيش العراقي والمجاهدين وأفراد العشائر شملت مناطق غرب الفرات وحتى الحدود السورية والأردنية والسعودية والباحث يفتخر انه كان قائدا لهذه المجموعات التي تم تقسيمها إلى مناطق عمل ووضع بإمرتهم كل ما يحتاجه هؤلاء الأبطال من أسلحة وأجهزة لاسلكية ومعتمدين وعجلات ودراجات هوائية وبخارية وإدلاء ومئونة غذائية …الخ

    وبعد أيام طويلة وقاسية من المطاردة والقتال العنيف ( وفي ظل ظروف بالغة الدقة والتعقيد والخطورة والقصف المعادي وفي أجواء ممطرة باردة وقلة الوقود والتشويش اللاسلكي المعادي والحرب الالكترونية التي استخدمتها قوات التحالف ضد أجهزتنا اللاسلكية ) تم بعون الله قتل بعضهم عندما حاولوا الهجوم على احد معسكرات الجيش العراقي واسر من تبقى منهم عندما حاولوا الهرب عبر الحدود السورية وهم داخل سيارة أجرة ( تاكسي ) وقد اعترفوا خلال التحقيق معهم بأنهم جنود من القوات الخاصة البريطانية ( أو كما تسمى بالمصلحات العسكرية مجموعات عمق ) كلفوا بمهمة تعقب قواعد إطلاق الصواريخ العراقية لتدميرها ومنعها من قصف إسرائيل وإنهم تسللوا بطائرات سمتية عبر الأجواء السعودية و زودوا بملابس عربية للتمويه وبخرائط ومعدات لازمة لهذا الغرض مع أعداد كبيرة من الأسلحة وقد بقيت الطائرات السمتية معهم للاستفادة منها خلال التنقل من منطقة إلى أخرى واعترفوا أيضا أنهم لم يتمكنوا من مشاهدة أي من قواعد أطلاق الصواريخ العراقية وان مهمتهم فشلت ..

    الضربات الرابعة والخامسة والسادسة يومي 25و26/1/1991

    الضربتان الرابعــة والخامسـة تمتــــا بالساعة 57, 6 دقيقة من يوم 25/1/1991 حيث وجهت ثمانية صواريخ اثنان منها إلى حيفا وستة إلى تل أبيب ..
    وقد أفادت المعلومات الأولية عن خسائر العدو على النحو التالي :
    1 . تدمير منشات في مستعمرة كوش دان قرب الخضيرة وإصابة كلية الأركان فيها ..
    2 . إصابة منطقة صناعية ومقرات عسكرية ومحطات وقود وهاتف في منطقة شفا عمر نتيجة سقوط احد الصواريخ العراقية وسقوط شظايا صاروخ باتريوت أمريكي ..
    3 . مباني وتجمعات عسكرية شرق ميناء حيفا ..
    4 . إصابة أهداف في رامات جن / قسم الالكترونيات التابع للجيش الإسرائيلي ..

    أما الضربة السادسة فتمت بالساعة الحادية عشــــرة مساء من يوم 26/1/1991 بتوجيه أربعة صواريخ على تل أبيب وصاروخ علــى حيفا , وقد ذكر الناطق العسكري الإسرائيلي سقوط 6 صواريخ اثنان منها على حيفا …
    وقد أفادت المعلومات الأولية عن خسائر العدو إصابة مستعمرة اريئيل وحصول خسائر كبيرة وكذلك إصابة محطة كهربائية جنوب تل أبيب ..

    وقد أشارت مصادر المعلومات لاحقا إلى قتل عدد من الأشخاص وجرح 44 آخرين وإصابة عدد من الشقق السكنية و12 مبنى حكوميا ومتاجر وتم إخلاء 27 شخصا من سكان المناطق التي تعرضت للقصف إلى الفنادق كما تسببت هذه الضربات بحدوث حالات هستيرية وسكتات قلبية و تقطع 70% من خطوط الهاتف وانقطاع التيار الكهربائي تماما ..

    الضربة السابعة يوم 28/1/1991

    جرت بالساعة العاشرة وخمس دقائق ليلا من هذا اليوم بإطلاق صاروخ على تل أبيب .. وقد أصابت هذه الضربة :
    1 . مصانع الاسمنت ومباني جنوب الرملة ..
    2. الون موريه ( سقط عليها صاروخ باتريوت ) ..
    3. قاعدة عسكرية جنوب اللد سقطت عليها شظايا الباتريوت ..

    ومن أحداث هذا اليوم التي دونتها في مذكراتي أن قوات التحالف بدأت تفقد صوابها تماما حيث قامت الطائرات المعادية بضرب الطريق السـريع ( بغداد- عمان ) بين منطقتي الكيلو 160 والكيلو 190 وأصابت السيارات والشاحنات المدنية القادمة من الأردن وقتلت مواطنين عراقيين وأردنيين وعرب آخرين كما قامت بقصف الخيام العربية في الصحراء واستشهد أعداد من المواطنين الأبرياء وكنت قد كتبت التعليق التالي في مفكرتي عن هذا الحادث ( يبدو أن تصور العدو المريض قد أوحى له بان العراقيين اخفوا صواريخ ارض-ارض في هذه الخيام وهذا دليل على إخفاقه ودخوله مرحلة الهستيريا التي يجب التحسب لها )..

    الضربة الثامنة يوم 31/1/1991

    تمت بالساعة السابعة مساء من هذا اليوم بإطلاق صاروخ واحد على تل أبيب وإصابة :
    1 . منطقة بتاح تكفا الصناعية ..
    2 .قواعد عسكرية متجاورة في منطقة عامر ووادي صرار ويحتمل سقوط شظايا الباتريوت عليها أيضا ..

    الضربة التاسعة يوم 2/2/1991

    تمت بالساعة التاسعة والدقيقة الخامسة والعشرين مساء هذا اليوم بإطلاق صاروخ على تل أبيب .. وقد تم إصابة :
    شمال شارع كفيش الموصل بين تل أبيب وحيفا وإصابة مواقع عسكرية ..

    الضربة العاشرة يوم 3/2/1991

    جرت بالساعة الثامنة وسبع وثلاثين دقيقة فجر هذا اليوم بإطلاق صاروخ على تل أبيب وإصابة مواقع على طريق أللنبي – تل أبيب ..


    الضربة الحادية عشرة يوم 6/2/1991

    جرت بالساعة الثامنة إلا خمس دقائق مساء هذا اليوم بإطلاق صاروخ على حيفا . وقد تم إصابة :
    1 . قاعدة حيفا البحرية وحصول قتلى وجرحى ..
    2 . هدم مستودعات في الميناء وحصول حرائق ..
    وقد أفادت المعلومات اللاحقة عن الضربات من ( 7-11 ) عن إصابة مصنع سمنت وتدمير مقر عسكري في قاعدة حيفا وانقطاع التيار الكهربائي ..

    الضربة الثانية عشرة يوم 9/2/1991

    جرت بالساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والثلاثين فجر هذا اليوم بإطلاق صاروخ على تل أبيب نتج عنها 27 جريحا وقتيلا وتضرر عشرات المباني وحالات هستيرية ..

    الضربة الثالثة عشرة يوم 11/2/1991

    جرت بالساعة الثامنة إلا خمس دقائق من هذا اليوم بإطلاق صاروخ على تل أبيب وإصابة الشبكة الكهربائية في المدينة وحدوث خسائر كبيرة جدا في الحي العسكري ..

    الضربة الرابعة عشرة يوم 12/2/1991

    تمت بالساعة الثامنة والدقيقة الخامسة والعشرين فجر هذا اليوم بإطلاق صاروخ على تل أبيب وإصابة مقرات عسكرية في المدينة..
    وأفادت المعلومات عن هاتين الضربتين جرح وقتل 7 أشخاص وتضرر أكثر من خمسين مبنى حكوميا وعشرات الشقق وإخلاء ست عشرة عائلة إلى الفنادق وإصابة الشبكة الكهربائية في تل أبيب وحدوث خسائر في الحي العسكري ..

    الضربة الخامسة عشرة يوم 13/2/1991

    كانت هذه الضربة شديدة وعنيفة وجاءت ردا على قصف الطائرات المعادية ملجأ العامرية في بغداد فجر يوم 13/2/1991 واستشهاد ( 405) مواطنين عراقيين بين رجل وامرأة وشيخ وطفل .. وقد تم في هذه الضربة استخدام صواريخ الحجارة السجيل لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بتوجيه ثلاثة صواريخ من هذا النوع على مفاعل ديمونا النووي وتبعه صاروخ رابع من نوع الحسين على حيفا .. وهنا اذكر ما جاء في الأمر الصادر لكتيبة صواريخ ارض-ارض المسئولة عن تنفيذ عمليات القصف ضد ديمونا على بركة الله انتقاما لضربة مفاعل تموز وانتقاما لأطفال الحجارة وملجــــأ العامرية )..
    وانهالت صواريخ الحجارة , التي أبدع العراقيون في صناعتها , على مفاعل ديمونا وأحدثت به تصدعات لم يكشف النقاب عنها إلا بعد أن جاء المفتشون الدوليون الى العراق بعد انتهاء الحرب بعدة سنوات مستغلين القرارات الدولية لاكتشاف هذه الصواريخ وكانوا قد جلبوا معهم صورا لجدران ديمونا وقد تصدعت واخذوا يعيثون في ارض الرافدين بحثا عن أسرار صناعة هذه الصواريخ التي يسمعون بها لأول مرة وكذلك بحثا عن العقول العراقية الجبارة التي أبدعت في صناعتها وكيف تمكن خبراء التصنيع العسكري العراقيون من استخدامها اكبر تأثيرا بالمفاعل النووي الإسرائيلي والأهداف الحيوية الإسرائيلية الأخرى التي كانت قيادة الصواريخ العراقية قد وضعت الخطط لضربها حسب تطورات الحرب مع قوات التحالف الثلاثيني والقوات العاملة معها من الجيش الإسرائيلي .. وقام هؤلاء المفتشون الدوليون تحت المظلة الأمريكية والدولية وصمت العرب وفرحة البعض منهم بتدمير ما تبقى من صواريخ الحسين والحجارة السجيل وصواريخ العباس التي لم تستخدم لغاية انتهاء الحرب والتي كان يزيد مداها عن 900 كم ، وهي الصواريخ التي شكلت في يوم من الأيام قدرة الردع الإستراتيجي العربي المتوازن مع العدو الاسرائيلي ..

    الضربة السادسة عشرة يوم 19/2/1991

    تمت بالساعة الثامنة وخمسة وخمسين دقيقة ليلا بتوجيه صاروخ واحد على تل أبيب وإصابة مطار بن غوريون ومواقع للتصنيع العسكري الإسرائيلي ..

    الضربة السابعة عشرة يوم 23/2/1991

    جرت بالساعة السابعة والدقيقة الواحدة مساء بتوجيه صاروخ على تل أبيب وإصابة القاعدة الجوية فيها ..

    الضربة الثامنة عشرة يوم 25/2/1991

    جرت هذه الضربة بالساعة الرابعة والنصف فجر هذا اليوم بتوجيه صاروخ آخر من نوع الحجارة السجيل على مفاعل ديمونا ..

    الضربة التاسعة عشرة يوم 25/2/1991

    جرت بالساعة السادسة وخمسة وعشرين دقيقة من نفس اليوم بإطلاق صاروخ آخر من نوع الحجارة على مفاعل ديمونا ..

    وفي تقارير إخبارية لاحقة عن نتائج الضربات من ( 15-19) جاء فيها إصابة عدد من المقرات العسكرية والصناعية والعلمية وأعداد غير معروفة من القتلى والجرحى .
    وفي معلومات لاحقة وردت من شهود عيان من داخل الأرض المحتلة انه رغم منع السلطات الإسرائيلية التجول في المناطق المضروبة إلا إنهم علموا بإصابة أكثر من ألف مستوطن وحصول صدمات عصبية لحوالي 800 مستوطن آخر في تل أبيب وحدها وتضاعف معدلات الهجرة إلى خارج فلسطين وتدمير المئات من المباني السكنية والصناعية وعدد من المقرات العسكرية والحربية والقواعد الجوية ومحطات الوقود والكهرباء والنفط وعدد من مراكز الأبحاث النووية ومنها مركز الأبحاث في رحوفوت وكلية الشرطة في شفا عمر ومواقع عسكرية شمالي شارع كفيش وإصابة قاعدة حيفا أكثر من مرة وتدمير مستودعات عسكرية وخزانات نفط في نفس القاعدة وإصابة مصفاة تعبئة الغاز في ميناء كيشون ومحطة كهرباء الخضيرة ومستودع الغاز في كريات شاؤول وانفجارات متكررة في المدينة الصناعية وتقطع بين 70 – 90% من خطوط الهاتف والكهرباء وإصابة محطة وقود قرب وزارة الدفاع وعدد من المصانع العسكرية ومعامل الاسمنت .. الخ من الخسائر التي اشرنا إليها في سياق الحديث والتي تأكدت معظمها من مصادر متعددة من داخل الأرض المحتلة وخارجها ..
    هذا بالإضافة لما نشرته مراكز الأبحاث والدراسات العربية والأجنبية من إحصائيات وأرقام عن حجم الخسائر الإسرائيلية في الأشخاص والأهداف الحيوية العسكرية والصناعية والنووية والعلمية والمباني والمصانع والمعامل ومراكز الطاقة والوقود وانهيارات في الحالة المعنوية وحالات اختناق لسوء ارتداء اقنعة الغاز للمستوطنين وأرقاما عن أعداد المهاجرين إلى الخارج أو إلى المدن الفلسطينية الأخرى بما يفوق ما ذكرناه بمرات عديدة ….

    ولغرض التوسع في توضيح الصورة عن حجم التأثيرات والخسائر التي تكبها العدو الإسرائيلي نتيجة القصف الصاروخي العراقي يمكن الرجوع أيضا إلى ما أورده تقرير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية الذي اعترف فيه باختراق نظرية الأمن الإسرائيلي نتيجة القصف الصاروخي العراقي وبحدوث خسائر جسيمة في الأشخاص والمنشات العسكرية والمدنية والصناعية والعلمية وبحدوث حالات وفيات هستيرية وكيف أن القصف العراقي اثبت ضعف وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلي المدعومة بمنظومات صواريخ باتريوت الأمريكية واعترف أيضا بفشل منظومة الإنذار والرصد الإسرائيلية والامريكية المعتمدة أساسا على الأقمار الصناعية الأمريكية ..

    كما اعترف مؤلف كتاب ( جواسيس جدعون .. التاريخ السري للموساد ) وهو احد عناصر الموساد ويدعـــــى ( جوردن توماس ) بهذه الخسائر أيضا ,حيث عرض جانبا من الحقائق والآثار التي أحدثتها الصواريخ العراقية ويكشف عن معلومات تنشر لأول مرة بعد أن جرى إخفاؤها والتعتيم عليها باتفاق مشترك بين القيادة الإسرائيلية والولايات المتحدة والهدف من ذلك , كما يرى د. عبدالوهاب المسيري , هو عدم الإشارة إلى كل ما يمكن أن يسمى إنجازا للقوات المسلحة العراقية وقيادتهـا .. ويتحدث الكتاب في الصفحات ( 365, 366, 367) عن التدمير الهائل الذي أحدثته الصواريخ العراقية على البـــنى العسكرية والاقتصادية لإسرائيل واختراق نظرية الأمن الإسرائيلي حيث تسببت هذه الصواريخ في قتل أكثر من 600 إسرائيلي وجرح أضعاف هذا العدد وتدمير حوالي 1587 موقعا عسكريا واقتصاديا واستيطانيا حتى وصــت أصوات الانفجارات , كما يصفها الكاتب ( ص 366) إلى مقر الموساد الإسرائيلي نفسه ..

    ملاحظات
    1. المعلومات المنشورة موثقة من مختلف المصادر المقروءة والمرئية والمسموعة ومنها الوثائق الإسرائيلية المختلفة ..
    2. لم يتحدث البحث عن تفصيلات تأثير عمليات القصف العراقي ضد العدو الإسرائيلي في المجالات المختلفة تاركين ذلك لدراسة أخرى بعون الله ....
    3 . أن استهانة بعض الزعماء العرب وغيرهم في حينه بالقدرات العسكرية العراقية تدلل بما لا يقبل الشك على خيبة أمل وضعف وعدم اتخاذ الموقف العربي الصحيح من بلد عربي تعرض لأبشع عدوان ، تحت هذه الحجة أو تلك ، وتهربهم من تطـبيق اتفاقية الدفاع العربي المشترك ..
    4 . إن معظم الدول العربية وقفت موقف الضد من العراق ومحنته قبل حرب 1991 وخلالها وبعدها وأثناء الحصار، الذي ساهموا بصنعه ، وخلال احتلال العراق عام 2003 وهم مسئولون مع قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني الإسرائيلي عن تدمير هذا البلد وهجرة أكثر من (5) ملايين من أبنائه إلى الخارج هربا من الموت والجوع وانعدام الأمن والاغتيالات والتصفية الجسدية وذلك بسبب تخاذل هؤلاء العرب وعقدهم من البلد العربي الوحيد الذي تصدى للصهيونية والاستعمار قولا وفعلا والذي لم يوقع حتى ألان على الهدنة بين العرب وإسرائيل عام 1948، ومن يقول غير هذا ، فأرشيف وشهود ووثائق الصراع العربي الإسرائيلي مازالت تشهد على مواقفهم هذه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    القصة الكاملة لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 كما يرويها شهود عيان

    بقلم الباحث : عبدالوهاب محمد الجبوري(*)

    تنويه :

    لغرض التوثيق التاريخي وكي لا تنسى الأجيال القادمة ، سنشير في هذه الوثيقة التاريخية المهمة إلى خلاصة قصة اشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 موثقة من مصادر مختلفة وشهود عيان شاركوا في الحرب ، ومنهم الباحث ، تم اللقاء بهم والاستماع إليهم وهم يروون ملحمة الحرب التي هزت المستوطنين الإسرائيليين من الأعماق حتى باتت هاجسهم الذي لن ينسوه أبدا ..

    تمهيد
    تعتبر مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين حدثا مجيدا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، فلقد تمت هذه المشاركة دون تخطيط مسبق على صعيد القتال أو الشؤون الإدارية ونفذت بشكل سريع ومفاجيء وبمبادرة عراقية بحتة .. وكانت أطراف عربية تتوقع أن تكون المشاركة في مثل هذه الظروف رمزية أو محدودة على الأقل ، ولكن العراق دفع إلى ساحة المعركة ، التي تبعد عن أراضيه أكثر من( 1000) كم ، ثلاثة أرباع قواته الجوية ، وبدأ يعمل على إرسال المزيد من القوات من مختلف الصنوف ، وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدروع نابعة من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر ..وبالإضافة إلى الحجم المادي الكبير للمشاركة العراقية ، فقد كان هناك عامل ثان يتعلق بجوهر العمل العسكري الذي يتأثر عادة بطبيعة التحالفات وشدتها (1).. ومن الواضح أن العراق لم يدخل الحرب كبلد حليف ذي مصالح خاصة متطابقة مع المصالح العامة لمجمل حلفائه ويقاتل لتحقيق المصالح الخاصة من خلال تحقيق المصالح العامة ، ويوازن بين الجهد والربح ، ولا يقدم إلى الحلف سوى الجهد الأدنى مقابل الربح الأقصى ... لكنه دخل الحرب كدولة معنية بالصراع العربي الإسرائيلي ومستعدة لتقديم كل شيء لإسناد الجهد العسكري والاقتصادي العربي ، ولذلك تجاهل كل الاعتبارات وتحديدات العمل وإسقاط الحسابات القطرية من اجل تحقيق الهدف القومي الاستراتيجي العام ، ولو لم يعتبر العراق نفسه طرفا معنيا لا طرفا حليفا فقط ، لما تمت حركة قواته بزخم وسرعة ولأختفت الطبيعة التصادمية التي اتسمت بها عملياتها(2) .. والعامل الثالث المهم الذي يميز المشاركة العراقية ، هو أن القوات البرية والجوية الكبيرة التي دخلت سورية لم تشكل قيادة ميدانية مستقلة ، بل وضعت نفسها تحت تصرف القيادة السورية مباشرة بغية تسهيل عمل هذه القيادة وإعطائها قدرة ومناورة على زجها في المعركة بأسرع وقت ممكن .. ولم يكتف العراق بمشاركته العسكرية فقط ، بل استخدم أيضا سلاحه الاقتصادي ضد كل من ساعد إسرائيل في حربها أو شارك فيها وقدم الشعب العراقي إلى الشعب السوري النفط والمساعدات الاقتصادية والاعتدة ودبابات التعويض ..
    التحديدات التي رافقت مشاركة الجيش العراقي في الحرب
    والأمر الآخر الذي نشير إليه هو أن العراق وضع في موقف صعب وحرج لأنه لم يكن على علم مسبق بالحرب الأمر الذي جعل القوات المسلحة العراقية تدخل الحرب وفق معطيات وشروط حددت من فعالياتها العسكرية في بعض المواقف رغم الاندفاع والقدرة القتالية العالية التي أظهرتها وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم .. وهناك مبدأ معروف في الحروب هو أن فعاليات القوات المسلحة في ساحة المعركة لا ترتبط فقط بقوتها وقدراتها وكفاءتها الذاتية ولكنها تتعلق أيضا والى حد كبير بالشروط المفروضة عليها خلال العمل .. و في هذا المجال نشير إلى التحديدات التي رافقت اشتراك الجيش العراقي في الحرب والتي تم تجاوز معظمها من خلال التعاون والتنسيق بين الجانبين السوري والعراقي(3) :

    1. دخل الجيش العراقي الحرب في الجبهة السورية على ارض لم يستطلعها مسبقا ونفذ واجباته من الحركة في معركة تصادمية تعتبر من أصعب أشكال الحروب وأكثرها تعقيدا ، والحقيقة التي نؤكدها للتاريخ أن الأخوة في القيادة السورية قدموا تسهيلات ومعلومات سهلت كثيرا على الجيش العراقي مهماته وكان التعاون والتنسيق بين القوات العراقية والسورية في أروع أشكاله لان المعركة كانت واحدة والمصير كان واحدا ..

    2. دخلت القوات العراقية المعركة بعد تنقل طويل تراوح بين 1200- 1500 كم وهذا بدوره يؤثر بالطبع على راحة الجندي واستعداده البدني ، ومع ذلك كانت معنويات الجندي العراقي مرتفعة لأنه كان متلهفا لمساندة أشقائه ولمواجهة الجندي الإسرائيلي وجها لوجه في ثاني معركة مباشرة وواســعة بينه وبين الجندي الإسرائيلي منذ حرب 1948 ..

    3. كانت القوات العراقية المقاتلة في الجولان تؤمن شؤونها الإدارية عبر بغداد ودمشق ومعروف أن مثل هذه المسافة لها تأثير على وصول الإمدادات الإدارية .. ورغم هذه المعضلة إلا أن الإرادة والتصميم بالنسبة للقوات العراقية كانت تتخطى هذه المعضلة وتتجاوزها لأنها كانت تنظر للهدف الأسمى والأنبل وهو دحر العدو وإفشال مخططاته ..

    4. دخلت القوات العراقية بسياق عمل يختلف عن ســياق عمل القوات السورية ، ولكن تعاون هيئات الركن في كلا الجانبين ذلل كثيرا من المصاعب وأوجد قواسم عمل مشتركة حققت انسيابية مشهودة خلال المعارك . .

    5. تم زج القوات البرية العراقية على الجبهة السورية الضيقة ولم يسمح لها باستخدام مجال عملها الأوسع على الجبهة الأردنية العريضة الأمر الذي حرمها من حرية العمل واختيار مكان الهجمات المقابلة وبالطبع كان هذا التحديد خاضعا لظروف خاصة لا دخل لها فيها ..

    6. كما أثرت ظروف دخول الجيش العراقي إلى سوريا على حركة القوات المدرعة العراقية وجعلتها تصل إلى الجبهة تباعا وفرضت ظروف المعركة زجها بالتقــــــسيط ( بالألوية ) بدل زجها بكتلة ضاربة ( فرقة أو فيلق ) وفق ابسط مباديء قتال الدبابات في الحرب الحديثة ولقد أدى هذا إلى فقدان قوة الصدمة ..

    حديث الذكريات

    كنا مجموعة من الضباط العراقيين ، من الذين شاركوا في حرب تشرين ، نتحدث عن هذه الحرب ومشاركة الجيش العراقي الباسل فيها بثقل كبير تلبية لنداء الواجب القومي.. قادنا حديث الذكريات إلى ظهر ذلك اليوم (6/ 10 /1973) الذي بدأت فيه القوات السورية والمصرية تعرضها الواسع ضد القوات الإسرائيلية على الجبهتين الغربية والشمالية.. فبعد سماع نبأ الحرب من الإذاعات صدرت الأوامر إلى الجيش العراقي بدخول الإنذار من الدرجة ( ج) وهي أعلى درجــــات الإنذار ، وفي صباح اليوم التالي كانت القطعات العسكرية العراقية ، وخاصة القوات المدرعة تتحرك من مواقعها العسكرية ومنها معسكر التاجي شمال بغداد ومعسكر الورار في الرمادي ومنطقة العمارة جنوب العراق ومن المعـــسكرات في شمال العراق ... الخ باتجاه الحدود الســـورية على السرفات .. وفي وقت لاحق ذكر لي أحد ضباط الارتباط العراقيين ، أن الحكومة السورية كانت تؤكد على أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت وبأكبر حجم ممكن ، على الأقل فرقتين مدرعتين بكامل دروعهما..
    وفي سياق حديثنا هذا تم استعراض سريع لتاريخ الجيش العراقي والأسباب التي أدت بالنتيجة إلى مشاركته في الحرب واتفق الحاضرون على أن الجيش العراقي يعد من أقدم الجيوش العربية بعد الجيش المصري ، فقد تأسس في 6/ ك2 / 1921 عند انبثاق الحكومة الوطنية نتيجة ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني ، ومنذ تأسيسه وهو يتطلع إلى المهام الوطنية والقومية ، وقد نشا نشأة قومية حيث أن معظم ضباطه وعناصره كانوا قد شاركوا في الثورة العربية التي قادها الشريف ( حســـين بن علي ) في الحجاز عام 1916 ضد الحكم العثماني (4) .. لقد تشبع هذا الجيش وتشكيلاته بالروح الوطنية من خلال أبطال ثورة العشرين الذين قاتلوا الإنكليز المســتعمرين طبلة ( 6) اشهر على ثرى هذه الأرض الطاهرة ، ومعارك الفرات الأوسط والناصرية والسماوة خير شــــاهد على ذلك .. ولا زالت أرضـنا في ( الرارنجية ) و( الرميثة ) شاهدا على قتلى الجيش البريطاني من إنكليز وهنود .. بعد ذلك انتقل معظم الضباط العراقيين في جيش الثورة العربية إلى الشام عندما تم تعيين الملك ( فيصل الأول ) ملكا على سوريا وعينوا في الجيش السوري ، والتحق بعضهم بعد انبثاق ثورة العشرين في العراق لقيادة الثورة واخص بالذكر منهم ( جميل المدفعي ) ورفاقه (5) حيث كانوا من المخططين العسكريين لقيادة الثورة .. وبعد تعيين الملك ( فيصل الأول ) ملكا على العراق استصحب معه معظم الضباط العراقيين الذين كانوا معه في سوريا وتسلموا المناصب الرئيسة في هذا الجيش الفتي وعملوا خلال مدة قصيرة على توسيع تشكيلاته وزيادة قدراته القتالية ورفع مستوياته التدريبية ، كما التحق به أيضا عدد من الضباط العراقيين الذين كانوا في الجيش العثماني ..
    وفي لقاء سابق مع المرحوم الفريق ( سعيد حمو ) احد قادة الجيش العراقي ، ذكر أن حماس هذا الجيش وتطلعاته القومية ازدادا في عهد الملك ( غازي ) الذي ألهب حماسه بدعوته القومية وتوحيد نضال الشعب العربي ضد المستعمرين الإنكليز ، وبرز منهم قادة كبار منهم العـقـــــيد ( صلاح الدين الصباغ ) والعقيد الركن ( كامل شبيب ) والعقيد الطيار ( محمود سلمان ) والعقيد الركن ( فهمي سعيد ) الذين ساندوا التوجه القومي للعراق ووقفوا إلى جانب الحركة الوطنية ، وكان لهم دور بارز في ثورة مايس عام 1941 التحررية وإسناد حكومة الدفاع الوطني بعد تولي (رشيد عالي الكيلاني ) رئاسـتها خلال الحرب البريطانية العراقية .. وفي عام 1948 نشأت حركة الضباط الأحرار عندما كان الجيش العراقي يقاتل في فلسطين .. وقد تحدث العقيد ( علي خيون ) عن هذا الموضوع فذكر أن أول من أنشا خلايا الضباط الأحرار الشهيد ( رفعت الحاج سري ) والمرحوم الفريق الركن ( نجيب الربيعي )(6) ..
    وبعد عودة قطعات الجيش العراقي من فلسطين اتسع تنظيم الضباط الأحرار في عام 1952 وتشكلت الهيئة العليا لحركة الضبــــــــاط الأحرار واللجنة البديلة أو ( القيادة البديلة ) لتكون بديلا عن الهيئة العليا في حالة انكشافها أو إلقاء القبض عليها ، وكان من بين أعضائها ( خالد مكي الهاشمي ) و( جاسم كاظم العزاوي ) و( علاء الجنابي ) ..وجرت عدة محاولات ضد النظام الملكي في الأعوام 1954 و1956 و1957 وكانـــت أخرها في 14/ 7/ 1958 .. حيث أصبح نظام الحكم في العراق جمهوريا ..
    الدور القومي للجيش العراقي
    ويستمر حديث الذكريات عن المراحل اللاحقة من تطور الجيش العراقي ودوره القومي ، فقد ذكر اللواء الركن ( خليل سعيد ) أن الجيش العراقي شارك بصورة فعالة في حروب تحرير فلسطين في عامي 1948- 1949 على الجبهتين الأردنية والمصرية (7)وفي حرب حزيران على الجبهة الأردنية وفي حرب تشرين 1973 (8) حيث ذكر الحاضرون تفاصيل عن هذه الحرب سنــــــــــشير إليها في سياق الحديث لاحقا .. وفي حديث للفريق الركن الدكتور ( يونس الذرب )ذكر انه بين الأعوام 1976 – 1978، اشتدت الهجمات الإسرائيلية على المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية قام الجيش العراقي على أثرها بإرسال متطوعين من القوات الخاصة العراقية إلى لبنان عبر مصر وليبيا ، ومن هناك تم نقلهم بحرا إلى السواحل اللبنانية حيث شاركوا في القتال إلى جانب الفدائيين الفلسطينيين والحركة الوطنية اللبنانية ضد القوات الإسرائيلية وابلوا بلاءً حسنا واستشهد بعضهم في تلك المعارك ودفنوا على الأرض العربية(9) ..
    كذلك ساهمت وحدات من الجيش العراقي في القتال إلى جانب الصومال في حربها ضد إثيوبيا لتحرير إقليم ( اوغادين ) في السبعينات من القرن الماضي ، والى جانب حركة التحرير الارتيرية في حربها ضد إثيوبيا لتحرير إرتريا ، والى جانب الجيش السوداني في حربه لتحرير الجنوب السوداني (10) ..
    أما في مجال التدريب فقد ساهم الجيش العراقي ، كما ذكر بعض الضباط من شهود العيان ، في إرسال بعثاته التدريبية إلى العديد من الدول العربية ، فقد أرسل إلى اليمن ( 7) سبع بعثات أولها كانت في عام 1940 ومنهم الشـــــــهيد النقيب ( جمال جميل ) الذي اعدم في اليمن بتهمة التآمر على الإمام ( يحيى ) مع مجموعة من الضباط اليمنيين ، وأخرها ي عام 1990 .. ويستمر الفريق الركن ( يونس الذرب ) يتحدث عن هذا الموضوع أيضا فيذكر انه تم إرسال (5) خمس بعثات إلى ليبيا خلال الأعوام ( 1953 – 1964 ) وقد كلف اللواء الركن ( عادل احمد راغب ) برئاسة أركان الجيش الليبي وتم تشكيل وحدات الجيش الليبي من قبل البعثات العسكرية العراقية (11) ..والى الأردن تم إرسال (3) ثلاث بعثات خلال عامي 1957 – 1958 ، وقد تم تأسيس كلية الأركان الأردنية في عام 1957 (12)..والى موريتانيا تم إرسال (2) بعثتين في عام 1980/ 1981 وتم تأسيس معظم وحدات الجيش الموريتاني ومدارسه العسكرية ، كما تم إرسال (16) ستة عشرة بعثة إلى السودان خلال الأعوام 1976 – 1999 وقد تم تأســس كلية القوة الجوية والبحرية وكلية الحرب والجناح الجوي في كلية الأركان ..
    وهناك بعثات أخرى تم إرسالها إلى ( مصر وسوريا والجزائر وتونس والمغرب وعمان والســـــــعودية والصومال وارتيريا ولبنان وفلسطين ) منذ الأعوام 1948 وحتى عام 1990(13) ..والى جانب البعثات العسكرية التي أرسلها العراق إلى الدول العربية المذكورة فقد استقبل العراق العشرات من البعثات العسكرية في مجال التعاون العسكري واستقبلت كلياته ومدارسه ومعاهده العسكرية الآلاف من الضباط والعسكريين العرب الذين شاركوا في الدورات والدراسات داخل العراق وتخرجوا بعد أن اكتسبوا العلم والمعرفة العسكرية وعادوا إلى بلدانهم ليساهموا في تدريب وقيادة وحداتهم العسكرية وفق أحدث العلوم العسكرية التي درسوها في العراق ..
    بعد هذا الاستعراض السريع عما دار في حديث الذكريات عن الدور القومي للقوات المسلحة العراقية تطرق الحاضرون إلى الأبعاد السياسية لهذه الحرب ، لكن الباحث يرى أن لا مجال للإشارة إلى تفصيلاتها هنا خاصة ما يتعلق منها باختلاف وجهات النظر بين القيادات السياسية العربية حول مسالة الحرب والموقف من التطورات السياسية العربية والإقليمية والدولية التي رافقتها وسيكتفي بالإشارة إلى ابرز ما ورد فيها وبما له علاقة فقط بخلفيات مشاركة الجيش العراقي في الحرب ..
    خلفيات الموقف السياسي
    كان العراق لغاية احتلاله عام 2003 يؤمن بأن العمل على تحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة، هو هدف قومي لا ينبغي إسقاطه من أجل هدف قطري، وأن تحرير الجولان والعريش ونابلس سيفقد قدسيته إذا كان الثمن التخلي عن حيفا ويافا وعكا للمستوطنين الإسرائيليين (14) ..كما كان تقدير القيادة العراقية أن طبيعة العدو الإسرائيلي وتحالفا ته تحتم توحيد الجهد العربي في كافة مجالاته السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية ، وعلى هذا الأساس بدأ التحرك العراقي فتم إعداد مشروع لعرضه على القمة الثلاثية التي كان مقررا لها أن تعقد في طرابلس في شهر تموز 1970 ، بين الرؤساء احمد حسن البكر وجمال عبدالناصر ومعمر القذافي ، وكان هذا المشروع يؤكد على ضرورة جعل ميدان المعركة ميدانا قوميا والعمل لتحرير جميع الأراضي المحتلة بما فيها ارض فلسطين العربية .. كان تقدير الرؤساء الثلاثة ينطلق من اعتبار أن الظروف الدولية لا تستطيع إيقاف هذا التحرير إذا كانت هناك قيادة واحدة وإرادة واحدة تملك حرية التخطيط وحرية العمل في الميدان ، وقبل انعقاد المؤتمر قدم ( ويليام روجرز ) وزير الخارجية الأمريكي مشروعه المعروف برسالة وجهها إلى وزير الخارجية المصري محمود رياض في 19 / 6 / 1970 ..

    وتمت أولى جلسات مؤتمر القمة قبل إعلان موافقة مصر على المبادرة الأمريكية وطرح الرئيس البكر المشروع الوحدوي التحريري العراقي ولكنه فقد امكانات تطبيقه عندما وافقت الأردن ومصر على المبادرة الأمريكية واضطر العراق إلى سحب قوات صلاح الدين من الأردن حتى لا يكون طرفا في مثل هذه التسويات خاصة بعد إلغاء الجبهة الشرقية (15) ..

    في آذار 1972 جرت محادثات بين مسئولين عراقيين ومصريين وسوريين في دمشق والقاهرة وعرض مشروع وحدة مقاتلة وكان محور هذا المشروع تحرير فلسطين لكن هذه المحادثات لم تسفر عن نتيجة ايجابية بسبب خلافات في وجهات النظر بين الأقطـار الثلاثة حول هذا الموضوع ..

    في كانون الثاني عام 1973 عرض العراق أمام وزراء الخارجية والدفاع العرب مشروعاً اقتصادياً وسياسياً ذا نتائج عسكرية وكان المشروع يتعلق باستخدام البترول كسلاح لإيجاد أرضية سياسية ونفسية للحرب ، وكانت وجهة النظر العراقية تتلخص في ضرورة إعداد الجماهير العربية عن طريق تأميم الحصص الأمريكية في شركات النفط وتهديد الدول الغربية بالتأميم وقطع النفط إذا ما وقفت هذه الدول إلى جانب إسرائيل ، لكن هذا المشروع لم يلق آذاناً عربية صاغية لأسباب معروفة تتعلق بطبيعة بعض الأنظمة العربية وسياساتها المرتبطة بالقوى الأجنبية .. إضافة لما ذكر فقد تقدم العراق بعدة مشاريع وقام باتصالات مستمرّة لاستقطاب الدول العربية حول وضع قواعد عمل عسكرية عربية مشتركة تحدث تبدلا نوعيا في القدرات العربية وتخلق أسسا مادية واقتصادية ومعنوية يمكن الانطلاق منها نحو التحرير .. ، وعلى التوازي مع هذا الجهد العراقي ، كانت مصر وسوريا تعدّان العدّة لخوض الحرب بصـــــــــــورة مشتركة مستـــــبعدتين العراق عن خططهما (16) ..

    كان التصوّر المصري السوري للمعركة مبنيّاً على أن مصر ستعمل على اجتياز قناة السويس بصورة مباغتة بقوّة هجوميّة ونيران كثيفة وبإسناد واسع من سلاح الجو المصري وبمشاركة أعداد من الطائرات العراقية التي كانت موضوعة بإمرة قيادة سلاح الجو المصري لتدمير خط بارليف والتحرك شرقا لتفرض على القوات الإسرائيلية حرب استنزاف متحركة ، وفي نفس الوقت يقوم السوريون بهجوم يحررون من خلاله هضبة الجولان ويدمرون قوات العدو المتحركة فيه، ثم يقيمون خطا دفاعيا عند حدود نهر الأردن لصد هجمات القوات الإسرائيلية المقابلة التي ستقوم بها قوات الاحتياط بعد استكمال تعبئتها خلال 72 ساعة ..

    ويذكر كتاب ( حرب رمضان ) الذي قدم له الرئيس الراحل أنور السادات هدف الحرب بقوله : كان على القيادة المصرية أن تخطط للقيام بعملية هجوميّة استراتيجية مشتركة تنفذ بالتعاون مع القوّات السورية وتقوم مصر باقتحام مدبّر لقناة السويس وتدمير (خط بارليف) والاستيلاء على رؤوس جسور بعمق 10 – 15 كم على الضفة الشرقية وتكبيد الإسرائيليين أكبر خسارة ممكنة وصد وتدمير هجمات وضربات قواتهم المقابلة والاستعداد لتنفيذ أية مهمات قتالية تكلف بها القوات المصرية فيما بعد ، أما سوريا فتشن الهجوم وتخترق دفاعات العدو في الجولان، وتقوم بتشتيت قواته ، وتدميرها إلى الخط - نهر الأردن ، الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا – (17)..

    وكان من المنتظر بعد ذلك أن يتدخل مجلس الأمن لإيقاف القتال ، بعد أن تخلق القوات العربية حقائق جديدة تعيد ألازمة إلى بؤرة الاهتمام العالمي (18)..ولما كان العراق غير موافق على هذا الهدف الاستراتيجي للحرب ، ولا يعتبر تطبيق قرار مجلس الأمن في الأساس صالحا لتسوية النزاع ، فقد حجبت القيادتان المصرية والسورية عن القيادة السياسية العراقية جميع المعلومات الخاصة بالأعداد للمعركة (19) ..

    وفي السياق نفسه اعتقد المصريون والسوريون أن ظروف العراق لن تسمح له بالمشاركة في القتال ، لوجود التهديد الإيراني للحدود الشرقية ، وعدم استقرار الحل السلمي للمسألة الكردية وان هذين السببين سيمنعانه من القدرة على تحريك قواته إلى الجبهة إضافة إلى أن مدة إنجاز الواجب من قبل القوات السورية ستكون قصيرة إلى حد يجعل أية قوات يدفعها العراق إلى الجبهة ستصل بعد وقف القتال، أو بعد تصفية القوات المعادية في(الجولان) على الأقل ..

    أما القيادة العراقية فكان لها رأي آخر ، فرغم تقييمها لطبيعة الحرب وهدفها كانت ترى أن هذا الهدف يختلف عن الهدف الذي يخطط العراق لتحقيقه ومع ذلك قررت المشاركة الفعلية في الحرب لأسباب تم دراستها وتحليلها كان في مقدمتها ، كما ذكر معاون رئيس أركان الجيش العراقي في حينه ، هو الأيمان المطلق بان المعركة قومية حتى لو لم يستدعى العراق للمشاركة فيها وان القوات المسلحة العراقية هي في خدمة الأمة العربية حيثما تعرضت للعدوان أو كان هناك قتال ضد أعدائها ، وان أخوة السلاح التي تنمو وتكبر تحت النار ستخلق بالتأكيد نوعا من الوحدة العفوية العملية بين المقاتلين العرب وربما تهيئ الأجواء مستقبلا لنوع من التوجه الوحدوي على الأقل في ظروف العدوان الأجنبي أيا كان مصدره ..

    وما أن اتخذ العراق قراره بالمشاركة في الحرب حتى اتصل الرئيس احمد حسن البكر بالرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد هاتفيا واعلمهما أن العراق قرر إشراك جزء من طيرانه في المعركة إلى جانب سورية وان القوات الجوية العراقية مستعدة لتلبية كل طلبات جـــــــناح ال( هوكر هنتر ) الموجود في مصر منذ السادس من نيسان 1973 ، فأعرب الرئيسان المصري والسوري عن ارتياحهما وشكرهما (20) وصدرت الأوامر إلى قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية بالعمل الفوري على تنفيذ أوامر القيــادة العراقية وبدأت آلة القوة الجـوية بالدوران ..

    في ليلة 6-7 /10/ 1973 وضعت القوات البرية العراقية بالإنذار وصدر الأمر إلى آمر اللواء الآلي الثامن أمرا بالحركة نحو الحدود السورية في صباح 7/10 كتدبير استباقي للدخول فورا إلى ساحة المعركة بعد حصول موافقة الحكومة السورية ..وفي اجتماع يوم 7/ 10 اتخذت القيادة العراقية أربعة قرارات مهمة هي :
    1. تأميم حصة أمريكا في شركة نفط البصرة واعتبار ذلك شرارة المعركة السياسية النفطية ضد الولايات المتحدة كونها شريك فعلي في الحرب ضد الأقطار العربية وداعم رئيس لإسرائيل بالأسلحة ، ويأتي هذا الأجراء تطبيقا لشعار استخدام النفط كسلاح في المعركة القومية ..

    2. إرسال مزيد من القوات الجوية على وجه السرعة إلى الجبهة الشمالية لدعم القوات السورية وإسنادها ..


    3. إرسال اكبر ما يمكن من القوات البرية ، وخاصة المدرعة منها ، إلى سوريا على وجه السرعة ..

    4. إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، ودعوتها إلى حل المشاكل بين العراق وبينها بالطرق السلمية ، وعن طريق المفاوضات ، لتامين الجبهة الشرقية للعراق(21) وفي السياق نفسه ذكر تقرير عن حرب تشرين (22) أن العراق سارع إلى الاتصال بالاتحاد السوفيتي طالبا منه الضغط على إيران لكي لا تستغل سحب قطعات من القوات العراقية وإرسالها إلى سوريا ، وبالفعل وجه الاتحاد السوفيتي تحذيرا إلى إيران من مغبة استغلال الظروف والاعتداء على العراق وحرك السوفيت بعض قطعاتهم العسكرية نحو الحدود الإيرانية .. ويضيف التقرير : وهكذا تسنى للعراق إرسال المزيد من القوات العراقية إلى سوريا ولعبت دورا مشهودا في إيقاف زحف المدرعات الإسرائيلية نحو دمشق (23) ..

    وفي صباح يوم 7/10 ، وعندما كانت كتائب اللواء الآلي الثامن في طريقها إلى سوريا ، أرسلت الحكومة العراقية إلى الحكومة السورية برقية تعلمها فيها عن قرار العراق بوضع كل ثقله العسكري البري والجوي في خدمة المعركة ، وقابل السفير العراقي نائب رئيس الحكومة السورية في صبيحة نفس اليوم وابلغه مضمون البرقية .. وكان جواب الحكومة السورية في اليوم نفـــــــسه : ( أنها تلقت النبأ بشكر واعتزاز وأنها ترجو معرفة موعد التحرك وحجم القوات ونوعيتها ) (24) ..وفي مساء نفس اليوم قابل السفير العراقي الرئيس الراحل حافظ أسد الذي ( أبدى شكره واعتزازه بقرار الرئيس والقيادة في العراق بشان القرار القومي التاريخي بمشاركة العراق بكل ثقله في المعركة .. وأعرب عن أمله في وصول القوات العراقية بأسرع وقت ممكن وبأكبر حجم ممكن .. ورجا معرفة موعد تحركها وتعدادها ونوعيتها .. وأشار بان سوريا بحاجة لدبابات تي 54 وتي 55 إضافية )(25) .. وبينما كان السفير العراقي يقابل المسئولين السوريين ويتلقى تحيات الشكر ، كان جنود الجيش العراقي يحزمون أمتعتهم ويملئون خزانات الدبابات والعربات المدرعة بالوقود ويحملون صناديق القنابل في الشاحنات وينظفون أسلـــــــــــحتهم ويتهياون للحركة عند صدور الأمر بذلك ..ومرة أخرى قابل السفير العراقي في اليوم نفسه وزير الخارجية السوري بناء على طلبه وأكد له الوزير : ( على أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت ممكن وبأكبر حجم ممكن ورجا أن لا تقل عن فرقتين بكامل دروعهما ) (26) ..
    تحشد القوات العراقية
    عندما اتخذت القيادة العراقية قرار المشاركة الفعلية في حرب تشرين والتحول من دولة مشاركة إلى دولة مواجهة ، وجدت القيادة العسكرية نفسها أمام معضلة استراتيجية تتمثل في نقل قواتها من العمق السوقي ( ألاستراتيجيي ) إلى العمق ألعملياتي والتعبوي وتامين الحشد المطلوب في ساحة المعركة تحت ضغط عامل الزمن .. وكانت هذه القيادة تعرف أن الحروب العربية الإسرائيلية تدور ضمن مهلة زمنية محدودة تفرضها طبيعة الصراع وحساسية المنطقة التي تدور فيها المعارك وتأثير القتال على الأمن والاقتصاد العالميين وتعي جيدا أن المشاركة العسكرية في القتال لن تكون فعالة إلا إذا تمت بحجم مناســب وفي الوقت المناسب ..
    وكان تحشيد القطعات العراقية من مقراتها ومعسكراتها الموزعة في عموم العراق ومن ثم انتقالها الاســتراتيجي السريع يشكل معضلة متعددة الوجه أبرزها :
    1. انتشار القطعات البرية : من المعروف أن هذه القطعات لم تكن محتشدة أو قريبة من الحدود السورية العراقية قبيل اندلاع الحرب ، بل كانت منتشرة في مقرات ومعسكرات بعيدة وموزعة في معظمها قرب الحدود الشرقية للعراق بسبب الوضع المتوتر مع إيران وعدم حسم المسالة الكردية ، لذلك اتخذت القيادة العسكرية سلسلة من الإجراءات الفورية حول إعادة انتشار هذه القطعات وتنقل البعض منها من العمق السوقي إلى مناطق تجمع في وسط وغرب العراق ..
    2. طول مسافة الحركة : لقد فرض انتشار القوات وبعد العراق عن جبهة القتال مع العدو الإسرائيلي عاملا مهما هو طول مسافة الحركة مما اضطر القيادة العسكرية العراقية إلى نقل بعض القطعات بالطائرات من معسكراتها البعيدة إلى قاعدة الوليد الجوية غرب العراق ونقل باقي القطعات على مراحل وتجميعها في أماكن قريبة من الطريق الدولي ( بغداد – الرمادي – الرطبة – أبو الشــامات – دمشق ) الذي يبـلغ طوله حوالي (1000) كم ، في حين تم تحريك ألوية المشــاة المتمركزة في شمــــال العراق إلى التنقل عبر محور ( الموصل – حلب – دمشق ) ..
    3. ضخامة القوة المتحركة : حرك العراق إلى سوريا منذ يوم 7/10/ 1973 وحتى يوم 24/10 قوات عسكرية ضخمة ، ولقد عبر اللواء الركن (إسماعيل تايه ألنعيمي ) معاون رئيس أركان الجيش العراقي لشؤون العمليات آنذاك ، والذي كان قد وصل إلى دمشق جوا في 8/ 10 لاستقبال القوات العراقية ، عن ضخامة القوة المتحركة من العراق إلى سورية بان قال لوزير الدفاع الســــــــوري اللواء ( مصطفى طلاس ) : ( لقد جاءك جيش بدايته في الشام ونهايته في دمشق ) (27)..والحقيقة التي تم معايشتها شخصيا في تلك الفترة هي أن الارتال العسكرية العراقية التي بدأت بالتنقل إلى سوريا ، قسم منها محمول وقسم منها على السرفات ، كانت ذيولها الإدارية تمتد من بغداد إلى معسكراتها في الرمادي والموصل والعمارة وشرق العراق وغيرها من ألاماكن على شكل أصابع الكف ..

    4 . نقص وسائط الحركة : في ضوء توجه العراق بالتحول من دولة مشاركة إلى دولة مواجهة فقد عملت القيادة العراقية على إعطاء اهتمام اكبر لمسألة رفع مستوى حركية القوات المسلحة ، وهذا ما دفعها بالفعل إلى البدء بمكننة القوات البرية وتوسيع الاهتمام بالنقل الجوي وتعزيز شبكة المواصلات الداخلية ، ومع هذه الإجراءات إلا أن عدم وجود خط استراتيجي لسكة الحديد بين دمشق وبغداد ومحدودية استيعاب طرق الاتصال البري الجيدة المتوفرة بين العراق وسوريا حددت من عملية تنقل القطعات على هذه الطرق ، الأمر الذي أدى إلى تزاحم الارتال خاصة على الطريق الرئيس ( بغداد – أبو الشامات – دمشق ) وكان من الممكن أن يؤدي هذا إلى وقوع خسائر كبيرة لو أن الطيران الإسرائيلي كان محتفظا بفاعليته الأساسية وانهماكه بالقتال على الجبهتين السورية والمصرية بالإضافة إلى عامل آخر يعتقد الباحث بصحته وهو أن معلومات العدو الاستخبارية عن سرعة التحشد العسكري العراقي كانت قليلة أو غير دقيقة ..
    5. حماية الارتال من الضربات الجوية : كان محور تقدم القطعات العراقية أرضا مكشوفة وكان القسم الواقع منه داخل الأراضي السورية يقع ضمن مدى عمل القوة الجوية الإسرائيلية ، كما لم يكن الجيش العراقي قد حصل بعد على صواريخ ارض - جو سام 6 المتحركة أو علــــــــى صواريخ الكتف ارض – جو / سام 7 ( ستريلا ) وكانت الحماية تعتمد على الرشاشات والمدافع المضادة للطائرات ، ومع ذلك فان الباحث ( كونه شاهد عيان ومشارك في الحرب ) لم تؤشر لديه معلومات بتعرض هذه القوات إلى هجمات جوية إسرائيلية مؤثرة ولا يستبعد أن تكون الطائرات الإسرائيلية قد قامت باستطلاع حركة القوات العراقية بعد وصولها إلى سوريا ..
    6. الحماية من كمائن القوات المحمولة جوا : كانت لدى القوات الإسرائيلية إمكانية عسكرية للقيام بعمليات محمولة جوا أو بإجراء عمليات إنزال خلف خطوط القوات العربية من خلال لوائين محمولين جوا باستخدام طائــــرات ســـمتية نوع ( سوبر فرلون ) الفرنســـــــــــــــــية و( سيكوريسكي ) الأمريكية ، لذلك تحسبت القيادة العسكرية العراقية لهذا الاحتمال وزادت من اجراءات الحيطة والحذر ضد هذه العمليات ..
    ورغم هذه المعضلات والعقبات التي اعترضت أو كان من المتوقع أن تعترض القوات العراقية خلال تنقلها فقد نفذت عملية التنقل الاستراتيجية بكفاءة وسرعة جيدتين واستطاعت التغلب على جميع المعضلات بسبب عوامل عديدة أبرزها وقوف القيادة السياسية وراء عملية التحشد ودعمها لها ماديا ومعنويا والتزام المقاتلين العراقيين بالتعليمات الصادرة بهذا الخصوص وتفانيهم في أداء واجبا تهم وحالة الاستعداد الجيدة التي اتسمت بها القوات العراقية والإعداد الإداري الجيد للمعركة وارتفاع مستوى التدريب للضباط والمراتب والكوادر الفنية وفهمهم الكامل لمشكلات التنقل وكيفية التغلب عليها وارتفاع مستوى الصيانة الفنية للآليات مما انقص الأعطال إلى الحد الأدنى ومنع تساقط الآليات أو تخلفها خلال الحركة الطويلة التي زادت عن ألف كيلو متر في ظروف بالغة الدقة والتعقيد (28)..
    واستكمالا لعملية التحشد تم في يوم 8 تشرين أول 1973 فتح مقر للعمليات في ديوان وزارة الدفاع العراقية ، ثم نقل إلى مقر بديل آخر وتم حشد (5) خمسة أسراب من الطائرات في مطاري الضمير ودمشق الدوليين وأرسلت على الفور إلى العاصمة السورية أيضا ناقلات حوضية لمشتقات النفط وبدأت القطعات العسكرية بالحركة من مناطق تحشدها أو تدريبها إلى سوريا وكان أولها إرسال فوج حماية قاعدة ابن الوليد ثم تبعه لواء مشاه آلي ، وكان التنقل يجري على سرفات الدبابات وعجلات القتال المدرعة لكسب الوقت في الوصول بسرعة إلى الجبهة السورية لان الموقف العسكري ، كما اخبر بذلك ضابط الارتباط السوري،، كان يتطور بسرعة بعد يوم 8 تشرين الأول 1973..
    وقد قامت ارتال عجلات الإدامة بنقل (50) خمسين ألف طن من مواد الإدامة المختلفة كالأرزاق والعتاد والوقود والمواد الاحتياطية والملابس والتجهيزات.. الخ وحسب معلوماتنا لم يحصل خلال عملية التحشد الكبيرة والسريعة هذه والتي جرت بحماية مظلة جوية عراقية ، أي حادث مهما كان نوعه بفضل الله تعالى ، ولم تتوقف أية عجلة لنقص الوقود ولم يفتقر أي سلاح للعتاد..
    خلاصة القول أن معركة التحشد أنجزت بشكل رائع اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء ، حتى أن إذاعة لندن ذكرت ما يأتي : ( إن إحدى المفاجآت الكبرى في حرب الشرق الأوسط هي تمكن العراق من تحشيد فرقة مدرعة عبر مسافة ألف كيلومتر وزجها في المعركة في الأيام الأولى من الحرب ممَّ قلب خطط الإسرائيليين ومنعهم من تحقيق كل أهدافهم في هذه الجبهة)(29) وقد أكد هذا التحليل ، المعلق العسكري الإسرائيلي (زئيف شيف) الذي قدم تحليلاً لنتائج الحرب ألقى فيها مسؤولية الفشل على الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في إعطاء إنذار مبكر للهجوم على الجبهتين المصرية والسورية ، وأورد رأياً حول اشتراك القوات العراقية في الحرب ، قام الباحث بترجمته في حينه من العبرية إلى العربية وينقل للقارئ الكريم نصه بالحرف ، حيث قال: (لقد شكل اشتراك القوات العراقية في الحرب من جهة الشرق مفاجأة للقيادة العسكرية الإسرائيلية ، التي لم تكن تعرف ميدانيا قدرة القوات العراقية إلا من خلال ما ذكر عن كفاءتها وقدراتها القتالية في مصــادر المعلومات العلنية )(30) وأضـــاف : ( وقد أجبرت هذه المفاجأة العراقية ، القوات الإسرائيلية على فرز قوات كبيرة لمواجهة القوات العراقية مما أحدث تحولا في مسيرة الحرب وابعد دمشق عن مطارق المدفعية الإسرائيلية( (31).. وقد بلغت القوات البرية والجوية العراقية التي تم حشدها :
    فيلق مدرع ، فرقة مشاة آلية ، لواء قوات خاصة ، خمسة أســــــراب جوية مقاتلة / قاصفة وأسراب من طائرات النقل الجوي وطائرات الهيلكوبتر ، وقد زاد مجموع هذه القوات عن (60)ستين ألف مقاتل و(700) سبعمائة دبابة ومئات العربات المدرعة وآلاف سيارات النقل و(12)اثنتي عشرة كتيبة مدفعية ، كانت موزعة على النحو الآتي(32) :
    القوات البرية العراقية
    1-الفرقة المدرعة الثالثة أو كما كانت تسمى ( قوات صلاح الدين ) : بقيادة العميد الركن محمد فتحي أمين الكواز وتألفت من :
    أ . اللواء المدرع 12 ( لواء ابن الوليد) : بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الإمام ، وقد شارك هذا اللواء في بداية المعارك بكتيبة دبابة المعتصم وكتيبة دبابات قتيبة والمشاة الآلي ثم أعقبها بكتيبة دبابات القادسية ..
    ب. اللواء المدرع السادس : بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر حيث كانت وحدات اللواء متواجدة في مناطق التدريب بالورار غرب الفرات ضمن محافظة الانبار العراقية ، وعند صدور الأمر إليها بالتحرك إلى الجبهة بدأت وعلى الفور تحركها على سرف الدبابات والناقلات إلى الكيلو 160 بسبب قلة ناقلات الدبابات ومن ثم واصلت تقدمها باتجاه الحدود السورية فجبهة القتال ..
    ج . لواء المشاة الآلي الثامن : بقيادة العقيد الركن محمود وهيب وشاركت جميع وحدات اللواء في المعارك بالرغم من تأخر وصول فوج ناقـص ســــــرية يوم 16 / 10 / 1973 .. 2 . الفرقة المدرعة السادسة : وتألفت من ( اللواء المدرع الثلاثين واللواء المدرع الـــسادس عشر ولواء المشاة الآلي الخامس عشر ) ..
    3 . فرقة المشاة الآلية الخامسة : وكان من بين وحداتها ، لواء المشاة الآلي العشرون بقيادة العقيد الركن سلمان باقر ، وكان هذا اللواء يتواجد في مدينة العمارة جنوبي العراق وتحرك على السرفات مدة ثمانية عشرة ساعة بدون توقف ، ووصل(الغوطة) يوم 15 / 10 / 73 ، وقد شارك اللواء في معظم المعارك وبلغت تضحياته 15 شهيدا و 40 جريحا ..
    4 . فرقة المشاة الرابعة : وكان من ابرز الويتها التي شاركت بشكل مشرف في الحرب هو لواء المشاة الخامس الجبلي بقيادة المقدم الركن عبدالجواد ذنون وكانت معاركه مشهودة في هضبة الجولان وجبل الشيخ ، كما شاركت مع الفرقة وحدات أخرى ساندة ألحـــقت بها في وقت لاحق ..
    القوة الجوية العراقية
    أما بالنسبة لمشاركة القوة الجوية العراقية في الحرب فقد تم إدخالها بالإنذار الفوري فور سماع أخبار الحرب من الإذاعات و خصصت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية جهدا جويا كبيرا لإسناد وخدمة القوات المشاركة في العمليات العسكرية وكما يأتي (33) :

    90 مطاردة معترضة ميك 21
    60 قاذفة مقاتلة هجوم ارض سوخوي/7
    30 قاذفة للهجوم الأرضي ميك17
    36 قاذفة مقاتلة هجوم ارضي هوكر هنتر
    24 طائرة قوامها (2) سرب كانت موجودة في مصر قبل بدا الحرب وشاركت في الضربة الجوية الأولى ضد الأهداف الإسرائيلية في سيناء .
    8 قاذفات متوسطة /تي يو 16
    أما بالنسبة لطيران النقل فقد كان عدد طائراته 31 طائرة موزعة على النـحو الآتي :
    4 طائرات خفيفة انتو نوف 2
    7 طائرات نقل ثقيلة انتو نوف 12
    10 طائرات خفيفة انتو نوف 24
    8 طائرات نقل اليوشن 14
    2 طائرة نقل خفيفة هيروف 16 (بريطانية(
    وقد بلغت ساعات طيران النقل الجوي لصالح العمـــــــــــليات من 7/ 10 لغاية 3 / 11 /1973 ، (862) ساعة منها (121) ساعة على الجانب المصري و (394) ساعة على الجانب السوري والجهد الجوي الآخر كان مخصصا لأغراض الإدامة والارتباط والواجبات الأخرى حيث تم نقل(1800) شخص وحمولات بزنة(671) طن موزعة على (219 ) طن لإسناد الجناح العراقي في مصر و(452) لإسناد الأسراب العاملة في سورية ..
    وكان العراق يمتلك( 8 ) قاذفات قنابل( تي يو 16) حمولة كل منها( 72 )طن بالطلعة الواحدة ولم يشترك سرب القاذفات( تي يو22) في الحرب بسبب عدم استلام أجهزتها من الاتحاد السوفيتي السابق إلا بعد انتهاء الحرب ..
    أما الطائرات السمتية التي تم وضعها بالإنذار أو التي شاركت فعلا بالحرب من خلال تنفيذها لمهمات قتالية أو لوجستية فكانت :

    83 طائرة خفيفة مي / 1
    35 طائرة مهمات مي / 4
    29 طائرة نقل متوسط مي / 8
    10 طائرة بركس(بريطانية الصنع)
    5 طائرات ألويت (فرنسية الصنع) .




    القوات الإسرائيلية في الجولان

    قبل التطرق إلى خلاصة عمليات القوات العراقية على الجبهة السورية نشير باختصار شديد أيضا إلى ما جرى في هذه الجبهة من فعاليات عربية وإسرائيلية ، وهذ المعلومات مستقاة من مصادر عربية وخاصة لذلك اقتضى هذا التنويه ..

    كانت القوات السورية تواجه القوات الإسرائيلية عبر خط متعرج طوله (70) كم ، تتخلله سلسلة جبال وعرة ، صخرية ، حادة الارتفاع ، وهي ما يعرف باسم (هضبة الجولان ) ..
    وبعد عام 1967، ركز الإسرائيليون على تحصين مواقعهم في القطاع الشمالي من الجبهة لما يمثله من أهمية استراتيجية بالنسبة للجبهة السورية ، لأنه لو احتلتها سوريا سيمكنها ذلك من الانحدار جنوباً لتلتف حول خطوط الدفاع الإسرائيلية في القطاعين الجنوبي والأوسط مع ما سيترتب عليه من مضاعفات أخرى ستشمل تهديد شمال فلسطين المحتلة ، وسهل الحولة ، والجليل الأعلى إضافة للسيطرة على مصادر المياه التي تصب في نهر الأردن، كما أنه من الناحية التعبوية ( التكتيكية ) منح هذا القطاع القوات الإسرائيلية القدرة على الحركة والمناورة ، فإذا أرادت إتباع مبدأ الهجوم تكون الأوضاع مهيأة لها، وإن أرادت الدفاع سيكون بمقدورها ذلك لأن الوضع في هذا القطاع يعطيها نوعاً من السيطرة على القوات السورية العاملة في مواجهتها ويمكن للصهاينة تهديد دمشق.
    وهكذا اندفعت القوّات السورية خلال هجومها في الجولان على ثلاثة محاور رئيسية :
    1- المحور الشمالي . 2- المحور الأوسط . 3- المحور الجنوبي ..

    الهجوم السوري

    في يوم 6 / 10 / 1973 وبعد قصف تمهيدي بالمدفعية والطيران دام حوالي 90 دقيقة اشتركت فيه حوالي (140) بطارية مدفعية ميدانية، ومدفعية صاروخية ، (كاتيوشا) ، وحوالي (100) طائرة ميغ 21 و سوخوي 70 اندفعت القوات السورية لسحق دفاعات (خط ألون) الممتدة على طول الجبهة الشرقية لهضبة الجولان من (مجدل شمس) شمالاً وحتى (وادي اليرموك) جنوباً . وبعد ساعة من بدء الهجوم استطاعت فرق المشاة الميكانيكية اجتياز الخندق المضاد للدبابات بمساعدة البلدوزرات، وجسور الاقتحام (دبابات حاملة جسور)، وبأسلوب الحرب الخاطفة وبقيت ساعات يوم 6 / 10 / 73 وليلة 6 – 7 / 10 / 73 وفي صباح يوم 7 / 10 /73 كانت القوات السورية قد اخترقت الجبهة في أكثر من موقع واحتلت (الجوخدار) و(الخشنيّة) ودمرت اللواء (37) بشكلٍ كامل، كما دمّرت جزءاً من اللواء المدرّع السابع ولواء (غولاني) ..
    في الساعة 830. من صباح يوم 8/10 بدأ الإسرائيليون هجومهم المعاكس بـ (3) ألوية مع تركيز الجهد الرئيسي على المحورين الأوسط والجنوبي، ودارت في الفترة من 8 إلى 10 تشرين أول معارك عنيفة قرب (القنيطرة)، و (سنديانة) و (كفرنفاخ)، و (الخشنية)، و (الجوخدار)، و (تل الفرس)، و (تل عكاشة)، وكان السوريون يتمتعون خلال هذه المعارك بتفوق في المدفعية والمشاة، في حين كان العدو متفوقاً بعدد الدبابات المستخدمة نظراً للخسائر التي أصابت الدبابات السورية ، وكان الطيران السوري الذي انضمت إليه أسراباً من الطيران العراقي وبدأت تنفيذ واجباتها منذ صباح يوم 7/10/73 لتقوم بدعم وإسناد القوات البرية . ومنذ صباح يوم 8/120/73 تحوّل ميزان القوى بالدبابات لصالح العدو، لأن القوات السورية لم تعد تملك قطعات دبابات سليمة ولم تشترك في القتال العنيف من قبل سوى (3) ألوية في حين دفعت القوات الإسرائيلية قواتها الاحتياطية والتي قدرت بـ (6) ألوية مدرعة سليمة لم تشترك في القتال.
    وفي مساء يوم 10/10/73 ظهر أمام القيادة الإسرائيلية وضع جديد يتطلب قراراً سياسياً على أعلى المستويات، فقد وصلت قواتها في معظم أجزاء الجبهة السورية، ولم يعد أمامها لاحتلال (الجولان)، سوى الضغط باتجاه منطقة (القنيطرة)، لدفع القوات السورية إلى ما وراء خط وقف اطلاق النار .
    واتخذت ( جولدا مائير)، قراراً باحتلال دمشق، حيث عارض هذا القرار (موشى دايان) وقد كلف (أليعازر)، أمراً باسئتناف الهجوم . وفي صباح يوم 11/10/73 استؤنف الهجوم والتقدم باتجاه (دمشق) وتهديدها بشكل يجبر السوريون على طلب وقف القتال ..

    الاستعداد الإسرائيلي للهجوم المعاكس

    في صباح يوم 11/10/73، كان قادة العدو الإسرائيلي يعتقدون أن نجاح قواتهم في (خرق) الخط الدفاعي السوري الأول سيؤدي إلى انهيار الجبهة كاملة، ويرجع هذا الاعتقاد إلى خبرة حرب (حزيران 67)، وقد رسّخت في أذهانهم لأن (خرق) أية جبهة عربية في نقطة من النقاط سيؤدي إلى انهيار الجبـــــــــــــــــهة بشكل آلي ..والحقيقة أن (الخرق) الإسرائيلي للجبهة في القطاع الشمالي من الجبهة يوم 11/10/73، وتعميق هذا الخرق، في يوم 12/10 كان يمكن أن يؤديا إلى انقلاب التوازن الاستراتيجي للجيش السوري لولا العوامل الخمس التالية :

    1- صمود الفرقتين الآليتين السورية( 7 و 9)، والقوات المدرعة السورية التي دعمتها على محور(سعسع) ..
    2- صمود الفرقة الآلية السورية الخامسة عند الرفيد، على المحور الجنوبي ..
    3- وصول اللواء المدرع العراقي (12) إلى منطقة (الفجوة) ليلة 10/10/73، وانطلاقه مع جزء من اللواء الآلي العراقي (8) لمهاجمة مجموع ألوية (لانر) في يوم 12/10/73، ورغم عدم تكافؤ القوى، الأمر الذي جعل الإسرائيليون يقدرون القوى العراقية بأكبر من حجمها ويلجأون للدفاع بدلاً من الهجوم عبر الفجوة ..
    4- اقتراب خط الاشتباك من شبكة الصواريخ (أرض – أرض) السورية المنتشرة جنوبي دمشق بشكل حد من عمل الطيران لدعم الهجوم، أو إيقاف ألأرتال العراقية المتقدمة نحو خطوط الاشتباك ..
    5- صعوبة الأرض على محور (القنيطرة)، (سعسع - دمشق) وعدم صلاحيتها لحركة قوات مدرعة كبيرة ، ورغم هذه العوامل فقد بقي الوضع في يومي 13و14/10/73 حرجاً إلى حدٍ ما ، خاصّة بعد أن بدأ العدو إخراج مجموعة ألوية (بيليد) وزجها في الجبهة، واستـــــــــــــخدام اللواء المدرع (20) في دعم ألوية (لانر) ..
    قامت مجموعتا ألوية (لانر) و(رفول)، بعدة محاولات لخرق الدفاع على المحور الشمالي دون جدوى، وفي يوم 14/10 وقع تطور هام على الجبهة المصرية ، وقد طلب السوريون من القيادة المصرية بالضغط على العدو من الجنوب لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، وبدأت معارك عنيفة بالدبابات على الضفة الشرقية لقناة السويس، الأمر الذي أجبر العدو على نقل مركز ثقل جهده الجوي إلى الجبهة المصرية، وتخفيف الضغط على جبهة الجولان .

    ميزان القوى العسكري

    كان ميزان القوى على النحو التالي :

    1- بالدبابات على الجبهة السورية في تلك الفترة يعادل 5 إلى 1 تقريباً لصالح القوات العربية ..
    2- ميزان القوى بالمشاة يعادل 3 إلى 1 لصالح القوات العربية .
    3- أما ميزان القوى بالمدفعية فكان مائلاً لصالح القوات العربية بفارق 4 إلى 1 4- تحديد حرية عمل الطيران المعادي وعدم قدرته على دعم القوات البرية إلا بخسائر كبيرة نظراً لاستعمال شبكة الصواريخ (أرض جو) السورية وقربها من مسرح العمليات ..
    في حين كان العامل السلبي الرئيس في ميزان القوى، هو حصول العدو الإسرائيلي على صواريخ (تاو)، الموجهة ضد الدبابات من أميركا وارتفاع مستوى التشويش الإلكتروني المعادي لصواريخ (أرض جو) أيضا ، ًكما كان العدو قد حصل من أميركا على صواريخ (جو أرض) من طراز (مافريك) و (هوير) و (والي) و (روكي) وجميعها دقيقة الإصابة والفعالية مما اثر على فعاليات القوات العربية في مسرع العمليات ..
    وفي يوم 16/10/73 ركز العدو جل اهتمامه على جبهة سيناء لإنجاح الثغرة الثغرة واستغلال التقدم الذي حققه هناك من أجل قلب التوازن الاستراتيجي للجيشين المصري الثاني والثالث، وحصلت الجبهة السورية على فترة هدوء نسبي، واستغلتها قيادة القوات العاملة هذه الجبهة .
    وإذا كانت االقوات السورية قد استفادت من عامل الزمن خلال معارك العدو لاستيعاب الأسلحة الروسية المتدفقة عبر الجسور البحرية البرية والجوبة، وإكمال النقص في القوات المدرعة بـ (200) دبابة عراقية ، كان العراق قد اشتراها من روسيا في وقتٍ سابق، وتعويض خسائر الدبابات التي أصابت اللوائين 12 و 6 بدبابات سحبت من القوات الاحتياطية المجودة في العراق، وحشد الجزء الأكبر من الفرقة (6)، وحشد اللواء الجبلي (12)، من القوات العراقية، وقد ساعد عامل الزمن على دخول اللواء المدرع / 40 الأردني إلى سوريا يوم 13/10/73، وكان هذا اللواء من خيرة الألوية المدرعة الأردنية وقد اشترك في القتال يوم 16/10، كما وصل اللواء المدرع /92 مع قيادة الفرقة المدرعة /3 الملكية الأردنية إلى منطقة (الشيخ مسكين)، يوم 22/10/73 .
    كان الإسرائيليون يشعرون بالنقص في الرجال والكوادر القتالية بسبب الخسائر الضخمة التي لحقت به، ولقد حاول إكمال هذا النقص بمتطوعين مرتزقة، ويهود أمير كيين مزدوجي الجنسية والولاء .
    في حين كانت القوات العربية تمتاز بالتفوّق في هذا المجال بسببين :-

    1- العامل البشري الهائل الذي تمتلكه ، والذي سمح لها الطول النسبي لمدة الحرب بتعبئة الجزء الأكبر اللازم ..
    2- وجود قوات عربية نظامية كاملة في العمق العربي الاستراتيجي، واستعداد هذه القوات للتحرك تجاه مسرح العمليات في الجولان .
    وبفضل الصمود في معركة الصد، وتدفق القوات العربية إلى الجولان (القوات العراقية بشكلٍ أساسي)، ووصول المعدات والأسلحة الروسية، وخطأ العدو الاستراتيجي في تطبيق أسس القتال على (الخطوط الداخلية)، فقد ظهر وضع جديد يسمح بالانتقال من الصّد إلى الرّد، ولهذا قررت القيادة السورية العُليا شن هجوم معاكس استراتيجي ضد ألوية العدو العشرة التي كانت متوغلة في جيب (سعسع)، كما قررت أن تستخدم في هذا الهجوم :-

    (فرقتين مدرعتين سوريتين)، غير كاملتين .
    لوائين سوريين .
    فرقتين مدرعتين عراقيتين (ناقص لواء).
    لوائين مدرعين أردنيين .
    ثلاث فرق الية سورية مع لواء مشاة مستقل .
    لواء مشاة عراقي .
    لواء جبلي عراقي .
    لواء قوات خاصة عراقي ..
    وحدات مغربية وسعودية محدودة، ووحدات من جيش التحرير الفلسطيني (قوات حطين والقادسية) .

    كان الهدف من الهجوم المعاكس تصفية جيب (سعسع)، في القفزة العملياتية الأولى، ثم تليها القفزة العملياتية الثانية لتحرير (الجولان) .

    عندما كانت تدور معارك طاحنة قرب (سعسع)، وفي قطاع عمل الفرقة المدرعة /3 العراقية واللواء المدرع /40 الأردني، حددت القوات السورية العليا خطة للهجوم المعاكس الاستراتيجي يوم 23/10/73، وتم تحديد المهمات العملياتية للهجوم وتحرير الأرض .
    وفي يوم 22/10/73، صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم (338)، القاضي بوقف إطلاق النار، وفوجئ السوريون والعراقيون بهذا القرار وبموافقة مصر، عليه، وأرجئ الهجوم الاستراتيجي على الجبهة السورية حتى يوم 24/10/ 73، وكان أمام القيادة السورية خياران لا ثالث لهما وهما :-

    1- التمسك بالهجوم المعاكس وشنه لتحرير الأرض ..
    2- إلغاء الهجوم والقبول بقرار وقف إطلاق النار ..

    كان أنصار شن الهجوم المعاكس ووقف إطلاق النار يؤكدون أن القوات المحتشدة قادرة على حسم المعركة وتطهير الجيب الإسرائيلي خلال يومين على أبعد تقدير، الأمر الذي يزيل الأثر المعنوي الذي سببه وجود هذا الجيب، ويدمر جزءاً كبيراً من قوات العدو المدرعة، ويقصر طول الجبهة بنسبة 30%، ويمنع العدو من المساومة على ورقة جيب (سعسع)، بعد وقف القتال، كما أنه سيجبر المصريين على متابعة القتال حتى لا يتركوا الجبهة السورية وحدها في مواجهة العدو، وأنه في حالة جمود الجبهة المصرية ، فإن العدو بحاجة إلى وقتٍ طويل قبل نقل قوات من الجبهة المصرية إلى الشمال، الأمر الذي سيسمح للقوات السورية والعراقية بأخذ مواقع جديدة في الجولان لصد أي هجوم مقبل، علماً أن هذا الوقت سيعطي الروس الوقت لفرض وقف إطلاق النار بعد أن يكون السوريون والعراقيون قد حرروا هذا الجيب ، على الأقل ، وكان أصحاب هذا القرار يؤكدون أن عملية الجذب وغرور الإسرائيليين واندفاعهم على طريق (سعسع)، قد قدما للقوات العربية هدفاً ثميناً يسهل القضاء عليه، وأن عملية (الجذب) ستفقد كل معناها الاستراتيجي إذا لم تعقبها عملية (ضرب) لا بد من تنفيذها حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء الجبهة السورية وحيدة أمام العدو ..

    أما أنصار وقف الهجوم المعاكس والقبول بالقرار، فقد ركزوا على العلاقة الجدلية المتبادلة بين الجبهتين السورية والمصرية ، ورأوا أن الاستمرار في القتال على جبهة الجولان سيعطي الإسرائيليين مبرراً لمتابعة القتال على الضفة الغربية لقناة السويس، وهذا لن يكون في مصلحة العرب، لأنه في الوقت الذي ستقوم به القوات السورية والعراقية بسحق العدو داخل (الجيب)، ستقوم قواته بالرد على الضربة بالشمال، وبتسديد ضربة تهدد وجود الجيش المصري الثالث الذي قطعت طرق إمداداته وحرم من التغطية الجوية ..
    بالإضافة إلى ذلك، فقد كان أنصار وقف الهجوم لا يأملون بأية مساعدة مصرية إذا ما بقيت الجبهة الشمالية وحيدة، لأن الإسرائيليين لن ينقلوا قواتهم إلى الجولان إلا بعد أن يحسموا معركة السويس والجيش الثالث، ويجبروا مصر على قبول وقف إطلاق النار بالقوة لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وأن ميزان القوى سيميل في هذه الحالة إلى جانب العدو بشكلٍ يسمح له بتطوير هجومه في الشمال واحتلال أراضٍ سورية جديدة، ومحاولة احتلال (دمشق) في وقتٍ لاحق أو تدميرها بالمدفعية والطيران وتدمير المدن والمنشآت الاقتصادية السورية بغارات كثيفة ..

    وبعد جدلٍ طويل بين أنصار الاتجاهين ، نجح أنصار الطرف الثاني في إقرار رأيهم ، وتقرر عدم القيام بالهجوم المعاكس، وفي ليلة 23-24/10/1973، وافقت سوريا على وقف القتال دون استشارة العراقيين رفاق المعركة ، وأصدرت أمراً بإلغاء الهجوم المعاكس، وصمتت أصوات المدافع في الجولان …!
    خلاصة عمليات القوات البرية العراقية
    في صباح السابع من تشرين الأول قررت القيادة العراقية دفع القطعات العراقية إلى جبهة الجولان وكانت أولى الفرق هي الفرقة المدرعة الثالثة .. وكانت هذه الفرقة تشكل جزءا من القبضة الفولاذية الضاربة للقوات المسلحة العراقية التي كانت مؤلفة في تلك الفترة من الفرقتين المدرعتين الثالثة والسادسة وفرقة مدرعة أخرى قيد التشكيل ..ويعتبر اللواء المدرع الثاني عشر أوفر القطعات حظا ، فلقد تم اختياره ليكون أول الألوية المدرعة يصل الجبهة السورية فمنح بذلك الشرف ليكون أول لواء مدرع عراقي يصطدم مع القوات الإسرائيلية على ارض الجولان العربية .. وفي يوم 8/ 10 بدأت حركة جحفل هذا اللواء المؤلف من كتيبتي دبابات المعتصم وقتيبة وكتيبة مشاة آلي وكتيبة مدفعية ومعدات ساندة ووحدات إدارية ، وكان حجم القوة المتحركة لا يتناســب وقدرة الناقلات على الرفع ، لذلك تركت كتيبة دبابات القادســـــــية ( حديثة التشكيل ) لترفعها الناقلات فيما بعد ، وقد وصل اللواء إلى جبهة القتال بعد أن قطع مسافة 1350 كم في يوم واحد .. أما اللواء المدرع السادس مع اللواء المشاة الآلي المنقول على عجلات مسرفة فقد قطعا مسـافة 1100 كم في يوم واحد أيضا ..وفي يوم 10 /10 بدأت طلائع هذه القوات بالوصول إلى دمشق و توجهت إلى الجبهة مباشرة ، بعدها توالى وصول باقي القطعات وإشراكها فورا في العمليات القتالية (34)..
    بعد لقاء القادة العراقيين والسوريين وبدء عمليات الاستطلاع وتنسيق الجهود وتوزيع المهام والواجبات حسب الخطط التي أعدتها القيادة السورية بدأت المعارك في مواجهة القوات الإسرائيلية وكانت أولى معارك الجيش العراقي هي معركة اللواء المدرع 12 ، فقد كان الإسرائيليون قد خططوا لاحتلال مجموعة التلال المتممة لهضبة الجولان والقيام بعملية التفاف حول دمشق .. وكانت الفترة الحرجة قد بدأت يوم 11/ 10 ( وهو يوم تكامل جحفل اللواء المدرع 12 ) وفي 12 /10 شرع اللواء بعملياته العسكرية ونجح في إيقاف اندفاع الإسرائيليين نحو دمشق(35) ..
    معركة اللواء المدرع 12
    شرع الرتل الأيمن للواء بالتقدم نحو أهدافه في الساعة 1400 يوم 12 / 10 وفي الساعة 1630 اجتاز ( تل عنتر ) واســتأنف اللواء تقدمه واحتل ( كفر ناسج ) وفي الساعة 1515 يوم 12 / 10 كان الرتل الأيسر للواء قد احتل قرية ( عقربا ) وتقدم نحو ( تل المال ) و( تل الشعار ) ..
    في صباح 13 / 10 انسحب العدو باتجاه ( ماعص ) واستأنفت مجموعات اللواء تقدمها رغم شدة نيران المدفعية والصواريخ الموجهة والهاونات الإسرائيلية التي كانت تطلق من سفوح ( تل الشعار ) ..
    وبعد قتال ثلاث ساعات اجتاز الرتل الأيسر ( تل البزاق ) وســـيطر على السفح الأيــــسر لتل ( الشعار ) ، وتقدمت مجــموعة أخرى واحتلت ( تل ابويه) ووصلت طريق ( دمشق – القنيطرة ) العام ..
    حشد العدو دباباته ومدافعه ووصلت قواته خط ( تل قرين – كفر ناسج – قرية المال ) وراحت تصب نيرانها على قوات اللواء المدرع 12 في ( كفر شمس ) واستمر القتال ثلاثة أيام تكبد فيها الإسرائيليون خسائر في الدبابات والتجهيزات والأشخاص ..
    في الساعة 0520 من يوم 14 / 10 / 1973 شرع اللواء بتطبيق منهج الإسناد الناري وفي الساعة 0900 تمت السيطرة على ( تل حمد ) بالنار ..ولكن العدو فتح نيران مدفعيته من الساعة 1600 حتى الساعة 1700 ..
    في الساعة 0630 من يوم 15 / 10 بدأ العدو قصفه المدفعي لمدة نصف ساعة وشوهدت دباباته تتقدم باتجاه ( تل قرين – كفر ناسج – تل المال ) وفي الساعة 1300 عزز قواته الهاجمة بدبابات إضافية واندفع من ( كفر ناسج وتل المال ) واستمرت الاشتباكات العنيفة حتى الساعة 0250 من يوم 16 / 10 / 1973 ..

    معركة ( كفر ناسج )
    بلغت حشود الإسرائيليين استعدادا لهذه المعركة ( 2 لواء مدرع – 2 لواء مشاة – 1 كتيبة دبابات مستقلة – كتيبة مظليين مستقلة – فوج مشاة آلي مستقل – 2 كتيبة دبابات تم إيقاع خسائر كبيرة فيهما في المعارك السابقة ) وكان قد وضع في الاحتياط 100 دبابة . . أما القوات العراقية فكانت مؤلفة من خمسة ألوية(36) ..
    استمرت المعركة من الساعة 0030 من يوم 16 / 10 / 1973 حتى الساعة 1700 من يوم 17 / 10 تمكنت القوات العراقية من مهاجمة القوات الإسرائيلية قبل أن تنهي استحضاراتها للهجوم على طريق ( دمشق – الشيخ مسكين وقطعه لعزل سوريا عن الأردن ) ..
    كان في إسناد القوات العراقية ( 3) كتائب مدفعية عراقية و( 6) كتائب مدفعية سورية ثم ساهمت كتيبة مدفعية عراقية أخرى تكاملت في اليوم الأول للمعركة ..
    كانت دروع العدو الإسرائيلي متحشدة على طول الجبهة على شـــــــكل قوس من ( بيت جن – سفح جبل الشيخ – إلى سعسع – كناكر – تل مرعي – دير العدس – تل المال – قرية أم باطنة ) وانتهت المعركة بوقوع إصابات كبيرة بالقوات الإسرائيلية واستنزفت طاقتها الهجومية وأحبطت مـساعيها في الوصول إلى طريق ( دمشق – الشيخ مسكين ) ..
    معركة ( تل عنتر )
    حشد العدو القوات التالية :
    لواء آلي في ( تل شمس – مزرعة بيت جن – حرفا )
    لواء مدرع في ( تل المال – تل الشعار – خان ارينبة – جبا )
    لواء مدرع في ( تل عنتر – كفر ناسج – ماعص – تل مرعي )
    لواء مشاة وبقايا كتيبتي دبابات ( على خط وقف إطلاق النار السابق )
    أما القوات العراقية فبلغ مجموعها ( لواءً مدرعا – لواءً اليا – ولواء مشاة ) أما الاحتياط فهو لواء مدرع يقوم بإعادة التنظيم (37)..
    كانت قد تحددت ساعة الصفر الساعة 0600 من يوم 18 / 10 / 1973 إلا أن القيادة السورية طلبت تأجيله إلى الساعة 0900 من يوم 19 / 10 الأمر الذي أدى إلى انكشاف الخطة وفقدان عامل المباغتة مما عرض أخيرا القطعات العراقية إلى خسائر لا موجب لها وحرمها من تحقيق النصر المنتظر ..


    معركة جبل الشيخ
    في 19 / 10 / 1973 وصلت إلى سوريا وحدات جبلية من الجيش العراقي ووضعت بإمرة القيادة السورية ثم جعلت بإمرة قيادة منطقة( دمشق ) ..
    في 12/ 10 / 1973 كلف احد الأفواج الجبلية العراقية باحتلال موضع دفاعي في قاطع الحدود السورية – اللبنانية ثم في الساعة 1900 صدر الأمر بتخصيص فوج جبلي آخر لتعزيز القوات الخاصة السورية ..
    وفي نفس اليوم بدأ العدو بالتركيز على القوات السورية في ( جبل الشيخ ) وانزل قوات خاصة بالهليوكوبتر ثم قدم رتلا ارضيا في منطقة ( العقبات ) كما قامت القوات السورية من جانبها بإنزال قوات خاصة في ( جبل الشيخ ) ..
    كلفت القوات الجبلية باحتلال منطقة ( عرتة – ريما ) بقصد التقدم نحو( العقبات ) والاشتراك في عملية دفع العدو بالتعاون مع القوات السورية ..
    ولما أكملت الوحدات انفتاحها بالساعة 0430 من يوم 23/ 10 / 1973 ركز العدو قوته النارية على القوات العراقية في الوقت الذي ظلت بقية الجبهة هادئة بسبب وقف اطلاق النار الذي أعلن عنه يوم 22 / 10 / 1973 ..

    الهجوم الذي لم يتم
    عن هذا الموضوع يحدثنا العميد المتقاعد عبد الرزاق اسود في ( الموسوعة الفلسطينية ) الجزء الثالث فيقول :
    ما إن تكاملت تشكيلات الفيلق المدرع العراقي حتى قررت القيادة العراقية القيام بهجوم شامل يوم 23/ 10 / 1973 ولكن في هذا اليوم طلبت القيادة السورية من القوات العراقية بإرجاء تنفيذ الهجــــــــــــــــــــوم يوما واحدا ، ولما حل يوم 24 / 10 /1973 أعلنت القيادة السورية قبولها وقف إطلاق النار اعتبارا من نفس اليوم المذكور ..
    وبقبول سوريا قرار وقف إطلاق النار أصبح موقف القوات العراقية محرجا لعدم إقرار العراق للهدنة ، كما فعل في حرب 1948 ، وعلى هذا الأساس قرر العراق سحب القوات البرية والجوية بعد أن آدت واجبها القومي على أفضل ما يكون ..


    فعاليات القوة الجوية العراقية
    إن تشـــــــــكيلات القوة العراقية ( التي كانت تعمل بإمرة قيــادة القوة الجوية المصرية ) هي أولى القوات العراقية التي نالت شرف مقاتلة العدو الإسرائيلي ، وقد شاركت منذ اللحظة الأولى لنشوب القتال ونفذت المهام التي كلفت بها ، وتسنى لها إسقاط ( 12 ) طائرة إسرائيلية في القتال الجوي فوق سيناء ..
    أما بالنسبة إلى الجبهة الشمالية فقد أرسلت الطائرات القاصفة والمقاتلة إلى سوريا يوم 7 / 10 / 1973 واستمرت التشكيلات الجوية العراقية بتنفيذ واجباتها منذ يوم 8/ 10 / 1973 حتى يوم وقف إطلاق النار في 22/10/1973 وقد استـــطاع الطيارون العراقيون إسقاط ( 29) طائرة إسرائيلية ..
    خسائر وتضحيات الجيش العراقي في الحرب
    بلغت خسائر وتضحيات الجيش العراقي في خلال الحرب : (835) شهيداً من بينهم (11) ضابطاً و(73) مفقودا من بينـــهم (36) ضابطاً و( 271 ) جريحا ، (26) طائرة مقاتلة قاصفة ، (111) دبابة وناقلة أشخاص مدرعة ، (294) عجلة ، (738) قطعة سلاح من مختلف الأنواع ..


    الخلاصة والتقييم

    إن هذا السفر الخالد للضباط والجنود العراقيين الذين وقفوا إلى جانب إخوانهم في الجيوش العربية الأخرى في حرب تشرين 1973 سوف تذكره الأجيال بفخر المآثر التي سطروها وتلك الدماء التي سالت في كفر ناسج وتل عنتر وجبل الشيخ وصحراء سيناء دفاعاً عن قضيتهم القومية وعن شرف الماجدات العربيات. وسوف لن تغيب عن البال أيضا تلك الملحمة الوطنية العراقية عندما مرت (24) طائرة عراقية مقاتلة مع أسراب الطائرات المصرية فوق قناة السويس على ارتفاع منخفض وبسرعة هائلة لتقوم بتدمير المطارات الإسرائيلية في سيناء وهي (المليز، ثمادة، راس نصراني) وتضرب عشرة مواقع إسرائيلية ارض- جو من نوع هوك والمقر المتقدم لقيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية في (أم خشــب) ومقرها الرئيسي في (العريش)(38) ..
    كما لا ننسى أيضا ذلك الاستقبال الرائع الذي كان يستقبل به أهلنا في سوريا إخوانهم وأبناءهم من أبطال الجيش العراقي وهم يتوجهون إلى جبهات القتال وبالزغاريد بعد عودتهم منها وهم يحملون أكاليل الغار والنصر ..
    إن ما حصل في حرب تشرين يجسد الإرادة العربية الواحدة في مواجهة الخطر المحدق بالأمة العربية وان مشاركة الجندي العراقي في هذه الحرب إلى جانب إخوانه في الجيوش العربية يدل ، بما لا يقبل الشك ، أن الخطر الذي يتعرض له أي عضو في الجسد العربي إنما هو خطر يهدد كل الجسد وان تضحيات الجيش العراقي الباسل في هذه الحرب وكل الحروب العربية الإسرائيلية إنما هي تأكيد للمصير المشترك الذي يربط أبناء الأمة الواحدة ، فضلا عن كونه جيشا له خبرات طويلة في الدفاع عن قضاياها ، مما ساعد على تحقيق النصر في الحرب على العدو الإسرائيلي وكان له شرف المساهمة في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وزعزعة أركان نظرية الأمن الإسرائيلي واثبات فشلها التام عندما أخطات القيادة الإسرائيلية في حساباتها تجاه قدرات وإمكانيات الجــــــــيوش العربية وعقيـــــدة قتالها بإبعادها الســـــــــــــــــــــوقية ( الاستراتيجية ) والعملياتية والتعبوية وفن استخدامها لمنظومات الأسلحة البرية والجوية والبحرية بشكل علمي وحديث ومتطور نال إعجاب العالم وراحت معاهده وكلياته العسكرية ومراكز دراساته البحثية تدرّس فن وأساليب القتال العربية وتأخذ منها العبر والدروس .. والدرس الآخر الذي نستخلصه من الحرب هو أن الجندي العربي ، من أي جيش أو بلد عربي كان ، هو ذاته الجندي العربي المؤمن بقضيته ، المتمرس في استخدام سلاحه والمتقن لعقيدته القتالية إذا ما توفرت له كل المقومات والإمكانيات المطلوبة لخوض حرب حديثة مهما كانت ظروف المعركة صعبة ..
    ********************
    (*) الباحث شارك في حرب تشرين برتبة ملازم أول وأحيل على التقاعد الإجباري بقرار الحاكم المدني للعراق بعد احتلاله برتبة فريق ..






    الهوامش

    1. دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 ، إعداد المركز العربي للدراسات الاستراتيجية ، إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط1 ، 1975 ، ص5
    2. المصدر السايق ، ص 5
    3. دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 ، كراس من إعداد كلية القيادة العراقية ، 1985 ، ص 2
    4. جزء من حديث الفريق الركن يونس محمد الذرب ، والمنشور في المجلة العسكرية العراقية ، العدد الثاني ، إصدار مديرية التدريب العسكري والتطوير القتالي في دائرة التدريب / وزارة الدفاع العراقية ، بغداد ، 2002 ، ص 162
    5. المصدر السابق ، ص 162 – 163
    6. على خيون – ثورة 8/ شباط / 1963 في العراق – دار الشؤون الثقافية – بغداد ، 1990
    7. لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى دراسة اللواء الركن ( خليل سعيد ) ، تاريخ حرب الجيش العراقي بفلسطين 1948- 1949 ، هدية المجلة العسكرية ، مديرية التدريب العسكري / 1967
    8. حرب تشرين عام 1973 ، دراسة أعدتها ( جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا ) ، بغداد ، 2002
    9. للمزيد انظر : الفريق الركن الدكتور ( يونس الذرب ) ، دور وتاريخ البعثات العسكرية العراقية ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، 2000
    10. للمزيد انظر : المصدر السابق
    11. الفريق الركن الدكتور ( يونس الذرب ) مصدر سابق ، ص 166
    12. المصدر السابق ، ص 166
    13. المصدر نفسه ، ص 167
    14. دور الجيش العراقي في حرب تشرين ، المؤسسة العربية ، مصدر سابق ، ص 38
    15. المصدر السابق ، ص 38
    16. المصدر نفسه ، ص 41
    17. اللواء حسن البدري وآخرون ، حرب رمضان ، الشركة المتحدة للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 1974 ، ص 34
    18. المصدر السابق ، ص 41
    19. كما حجبت المعلومات عن الرئيس معمر القذافي للسبب نفسه ..
    20. أيد هذه المعلومات ضابط استخبارات عراقي اخبره بها احد ضباط رئاسة أركان الجيش العراقي ..
    21. دور الجيش العراقي ، المؤسسة العربية ، مصدر سابق ، ص 46
    22. موقع www.safahat.cim
    23. المصدر السابق
    24. من برقيات الخارجية العراقية ليوم 7/10 / 1973
    25. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 7 /10 1973 ، انظر أيضا : دور الجيش العراقي ، مصدر سابق ، ص 47
    26. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 8/ 10 / 1973
    27. من حديث للواء الركن ( إسماعيل تايه ألنعيمي ) ..
    28. من حديث مع اللواء الركن المرحوم ( فاروق الحريري ) الذي كان مكلفا برئاسة لجنة السيطرة على السابلة ..
    29. ذكرت ذلك يوم 20/ 10 /1973 نقلا عن احد المعلقين العســـــــــــكريين لصـــــحيفة( تايمس) اللندنية ..
    30. صحيفة هاارتس الإسرائيلية يوم 29 /10/ 1973
    31. المصدر السابق ..
    32. مصدر خاص..
    33. مصدر خاص ..
    34. من أرشيف تاريخ الجيش العراقي ..
    35. العميد الركن عبدالرزاق اسود ، الموسوعة الفلسطينية ، المجلد الثالث ، العسكرية الصهيونية والحروب العربية الإسرائيلية ، نشر وتوزيع الدار العربية للموسوعات ، ص 905 – 908
    36. المصدر السابق ، ص 906
    37. المصدر نفسه ، ص 906
    38. من أرشيف تاريخ الجيش العراقي ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لقاء الموقع /مع المترجم والباحث/عمرو زكريا خليل
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 08-31-2010, 08:33 PM
  2. مبارك مرتين/د. عبد الوهاب الجبوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-02-2010, 06:51 PM
  3. من الشخصيات العربية البارزة المفكر والباحث والمترجم الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري/
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-24-2010, 03:15 PM
  4. استشهاد ولد الدكتور /عبد الوهاب الجبوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 02-23-2010, 10:34 AM
  5. تعزية واجبة للدكتور عبد الوهاب الجبوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-16-2009, 06:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •