من أجل ابتسامة.. قافلة طبية تطوعية
أسامة جاد
محافظ قنا ود.عماد الطيب مع احد أطباء الفريق
"عملية من أجل ابتسامة".. عنوان برنامج لقافلة طبية متخصص في عمليات التجميل؛ وذلك لإجراء جراحات تجميلية تعيد الابتسامة الطبيعية للشفاه، كحالات الشفة الأرنبية وتشوهات سقف الحلق.
تأتي زيارة القافلة كجزء من برنامج تنظمه المنظمة الدولية ويشمل إرسال 40 قافلة إلى 25 دولة، وكان نصيب مصر منها قافلة واحدة، ووقع الاختيار على محافظة قنا بجنوب مصر؛ لتكون مركز إجراء الجراحات.
تم خلال الزيارة فحص 350 حالة واختيار 150 منها، وأجريت جراحات لأكثر من 90 مريضًا، وذلك في الفترة من 8 إلى 20 نوفمبر 2007.
وبالرغم من اختيار قنا كمركز لإقامة العمليات فإن الاستفادة شملت مرضى من مناطق أخرى كأسوان والبحر الأحمر. ويهدف البرنامج إلى توفير مثل هذه الأنواع من العمليات لمحدودي الدخل؛ نظرًا لمحدودية قدرتهم في الإقدام على مثل هذه الجراحات "الكمالية" بسبب تكاليفها الباهظة، وهو ما يؤكده الدكتور عماد الطيب المدير التنفيذي المشرف على القافلة وأحد أعضاء الجمعية الأم.
تعاون وتكامل
ولجمعية Operation Smile إنجازات متعددة، يذكر تيموثي كوين أحد المسئولين في القافلة أن خدماتها شملت 25 دولة، وذلك خلال 25 عامًا هي فترة دخولها العمل التطوعي، بدأت في الفلبين، حيث أسسها دكتور بيل ميجي وزوجته كاثي، وتوالت مشاركة بلدان العالم في الجمعية والتي تركت بدورها لكل بلد حرية التعامل مع الحالات لديها، ومع فكرة جمع التبرعات بالأسلوب الذي تراه مناسبًا.
وحول مدى انتشار مرض الشفة الأرنبية -وهو عيب خلقي- قال تيموثي: إن هناك حالة من بين كل 750 طفلاً في العالم مصاب، الأمر الذي رفع من أهمية الجراحات التجميلية لها، خاصة مع ما تسببه من الأذى النفسي للأطفال، ناهيك عن الصعوبات في تناول الطعام وممارسة الحياة اليومية بشكل اعتيادي.
ويشدد تيموثي كوين على أن الشفة الأرنبية لا تعتبر واحدة من أنواع الإعاقات الجسمانية، سواء الحركية أم الذهنية، إلا أنه يشدد على دورها في إحداث إعاقات نفسية قد يستغرق علاجها زمنًا طويلاً.
90 حالة مختارة
واختار الفريق هذا العام 90 حالة لعمل الجراحة، وهي الحالات الأكثر حاجة للتدخل الجراحي، وشارك في اختيار الحالات عدد كبير من الجمعيات الأهلية في مصر.
ويقول تيموثي كوين إن القافلة لديها أولويات، فيأتي مثلاً علاج الشفة الأرنبية في المقدمة، ومن ثَم عمليات السقف المفتوح للأطفال أقل من 6 سنوات، ومن ثَم للأطفال الأكبر سنًّا، ويتم تحديد الحالات التي تحتاج إلى جراحات عاجلة والأخرى التي يمكنها الانتظار.
وشارك في القافلة أطباء من جنسيات مختلفة معظمهم من الولايات المتحدة وكندا، وهناك متطوعون من إيطاليا أيضًا.
بعيدًا عن نزاعات السياسة
أما عن القضايا التي قد تواجه الجمعية في عمل قوافلها، وخاصة ما يتعلق منها بالقضايا السياسية، فقد قالت كلير إنهم كثيرًا ما واجهوا صعوبات ناجمة عن أوضاع سياسية شائكة، فمثلاً لعلاج حالات من الضفة الغربية في فلسطين اضطرت القافلة لنقل الحالات في الأردن، كما أنه بالطبع لا يمكن إرسال قوافل إلى مناطق النزاع مثل دارفور أو الصومال وغيرها، فهم في الأساس متطوعون، ويجب الحرص على سلامتهم.
وحول مصادر تمويل الجمعية يقول تيموثي كوين إن هناك موقعًا للجمعية على الإنترنت، ويمكن التبرع من خلاله لمن شاء وهو موقع عنوانه www.operationsmile.org ،فيما تترك الجمعية
لفروعها في الدول المختلفة الحرية في الحصول على مصادر الدعم اللازمة لها.
دورات للأطباء والممرضين
وأبدى النقيب محمود الهواري من مديرية أمن قنا إعجابه الشديد بالدور الذي يقوم به أعضاء القافلة، حيث يعملون لمدة 12 ساعة يوميًّا، في الوقت الذي يستطيع الطبيب منهم الحصول على ما لا يقل عن ثلاثة آلاف دولار نظير العملية الجراحية الواحدة.
ولا تكتفي الجمعية بتطوع الأطباء المحترفين، بل أيضًا تقيم دورات تدريبية للفرق من أطباء وممرضين وجراحين، حيث كان هناك أربعة تدريبات سابقة للأطباء خلال العام الماضي، فيما أنجزت الجمعية منذ نوفمبر 2006 وحتى الآن ثلاث مهمات وثلاثة تدريبات كانت ناجحة إلى حد كبير.
وحول تسجيل جمعية Operation Smile في مصر تقول كلير تينّي إنها سجلت منذ ثلاثة أعوام تقريبًا كجمعية أهلية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وهناك تعاون وثيق بين الجمعية في مصر وبين الجمعية الأم.
اسلام او نلاين
الصورة في المرفق
محافظ قنا ود.عماد الطيب مع احد أطباء الفريق