منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    ”فلسطين” هي حياتي ومعي دائماً

    هدى حنا لـ”بلدنا”: ”فلسطين” هي حياتي ومعي دائماً وكل ما كتبته كان عن هذا المكان

    التقيتها في اتحاد الكتاب العرب واهدتني كتبها وسعدت بلقاء جريدة بلدنا بها


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    المصدر رنا زيد
    12 / 04 / 2007
    حين ينهض الإنسان من واقع المآساة ليستعيد كل الذكريات الجميلة وكل الهدوء الذي كان يعيشه،مفارناً بين حالتين غريبتين في انتمائهما للزمن، لابد له أن يتحول من إنسان إلى غيم سماوي يمطر على مساحات الألم لعلها تبرد، ولعل الجرح النازف للآن يلتئم، هل يمكن للإنسان أن ينسى أرضاً حوته كورد ندي بين ضلوعها."أريد أن أموت في فلسطين" جملة تحولت إلى كتاب، وكل أصوات الذاكرة كانت ملىء بالملاجىء، لذلك كان أدب "هدى حنا"، هو واقع يتجاوز لحظة فنية تهز ضمير البشرية إلى لحظةٍ للذاكرة وتوثيقٍ لما كان من نكبة، "بلدنا" التقت الأديبة "هدى حنا" بعد رحلة في الحياة جاوزت الثمانين عاماً، وحاورتها حول أدبها.






    كم تقاطعت قصتك الأدبية مع أحداث واقعية؟


    الواقع أن جميع القصص التي تناولتها واقعية مئة بالمئة والشخصيات هي نفسها التي كانت في واقع زمني معين، قد أكون غيرت بعض الأسماء لكن الباقي واقعي، وطبعاً عندما كنت أشاهد حدث معين كنت أتأثر به وكنت لا أجد وسيلة سوى كتابة هذه الأحداث بطريقتي، و في الواقع أول كتاب كتبته عن الأحداث التي شملت النكبة والفترة التي تحتويها هو صوت الملاجىء ، بعد خروجنا مكرهين من فلسطين مباشرة، فقد كتبته في البداية على مسودات ولما قدرت على طباعته طبعته، هذا الكتاب هو عبارة عن رسائل موجهة إلى إحدى صديقاتي وهي "سلمى الخضرا"، ولكن كنت أقصد توجيه رسالة إلى الأمة العربية والعالم، رغبت أن أترجمه إلى الإنكليزية والألمانية خصوصاً لكن هذا لم يحدث.

    ما السبب؟

    في يوم من الأيام كان لدينا اعتصام من أجل "فلسطين" في أماكن مختلفة ضمن "دمشق" وضمن "سورية" كلها ، فأنا اعتصمت عند باب شرقي "القشلة" وهناك صادفت امرأة ألمانية تشارك في الاعتصام، وهي كانت تدرس اللغة العربية هنا، كان هناك حديث جرى بيننا وأنا كالعادة كان حديثي معها عن "فلسطين" فطلبت مني أن تزورني بالبيت، في البيت أعطيتها كتاب "صوت الملاجىء" وطلبت منها في حال وجود أي شخص عربي يتقن الألمانية أن يترجم هذا الكتاب إلى الألمانية وينشره، قالت لي لدي صديقة عربية تجيد الألمانية وأنا أتكفل بترجمته ونشره، لكني بعد فترة شهر تلقيت اتصال منها بأنها تأسف لأن كل المطابع رفضت نشره، وأخبرتني صديقتها التي ترجمته أن السبب في عدم نشره أن الصهاينة مسيطرين على جميع دور النشر لذلك منع نشره.

    كيف كتبت "فلسطين"؟

    "فلسطين" هي حياتي ومعي دائماً فقلبي ووجداني وكل ما كتبته كان عن هذا المكان، ولكني في نفس الوقت أنا أحب "دمشق" و"سورية" كاملة، أنا عندما كنت في "فلسطين" كنت أدرس الحساب واللغة العربية، وكنت في حصص الفراغ أستخدم الوقت للنشيد وجملة الأناشيد كانت لـ"فلسطين"، للأسف لم أكن أتوقع أن الحال سيكون كما هو الآن لذلك أنا أحزن لأنني لم أكن أسجل هذه الأمور، وأذكر هذه الحادثة تحديداً لأنني أن وفي "فلسطين" كنت أتغنى بـ"دمشق" وبسورية ككل وأذكر إلى الآن أول القصيدة "سورية يا ذات العز يا ذات المجد..."، ونحن نؤمن بالوحدة وفي الأساس أنا سورية الأصل من طرف أمي.

    تكرر اسم "سلمى" في كتاباتك؟

    "سلمى" اسم صديقتي التي وجهت لها كتاب "صوت الملاجىء"، أو "سلمى الخضرى" من "صفد"، وصدف أن جارتي وصديقتي الحميمة في "دمشق" اسمها "سلمى" فاستخدمت الاسم في رواية "عائد من البعيد"، ولي أيضاً صديقة حميمة جداً وهي زوجة الدكتور "نور الدين الأتاسي" واسمها "سلمى" لذلك تكرر الاسم في القصص الثانية، فالسم موجود في حياتي بشكل لافت.

    هل تسعين للرمز في القصة؟

    أنا الرمز لدي هو "فلسطين" في كل ما أكتبه سواء في الشجرة أو البيت أو الطريق فكل هذه التفاصيل تشكل لدي الوطن، والأشياء الأخرى هي ضمن "فلسطين" فعندما أتحدث عن الوطن أتحدث عن كل الأشياء فيه، فلا أخصص أن ترمز لي مثلاً الزيتونة أو أي شيء آخر هذا الوطن.

    ما رأيك بترجمة الأدب للغات الأخرى؟

    كنت أتمنى لو ترجم كتابي إلى لغات أخرى لكنني فشلت حتى في الترجمة إلى اللغة الإنكليزية التي أجيدها، لأن اللغة الإنكليزية لغة جافة.

    بدأت في بداية حياتك بالترجمة؟

    أنا ترجمت لمدة 18 عام، وكانت أول رواية أترجمها عن الإنكليزية بعنوان "الملهاة الإنسانية"، وبعدها ترجمت قصص "عبير" التي انتشرت في "سوري".

    ما قصة هذه القصص؟

    هي قصص في الحب، وقد طلب مني شخص اسمه "أرامكو كريان"، لم أكن في البداية أعرفه، وقد سأل هذا الشخص صديقاً له متواجداً بالكويت اسمه "فوزي بشارة" عن مترجمات تترجم هذه القصص للعربية، فعرض اسمي، وشاركت في هذه الترجمة وأنا كنت أحب الترجمة، فقابلته وأخذت منه كتاب باللغة الإنكليزية وبدأنا في الترجمة، ولم أكن الوحيدة فقد كنا أربع مترجمات.

    من اقترح اسم "عبير"؟

    هم اقترحوا الاسم لكن القصص كانت تحمل عناوين مختلفة، وكانت من الأدب الإنكليزي الصرف، وكانت كاتبات هذه القصص من السيدات لذلك طُلب أن يكون المترجم لهذه القصص من النساء، وهذا كان في سنة 1982، وكانت هذه تجربتي الأولى وكنت في هذه الفترة متقاعدة وأرغب بالعمل فقبلت، وعندما قرأت الكتاب رفضت أن يوضع اسمي على هذه الروايات، كشرط في الترجمة.

    لماذا؟

    هذه الرويات عبارة عن مجرد قصة، هي قصة راقية، لكنها عن "الحب"، وكان الكتاب في تلك المرحلة لا يخرج عن الأخلاق وربما كان هناك تمويه.

    كم عام ترجمت لهذه القصص؟

    3 أعوام، وهناك نقطة هامة أنني ترجمت هذه القصص لأن ابني كان يدرس في "اسبانيا" وكان تقاعدي لا يكفي مادياً، أنا نجحت في اختبار الترجمة حينها الذي أجري لي وقد عدوني مترجمة أولى وكانوا يعطوني لكل قصة أترجمها 1200 دولار، وكانوا يبعثوا لي قصتين لأنني كنت أرسلها إلى "اليونان" والإرسال واستلام النقود كان يأخذ وقتاً طويلاً، لذلك كنت أبعث واحدة وأبدأ بالأخرى.، فترجمت 36 قصة، وكانوا حريصين على عدم ذكر الألفاظ البذيئة وعدم التعرض للأديان أو ذكرها.

    ما رأيك بالقصة القصيرة جداً، أو"ق ج ج"؟

    احتراماً لمن يكتبها لا أنتقدها ، لكنني بصراحة لست معجبة بها وأشعر أنها لم تؤدي مقولة القصة العامة، أنا أحب أن أقرأ القصة التي لا يوجد فيها غموض، والتي تقدم في الوقت نفسه شيئاً كاملاً.

    ماذا عن الشعر؟

    الشعر جميل جداً وأتذوقه، لكني لست مع الإغراق في الرمزية، أنا أسمع الشعر الرمزي كإيقاع، وأذكر على سبيل المثال الشاعر "خالد أبو خالد" الذي يقدم الشعر الرمزي، سألته مرة :هل تقدم الشعر لنفسك أم للجمهور، فقال لي للجمهور، فرويت له قصة أن هناك قاصاً كان يقرأ في أمسية قصصية له قصة رمزية ، وكان هناك تصفيق حاد من الجمهور له فسر جداً فسأل أحدهم "هل أعجبتك القصة" فأجاب "أعجبتني، لكني لم أفهم منها ولا كلمة"، فأجاب القاص "ولا أنا"، هناك شعر رمزي لكنه يفهم، وطالما أنه يفهم فهو يصل للمتلقي، والرمزية أول ما وجدت كانت وسيلة لتبطين الكلام بما يريده الشعراء دون لفت نظر أحد.

    بماذا تحلمين؟

    الحلم عادة يأتي ويذهب، ولذا لا أحب استعمال الحلم فإذا قلت إنني أحلم أن يتحقق شيئاً معيناً، فهذا يجعله حلماً وأن أريد أن أخرج دائماً بالحلم إلى الواقع، الحلم جميل ومن الممكن أن يتحقق أو يحدث بعضه.

    ما هو أهم ما تحقق في حياتك؟

    أني قدرت أن أعبر عن قضيتي بما أقدمه من أدب، ليس الأدب الشيء الرئيسي الذي يهمني ما يهمني هو ما أقوله وما أقدمه بطريقة أدبية، سابقاً لم أكن أفكر إطلاقاً بالكتابة، كان لدي طموحات أخرى، وأذكر أنني عندما كنت في دار المعلمات في القدس، كان هناك معلمة مصرية اسمها "منيرة عامر" كانت تعطينا درس الإنشاء، طلبت منا أن نكتب قصة من الخيال فكتبنا، وعندما اطلعت على ما كتبت قالت: "لقد أبدعت يا هدى وسأرسل هذه القصة إلى الكاتب "حسن الزيات"، ليقرأ القصة ويعطي رأيه بها، وكان الرد سريع وباختصار "أتوقع لهدى حنا مستقبلاً ملفتاً في الأدب، وسأنشر القصة في الصحيفة"، علماً أنني كتبت مشاعري بكل عفوية، ما أحزنني أنني عندما بدأت الكتابة كتبت عن قضيتي في "صوت الملاجىء" التي انتشرت بكل الدول العربية "مصر، العراق، سورية، وفلسطين" واعتبر هذا الكتاب أول ما كتب عن القضية وعن النكبة، فقلت: "ما يؤلمني ويمزق قلبي أنني أصبحت أديبة بفضل عذابات شعبي وآلامه التي كتبتها على ورق يئن ويتوجع، ولملمت أوراقي وجمعتها في كتاب أسميته "صوت الملاجىء" ليبقى في ذاكرتنا جميعاَ وذاكرة الأجيال القادمة ما عاناه شعبنا الفلسطيني ولازال يعانيه، عل الأجيال القادمة تكون أكثر منا قوة وأشد عزماً".

    هل تعتبرين نفسك موثقة لتاريخ شعب؟

    نعم، وكتب ذلك عن مجموعة "صوت الملاجىء" بأنه توثيق للنكبة 48.

    هل الخيال وسيلة للمبدع؟

    الحقيقة بما أن القصص التي أكتبها واقعية، فأنا لا أستخدمه، فالخيال يأتي بوصف بالمكان وتجميله، وإذا أردت أن أكتب قصصاً فهناك مساحة واسعة لي خصوصاً أثناء فترة عملي بين اللاجئين، ففي كل بيت قصة.

    ماذا تحضرين الآن؟

    هي رواية كتبت منها ثلاثة فصول، وعندما تقرأ لا يشعر الإنسان أن الرواية تتعلق بـ"فلسطين"، وهي تتحدث عن شخص سوري يعيش في "حلب"، وفي آخر الرواية يتبين أنه شخص متبنى من قبل عائلة سورية، وهو فلسطيني الأصل.





    لمحة عن "هدى حنا":

    ولدت في قرية "الرامة" قضاء "عكا" سنة 1922.

    حاصلة على شهادة التربية والتعليم من دار المعلمات في "القدس"، ودرست الحقوق بالمراسلة مع جامعة "لندن"، دراسات عليا في الشؤون الاجتماعية "القاهرة".

    عاشت ظروف النكبة التي جسدتها في كتابها "صوت الملاجىء" الصادر في طبعته الأولى سنة 1951، ثم أعادت طبعه خمس مرات بعدها، فكانت أول من كتب عن تلك الأحداث الرهيبة التي حصلت في "فلسطين".

    من أعمالها الرواية الاجتماعية "عائد من البعيد"، وصدر لها في 2005 مجموعة قصصية بعنوان "أريد أن أموت في فلسطين".

    عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ناشطة في المجالات الثقافية بالقضية الفلسطينية، عملت في ميدان الشؤون الاجتماعية في مخيمات اللاجئين في أغلب محافظات "سورية".

    مسيرتها كانت حافلة بالعمل في ميادين التدريس والترجمة.

    شاركت في عدة مؤتمرات عن الشؤون الاجتماعية، ومؤتمرات الاتحادات النسائية العالمية.

    آخر تحديث ( 12 / 04 / 2007 )
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    مثقف عربي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    الخبر - السعوديه
    المشاركات
    2,007
    سلم لنا كل قلم عربي
    شكرا لك ام فراس
    ذيبان
    يا مرحبا ترحيبة من راس ذيبان *** للي لهم بالقلب حشمه وتقدير



    سامحت كلّ اللي جرحني وبحتـه *** الله يبيحه مـا أبي منـه تبـريـر
    واللي معه قّصرت والآّ جرحتــه *** أبيه يسامحني على كل تقصير

المواضيع المتشابهه

  1. رددوا دائماً
    بواسطة roulan Al asafadi في المنتدى فرسان الأدعية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-16-2016, 01:23 AM
  2. كيف يعتاد الطفل على التفوق دائماً؟
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-03-2016, 11:08 AM
  3. من حياتي
    بواسطة فردوس النجار في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-01-2014, 06:55 AM
  4. الآلهة التي تفشل دائماً
    بواسطة سلام مراد في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-29-2014, 07:28 AM
  5. ألف من حياتي
    بواسطة العربي حاج صحراوي في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-17-2012, 03:45 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •