مأساة مجتمعية عراقية بإنتحار طالب طفل! فاشل دراسيا
هل سمعتم اوقرأتم أن في العراق مؤسسات اكاديمية تخصصية – بحثية تنبش تماما كمن يبحث عن الذهب في التراب، كل الحالات المجتمعية العراقية وتحلل أسباب حدوثها وتوثّقها وتؤرشفها وتنشرها على الملأ لكي تستفيد منها كل أصناف الناس وتنتفع بإيجابية حدوثها.. ولتعزيز المواقف الناهضة منها مجتمعيا بالعمل الخيري وتدرأ خطر المؤلم منه حتى لايتكرر ويصبح مادة دسمة للصحافة المشغولة في العراق كل يوم بمليون حدث تنشره ولاتعّلق عليه لإنها قد لاتملك المحرر البارع الثاقب البصيرة والمتحسس معاناة الحدث...والمختص والخبير بحكم تراثية التكرار الآلمي العراقي...وإن ملكته فهو لايستطيع اللحاق بماراثون الخبر اليومي التعيس الهادر موجة بعد موجة..إعذروني على تسطيرها.. فكل الكلمات ستموت وتُنسى ويملء الصدأ حاويات تجميعها الإفتراضية... ولايمليء الصدى ضجيج تراجيدية حدوثها... بالنسبة لي لم اطلّع ان هناك مراكزا عراقية بحثية تنتقي مما تراه في الواقع وتنشره وتمحّصه وتهب لنا مجانا توصياتها الرادعة لمنع تكرار حدوث المؤذي والمؤلم وماأغزره!!!! وتمنع تمدده الحراري وتقينا إنشطاره وتشظيه حزنا دافقا في النفوس العراقية التي تعلمت تذوق العلقم منذ متى؟ ليس مهما... الخبر الصادم...لكل أب ولكل أم ولكل عائلة ولكل قاريء وسامع ومتابع وحتى لغير الآبهين!!! ان طالبا عراقيا في الثالث المتوسط أي في المرحلة الدراسية التاسعة لمن لايعرف المراحل الدراسية العراقية العريقة...أنتحر؟!!! ولكن كيف أنتحر؟ أنتحر...بإطلاق النار على رأسه لعدم دخوله الإمتحانات الوزارية!!! أين كان اهله وقت الحادث؟أين كانوا طيلة فترة دوامه الدراسية وهم لايتابعون حالته النفسية المصدومة وقد يكون لإصدقائه ومدرسيه دورا في معاناته؟ بل وهنا الطامة الكبرى!!!؟ كيف توفّر له السلاح بهذه الكيفية المرسومة ليعرف حتى إستخدامه ويقتل نفسه؟ماهو دور مدرسته؟ من سيدرس هذه الحالة وهل حقا هناك صحة نفسية مدرسية عراقية .. حتى اناملي ترتجف!!فهو هنا تقمّص زي أبني وتقمصّت دور أبيه!! كيف ستكون الفاجعة؟ مع الأسف على الوطن والإعلام والصحافة وجيل الألأف منهم وهم مشغولون اليوم بالتسقيطات السياسية والمناكفات والحرب الشعواء لإن الإنتخابات تطرق الأبواب وهذا الحادث لولا عدم وجود من يهتم ...لما حصل وانتزع القلب من قفصه المدّمر أصلا بصبر مايحدث...لوكان الحادث حصل في أمريكا او لندن لتصّدر كل الجرائد العالمية كالواشنطن بوست والديلي ميرر والديلي ميل ولكننا مع الآسى.... حتى العيون جفت من الدمع والتأثر لانها مصدومة صدمة بعد آخرى... سننسى الطفل وفاجعته ولكن مقعده الدراسي سوف لاينساه وسوف تفتقده عيون امه المهملة...وأصدقائه سوف يحضرون تشييعه أما نحن المذبوحون صبرا...فسننقب من جديد عن تراجيديات منسية عراقيا لالكي نسطرها بل لتسحق كرامتنا في الأمل بعراق جديد!
عزيز الحافظ