فلسفة الأخلاق والسياسة
(المدينة الفاضلة عند كونفشيوس) (4)
تلخيص كتاب
الأخلاق عند كونفوشيوس
لقد كانت الغاية الأولى من نسق كونفوشيوس الأخلاقي، هي محاولة إيقاظ الفرد مما يعانيه من تدهور أخلاقي، مؤكدا على أنه كائن أخلاقي في المقام الأول. لذلك فإيمانه بالفرد هو الذي حثه على أن يجعله نقطة الانطلاق الأولى له.
[] []
الإنسان بين الخير والشر:
رفض كونفوشيوس أن تنحصر الأخلاق بالوراثة، فمن كان أبوه وجده على خلق عال، لا يشترط أن يكون هو على خلق ... فقد ينحرف ويتحول من أخلاق أسرته العالية الى شرير...
كما رفض كونفوشيوس أن تكون الأخلاق العالية الميّالة للخير محصورة في طبقة النبلاء وعلية القوم، فقد تستوطن بهم الصفات الشريرة، كما تستوطن بسفلة الشعب وأشراره...
كما رفض كونفوشيوس مقولة أن الإنسان يولد شريراً، أو يولد خيّراً، كما رفض أن السماء تتدخل في صفات الإنسان الخلقية...
بنظر كونفوشيوس فإن الإنسان يجب أن يناضل ويتدرب تدريبا شاقاً ليصبح ميّالا للخير ومبتعداً عن الشر، ليحظى باكتساب حب الآخرين وتبجيلهم له، ليحس بعدها بقرارة النفس ....
[] تعليق:
إن هذا النسق والفلسفة الأخلاقية، نجدها ماثلة في الأديان السماوية ... ففي القرآن الكريم هناك نص يشمل كل ما قاله كونفوشيوس { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها}.
أي أن الله (السماء عند كونفوشيوس) تضع في كل نفس (فرد) بذرتين إحداهما بذرة خير، والثانية بذرة شر,,, أيهما تروي وتسمد تصبح شجرة عملاقة...
وأن قوة عدل الدولة والصحبة والمعلمون هم من يؤثرون في تدريب النفس وتوجهها نحو الخير... فإن اختفى العدل وساءت الصحبة وانحطت قيم التربية والتعليم فتكون النتيجة التوجه الى الشر..