مدخل في دراسة العلاقات الدولية :
مع انتهاء الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس عشر ميلادي , انقسمت أوروبا على نفسها إلى دويلات وإمارات صغيرة متناحرة في وقت كان في الإسلام يتمدد وينتشر , والقارة الأمريكية الجديدة تنمو وتزدهر وأوروبا تتصارع بين مؤيدين للحكم الكنسي ومؤيدين للحركات الإصلاحية ودارت بين الطرفين حروب استمرت ثلاثين سنة ما بين أعوام (1618-1648) حيث انتهت هذه الحرب بمعاهدة وستفاليا عام 1648م لتكون البداية في وضع أسس العلاقات الدولية والتي أقرت مبادئ / المساواة بين الدول المستقلة والاعتراف بالسيادة القطرية على حدودها . والدعوة لإقامة سفارات متبادلة بينها وإقرار قواعد قانونية دولية على شكل معاهدات معترف بها , تؤكد على التوازن والوفاق بين الدوليين والاعتراف بدولية البحار والمحيطات كأساس لحفظ معاهدات السلام وتثبيت أركانه إلا أن الطموح الفرنسي في التوسع خارج وداخل القارة الأوروبية , منافسة للتوسع الإمبراطوري البريطاني ... جعل الهدوء داخل أوروبا يضرب , بزيادة الصراع الاستعماري ما بين فرنسا وبريطانيا والذي تزايد مع قيام الثورة الفرنسية , والأطماع النابليونية التي وصلت إلى شواطئ الإسكندرية وعكا على السواحل المصرية الفلسطينية في بداية القرن التاسع عشر , وشهدت أيضاً مواجهات عسكرية بين فرنسا وبريطانيا في " أبو قير" براً وبحراً على السواحل المصرية .. انتهت بانسحاب القوت الفرنسية وتبعها نهاية نابليون , والتي مهدت لانعقاد مؤتمر فيينا سنة 1815م لإعادة الوفاق والتوازن الأوروبي ووضع أسس الترتيب الدبلوماسي وأعراف العلاقات الدولية , التي قسمت العالم إلى قسمين : 1) قسم الدول المستعمرة 2) فسم الدول المستعمرةَ
* ومع بداية انهيار الخلافة الإسلامية العثمانية التي انقسمت إلى قوميات عرقية ما بين : الإيرانية – التركية والعربية وإن ظلت شكلياً فقط تحت راية إسلامية واحدة . ثم جاءت الحرب العالمية الأولى أعوام ( 1914-1918) على خلفية التنافس الأوروبي والاستعماري , ما بين دول المحور الألماني – العثماني بمواجهة دول الحلفاء المتمثلة في فرنسا وبريطانيا بمساعدة أمريكا التي أنهت عزلتها عن العالم بالمشاركة في الحرب مع الحلفاء ومساعدتهم على تحقيق الانتصار العسكري على المحور الألماني – العثماني والذي كانت من نتائجه الاستعمار البريطاني الفرنسي على الوطن العربي وقيام عصبة الأمم المتحدة في تطور جديد للعلاقات الدولية يقوم على أساس التوازن والتوافق والأمن الجماعي واحترام الدول المستقلة , وحددت ثلاثة عناصر لقيام الدولة هي:
1) الشعب 2) الأرض 3) النظام :
أي السكان والإقليم والسلطة المنظمة ..!!
• ويقول الأستاذ / هيكل : أن تاريخ الفعل الإنساني عرف ثلاثة مسارات رئيسية هي : مسار الفكر والثقافة أي الحضارة – ومسار الإنتاج والتراكم أي الثروة – ومسار السيطرة والصراع أي قوة السلام " وأن الحضارة الإنسانية واحدة صبت فيها شعوب وأمم وأقاليم الدنيا على طول التاريخ كأفضل ما توصلت إليه من رقي وتقدم وإن كل مجتمع أنتج ثقافة انتشر منها النافع والمقبول إلى العالم المفتوح " بدئاً بثقافة الزراعة من الشرق الأدنى إلى العالم كله وتطورت إلى ثقافة التجارة والصناعة ثم ثقافة الاتصالات والمواصلات التكنولوجية , إن هذا التواصل الحضاري يقول للجميع أنه عالم واحد وبالتاريخ إنها تجربة مشتركة متصلة للجميع "