-
قال إبليسُ : { ولاَ تجدُ أكثَرَهم شَاكرينَ }
قال إبليسُ : { ولاَ تجدُ أكثَرَهم شَاكرينَ }
بقلم / ربيع بن المدني السملالي
ما أجملَ أن يعيشَ المؤمنُ مع كتاب ربه في هذا الشهر الفضيل بصدق وإيمان وإخلاص ، فيتدبّر آياته ويتفيأ ظلالَه الوارفة ، ويتأمل كل آية تمرّ به ما وسعه التأمّل ...مُسترشدا في ذلك بكُتب التفاسير التي خلّفها أسلافُنا الأبرارُ (عليهم رحمة الله) / أو تفاسير غيرهم من المعاصرين ...(( والحياة في ظلال القرآن نعمةٌ . نعمة لا يعرفها إلاّ من ذاقها . نعمة ترفعُ العمرَ وتُباركه )) كما يقول سيد قُطب .
في يوم من هذه الأيام المباركة كنت أشنّف السّمع وأمتع الرّوح بتلاوة نديّة جاد بها علينا الشيخُ الكريمُ (( ماهر المعيقلي )) جزاه الله خيرا
إذ لفتت انتباهي هذه الآيةُ الكريمةُ من سورة ((الأعراف)) وكأني أسمعها أول مرة : { قال فبما أغويْتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم (16) ثمّ لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولاَ تجدُ أكثَرَهم شاكرين } ...
فوقفت متأملا قولَ إبليس اللعين : ((ولا تجد أكثرَهم شاكرين)) ، فقلت في نفسي وكيف علم اللعينُ بذلك ؟ ...
فعرّجتُ على بعض كتب التفسير التي بين يدي لأشفي غلالتي في معرفة ذلك ...فوجدتُ الآتي :
قال الإمامُ البغوي :
فإن قيل : كيف علم الخبيثُ ذلك ؟ قيل : قاله ظنّا فأصاب . قال الله تعالى : {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه } . اهـ
قال الحافظُ ابنُ كثير :
قال ابنُ عبّاس : ((ولا تجد أكثرهم شاكرين)) موحّدين . وقول إبليس إنّما هو ظنّ منه وتوهم ، وقد وافق في هذا الواقع ، كما قال تعالى : { ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه إلاّ فريقا من المؤمنين . وما كان عليهم من سلطان إلاّ لنعلم من يؤمنُ بالآخرة ممن هو منها في شكّ وربّك على كلّ شيء حفيظ } [ سبأ : 20 . 21 ] . اهـ
قال العلاّمة الزمخشري :
قال تظنينا بدليل قوله : {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه } وقيل : سمعه من الملائكة بإخبار الله تعالى لهم . اهـ
وقال العلاّمة الشوكاني :
أي وعند أن أفعل ذلك لا تجد أكثرهم شاكرين لتأثير وسوستي فيهم وإغوائي لهم ، وهذا قاله على ظنّ ، ومنه قوله تعالى : {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه } ، وقيل إنه سمع ذلك من الملائكة فقاله ، وعبر بالشكر عن الطاعة ، أو هو على حقيقته وأنهم لم يشكروا الله بسبب الإغواء . اهـ
وقال الشيخ العلاّمة السّعدي :
وإنّما نبّهنا الله على ما قال وعزم على فعله ، لنأخذ حذرنا ونستعد لعدونا ، ونحترز منه بعلمنا ، وبالطريق التي يأتي منها ، ومداخله التي ينفذ منها ، فله تعالى علينا بذلك ، أكمل نعمة . اهـ
وقال الإمامُ المراغي :
أي ولا تجد أكثرهم مطيعين لك ، شاكرين لنعمك عليهم ، في عقولهم ومشاعرهم ومعايشهم وفي كل ما يهديهم إلى تكميل فطرتهم من تعاليم رسلك لهم ، بل الأقلّون هم الذين يتبعون ذلك ، وقد قال إبليس ذلك عن ظنّ فأصاب لقوله تعالى : {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه } . اهـ
قال علاّمةُ العصر الشيخُ محمد الأمين الشنقيطي :
هذا الذي ذكر إبليسُ أنّه سيوقع بين آدم فيه قاله ظنّا منه أنهم سيطيعونه فيما يدعوهم إليه حتى يهلكهم ، وقد بيّن تعالى في سورة ( سبأ ) أن طنّه هذا صدق فيهم بقوله : {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه } .
قال الأديبُ الشيخ عبد الكريم الخطيب :
وهذا موقف يدعو الإنسان أن ينتصرَ فيه لنفسه ، وأن يخزي إبليس ، ويتحدّى سفاهته ، ويقفُ منه موقف العدو لعدوّه ، في ميدان القتال ...
وكتب ربيع بنُ المدني في 7 رمضان 1432 هـ
-
مثقفة فلسطينية خريجة لغة انكليزية
صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم وجزاك الله الجنة
شذى
-
قال تعالى
ومااكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين
سورة يوسف
واكثرهم للحق كارهون
وغيرها من الآيات التي تبين حقيقة الانسان
/
بوركتم
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى