يعد الشاعر والناقد والسينارسيت الكبير فؤاد حجاج أحد رموز الحركة الأدبية والثقافية في مصر .. جاب المدن والمحافظات المصرية وأكتشف مجموعة من المواهب الأدبية وقدمها بكل التشجيع والحب .. تعدد إبداعه وعبر عن هموم الإنسان والوطن .. هذا بالإضافة إلى ترأسه للقسم الأدبي بجريدة العمال .. وفى هذه المحاورة نتعرف على الكثير وهاهى التفاصيل .
_____
حوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
_____
• كيف ومتى بدأت رحلة الشاعر فؤاد حجاج مع الكتابة ؟
الرحلة بدأت بمفارقة بين الحياة والموت حيث كنا كشباب تلك الفترة نعانى من مرارة نكسة 1967 وإذا بي أعلم أن أبنا لأسرة مجاورة لنا في السكن كان مجندا ووصل خبر استشهاده في نفس اليوم الذي ولدت فيه زوجته مولودا جديدا ووجدتني اكتب عن لسان ذلك الوليد واستنطقه بمشاعر أوجاع الفراق وقلت هذه المشاعر بين الناس والناتج دائما هو إشعال مشاعر الناس وكما قال عمنا نجيب سرور :
(الشعر مش هو المقفى والفصيح .. الشعر لو هز قلبك وقلبي شعر بصحيح) ومن هنا كانت البداية التي تدل على ارتباطي مبكرا ومنذ الإرهاصات الأولى بهموم هذا الوطن .
• كانت بدايتك مع شعر العامية ثم تنوعت الإبداعات فكيف جاء ذلك ؟
كانت اغلب قراءاتي الباكرة في المسرح لدرجة أنني التهمت الـ 36 مسرحية لوليام شكسبير ولهذا تزامن عشقي للدراما مع بداية كتاباتي في الشعر العامي وكانت تجربتي الأولى مع مسلسل للأطفال وهو الشاطر حسن بطولة يونس شلبي و إخراج عيد عبد السلام وأرى أن الشعر قد لا يستوعب كل أشكال التعبير و لهذا كتبت العديد من المسلسلات الإذاعية و البرامج الشعرية أيضا ومنها جحا 79 بطولة عبد المنعم إبراهيم و إخراج مصطفى عيد كما قدم لي مسرح الدولة قطار الحواديت على مسرح البالون إخراج الدكتور عمرو دوارة و أيضا والله زمان يا فاطمة على مسرح السلام إخراج حسام الدين صلاح و شرفني المخرج حسن عبد السلام لكتابة أشعار مسرحية ابن حسب الله و نساء السعادة والتي لم تنفذ بعد ( هن آه من هن ) ونلحظ عبر هذا المشوار مجاراة الإبداع الشعري بإبداعات أخرى لا تخلو تماما من الشعر و لذا لن أقول لك ( كلهم أولادي ) ولكن أقول أن كل موضوع وفكرة تنادي الشكل الفني لها فلا أملك إلا أن اكتب و كأنني مدفوع بهاجس خفي يحرضني على الإنجاز .
• المبدع المتعدد العطاءات فؤاد حجاج .. لو سألك شباب المبدعين في أيامنا هذه عن مؤلفاتك التي احتضنتها المكتبة العربية .. فما قولك ؟
• ديواني الأول صدر في عام 1971 م تحت عنوان ( وادي الخوف ) ورثيت عبد الناصر في ثلاثة قصائد متتالية و في عام 1973 كان ديواني ( في المحكمة ) ثم غنوة المطر في عام 1987 وصدرت الطبعة الثانية في 2003 ثم دراسة مشتركة من النقابي الفنان إبراهيم الأزهري أمين عام اتحاد العمال الآن و الدراسة بعنوان ( العمال و المسرح ) ثم يوميات عبد العال وهى قصيدة درامية بشعر العامية تتناول موضوع الغربة في حياة الإنسان المصري الذي يبحث عن لقمة العيش و الستر ثم محاكمة شخصيات نجيب محفوظ في عام 1988 وصدرت الطبعة الثانية في عام 2003 وفى عام 1989 نور النار و فى عام 2004 فتافيت الجمر وفى عام 2007 قطار الحواديت وهى مسرحية غنائية للأطفال و في عام 2008 علام قطار الأحلام وفى عام 2009 سلامات يا ست روز وكان ليه يا عم نجيب هذا بالإضافة إلى دراسات عن بتهوفن معزوفة التحدي وطه قنديل هذا الوطن .. وهذا على سبيل المثال .
• جبت المدن والمحافظات المصرية و نشرت إبداعك فماذا تقول عن مصر التي في خاطرك ؟
أقول :
لفيت ...
وحبيت ..
كل بيت فيكي
وكل شارع وحاره
وكل ميدان
لفيت وبصيت
وحسيت ببانيكي
وعرفت انه
م الرجال إنسان
الصبر صبه مباني
والحب بذرة غيطاني
ومنين أطول المعاني
للي بنى مصر
وأسس البنيان .
• هل حركة النقد تواكب حركة الإبداع ؟
حركة النقد من فترة طويلة ليست على إلمام كامل بكل ماتبدعه القرائح المصرية ومنذ أن بدأت الكتابة لم يكن أمام عيني وأنا أكتب (ماذا سيقول النقاد ) ؟ ولكن كان همي هو التوجه للناس والجماهير ومشاعرهم وفكرهم وكان التقدير الجماهيري هو حافزي الأكبر .
• ماهو التكريم الذي مازال بخاطرك ؟
عملت في السبعينيات بإدارة الشباب بمجلس مدينة شبرا الخيمة وكان رئيسها الرجل الفاضل عمر عبد الآخر وأحدثت حراكا ثقافيا وفنيا بجميع مراكز شباب المدينة بشكل ملحوظ حيث كانت الندوات والأمسيات وفى عام 1979 كان تكريمي من محافظة القليوبية وحصلت على شهادة بردى بتوقيع من الرئيس السادات مع جائزة مالية ثم توالت الجوائز والتكريمات وكان أخرها وأهمها تكريمي من مؤتمر اليوم الواحد الذي أقامته مديرية الثقافة بالقليوبية بحضور المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية وصدر الكتاب الذي درا حول مجمل مشواري الإبداعي .
• مادور الجوائز في حياة المبدع ؟
الجوائز هى الحصاد وليس على ما يقدمه المبدع من أعمال لذلك فالجوائز هى المسئولية التي تقع على كاهل كل من يحصل عليه لأنها تبصره بموقعه على خارطة ما يحدث وفى الوقت ذاته تدفعه إلى مزيد من التحقيق والتحقق والانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى أكثر نضوجا .
• ماذا تعنى هذه الكلمات من وجه نظرك : المال ـ القلم ـ الشعر ـ المسرح ـ العمال ـ جمعية أصدقاء على أحمد باكثير ـ السفر ـ الصداقة ـ الكتاب ؟
المال : لمواجهة متطلبات الحياة ودائما أقول ( اللهم أجعل المال في يدي وليس في قلبي ) لأنني أرى في العديد من الناس عبودية المال في ذواتهم .
القلم : كتبت له قصيدة كاملة في ديواني فتافيت الجمر وأذكر منها :
أما أنت يادي القلم
جواك فرح وشجون
ساعات بتجلب نعم
وساعات تودي سجون
الشعر : هو المبتدا وهو معشوقي .
المسرح : قلبي عليه لأنه يعانى العديد من المشكلات وأهمها انصراف الجمهور عنه ولا بد من التحديث على كل المستويات ليظل قادرا على الجذب والاستمرار .
العمال : أنا منهم وبهم اندفعت خطواتي الإبداعية الأولى إلى النور .
جمعية أصدقاء على أحمد باكثير : هذه الجمعية تم إشهارها عام 1996 وأسسها الفنان النقابي إبراهيم الأزهري وقد خلفته في رئاستها ولم أجد المساندة والتمويل ولذا فهى متوقفة منذ عام مضى .
السفر : أحببته في فترة الشباب وسافرت إلى ألمانيا والنمسا وهولندا والعراق وليبيا وزرت المدن والبلاد من أسوان إلى الإسكندرية ولكن أنا الآن فى مرحلة التأمل وأوجاع الجسد .
الصداقة : رحيق الحياة .
الكتاب : المعلم لكل من أحبه والصديق لمن لا صديق له .